رواية عذاب وانتقام الفصل الحادي عشر11 بقلم هنا عادل
عذاب وانتقام
الفصل الحادي عشر
سيدة لأنها متعودة على علامات ألاستجابة لأعمالها، فكانت عارفة ان ظهوره لها بالشكل ده معناه انها نفذت المطلوب منها وان العمل اللى هي عملته لكمال هيبدأ يشتغل، وفعلا هو ده اللى حصل...كل يوم كانت كمال حالته بتسوء أكتر واكتر، خرج من المستشفى بعد ما اتأكدوا ان هو مش بيعاني من اي امراض او اي اشتباهات حتى، كل الفحوصات اتعملت لدرجة ان فحوصات امراض الدم والاورام كلها اتعملت، حتى المناطق اللى كان فيه شك في انها ممكن يكون فيها اي مشكلة سحبوا منها عينات وحللوها...وكلها ايام كانت بتعدي وكمال حالته بتبقى اصعب وكل النتايج بتقول ان هو مش بيعاني من اي حاجة...مع كل ده فاطمة بقيت تقصر مع البيت ومع الاولاد من الحاجات اللى خليت سيدة ترجع تاخد خالد مرة تانية للبيت عندها طبعا بموافقة مجدي، اما كمال فى الفترة دى كان مش فايق ولا حاسس بأي حاجة وصدمة اخواته باللي بيحصله خليتهم مش مركزين غير معاه، بطن سيدة بتكبر وعادل لسة فى الغيبوبة لا بيفوق ولا فيه جديد...أما سيدة بتمارس كل انواع العذاب حرفيا في خالد.
سيدة:
- واد ياخالد، ايه رأيك ننام هنا؟
خالد بخوف:
- ننام هنا فين يا ماما سيدة؟
سيدة:
- هنا فى الطراوة، على السطح...مش انت بتقول عايز تنام علشان صاحي بدري، أنا هخليك تنام وترتاح.
خالد:
- بس انا خايف، السطح مفيش فيه سور، وممكن نقع.
سيدة:
- لاء متخافش، ماهو انا هنام جنبك مش هتقع، يلا تعالى ننام شوية فى الهوا الحلو ده، علشان لما نصحى نروح نزور عمك وامك فاطمة، ولا انت مش عايز تروح؟
خالد:
- لالا، عايز اروح اشوفهم، خلاص ننام شوية بس امسكينى كويس علشان مقعش.
سيدة:
- اه اومال ايه، همسكك طبعا، يلا نروح ننام.
فعلا خدتني سيدة ونمنا على السطح قرب السور اللى مش موجود لكن كنت انا نايم من جوة وهي من على الحرف، وده اللى كان مخليني مطمن شوية من ناحيتها برغم ان مفيش اي حاجة من ناحيتها تطمن، لكن بسبب تعب جسمي وقلة النوم والتعب اللي بتعبه معاها فى شغل البيت طول اليوم نمت ومحسيتش بنفسي...حتى محسيتش بيها لما شالتني من مكاني وطلعتني من برة، متوقعتش ابدا انها ممكن ترميني من على السطح وهي عارفة ان كل الاتهامات فى اللحظة دي هتتوجهلها هي، لكن اللى حصل كان اكبر مني ومنها كمان.
في بيت كمال فاطمة قاعدة حاطة ايديها على دماغها وقصادها ابوها وراوية اخت كمال اللى كان نايم على السرير فى اوضته.
راوية:
- طيب هنعمل ايه تاني يا فاطمة؟ أحنا مسيبناش دكتور مروحناش عنده؟
عبدالله بحزن:
- ولا فيه حاجة مكشفناش عليها، ده حتى اللهم احفظنا المرض الوحش عملنا كله تحاليله، يبقى في ايه تاني بقى؟
فاطمة بعياط:
- مش عارفة يابابا، انا خلاص تعبت... مش عارفة ايه سبب اللى بيحصل ده لا نفسيا فيه حاجة شايل همها الحمد الله امورنا كانت ماشية كويس، ولا صحيا هو بيعاني من حاجة، يبقى ايه سبب اللى هو فيه ده بقى يارب؟
راوية:
- انا خايفة والله ومش عارفة افكر، اصل يعني كل الدكاترة قالوا مش بيعاني من اي حاجة واحنا مش هنفهم اكتر منهم يعني.
عبدالله:
- وبعدين كمال طيب وكويس، يعني مالهوش في البطال علشان الواحد يقول ان اللى بيجراله ده بسبب ماشيه العوج.
فاطمة بدموع:
- بقى نفس داخل خارج من غير روح يا بابا، بيروح مني وانا واقفة مش عارفة اعمله ايه، هموت لا حاسة بالدنيا ولا باللي بيجرى فيها بسببه.
راوية:
- أنا هتصل بأختي بكرة أن شاء الله، هما هناك في البلد اللى هما فيها دي بيعالجوا بالاعشاب والوصفات، لهم حاجات غريبة كده نتيجتها بتبقى مضمونة، هقولها الحالة اللى هو فيها ويمكن تكون عندها وصفة تنفعنا.
فاطمة:
- طيب وهتعرف هي تفهم الحالة؟ وبعدين هتبعت الحاجة لو فهمت حالته تفتكري ممكن تفيده بجد ولا ممكن تأذيه اكتر ما هو؟
راوية:
- خليني بس بكرة اكلمها واقولها، ونشوف هتعمل ايه، دى مرة جابت لأمى عسل مخلوط بزيت علشان خاطر رجليها كانت مش بتتحرك...تاني يوم كانت امي ماشية عليها رهوان.
فاطمة عنيها لمعت:
- ربنا يسمع منك يا راوية، ياريتك بعتيلها ولا كلمتيها من وقت اللى حصل.
راوية:
- راحت من بالي والله، وبعدين قولت اكيد فيه دكتور واحد ممكن يكون رأيه غير رأي اللى روحنالهم كلهم، كنت لحد اخر وقت مقتنعة ان اكيد اخويا عيان بمرض لسه متعرفش هنا.
فاطمة:
- ربنا يسترلك بناتك تكلميها الصبح.
راوية:
- لو مش عارفة انها مش في بيت اهل جوزها دلوقتي كنت اتصلت، لكن هي بتمشى من عندها الساعة 4 وهي معندهاش تليفون في بيتها، الصباح رباح.
فاطمة:
- هات العواقب سليمة يارب.
كنت نايم ومش حاسس بالدنيا، الهوا اللى كان على السطح مع وقت المغربية خلاني أستسلم للنوم فى لحظات، لكن اللى شوفت كان غريب، شوفت نجمة بتلمع اوي للدرجة اللى خليت عنيا تقفل من ضوئها اللى اتصدر فى عنيا للحظات وسمعت صوت جميل اوي وهو بيقول وانا مغمض عيني:
- قوم من مكانك يا خالد، اصحى لسة مش ده وقت النوم.
خالد بنوم:
- انا تعبان اوى، عايز انام وارتاح.
النجمة:
- هترتاح يا خالد، بس لسه انت لازم تفضل صاحي، لما ميعاد نومك ييجي مش هي اللى هتختار، وهتلاقيني مستنياك.
خالد بأبتسامة:
- هتستنيني؟! انتي مين؟
النجمة:
- أنا اللى غلطت فى حقك اكبر غلطة، انا اللى سيبتك علشان يحصل فيك كل اللى بيحصل ده، حقك عليا، سامحني وادعيلي ربنا يسامحني.
خالد:
- يعني مين انتي؟
ومن قبل ما ترد عليا حسيت ان النجمة دي قربت مني جامد جدا للدرجة اللى خلتني احس انها هتكون سخنة للدرجة اللى تحرقني...اصل دايما كنت بفكر ان النجوم دي شموع منورة فى السما، لكن لقيتها ضمتني جامد وجسمي مش حاسس بيه كأني فراشة فى الهوا، ونقلت مكاني وهي بتنيمني بالراحة وبتقولي:
- فتح عنيك يلا، أنا معاك دايما وهخلي بالي منك، لحد ما نتقابل.
فتحت عنيا وأنا مبسوط اوي بالصوت اللى سمعته، بالحنية اللى بتمناها لكن لقيت نفسي على السطح وجنب سيدة اللى كانت نايمة على الحرف بشكل يخوف، للدرجة اللى خلتني اخاف وانا بصحيها احسن تفكر اني انا عايز اوقعها من على السطح.
- ماما سيدة، اصحي انتي نايمة على الحرف خالص.
سيدة بتفتح عنيها بكسل:
- نام يا مخفي اتخمد، انا لسه مخلصتش منك؟
خالد:
- ياماما سيدة قومي انتى هتقعي، انتي نايمة على الحرف.
فتحت سيدة عنيها بتركيز وهي بتبص حواليها ومجرد ما لفيت رقبتها الجنب التاني لقيت الشارع تحتها على طول وهي على حافة السطح بالظبط، أتفزعت للدرجة اللى خليتها تتخيل انها هتقع من الدور الثامن، لكن أنا من خوفي لقيت نفسي بصرخ بصوت عالي وبجري على السطح وانا بصرخ يمكن حد يسمعني، وهي بتحاول تمسك نفسها وتبعد عن حرف السور طلعت جارتنا اللى ساكنة فى الدور الثامن على صوتي وجريت عليها لما لقيتها مش قادرة تقوم من على الارض بسبب بطنها الكبيرة بسبب الحمل، وساعدتها انها تقوم.
الجارة:
- انتى ايه اللى نيمك كده ياست أم عادل؟ انا لولا صوت خالد مكنتش طلعت السطح، انا مش متعودة اطلع هنا خالص.
سيدة بتاخد نفسها وبتبص ليا بصات مش عارف اذا كانت شكر على اني ساعدتها او لحقتها قبل ما تقع، ولا تحذير على ان اللى جاي اسواء من اللى فات بسبب اني انا نمت من جوة بعد ما هي نقلتني علشان انام من برة على امل اني اقع؟ ولا حتى عارف اذا كانت دي نظرة معناها عقاب لأني مموتش...كنت فعلا مش فاهم معناها ايه لكن الجارة قاطعت نظراتها دي:
- تعالي يا أم عادل انا عارفة الحمل اوقات يخلي الواحدة مش قادرة تاخد نفسها، لما كنت حامل كنت بنزل اقعد على رصيف الشارع.
سيدة وكأنها ما صدقت مسكت الطوق اللى هتغزل بيه الكدبة اللى كانت بتدور عليها:
- أأأأأه...مش عارفة اخد نفسي، كله جالي ورا بعض خلاني لا طايقة البيت ولا عارفة انام فيه، ابني اللى مش نايم فى بيته بقاله شهور، وامي اللى لسه مكوية بنارها...حتى عم العيال اللى حاله العالم بيه ربنا كل حاجة كاتمة على نفسي تعباني.
الجارة:
- الحمد لله انها جت سليمة، المفروض الجيران يلموا من بعض ويعملوا السور ده، برافو عليك يا خالد، أنت انقذت ماما.
خالد ببرأة:
- النجمة هي اللي....
سيدة بمقاطعة:
- كتر خيرك تعبتك معايا، يلا استأذنك انا علشان أخد خالد ونروح نزور عمه بقى.