اخر الروايات

رواية ارملة اخي الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة الالفي

رواية ارملة اخي الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة الالفي



                    
جحظت عيناه بصدمه وهو يتبادل النظرات بينها وبين الداخل بقلق ثم همس بصوت خافت 

+



                    
- أنتي ايه اللى جابك هنا ..؟ 

+



                    
نظرت له بصدمه : ايه جابني ... أنا كنت فاكره هتفرح لم تشوفني .

+



                    
همس بتردد : أكيد فرحان طبعا بس اتفاجئت بيكي 

+



                    
ابتسمت برقه ثم اقتربت منه بدلع : وياتري عجبتك المفاجأة

+



                    
ابتلع ريقه بتوتر : اه جدا 

+



                    
- ايه مش هتقولي اتفضلي ؟ أنا نفسي اشوف شقتك ولا أقول شقتنا

+



                    
جحظت عيناه بصدمه وهتف بحده : ماينفعش يا جودي تجيلي البيت وكمان أنا اهلي عندي، يعني الوقت مش مناسب 

+



                    
تحدثت بغضب : طيب يعني مش لوحدك ايه الغلط فى كده وبعدين فرصه اتعرف على عيلتك 

+



                    
هز راسه نافيا : ماينفعش دلوقتي، ماحدش عنده علم بارتباطي، بعدين يا جودي 

+



                    
زفرت بضيق : طيب أنا كنت عايزه اتكلم معاك، هنخرج ولا ايه ؟

+



                    
نظر لساعه يده : ممكن بعد ساعه فى نادي الشرطه، ماينفعش اسيبهم دلوقتي هم لسه واصلين من البلد 

+



                    
- اوكيه هنتظرك باي 

+



                    
- باي 

+



                    
زفر بضيق بعدما غادرت من امامه تستقل المصعد ليهبط بها، عاد يتنفس بارتياح ثم أغلق الباب ودلف بهدوء لداخل ..

+



                    
اما عن جودي فقد شعرت بالغضب بسبب تلك المعامله وحاولت التماسك وهى تقود سيارتها متوجها الى النادي لتتحدث معه عن القرار الذي اتخذته بخصوص علاقتهم معا ..

+



                    
_______

+



                    
ابدلت قدر ملابسها بثوب اصفر كناري يحتضن خصرها بحزام بني رقيق ووضعت حجابها البني وظلت تبحث بالحقيبه عن الانسيال الذي لا يفارق معصم يدها، بعدما تأكدت من عدم وجوده، شعرت بالحزن وقررت مغادره الغرفه والعوده الى غرفتها تبحث عنه .

+



                    
لمح فارس طيفها وهى تسير حافيه القدمين وتسير بخفه على اطراف اصابعها ثم دلفت الغرفه على الفور ونست اغلاق الباب خلفها .

+



                    
ضيق مابين حاجبيه ثم نظر الى والدته ليجدها منشغله بالطعام، لحق بقدر واغلق الباب خلفه .

+



                    
- بتعملي ايه هنا دلوقتي ؟

+



                    
شهقت بخضه ووضعت كفها اعلى صدرها تسترد انفاسها بهدوء ثم همست بصوت رقيق : فى حاجه مهمه بدور عليها ومالقتهاش فى الشنطه،فجيت هنا عشان اشوفها راحت فين ؟

+



                    
اقترب منها بهدوء وهمس بجديه : وايه هي الحاجه المهمه دي ؟

+



                    
همست بحزن : انسيال بتاعي وغالي عندي اوي 

+


ابتسم بخفه : شكله ايه الانسيال ده 

+



- فى نجوم وقلوب صغيره، وده ذكري باقيالي من سند، لازم القيه 

+



عادت تكمل بحث عنه تحت انظار فارس 

+



نظرت له بتسأل : ماشفتهوش 

+



هز راسه نافيا ليستمع إليها تهمس بحزن : هزعل اوى لو ضاع، تفتكر ممكن يكون وقع مني فى البيت المهجور 

+



تنهد بضيق ثم ابتعد عنها يغادر الغرفه  وقف امام الباب ونظر لها بجديه : ماعرفش، ممكن تدوري عليه بعدين مش دلوقتي .

+



هزت رأسها بتفهم ولحقت به، توجه فارس الى غرفته اما هي فقدت توجهت الى المطبخ لتقف بجانب راجيه، التى ابتسمت لها بحب : ماتتعبيش نفسك يا حبيبتي، أنا خلصت الوكل

+



قبلت وجنتها بحب : تسلم يدك يا ست الكل، وآني بخير مش تعبانه بالعكس مبسوطه جوي جوي وأنا فى وسطيكم 

+



ربتت على كتفها بحنان : ربنا مايحرمنا من لمتنا الحلوه يا حبه عيني وربنا يرضاكي يارب ويعوضك خير 

+



 - عنك بقي يا ست الكل، هكمل أنا ورحمه سند عندك اقعدي انتي ارتاحي

+



تنهدت بحزن وجلست اعلى المقعد تنظر لقدر بحزن وتتذكر ابنها الراحل ..

+



_____

+



وقف فارس امام دولابه الخاص ثم مد يده داخل سترته المعلقه بالدولاب واخرج من جيبها الانسيال الذي تبحث عنه قدر، ظل يقلبه بين راحه يده ثم فتح الصندوق الخاص بشقيقه سند ووضعه به واغلقه ثانيا ودسه بالدولاب كما كان، ثم غادر الغرفه وقرر ان يجلس مع والده ريثما ينتهون من إعداد الطعام ..

12



_____

+



انتهت قدر من وضع الصحون اعلى المائده ثم دلفت نخبرهم بتناول الطعام .

+



وقف يونس يتكئ على عصاه وسار فارس جانبه الى ان جلس يونس ثم جلس فارس بالمقعد المجاور لوالده وعلى الجانب الآخر جلست والدته ثم قدر جلست جانبها وبدءو فى تناول الطعام .

+



كان يختلس النظر إليها من حين لاخر ولمح نظرات عينيها الحزينه التى تحاول ان تداري ذلك الحزن، زفر بضيق ونظر الى والده .

+



- معلش يا حاج ورايا ميعاد مهم ولازم أتحرك،وان شاء الله مش هتاخر 

+



ربت والده على كف يده : ربنا امعاك ويعينك يا ولدي، روح شوف مصالحك يا حبيبي 

+



نهض من مكانه وقبل رأس والده ثم اقترب من والدته يقبل رأسها هى الاخرى ونظر الى قدر 

+



- لو فى حاجه يا قدر كمليني 

+



- حاضر 

+



وكزتها راجيه فى رسغها وهمست لها بصوت خافت : روحي ورا راجلك وشوفيه محتاج حاجه 

+



ابتلعت ريقها بتوتر وانصاغت لحديث راجيه، ولحقت به الى حيث باب الشقه .

+



دلف لغرفته يحضر مفاتيح سيارته وهاتفه ثم غادر الغرفه وسار الى حيث وجهته وقبل ان يفتح باب الشقه استوقفه صوتها الهامس، نظر إليها بلهفه .

+



        
          

                
تطلعت اليه بخجل ولم تجد كلمات تنطق بها وهو أيضا ظل يحدق بوجهه الملائكي ثم لاحت ابتسامته واقترب منها برفق يطبع قبله حانيه اعلى جبينها وغادر المنزل دون ان يتفوه بكلمه واحده ..

+



ظلت تحدق فى الفراغ بصدمه تحاول استيعاب ما حدث قبل لحظات، لتجد وجنتها تشتعل بحراره الخجل بسبب تلك القبله ..

+



______

+



صفا سيارته امام النادي ثم ترجل منها وتقدم فى خطواته باحثا عنها، وجدها جالسه تهز بارجلها بقوه ويبدو على ملامحها الغضب .

+



وقف امامها يتنهد بهدوء ثم جلس بالمقعد المقابل لها : على فكره أنا ماتأخرتش، أنا مواعيدي دايما مظبوطه 

+



هتفت بحده : فعلا مواعيدك مظبوطه، أنا اللى دايما باجي بدري 

+



 اشار الى النادل ثم نظر لها بتسأل : ها هتشربي ايه ؟

+



- مانجه 

+



نظر فارس للنادل : واحد مانجه والقهوه بتاعتي 

+



هز راسه متفهما : تحت امرك يا فارس باشا 

+



ساد الصمت بينهم  الى ان قطعه فارس : اتكلمي يا جودي أنا سامعك،مش معقول هتفضلي ساكته بالشكل ده وانتي طالبه تتكلمي معايا، اتفضلي أنا سامعك .

+



تحدثت بتردد : كنت مستني مني اخد قرار بخصوص ارتباطنا، أنا مواقفه تفضل مرات اخوك على ذمتك، بس عندي شروط 

1



تنهد بضيق ثم هتف بجديه : أولا ماسمهاش مرات اخوك لأنها مراتي وبتحمل اسمي أنا وثانيا أنا ما حدش يفرض شروطه عليه ولا حتى رأي ولو عندك طلبات أحب اسمعها .

2



- اوكيه يا فارس، طلباتي تكون ليه أنا وبس وهى مجرد زوجه على ورق وتقدر تربي ابن اخوك زي ماانت عايز، بس لم تحب تشوفه او تقعد معاه هكون معاك، بمعني مافيش أي علاقه بينك وبينها وحقك تتكفل بيها وبمصاريف الولد أنا مش هعترض على ده 

+



تحدث بسخريه : والله، لا بجد كتر خيرك ماتعترضي عادي 

+



- فارس أنا مابهزرش أنا بتكلم بجد 

+



- ولا أنا بهزر يا جودي وكل كلامك ده مرفوض وأنا مااقبلش بيه 

+



- يعني ايه ؟  لاحظ ان بحاول اتحمل الوضع عشان بحبك، بس انت مش قابل بطلباتي رغم انها بسيطه وحقي احافظ عليك لان بحبك وبغير عليك ومش هتلاقي حد يحبك نص الحب اللى بحبهولك، 

+



لوي ثغره بضجر : أي حب ؟ عايز اعرف أي حب ده اللى بتتكلمي عليه ؟ بصي من الاخر طلبت منك تفكري هتقبلي بزواجي منك وانتي عارفه ان هيكون فى حياتي بيت تاني وحياة تانيه ملزومه مني ومسئوليتي، وسبتك تاخدى كل وقتك تفكري، مش عشان تيجي تقوليلى الكلام الفارغ ده، أنا ما اقدرش اظلم حد ولو على حساب نفسي يا جودي، أنا وكيل نيابه بحقق وبجيب حق المظلوم لا يمكن أكون ظالم فى يوم من الايام، انسي أي ارتباط بنا، عشان اختياري مش هيعجبك .

1



        
          

                
- انت بتفضلها عني أنا ؟ بعد لم جيت على نفسي وعلى كرامتي، ده يكون ردك انت بترفضني أنا يا فارس، انت نسيت نفسك ولا ايه مش عارف قاعد مع مين،لعلمك أنا جايه اقابلك بعد الحاح من مامي لانها شايفه انك شاب كويس وبلاش اخسرك، لكن واضح ان كلكم غلط وأنا بس اللى صح، أنا اللى بنهي أي ارتباط بينا يا فارس باشا ومااقبلش اربط حياتي بحياة شخص صعيدي زيك متخلف لسه بيسمع كلام باباه .

12



ضحك بسخريه  وقبض على معصمها يمنعها الرحيل : انا بتشرف كوني صعيدي، انت فاكره انك بكده بتشتميني، ايوه أنا راجل صعيدي ومش عيب ولا يقل مني لم اسمع كلام ابويا، لاني شخص بار باهلي واتربيت وكبرت على كده، دي مش عادات ولا مفاهيم غلط لا دي تربيه وأخلاق وادب كبرنا عليه وفخور باصلي والصعيدي اللى مش عجابك دلوقتي، كنتي بس بتتشرفي ابص ليكي بس نظره، نسيتي ولا افكرك اتعرفنا على بعض ازاى،  بس أنا احتراما لوالدك مش هحاسبك على طريقتك عشان انا راجل وماينفعش ارد بغير كده .

9



سحبت يدها بغضب ونظرت له بحقد : همجي، متخلف، وبكره تندم  

+



غادرت النادي كالاعصار وهى مازالت تسبه وتسخر منه ..

+



هز راسه  باسي وتحدث بضيق : مغروره اوى وحاولت اغيرك  لكن واضح مافيش فايده ..

4



_____

+



شعر يونس بالتعب فنهض من مجلسه ونظر الى زوجته : 

+



-هدخل الاوضه اريح جسمي يا ام سند،حاسس بنشر فى جسمي 

+



- سلامتك يا حاج، اجي امعاك ادلكلك رجلك 

+



- تسلمي يا حاجه، بس أنا زين هو بس عشان ليله امبارح مانمتش زين، خليكي انتي مع قدر 

+



دلف الغرفه لياخذ قسطا من الراحه بعد ليله شاقه من كثره التفكير بما حدث لزوجة ابنه .

+



وظلت راجيه جالسه بجانب قدر امام التلفاز ولكن بالها مشغول بأمر اخر فلم تكترث لشاشة التلفاز وما الذي يتم عرضه الان .

+



نظرت لقدر وجدتها منشغله بمشاهده التلفاز، زفرت بهدوء وفضلت الصمت ولكن انتبهت لها قدر وتطلعت إليها بقلق : مالك يا ماما في حاجه ؟

+



ابتسمت لها بحب : مافيش يا بتي بس فى حديت مهم رايده اجولهولك،انتي عارفه غلاوتك عندينا كلهاتنا، وانتي بتي مش مرت ابني 

+



بادلتها قدر الابتسامة برقه :اتكلمي يا ماما عاوزة تقوليلى ايه ؟

+



ربتت على ظهرها بحنان وهمست بصوت كساه الحزن : اللى راح يا بتى ولدى واللى لسه حسه فى الدنيا برضك ولدي، ربنا يبارك فى عمره يارب، اللي عايزه اجوله ان الحي ابجى من الميت، افرحي يا بتي وعيشي حياتك انتى لساتك ازغيره والحياه جدامك، بلاش تضيعيها على ذكري الماضي اللى راح راح واحنا مش بيدنا حاجه غير اننا ندعوله بالرحمه، عارفه ان كلامي واعر جوي عليكي بس أنا بتحدت امعاكي دلوك لمصلحتك جبل مصلحه ولدي، خابره ان لسه الحياه بينكم مش كيف أي راجل ومرته بس آني والله بتحدت لمصلحتكم،انسي اللى مات يابتي وفكري فى اللى عايش وسطينا، اني وعمك هنعاود بكره البلد بس رايده اطمن عليكم مش عاوزه اعاود البلد وجلبي متوغوش عليكم، صدجيني يا بتي فارس ولدي مافيش زيه ومش عشان ولدي بجولك اكيده، بس أنا عارفه تربيتي زين واللى زرعته فى ولادي ورد بحصده برضو ورد، مش عاوزة اشوف الحزن فى عنيكي تاني، ربنا يطول بعمر فارس ويديلو على جد نيته، اجفي جنبه يابتي يدك بيده ماتهملهوش واصل .

+



        
          

                
انسابت دموعها تأثرا بحديث راجيه لتعانقها الاخيره بقوه وتهمس بحزن : يعلم ربنا ان بحبك كد ايه وبشم فيكي ريحه الغالي الله يرحمه، كان بجولي قدر دي حته مني يا ام سند، عشان خاطري وخاطره يابتي بصي لحياتك،ربنا يهدي سركم ويقرب مابينكم ويزرع الحب والموده فى جلب كل واحد منيكم لتاني .

+



ابتعدت عنها قدر برفق وهى تكفكف دموعها، هزت رأسها بالايجاب، لتجعل البسمه تنير وجه راجيه ثم اخرجت هاتفها واعطته لقدر : تلفني لرحيم دلوك 

+



التقطت منها الهاتف : حاضر 

+



بحث عن اسمه المدون بالهاتف ثم ضغط زر الاتصال واعطتها الهاتف ثم نهضت من مكانها لتتركها تتحدث مع ابنها ودلفت لغرفه فارس،جلست اعلى الاريكه وظل صدى صوت والدة سند يتردد على مسامعها بإلحاح ..

+



______

+



لم يغادر رحيم القاهره كما ظن بعضهم، قرر المبيت باحدي الفنادق كم اتفق مع والدته بعدما أخبرته بما تنوى فعله ولم يجد رحيم سوا الانصات إليها وتنفيذ اوامرها  .

+



عندما وجد اسمها ينير الهاتف اجابها بلهفه : كيفك يا ست الكل 

+



 اجابته على الطرف الآخر : بخير يا ولدي، من النجمه هنعاود معاك البلد 

+



همس بجديه : وها بالسرعه اكديه يا اماي، لاع ده انتي سرك باتع بجي يا ام سند 

+



- وها هتتمسخر على امك يا رحيم 

+



- يتجطع لساني يا جلبي،والله بضحك امعاكي يا ست الكل 

+



- بعد الشر عنيك يا ضنايا، بس جعدت يوم زى عشره الموحصله واحد يا ولدي، أني كان غرضي اجربهم من بعض وينسوا اللى راح، وخلاص اتحدت مع قدر لسه خيك لم يعاود هتحددتو امعاه هو كمان وربنا يصلح الحال يا ولدي، وجودنا اهنيه مالوش عازه حتى عشان يكونو براحتهم والحاجز اللى بينهم يتفج 

+



ضحك رحيم بقوه : جرا ايه يا اماي، ايه الكلام الواعر ده،كلام يوزن بلد ربنا يخليك لينا ويباركلنا فى عمرك يا ست الحبايب 

+



- مستجل بامك اياك، وربنا يباركلي فيكم يا نضري 

+



- هو أني اجدر يا جلب جلبي، خلاص من النجمه هكون عنديكم عشان نعاود البلد، تؤمري بحاچه تانيه يا ست الكل 

+



- تسلم وتعيش يا ولدي، مع ألف سلامه يا جلبي 

+



- مع السلامه يا ست الكل .

+



بعدما اغلقت الهاتف مع رحيم وجدت فارس يدلف من باب الشقه .

+



عندما وجد والدته تجلس بالصالون اقترب منها بهدوء وطبع قبله حانيه اعلى رأسها : سلام عليكم ياست الناس 

+



- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته 

+



جلس جانبها وهو ينظر لها بتسأل : جاعدك لحالك ليه وينها قدر وابوي 

+



        
          

                
- بوك دخل يريح شويا مانمنش ليله امبارح وقدر شكلها تعبانه برضك وأنا جولت استنظرك لم تعاود من بره رايده اتحدت امعاك كلمتين اكديه 

+



نظر لها باهتمام : وآني تحت امرك يا ست الناس، كلمتين بس حضرتك تتكلمي براحتك 

+



ابتسمت له بحنيه وفردت ذراعيها : تعى فى حضني ولا كبرت عليه 

+



اقترب منها يرتمي داخل احضانها الدافئه : كأنك حاسه بيه، فعلا محتاج لحضنك وعمري ماهكبر عليه 

+



شعرت بضيقه : مالك يا ضناي، ولم انت رايد حضني ليه مش بتطلبه 

+



زفر انفاسه بهدوء وهى تحاوطه بقوه وتشدد عليه بذراعيها وكأنها تريد اخفائه بداخلها،تنهدت بارتياح : بصراحه حسيت اني كبرت على حضنك يا أمي .

+



- مافيش ام فى الدنيا ضناها بيكبر على حضنها مهما كبر وهى كمان كبرت بيفضل حضن الام هو الامان من غدر الزمان يا ولدي، اوعاك تجول اكديه جلبي هيفضل مفتوحلك ودراعي هيفضل موجودلك مهما كبرت وبجى عنديك اعيال كمان 

+



ابتسم بهدوء : طب خليني فى حضنك وقوليلى كل اللى رايده تقوليه 

+



مسحت على خصلاته السوداء برفق  :عارف يا ولدي مرتك كيف الغصن الاخضر والريح بتخبط بيه يمين وشمال بس هى لسه واجفه فى مكانها ماتهزتش،بس الغصن الاخضر يا ولدي لازمن يرتوي عشان يفضل اخضر مافيش حاجه تهزه ولا تخلعه من جذوره، عشان تتحمل هب الريح لازم غصن جارها يسندها ويحاوطها ومش يسيبها تجع 

+



ابتعد برفق عن احضان والدته ونظر لها بغرابه : حضرتك تقصدي ايه يا أمي ؟

+



جذبت راسه لصدرها وتحدثت وهى تمسح على ظهره بحنان : اني خابره كول حاچه، اني عارفه يا ولدي ان جوازكم كان لسبب وكتر خيرك يا حبيبي ماوجفتش فى وشنا وجولت لا، انت وافجت كنت خابره انك رافض تجوز مرت خيك بس ما عرضتش عشان انتى تربيتي وكنت مجهور على موت خيك ودي كان سبب رفضك فى الاول، بس انت كبير جوي يا ولدي ووافجت تخلى بالك من قدر ومن اللى فى بطنها، بس حكمه ربنا يا ولدي العيل دي مايتولدش مالكمش نصيب فيه، وماحدش يعلم الخير فين، بس مش يمكن يا ولدي ربنا رايد يجربكم من بعض، قدر بت زينه وطيبه وحنينيه كيف النسمه وهتصونك وتحافظ عليكي وتشيلك على رموش عنيها، مش عاوزاك يا ولدي تجسي عليها عشان هي ملهاش غيرك انت سندها وراجلها وكل اهلها، جولت جبل الزواج انك رايد تجوز واحده تانيه من اختيارك انت، بس آني بجولك بلاش يا ولدي تجهرها وتكسرها اكديه، قدر جميله ومتعلمه وهتحبك لم تلاجيك بتحبها وبتحاول تسعدها، بلاش جوازكم يفضل اكديه كل واحد فى اوضه غالج بابه عليه، اومال هتعرفو بعض كيف وكل واحد يفهم التاني كيف برضك، عارفه ان ظروفكم صعبه شويا بس تجدرو تعدو الصعب ولا ايه يا وكيل النيابه 

+



ابتعد عنها لينظر لعينيها الباكيه وهو يؤمي براسه   : حاضر يا روح قلبي أنا، ماتقلقيش انتي خلفتي راجل لا يمكن يظلمها ولا يقسي عليها واوعدك هراعي ربنا فيها وأنا عارف ومقدر ان حياتنا مع بعض محتاجه لشويا صبر ووقت كمان عشان نتخطي كل ده،قدر مراتي وأنا لا هتجوز عليها ولا هظلمها فى يوم من الايام وهتحملها فى كل حالتها وهصبر عليها كمان،الحمد لله أنا عندي نفس طويل وبتحمل كتير، عايزك تطمني عليها 

+



- وعليك يا ضنايا 

+



- وعليه أنا كمان يا ست الناس يا قلبي من جوه، مع الوقت كل حاجه هتبقى طبيعي 

+



- ربنا يفرح قلبك وينور طريقك يا ولدي، واحنا هنعاود من بكره الفجريه، أنا كلمت رحيم وهو هيكون اهنيه من الفجر .

+



نظر لها بصدمه : رحيم ايه يا أمي، لا طبعا انا هوصلكم البلد، تعب على رحيم يرجع تاني 

+



- لا يا حبيبي رحيم لساته اهنيه، كان مبيت فى فندق ولسه جافله معاه 

+



- مش فاهم، يعني ايه رحيم مارجعش البلد 

+



صخكت بخفه : لاع جولتله يفضل اهنيه لم نطمنو عليكم وبعد اكديه نعاود 

+



ضحك بقوه واقترب منها يعانقها بحب : اه منك انتي يا ام سند لم بتخططي لحاجه 

+



- عشان مصلحة ولادي أعمل اي شي أدفع عمري كله عشان احميكم يا ولدي 

+



- بعد الشر عليكي، ده احنا كلنا فداكي يا ستي وتاج راسي 

+



- اني تعبانه بجي اجوم اريح جار الحاج عشان الصبح ورانا سفر 

+



- تصبحي على خير يا ست الكل 

+



- تلاقي الخير يا ضي العين 

+



أمسك بيدها لتنهض معه وسار بها الى حيث غرفتها ثم ابتعد عنها وتوجه الى غرفته، طرق بابها برفق ثم دلف لداخل واغلق الباب بهدوء بعدما راها نائمه اعلى الاريكه .

+



اقترب منها بهدوء وحملها برفق بين يديه وضعها بالفراش ثم دثرها بالغطاء واقترب من وجهها يطبع قلبه رقيقه اعلى وجنتها وعندما هم بالابتعاد، وجدها تتشبث بكتفه ابتسم على فعلتها ثم مدد بجسده اعلى الفراش وجذب رأسها لصدره وحاوطها بذراعه ثم اغمض عينيه ليذهب فى نوم هادئ وعلى ثغره اجمل ابتسامه .

+



_'_________'_ 

+



بعد ان هاتفها الطبيب وطلب منها إحضار والدها لاجراء فحص شامل قبل اجراء عمليته التى سوف يخضع إليها خلال الايام المقبله، كانت تغمرها السعاده بهذا الخبر، فقررت ترك والدها والتوجهه لشراء حلوى لتحتفل هى ووالدها معا بهذا الخبر السار بالنسبه إليها ..

+



بعد مرور نصف ساعه كانت تغادر متجر الحلوي وهى تحمل بين يديها علبه مغلفه بها الكيك المفضله لوالدها الحبيب وسارت بخطواتها الواثقه من فرط سعادتها لتصطدم فجاه بسياره مسرعه، بسبب قوه الارتيطام القت بالعلبه التى كانت تحملها ونظرت لها بصدمه وهى تهوي ارضا وتستقر اسفل عجل السياره .

+



ترجل الشاب من سيارته على الفور ووقف امام الفتاه يمسك بذراعيها يتفقدها بقلق 

+



- أنا بجد آسف، حصلك ايه طيب ؟ انتي كويسه ؟ ردي عليه فيكي حاجه نروح مستشفى ؟

+



نظرت له بغضب طفولي وعينيها ترقرق بالدموع منما جعله قلبه ينتفض بذعر وظل يفترس هيئتها ويهمس بقلق امام وجهها : يا بنتي اتكلمي في ايه، قلبي هيقف .

+



لوت شفتيها بحزن وهى تفلت ذراعيها من بين قبضته ونظرت اليه بطفوله وهى تصرخ منفعله : عاجبك كده عربيتك فرمت التورته بتاعتي .

+



فتح فاه بدهشه وهو يتابع رده فعلها ثم اطلق ضحكته الرنانه تحت انظار ورد الغاضبه ..



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close