اخر الروايات

رواية لعنتي جنون عشقك الفصل الحادي عشر 11 بقلم تميمه نبيل

رواية لعنتي جنون عشقك الفصل الحادي عشر 11 بقلم تميمه نبيل 



الفصل الحادى عشر
افاقت من نومها لتجد نفسها وحيدة فى الفراش كعادتها فى الايام الاخيرة.. تنهدت ثم قامت من فراشها و اتجهت الى المرآة ثم اخذت تمشط شعرها ببطءٍ وهى شاردة .... ما الذى حدث له .... انه لم يعد يهتم ... يعاملها بأدب .. يراعيها فى كل شىء ...احيانا تفيق من نومها ليلا وهى تنتفض اثر كابوسٍ مزعج لتجد نفسها بين ذراعيه و هو يهدهدها .....الا انه لا يتكلم ابدا ... يستمر فى تخلل شعرها باصابعه الى ان تعود للنوم مرة اخرى .. وكانها طفلة رضيعة , يرجعها الى النوم مرة اخرى ....لم يسألها ابدا عن احلامها
نظرت الى وجهها فى المرآة بشرود وسألت هامسة ..... وان سألك ... فهل ستجيبي .....بالطبع لا ....الموت عندها اسهل من اخبار ادهم باى شىء ..... انه لايحتاج لان يعرف اى شىء ....لو عرف ....آه لو عرف ...
زوجة ادهم مهران .... لن يقبل باقل من ذلك ...لكن ماذا لو علم ان زوجة ادهم مهران كانت يوما ما ارخص من......
هزت رأسها بشدة و هى تنتفض و تهمس لنفسها ....سأنسى....سأنسى....سأنسى .....و سأكون كما يجب ان تكون زوجة ادهم مهران
اغمضت عينيها لحظة و كتفت ذراعيها و اخذت تتذكر لحظاتٍ قليلة جعل منها زوجته حقا ....حركت يديها تتلمس ذراعيها ... تكاد تشعر بلمساته ..مر وقت طويل لم يلمسها فيه ... يلمسها حقا...... كليلة زواجهما و بعدها ....لماذا لم يعد يقترب منها .....
منذ حركتها الحمقاء بجلوسها على سور الشرفة و هو لم يعد يقترب منها .... لابد و انه ظنها مجنونة ...لقد شعر بالنفور منها بالتاكيد ..لكنه ظل رقيقا معها ... احيانا تشعر بحاجتها ل... انها تحب رقته ,لم تكن تظن ان الشيطان الاسمرسيكون رقيقا معها لهذا الحد و لا حاميا لها لهذه الدرجة الخانقة .... لم يحميها احدا ابدا من قبل لا بهذه الدرجة ولا بأى درجة .....
لكنها احيانا تشعر ان هناك ما ينقصها ...لقد حملها معه الى عالمٍ لم تكن تعرفه قبلا ,..... ثم تركها ... رغم رقته معها الا انه ايضا قاسٍ فى بعده عنها ...الم يعد يريدها ...هل كانت رغبته فيها ضئيلة الى هذا الحد ام انها لم تستطع ان ترضيه .... بالتاكيد.... فهى لا تستطيع ان ترضى احدا ... هى تعلم انها دمية بلا روح ... ورجلا كادهم لن يشعر بالرضا الا مع امراءة متفجرة بالحياة و الاثارة ...... كسابين مثلا ...... لطالما اعتقدت ان سابين ستكون لادهم يوما ما ... هما يليقان ببعضهما للغاية
تذكرت حين حاولت سابين منعها من الزواج بادهم .... يومها صرخت حلا بوجهها قائلة لها انها تفعل ذلك لانها تريده لنفسها , بعدها امتنعت سابين تماما عن التدخل فى اى شىء يخصها .....
لا تدرى حتى هذه اللحظة لماذا فعلت ما فعلته ..... كانت فى هذا الوقت فى حالة يرثى لها ولم تتحمل اى ضغط آخر فهربت الى احضان ادهم ما ان اشار لها .... لم تكن تظن ان الشيطان الاسود من الممكن ان يفكر بها يوما , كانت تخافه دوما و تتجنبه ..... الا انها لم تفكر مرتين بعد ان عرض عليها الزواج .....هى باعت و هو اشترى ......مجرد صفقة كسابقتها ... لماذا هى الآن تتحرق على صفيحٍ ساخن
ماذا تريد بعد...هل هى ابنه ايثار الراشد فعلا كما قال فارس .... لا يملا عينيها الا التراب ....مالذى ينقصها بعد ان تزوجت ادهم مهران .... الا تكفى حمايته لها ....تضيق بحمايته الخانقة و تتمنى .... وتتمنى ان .... ان يشعرها بما أشعرها به سابقا .... لم تكن تعلم انها امراءة قبل ان تتزوجه .... وبعد ان علمت ....ابتعد عنها
ايكون زواجها الماسوي الاول يظل يدور فى رأسه لينفره منها ..... اذن ماذا سيفعل لو عرف التفاصيل القذرة ..... ستكون ملعونة لو تركته يعلم اى شيء من ماضيها ....لاتريده ان يبتعد اكثر...... منذ متى وهى تشعر بالحنين اليه ؟!!!.........هى نفسها لاتعلم
تنهدت بالم و هى تفكر ان عودة فارس كانت لها تاثيرا مدمرا عليها ..... تذكرت اياما سوداء قضتها سجينة الجدران البيضاء و جسدها لا يحوي جزءا واحدا سليما .... علمت انهم سيوقعون بها مرة اخرى ..... فاستطاعت باعجوبة ان ترسل لفارس رسالة من مجهول لتخبره بما حدث لها .... كان الوحيد الذى تعرفه و الموجود معها بنفس البلد ...... اخذت تدعو كل ليلة ان ياتى اليها ..... الا انه لم ياتى ابدا ...حمقاء هى ان ظنت انه سوف يساعدها .......
لو كانت تعلم ان ادهم مهران على هذه الدرجة من الحماية و الروعة لكانت استنجدت به ........ الا انها لم تكن تظن يوما انه ممكن ان يهتم بما يصيبها ......
تنهدت مرة اخرى بعمقٍ و الم اقوى ......ماذا لو اخبر فارس ادهم بما كان فى الرسالة ...... غبية ..غبية كيف لم تفكرى فى هذا من قبل ...آه يالهى لو عرف ادهم فسيرميها من حياته على الفور ....
اخذت تدعو همسا ان يكون فارس قد نسى هذه الحادثة كلها .....و الا ستكون نهايتها , لن يرحمها ادهم ابدا ان علم انه اقترن بمن لها مثل ماضيها المخزى ....
مسحت دمعة وحيدة انزلقت على و جنتها ثم مشت الى صديقتها الوحيدة لتنظر منها ....
ها هو نفسه .... يرقص مرة اخرى امام نافذتها ....
ضحكت بصوتٍ عالٍ و كأنها كانت تنتظر اي شيء ليضحكها .... اى شيء .... ها هو يلوح لها من جديد , الا انها هذه المرة لم تجفل بل ابتسمت برقةٍ و هى تدير نظرها عنه ..... لمحته بطرف عينها , و هو متسمرا مكانه مذهولا من ابتسامتها .....
هل هى كئيبة الى هذا الحد ... لدرجة ان يذهل حين تبتسم ......اتسعت ابتسامتها اكثر و هى تقرر انها ستبتسم كثيرا منذ اليوم .....
.................................................. .................................................. ....................
اخذ يراقبها بصمتٍ وهى منحنية بجواره تناوله بعض الاوراق ..... وجهها قريبا منه للغاية .... خصلة سوداء حريرية طويلة ساقطة على جانب وجهها , بينما عطرها المسكر يلفهما معا بجوٍ من السحر الغامض
بعد ان انتهت استقامت فى وقفتها ...ضامة ملف الاوراق الى صدرها , ثم منحته اجمل ابتسامة رآها فى حياته وقالت بصوتها الناقوسي الرائع
(أية اوامر اخرى ؟....)
لم يجبها بل ظل ينظر اليها بطريقةٍ اربكتها بينما ظهرت ابتسامة على زاوية شفتيه ثم نقل نظره الى الاوراق و اتسعت ابتسامته اكثر
ما باله اليوم ... سألت نفسها . من يوم ان عرض عليها الزواج و هو لا يرفع عينيه عنها و كأنه لم يرى نساءا من قبل .....
حين لم يرد استدارت برشاقة مدروسة استعدادا لمغادرة المكتب .....
(لم تعطيني ردك سابين .....)
انطلق هذا الصوت العميق ليزلزل اعماقها , التفتت ببطء ثم نظرت اليه من فوق نظارتها لتقول بصوتٍ واثق مغرى
(و انت لم تذكر سبب رغبتك فى الزواج منى .....)
نظر اليها لحظة بغموض ثم قام من مكانه متجها ناحيتها ببطء دون ان تترك عيناه عينيها ,
ظلت متمسكة بسيطرتها على نفسها بقوةٍ تثير الاعجاب حتى وصل الى بعد خطوةٍ منها , و فجأة رفع يده و انتزع نظارتها من فوق عينيها قبل ان تستطيع منعه ... طوى نظارتها بهدوء ثم وضعها فى جيب سترته الداخلى ....
ظلت تنظر اليه مبهورة لحظة ثم استطاعت النطق اخيرا بصوتٍ مبحوحٍ رائع
( اعد نظارتى الى مكانها ....)
اجابها و الابتسامة تداعب شفتيه
(حين تجيبين طلبى ....)
ردت عليه وهى تقترب منه نصف خطوة
(حين تطلعنى على السبب ....)
اقترب وجهه من وجهه حتى كاد ان يلامسه و ما ان شعرت بانفاسه الساخنة تلفح بشرة وجهها حتى اغلقت عينيها و رفعت وجهها تلقائيا و هى تنهل من رائحته العذبة ... مرت عدة لحظات لم يحدث فيها شىء ففتحت عينيها ببطء لتجده يبعد وجهه عنها و على شفتيه ابتسامة انتصار ثم قال بصوتٍ عميق
(هذا هو السبب ....)
ظلت للحظاتٍ طويلة متسمرة تنظر الى عينيه ليست واثقة مما يقصده ثم قالت اخيرا مخرجة تنهيدة مع كلماتها الناعمة
؛(لم افهم .....)
ابتسم وقال بصوتٍ خافت
(تزوجينى و انا سأعمل على ان تفهمى جيدا ......)
ارتجفت بقوة و هى تشعر بساقيها لاتكادان تحملانها ثم اخفضت رأسها لاول مرة امامه و كانت هذه معجزة فى حد ذاتها .... قالت اخيرا بصوتٍ خافت
( لدي شروط ...)
( بالطبع.....)
رفعت نظرها اليه لتتاكد من سخرية قد سمعتها فى نبرته الا انها لم تواجه الا تعابيرٍ مبهمة ,فما كان منها ان قالت
(لن اترك عملي ابدا....)
لم يرد للحظاتٍ حتى احترقت اعصابها ثم اخيرا اومأ برأسه ... فقط ايمائة ... لكنها كانت اكثر من كافية لها
(لن نتكلم عن مازن ابدا ....)
قست عيناه لوهلة لدرجة انها ظنته سيضربها.....الا انه قال بابتسامة قاسية
(من هو مازن اصلا ......)
ابتسمت برقةٍ تذيب الاحجار و اسبلت رموشها لاتصدق ان احمد مهران اصبح عابدا فى محرابها الى هذا الحد .. لكن لماذا ظنت انه سيختلف اليست سابين الراشد .... لكنها لاول مرة ٍ تشعر بالزهو لكونها هى سابين الراشد التى اسقطت احمد مهران عند قدميها ..اسقطت المارد ....
افاقت على صوته القريب من اذنيها و هو يقول هامسا
( ماهى باقي شروطك .....)
واجهت عيناها عينيه بكل تحدى و هى تقول بلهجة ملكة تخاطب حاشيتها
( لن اقبل التدخل فى حياتى .. باى شكل من الاشكال , ستظل لي شقتى و سيظل عملى موجودا , لن اكون زوجة خاضعة لاحد ابدا ....)
ظل وجهه مبهم بدون اى تعبير ثم قال اخيرا
(هل اعتبر الآن انك اصبحت خطيبتى .....)
اخذت نفسا عميقا وامالت رأسها جانبا و هى تقول بتفكير مستفز
(اريد مهلة قصيرة لاقرر...)
ثم بدون مقدمات ادخلت يدها الناعمة الى داخل سترته و تمهلت وهى تلتقط نظارتها .... شاعرة مضخة تضرب بعنف تحت اصابعها , مما جعلها تبتسم بانتصار و هى تفتح نظارتها و تضعها على عينيها باغراء لا تملكه غيرها ثم ابتعدت برقة وهى تقول
( بعد اذنك سيد احمد ساعود لعملى الآن ......)
سارت الى الباب دون ان تنتظر رده ثم خرجت مغلقة الباب خلفها دون ان ترى ابتسامته التى اختفت و ملامحه التى تصلبت بقسوة
.................................................. .................................................. ......................................
عادت الى شقتها بعد يومٍ طويل متعب ..... ومشحون بالمشاعر المجنونة ....
ما ان خطت عدة خطوات ٍ حتى جاءها صوتٍ كالفحيح من خلفها اوقفها مكانها
(انتِ تلعبين بالنار .......)
التفتت ببطء لتلتقى عيناها بعينين ذات لهبٍ ازرق ..لطالما كرهت تشبيه الناس لعينيها بهاتين العينين القادرتين على احراق من يتحداهما
قالت بصوتٍ كالجليد
(فلتحرقنى اذن .... انا المسؤولة )
اشتعلت عينا ايثار مهددة بفقدان سيطرتها ثم قالت
( ستفقدين كل شيء يا غبية ... احمد مهران مستحيل ان يسلم لكِ بهذه السهولة )
اتسعت عينا سابين بحدة و اقتربت من ايثار الواقفة امامها بتحفز و قالت ببطءٍ خادع
( ماذا تقصدين بالضبط ...)
ارتفع صوت ضحكةٍ قاسية من فم ايثار لتقول لها
( لا تخبرينى ان واحدة فى ذكائك قد وقعت فى فخ عرض الزواج الزائف هذا ....)
لو كانت النظرات تقتل لكانت ايثار قد سقطت الآن قتيلة السهام التى اصابتها من عيني سابين التى قالت تتهجى ببطء اكثر
( من اخبرك بعرض الزواج ........)
صمتت ايثار لهذه الخطوة الغير محسوبة منها ثم قالت اخيرا
( لا تغيري الموضوع ......)
قاطعتها سابين بصوتٍ كالسوط اللاسع
( لم تجيبي ايثار .....)
اخيرا قالت ايثار ببطء وبصوت الفحيح
(دعى ذكائك يخبرك ... فقد تقتنعين وقتها ...)
ظلت سابين صامتة تحاول السيطرة على نفسها لا تريد ان ترتكب عملا دنيئا كضرب تلك الواقفة امامها والتى لا تستحق ان تحتقر نفسها بسببها .....فما كان منها الا ان تركتها واقفة لتدخل غرفتها سريعا و هى تعلم انها لن تحصل على اجابة لسؤالها
تقدمت من مرآتها بغضب و استندت بكفيها على سطح طاولة الزينة و هى تاخذ نفسا عميقا لتهدىء نفسها.....
كيف علمت؟!!...... لا يعلم بهذا العرض الا هى و احمد مهران ... اذن من اخبر هو ...... وكيف وهى لم تعطيه موافقتها بعد ....
عادت اليها الكلمات الخبيثة ترن فى اذنها ......
"لا تخبرينى ان واحدة فى ذكائك قد وقعت فى فخ عرض الزواج الزائف هذا ...."
نفضت سابين رأسها بسرعةٍ وهى تفكر .....انها لن تستطيع انكار الذبذبات التى تنطلق حولهما حين يكونا معا ... هى ليست طفلة او ساذجة كيلا ترى تاثيرها عليه .......وهو ليس من النوع الذى يحاول الحصول على غايته بطريقٍ غير الزواج ....
انه يريدها بشدةٍ .... وهذا ما هى متأكدة منه تماما ......
نعم هى ذكية لدرجة انها تعلم بكرهه لها ...... نعم هى تعلم انه يكرهها .... لكنه سقط اسيرها ولا طريق امامه الا الزواج بها .....فهل تقبل هلى هذا الاساس؟......
ولما لا اليس هذا حالها ايضا ؟........لكن لماذا يختلط شعورها بالانتصار بشعورٍ آخر من الخواء لا تستطيع تفسيره .........
و من مكانٍ لا تعلمه , انطلقت نفس الجمله تطوف فى رأسها
لقد تحطم والدى عند وفاتها ..............لقد تحطم عند وفاتها ...... لقد تحطم .......
رفعت عينيها لتنظر الى صورتها فى المرآة ..ثم مدت يدها لتحل عقدة شعرها لينساب كالامواج الليلية على ظهرها و حتى خصرها ....
هل كان شعرها طويلا كشعري ؟.....هل كان يتخلله باصابعه ؟..............
ظلت سارحة بافكارها الغريبة و هى تميل برأسها قليلا وتلف خصلة طويلة حول اصبعها .........
ابتسمت فجأة حين تذكرت السؤال السخيف من تلك المخادعة الصغيرة تالا وهى تقول
(هل تنظرين الى مرآتك كل يوم لتسألينها ان كانت هناك من هى أجمل منكِ.....)
اتسعت ابتسامة سابين وهى تتذكر تالا الصغيرة ... كم تشبه والدها .....وكيف لم تلحظ هذا التشابه من قبل ......لا تعلم لماذا ذكرتها تالا بسما .... بينهما تشابه غريب مع انه ليس فى الشكل ابدا .... الا انهما تشتركان فى شيءٍ ما لا تعلمه .....
ظلت تنظر الى نفسها مبتسمة تتأمل جمالها و كأنها لم تره من قبل ................
(ستظلين الأجمل دائما...........)
انطلقت هذه الجملة من خلفها فجأة لتجعلها تستدير شاهقة غير مصدقة عينيها وهى تراه واقفا بباب غرفتها المفتوح يتاملها بعيونٍ شرسة تكاد تلتهمها التهاما
(مازن .....) انطلقت صرختها القوية المذهولة و هى لا تصدق ثم حاولت الكلام
( كيف دخلت الى هنا ؟....... متى عدت اصلا ؟......)
لم يجبها بل ظل يقترب منها و هو ينظر اليها بعينين جائعتين شرستين ..... لم ترى عينيه بهذه النظرة ابدا , كان دائما ينظر اليها بخفة روح ولطف و هو يحاول اضحاكها دائما و كأن هذا هو واجبه فى الحياة ....... اذن من هو هذا الكائن امامها و ماذا يفعل هنا و كيف دخل ......
صرخت به بشدة
(اخرج من هنا حالا .. كيف دخلت )
وصل اليها فى لحظة و امسك بذراعيها بقسوة آلمتها ثم هزها لترفع رأسها الى عينيه المتوحشتين و قال بهجومٍ شرس
( هل ستتزوجينه حقا ...)
يا الهى ما هذا الجنون هل اصبح الناس جميعا يعرفون بزواجها من احمد مهران حتى قبل ان تعطيه موافقتها ....اشتعلت السنة النيران الزرقاء بعينيها الهمجيتين وهى تصرخ به و تقاومه بشدة
(وما شأنك انت .....اخرج من بيتى حالا ...اخرج قبل ان استدعى لك الشرطة )
ضحكة بسخريةٍ فجة و هو يقول بهمسٍ وقح
(وماذا ستقولين لهم ... ارض الغرفة انبتت رجلا فجأة دون ان اعرف كيف دخل )
اخذت تقاومه بشراسة و هى تصرخ
(ايثار .... ايثاااااااار )
الا ان احدا لم يجيبها فظلت تقاومه وهى تشعر بانفاسه تحرق وجهها و تسمعه يهمس فى اذنها
(لن تكونى لغيري ابدا سابين .... انتِ ملكى ... هل نسيتي ما كان بيننا ....)
اخذت تصرخ بجنون لا تصدق ان الحقير يحتجزها بهذه الطريقة
(لم يكن هناك شيئا بيننا ابدا ايها الاحمق ....)
ترك ذراعيها ليعتقل خصرها بسرعةٍ و بقوةٍ كادت ان تقسمها نصفين و هو يقول امام شفتيها
(اعلم انكِ غاضبة منى لأننى تركتك .... الا اننى لن اكررها ابدا ... و ساتركها لأجلك حبيبتى )
اخذت تتلوى وهى تبعد وجهها عن مرمى شفتيه يمينا و يسارا بينما يديها تضربانه على كتفيه دون جدوى وهى تصرخ
( ايها الحقير .. تتركها الآن وهى تحمل طفلك....اين كنت تخبىء وجهك القذر هذا )
اخذ يهذي فى تجويف عنقها بينما هى تقاومه بشراسة
(سابين .... انا سأحقق لكِ اكثر احلامك جنونا ..... سأعطيكى اكثر مما قد تحلمين به يوما .....كل ما املك سيكون ملك يديكى ....فقط كونى لي .....)
حين وجدت انه لا سبيل للخلاص منه بكرامة ..............رفعت ركبتها بسرعة لتعاجله بضربة قاضية بينى ساقيه وهى تصرخ
(انا لست للبيع ايها الحقييييير.....)
جحظت عيناه الما وتأوه بصوتٍ مكتوم .......لكن قبل ان يسقط ارضا ......جذبته قوة عظمى من كتفه ليفاجأ بلكمة اصابت فكه ليسقط ارضا كالثور .....
اتسعت عينا سابين وهى ترى احمد مهران ينحنى نحو مازن بعد ان لكمه ليسحبه من ملابسه سحبا خارجا به من غرفتها .....
ما الذى حدث للتو ؟!!......هل كان احمد مهران هنا فى غرفتها منذ لحظات ..... كيف جاء فى هذا التوقيت بالذات و كيف دخل هو ايضا ..... انه اشد الايام جنونا فى حياتها ....
كانت لاتزال فى حالة صدمة حين دخل احمد مهران الى الغرفة.... يالهى ... اول مرةٍ تراه بهذا الشكل ... متوحش ,همجى ..مستعدا لان يقتل من يقف امامه الآن .....يلهث بشدة بينما ينظرالى ازرار قميصها التى تفتح معظمها ..... نظرة ارعبتها فأخذت تحاول اغلاقها بأصابع مرتجفة .....
تقدم منها بخطواتٍ سريعة ثم جذبها من ذراعها بقسوةٍ نحوه ليرتطم صدرها بصدره الذى لازال يعو ويهبط بعنف ....ثم صرخ فيها بقوة
( هل ستعطيني ردك الآن .......)
ظلت تنظر اليه بعيناها اللاهبتين المتسعتين بذهول ... ثم بدون ان تنطق بكلمة أومأت برأسها
ترك ذراعها وهو يزفر بشده بينما لم يتبدد غضبه الأعمى بعد.....و دون ان يسألها ان كانت قد أومات بمعنى أنها نعم سترد عليه , أم نعم موافقة على الزواج منه .......قال
( سنعقد قراننا بعد يومين ....)
ثم تركها مذهولة ليخرج دون ان يضيف حرفا آخر ...وسمعت هى صوت باب الشقة يصفق بعنفٍ هز أرجائها ......
.................................................. .................................................. ...........
كانت تذرع غرفة الجلوس ذهابا وعودة دون ان تهدأ .... الى ان سمعت باب الشقة يفتح .....
نظرت اليها بعيونٍ حمراء من شدة الغضب واتجهت ناحيتها وهى تقول بصوتٍ شرس
(أين كنت ....؟)
بادلتها ايثار النظر بهدوء دون يرف لها جفن ثم قالت (كنت اريد شراء شيئا ....)
ابتسمت سابين بسراشة و هى تقول
(وهل تتركين الباب مفتوح خلفك حين تخرجين ؟...)
رفعت ايثار حاجبيها بدهشة وهى تهمس
(هل تركت الباب مفتوحا ... يالهى ..مالذى يحدث لى.... أنا أنسى كل شىء هذه الأيام)
ثم ابتسمت بسحرٍ وهى تمد اصبعا ناعما لتمرره على وجنة سابين وهى تقول بصوتٍ مبحوح ساحر
(المهم انكِ بخير يا جميلة ....)
نفضت سابين وجهها بعنف لتبعد إصبع ايثار عن وجهها ثم صرخت
(أى أم أنتِ ؟.....هل وصل جشعك الى هذه الدرجة ... هل وصل بكِ الحال الى تسليمى لمازن بهذه الطريقة بعد ان يئست من زواجى به)
ابتسمت ايثار باغراء وهى تقول بصوتها الناعم
(مالذى تقولينه حبيبتى ؟.... وهل أنا بهذا الغباء لأسلمك له دون زواج ...سأكون كما لو أننى أهديه اياكى مجانا .....لا يا جميلة ... الزواج هو أساس كل شيء )
ظلت سابين تنظر اليها لحظات محاولة استيعاب ما يحدث ... ثم همست دون تصديق
(هل اتصلتِ باحمد مهران ليأتى ؟........)
صرخت فجأة بشدة
(هل فعلتِ؟........)
لم تجيبها ايثار على الفور بل ظلت مبتسمة ابتسامة ساحرة ثم قالت اخيرا بهدوء
(أنا اريد مصلحتك .... هل رأيتِ الآن ؟ ...ها قد تركك أحمد مهران .... و مازن الآن هو المكسب الرابح و المضمون لنا ..)
ظلت سابين واقفة أمامها تنظر اليها بدون أى تعبير على وجهها ثم قالت أخيرا بابتسامة توازى ابتسامة ايثار سحرا
(هنئينى ... أنا سأتزوج أحمد مهران بعد يومين ............يا أمى )
لكن بالتأكيد لم تكن هناك تهنئة ... كانت هناك نيرانا زرقاء اندلعت نافثة الحقد حولها .... فهاهى ثانى صفقاتها تضيع منها بعد ان سرق أدهم حلا بلا مقابل ...ليأتى المارد ويسرق سابين .... أيضا بلا مقابل .....أما من سبيلٍ لها للخروج من هذا الجحر .....بعد ان كانت زوجة الامبراطور ... ينتهى بها الأمر لأن تصبح نكرة ....لا و ألف لا ...ستأخذ حقها الذى سلبه اياها الامبراطور و الذى راهن على حياة بناتها الثلاث فى لعبةٍ واحدة كانت هى الخاسرة فيها .....فهل كبرت الصغيرات ليتحررن منها ؟.....هل هذه هى مكافئتها بعد أن غرزتهن فى امبراطورية آل مهران ؟......بالفعل هن بناتها ... من يردن التخلى عنها فى نهاية المطاف بعد كل ما فعلته لهن ......
لن يكون الأمر بهذه البساطة ....هى زرعت وقد آن أوان الحصاد ....حسنا يا سابين افرحى قليلا ....ها قد عادت سما.........
.................................................. ................................................
هل يمكن أن يكون هناك سعادة على وجه الأرض اكثر من التى تعيشها ... ادمنت هواء البحر ... ادمنت عطره .. ابتسامته التى لم تراها قبلا ... حنانا لم تعرفه منه ابدا ... حبيبها الذى يحاول ان يكون صديقها .....و هى ستكون أمه , أخته ,ابنته و اى شيء يريده حبيبها
كانت واقفة مكانها على الشاطىء مغمضو عينيها تستنشق نسيم البحر بعمق .... انه الشروق , لم تكن تعلم انه يحب الشروق ..كانت تظن أنه من محبى السهر ... ستظل تعلم عنه شيئا جديدا كل يوم .....فجأة احست بيدين قويتين تمسكان بذراعيها و شعرت بالأنفاس الحبيبة بقرب أذنها ..... كيف يستطيع تحديد مكانها بهذه الدقة ؟..... فى الأيام الأخيرة ظلت كثيرا تبتعد عنه قليلا لتجده كالطفل الذى لازال يتعلم المشى .. يمشي خطوة خطوة حتى يصل اليها و يمسك بها دون ان تصدر أى صوت ...كيف يفعل ذلك ... هل يناديه قلبها ... هل يشعر قلبه بنداء وليفه .....
فتحت عينيها و ابتسمت برقة و هى تشعر بتحرك يديه على بشرة ذراعيها الرقيقة ...... اقترب فمه من أذنها وهمس صفى لى شكل الشروق .....
اتسعت ابتسامتها و همست برقة
(البحر هادىء للغاية كبركة زيتية ... و السماء لاتزال رمادية لكن هناك شعاعٍ صغير يتسرب ليلون اجزاءا منها بدرجاتٍ وردية و برتقالية ........ وهناك طائر نورس يطير امامنا تماما .... انتظر )
ابتعدت عنه قليلا ثم عادت اليه بسرعة لتضع شيئا صلبا باردا على اذنه سمع همس امواج البحر بداخله .. ابتسم وقال
(هل هى صدفة جميلة؟.....)
ابتسمت بسعادة وهى تقول
(انها رائعة للغاية.... كبيرة بيضاء موشحة بخطوط ٍ صغيرة ارجوانية )
اتسعت ابتسامته و همس و هو يعود ليمسك بذراعيها
(صفى لى شكلك ....)
ارتبكت و ذهلت من طلبه لكنها قالت
(لا احد يستطيع ان يصف نفسه ..)
(هل أنتِ جميلة ؟.....)
ضحكت بعصبية و قد احمرت وجنتيها ثم قالت
(لو قلت لك اننى جميلة فسأكون حمقاء ...)
ضحك بخفة ولم يرد عليها بل سألها
(هل انتِ سمراء .... وشعرك ناعم أسود كالليل ....وعيناكِ عسليتان واسعتان )
اتسعت عينيها و هى تقول بدهشة
؛(هل هكذا ترانى؟.......)
غبية ....غبية ...ها أنتِ أخطأتِ مرة أخرى ....الا ان للعجب لم يغضب أبدا بل على العكس ابتسم بشرود وقال
(هكذا اشعر بكِ ... قوية دافئة )
قال كلمته الأخيرة هامسا ... مما جعلها تشعر بالالم فقالت له بحب
(سأكون كما تريدنى أن أكون .....)
لم يستطع التحمل اكثر من هذا فسحبها بقوة بين ذراعيه ليلتهم شفتيها من جديد بشفتيه ...وبالطبع لم يجد سوى الاستجابة الناعمة منها ...غابت عنهما الدنيا طويلا.... طويلا حتى سحبها معه ليستلقيا على الرمال الباردة بينما الاشعة الدافئة بدأت فى الظهور لتشاركهما بدفئها .....
لم يتوقف الايام السابقة عن تقبيلها ابدا ,,و كأنه كان ينتظر طيلة ثلاث سنوات ليتفجر هذا البركان بينهما .....ما الذى فعلته به هذه الساحرة الصغيرة التى لم يراها ابدا ...... ما مقدار السحر الذى تمتلكه فتاة صغيرة بالضافة الى صوتٍ كالنغم و رائحة الياسمين
ازداد الهوى بينهما حتى كاد ان يفقد نفسه فيها ... هنا ... على رمال الشاطىء ... وحين شعر بقرب فقدانه السيطرة على نفسه , ابتعد عنها لاهثا محاولا استجماع انفاسه ..... وهذا هو ما يحدث دائما ....لن يفقد سيطرته على نفسه معها ابدا ثانية بعد ما فعله بها آخر مرة ..... سيقترب منها تدريجيا حتى تستريح لقربه .....حتى تذوب به ..... ثم ستكون له .....لن يحصل عليها غيره ابدا ......
عاد يقبلها لكن برقة ليطفىء النار التى اندلعت بداخله .... وظل يلامس شفتيها بشفتيه حتى هدأت انفاسهما أخيرا ....تنهد ضاحكا برقة وهو يقول
(أنا اعتمد عليكِ يا صغيرة فى مراقبة المكان حتى لا يرانا أحد ....)
احمرت وجنتيها بشدة و هى تشهق بصوتٍ خافت فازدادت ضحكته عبثا و هو يعود ليقبلها مرة أخرى
قاطعهما رنين هاتف سما فجأة ليخرجهما من جوهما الحالم .... عقد حاجبيه وهو يبتعد عنها ليتسائل من سيكلمها فى مثل هذا الوقت المبكر .....بينما شعرت هى بالأسى لضياع اللحظات النادرة بينهما , لكنها لم تجد بدا من التقاط هاتفها من جيب بنطالها و هى ترى فارس يكاد ان يفترسها لمعرفة المتكلم ..... تنهدت وهى تجيب برقة لتفاجأ بصوتٍ لم تسمعه منذ ثلاث سنوات فهتفت مصعوقة
(أمى......)
أغمض فارس عينيه بشدة .....كل الظروف تسحب سما منه .....لكن قسما بالله لن يترك أحدا يأخذها منه أبدا .........
.................................................. .................................................. .........
صعد سلالم القصر بتعبٍ شديد وهو يشعر بارهاق لم يعرف مثله ابدا .....كانت الأيام السابقة كالجحيم ......كان يدور فى حلقاتٍ مفرغة .....فرقة كاملة أوكل لها عملية البحث السرية ............. الا ان الامر ليس هينا أبدا
حادثة منذ اربع سنوات .... تقارير مشفى معدلة بينما الحقيقية اختفت تماما ......الحقير الذى يلاحقه و يجمع عنه كل ما يمكن من معلوماتٍ حتى تأتى الفرصة و يقتلع عنقه بيده ...........
كل هذا الارهاق النفسي ليعود فى النهاية ليستلقي بقربها و هى نائمة .... يشعر بدفء جسمها و رائحتها العطرة و شعرها الهمجى الطويل و الذى تصر على ان تطلقه وهى نائمة ليلامس وجهه .......
كم يتوق اليها و كم يريدها ....... الا ان كل شىء تعقد فجأة و علاقتهما ستحتاج وقتا لتتداوى اكثر مما كان يظن ..... بالتأكيد هى الآن مرتاحة من رغباته التى فرضها عليها يوما ... لا تشعر بما يعانيه من عذابٍ بقربها ... على الأقل يعود ليجدها نائمة كل ليلة و يخرج باكرا قبل أن تستيقظ ..... كان ينتظر منها ان تطلب منه البقاء أو تشعره بحاجتها اليه ... لكان ترك الدنيا كلها لو فعلت ...... لو فعلت ....لكنها لا تريد منه سوى الحماية ..... كانت صريحة معه عند زواجهما .... الحماية فقط ... و هو بالتأكيد يعذرها بعد كل ما مرت به ...... لكن هو من سيعذره
تنهد بتعبٍ و هو يفتح باب الغرفة و يدخل .......
لم يصدق عينيه حين رأها واقفة أمام النافذة تنظر منها ......فقال بسرعة
(حلا .... لماذا لا زلت مستيقظة .... هل انتابتك الكوابيس مرة اخرى .....)
التفتت اليه برقة ...... يا الهى انها رائعة ... مدمرة ... هذا اقل ما يمكن ان توصف به ... كانت ترتدى قميص نوم رائعا لم يره عليها من قبل لونه نبيذى دافىء ...طويل يحدد انسيابية جسدها الناعم ... بينما صدره مخرم يظهر اكثر مما يستطيع احتماله ......
انها تنوى قتله بالسكتة القلبية لا محالة .... كيف سيقاومها الآن و هى واقفة أمامه بهذه الروعة .. تنظر اليه بعينين تغويان قديس
ابتسمت برقة وهى تقول
(لا انا لم أنم بعد .... كنت انتظرك )
خفق قلبه بشدة حتى كاد ان يتوقف منه و هو يقول بصعوبة
(لماذا حبيبتى ..... هل تحتاجين شيئا )
اهتز قلبها حين سمعت كلمة حبيبتى التى صدرت منه بعفوية ثم اقتربت منه ببطء عاقدة العزم على عدم التراجع حتى وصلت اليه وهى تضع يدها برقةٍ على صدره وهى تقول
(انت تبدو متعبا للغاية ....)
ظل ينظر اليها بلا تعبير على وجهه مما افقدها الثقة التى ظلت تجمعها طوال فترة انتظاره ..... قالت اخيرا
(انا لم اعد اراك كثيرا ....)
شده العذاب الذى يعانيه جعله يجيبها بحدة غير مقصودة
( كنت لا تكادى تصدقين متى ساخرج من هنا ...... حددى موقفك يا حلا لاننى لا افهمك )
ابتعدت عنه بسرعة آخذة معها قطعة من قلبه ثم قالت بصوتٍ خافت
(آسفة لم اقصد ازعاجك .....)
لم يستطع التحمل اكثر من ذلك هذا كثير عليه ...... فليكن ما يكن .... انها زوجته و ستظل زوجته .... غدا سيعالجها اما الليلة
جذبها من ذراعها بشدة حين استدارت ... لتعود اليه مرتطمة بصدره بينما هو يلقى بسترته على الارض ليسحب حلا بين ذراعيه مقبلا اياها بكل شغف الايام السابقة .......
ها هى عادت الى مكانها بين ذراعيه .... الشيطان الاسمر .... موطنها الدافىء ..... جدارها القوى ....
حملها بين ذراعيه بنفاذ صبر ليلقى بها على الفراش ليعود اليها حاملا اياها لعالمٍ غابا فيه و قد تركا خلفهما كل ما حدث سابقا .... ليقلقا عليه صباحا ..... وليس الليلة .......




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close