رواية قتلتني قسوته الفصل الحادي عشر 11 بقلم جنة مياز
بارت الحادي عشر
بسم الله
ركضت بسرعة تجاه النافذة لتجد انهم في دور مرتفع ولكن يوجد درج الطوارئ و فجأة وجدت عامر يصرخ من الخارج قائلاً وهو يحاول دفع الباب
-هندمك على يوم ولادتك يا اسمهان
لتتسارع دقات قلب الأخرى خاصة و أن النافذة من زجاج لكنها مغلقة فظلت اسمهان تنظر الى الغرفة حولها بسرعة حتى امسكت بكرسي ثم قذفته على النافذة كاسرة الزجاج بعدها و ما ان فعلت حتى ازدادت محاولات عامر لكسر الباب اما اسمهان كسرت ما بقي من زجاج ثم قامت بخلع حذائها و ألقته من النافذة ثم مزقت قطعة من طرف قميصها ووضعته بشكل عشوائي على اكرة النافذة و قبل ان تخرج ما كانت سوى لحظات حتى اقتحم عامر الغرفة كالثور الهائج
...
ترجل غياث من سيارته في منزله ليترجل ريان بعدها والغضب يعتليه و فجأة امسك غياث من ذراعه قائلا بإندفاع
-يا غياث اللي عملته في ايمن مش مبرر
فسحب الآخر يده ببرود ثم قال بحدة وهو ينظر الى اعين ريان
-لحد دلوقتي يا ريان انا مطلعك برة الموضوع و مش عايز آذيك لأنك محكتليش جواد مات ازاي
اقترب غياث من ريان مسترسلاً حديثه
-بس لو وقفت قدامي قسماً بالله هنسى انك أبن عمي و هأذيك
ليزفر الآخر بحنق ثم يتركه و يرحل فهو لا يريد خسارة غياث ومع ذلك فهو لن يخبره بأي شيء يعلمه وعلى الرغم من ان ما يعلمه ريان بأمر حادث جواد ليس كثير الا انه إن أخبر غياث به فسيتحول الآخر الى "ليث اسود" ولن يرحم أحد و اولهم تلك التي لا ذنب لها "أسيل"
اما من جهة أسيل فكانت تبكي وهي تكرر الإتصال بشقيقتها مراراً و تكرراً لكن لا جدوى من ذلك فهاتفها مغلق بينما اسراء في حضن نور تبكي و مؤيد لم يتصل بها بعد فزاد ذلك من خوفها
......
ما إن فتح عامر الباب حتى تفاجأ بعدم وجود اسمهان فركض تجاه النافذة ليجد حذائها ملقى على الأرض بالأسفل فأخرج هاتفه بسرعة وهو يخرج من الغرفة ليتصل بصديقه و يقول بصوت مرعب
-هربت...دور عليها فكل حتة لحد ما تلاقيها
ثم أغلق الخط خارجاً بعدها من المبنى كله و ما إن فعل حتى خرجت اسمهان من أسفل الفراش و الدموع متناثرة على وجنتيها الحمراء كالآلي و بعد ان تأكدت من عدم وجود عامر في المنزل حتى فتحت الباب برفق ثم بدأت تنزل الدرج بسرعة حافية القدمين غير مكترثة بمدى الآلام فيها فآلام قلبها قد تخطت كل شيء و ما إن خرجت اسمهان من البناية حتى وجدت نفسها في حي قديم مهجور لا أحد فيه وما زادها رعباً هو حلول الليل و صوت نباح الكلاب الجائعة فما كان لها سوى ان تركض بعشوائية دون ان تعلم اين هي او الى اين ستذهب ولكنها ظلت تركض وسط تلك المباني القديمة في ذاك الشارع المظلم وهي تصرخ بأعلى صوتها طالبة المساعدة و تقول من وسط بكاءها و دموعها
-في حد هنــــا؟! ساعدوني
لم تستمع اسمهان الى اي رد فتوقفت عن الركض لتمسح دموعها ثم تقول لنفسها وهي تحاول التحكم في وتيرة انفاسها المتسارعة و دقات قلبها التي تقسم بأن قلبها يكاد يخرج من ضلوعه
-خلاص مينفعش اعيط .... مينفعش اكون ضعيفة ولا ينفع حد يشوفني ضعيفة
مسحت اسمهان وجهها مرة أخرى ثم بدأت تتلفت حولها لعلها تستمع الى صوت يخبرها بوجود احد ما هنا و فجأة استمعت الى صوت اقدام تقترب منها و ما إن التفتت حتى وجدته عامر فتراجعت هي للخلف بتلقائية ثم قالت بعد ان قست ملامحها
-لو قربت مني صدقني مش هيحصلك كويس
فما كان للآخر سوى ان يضحك بشكل مريب ثم يقول
-هتعملي ايه يعني؟ اسمهان انتي مستوعبة اللي انتي فيه؟ انتي في مكان مهجور مع شابين مش في وعيهم
لتبتلع هي ريقها ثم تنظر الى الخلف لتجد كريم يبتسم لها بشكل مريب فأعادت نظرها الى عامر و قالت بغضب عارم
-انت عايز مني ايه؟ كل ده عشان الكف اللي اديتهولك؟ صدقني انت كنت تستحقه و تستحق اكتر منه ...عارف ليه؟ لأنك عديم المسؤولية انت مجرد شاب طايش واخد الحياة لعبة و صدقني فلحظة هتلاقي نفسك اتسجنت بسبب تهورك ده
بدأت الرياح بالهبوب معلنة عن قدوم عاصفة قوية تليها تساقط قطرات المطر فزاد ذلك من رعب اسمهان ولكنها لم تبين ذلك أبداً خاصة بعد صمت عامر المريب و فجأة وجدت تلك السيارة تقترب منهم بسرعة لتتوقف فجأة بالقرب من اسمهان و يترجل منها مؤيد بهيبته الطاغية مقارنة ب هذان الشابان الطائشان و ما ان ترجل من السيارة حتى ركضت اسمهان تجاهه بسرعة ليمسك مؤيد يدها ثم يركبها السيارة ملتفتاً بعدها الى عامر و كريم و على محياه نظرة تكاد تخترق المعدن من حدتها فاقترب بهدوء من عامر الذي كان واقفاً بعدم اتزان و لكمه بقوة كاسراً بعدها احد اسنانه فركض كريم بعيداً بينما ظل مؤيد يضرب عامر بعنف وهو يقول بعصبية
-اسيل و اسمهان خط احمر...فااااااهم؟
فحرك عامر رأسه بالإيجاب ليستمر مؤيد في لكمه بقوة ولم يتوقف الا عندما شعر بيدي اسمهان تسحبانه بعيداً عنه وهي تقول
-خلاص يا مؤيد سيبه
فابتعد مؤيد عنه بصعوبة و قبل أن يذهب ركله في معدته بقوة ثم تركه غارقاً في دمه
***في فيلا غياث***
كانت حلا تشاهد التلفاز بملل عندما طرق شخص ما باب الشاليه فقالت هي بعد ان اعتدلت في جلستها
-ادخل
فدخل عمر و كان يبدو متعباً للغاية لتقول حلا وهي تنظر الى ملامحه المنهكة
-في حاجة؟
ابتلع عمر ريقه ثم جلس على مقعد ما و قال بهدوء
-عايز غياث يفتكر كل حاجة حصلت قبل الحادثة بس في نفس الوقت مش عايزه يتوجع
لتحك حلا مؤخرة رأسها بخفة ثم تقول
-بص انا هحكيلك اللي أعرفه
اماء عمر لها لتتابع هي
-غالباً كده والله اعلم ان في حاجة يا عند مكرم العقيل و غياث لازم ياخدها يا عند غياث و مكرم عايز ياخدها بس الأكيد ان الحاجة ديه متعلقة بأن غياث لو خد المهدئات و تدريجياً بقى مدمن عليها و غير مسؤول مكرم العقيل هيبقى ليه الحق في انه يتصرف في كل املاك غياث و كل حاجة تخصه لأن غياث هيبقى غير مسؤول عن نفسه
تصنم عمر في مكانه للحظات قائلاً بتفكير وهو يحك ذقنه
-عشان كده دخل ايمن العناية المركزة
فرفعت حلا حاجبيها بدهشة ثم قالت متعجبة
-نعم؟!!!
و فجأة نهضت من مكانها والغضب يعتليها و قبل ان تخرج من الشاليه بغضب وقف عمر امامها ثم قال
-رايحة فين؟
فدفعته حلا بكل قوتها ثم قالت وهي تخرج
-هشوف اللي صاحبك عمله
***في سيارة مؤيد***
كانت اسمهان صامتة بشكل غريب وهي تنظر الى الامطار المتساقطة بغزارة و انفاسها تهدأ تارة و تتسارع أخرى حتى قالت بصوت مبحوح و نبرة هادئة و ملامح جامدة
-عرفت مكاني منين؟
اخذ مؤيد نفس هادئ ثم قال
-اسيل شكت في ان اخته ممكن تكون عارفة مكانه او مكانك ولما ادتني عنوانها عملت معاها اتفاق صغير
قضبت اسمهان حاجبيها بعدم فهم ليتذكر مؤيد ما حدث
"""قبل ما يقارب ساعة فأقل"""
كان مؤيد مستند على سيارته في مكان مهجور عندما جاءت تلك السيارة السوداء من نوع "GMC" ليترجل منها اثنين من رجاله وهم يمسكون بمروة فقاموا بإلقائها عند قدم مؤيد بعنف ليبتسم هو ثم ينحني لها قائلاً بنبرة مرعبة وهو يمسك بشعرها الطويل
-شكلك بتحبي العنف صح؟
كانت الدماء تسيل من فم مروة و وجهها احمر جراء ما فعله رجال مؤيد بها فحركت رأسها نافية بسرعة ليرفعها هو من شعرها عن الأرض ثم يقول هامساً
-اخوكي و اسمهان فين؟
فما كان لها سوى ان تخبره بمكانهم من بين شهقاتها المتسارعة خوفاً منه
***في فيلا غياث***
وقفت حلا أمام غياث بنظرات حادة ثم قالت بعدها بغضب
-انت ازاي تسمح لنفسك انك تأذي حد كده؟
فنهض الآخر من على كرسي مكتبه بملامح جامدة قائلاً
-احمدي ربنا ان ضميرك صحي....كان زمانك في الاوضة اللي جنبه في المستشفى
بعدها خرج من المكتب ليدخل عمر ثم يقول بضيق
-انا تعبت بصراحة
فزفرت حلا مستندة بعدها على المكتب ليدخل ريان فجأة ثم يقول
-لقيتها
قضب عمر حاجبيه ليتابع ريان
-فاكر العقد الى غياث مضاه مع مكرم العقيل قبل الحادثة؟
فأماء الاخر له ليكمل ريان
-احنا نساعد غياث انه يفتكر عشان يعرف العقد ده فين ويلغيه و كده نبقى حلينا المشكلة الأولى و مكرم وقتها هيرجع بيته و نعيش احنا في سلام
ما ان انتهى ريان حتى أنفجر عمر ضاحكاً ثم قال
-ده على اساس ان غياث لما يفتكر مش هيدور على اللي قتل اخوه و مش هيأذي أسيل و ينتقم من مكرم على اللي عمله فيه بخصوص المهدئات؟ ريان ....الليث الأسود اللي جوه غياث لو فاق محدش هيعرف يهديه نهائي
زفر ريان بحنق لتقول حلا بتفكير
-بصوا هو اسيل انا بصراحة سمعتكم بتتكلموا عليها قبل كده المهم يعني الإنسان لما بيحب حد استحالة يأذيه عشان هيحس انه بيأذي روحه
لم يفهم عمر او ريان ما تقوله حلا لتتنهد هي ثم تقول
-بمعنى ان غياث لو حب اسيل مش هيأذيها لما يفتكر او على الأقل مش هيموتها يعني ده غير ان هي هيكون ليها سيطرة عليه
فلمعت تلك الفكرة في عقل ريان ثم قال
-تصدقي صح....احنا لازم نخليهم يحبوا بعض خصوصاً ان اسيل بقت بتشتغل عند نوران هانم
صفق عمر بيديه بسخرية قائلاً
-حلو السيناريو ده...ايه اللي انتو بتقولوه ده؟ انا من رأيي انكم تسيبوا كل حاجة زي ما هي و المكتوب يحصل هيحصل
***في منزل اسيل***
ما إن رأت اسيل اسمهان حتى سحبتها الى احضانها بقوة وهي تبكي و تمسح على رأسها لتبادلها الأخرى العناق بينما مؤيد كان مستند على باب المنزل ينظر لهم بنظرات لطيفه و بعد لحظات من عناق اسيل لاسمهان قالت الأخرى بصوت هادئ
-كان المفروض أسمع كلامك
ابتعدت اسيل عن اسمهان ثم ابتسمت قائلة وهي تمسح على وجنتها بشكل لطيف
-احنا مش ملايكة يا اسمهان احنا بشر و بنغلط فمتلوميش نفسك كتير على حاجة عدت بس اتعلمي منها تمام؟
فبادلتها اسمهان الابتسامة لتأتي اسراء ثم تعانق شقيقتها و الدموع تنساب من عينيها بينما نظرت اسيل الى مؤيد نظرات امتنان قائلة بصوت هادئ
-شكراً...عشان انت موجود
فابتسم الآخر ثم قال
-واجبي اكون موجود
لتمر تلك الليلة بشكل غريب على الجميع ليأتي بعدها يوم آخر بأحداث اخرى
"""في الصباح"""
دخلت اسيل غرفة اسمهان ثم قبلت رأسها بحنو و قامت بتغطيتها جيداً و فعلت المثل لإسراء و ما ان خرجت من الغرفة حتى قالت نور
-مش هتوديهم المدرسة صح؟
اماءت اسيل بالإيجاب قائلة
-خليهم يرتاحوا شوية...كفاية ضغط نفسي عليهم حرام
ابتسمت نور لحنية صديقتها ثم ذهبت بعدها لترتدي حذائها كي يذهبن الى العمل
***في فيلا غياث***
كان غياث يعبث بهاتفه بينما حلا تضع الإفطار امامه لتعطيه الدواء و عندما انتهت جلست و بدأت تأكل بهدوء فنظر لها غياث باستغراب لتقول هي
-مانا اكيد مش عملالك الفطار يعني انا كنت عاملة لنفسي فقولت ااكلك معايا بالمرة
اغلق غياث عينيه فرؤيته لحلا تثير جنونها بعدها نهض من مكانه متوجهاً الى الخارج و بينما هو يفعل اتصل على ريان ليجيب الآخر
-نعم
فقال غياث بهدوء وهو يقود سيارته
-مكرم العقيل فين؟
اجابه ريان بهدوء
-راح قصره مع طنط نرمين
ابتسم غياث قائلاً بهدوء
-تمام انا جاي
مغلقاً بعدها الخط لينتفض ريان من على فراشه بعد لحظات ما ان استعاب ان غياث سيأتي و هذا يعني انه يوجد امكانية في ان يقابل اسيل...او يستفزها
.....
كانت نور تضع حقيبتها على طاولة المطبخ بينما اسيل جلست على الطاولة فقالت نور باستفزاز
-شكل القاعدة في المطبخ عجبتك
ابتسمت اسيل قائلة
-لسة محدش قالي اطلع انضف فوق..مش يمكن في حد نايم؟ عيب اقتحم خصوصيات الناس
اخرجت نور لسانها الى اسيل ليأتي ريان في تلك اللحظة قائلاً بابتسامة ودودة
-صباح الخير
بادلته اسيل الابتسامة قائلة
-صباح النور
بينما تعجبت رئيسة الخدم من وجود ريان في المطبخ فقالت مع ابتسامة زائفة
-تحب نجبلك حاجة يا ريان بيه؟
لينظر لها الآخر بطرف عينيه ثم يقول
-لا
بعد ذلك وجه نظره لأسيل قائلاً
-اسيل عادي لو طلعتي انتي الفطار النهاردة؟
فاماءت الاخرى بشكل لطيف لتقول رئيسة الخدم
-ملوش لزوم يا ريان بيه كده كده ياسمين هي المسؤولة عن الفطار
ليبتسم الآخر باستفزاز قائلاً
-وانا عايز اسيل عندك مشكلة؟
حركت الأخرى رأسها بالنفي ليخرج ريان من المطبخ فالتفتت هي الى اسيل ثم قالت بحدة
-لو ناوية على حاجة يا ست اسيل فانا فلحظة اخلي نوران هانم تطردك
اشتعلت نور من كلماتها تلك فقالت ببرود
-حضرتك رئيسة خدم مش رئيسة جمهورية يعني الرأي الاول و الاخير لنوران هانم مش ليكي
بعدها سحبت اسيل من المطبخ الى الحديقة الخلفية وهي تكاد تموت غيظاً من تلك السيدة المثيرة للاستفزاز اما اسيل فضحكت قائلة
-شكلك متضايقة منها اوي
حركت نور رأسها ثم قالت
-جدا...انتي مش متخيلة اتهزأت منها كام مرة على حاجات تافهة
ضحكت اسيل ليأتي ريان في تلك اللحظة ثم يقول
-مالكم في ايه؟
ابتسمت اسيل بهدوء قائلة
-ولا حاجة
كانت نور تنظر بغضب و قبل ان يتحدث ريان وجد اسيل تنظر الى شيء ما خلفه و بعدها دخلت المنزل دون ان تتحدث و ما ان التفت هو حتى رأى سيارة غياث تدخل القصر فقال في نفسه
-لا بداية نهار سعيدة ماشاء الله
.....
كانت اسيل تقول لنور بترجي
-طلعي انتي الفطار الله يخليكي وانا هعمل شغلك كله
لتحرك الأخرى رأسها نافية ثم تقول
-حتى ولو مش عايزة انا
فما كان لأسيل سوى ان تأخذ الصينية من على الطاولة وهي ترمق نور بنظرات حارقة بينما بادلتها الأخرى نظرة بمعنى "اسفة"
....
كان غياث يتحدث مع ريان بشأن العمل ليقول ريان فجأة
-ما تيجي تعيش هنا
قضب غياث حاجبيه بعدم فهم لتأتي اسيل في تلك اللحظة وهي تحمل صينية الصحون في يدها و بينما هي تضع الطعام امام غياث شعرت باحمرار وجهها من نظراته المحدقة بها وما زادها ذلك سوى جمالاً فوق جمالها فقال ريان مداعباً اياها بشكل غير مباشر
-ايه ده وشك بقى احمر ليه؟
لتبتسم اسيل فتظهر غمازتيها ليقول ريان
-الله...عندك غمازتين؟ انا عندي واحدة و التانية معرفش راحت فين
ضحكت اسيل ثم نظرت الى ريان ليضحك هو قائلاً وهو يشير الى غمازته
-اهيه واحدة و التانية اختفت.... والله واحدة كانت عيزاني لبنتها قعدت تقولها اهو بصي ضحكته و غمزاته حلوة ازاي لحد ما طيرتلي الغمازة بعنيها اللي شبه الطبق ديه
انفجرت اسيل ضاحكة خاصة بقدرة ريان على تقليد نبرات الصوت لتنتبه الى ابتسامة غياث الهادئة التي تكاد لا تظهر فقالت بعد ان وضعت الصحون على الطاولة
-حاجة تاني؟
فقال غياث بنبرة باردة
-طلعيلي كوباية قهوة على اوضتي فوق بعد الفطار
لتقول اسيل في سرها بسخرية
-نننن...مستفز
بعدها تصنعت الابتسامة قائلة
-طيب...حاجة كمان؟
حرك ريان رأسه نافياً لتذهب هي الى المطبخ بخطوات غاضبة و دون أن تنتبه ان رباط حذائها مفكوك دعست عليه فسقطت على وجهها
ما ان سقطت اسيل حتى اغمضت عينيها من ذاك الوضع الحرج التي هي فيه و بعدها تصنعت الجلوس فجأة ثم قالت وهي تضحك بسماجة
-قاصدة اقع على فكرة
غطى ريان وجهه بكفيه بينما نهض غياث مقترباً منها بخطوات ثابتة و ما ان جلس القرفصاء امامها حتى ابتسم باستفزاز قائلاً
-مكانك في الأرض فعلاً
فنظرت له اسيل بحقد ثم ربطت حذائها بسرعة و بينما هو يسير بثبات اقتربت منه اسيل ثم دفعته بقوة ليسقط في المسبح اما هي فركضت للداخل بسرعة و دقات قلبها تتسارع و فجأة اصطدمت بنور فقالت الأخرى بقلق
-اسيل مالك؟!
تحدثت الاخرى من بين لهثاتها
-حدف...حدفت غياث ف...في البسين
لتتصنم نور في مكانها قائلة بصدمة
-يعمربيتك حد يعمل كده؟؟!!!
غطت الأخرى وجهها بكفيها بسرعة ثم قالت
-خبيني خبيني
.....
اعطى ريان غياث المنشفة ثم قال بنبرة مرحة
-سبحان الله شوف اخلاق البنت حست انك حران فقالت تنزلك البسين
ليرمق غياث ريان نظرة هادئة و مرعبة قائلاً بعدها ببرود
-ابعتهالي على فوق
بسم الله
ركضت بسرعة تجاه النافذة لتجد انهم في دور مرتفع ولكن يوجد درج الطوارئ و فجأة وجدت عامر يصرخ من الخارج قائلاً وهو يحاول دفع الباب
-هندمك على يوم ولادتك يا اسمهان
لتتسارع دقات قلب الأخرى خاصة و أن النافذة من زجاج لكنها مغلقة فظلت اسمهان تنظر الى الغرفة حولها بسرعة حتى امسكت بكرسي ثم قذفته على النافذة كاسرة الزجاج بعدها و ما ان فعلت حتى ازدادت محاولات عامر لكسر الباب اما اسمهان كسرت ما بقي من زجاج ثم قامت بخلع حذائها و ألقته من النافذة ثم مزقت قطعة من طرف قميصها ووضعته بشكل عشوائي على اكرة النافذة و قبل ان تخرج ما كانت سوى لحظات حتى اقتحم عامر الغرفة كالثور الهائج
...
ترجل غياث من سيارته في منزله ليترجل ريان بعدها والغضب يعتليه و فجأة امسك غياث من ذراعه قائلا بإندفاع
-يا غياث اللي عملته في ايمن مش مبرر
فسحب الآخر يده ببرود ثم قال بحدة وهو ينظر الى اعين ريان
-لحد دلوقتي يا ريان انا مطلعك برة الموضوع و مش عايز آذيك لأنك محكتليش جواد مات ازاي
اقترب غياث من ريان مسترسلاً حديثه
-بس لو وقفت قدامي قسماً بالله هنسى انك أبن عمي و هأذيك
ليزفر الآخر بحنق ثم يتركه و يرحل فهو لا يريد خسارة غياث ومع ذلك فهو لن يخبره بأي شيء يعلمه وعلى الرغم من ان ما يعلمه ريان بأمر حادث جواد ليس كثير الا انه إن أخبر غياث به فسيتحول الآخر الى "ليث اسود" ولن يرحم أحد و اولهم تلك التي لا ذنب لها "أسيل"
اما من جهة أسيل فكانت تبكي وهي تكرر الإتصال بشقيقتها مراراً و تكرراً لكن لا جدوى من ذلك فهاتفها مغلق بينما اسراء في حضن نور تبكي و مؤيد لم يتصل بها بعد فزاد ذلك من خوفها
......
ما إن فتح عامر الباب حتى تفاجأ بعدم وجود اسمهان فركض تجاه النافذة ليجد حذائها ملقى على الأرض بالأسفل فأخرج هاتفه بسرعة وهو يخرج من الغرفة ليتصل بصديقه و يقول بصوت مرعب
-هربت...دور عليها فكل حتة لحد ما تلاقيها
ثم أغلق الخط خارجاً بعدها من المبنى كله و ما إن فعل حتى خرجت اسمهان من أسفل الفراش و الدموع متناثرة على وجنتيها الحمراء كالآلي و بعد ان تأكدت من عدم وجود عامر في المنزل حتى فتحت الباب برفق ثم بدأت تنزل الدرج بسرعة حافية القدمين غير مكترثة بمدى الآلام فيها فآلام قلبها قد تخطت كل شيء و ما إن خرجت اسمهان من البناية حتى وجدت نفسها في حي قديم مهجور لا أحد فيه وما زادها رعباً هو حلول الليل و صوت نباح الكلاب الجائعة فما كان لها سوى ان تركض بعشوائية دون ان تعلم اين هي او الى اين ستذهب ولكنها ظلت تركض وسط تلك المباني القديمة في ذاك الشارع المظلم وهي تصرخ بأعلى صوتها طالبة المساعدة و تقول من وسط بكاءها و دموعها
-في حد هنــــا؟! ساعدوني
لم تستمع اسمهان الى اي رد فتوقفت عن الركض لتمسح دموعها ثم تقول لنفسها وهي تحاول التحكم في وتيرة انفاسها المتسارعة و دقات قلبها التي تقسم بأن قلبها يكاد يخرج من ضلوعه
-خلاص مينفعش اعيط .... مينفعش اكون ضعيفة ولا ينفع حد يشوفني ضعيفة
مسحت اسمهان وجهها مرة أخرى ثم بدأت تتلفت حولها لعلها تستمع الى صوت يخبرها بوجود احد ما هنا و فجأة استمعت الى صوت اقدام تقترب منها و ما إن التفتت حتى وجدته عامر فتراجعت هي للخلف بتلقائية ثم قالت بعد ان قست ملامحها
-لو قربت مني صدقني مش هيحصلك كويس
فما كان للآخر سوى ان يضحك بشكل مريب ثم يقول
-هتعملي ايه يعني؟ اسمهان انتي مستوعبة اللي انتي فيه؟ انتي في مكان مهجور مع شابين مش في وعيهم
لتبتلع هي ريقها ثم تنظر الى الخلف لتجد كريم يبتسم لها بشكل مريب فأعادت نظرها الى عامر و قالت بغضب عارم
-انت عايز مني ايه؟ كل ده عشان الكف اللي اديتهولك؟ صدقني انت كنت تستحقه و تستحق اكتر منه ...عارف ليه؟ لأنك عديم المسؤولية انت مجرد شاب طايش واخد الحياة لعبة و صدقني فلحظة هتلاقي نفسك اتسجنت بسبب تهورك ده
بدأت الرياح بالهبوب معلنة عن قدوم عاصفة قوية تليها تساقط قطرات المطر فزاد ذلك من رعب اسمهان ولكنها لم تبين ذلك أبداً خاصة بعد صمت عامر المريب و فجأة وجدت تلك السيارة تقترب منهم بسرعة لتتوقف فجأة بالقرب من اسمهان و يترجل منها مؤيد بهيبته الطاغية مقارنة ب هذان الشابان الطائشان و ما ان ترجل من السيارة حتى ركضت اسمهان تجاهه بسرعة ليمسك مؤيد يدها ثم يركبها السيارة ملتفتاً بعدها الى عامر و كريم و على محياه نظرة تكاد تخترق المعدن من حدتها فاقترب بهدوء من عامر الذي كان واقفاً بعدم اتزان و لكمه بقوة كاسراً بعدها احد اسنانه فركض كريم بعيداً بينما ظل مؤيد يضرب عامر بعنف وهو يقول بعصبية
-اسيل و اسمهان خط احمر...فااااااهم؟
فحرك عامر رأسه بالإيجاب ليستمر مؤيد في لكمه بقوة ولم يتوقف الا عندما شعر بيدي اسمهان تسحبانه بعيداً عنه وهي تقول
-خلاص يا مؤيد سيبه
فابتعد مؤيد عنه بصعوبة و قبل أن يذهب ركله في معدته بقوة ثم تركه غارقاً في دمه
***في فيلا غياث***
كانت حلا تشاهد التلفاز بملل عندما طرق شخص ما باب الشاليه فقالت هي بعد ان اعتدلت في جلستها
-ادخل
فدخل عمر و كان يبدو متعباً للغاية لتقول حلا وهي تنظر الى ملامحه المنهكة
-في حاجة؟
ابتلع عمر ريقه ثم جلس على مقعد ما و قال بهدوء
-عايز غياث يفتكر كل حاجة حصلت قبل الحادثة بس في نفس الوقت مش عايزه يتوجع
لتحك حلا مؤخرة رأسها بخفة ثم تقول
-بص انا هحكيلك اللي أعرفه
اماء عمر لها لتتابع هي
-غالباً كده والله اعلم ان في حاجة يا عند مكرم العقيل و غياث لازم ياخدها يا عند غياث و مكرم عايز ياخدها بس الأكيد ان الحاجة ديه متعلقة بأن غياث لو خد المهدئات و تدريجياً بقى مدمن عليها و غير مسؤول مكرم العقيل هيبقى ليه الحق في انه يتصرف في كل املاك غياث و كل حاجة تخصه لأن غياث هيبقى غير مسؤول عن نفسه
تصنم عمر في مكانه للحظات قائلاً بتفكير وهو يحك ذقنه
-عشان كده دخل ايمن العناية المركزة
فرفعت حلا حاجبيها بدهشة ثم قالت متعجبة
-نعم؟!!!
و فجأة نهضت من مكانها والغضب يعتليها و قبل ان تخرج من الشاليه بغضب وقف عمر امامها ثم قال
-رايحة فين؟
فدفعته حلا بكل قوتها ثم قالت وهي تخرج
-هشوف اللي صاحبك عمله
***في سيارة مؤيد***
كانت اسمهان صامتة بشكل غريب وهي تنظر الى الامطار المتساقطة بغزارة و انفاسها تهدأ تارة و تتسارع أخرى حتى قالت بصوت مبحوح و نبرة هادئة و ملامح جامدة
-عرفت مكاني منين؟
اخذ مؤيد نفس هادئ ثم قال
-اسيل شكت في ان اخته ممكن تكون عارفة مكانه او مكانك ولما ادتني عنوانها عملت معاها اتفاق صغير
قضبت اسمهان حاجبيها بعدم فهم ليتذكر مؤيد ما حدث
"""قبل ما يقارب ساعة فأقل"""
كان مؤيد مستند على سيارته في مكان مهجور عندما جاءت تلك السيارة السوداء من نوع "GMC" ليترجل منها اثنين من رجاله وهم يمسكون بمروة فقاموا بإلقائها عند قدم مؤيد بعنف ليبتسم هو ثم ينحني لها قائلاً بنبرة مرعبة وهو يمسك بشعرها الطويل
-شكلك بتحبي العنف صح؟
كانت الدماء تسيل من فم مروة و وجهها احمر جراء ما فعله رجال مؤيد بها فحركت رأسها نافية بسرعة ليرفعها هو من شعرها عن الأرض ثم يقول هامساً
-اخوكي و اسمهان فين؟
فما كان لها سوى ان تخبره بمكانهم من بين شهقاتها المتسارعة خوفاً منه
***في فيلا غياث***
وقفت حلا أمام غياث بنظرات حادة ثم قالت بعدها بغضب
-انت ازاي تسمح لنفسك انك تأذي حد كده؟
فنهض الآخر من على كرسي مكتبه بملامح جامدة قائلاً
-احمدي ربنا ان ضميرك صحي....كان زمانك في الاوضة اللي جنبه في المستشفى
بعدها خرج من المكتب ليدخل عمر ثم يقول بضيق
-انا تعبت بصراحة
فزفرت حلا مستندة بعدها على المكتب ليدخل ريان فجأة ثم يقول
-لقيتها
قضب عمر حاجبيه ليتابع ريان
-فاكر العقد الى غياث مضاه مع مكرم العقيل قبل الحادثة؟
فأماء الاخر له ليكمل ريان
-احنا نساعد غياث انه يفتكر عشان يعرف العقد ده فين ويلغيه و كده نبقى حلينا المشكلة الأولى و مكرم وقتها هيرجع بيته و نعيش احنا في سلام
ما ان انتهى ريان حتى أنفجر عمر ضاحكاً ثم قال
-ده على اساس ان غياث لما يفتكر مش هيدور على اللي قتل اخوه و مش هيأذي أسيل و ينتقم من مكرم على اللي عمله فيه بخصوص المهدئات؟ ريان ....الليث الأسود اللي جوه غياث لو فاق محدش هيعرف يهديه نهائي
زفر ريان بحنق لتقول حلا بتفكير
-بصوا هو اسيل انا بصراحة سمعتكم بتتكلموا عليها قبل كده المهم يعني الإنسان لما بيحب حد استحالة يأذيه عشان هيحس انه بيأذي روحه
لم يفهم عمر او ريان ما تقوله حلا لتتنهد هي ثم تقول
-بمعنى ان غياث لو حب اسيل مش هيأذيها لما يفتكر او على الأقل مش هيموتها يعني ده غير ان هي هيكون ليها سيطرة عليه
فلمعت تلك الفكرة في عقل ريان ثم قال
-تصدقي صح....احنا لازم نخليهم يحبوا بعض خصوصاً ان اسيل بقت بتشتغل عند نوران هانم
صفق عمر بيديه بسخرية قائلاً
-حلو السيناريو ده...ايه اللي انتو بتقولوه ده؟ انا من رأيي انكم تسيبوا كل حاجة زي ما هي و المكتوب يحصل هيحصل
***في منزل اسيل***
ما إن رأت اسيل اسمهان حتى سحبتها الى احضانها بقوة وهي تبكي و تمسح على رأسها لتبادلها الأخرى العناق بينما مؤيد كان مستند على باب المنزل ينظر لهم بنظرات لطيفه و بعد لحظات من عناق اسيل لاسمهان قالت الأخرى بصوت هادئ
-كان المفروض أسمع كلامك
ابتعدت اسيل عن اسمهان ثم ابتسمت قائلة وهي تمسح على وجنتها بشكل لطيف
-احنا مش ملايكة يا اسمهان احنا بشر و بنغلط فمتلوميش نفسك كتير على حاجة عدت بس اتعلمي منها تمام؟
فبادلتها اسمهان الابتسامة لتأتي اسراء ثم تعانق شقيقتها و الدموع تنساب من عينيها بينما نظرت اسيل الى مؤيد نظرات امتنان قائلة بصوت هادئ
-شكراً...عشان انت موجود
فابتسم الآخر ثم قال
-واجبي اكون موجود
لتمر تلك الليلة بشكل غريب على الجميع ليأتي بعدها يوم آخر بأحداث اخرى
"""في الصباح"""
دخلت اسيل غرفة اسمهان ثم قبلت رأسها بحنو و قامت بتغطيتها جيداً و فعلت المثل لإسراء و ما ان خرجت من الغرفة حتى قالت نور
-مش هتوديهم المدرسة صح؟
اماءت اسيل بالإيجاب قائلة
-خليهم يرتاحوا شوية...كفاية ضغط نفسي عليهم حرام
ابتسمت نور لحنية صديقتها ثم ذهبت بعدها لترتدي حذائها كي يذهبن الى العمل
***في فيلا غياث***
كان غياث يعبث بهاتفه بينما حلا تضع الإفطار امامه لتعطيه الدواء و عندما انتهت جلست و بدأت تأكل بهدوء فنظر لها غياث باستغراب لتقول هي
-مانا اكيد مش عملالك الفطار يعني انا كنت عاملة لنفسي فقولت ااكلك معايا بالمرة
اغلق غياث عينيه فرؤيته لحلا تثير جنونها بعدها نهض من مكانه متوجهاً الى الخارج و بينما هو يفعل اتصل على ريان ليجيب الآخر
-نعم
فقال غياث بهدوء وهو يقود سيارته
-مكرم العقيل فين؟
اجابه ريان بهدوء
-راح قصره مع طنط نرمين
ابتسم غياث قائلاً بهدوء
-تمام انا جاي
مغلقاً بعدها الخط لينتفض ريان من على فراشه بعد لحظات ما ان استعاب ان غياث سيأتي و هذا يعني انه يوجد امكانية في ان يقابل اسيل...او يستفزها
.....
كانت نور تضع حقيبتها على طاولة المطبخ بينما اسيل جلست على الطاولة فقالت نور باستفزاز
-شكل القاعدة في المطبخ عجبتك
ابتسمت اسيل قائلة
-لسة محدش قالي اطلع انضف فوق..مش يمكن في حد نايم؟ عيب اقتحم خصوصيات الناس
اخرجت نور لسانها الى اسيل ليأتي ريان في تلك اللحظة قائلاً بابتسامة ودودة
-صباح الخير
بادلته اسيل الابتسامة قائلة
-صباح النور
بينما تعجبت رئيسة الخدم من وجود ريان في المطبخ فقالت مع ابتسامة زائفة
-تحب نجبلك حاجة يا ريان بيه؟
لينظر لها الآخر بطرف عينيه ثم يقول
-لا
بعد ذلك وجه نظره لأسيل قائلاً
-اسيل عادي لو طلعتي انتي الفطار النهاردة؟
فاماءت الاخرى بشكل لطيف لتقول رئيسة الخدم
-ملوش لزوم يا ريان بيه كده كده ياسمين هي المسؤولة عن الفطار
ليبتسم الآخر باستفزاز قائلاً
-وانا عايز اسيل عندك مشكلة؟
حركت الأخرى رأسها بالنفي ليخرج ريان من المطبخ فالتفتت هي الى اسيل ثم قالت بحدة
-لو ناوية على حاجة يا ست اسيل فانا فلحظة اخلي نوران هانم تطردك
اشتعلت نور من كلماتها تلك فقالت ببرود
-حضرتك رئيسة خدم مش رئيسة جمهورية يعني الرأي الاول و الاخير لنوران هانم مش ليكي
بعدها سحبت اسيل من المطبخ الى الحديقة الخلفية وهي تكاد تموت غيظاً من تلك السيدة المثيرة للاستفزاز اما اسيل فضحكت قائلة
-شكلك متضايقة منها اوي
حركت نور رأسها ثم قالت
-جدا...انتي مش متخيلة اتهزأت منها كام مرة على حاجات تافهة
ضحكت اسيل ليأتي ريان في تلك اللحظة ثم يقول
-مالكم في ايه؟
ابتسمت اسيل بهدوء قائلة
-ولا حاجة
كانت نور تنظر بغضب و قبل ان يتحدث ريان وجد اسيل تنظر الى شيء ما خلفه و بعدها دخلت المنزل دون ان تتحدث و ما ان التفت هو حتى رأى سيارة غياث تدخل القصر فقال في نفسه
-لا بداية نهار سعيدة ماشاء الله
.....
كانت اسيل تقول لنور بترجي
-طلعي انتي الفطار الله يخليكي وانا هعمل شغلك كله
لتحرك الأخرى رأسها نافية ثم تقول
-حتى ولو مش عايزة انا
فما كان لأسيل سوى ان تأخذ الصينية من على الطاولة وهي ترمق نور بنظرات حارقة بينما بادلتها الأخرى نظرة بمعنى "اسفة"
....
كان غياث يتحدث مع ريان بشأن العمل ليقول ريان فجأة
-ما تيجي تعيش هنا
قضب غياث حاجبيه بعدم فهم لتأتي اسيل في تلك اللحظة وهي تحمل صينية الصحون في يدها و بينما هي تضع الطعام امام غياث شعرت باحمرار وجهها من نظراته المحدقة بها وما زادها ذلك سوى جمالاً فوق جمالها فقال ريان مداعباً اياها بشكل غير مباشر
-ايه ده وشك بقى احمر ليه؟
لتبتسم اسيل فتظهر غمازتيها ليقول ريان
-الله...عندك غمازتين؟ انا عندي واحدة و التانية معرفش راحت فين
ضحكت اسيل ثم نظرت الى ريان ليضحك هو قائلاً وهو يشير الى غمازته
-اهيه واحدة و التانية اختفت.... والله واحدة كانت عيزاني لبنتها قعدت تقولها اهو بصي ضحكته و غمزاته حلوة ازاي لحد ما طيرتلي الغمازة بعنيها اللي شبه الطبق ديه
انفجرت اسيل ضاحكة خاصة بقدرة ريان على تقليد نبرات الصوت لتنتبه الى ابتسامة غياث الهادئة التي تكاد لا تظهر فقالت بعد ان وضعت الصحون على الطاولة
-حاجة تاني؟
فقال غياث بنبرة باردة
-طلعيلي كوباية قهوة على اوضتي فوق بعد الفطار
لتقول اسيل في سرها بسخرية
-نننن...مستفز
بعدها تصنعت الابتسامة قائلة
-طيب...حاجة كمان؟
حرك ريان رأسه نافياً لتذهب هي الى المطبخ بخطوات غاضبة و دون أن تنتبه ان رباط حذائها مفكوك دعست عليه فسقطت على وجهها
ما ان سقطت اسيل حتى اغمضت عينيها من ذاك الوضع الحرج التي هي فيه و بعدها تصنعت الجلوس فجأة ثم قالت وهي تضحك بسماجة
-قاصدة اقع على فكرة
غطى ريان وجهه بكفيه بينما نهض غياث مقترباً منها بخطوات ثابتة و ما ان جلس القرفصاء امامها حتى ابتسم باستفزاز قائلاً
-مكانك في الأرض فعلاً
فنظرت له اسيل بحقد ثم ربطت حذائها بسرعة و بينما هو يسير بثبات اقتربت منه اسيل ثم دفعته بقوة ليسقط في المسبح اما هي فركضت للداخل بسرعة و دقات قلبها تتسارع و فجأة اصطدمت بنور فقالت الأخرى بقلق
-اسيل مالك؟!
تحدثت الاخرى من بين لهثاتها
-حدف...حدفت غياث ف...في البسين
لتتصنم نور في مكانها قائلة بصدمة
-يعمربيتك حد يعمل كده؟؟!!!
غطت الأخرى وجهها بكفيها بسرعة ثم قالت
-خبيني خبيني
.....
اعطى ريان غياث المنشفة ثم قال بنبرة مرحة
-سبحان الله شوف اخلاق البنت حست انك حران فقالت تنزلك البسين
ليرمق غياث ريان نظرة هادئة و مرعبة قائلاً بعدها ببرود
-ابعتهالي على فوق