رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والخامس عشر 115
الفصل 115 مشكلة المواد
ابتسمت خلود وقالت لها : أنا مصممة، ولذلك لدي عادة عندما أرى فستانا جميلا
أقف وأتأمل تفاصيله".
ثم أصبحت المرأة أكثر حماسا وقالت: "أوه، إذن أنت مصممة. لا عجب أن لديك
مثل هذا الذوق الرفيع ما رأيك أن تتبادل معلومات الاتصال الخاصة بنا، لكي
تساعديني في تصميم فستان زفافي؟
"حسنا، طبعا". لقد كانت قلما تلتقي بأشخاص تتشارك معهم نفس الآراء
والأذواق ولذلك أخرجت هاتفها لتبادل أرقام الهاتف مع تلك المرأة.
وبعد أن حفظت رقم خلود غادرت المرأة على عجل قائلة: "لدي بعض الأعمال
لأقوم به لنبقى على اتصال".
لوحت لها خلود بيدها لتودعها، ثم تذكرت أنها لم تسألها عن اسمها.
ومن ثم واصلت التجول في المركز التجاري.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
وعندما انتهى نائل من اجتماعه، تناول العشاء مع خلود التي لاحظ أنها بدت
حزينة وهي تتناول الطعام، فسألها: "ماذا هناك؟"
كانت خلود قد رأت بعض الفساتين الخاصة بالسيدات في الخمسين من
عندما كن تتسوق في المركز التجاري، واعتصر الألم قلبها عندما تذكرت أن
الفساتين التي صممتها بعناية وجهد كبيرين قامت السيدة جوليا بحرقها
العمر.
"ترى هل لا تزال السيدة هادي غاضبة مني ؟ ألا يجب أن أقوم بزيارتها واعتذر
إليها عما بدر مني؟ "
حيث لم يخطر على بال خلود أن يؤدي ما قامت به إلى توتر العلاقة.
بين الأم
وابنها بشكل كبير، لو كنت أعلم أن السيدة هادي سترفضني بهذا الشكل لما كنت
قبلت بالعمل عندها.
"إن الفساتين لم تحترق. لقد طلبت من سالم أن يجلبها. أما بالنسبة لأمي
فلتبقى غاضبة بقدر ما تشاء. ثم تناول نائل طعامه دون اكتراث وكأنهم كانوا
يتحدثون عن والدة شخص آخر.
فقد كان يدرك طبع والدته جيدًا، فبمجرد أن تغضب وتأخذ انطباع سيء تجاه
شخص ما، فلن يجد نفقا أي شيء معها.
فقد كان والده أخطأ في حقها في الماضي، وبعد ذلك حاول كثيرًا أن يتوسل
إليها ويطلب المغفرة لكنها لم تقبل أبدا.
وفي نهاية المطاف، انتقل والده ليعيش مع امرأة أخرى وأنجب منها ولدا. ولم
يستطع . أحد أن يقول من كان منهما على حق ومن كان على خطاً.
شعرت خلود بالذنب لأنها خدعت جوليا وقالت : دعنا نزور السيدة هادي يوما
ما عندما يكون لديك بعض الوقت"
نظر نائل إليها وقال "افعلي ما تريدين".
فابتسمت خلود أخيرًا، وعاد الثنائي إلى المنزل.
وبعد أن كانت بعد أن تغيبت عن الشركة ليوم واحد، عادت خلود إلى عملها في
اليوم التالي لتجد مكتبها مليئا بالمستندات التي يجب عليها معالجتها.
فجلست أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بها لتنهي عملها ثم طلبت منها سندس
بغضب التوجه فورا إلى مصنع الملابس الخاص بشركة الرضا بعد انتهاء
الاجتماع الصباحي. حيث كان مصنع الملابس خلف مبنى الشركة، ولذلك ركضت
خلود مباشرة إلى هناك.
وعندما وصلت إلى هناك، لم يكن لديها الوقت حتى لتأخذ قسطا من الراحة بعد
أن سألتها سندس على الفور، خلود ما هذه الأقمشة ذات النوعية الرديئة؟"
انصدمت خلود بعد أن رأت كومة الأقمشة المكدسة أمامها والتي كان من
المفترض أن يتم استخدامها لتصنيع ملابس الموسم المقبل، لكنهم لاحظوا
وجود مشكلة في القماش قبل أيام قليلة من بدء الإنتاج.
وفي تلك اللحظة اقترب مدير المصنع وقال ساخرا: "ماذا عسانا نقول؟ لا بد
أنها استخدمت أموال الشركة لشراء أقمشة ذات نوعية ردينة لكي تربح من
فرق السعر.
فقد كان لقائد المجموعة الصلاحية لتحديد نوع القماش الذي سيتم شراءه،
واستخدام الأموال التي يتم تحويلها إليه لدفع الثمن. وبالتالي، يمكن لأي
شخص أن يكسب المال من فرق الأسعار أو الحصول على عمولة من موردي
المنسوجات.
وبذلك شعرت خلود على الفور بخطورة الوضع وأوضحت بحزم: "آنسة سندس،
أنا لم أحصل أي عمولة، ولم أطلب أقمشة ذات نوعية رديئة لتحقيق الربح".
ابتسمت سندس "بالطبع أنا أثق بك لكن هذه المشكلة في العملية التي كنتي
تشرفين عليها وأنا أحتاج إلى تقديم تفسير منطقي لمديري".
حاولت خلود أن تتذكر جيدا ثم تذكرت عملية الشراء بأكملها في محاولة منها
لمعرفة أين قد تكون المشكلة نشأت.
بدت وكأنها تذكرت شيئا فجأة وقالت: "لدي معلومات الطلب وسجلات
المعاملات. يمكن أن لصاحب مصنع القماش أن يؤكد ذلك أيضاً.
هزت سندس رأسها وقالت: " لقد حاولت بالفعل أن اتصل بصاحب المصنع، قبل
أن أستدعيك إلى هنا، لكن هاتفه كان مغلقا ويبدو أن قد اختفى".
غص قلب خلود عندما سمعت هذا. لقد اختفى مدير المصنع، وهذا يعني أن
الدليل الوحيد على براءتي قد ضاع.
وشعرت في تلك اللحظة كما لو أنها تتجول في الصحراء بدون ماء أو اتجاه
وأحست كأن المصائب تأتي إليها من كل صوب.
استدارت سندس لتتصل بمديرها والذي كان قد علم بالفعل بهذه القضية. وبعد
أن قدمت له شرحا لأكثر من عشر دقائق، عادت أخيرًا إلى خلود وأبلغتها الإنذار
النهائي. "خلود، يمكنني أن أعطيك مدة يومين فقط. يمكنك خلالها شراء دفعة
الأقمشة
جديدة من من مالك الخاص أو الاستقالة".
نظرت خلود إلى كومة الأقمشة المهترئة التي أمامها وشعرت بالإحباط. حيث لم
يكن لديها الوقت الآن لمعرفة من الذي قام بتلفيق التهمة لها بل كانت أولويتها
أن تجد حلا لهذه المشكلة.
وعند عودتها إلى مكتبها سمعت خلود صوت الهمسات في الداخل يتوقف فجأة
عندما فتحت الباب وشعرت بأن الجميع ينظرون إليها بازدراء.
وليس هناك داع للتفكير كثيرا، فلا بد أن تكون الأخبار القماش المهترئ قد
وصلت في المكتب.
سخرت كارولين الأكثر سعادة بما حدث مع خلود وقالت: "أتساءل كيف يمكن
لشخص يلجأ إلى مثل هذه الوسائل الدنيئة لربح المال من الشركة أن يعتبر
مؤهلا ليكون قائد مجموعة".
وعندما التقت نظراتهما، لمعت لمحة من الغضب في عيني خلود وهي تجيبها
" قبل أن نكتشف حقيقة من قام بهذا الفعل أنصحك أن تغلقي فمك".
تنفست كارولين بعمق ونظرت إلى خلود قائلة سنرى متى ستقومين بجمع
أغراضك ومغادرة الشركة!"
فلم تكن تعتقد أن الشركة ستسمح لخلود في الاستمرار بالعمل بعد أن قامت
بمثل هذا العمل.
ولم تكن خلود في مزاج للجدال مع كارولين فنظرت إلى مساعدتها وقالت لها:
ماندي، من فضلك ساعديني في جمع المعلومات المتعلقة بشراء الأقمشة".
وقفت ماندي وقالت: "حسنا-"
ثم تدخلت كارولين وقالت بسخرية، "ماندي، أنصحك بعدم التدخل في هذا
الموضوع. حيث ستكون العواقب وخيمة عليك عندما يحاول أحد الأشخاص
إلقاء المسؤولية على عاتقك فيما بعد.
امتلات
ماندي بالعرق البارد عند سماع ذلك في النهاية كارولين محقة، فأنا
مجرد موظفة بسيطة هنا، في حين أن خلود تحظى بدعم السيد هادي. ولذلك
سيكون من السهل عليها أن تبحث عن كبش فداء لقصتها
عرفت خلود أخيرًا كيف يشعر من يقع في مأزق. "لا بأس. لا أحتاج لمساعدتك.
أستطيع القيام بذلك بمفردي".
وعندما استدارت ودخلت مكتبها تبادل الآخرون النظرات بصمت.
جلست خلود أمام مكتبها، واستمت جهاز الكمبيوتر الخاص بها للبحث عن
المعلومات كانت بحاجة إلى العثور على مورد أقمشة جديد وشراء مجموعة
جديدة من المواد في أسرع وقت ممكن. يمكنني استخدام عائدات التصميم
التي تلقيتها مؤخرًا لتغطية هذه النفقات.
لم يكن لديها الوقت للتفكير أكثر من اللازم. فبعد الاتصال بعدد قليل من
أصحاب مصانع النسيج وترتيب موعد اللقاء بهم غادرت خلود المكتب على
عجل.
وعلى الرغم من ذهابها إلى العديد من مصانع النسيج، إلا أنها لم تتمكن من
العثور على مورد يستطيع أن يساعدها. إما أن الألوان التي تريدها غير
موجودة، أو أن المصانع محجوزة بالكامل ولن تتمكن من تلبية طلبها.
وكان قد حل المساء عندما خرجت خلود من المقهى وهي تشعر بالحزن
والإحباط، لأنها لم تحقق أي شيء بعد يوم حافل.
عادت إلى قصر الحديقة الأخاذ عند حوالي منتصف الليل. وعندما دخلت غرفة
المعيشة، كان الهواء باردًا للغاية، مما جعلها ترتجف بدون توقف.