رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والسادس عشر 116
الفصل 116 التفسير
كان نائل يجلس على الأريكة مرتديا ثوب حمام الذي يكشف عن بعض الأجزاء
من صدره بينما تتساقط قطرات الماء على رقبته وكان حضوره في الغرفة كان
ملفتا للانتباه حتى أن خلود شعرت للحظة وكأنه كان شرارة مبهرة في الظلام.
ثم شعرت وكأنها نظرة واحدة إليه كافية لتزيل تعبها عندما نظر نائل إليها.
عاتيا: "لماذا تأخرتي حتى هذا الوقت؟"
وقد جعلها سؤاله تبدو كأنها أساءت التصرف، إلا أنها كانت في الحقيقة تمشي
كل اليوم. حتى إنه بدأت بعض البثور تظهر على قدميها.
وفي الواقع، أرادت أن تفرغ عن غضبها لشخص ما لتخفف العبء عن كاهلها،
ولكن إذا فعلت ذلك مع نائل... فإما أن يجعلها تترك عملها أو أنه سيحل الأمر مع
شركتها على طريقته.
لكن خلود كانت بالغة وتستطيع تتحمل مسؤولية أعماله، وشعرت أنها لا !
أن تبكي لأي السبب تافه.
يجب الرد لمتابعة القراءه
المحتو مخفي
يجب وهكذا، سارت نحوه وقالت بلهجة مرحة مقصودة: "كنت أتابع عرض تقدمه
الشركة اليوم ولذلك تأخرت في العودة".
حدق بها نائل بهدوء، بينما كانت نظرته تخترقها.
ثم تنفست خلود بعمق، وقامت بتمديد جسدها وهي تتكئ عليه، قائلة: "أنا
متعبة جدا حبيبي هل يمكنك أن تعمل لي مساجا؟"
ونظرت إليه بابتسامة لطيفة.
في ذلك الوقت مد نائل يده ليفرك صدغيها، وكانت حركاته متصلبة وأدركت
خلود أنها كانت المرة الأولى التي يقوم فيها نائل بتدليك أي شخص، لكنها لم
تمانع في ذلك. وبدلا من ذلك استرخت ببطء وهي تستنشق رائحته.
وعندها، وصل الخادم حاملا العشاء وعندما رأى نائل يقوم بتدليك صدغي
خلود، تجمد من هول الصدمة.
السيد هادي الذي يعاني من رهاب النظافة للسيدة هادي بالاتكاء عليه
هل يسمح
قبل أن تغير ملابسها؟
ثم استدار بهدوء وعاد أدراجه وهو يحمل أطباق الطعام، لعدم رغبته في تعكير
صفوتهم.
وفي صباح اليوم التالي، غادرت خلود مبكرًا إلى عملها.
وعندما وصل نائل إلى مكتبه، دخلت مايا تحمل عدد من الملفات عندما لاحظت
أن هناك امرأة لا تعرفها تجلس في زاوية المكتب.
كانت مايا تأخذ حذرها من كافة النساء اللواتي يتعاملن مع نائل. وبعد تفحص
الوجه غير المألوف لتلك السيدة، أبعدت نظرها وقالت: "سيد هادي، لقد قمت
بالاتصال بأصحاب معامل الأقمشة الذين زودتني بأسمائهم".
توقف نائل عن عمله ونظر إلى سندس التي كانت تجلس على الأريكة قائلا
"سأدع لك هذا.
فقامت سندس وفتحت الصفحة التي تحتوي على عينات القماش. وبمجرد أن
اختارت إحدى الشركات وضعت ملفها على الطاولة وقالت: "لدى هذه الشركة
اللون المناسب".
وبعد أن حصلت على موافقة نائل غادرت سندس مع | الملف.
وحينها فهمت مايا ما كان يجري. فقد كانت تعمل بجد منذ الصباح، لمساعدة
امرأة أخرى لا تعرفها.
وهي التي كانت مستعدة لقضاء كامل وقتها في العمل من أجل نائل، ولكن ليس
من أجل أي شخص آخر.
وكانت سندس قد أخبرت نائل عن مشكلة الأقمشة التي وقعت في اليوم
السابق. بعد أن علمت أن خلود تواجه صعوبة في إيجاد مصنع مناسب للأقمشة.
ومع ذلك، تمكن نائل من العثور على المصنع المناسب على الفور. بالإضافة إلى
ذلك، عندما علمت إدارة المصنع أن شركة هادي هي الشركة المهتمة بالتعاون
معها، وافقت على ذلك على الفور.
وبمجرد أن غادرت سندس شركة هادي اتصلت على الفور بخلود وطلبت منها
أن تتوجه إلى مصنع الأقمشة.
وعندما وصلت خلود استقبلها مدير المصنع شخصيا وقال: "لا بد أنك الآنسة
التي تحدثت عنها السيدة سندس. تفضلي بالدخول".
وبمجرد أن تأكدت خلود من قدرة المصنع على تصنيع القماش الذي كانت تبحث
عنه، سألت المدير: "سيدي، أود أن أحصل على دفعة من القماش في الحال. هل
ستكون قادرًا على تسليمها لي في أسبوع؟"
ضحك المدير وأجاب: "بالطبع. ولحسن الحظ، لدينا مكانا فارغا لهذه الطلبية
سون تسلمك القماش المطلوب في الوقت المحدد".
الذا
ابتسمت خلود وقالت "هذا رائع. دعنا نوقع العقد إذن".
فأجابها مدير المصنع: "أنت سريعة في اتخاذ القرارات، سيدة حديد. أريد أن
أقدم لك خصمًا أيضًا. ثم طلب من مساعده إحضار العقد له وأخبر خلود أنه
سوف يمنحها خصفا بنسبة عشرين في المائة. وسرعان ما وقع الاثنان العقد.
شعرت خلود بالراحة عندما نظرت إلى العقد بعد أن تم توقيعه.
وعندما خرجت من مصنع النسيج، فكرت كيف بدت الأمور وكأنها سارت
بسلاسة أكثر من اللازم. ومع ذلك، سرعان ما فكرت في أن إصرارها هو السبب
وراء سير الأمور بشكل جيد مع مصنع الأقمشة.
وعندما عادت خلود إلى الشركة، شكرت سندس على التوصية. وذهبت إلى
غرفتها، بينما لاحظت جؤا غريبا يسود الأجواء.
حيث كان زملاؤها ينظرون إليها بنظرات استجواب وقد شعروا جميعا أنه من
العار أن تستغل قائدة المجموعة مكانتها للحصول على المال.
وعلى الرغم من ارتكابها لذلك الخطأ الفادح شمح لخلود بالبقاء والاستمرار
بالعمل. وبالتالي فإن تعابير السعادة التي كانت على وجهها لم تزعج زملاءها
فحسب، بل أثارت استياءهم.
ثم أخرجت كارولين طلب استقالة وسلمته لخلود أمام الجميع. "أنا أستقيل. لقد
تغيرت شركة الرضا ولم تعد شركة يتمتع فيها جميع المصممين بحقوق
متساوية".
نظرت خلود إلى الطلب بسرعة وبالطبع كانت تعلن أن كارولين تفعل ذلك علنا
أمام الجميع لتؤكد سيطرتها.
كان الجو في الغرفة كنينا، وبدا الجميع محبظا.
عن قضية
تجاهلت خلود الطلب وقالت: "سأقدم لكم جميعا شرحًا مفصلا .
القماش. وإذا كنت ترغبين في الاستقالة آنسة كارولين، يجب أن تقدمي هذا
الطلب مباشرة إلى إدارة الموارد البشرية. وإذا كنت تعتقدين أنني أنا وراء
حادثة الأقمشة، فاسمحي لي أن أقول لك أنك تفتقرين إلى الذكاء. فمن سيقوم
بالحاق الضرر بنفسه عن طريق إيذاء رؤسائه؟"
كانت كلماتها قادرة على جعل زملائها يدركون الحقيقة ويعلمون أنها كانت على
. فقد كان لدى خلود حبيبها نائل الذي يدعمها، فلماذا ستطمع في الحصول
على هذا المبلغ الصغير من المال كهذا؟
حق.
ببساطة لم يكن لذلك أي معنى.
ثم تحولت نظرة خلود المشرقة إلى عابسة وعندما اقتربت من كارولين، قالت:
" سأكتشف بالتأكيد من يقف وراء هذا أخبريني كارولين، هل أنت في عجلة من
أمرك للاستقالة لأنك تشعرين بالذنب كونك قمت بشيء ما؟"
فإذا لم تكن خلود ،مخطئة، كانت كارولين هي المسؤولة عن العقد، بينما كانت
مسؤولة فقط عن الإشراف على التصميم وتوقيع العقد.
هي
ودون أن تدرك، أحكمت كارولين قبضتها على الرسالة، وجعدتها بينما خفق قلبها
بقوة
تلك اللحظة بالذات بدت رسالة الاستقالة كأنها مصنوعة من الرصاص التي
لم تستطع كارولين رفعها لتمريرها إلى لخلود ثم ردت عليها قائلة: "سأنتظرك
لتنهين تحقيقك ولكن إذا تبين أن أنك لم تتوصلي لشيء، أريدك أن تغادري
الفريق فوزا".
وافقت خلود دون تردد: "بالتأكيد".
ثم عادت كارولين إلى مكتبها بعد أن سخرت من الجميع. ولم يجرؤ الآخرون
على مواصلة مشاهدة العرض، وسرعان ما خفضوا رؤوسهم حتى ينجزوا
أعمالهم بدلا من ذلك.
وبعد أن عادت خلود إلى مكتبها، بدأت تبحث عن صاحب المصنع، ولكن بدا كما
الأمر لو أنه اختفى في الهواء.
وعندما نظرت إلى سجلات التحويل اكتشفت أن بيانات هذه الصفقة قد تم
محوها أيضا.
وبالتالي، أصبحت خلود واثقة من أن هناك شخصا ما يحاول توريطها لكي
يتسبب في طردها من شركة الرضا.