اخر الروايات

رواية قتلني قلبي الفصل العاشر 10 بقلم خلود بكري

رواية قتلني قلبي الفصل العاشر 10 بقلم خلود بكري 




صلوا على نبي الرحمة..
“قراءة ممتعة للجميع”
ارتفع ذلك الصوت اللعين يدوي فى المكان بأكمله، التفت على أثر الصوت وقلبه يدق خوفًا لفقدها، ألقى نظرةً سريعة عليها فوجدها ساكنه كم هي تغطُ في نومها المؤلم فتفحص المكان بعناية ليجده واقفًا والشررُ يتطاير من عينيه علامات الندم ترتسم على وجهه ببراعة فتحدث من وسط ألمه:-
قتلته عشان استريح رغم انى كنت معاه وبشجعه بس مستحملتش اللى عمله فى بنتي قدام عيني .
تجمدت نظراته عليه بحسره ليرد بعد صمتٍ قاتل :-
كنت شايف بنتك بتتأذى قصاد عينك واقف تتفرج عليها عادي!
طب سيبك منى ومن أي حد قلبك فين ؟ وفين خوفك من ربك أنت مدرك حجم المصيبة!؟
خفض نظره بألم ثم استرسل حديثه ببكاء:-
فوقت يا يامن بس متأخر قوي وعارف إن رغد صعب تسامحني
شبه ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهه فقال بسخطٍ:-
للدرجادي الفلوس تعمي قلب الإنسان لدرجة انه يأذي اللي من دمه!
ـ نسى يا عمى أن رغد هتسامحك .
اجتمعت قوات الشرطة تعبئ المكان فاقترب منه رياض قائلًا :-
جيت متأخر؟
رد يامن سريعًا :-
للأسف
ثم تابع حديثه باهتمام :-
دي كاميرا كنت مديها لرغد لما شكيت كانت لبساها على هيئة خاتم اكيد صورت كل حاجه ؛
انا لازم اخد رغد لأقرب مستشفى ولو احتجتني في التحقيق كلمني .
نظر له بهدوء قائلًا :-
للأسف عمك هيجي معانا وفي سجن لحد ما نحقق
دارت نظراته إليه فوجده يفترش الأرض يبكي كالصغار على فوات الأوان فقال بهمسٍ مؤلم :-
لكل مُذنب عقابه….
_________________
حملها برفق إلى سيارته الخاص تعلقت عيناهُ بها بألم مزق قلبه العليل فكلما اقتربت المسافات بينهم بالصلح افسدتها تلك الخطط الدنيئة التى تدبر لهم .
فتحدث هامسًا لها :-
مش هسامح اي حد فيهم لو حصلك حاجه ولا هسامح نفسي يا رغد.
شحب وجهه برعبٍ عندما رأى الدماء سالت بغزارة فأسرع في طريقه وقلبه يخفق خوفًا لفقدها.
سارت الدقائق الأخيرة عليهِ كسنواتٍ طوال شعر كأنه يركظ مئات الأميال فتوقف مسرعًا أمام إحدى البوابات وهي يتحدث بحدةٍ:-
بسرعه عاوز دكتور نسا المريضة فقدت دم كتير …
حملها دون انتظار طاقم الطب المتخصص بنقل المرضى وأخذ يلهث من شدة الخوف .
قالت الطبية بهدوء:-
ممكن حضرتك تخليك بره واحنا هنطمنك على المريضة أول لما الفحص يخلص .
هز رأسه بتفهم فجلس على أقرب مقعدًا يذكر الله سرًا أن ينجيها.
…………………….
احتدا سواد الليل الكاحل مع بكاء قلبهم الجريح بما يصيرُ معهم ..
خفق قلبهم ألمًا فور علمهم بما حدث، فانقلب البيت بأكمله لحالة من الحزن الشديد التي ارتسمت على القلوب بألم فظهرت في لؤلؤة عيونهم فصرخت ألاء بحزنٍ:-
ازاي رغد يحصلها كل ده هي كانت عملت ايه يعني
اشتد بكاء ملك فقالت وسط دمعتها:-
بابا السبب وانا مش هسامحه طول عمري
ربتت روان علي كفيها بهدوء ثم قالت بهدوء:-
متظلمهوش ياحبيبتي لسه مش عارفين ايه الدافع اللي وصله لكده.
صرخت ملء جوفها وهي تبكي بحسرةً:-
مفيش أب في الدنيا يأذي أولاده كده ؟!
احتضنتها بهدوء وهي تهمس لها بحنان:-
ربنا يسامحه ياملك ورغد ترجع سلميه وبخير
دقات خافته على باب غرفتها أفزعت الجميع فقالت المسؤولة عن أمور البيت بهدوء:-
ياروان في واحد تحت بيسأل على أستاذ يامن وانا مش عارفه اقوله إيه ؟
مسحت دموعها بهدوء :-
حاضر يا دادا سميحة نازله اشوفه حالًا
خطت ببطء وشرود فأدلفت خطواتها مدخل غرفة الجلوس فقالت باحترام :-
السلام عليكم
التفت على أثر الصوت فعلق نظره بها ليقول بهمس:-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عامله ايه يا روان
توتر صوتها قليلًا فحاولت الحديث :-
أمير أهلاً وسهلاً بحضرتك اتفضل
استرسل حديثه بجدية:-
يامن فين؟
خفضت رأسها بحزن وروت له ما حدث ليقول بعد برهة من الصدمة والذهول:-
كل ده حصل طب هو فين لازم اخد يونس ونروح له حالًا
شرحت لها مكانهم فاستأذن منها مسرعًا تاركًا لها قلبه يخفق ببداية شعلة ستُنير عتمة لياليه.
…. خلود بكري…..
خرجت الطبيبة مسرعه من الغرفه تبحث عنه فقالت بحزن تسطر على وجهها :-
عاوزين دم ضروري المريضة وفصيلة دمها مش موجوده للأسف هنا .
أردف قائلاً بجدية:-
في حد في عيلتنا نفس الفصيله بس طمنيني عليها ايه اللي حصلها
اخفضت رأسها بألم ثم استرسلت حديثها :-
انهيار عصبي حاد ونزيف شديد في بطانة الرحم
هلع قلبه خوفًا فتابعت الطبيبة حديثها بتساؤل:-
ازاي حصلها كده ؟
صمت بشرود ثم تحدث بصعوبة :-
كانت مخطوفة
احتدت نظراتها بغضب :-
لازم ابلغ الشرطة دي فيها حياة أو موت
غضب الطبيبة جعله عقله يجن من الخوف أن يكون قد أصابها مكروه أثم، فحاول أن يتماسك عن غضبه قائلًا :-
الشرطة كانت موجودة بالفعل وهيجوا يحققوا انا دلوقتي عايز اعرف لو حالتها صعبه انا هنقلها مستشفى بره .
أجابته بانفعال:-
المريضة فقدت دم كتير مينفعش تسافر واحنا نقدر نعالجها ممكن حضرتك تتفضل تشوف فصيلة دمها، تضيع الوقت مش في صالحها ولا في صالحك .
استرسل حديثه بجدية :-
المتبرع على وصول انا عاوز ادخل اشوفها
نظرت له وهي تقول بحذر :-
مع حضرتك ٥ دقايق بس اتفضل .
دلف بهدوء يتقدم خطوة، ويقف مئات، عيناه تنذر بالبكاء، واه من قلبه الذي يئن خوفًا من فقدها ومصابها، اقترب ببطء ونظراته تجاوبها بدقة، والألم حليفهُ فتحدث من بين دمعةٍ هاربة من مقلتيه:-
رغد انا مستحيل اعيش من غيرك لو حصلك حاجه هتكوني قتلتيني.
هتقتلى قلبي؟!
رفعت عيونها بهدوء فابتسم بفرح قائلًا:-
الحمد انك بخير
نظرت له بضيق فحاولت أن تسند حالها لتقف أمامه بصعوبة بالغة في محاولة مؤلمة للحديث :-
انت مين.؟!
اقترب منها بهدوء والصدمة ترسم ملامحها ببراعة:-
رغد انتِ في وعيك
صرخت بعلو صوتها عندما وجدتهُ يقترب منها، فقالت بغضب يعصف بقلبه للهاوية :-
ابعد عني !
تعلقت نظراته بها بدهشةٍ والصدمة تسكن ملامحه بذهول:-
رغد انا يامن
شحب وجهها بضيق فلكزته بقوة وهي تصرخ :-
أخرج بره انا بكرهكم كلكم بره.
حاول أن يهدئ من روعها فاسترسل حديثه بحنان:-
حبيبتي فوقي كل اللي كنتي فيه خلص انتي دلوقتي في أمان.
نظرت له بتعجب ، وانسابت دموعها بغزارة تغطي وجهها البريء بما دنسه أولئك الأشرار، ارتجف جسدها بعنفٍ قبل أن تسقط بين يديه فاقدة لوعيها، وفاقدة ملذات الحياة
اقتربت الطبية مسرعة عندما سمعت صفير الأجهزة ينذر بالخطر..
فقالت مسرعة :-
اتفضل بره حضرتك .
استجمع شتات عقله فتابع بجدية :-
انا هفضل معاها مش خارج الا لما أطمئن عليها .
قالت بهدوء :-
لو سمحت ممكن نشوف شغلنا هنطمن حضرتك.
خرج بهدوء في محاولة بائسة لأن يهدء من خفقات قلبة التي فازت عليه بالألم، فجلس محله يدعوا الله لها بالنجاة.
__________________________
صعد المصعد بهدوء متسائلًا مكانه، فوجده ترقد مسرعة الى المصعد تنادي بعلو صوتها،
من فضلك لو سمحت.
أوقف أزرار المصعد، وتطلع لها بتعجب :-
روان ؟!
قالت من وسط شهقات بكائها :-
بسرعة يا أمير مفيش وقت، رغد محتجاني
ضرب أزرار المصعد على الطابق المنشود فقال وهو ينظر لها :-
ممكن تبطلي بكى هتكون بخير بس قولي يارب.
حاولت التماسك قليلًا فخرج صوتها مهزوز:-
رغد دي نصي التاني يا أمير.
هي بالنسبه لبنات البيت كله الام الناصحة، والاخت والرفيق الصالحة.
ابتسم بمحبة ثم أردف بثقة:-
هتقوم وتكون بخير لا تيأسي من رحمة الله.
قالت بيقين:-
ونعمة بالله.
توقف المصعد فهبطت مسرعة، فوجدته جالساً منكب على أحدى المقاعدة، يسيطر الألم عليه فقالت :-
يامن فين رغد .
استقام بوقفته وهو يمسك بكفها قائلًا :-
رغد محتجالك دلوقتي يا روان وانتي اللي تقدري تساعديها.
تطلعت له بحير وهي تجيب:-
ايه اقدر اعمله يا حبيبي وانا مش هتاخر.
استرسلت حديثه بأمل أن توافق طلبه :-
رغد عاوزه نقل دم ضروري وانتي الوحيده اللي فصيلة دمك تتطابق معاها.
بلعت غصة مريرة في حلقها وقالت من دمعةٍ هاربه من مقلتيها :-
لكن كده يأذيها يا يامن.
تابع حديثه بيقين نبع من إيمانه الشديد بربه :-
ربنا معانا إن شاء الله مش هيحصلها حاجه.
الدكتورة قالت إن فصيلة دمها نادرة وصعب الوصول ليها حاليًا وهي في خطر.
قالت برفض :-
يامن انا مريضة سكر، انت مدرك إن ده ممكن يعملها مضاعفات.
شرد بعيدًا ثم أردف بألم :-
مش هنعرف حد .
ازداد بكائها أثر حديثه الجدي الذي لا يعلم ما وراء عواقبه:-
يامن احنا كده بنأذيها مش بننقذها.
خرجت الطبيبة مسرعة وهي تقول بضيق :-
فين المتبرع المريضة في خطر أكبر.
نظر لها بألم مزق قلبها فحاولت أن تتماسك، لكنها رضخت لما طلبه فقالت بهدوء يصاحبه بكاء مؤلم :-
انا هتبرع ليها يا دكتوره
جذبتها مسرعة وهي تدلف إلى غرفة العناية المشددة، فتساءلت :-
بتعاني من أي مرض مزمن.
سكنت ملامحها وقالت بارتباك :-
لاه يا دكتور .
أشارت للطاقم الطبي وهي تتحدث بجدية :-
بسرعة جهزوها للتبرع .
………………..بقلم خلود بكري …………..
في الخارج كان قد استمع لحديثها مع يامن فضرب بكفيه عرض الحائط وهو يهمس بحزن:-
عندها سكر.!
تجمعت الدموع في مقلتيه، قلبه ضرب بعنفٍ معلنن أنينه لما تعاني واستكمل حديثه بصمت بين نفسه :-
لا مستحيل اقدر اكمل معاها.
ليه هو المرض بيعيب ؟!
التفت بتعجب فوجده واقفاً أمامه بثبات، فاسترسل حديثه قائلاً:-
مستحيل تكمل ايه.؟
اعتلى الارتباك قسمات وجهه فقال بثبات مصطنع:-
يامن متفهمش غلط بس انا عاوز أكون أب وهي مستحيل تكون ام حتى لو بقت، من الممكن إن ولادي يعانوا فيما بعد.
نظر له بصدمة من طريقة تفكيره فقال بنفور :-
لا راجل وتفكيرك رجعي .
غضب من استهزائه بهِ فقال :-
انا موعدتهاش بحاجة.
تعمقت عينه بغضب فقال بهدوء ما يسبق العاصفة :-
لا وعدت بس الراجل اللي بيوفي وعده بي انت بعيد عن المسمى ده.
واه نسيت اقولك روان حكيالي على كل حاجه بس للاسف ظنها فيك طلع خايب.
التفت ليرحل فوجدها تقف أمامه الدموع تغرق وجهها، ملامحها يسكنها الألم، والخذلان فنظرت له بهدوء وهي تهمس :-
فعلًا ظني طلع خايب.
ورحلت من أمامه بثبات فنظر لطيفها وهو يشعر بنغزة احتلت جسدها بالكامل فقال يامن بجدية:-
خسرت ماسة صعب تلاقيها.
عندما يعشق الرجل،يتغاضى عن العيوب، يحاول ترميمها بحنان، يكن سندًا صالحًا، ورجلًا بما تحمله الكلمةُ من معنى
من يحب يضحي مهما كانت التنازلات…..
“ورأي عيوبي فأظهرها وقبحها، وأنا كنتُ أظنه سيُجملُها ويداويها”
………………..بقلم خلود بكري…………….
اقترب من الغرفة بهدوء وهو يتفحص حالتُها فقال من بين ابتسامته المشرقة وهو يراها تنظر له:-
انظري هناك .
تطلعت إلى موضع إشارته فارتسمت على شفتيها ضحكةٌ خافتة.
تابع حديثه بعشقٍ:-
شوفتي النور ده لما شوفتك دلوقتي قلبي نور انك رجعتيلي بعد ساعات من الخوف والقلق والتوتر أن يصيبك مكروه.
ابتسمت بخفة ومازال قلبها يؤلمُها ببعض التساؤلات.
شكرًا يا يامن .
دنى منها بهدوء وهو يقول بكل حب وحنان :-
شكرًا دي تتقال بين اتنين أغراب لكن احنا روح واحدة
تابعت حديثها بجدية محاولة تغيير تلك الأمور التي تخجلها:-
عاوزه الدكتوره ضروري.
قال بتساؤل:-
في حاجة تعباكى تاني ؟
هزت رأسها بالنفي وهي تجيب :-
لاه الحمد لله بس حابه أطمئن على حاجه منها ممكن تنادي عليها .
جاءها الرد من غرفتها:-
اتفضلي يا ست البنات .
خفضت رأسها خجلًا فنظر لها بهدوء ليفهم أن هناك أمر محرج بالنسبة له فخرج بصمت من الغرفة .
قالت مسرعه بأمل :-
طمنيني يا دكتورة ايه أسباب النزيف .
اقتربت منها بهدوء وهي تربط على كفيها قائلة:-
متخافيش انتى لسه زي ما انتي بنت
ارتسمت ملامحها بفرح وهي تشكر ربها.
الحمد لله .
ما الذي ينتظر يامن ؟
جرح قلبها بسكينٍ حاد فنزف ما أجرته من حب كانت تظن أنه الحب الصادق ؟
طال خصامه لها فحاولت أن تصلح ما كسرته في قلبه فحدثت بينهما فجوة ستنال منها ؟

يتبع…




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close