اخر الروايات

رواية المعاقة والدم الفصل العاشر 10 بقلم هناء النمر

رواية المعاقة والدم الفصل العاشر 10 بقلم هناء النمر




كانت سهرة خاصة فى شقة راقية فى أحد أحياء القاهرة ، يجلس فيها محسن وبعض أصدقائه ، ومعهم بعض النساء للتسلية ولخدمتهم ، موسيقى هادئة ، مشروبات كحولية مع بعض علب السجائر المغلفة بالحشيش ،

... روق كدة يامحسن ، اهى واحدة زى اى واحدة ، فيها ايه زيادة يعنى ...

.. تعرف تسكت ، قلتلك المشكلة مش فيها ، لو لوحدها كنت جبتها راكعة تبوس جزمتى ...

... اخوك يعنى ...

... أه للأسف ، كان باين من عنيه اوى ، إنه هيقفلى. ..

... عايز تفهمنى انه يقدر عليك ...

... مش بقولك اسكت ، انت طالبة معاك غباوة انهارضة ، وأنا دماغى مش فايقة ...

... ياعم أتكلم ، ادينا بنرغى ....

... أفهم ياإبنى ، أبويا ، وابوها ونادر ، التركيبة كلها هتمنعنى ، والأهم أبويا ...

... اشمعنى يعنى ، ما انت بتقول انه مبيعارضش فى حاجة تعملها ...

... لحد نادر وهيوقفنى ، رغم أنه ادام الناس وقدام نادر نفسه معاديه ، لكن بيحبه وبيحميه من بعيد لبعيد ، وكمان أوقات بيوصينى انا شخصيا عليه ....

... والحل ...

... مش عارف ، بس كدة قلبت عند معايا ، مستحيل اسيبهاله ...

.............................................

....أهلا وسهلا ياحج حسن ، انا محظوظ بقى انى اشوفك مرتين فى أسبوع واحد ...

... الزيارة اللى فاتت كان لها ظروفها ، غير انى لسة قدامى كام يوم لحد ما ارجع ، قلت افوت عليك أصل عندى موضوع عايز اكلمك فيه ياحج. ...

... وأنا تحت أمرك ، دا احنا ولاد عم واكتر من أخوات ...

...طبعا ياحج رشاد ، طول عمرنا ، ،
بصراحة الموضوع يخص ابنك نادر ، وأنا قلت معديش الأصول ، انت كبير العيلة برده ...

... خير ياحسن ، عمل ايه نادر ؟

... لا سامح الله ، معملش حاجة ، دا ما شاء الله عليه ، يتحط على الجرح يطيب. ..

... أمال ايه ؟

... نادر جالى وطلب ايد بنتى رانيا ، وأنا طبعا عارف انك حالف عليه ، بس قلت برده لازم اقولك ...

... وانت وافقت ...

..وهو نادر يتعييب فى حاجة ياحاجة ،
وبصراحة كبر بيا وكبر بنفسه وجايلى مع خاله الدكتور صابر ،
ساكت ليه ياحج رشاد ...

...مش عارف اقولك ايه ، هو اصلا عارف حكايتها القديمة ؟

... أاه ، ايوة عارفها ، ايه منشرفش ياحج والله ...

... أعوذ بالله ، انت هتغلطنى من غير ما أغلط ولا ايه ياحسن ، بنتك تبقى بنتى ،ويشرفنى انها تبقى مرات ابنى ،وبصراحة عداك العيب بمجيتك دى ، مبروك ياحج ...

...مبروك على ايه ؟

كان هذا صوت محسن الذى ظهر فجأة من اللامكان ،
... تعالى يامحسن ، بارك لعمك ، نادر خطب بنته ...

...بنته مين ؟

... هو أنا عندى غيرها ياابنى ، الدكتورة رانيا ...

... خطبها اذاى ، وأنا اتكلمت عليها قبله ...

تبادل كل من رشاد وحسن النظرات بدهشة ثم اعادوها بإتجاه محسن ،
قال الحاج رشاد بغضب ... إيه الكلام ده يامحسن ...

... ايوة انا طلبتها من يومين ...

...طلبتها من مين ياابنى ، انا معرفش حاجة عن الموضوع ده ...

... من مرات عمى ...

...وهو إللى بيطلب بنت دلوقتى بيروح يطلبها من أمها وابوها موجود ولا ايه يابشمهندس ، وبعدين اللى أعرفه انك خاطب ...

.. لأ عادى ممكن افك الخطوبة دى حالا ...

... وهم بنات الناس لعبة فى ايدك ، تشبك دى وتفك مع دى ....

كل هذا والحاج رشاد يراقب ما يقول ابنه وهو فى قمة غيظه منه حتى قطع الكلام بنبرة صوت أعلى منهم الاثنين قائلا

... خلاص يامحسن ، الموضوع انتهى ..

التفت محسن لوالده ، وهو غاضب جدا رغم أنه يعلم رد فعله جهة اى شئ متعلق بنادر ،

قال الحاج حسن لينهي النقاش فى الموضوع نهائيا ... خلاص ياابنى ،الجواز قسمة ونصيب ، هو طلبها وانا وافقت ، والرسول بيقول ،، لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ،
ربنا يرزقك باللى احسن منها ،
استأذن انا ،
سلام عليكم ...

.. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

كان هذا رد الحاج رشاد فقط ، لكن محسن لم يرد سلام الله ، أو حتى صلى على الرسول عندما ذكره الحاج حسن ،

التفت الحاج رشاد لمحسن وقال بغضب

... إيه اللى انت قولته ده ؟ انت اتجننت ولا ايه ؟ ناوى تفضحنا ؟ !

... ليه يعنى ، انا اللى عايزها ، ولا عشان نادر ؟

... إيه دخل نادر ، حتى لو البنت فاضية ومش مخطوبة ، انت خطبت وخلاص واتفقنا مع الناس ، ماشى بمزاجك ، وبعدين هو عمك حسن عيل صغير هتلعب معاه ، ده المفروض كان يبقى كبير العيلة مكانى ...

... أنا قلت ايه لده كله ...

... اسمع يامحسن ، آخر كلام عندى ، بلاش شغل العيال الصغيرة ، وإلا هيكون ليا تصرف تانى معاك ...

انصرف من أمامه ومحسن يستشيط غضبا من الدائرة التى أغلقت الآن .

...................................................

....ليه بقى اللفة الطويلة اللى احنا عملناها دى ؟

.. ما انتى عارفة ، اكيد مراقبنا ...

... أنا عارفة ، بس تخلينى أخرج من الباب الورانى ، وامشى لحد آخر الشارع ، واجى بتاكسى ، وأنزل فى أول الشارع وامشى تانى ، وادخل من باب المطبخ بتاع المركز ، دا انا كأنى فى فيلم بوليسى ...

... أنا برده عملت زييك ، أصل من ساعة ما هربت من أول مراقبة عملها عليا ، وبقيت أحس أن فى اكتر من عربية ماشية ورايا ، غير عربية غيرهم موجودة عن الجامعة ، وواحدة عن بيت خالى ، يعنى واخد كل الاحتمالات ، واكيد عامل كدة معاكى برده ، والاغرب ان حارس بوابة المركز بيقول أن فى عربية بقالها يومين واقفة قصاد الباب ، فلو عرف أن احنا بنيجى لأميرة ،
كل اللى احنا بنجهزه هيروح فى الفاضى ، وممكن يخفى البنت أساسا ، وهى لا حول لها ولا قوة ...

... كل ده ، معقول ؟

... واكتر من كدة ، توقعى من محسن اى حاجة ، خاصة لما تبقى فى حاجة مجنناه زى دلوقتى كدة ، وعشان تبقى عارفة ، إحنا بنينا ولاء الناس اللى هنا فى المركز بصعوبة جدا وفى سنين ، قبل كدة كانوا بيبلغوه بكل اللى بيحصل هنا ...

... واضح انك فاهمه اوى ..

... اخويا يابنتى ، وبعدين ده مش اول موقف بينا ...

.. وهتعمل ايه دلوقتى ؟

... طيارتى بعد ساعتين ، وهنفذ اللى احنا اتفقنا عليه هناك ...

... تمام اوى ، ولحد ما ترجع هكون جهزت كل حاجة هنا ، بالكتير 3 أسابيع وهنفذ ...

... اوكى ، يلا ادخلى لأميرة عشان هى مستنياكى من بدرى ، وأنا يادوب الحق الطيارة ، وخدى بالك من نفسك كويس ، وابعدى تماما عن محسن ، اوكى ...

.. اوكى ...

ومد يده أمسك رأسها وقبلها من جبهتها ثم انصرف من فوره وهو يقول .. لا اله الا الله ..

.. محمد رسول الله ...

كان ردها متقطع ، فجسدها مجمد تماما من حركته هذه التى فاجأتها دون مقدمات .

................................................

... رضا ، رضا ...

كان هذا صوت الحاج حسن لحظة دخوله من باب المنزل والغضب فاض عنه من هذه المرأة التى لطالما سببت له مشاكل جمة بسبب تصرفاتها الغير محسوبة والتى تنم فقط عن كم أنانيتها واهتمامها فقط بما تريد .

... ايوة ياحج ، جاية هو ...

خرجت رضا بسرعة من ناحية المطبخ بإتجاهه، كان غضبه واضحا تماما على وجهه الأحمر وعرقى رقبته الذين قاربا على الانفجار ، مما جعلها تتباطأ فى خطاها خوفا منه ،

... ايوة ياحج ، خير ...

... محسن كلمك امتى على رانيا ...

ارتبكت من سؤاله وقالت بتقطع
.. أول امبارح بليل ...

... شوفتيه فين ..

... لأ والله ياحج ، ده فى التيليفون. .

... ومقولتليش ليه ساعتها ...

... ليليتها كنت انت نمت ، وجه موضوع نادر امبارح معرفتش اقولك ، وبليل جيت اكلمك زهقت عليا ..

... أنتى هتستهبلى. ..

... ليه بس ياحج هو انا عملت حاجة ..

... أنا زهقت منك ومن تصرفاتك اللى على طول تحرجنى دى ، واقسم بالله اللى رفع سبع سموات ، لو عملت تانية من غير علمى لتكونى طالق ، ومش هستعيبها ، فاهمة ولا لأ ...

.. كدة برده ياحج ، دى اخرتها ...

.. أه يااختى ، بدل ما كل يومين تجيبيلى مصيبة شكل ، وموضوع رانيا ده ملكيش علاقة بيه خالص ، هجوزها للعفريت الأزرق ، ملكيش فيه ، فاهمة ...

قال كلمته الأخيرة بصوت عالى مفاجئ جعل جسدها كله ينتفض فأجابت .. فاهمة ياأخويا ...

...................................................

دخلت رانيا على أميرة بعدما طرقت الباب ، فوجدتها جالسة وحدها وأمامها كتاب حجمه كبير ، كان الكتاب مرفوع على حامل يشبه حامل المصحف لكن بشكل مرفوع جزئيا ليمكنها من القراءة لانها لا تستطيع الانحناء برقبتها أو بجزعها، وبالطبع هو قريب بعد الشئ من أصابع يدها لتتمكن من تغيير الصفحة ،

اقتربت منها وهى مبتسمة وجلست قريبة منها وهى تقول ... صباح الخير ...

... صباح الخير ياأبلة رانيا ..

.. ليه كدة ، مش اتفقنا تقولى يارانيا ...

... يارانيا ...

... صح كدة ...

أمسكت رانيا الكتاب وطوته لتقرأ الاسم على الغلاف ، اندهشت حقا عندما قرأته ثم قالت

... معقول ،، سنة القراء الخطرة ،، مش صعب عليكى الكتاب ده شوية ...

.. مش بقولك أنتى مستصغرانى اوى ، وبعدين انتى عارفاه ، قريتيه قبل كدة ...

... طبعا ، مع انى مليش فى القراية اوى ، بس أسمى شدنى فقريته ، والله برافو عليكى ياأميرة ، مكنتش متخيلة انك وصلتى للمرحلة دى . ..

... وهى القراية مراحل ، انتى عارفة انا ماشية اذاى فى اختيار الكتب ...

... اذاى ؟

... كل كتاب بيدينى اقتراح للكتاب اللى بعده ، يعنى مثلا الكتاب ده ، اندى ميلر عامل شغل حلو اوى فيه ، كمية أسماء كتاب وكتب وروايات جامدة جدا ، بختار كتاب معين وابعت أجيبه. .

.. أه طبعا ، دا غير الخمس كتب اللى اختار يقراهم اصلا فى السنة اللى هو بيتكلم عنها دى ..

... بالظبط ، وبصراحة انا عملت لستة بيهم وبعت سألت عليهم ، لقيتهم كلهم مترجمين ...

.. ده انا مدة مش هقدر اجاريكى بقى د أنتى بقيتى جامدة ...

... هعمل ايه فى الوقت ده كله ، حتى التليفزيون بقى كله برامج وافلام معادة ، زهقت منه ...

... إن شاء الله كل ده يتغير ...

الجملة أثارت أميرة وكأنها قد لمست شيئا معينا داخلها كانت تود أن تسأل عنه منذ فترة ، فسألتها

... أنتى متأكدة انك ناوية تعملى كدة ..

.. تقصدى ايه ؟

... أقصد انك لو نفذتى فعلا اللى هتعمليه عشانى ده ، ممكن يضيع من عمرك سنين واصلا حياتك الخاصة ممكن تتأثر اوى ، انتى عندك استعداد لكدة ...

... وهو انا حد اجبرنى من البداية أساسا ؟

... مش عارفة ...

... اسمعى ياأميرة ، تأكدى أن ربنا دايما مع المظلوم ، وربنا بيصخر ناس عشان تساعد ناس تانية ، ثقى فى الله مش فيا ، وبعدين انا نفسى سألت نفسى كل الاسئلة دى واكتر ....

... ولقيتى إجابة ؟

.. بصراحة لأ ، بس كنت بصلى استخارة كتير اوى ، ومش هقولك كنت برتاح للموضوع ، لأ ، كل ما اصلى ، ربنا يلهمنى لحل حاجة كنت بفكر فيها فى موضوع ، كل ما اصلى تتحل مشكلة خاصة بيكى ، قلت أن دى كلها علامات انى أكمل ...

استمرت عينا أميرة متعلقة بعين رانيا للحظة ثم قالت ... لما قلت لعمو نادر انى بحبك وانى مرتاحالك ، قاللى لأ ، انتى حبيتى فيها الأمل اللى هى اديتهولك ، تفتكرى كلامه صح ...

... هههههههه ، والله ياأميرة ، عمك ده منرفزنى ، بيتعامل مع الموضوع ده بآلية غريبة ...

.. . أنتى غلطانة على فكرة ، عمو نادر رومانسى جدا ...

... مين ده ، انتى بتتكلمى مع حد انا مشوفتوش قبل كدة ...

... فى يوم من الأيام هتتأكدى من كلامى ده ...

.. يمكن ...

... فى حاجة كمان كنت عايزة اطلبها منك...

... اتفضلى ..

.. أنتى قلتيلى انى ابدأ أجهز انى فى خلال أسبوعين هكون برة مصر ، صح. .

. ..صح ..

... أنا مش هقدر اتحرك من هنا غير لما اشوف جدتى ...

... جدتك ؟ !

... ايوة ، أم أمى ، انا عرفت انها راحت البيت عند بابا امبارح واتخانقت عشان تشوفنى ، ورفضوا واتخانقوا معاها ...

... بيت ايه ، هى متعرفشى انك هنا ؟

... لأ ، هى فاكرة انى عايشة معاهم ، بس هم اللى رافضين انها تشوفنى ، ارجوكى يارانيا ، عايزة اشوفها ، يمكن الوجوه متتقابلش تانى ...

فكرت رانيا لثوانى ثم قالت .. هحاول ياأميرة ، اوعدك انى هحاول ...

...................................................

صمم الحاج حسن على العودة فى اسرع وقت ممكن ، للتجهيز للعرس على حد قوله ، فليس من المفترض أن تتزوج ابنته فجأة ، فقد اتفق مع نادر أن الزفاف فى خلال شهر من الآن ، أذن لابد أن يعود ليعلن خطبة ابنته أمام أهالى البلد ، حتى لا يظنوا أن الزواج قد تم فجأة .

طلبت منه رانيا أن تبقى ليوم واحد فقط بعد سفره ، لشراء بعض اللوازم الخاصة بها فوافق مع توصية وداد عليها لتمضى معها فى هذا اليوم .

وقد أرادت رانيا هذا اليوم لتنفذ وعدها لأميرة بلقاء جدتها.

...............................................

أما عن نادر فقد سافر من أجل تجهيز بيت الزوجية التى ستعيش فيه العروس ، وهذا ما قيل للناس ، أما الحقيقة فسهره كان لهدف خاص بينه وبين رانيا ، فقد سافر لألمانيا رغم أنه يعيش فى فرنسا ، من أجل أن يذهب للمشفى الذى قرروا فيه علاج أميرة ، فالمشفى فيه قسم تعالج فيه بعض الحالات الغير قادرة والمجهولة النسب بالمجان ، غير أنها تحتوى على أمهر الأطباء المختصين فى المجال الذى تحتاجه حالة أميرة .

كان القرار أن يذهب نادر لهناك وان يتكفل بمصاريف حالة أو اثنين ، حتى أن ذهبت أميرة وتكفل بعلاجها ، يكون الأمر طبيعيا تماما بدون إثارة اى شكوك .

يتبع




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close