اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة 100

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة 100



لم يكن باعتقاد مايا أن خلود قادرة على التصرف بشكل جيد خلال حفلة غداء
العمل. "لا بد أن نائل قال ذلك ، دون الكثير من تفكير".
لكن نائل قال موافقا على اقتراحها حسنا لكن تأكدي أن تتعلمي منها شيئا أو
اثنين بعد ذلك".

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



انصدمت مايا وفكرت فيما إذا كان المقصود من كلام نائل مزحة أم لا. "فقد
تكون خلود التي تنحدر من عائلة ثرية حديثا، تمتلك شهادة جامعية، لكنها في
النهاية مجرد مصممة لم تحقق شيئا . بعد. فقد تكون على دراية بالمعلومات
الخاصة بالخياطة والتصميم، لكنني أشك في أ أنها تعرف أي شيء عن النبيذ
الأحمر وطريقة صنعه ..
ه وعلى الرغم من كل ذلك، فهو ما زال يريد أن يحضرها
معه إلى الغداء. فحتى لو كان يحبها، يجب ألا يخاطر بتحويل وجبة غداء مهمة
كهذه إلى سيرك!"
ثم
استعادت وعيها بعد بضع ثوان، ومع توارد هذه الأفكار إلى ذهنها، صرت
على أسنانها وابتسمت ابتسامة متكلفة، قائلة: "بالتأكيد، سأفعل". وغادرت
المكتب.
وعلى الفور وقفت خلود كالأرنب المذعور، وسألت نائل وهي تحدق فيه بدهشة:
" هل تنوي حقا أن تأخذني إلى هذا الغداء؟"
فنظر إليها بيرود وأجابها: هل هناك مشكلة في ذلك؟"
كادت خلود أن تبكي عندما رأت نظرة عينيه القاطعة. "بالطبع، هناك مشكلة
كبيرة من أين لديه هذه الثقة الكبيرة ليقول ذلك لمايا؟ إن أصغر خطأ في
حدث كهذا يمكن أن يجعلني أضحوكة !"
أرادت خلود أن ترد عليه بهذه الكلمات، ولكنها لم تستطع بعد أن رأت نظرته
الحاسمة.
وأجابت بدلا من ذلك: "حسنا. طالما أنك لا تعتقد أن هناك مشكلة، فلا مشكلة
بالنسبة لي". " ماذا يمكنني أن أقول؟ "
وبعد لحظات قليلة، وصل سالم الذي أحضر بعض وجبات العشاء والتي فتحها
ورتبها على طاولة القهوة.
وعندما شمت خلود الرائحة بدأت تتناول الطعام بشهية، وكانت تبدو كسنجاب
جائع يبحث عن أي شيء يأكله.
ذهب نائل نحوها ورآها تملأ خديها بالطعام كما لو أنها تخاف أن يسرق أحد ما
طعامها وقال لها: "فقط ابق قربي طوال الوقت".
وفي تلك اللحظة، لم تعد خلود تفكر في غداء العمل. وسألت نائل أثناء تناولها
قضمة
من
عظم الضأن: "إذا عندما قلت إنني قادرة، كنت تقصد أنك أنت
القادر؟" "ألم يقل إنني لا أقل عن مايا في شيء؟ إذا كان يقول ذلك لأنه يعلم
أن بإمكاني الاعتماد عليه؟"
"أليس هذا صحيحًا؟" قطع نائل شريحة اللحم إلى قطع صغيرة وتناول أحدها.
وبينما كان فمها مليئا بالطعام لم تكن خلود قادرة على الكلام واكتفت بإيماءة
من رأسها ردًا على ذلك. "لم أر أبدا شخص ما يبذل قصارى جهده للثناء على
نفسه بمثل هذه الطريقة".
كانت خلود الوحيدة التي تستمتع بالعشاء، وقد تناولت معظم الطعام، بينما كان
نائل، كمن يعتني بحيوانه الأليف المحبوب، يطعمها ويراقبها وهي تنهي طعامها.
فقد فوجئ بالشهية الكبيرة لشخص لديه مثل هذا الجسم الصغير.
وبعد ذلك قال لها عندما أنهى طعامه وعاد إلى مكتبه وعيناه لم تغادرا شاشة
جهازه اللوحي: "اذهبي إلى البار واشربي شيئا. هناك شيء يجب أن أنجزه ثم
أتي إليك"
وبالفعل، كانت خلود عطشى حيث كان سالم قد أعد تشكيلة لذيذة من الطعام،
لكن لم يحضر معه . أي نوع من الشراب لتروي عطشها.
فذهبت خلود إلى البار ونظرت إلى جميع الزجاجات الموجودة هناك، دون أن
تدري أي منها قد تحتوي على ماء للشرب.
وعندما رأت كلمة "فاكهة" باللغة الإنجليزية على إحداها افترضت أنها لا بد أن
تكون عصير فاكهة.
فتحت الغطاء، فانتشرت رائحة لذيذة من التوت الأزرق، ثم سكبت كاشا كاملا
"لماذا طعمه غريب جذا؟ إنه مخمر قليلا. هل يمكن أن يكون
وبدأت تشرب.
الصلاحية؟"
منتهي
وعادت لتأخذ رشفة أخرى من هذا المشروب الذي لطخ شفتيها، ولازال طعمه
الحلو المخمر يربكها.
وبعد الانتهاء من العمل، ألقى نائل نظرة على الغرفة من حوله ولكنه لم يرى
خلود.
وعندما اقترب من البار، لاحظ وجود شخص صغير يجلس في الزاوية، ويحمل
زجاجة صغيرة في يده.
فذهب إليها وانحنى قليلا ليقرأ الكلمات المكتوبة على الزجاجة. "لماذا شربت
النبيذ؟ ألم تقولي إنك عطشى وتريدين الماء؟"
عقدت خلود حاجبيها وحاولت أن تستجمع قواها لسماع كلمات نائل بوضوح.
ثم شعرت بدوار، وتمتمت "لا بد أن عصير الفاكهة الذي لديك منتهي
الصلاحية... إن طعمه فظيع للغاية..."
وبينما كان نائل على وشك أن يخبرها أن عصير الفاكهة الذي شربته ليس إلا
نبيذا، شعر بثقل على كتفه. فنظر إلى الأعلى ورأى أن خلود فقدت الوعي
وأسندت رأسها على كتفه.
داعبت أنفاس خلود الدافئة رقبته مما جعل شعورًا مثيرًا يجتاح جسده ويوتر
أعصابه. وظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيه بينما رفعها بلطف بين ذراعيه.
ثم غادر المكتب مستقلا المصعد للوصول إلى موقف السيارات.
وفي هذه الأثناء كانت مايا تواصل فرز المستندات في المكتب، عندما نظرت
للأعلى ورأت نائل يحمل خلود بين ذراعيه ويخرج من مكتبه.
تجهم وجهها. كيف انتهى الأمر بخلود في مكتب نائل؟
ثم لاحظت أزهار الياسمين البيضاء المتدلية من حقيبة خلود. حيث لفت
انتباهها نمط الزهور الفريد والذي تعرفت عليه على الفور كونه نفس التصميم
الذي صنعته أمل المصممة في منزل عائلة هادي! هل هذا مجرد صدفة؟ كيف
يمكن لذلك أن يحدث؟ إذا كانت خلود هي أمل فعلا، فمن المنطقي أن تغطي
وجهها دائما بقناع.
ركب نائل السيارة وأمر السائق قائلًا: "قصر الحديقة الألحاذة".
استجاب السائق وشغل المحرك.
احتضن نائل خلود بين ذراعيه في السيارة بينما حل الظلام، الأمر الذي أدى إلى
تعاقب الأضواء والظلال عبر النافذة، والتي أضاءت وجه المرأة التي يحتضنها.
كانت بشرتها مضينة كاللؤلؤ، ورموشها الطويلة تستلقي برقة على جفونها
السفلى، مما منحها مظهرًا شبيها بالدمية الجميلة.
وقد تفاعلت رائحة الكحول الذي شربته مع العطر الطبيعي المنبعث من جسدها،
مما خلق مزيجا ساحرًا يفوق جاذبية أي نبيذ.
قربها نائل إليه، وأغمض عينيه ليرتاح قليلا. فالنعومة المريحة التي بين ذراعيه
كانت لا تقاوم، وغفا دون أن يدرك.
وبينما كان نصف ،نائم تذكر رحلة العمل الخارجية التي قام بها مع سالم ومايا
قبل عدة سنوات.
فقد كانوا في بلد ساحلي والذي كان على الرغم من صغر حجمه، بلذا عالي
التصنيع.
وكانت المفاوضات التجارية التي سافروا من أجلها قد سارت بسلاسة. وشرب
نائل بعض النبيذ بعد العشاء وعندما عاد إلى الفندق، شعر بجسده كما لو أنه
شعلة من النار، حيث كانت كل قطرة من الدم وكل خلية تغلي في داخله.
وعندما حاولت مايا أن تتقرب منه أبعدها عنه وقضى الليل كله مستلقيا في
حوض استحمام مملوء بالماء المثلج.
ومنذ ذلك اليوم، طور استجابة جسده تجاه النساء حيث يتحول جسده إلى
اللون الأحمر عندما يكون على اتصال جسدي مع النساء. وفي الحالات الأكثر
خطورة، قد يواجه صعوبات في التنفس الأمر الذي قد يعرض حياته للخطر.
وكان كلما لامس جسده امرأة يعيش عذاب تلك الليلة مرارا وتكرارا.
وبعد نصف ساعة، توقفت السيارة.
استدار السائق ليجد وجه نائل الجليدي الذي خلق توترًا واضحا في الجو.
فتح نائل عينيه، وشعر بقطرات عرق باردة على جانبي خديه.
تشبثت خلود بذراعه بشدة وهو يحملها بين ذراعيه خارج السيارة.
صعد بها إلى الغرفة ووضعها بلطف على السرير واحتضنها بقوة مرة أخرى.
وعلى الرغم من المساحة الواسعة للسرير، إلا أنهم ناموا في زاوية صغيرة منه.
.
ساد صمت كبير الغرفة، ولم يكن سوى دفء المرأة هو القادر الوحيد على تهدئة
الاضطراب العاصف في قلبه.
احتضن نائل الجسم الصغير بشدة أكبر، على أمل دمج جسديهما في وحدة
متكاملة.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close