اخر الروايات

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والواحد 101

رواية الثمن هو حياتها خلود ونائل الفصل المئة والواحد 101


هب نسیم بارد ولطيف عبر النافذة ولكن سرعان ما خفف منه الجو الدافئ
السائد داخل الغرفة.
ثم استيقظت خلود بعد أن شعرت بحركة خلفها وفتحت عينيها لترى نائل
يحتضنها بشدة والذي يبدو أن قبضته كانت أكثر شدة اليوم.
فركت عينيها ودفعته بلطف بعيدا عنها قائلة "نائل يجب أن أنهض".
أيقظ صوت خلود اللطيف نائل ففتح عينيه ونظر إليها بضعف. وكان يبدو
مرتاحا اليوم بعد أن نام بشكل جيد الليلة السابقة.

يجب الرد لمتابعة القراءه

المحتو مخفي



ثم قالت خلود: " من المؤكد أن السيدة هادي غضبت عندما علمت أنني لم أرجع
البارحة، لذلك سأذهب فورا إلى منزل عائلة هادي".
فقامت من السرير والتصق ثوبها الرقيق بجسدها عندما مددت أطرافها، وهو ما
كشف عن قوامها النحيل الجذاب عندما رفعت يديها. وهكذا بقي نائل يتأملها
حتى دخلت إلى الحمام.
وبعد القليل من الوقت خرجت خلود من الحمام وكانت قد ارتدت ثيابا سوداء.
ثم نزلت بسرعة إلى الطابق السفلي، وأخذت معها قليلا من الطعام قبل أن
تركب السيارة وتنطلق.
وفيما بعد عندما ارتدى نائل ثيابه ونزل إلى الطابق السفلي، كانت خلود قد
ذهبت منذ وقت طويل.
ثم ركب السيارة وأمر السائق أن يأخذه إلى منزل عائلة هادي دون أي تردد.
عندما وصلت خلود إلى منزل عائلة هادي، رأت جوليا في غرفة الجلوس تشرب
القهوة من فنجان خزفي فاخر. وكانت تشبه زهرة الياسمين المتفتحة، وتملأ
المكان رقيا وهي تشرب القهوة التي تم استيرادها عن طريق الجو خصيضا لها.
فذهبت خلود إليها وقالت: "آسفة سيدة هادي. لقد اضطررت للقيام بعمل
إضافي حتى وقت متأخر في المكتب البارحة ولذلك لم أتمكن من العودة إلى
هنا".
نظرت جوليا بهدوء إليها وقالت: "لقد اطلعت على مدى التقدم في إنجاز
تصميم الفساتين استمري بعملك".
كانت جوليا سعيدة بالنتيجة النهائية لتصميم الأثواب، ولذلك فهي لم تسأل
خلود عن سبب عدم عودتها في الليلة السابقة.
تنفست خلود الصعداء بعد أن سمعت ما قالته .جوليا ثم صعدت إلى الطابق
العلوي وواصلت العمل في غرفتها، حيث ثبتت ثمانية ياسمينات مطرزة على
الفستان بعناية كبيرة، إلى جانب بعض البتلات الأخرى المطرزة أيضا، وقد بدا
الشكل النهائي للتصميم رائعا.
وعندما تأملت خلود الثوب الذي صممته بجهد كبير، ابتسمت بفخر.
ثم قامت بإزالة الخيط المنقوع في وعاء الماء وأزهار الياسمين وعلقته على
الشرفة. وكانت تنوي استخدامه بمجرد أن يجف من الماء.
ثم طرق شخص ما الباب.
فأجابت خلود: "ادخل".
فدخلت إحدى خادمات عائلة هادي وقالت: "آنسة أمل، إن السيدة هادي تنتظرك
في الفناء الخلفي".
فقالت خلود بفضول: "هل قالت السيدة هادي شيئا عن الموضوع؟".
أجابتها الخادمة: "لا، لم تقل شيئا".
لم تسأل خلود أكثر من ذلك بل تبعت الخادمة إلى الطابق السفلي ثم إلى الفناء
الفناء
الخلفي. ومن ثم توقفوا عند مسبح كبير يوجد عند الجانب الأيمن من |
الخلفي حيث لم ترى خلود السيدة جوليا في أي مكان، لكنها لاحظت وجود
آخر نحيل وعرفت على الفور أنها كانت مايا.
شخص ا
ثم ذهبت الخادمة دون أن تقول أي كلمة بعد أن تركت خلود بالقرب من
المسبح.
من
كانت عينا مايا مليئة بالمكر عندما نظرت إلى خلود التي سألتها: "إذن أنت .
يبحث عني؟ " وكانت خلود قد شعرت فعلا بأن الخادمة تكذب حول رغبة جوليا
برؤيتها في الفناء الخلفي.
وبينما كانت مايا تحدق في عيني خلود شعرت بالشبه الكبير وقالت: "أنت
خلود، أليس كذلك؟ وإلا لماذا ليس لديك الجرأة لتخلعي قناعك؟"
بدأ قلب خلود ينبض بسرعة فهي لم تكن ترغب في المواجهة مع مايا لذا
حاولت تجاهل ما قالته وأجابتها: "ليس لدي فكرة عمن تتحدثين. وفي حال
ليس هناك شيء آخر، سوف أغادر".
"هل تشعرين بالذنب، خلود؟ انظري كيف سأمزق هذا القناع المخادع الذي
تضعينه على وجهك !"
وفجأة، قامت مايا بدفع خلود التي كانت تمشي مبتعدة، نحو المسبح
لا بد أنها ستقوم بإزالة القناع عن وجهها عندما تبتل بالماء. وسأعرف أخيرا ما
إذا كانت هي ؟ فعلا خلود أم لا !
جحظت عينا خلود من الصدمة فهي لم تتوقع أن تلجأ مايا إلى مثل هذه
الطرق الملتوية. وشعرت بأن قلبها قد توقف عن النبض عندما فقدت توازنها
وسقطت نحو المسبح.
ثم في اللحظة الأخيرة، أمسكت بشعر مايا المجعد، وجذبتها معها إلى المسبح
أيضا.
فبينما كانت مايا تبتسم فخرا بنجاح خطتها الذكية شعرت فجأة بألم حاد في
رأسها.
وهكذا سقطت الاثنتان معا في المسبح مصدرين صوتا قويا جدا.
خلود التي لم تكن تعرف شيء عن السباحة ابتلعت عدة جرعات من الماء. وما
زاد الطين بلة، أن قناعها الضخم أعاق تنفسها أيضا. وسرعان ما بدأت تواجه
صعوبات في التنفس.
وكذلك ابتلعت مايا أيضًا جرعات عديدة من الماء بعد سقوطها في المسبح
بشكل مفاجئ. ولكن عندما لاحظت أن خلود كانت على وشك الغرق توجهت
نحوها وهي تقول لها: "أنت امرأة مجنونة سأرى كيف سوف تستمري في
التصرف بهذا الشكل بعد أن أزيل القناع عن وجهك!"
كانت مايا على يقين أن أمل وخلود هما شخص واحد. ولذلك، كانت مصممة
على كشفها على حقيقتها أمام جوليا بأي ثمن. بالإضافة إلى ذلك فهي لم تكن
أيضا ترغب في السماح لخلود بالتقرب من جوليا ونيل رضاها باستخدام حجة
تصميم
الأثواب.
ثم وصلت مايا إلى خلود وشعرت بالنصر الساحق عندما لامست يدها القناع.
ولكن في تلك اللحظة بالذات اكتسب جسد خلود المرتجف فجأة قوة من
العدم، ووجهت ركلة قوية إلى بطن مايا، وهو ما أدى إلى غرق الأخيرة تحت
الماء من الألم.
وكانت خلود قد استخدمت في تلك الركلة كل ما تبقى لديها من قوة. وبعدها
انهار جسدها وبدأ يغرق ببطء إلى قاع المسبح.
من ... من يمكنه إنقاذي ...
بالكاد استطاعت خلود أن تتنفس وشعرت كما لو أن رئتيها مليئتان بالماء وعلى
وشك أن تنفجرا في أي لحظة.
ثم بدأت أجفانها تنسدل ببطء، ورأت أثناء غرقها وعدم وضوح الرؤية في
عينيها، شخصا طويلا يسبح بسرعة نحوها، ثم أمسكها بينما كانت على وشك
فقدان الوعي.
وفي هذه الأثناء، استطاعت مايا، التي ابتلعت عدة جرعات إضافية من الماء،
التعرف بوضوح على هذا الشخص الطويل، إنه نائل.
فصرخت له: "نائل، النجدة! نائل ..." وكانت تؤمن بشدة أنه من غير الممكن أن
يتركها تغرق. ولكنها كانت مخطئة.
حيث شاهدت بأم عينها نائل وهو يحمل خلود ويسبح بها نحو السطح دون أن
ينظر إلى الوراء.
فشعرت مايا بألم حاد في جسدها وشعرت كما لو كان جلدها يسلخ وهي حية.
وبينما كانت تشاهد نائل يخرج من المسبح جحظت عيناها وبدأ جسدها يرتعش
من شدة الغضب. ولو أن مشاعر الغضب كافية لقتل شخص ما، لكان غضب مايا
كافيا لتمزيق خلود إربا في تلك اللحظة.
وفي هذه الأثناء، أسرعت جوليا وخدمها إلى الفناء الخلفي بعد أن سمعوا
الأصوات القوية الصادرة من هناك وأذهلهم المشهد الذي رأوه. حيث كان السيد
هادي مبللا بالماء ويحمل السيدة أمل بين ذراعيه ؟ هل قفز في الماء لإنقاذ امرأة
غريبة لا يعرفها؟ كان هذا أول ما خطر في بال الجميع.
وقبل أن يتمكنوا من القيام بأي رد فعل على ذلك، سمعوا صوت مايا تطلب
المساعدة
من حوض السباحة.
وعلى الرغم من أن أحدا لم يكن لديه أي فكرة عما حدث، إلا أن هيلين أرسلت
ما يهم الآن.
فورًا خادمين إلى المسيح لإنقاذ مايا، فقد كان إنقاذ حياتها هو
نظر نائل إلى جوليا بقساوة وعيون يملؤها الغضب قائلا لها: "أرجو إعطائي
تفسيرًا لذلك فيما بعد".
ثم دخل إلى المنزل وهو يحمل خلود بين ذراعيه.
شعرت جوليا بالحيرة بعد كلام نائل هل هو غاضب مني بسبب هذه المصممة؟
يا لسخافة هذا الأمر !
ثم نظرت إلى مايا المبللة وهي تغلي من الغضب قائلة لها: "أليس من المفروض
أن تقدمي تفسيرا لما حدث هنا.





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close