رواية الليلة يا سمره كامله وحصريه بقلم سهيلة عاشور
_انتِ مين؟... بتعملي اي في بيتي؟... ودخلتي هنا ازاي اصلا!
_ بس اسكت لأحسن يسعمونا.... اكتم
_اكتم!...
_ قومي من هنا... يلا اطلعي بره انا مش ناقص بلاوي يلا شوفي انت جايه منين ارجعي تاني...
نظرت له واسودت عينيها رُعبا وكأنه يحكم عليها بالمو-ت قائله: لا.... لا بالله عليك استنى شويه
_استنى شوية اي انت مفكرانا في ملاهي!.... انا شاب عاذب وانت واحده لقيتك في بيتي بلبس النوم (يقصد المنامه التي كانت ترتديها)... ثم اكمل بسخريه: حضرتك متخيله لو حد شافنا ولا سمع صوتك هنا هيعملوا فينا اي!....... ثم هدر غاضبا: يلا بره
تمسكت في قطعه خشبيه من باب الخزانه بقوه وهي تهز رأسها يمينا ويسارا بهستيريه علامه على الرفض
_ لا مش همشي من هنا
نظر لها وبدأ الغضب يتسلل داخله بقوه قائلا: انت شكلك مجنو-نه يبت انت ولا اي.... ولا تكوني واحده من اياهم وعامله عمله وجايه ترمي بلاكي عليا.... قومي بنفسك انا مش عاوز المس واحده غريبه عني مش ناقص زنبك
لم تتحرك من مكانها بل تشبثت به اكثر وظلت تهز رأسها رافضه بقوه مما اجبره على ان يجذبها من يدها بعن-ف يسير بها في اتجاه باب منزله بسرعه ولكن قبل ان يفتح الباب فإذا به يُدَقْ بقوه واصوات من خلفه تدل على وجود رجال في الخارج مما جعله يتعجب فعادتا ما يكون المبنى الذي يقنط به هادئ... فحول نظره تجاهها فإذا بعينيها الواسعتين تتسعان اكثر ويجلوا عليهم الرعب فترك يدها فإذا بها تقف وراء الباب وهي تنظر له برجاء... فحاول ان يهدأ من روعه وقام بفتح الباب بهدوء فإذا بإثنان من الرجال يقفون امامه غاضبين واحد منهم من نفس سنه تقريبا والاخر يظهر عليه التقدم في العمر..... تحدث اليهم بعمليه سريعا
_خير في اي؟...... انتو مين وبتخبطوا كده لي؟!
تحدث الرجل الذي يظهر عليه السن وظهر في صوته الخشونه والمكر الذي لاحظهم خاصتنا بسهوله
_لامؤخذه يبني... انا بس كنت بدور على بنت اخويا وانت شقتك جمبها قلنا نخبط عليك يمكن تكون شفتها كده ولا كده........ اكمل ممثلا الطيبه وهو يسعل بصوت مسموع: هي مش عيله يا بنتي دي عروسه وبعيد عنك جايبلنا العار والفضيحه في كل حته... واحنا كنا جايين ناخدها تعيش معانا علشان نسترها وسطينا من كلام الناس
ثبت نظراته على اعين الرجل وهو يتحدث... لا يعرف لما ولكنه لم يلتمس الصدق في حديثه ولكن ظل مستمعا له وهو يكمل....
_هي سمره كده وشعرها اسود وطويل وقصيره شويه... شفتها يا بني
اخذ نفسا عميق وهو ينظر لتلك الواقفه خلف الباب المفتوح ترتجف من شدة الرعب ومن ثم تفوه قائلا بهدوء....
_ لا يحج مشفتش حد... انا لسه ساكن جديد هنا وببات في شغلي ولسه جاي قدامك اهو بلبس الشغل
مد الرجل الكهل يده له بورقه بها رقم هاتفه وعنوانه قائلا
_على العموم يا بني هي ساكنه في الشقه اللي جمبك دي... اول ما تشوفها جات رن عليا دا الكارت بتاع المعرض بتاعي
امأ له في هدوء ومن ثم اغلق الباب ناظرا لها بتفحص لوجهها الشاحب والذي تنتشر حبات العرق عليه من فرط الخوف والتوتر قائلا بضيق وهو يرفع احد حاجبيه....
_انت اي حكايتك... ووقعتي عليا منين يا بنت......