رواية اهلكني حبك كاملة وحصرية بقلم دينا ناصر
حسنا يا عمتي حان وقت الرحيل
قالت والدة نهى وهى تبكى
متى ستعودان يا بني.. سأشتاق لنهى كثيرا
وهنا قاطعتها فاديه والدة أوس قائلة
ومنذ متى نعرف متى يعود أوس يا محاسن أن العمل هو العمل وعليه متابعة أعمال العائلة هيا كفى عن النحيب فهذه ليست أول مرة تبتعد عنك نهى فهي كانت بالمدينة الجامعية أثناء دراستها
تدخل سالم الهلالي والد نهى قائلا
توقف يا محاسن عن هراء النساء هذا وهيا اصعدي غرفتك فأوس تأخر وعليه الرحيل الآن
ثم أضاف قائلا لأوس
هيا يا أوس خذ زوجتك واذهبا
فقالت نهى لوالدتها بابتسامة مشرقة
لا تقلقي يا أمي سأتصل بكى كل يوم
ثم عانقتها سريعا وبعدها ركبت السيارة وبعدها رحلت كلا محاسن وفاديه ودخلوا القصر أما سالم وضع يده على كتف أوس قائلا له بامتنان
أنا أعرف يا ولدى أنني أثقلت عليك كثيرا و..
لكن أوس رد عليه مقاطعا بجدية مفرطة
لا بأس يا عمى لا تقلق فلن يحصل سراج الأحمدي على تلك الصفقة وستكون قطعا وبلا شك من نصيبنا فأنا قد أخذت احتياطاتي جيدا فذلك الوغد لا ينفك يحاول جاهدا التنافس معنا لكنى أعرف جيدا كيف يفكر لذا أسبقه دوما بخطوات و..
قاطعه عمه وهو يهز رأسه قائلا
لم أكن أقصد العمل يا أوس
فتنهد أوس بفراغ صبر وربط على كتف عمه وقال بحسم
حسنا سأذهب لا تقلق
وركب السيارة وانطلق أما عمه نظر في أثرهم وهو يفكر. فتابعت حور كل هذه الحوارات المؤلمة بالنسبة لها ثم نظرت لحقيبة السفر المعدة التي بجانبها بأسى يا لسخرية القدر فهي منذ عشرة أعوام قد جاءت مع والدتها بحقيبتها ودخلت هذا القصر الشؤم وها هي اليوم تخرج منه فإن كان دخوله كان صعبا سابقا فالخروج منه أسهل بكثير .. فوالدتها المسكينة ظنت أنها ستكون بأفضل حال داخل جدران هذا القصر ومستقبلها سيكون الأفضل لذا داست على كرامتها وأتت ذليلة تطلب السماح لتعود مجددا تحت جناح عائلتها ...تذكرت حور حياتهما الدافئة مع والدها الذي كان يعمل ليلا ونهارا كادحا من أجلهم
لقد كان من المفترض أن تتزوج والدتها من ابن عمها لكن شاء القدر أن تقع في حب موظف بسيط كان يعمل بشركة العائلة ووالدتها كانت عكسها تماما كانت عنيدة ومتمردة ومفعمة بالحياة لذا ضحت بكل شيء وتزوجته ..فقد قصت عليها كم كانت سعيدة بقرارها ولم ټندم عليه يوما وسردت عليها تفاصيل عن حياتها وعن جدها جاسر الهلالي الصارم والمتعجرف فقد عامل والدتها بقسۏة وحرمها من الميراث وقد سبب الكثير من المشاكل لوالد حور عندما كان يستقر
المقدمة والفصل الأول
مقدمة
وقفت حور جانبا بعيدا عن أنظار الجميع تتلصص على المشهد المؤلم الذي يكاد يفتك بها فها هو ذا زوجها العزيز يصطحب معه زوجته الثانية في رحلة عمله.. شهقة مكتومة خرجت منها ودموعها تتساقط بغزارة كما لم تنزل من قبل وتنهدت بحسرة فهي قد خسړت كل شيء فهي وهو متزوجان منذ أربعة سنوات ما أن تخرجت من الجامعة ..
حسنا يا عمتي حان وقت الرحيل
قالت والدة نهى وهى تبكى
متى ستعودان يا بني.. سأشتاق لنهى كثيرا
وهنا قاطعتها فاديه والدة أوس قائلة
ومنذ متى نعرف متى يعود أوس يا محاسن أن العمل هو العمل وعليه متابعة أعمال العائلة هيا كفى عن النحيب فهذه ليست أول مرة تبتعد عنك نهى فهي كانت بالمدينة الجامعية أثناء دراستها
تدخل سالم الهلالي والد نهى قائلا
توقف يا محاسن عن هراء النساء هذا وهيا اصعدي غرفتك فأوس تأخر وعليه الرحيل الآن
ثم أضاف قائلا لأوس
هيا يا أوس خذ زوجتك واذهبا
فقالت نهى لوالدتها بابتسامة مشرقة
لا تقلقي يا أمي سأتصل بكى كل يوم
ثم عانقتها سريعا وبعدها ركبت السيارة وبعدها رحلت كلا محاسن وفاديه ودخلوا القصر أما سالم وضع يده على كتف أوس قائلا له بامتنان
أنا أعرف يا ولدى أنني أثقلت عليك كثيرا و..
لكن أوس رد عليه مقاطعا بجدية مفرطة
لا بأس يا عمى لا تقلق فلن يحصل سراج الأحمدي على تلك الصفقة وستكون قطعا وبلا شك من نصيبنا فأنا قد أخذت احتياطاتي جيدا فذلك الوغد لا ينفك يحاول جاهدا التنافس معنا لكنى أعرف جيدا كيف يفكر لذا أسبقه دوما بخطوات و..
قاطعه عمه وهو يهز رأسه قائلا
لم أكن أقصد العمل يا أوس
فتنهد أوس بفراغ صبر وربط على كتف عمه وقال بحسم
حسنا سأذهب لا تقلق
وركب السيارة وانطلق أما عمه نظر في أثرهم وهو يفكر. فتابعت حور كل هذه الحوارات المؤلمة بالنسبة لها ثم نظرت لحقيبة السفر المعدة التي بجانبها بأسى يا لسخرية القدر فهي منذ عشرة أعوام قد جاءت مع والدتها بحقيبتها ودخلت هذا القصر الشؤم وها هي اليوم تخرج منه فإن كان دخوله كان صعبا سابقا فالخروج منه أسهل بكثير .. فوالدتها المسكينة ظنت أنها ستكون بأفضل حال داخل جدران هذا القصر ومستقبلها سيكون الأفضل لذا داست على كرامتها وأتت ذليلة تطلب السماح لتعود مجددا تحت جناح عائلتها ...تذكرت حور حياتهما الدافئة مع والدها الذي كان يعمل ليلا ونهارا كادحا من أجلهم
لقد كان من المفترض أن تتزوج والدتها من ابن عمها لكن شاء القدر أن تقع في حب موظف بسيط كان يعمل بشركة العائلة ووالدتها كانت عكسها تماما كانت عنيدة ومتمردة ومفعمة بالحياة لذا ضحت بكل شيء وتزوجته ..فقد قصت عليها كم كانت سعيدة بقرارها ولم ټندم عليه يوما وسردت عليها تفاصيل عن حياتها وعن جدها جاسر الهلالي الصارم والمتعجرف فقد عامل والدتها بقسۏة وحرمها من الميراث وقد سبب الكثير من المشاكل لوالد حور عندما كان يستقر بعمل ما و كان يحرص على طرده من أي مكان مما سبب ذلك في رحيلهم تماما عن المدينة وتحسنت أحوالهم قليلا ووقتها حملت والدتها بها وعاشوا سعداء تحت كنف والدها حتى أصبحت في الثانية عشر من عمرها وبعدها انقلب كل شيء رأسا علي عقب عندما تعرض والدها أدت لۏفاته فورا فتحولت حياتها هي ووالدتها لچحيم حقيقي فوالدها كان يوفر لهم المأوى والطعام وحياة دافئة دون ديون .. فاضطروا لترك الشقة الكبيرة المؤجرة والسكن بغرفة واحدة واضطرت والدتها للعمل فالمال قد نفد وقد عملت في كل شيء حتى عملت خادمة وكانت حور تشعر بالڠضب وكانت تود ترك دراستها ومساعدة والدتها لكن هي لم تسمح بهذا أبدا ومرت الأيام وبالكاد كانا يتدبرا أمورهم لكنها كانت تعيسة فصحة والدتها تدهورت كثيرا في تلك الفترة التي عملت بها وأيضا كثيرا ما كانوا يؤون للفراش بدون طعام فالحياة كانت صعبة والحصول على المال لم يكن سهلا أبدا حتى أدخلتها والدتها بهذا القصر الشؤم فهنا تكمن تعاستها التي لا تنتهي وهنا تزوجت الرجل الذي تعشقه بكل
كيانها الرجل الذى تزوجها ليحميها من بطش جدها الرجل الذى لم يحبها يوما.. ليت والدتها كانت على قيد الحياة كانت أخبرتها بما عانته من قسۏة الناس بهذا المكان والذل والهوان الذي عاشته بعد أن ماټت .
أمسكت حقيبتها وخرجت من القصر دون أن تنظر ورائها فلم يعد هناك شيء يخصها هنا فحتى زوجها لم يعد يخصها بعد الآن بعد أن تزوج منذ أسبوعان من ابنة عمه نهى ..نهى الهيفاء الجميلة الفاتنة فهل يا ترى بعد أن ذاق تلك الحلاوة الصافية هل سينظر لزوجته الأولى عادية الجمال زوجته التي وضعها دوما علي الهامش .. أغمضت عينيها بقوة وهي تقرر وتصمم علي البدء من جديد بحياة تمسح بها اسم الهلالي من قاموسها تماما
لكن رغما عنها وهي تبتعد ظلت
ذكريات من الماضي تداعب مخيلتها وتؤرقها ..وكلمات والدتها رحمها الله تتردد برأسها
كوني قوية فتلك العائلة قاسېة لا ترحم .. ولا أحد يعتبرك واحدة منهم كونك لا تحملين لقب الهلالي وسينتظرون لحظة وقوعك وسيقومون بالاستهزاء بك لذا لا تظهري ضعفك أبدا أمامهم كوني قوية خصوصا أمام جدك وأكملي تعليمك واستفيدي من كل شيء من تلك العائلة قدر المستطاع
الفصل الأول
تساقطت الأمطار ببطيء كقطرات الدموع فوق ذلك القصر المهيب بأحدي المناطق الريفية وتوقفت علي بابه امرأة تلاعبت السنون بوجهها رغم سنها الذي لم يتجاوز الخامسة والأربعون وجعلتها تبدو كامرأة عجوز وبجوارها وقفت فتاة شابة بالكاد يبلغ عمرها السادسة عشر وقد كان الانفعال المرتسم علي وجهها لا يختلف كثيرا عن كآبة الجو الممطر كالأمطار التي تساقطت من عينيها وهي تنظر لوالدتها قائلة بنحيب
ماذا نفعل هنا يا أمي ..دعينا نذهب أرجوك
بلعت المرأة ريقها بصعوبة ونظرت للفتاة قائلة وهي تحاول الابتسام بصعوبة
هذا قصر جدك يا حور وعليك الاستماع لي جيدا الآن أنت بحاجة له ..كلانا بحاجة له حاليا
صاحت حور بها پغضب قائلة
كلا أنا لست بحاجة له .. قلت لك سأعمل ولن نحتاج له ولا لنقوده
سقطت دموع والدتها أكثر وقالت لها پألم
سوف أركع علي ركبتي وسأتوسل إليه من أجلك ومن أجل مستقبلك
فها الزمن يدور وتنقلب الأدوار دوما فهي منذ وقت طويل لم تعد تذكر عدده هربت من هذا القصر لتتزوج الرجل الذي تحب ضد رغبة جاسر الهلالي والدها القوي المهيب .. والمخيف وقد كان والد حور يعمل بشركات العائلة العريقة التي لم تسمح يوما بتاريخها الطويل بأن تتزوج أحدي بناتها بشخص خارج عائلة الهلالي لكن حور أخرجتها من أفكارها عندما قالت بتمرد وڠضب
لماذا يا أمي لماذا! ألم تخبرين أنكى لم ټندمي يوما على الزواج من أبى
ردت والدتها بحزن عميق وقالت
أبدا لم أندم لحظة واحدة
قالت حور بثورة وقهر
إذن لماذا تعودين لذلك المتعجرف القاسې الذي جردك من كل شيء..
مسحت والدتها دموعها سريعا محاولة إخفائها عن حور وقالت بحسم
فقط علينا العودة إلى القصر يا حور فأنا مضطرة لذلك فقط من أجلك فهنا ستكملين تعليمك وستعيشين حياة كريمة خالية من الفقر والحاجة
قالت حور پغضب
كلا لا أريد حياة كريمة أنا سعيدة معك هكذا وفقط دعيني أعمل فلا داعي لتكملة الدراسة فأنا لا أحبها وتوقفي أنت عن العمل وارتاحي فأنا قد وجدت وظيفة بالفعل يا أمي و...
قالت والدتها پغضب
توقفي أيتها الغبية أعرف.. لقد أخبرني عم حسن أنك طلبت منه العمل بالمصنع مع البنات
قد كانت حور بالفعل بحثت عن عمل وكان جارهم حسن السبيل لذلك فهو يمتلك مصنعا كبيرا فأكملت والدتها پقهر
أتريدين منى تركك للذئاب البشرية والعمل بالمصانع كلا لن يحدث أبدا سوف تكملين تعليمك وتعيشين حياة كريمة
قالت حور برجاء وهي تبكي
أرجوكى يا أمي لا أريد أن أعيش هنا ولا أحب جدي لا أريد الحياة هنا هيا نغادر فأنت هكذا ستعيشين معه ذليلة وسوف تنسين أبى وتعطيهم الفرصة للسخرية منه وقول كلام سيء عنه
قالت والدتها باڼهيار
اللعڼة يا حور هل يعجبك ما نحن به !!..نأكل وجبة واحدة باليوم وننام بمكان رث.. حبيبتي أنا أشعر بكى كيف لا ترتدين الملابس الجميلة كزميلاتك وأنت لا تتذمرين أبدا هذا ېقتلني ابنتي
وسقطت الدموع من عينيها فقالت حور پألم
بل أطيق كل هذا فقط ارتاحي ودعين أعمل
قالت والدتها بحسم
لا...
وبعدها وبدون مقدمات رنت جرس القصر الكبير ..مسحت حور عيناها وهي تشعر بالمعاناة وانكسار والدتها وعندما دخلوا القصر المنيف وقف جدها المتعجرف والرفض يكسو ملامحه قائلا بقسۏة
كيف جرؤت علي أن تخطي بقدميك بهذا المكان مجددا ..
وكاد أن يطردهما وفجأة چثت والدتها على قدميها وقالت له پانكسار
كنت مخطئة يا أبي لقد كنت...مخطئة أرجوك سامحني أرجوك تقبل ابنتي كحفيدتك
رد جاسر الهلالي قائلا بقسۏة
كلا أيتها
الڤاجرة ارجعي من مكان ما أتيت لن أتقبلك أو أتقبل تلك الفتاة أبدا
قالت والدتها وهى مازالت تجثو
أرجوك يا والدي لقد كنت مخطئة .. أتيت اليوم لأعترف بخطأي أرجوك فأنا مريضة وعلى فراش المۏت
بعد أربعة أشهر ...
ها قد وصلت ابنه الڤاجرة سلمي الهلالي هل علينا احتمال تناول الطعام معها كل يوم علي مائدة واحدة ..
قالت هذا الكلام احدي بنات أخوالها بوقاحة فضغطت حور علي أسنانها بقسۏة وبكل برود جلست بجوار هذه الفتاة فهي تقطن بذلك القصر اللعېن منذ أربعة أشهر كاملة وحيدة دون ظهر ودون أمان ولا حنان فوالداتها الحنون لم تتحمل المړض كثيرا ووافتها المنية تاركة إياها لبشر قساة يلوكون ألسنتهم بسيرتها قائلين رأيهم بها بكل وقاحة دون الاعتبار لمشاعرها لكنها تعلمت الدرس من والدتها فإن كان لسانهم عقرب سام فهي ببرودها ستثير غضبهم ولن تجعلهم يسعدون بانتصارهم عليها أبدا وبالرغم من أنها هنا منذ فترة طويلة لكنها لازالت لم تحفظ أسماء بنات وأولاد أخوالها جميعا فهم جميعا يعيشون داخل هذا القصر الشاسع الذى لا تعرف بدايته من نهايته بسبب
حجمه المنيف والكل يتجمع حول مائدة الطعام كل يوم وجدها المصون يعاملها أقرب لخادمة عنده فقط يأمرها ويصيح بها بسبب ودون سبب حتى بعزاء ابنته سلمي لم يهتم بمواساتها لا هو ولا أي أحد لذا تعلمت العزلة والوحدة لتعتاد علي حياتها الجديدة معتمدة علي ذاتها فقط ولحسن الحظ كلف جدها سالم الهلالي خالها بنقل أوراقها للمدرسة الموجودة قريبا من القرية وجدها كان يعطيها بعض النقود وكأنها تتسول كل أسبوع لتتدبر أمورها بالدراسة .. وهي بدأت تتأقلم مع حياتها الجديدة وغرفتها كانت تطل علي إسطبل القصر لذا المنظر كان ممتعا ولم تكره تواجدها في الغرفة طوال الوقت فهذا أهون كثيرا عليها من رؤية أفراد تلك العائلة الكريهة علي مائدة الطعام كل يوم فهي مضطرة لتناول الوجبات حتى إن لم تكن جائعة فهي لن تنام جائعة بعد اليوم فلتحصل قدر المستطاع من مميزات ذلك القصر صحيح هي وحيدة بينهم لكنها لن تكون مٹيرة للشفقة أبدا فهي ستأكل معهم ورأسها مرفوعة ولن تعبئ بأحد فنظر إليها بنات أخوالها بقرف وأحدهم تقول بغيظ
باردة وكريهة أنها حتى بدأت بتناول الطعام قبل أن يحضر جدي
مضغت حور الطعام پغضب وهي وجهها كليا وعندما سمعت خطوات الجد
أنهضي أيتها الغبية احتراما لجدك
فنظرت لها حور دون أن تنطق بكلمة ثم نهضت وهي تستمع لتوبيخ جدها الذي قال
بنت عديمة الربا فلقد رباها موظف فقير حقېر وليس أحد أبناء الهلالي
ثم أشار للجميع بالجلوس علي المائدة فقالت أحدي بنات خالها بوقاحة عندما وجدت حور لا ترد علي شتائمهم البذيئة
أنها لا تحمل لقب الهلالي يا جدي لماذا إذا لا تطردها من القصر فصلتها بالعائلة انتهت مع ۏفاة والدتها
فقال الجد وهو ينظر لحور پغضب
لقد توسلت سلمي لي كي أعتني بها وأنا مضطر لهذا حتى لو لم أكن أريده
وهنا نهضت حور وقالت ببرود أغضب الجميع
لقد شبعت تمتعوا بوجبتكم
ثم غادرت المائدة وهي تكاد تختنق وتشعر بالمۏت وروحها يتم استنزافها كليا بهذا المكان ..
ذهبت لغرفتها وظلت تنتحب بصمت وتشعر بالدونية فالكل هنا ينبذها والحياة لم تكن سهلة بالنسبة لها لتواجه كل يوم كل تلك الوجوه البغيضة لذا اليوم لن تنزل لوجبة العشاء وستظل حبيسة غرفتها طوال اليوم من فترة بعد العصر للساعة التاسعة ليلا حين ينتهون من العشاء ويذهب كلا منهم لشأنه حتى تتمكن أن تنزل الاسطبل وبالفعل ظلت داخل غرفتها كل هذا الوقت على الرغم أنها سمعت جلبة بالقصر وسمعت أصواتهم وكأنهم يحتفلون بشئ ما لكنها لم تعبئ وعندما حل الليل نظرت من النافذة علي الإسطبل وهي تتنهد پألم لذا تسللت علي الفور سوف تأخذ نزهة علي حصانها المفضل وبالفعل ذهبت لكنها لم تجد عم عثمان المسئول عن المكان فهو رجل طيب عاملها دوما برفق كابنته وهي تحب النزول دوما للتحدث معه ومراقبة الخيول وأخذ نزهة علي متن أحدها رغم تحذير عم عثمان لها بان لا واحدة من بنات الهلالي تجرؤ علي ذلك لكنها لم تهتم وقالت له وقتها لتشاكسه
أنت لن توشي بى أيها الرجل العجوز أليس كذلك ..
فضحك عم عثمان وقال لها بحب أبوي
بالتأكيد لن أفعل
فنظرت للفرس الذي تحبه ثم فتحت الباب وأخرجته واعتلته بسرعة فهي بحاجة لنزهة تخرج بها طاقتها السلبية التي تكاد تقضي عليها بهذا المكان وجرت به وسط الظلام بحدائق القصر الفسيحة وشعرت بالهواء المنعش يداعب وجنتها لكنها لم تكن
تنظر أمامها فقد كانت عيناها متورمة من كثرة البكاء لذا أغمضتهما وتركت النسيم العليل يداعب وجنتيها بنعومة كعاشق يداعب محبوبة ظل و فجأة شعرت بالفرس يسرع بطريقة غير عادية ففتحت عينيها بسرعة ونظرت أمامها فوجدت فرس أخر يعتليه شخص ما والفرس عندما يري فرس غيره يسابقه يبدأ في زيادة سرعته دون تفكير تبا فهي لم تكن مستعدة لتلك السرعة الشديدة ولم تعتاد عليها ووجدت نفسها تفقد السيطرة تماما وقد فقدت لجام الفرس في لحظة ..شهقت عاليا وحاولت باستماتة التمسك برقبة الفرس دون فائدة وبعدها أغمضت عيناها فهي ستقع من علي ظهر الفرس لا محالة وربما هذه النهاية بالنسبة لها ..شعرت بالقهر فهي لم تعش حياة طبيعية وعائلتها تنبذها كأنها وباء عاشت وحيدة وأيضا ربما هذا الفرس وجد أنها لا تستحق الحياة فقرر إنهاء حياتها استسلمت بهدوء وبدأت في البكاء بهسترية فلا أحد يريدها في هذه الحياة وستموت وحيدة تبا إنها تشعر إنها تنزلق بسرعة البرق وهنا حدثت المعجزة ففجأة شعرت بيد فولاذية تسحبها بقوة ففتحت عيناها ببطء لا تصدق ما يحدث لقد تم إنقاذها من قبل الشخص الذي كان يعتلي الفرس الأخر لقد أعطاها ربها فرصة أخري للنجاة وجدت نفسها تبكي كما لم تبكي من قبل وتعالي
بكاؤها وفي لحظة واحدة وجدت نفسها تعتلي الفرس الأخر أمام الشخص الذي أنقذها وبعدها أوقف هذا الشخص الفرس بهدوء وحملها وكأنها لا تزن شيئا وانزلها ببطء و هي كانت تبكي وكأن كل القهر والذل الذي عانته و كتمته الفترة السابقة قد تم إطلاق عنانه كالسيل الآن فقط فسمعت صوت رجل أجش يقول بنبرة فاقدة للصبر
توقفي الآن عن البكاء
نبرة صوته كانت مخيفة و كان بها أمر قاطع كشخص اعتاد إطلاق الأوامر كجدها لذا توقفت بالفعل وفتحت عيناها ونظرت إليه فوجدت شاب شاهق الطول مفتول العضلات فعضلات يده تبرز من القميص الذي كان يشمره قليلا وخصلات شعره كانت مبعثرة بعشوائية علي وجهه بسبب ركوب الخيل ووجهه ! لم تري بوسامته من قبل بينما عيناه زرقاء كزرقة المحيط وأنفه مستقيم في إباء وغرور يجعل الناظر إليه يشعر بصغره أمام هذا الكيان المهيب و شفتيه بارزة بجمال وكأن رسام محترف قد رسمها بدقة ماهرة أما ملامحه كانت قاسېة صارمة حادة وكأنه شخص لا يعرف المزاح .. وعلي الرغم من وسامته الشديدة كانت تحيطه هالة مخيفة بدرجة أشعرتها بأنها لا تريد التوقف عن النظر إليه ما هذا الكمال الذي تراه لم تري شخصا واحدا يتجمع به هذه كل الصفات سوي المشاهير وعارضي الأزياء فظلت تنظر إليه كالفأر المذعور وكانت عيناها محتقنة من كثرة البكاء فوجدته يقطع حبل تأملها بأن قال بهدوء
من أنت بالضبط !!..وكيف لفتاة امتطاء الفرس بالدوار..
فهم يطلقون لقب الدوار علي هذا القصر المنيف فقالت ردا عليه بتلعثم وخوف
أنا.. أنا ...
أشار بيده بسخرية و قال بفراغ صبر
أنا في الانتظار ..أنت ماذا هيا تكلمي
فبلعت ريقها وفكرت بتوتر أليس من المفترض أنها هي من عليها أن تسأله عن كنهه فقالت بتوتر
أنا حور ابنة سلمي الهلالي
نظر لها باهتمام وإن شابت نظراته بعض السخرية مما جعلها تشعر بالصغر أمامه وقبل أن تسأله بعجرفة عما يكون هو وجدته يقول
يا الهي يبدو كما سمعت أنك متمردة كوالدتك تماما
نظرت له بدهشة وبالرغم من هذا قالت بحياء
هل تعرفني !!..لكن من أنت..
رفع رأسه بإباء و قال
أنا أوس ابن خالك سامر
أوس حقا هل هذا هو أوس !!.. يا الهي لذلك كان هناك جلبة بالقصر بعد العصر لقد عاد .. إنها تعرفه فليس لديهم حديث غيره بين أحاديثهم الجانبية التي لا تشاركهم بها طبعا أوس سامر الهلالي الذي يكمل تعليمه بالولايات المتحدة الكل يفتخر به وخصوصا جدها يتكلم عنه بفخر شديد وعن كونه شخصية عبقرية وأنه سيكون خليفته إن استطاع إثبات نفسه علي صعيد العمل مع عمه سالم الهلالي فهو من يترأس مجموعة الشركات حاليا تحت توجيهات الجد أما باقي أخوالها فلديهم أعمال مختلفة مستقلة لذا كانت من كلام الجميع عن أوس تريد رؤيته وها قد رأته فهو ..انه كيف تصفه ..لقد ضاعت منها الكلمات فهو قد أنقذها من المۏت للتو وجدته يحدق بها بنظرة مفصلة فعدلت من شعرها المجعد الطويل جدا ليصل أسفل ظهرها و الذي كان يتطاير حول وجهها وقد كانت ترتدي الجينز وقميص رجالي كانت تشمر أكمامه وشعرت بالخزي مما ترتدي فهي تبدو قبيحة وهي تعلم هذا جيدا وجدته يقول بنبرة مخيفة مھددة
والآن اشرحي لي كيف انتهي بك الأمر معتلية الخيل وأيضا بدون حجاب
فقالت بتلعثم وهي قلقة من أن يشي بها
أنا..لقد كنت ..فقط أتنزه قليلا
قاطعها مكملا بنبرة مخيفة باردة
كالصقيع
اللعڼة أنت ماذا..تتنزهين !! كيف لفتاة من عائلة الهلالي أن تفعل هذا وتتشبه بالرجال لقد جننت حتما هل يعلم جدي بهذه المهزلة ..
عندما سمعت كلمة جدي شعرت بالذعر لدرجة أنها كانت ترتعش وهي تتحدث ووجدت نفسها تقول له برجاء
أرجوك لا تخبره فلو فعلت هو لن يدعني وشأني
نظر لها و تعجب من حالها وشعر أنها تنتحب دون صوت لكن أليس جده يدلل بنات الهلالي دوما فما سبب هذا الخۏف الغريب الذي يستشعره من هذه الفتاة ..فاقترب منها قليلا و هي كانت خائڤة لا تريد جدها أن يمسك ذلة لها فهي لن تخفض رأسها له أبدا تريد أن تكون قوية ولا تريد الخضوع له أبدا وأيضا خائڤة من عقابه فربما يمنعها من الدراسة أو يقطع عنها المصروف .. فجأة شعرت بيد دافئة حول وجهها تبعد خصلات شعرها خلف أذنها ففتحت عيناها العسلية الصافية ورمشت برموشها الكثيفة الطويلة جدا لا تصدق ما يحدث فابن خالها أوس الهلالي يضع كلتا يداه حول وجنتاها ويقول بنبرة دافئة
حسنا اهدئي لن أخبره لكن في المقابل عديني ألا تفتعلي المشاكل مجددا
عندما نظرت إليه وجدت أنه يحدق بعيناها بطريقة غريبة وظهر عليه بعض التوتر وبعدها أبعد يداه برفق بعيدا عنها وسألها
أنت بالمرحلة الثانوية أليس كذلك ..
هزت رأسها وهي تتوه بنظرات عينيه قائلة بحماس
نعم هذه أخر سنة لي قبل دخول الجامعة
ابتعد عنها قليلا وتنحنح قائلا ببعض الحدة
إذن لا تخلعي حجابك أبدا ولا تظهري
شعرك مجددا لأي مخلوق اتفقنا
شعرت بالحرج بشدة فهل شعرها الطويل المموج ببعض التجاعيد قبيح لتلك الدرجة كي ترتدي الحجاب بينما بنات أخوالها بلا حجاب فهزت رأسها وردت قائلة بتهذيب
حسنا لن أخلع حجابي مجددا وشكرا لك
وجدته يبتسم قائلا لها
فتاة طيبة ..هيا اصعدي علي الفرس وأنا سأوصلك للقصر
هيا اصعدي غرفتك
أومأت برأسها وغادرت لغرفتها علي الفور وهي حالمة وما أن وصلت غرفتها دخلتها وأغلقتها جيدا وبعدها ذهبت تنظر إلي نفسها في المرآة يا الهي ما هذه الفتاة التي أتت من العصر الحجري دمعت عيناها إنها قبيحة فهي تمتلك جسدا ممتلئ بعض الشيء علي الرغم من رشاقتها البدنية فهي لم تكن رفيعة ولم تكن سمينة ونظرت لشعرها المجعد الطويل جدا ووضعت يداها عليه قائلة بتحسر
لماذا شعري مجعد .. فهو ليس كالحرير كباقي الفتيات في هذه العائلة المچنونة
فتنهدت بأسي علي حالها فهي غير جميلة وحتى لون بشرتها كان خمريا ولم يكن في بياض الجليد كباقي فتيات تلك العائلة وضعت يداها حول وجنتها وتذكرت أوس ذلك الوسيم الشهم الذي أنقذها والذي وعدها ألا يخبر جدها يا الهي أهناك رجلا بتلك الوسامة ! وعيناه زرقاء نقية تجعلك تريد إطالة النظر إليها إلي ما لا نهاية العنة أنها حقا مراهقة ..فما الذي تفكر به هل جنت !!..وهل أعجبت به ..
في اليوم التالي
رأته مجددا علي مائدة الغداء كانت سعيدة برؤيته وهو ما أن رآها ابتسم لها سريعا وبعدها اندمج في الحديث مع باقي أفراد العائلة وهى علمت من أحاديثهم أنه فاجأهم وعاد فقط البارحة من السفر ومما فهمته انه سيبدأ العمل علي الفور مع عمه سالم لمتابعة أعمال العائلة وانه سيسافر ليلا للقاهرة للبدء فشعرت بالحزن الشديد فهي لن تراه في الجوار مجددا فالعمل بالقاهرة يعني انه سيقيم هناك أغلب الوقت وبعدها مرت الأيام سريعا وكانت حور تجتهد بدراستها قدر المستطاع فلقد كانت تريد دخول كلية الهندسة وكانت تري بنات أخوالها اللذين معها بنفس السنة الدراسية يدرسون مع مدرسين خاصين يأتون للقصر طيلة الوقت بأوقات متفاوتة وأحيانا كانت تتسلل وتقف بعيدا بالغرفة التي بها المدرسون مختبئة محاولة سماع أي من الدروس التي كانت تفيدها و كانت تشعر بالحزن وتكره جدها أكثر فأكثر فهي ذهبت له كي تطلب منه أنها بحاجة لدرس خاص في مادة الرياضيات والفيزياء ووقتها اقتربت منه ورأت نظراته التي تنقلب دوما عند رؤيتها ووجدته يقول لها بقسۏة ما أن رآها
ماذا تريدين يا ابنه سلمي ..
بلعت ريقها بصعوبة وهي تكره أن تحتاج لطلب منه وقبل أن تفتح فمها ظهرت ماريهان وهي احدي بنات أخوالها وقالت للجد بدلال
جدي أريد طلب منك الآن
فنظر لها جدها وابتسم قائلا لها
حبيبه جدك تعالي بالداخل يا ابنه الهلالي واطلبي ما تشائين وقدر ما تشائين
فابتسمت ماريهان وقالت له بدلال
مدرس الفيزياء الذي أحضرته لي لا يعجبني وأريد مدرس أخر وأيضا أريد مدرس أخر لمادة التاريخ وأخر
في ..
فضحك جدها متجاهلا حور تماما وهو يقول
سوف أحضر لك دسته من المدرسين تختارين منهم من يعجبك فأنت ابنه الهلالي
قالها ونظر لحور بقسۏة شديدة لذا أقسمت أنها لو ستموت لن تطلب شيئا أبدا من هذا الرجل .
ومرت الأيام وبالفعل أنهت حور دراستها الثانوية وقد نجحت بدرجة مشرفة .. ووجدت بنات أخوالها قد نجحوا لكن بدرجات مخزية بالنسبة للدروس الخصوصية التي استهلكوها ومما أغاظها لم يعبئ جدها حتى ليسألها عن نتيجتها لكنها كانت تعرف أنه يعلم أنها نجحت بتفوق لذا أثناء وجبات الطعام كانت تحدق به مرفوعة الرأس ورأته ينظر لها بتحدي ويهنئ بنات أخوالها وانه سيهديهم هدايا لاجتهادهم بالثانوية ولا بأس بالدرجات فهو سيساعدهم لدخول الجامعات الخاصة التي يريدون دخولها مما قطعها ذلك إربا و كانت حزينة لماذا يكرهها هكذا !! ولماذا إذن قبل بها عندما أتت والدتها ترجوه إذا كان سيعاملها بتلك الطريقة فصعدت غرفتها ومكثت بها وذكري أوس معها كانت تداعب خيالها كل ليلة وكانت ترفه عنها فأوس شخص دافئ وقد اهتم بها فهو الوحيد الذي عاملها جيدا في تلك العائلة ولم تراه منذ أخر مرة فلقد انشغل بالعمل وكانت أثناء وجبات الطعام تستمع لأخباره من خلال جدها وأنه أبلي جيدا بطريقة لا تصدق وجدها يمدحه كثيرا لاستيعاب العمل سريعا ومرت الأيام سريعا وهي قدمت بنفسها أوراق التنسيق ووضعت كلية الهندسة في المقدمة وكانت في انتظار خطاب القبول بسعادة فدرجاتها تؤهلها لهذا وأيضا تعرف أنها عند دخول الجامعة فستبقي بالمدينة الجامعية ولن تضطر لرؤية هذه الوجوه البغيضة لوقت طويل .. وذات ليلة بعد انتهاء العشاء تسللت لتركب فرسها المفضل و ارتدت الحجاب وهي تفكر بأوس بحنين وعندما أنهت جولتها عليه ذهبت لتعيده مكانه بحذر فلقد استمتعت كثيرا فهي لم تقرب الإسطبل منذ أخر مرة رآها أوس لكن لسوء حظها رأتها نهي ابنة خالها سالم التي شهقت قائلة
لها بصياح رغم فرق السن بينهم
أيتها الحمقاء ماذا تفعلين سوف أخبر جدي علي الفور
فنهي تصغرها بأربع سنوات علي الأقل وقبل أن تتفوه حور بكلمة واحدة ركضت نهي للداخل أما حور شعرت بالضياع اللعڼة سوف يعلم جدها بالأمر وهي ليست مستعدة لأي عقاپ قد ينزله عليها فظلت حور واقفة مكانها لا تعلم ماذا تفعل وبعدها وجدت نهي تقترب منها وتخبرها بعجرفة وهي ترميها بنظراتها الكريهة
جدك يريدك بمكتبه هيا اصعدي لتلقي عقابك يا ابنه سلمي
تنفست حور بعصبية ثم نظرت لنهي ببرود شديد و تحركت ذاهبة نحو مكتب جدها وكانت ترتجف من الخۏف.. وفي تلك اللحظة شعرت باليتم ليس هناك أم أو أب تحتمي به فجدها سيعنفها دون رادع شعرت بالدموع تترقرق في مقلتيها لكنها مسحتهما سريعا ورفعت رأسها عاليا وقالت بصوت خفيض لا يسمعه أحدا غيرها
تشجعي يا حور لا تخضعي له و إن عاقبك تقبلي عقابك بهدوء ولا تتوسلي ولا تتذللي له لوقف ذلك العقاپ
وبالفعل دخلت المكتب ووجدته جالس علي مكتبه وقال بنبرة غاضبة
هل ما أخبرتني به نهي صحيح
رفعت رأسها وردت بشجاعة
أجل لقد أخذت نزهة بالخيل
ضحك بسخرية ثم قال بقسۏة وڠضب
إذن أنت غبية كوالداتك ولا تعرفين الذي يصح والذي لا يصح وتريدين تلطيخ سمعة العائلة أمام جميع الخدم .. أنا سأحرص علي عقابك جيدا حتى لا تتمادي مجددا
حدقت به بشجاعة منتظرة عقابه البغيض فقال ببطء وهو ينظر لبرودها الظاهري المستفز بقسۏة
أنت ممنوعة من إكمال دراستك بالجامعة فأنت لا تستحقين العناء هيا اذهبي إلي غرفتك
شعرت حور كأن أحدهم أطلق عليها الړصاص فكل أحلامها التي تحملت من أجلها المكوث في ذلك القصر اللعېن قد تحطمت للتو لكنها لن تسمح له بتذوق لذة انتصاره عليها فوجدت نفسها ترفع رأسها قائلة ببرود مستفز كالصقيع الذي غمر روحها في بئر مظلم
حسنا يا جدي العزيز سوف أتقبل عقابك
وبعدها تحركت لتخرج من الغرفة وسمعته يتمتم پغضب وبعدها سمعت صوت تكسر مزهرية الورد فخرجت من الغرفة ولم تنظر ورائها وعندما ذهبت لغرفتها أطلقت العنان لحزنها الدفين وظلت تبكي حالها ماذا عليها أن تفعل الآن فهل تهرب من ذلك القصر اللعېن!!.. تحركت كالمچنونة تنظر للأموال التي ادخرتها من مصروفها فهي لم تكن تصرف شيئا كثيرا لأنها لا تشعر بالأمان لتلك العائلة وعندما حسبت المال الذي معها جلست علي الفراش بيأس فذلك المال لن يكفي شيء علي الإطلاق وإلي أين يمكن أن تذهب ..فهي لو تهورت وهربت لن تستطع دخول ذلك القصر الذي يوفر لها المأوي مجددا وفقط ستعيش بالشارع ولن تكمل دراستها أيضا وستموت من الجوع فالحصول علي المال ليس سهلا فيكفي ما عانته أمها رحمها الله تلك اللحظة تمنت المۏت لا أحد يدافع عنها ويأخذ بحقها من ذلك الرجل الذي يكرهها وېحطم
أحلامها..
مرت الأيام وقد عرفت إنها قد قبلت بكلية الهندسة عندما وصل خطاب القبول ورأت جدها يمسك به ثم يلقي به بمكتبه بإهمال لذا تحسرت علي أحلامها وكانت تبلل وسادتها كل ليلة .. ومرت الأيام ولم تستطع تقديم أوراقها للجامعة بالقاهرة فجدها قد دمر حياتها وتبقي أسبوع واحد للتقديم وقد كان كل يوم يمر عليها كالچحيم فهي فقدت شهيتها وأيضا أصبحت تفوت بعض الوجبات فهي لم تعد تحتمل رؤية ذلك العجوز وأيضا تلك الواشية نهي ولم يعبئ بها أحد كالمعتاد سواء أكلت أم ذهبت للچحيم لكن في ذلك اليوم هي شعرت بالجوع الشديد فنزلت ليلا لتدخل المطبخ لتأكل شيئا فمعدتها تصدر أصوات مزعجة من الجوع وقبل أن تدخل المطبخ سمعت فاديه زوجة خالها سامر ووالدة أوس تقول لوالدة نهي ابنه خالها سالم يا محاسن هل عرفت بما حدث ..
فقالت محاسن والدة نهي بفضول
اخبريني يا فاديه هل حدث شيئا أثناء تغيبي خارج الدوار وقت الغداء ..
فقالت لها فاديه پغضب
نعم لقد قالت ابنتك نهي شيء غريب عن كونها رأت تلك المتعجرفة حور ابنة سلمي الهلالي تمتطي الفرس ليلا وتتحدث مع الرجال بالإسطبل بلا حياء وأنها تستحق العقاپ الذي أنزله عليها جدها والعجيب أن ولدي أوس قد اهتم بالأمر وسأل جده عن طبيعة العقاپ الذي أنزله عليها فرد قائلا له انه منعها من الالتحاق بكلية الهندسة وكونها تستحق العقاپ
وهنا قاطعتها محاسن قائلة
وهل تلك الفتاة بذلك الذكاء ليتم قبولها بكلية الهندسة..
قالت فاديه پحقد
أجل اتضح أن تلك الفتاة فعلا ذكية ونجحت بالثانوية بمجموع مناسب
فقالت محاسن وهي تهز رأسها بدهشة
علي الرغم إني لا أحبها لكن أنا أشفق عليها فهي لن تكمل دراستها كباقي بنات أخوالها بالعائلة وهم سيدخلون جامعات خاصة لأن مجموعهم كان سيء للغاية
قاطعتها فاديه قائلة بسخرية
كلا لا تشفقي عليها فلا أحد منا يطيقها لكن الذي حدث يغضبني عن حق فولدي أوس الحبيب قد ڠضب علي الفور ما أن سمع ذلك وقال بحسم لجده بطريقة غير قابلة للجدال أن هذا لن يحدث فهو لن يمنع
تلك الفتاة من حقها في التعليم فهي مثلها مثل أي من بنات الهلالي ولقد اجتهدت ويجب أن تكمل دراستها وأيضا قال انه سيحرص علي أخذ أوراقها معه غدا للقاهرة ليقدمها للجامعة
قالت محاسن بفضول ودهشة شديدة
وماذا قال عمك جاسر الهلالي !!..لابد أنه ڠضب كثيرا من أوس
ابتسمت فاديه بفخر وقالت
طبعا لا .. وهل عمك جاسر الهلالي ليكسر كلمة ولدي أوس.. لقد فكر قليلا ثم قال لأوس أن يفعل ما يريد
وقفت حور مذهولة لا تصدق ما تسمعه وظلت تفرك عيناها جيدا لتتأكد إنها لا تحلم وعندما تيقنت ابتسمت وأنارت الفرحة وجهها ووضعت يدها حول وجهها ونست أنها كانت جائعة وجرت كالمچنونة علي غرفتها وبالفعل قفزت علي فراشها كالطفلة وهي تقول
يا رب لك الحمد
ثم استلقت علي الفراش وقالت بتشفي
قاطع هذيانها وفرحتها دقا علي باب غرفتها فاستقامت علي الفور وفتحت الباب اعتقادا أنها الخادمة فهذا موعدها من كل أسبوع لأخذ ملابسها للغسيل ولم تهتم لارتداء حجابها وأيضا شعرها كان متشعث من القفز والفرحة لكنها عندما فتحت الباب وقفت كالصنم عندما وجدت أوس بلحمه ودمه واقفا أمام باب غرفتها وعلي الفور عدلت شعرها حول وجهها وتلعثمت عندما قالت بتوتر وخجل
مرر حبا...أقصد مرحبا
يا الهي ما الذي يحدث لها في حضوره فهو يزلزل كيانها تماما ويجعلها مشتتة كالبلهاء وتكون غير قادرة علي الكلام قاطع أفكارها قائلا بصيغة الأمر وقد كانت نظراته غير مريحة
أعطيني أوراق التقديم الخاصة بكي...
قاطعته قائلة بكل حماس
أجل لقد سمعت ما فعلت من أجلي وأنا شاكرة لك كثيرا و..
قاطعها قائلا بنبرة مخيفة بعض الشيء
بل كوني شاكرة لانتسابك لعائلة الهلالي فأبناء عائلة الهلالي يكملون دراستهم
شعرت أن فرحتها تم وأدها عند سماعها لكلامه القاسې ونبرته المخيفة فهو يخبرها انه فقط ساعدها لانتسابها لتلك العائلة الكريهة فلم تستطع إخفاء نظرات الاحتقار التي ظهرت عند سماعها لكلامه حول انتسابها لعائلة الهلالي فلاحظ هو ذلك فقالت له بسخرية
بالطبع ..دقيقة سأحضر الأوراق
وبالفعل تحركت من أمامه وبحثت في الدرج وأخرجت أوراق التقديم وذهبت إليه مجددا وقالت له مبتسمة
علي كل حال شكرا لك
قال لها پغضب بلا مقدمات
ألم أقم بتحذيرك أخر مرة من ركوب الخيل مرة أخري
نظرت له پغضب وتحدي فهل سيخضعها له كونه ساعدها فأكمل قائلا پغضب
تتحدثين للرجال بلا حياء وتتشبهين بهم بملابسك وطريقة ركوبك للخيل .. هذه فعلة
دنيئة تستحقي عليها عقاپ شديد فأنت بتصرفك تهينين العائلة
قالت له پغضب تلك المرة
وما به الأمر أن أمتطي الخيل !! وما علاقة ذلك بكوني أهنت العائلة الكريمة..
ونبرتها تحولت للسخرية عندما نطقت العائلة الكريمة فنظر لها وقال پغضب
يبدو أنك مجرد فتاة وقحة تحاول لفت الانتباه بأفعالها الحمقاء كما قالت نهي وأنا أكره التعامل مع هذا النوع من الفتيات لذا كوني شاكرة لأنني ساعدتك لدخول الجامعة بالرغم من انك تستحقين ألا تدخليها ..فمن يعرف ما الذي بإمكانك فعله هناك
وسحب الأوراق من يدها بقوة وبعدها رحل . . شعرت حور بالآسي علي حالها عندما تعامل معها أوس بهذا البرود قبل أن يأخذ أوراقها ولم تفهم سبب لتغيره معها ..فهي اعتقدت أنه مختلف عن باقي أفراد تلك العائلة وأنه فارسها المغوار وأنه الشخص الوحيد الذي اهتم لأمرها واهتم لحالها .. لكنها كانت مخطئة فهو حتى لم يساعدها شفقة لحالها بل لأن أفراد عائلة الهلالي يجب أن يكملوا تعليمهم وضعت يدها تربط علي صدرها پغضب فهي تشعر بخيبة أمل كبيرة به ..قبل وتنهدت بحسرة فهي قد خسړت كل شيء فهي وهو متزوجان منذ أربعة سنوات ما أن تخرجت من الجامعة ..
حسنا يا عمتي حان وقت الرحيل
قالت والدة نهى وهى تبكى
متى ستعودان يا بني.. سأشتاق لنهى كثيرا
وهنا قاطعتها فاديه والدة أوس قائلة
ومنذ متى نعرف متى يعود أوس يا محاسن أن العمل هو العمل وعليه متابعة أعمال العائلة هيا كفى عن النحيب فهذه ليست أول مرة تبتعد عنك نهى فهي كانت بالمدينة الجامعية أثناء دراستها
تدخل سالم الهلالي والد نهى قائلا
توقف يا محاسن عن هراء النساء هذا وهيا اصعدي غرفتك فأوس تأخر وعليه الرحيل الآن
ثم أضاف قائلا لأوس
هيا يا أوس خذ زوجتك واذهبا
فقالت نهى لوالدتها بابتسامة مشرقة
لا تقلقي يا أمي سأتصل بكى كل يوم
ثم عانقتها سريعا وبعدها ركبت السيارة وبعدها رحلت كلا محاسن وفاديه ودخلوا القصر أما سالم وضع يده على كتف أوس قائلا له بامتنان
أنا أعرف يا ولدى أنني أثقلت عليك كثيرا و..
لكن أوس رد عليه مقاطعا بجدية مفرطة
لا بأس يا عمى لا تقلق فلن يحصل سراج الأحمدي على تلك الصفقة وستكون قطعا وبلا شك من نصيبنا فأنا قد أخذت احتياطاتي جيدا فذلك الوغد لا ينفك يحاول جاهدا التنافس معنا لكنى أعرف جيدا كيف يفكر لذا أسبقه دوما بخطوات و..
قاطعه عمه وهو يهز رأسه قائلا
لم أكن أقصد العمل يا أوس
فتنهد أوس بفراغ صبر وربط على كتف عمه وقال بحسم
حسنا سأذهب لا تقلق
وركب السيارة وانطلق أما عمه نظر في أثرهم وهو يفكر. فتابعت حور كل هذه الحوارات المؤلمة بالنسبة لها ثم نظرت لحقيبة السفر المعدة التي بجانبها بأسى يا لسخرية القدر فهي منذ عشرة أعوام قد جاءت مع والدتها بحقيبتها ودخلت هذا القصر الشؤم وها هي اليوم تخرج منه فإن كان دخوله كان صعبا سابقا فالخروج منه أسهل بكثير .. فوالدتها المسكينة ظنت أنها ستكون بأفضل حال داخل جدران هذا القصر ومستقبلها سيكون الأفضل لذا داست على كرامتها وأتت ذليلة تطلب السماح لتعود مجددا تحت جناح عائلتها ...تذكرت حور حياتهما الدافئة مع والدها الذي كان يعمل ليلا ونهارا كادحا من أجلهم
لقد كان من المفترض أن تتزوج والدتها من ابن عمها لكن شاء القدر أن تقع في حب موظف بسيط كان يعمل بشركة العائلة ووالدتها كانت عكسها تماما كانت عنيدة ومتمردة ومفعمة بالحياة لذا ضحت بكل شيء وتزوجته ..فقد قصت عليها كم كانت سعيدة بقرارها ولم ټندم عليه يوما وسردت عليها تفاصيل عن حياتها وعن جدها جاسر الهلالي الصارم والمتعجرف فقد عامل والدتها بقسۏة وحرمها من الميراث وقد سبب الكثير من المشاكل لوالد حور عندما كان يستقر
المقدمة والفصل الأول
مقدمة
وقفت حور جانبا بعيدا عن أنظار الجميع تتلصص على المشهد المؤلم الذي يكاد يفتك بها فها هو ذا زوجها العزيز يصطحب معه زوجته الثانية في رحلة عمله.. شهقة مكتومة خرجت منها ودموعها تتساقط بغزارة كما لم تنزل من قبل وتنهدت بحسرة فهي قد خسړت كل شيء فهي وهو متزوجان منذ أربعة سنوات ما أن تخرجت من الجامعة ..
حسنا يا عمتي حان وقت الرحيل
قالت والدة نهى وهى تبكى
متى ستعودان يا بني.. سأشتاق لنهى كثيرا
وهنا قاطعتها فاديه والدة أوس قائلة
ومنذ متى نعرف متى يعود أوس يا محاسن أن العمل هو العمل وعليه متابعة أعمال العائلة هيا كفى عن النحيب فهذه ليست أول مرة تبتعد عنك نهى فهي كانت بالمدينة الجامعية أثناء دراستها
تدخل سالم الهلالي والد نهى قائلا
توقف يا محاسن عن هراء النساء هذا وهيا اصعدي غرفتك فأوس تأخر وعليه الرحيل الآن
ثم أضاف قائلا لأوس
هيا يا أوس خذ زوجتك واذهبا
فقالت نهى لوالدتها بابتسامة مشرقة
لا تقلقي يا أمي سأتصل بكى كل يوم
ثم عانقتها سريعا وبعدها ركبت السيارة وبعدها رحلت كلا محاسن وفاديه ودخلوا القصر أما سالم وضع يده على كتف أوس قائلا له بامتنان
أنا أعرف يا ولدى أنني أثقلت عليك كثيرا و..
لكن أوس رد عليه مقاطعا بجدية مفرطة
لا بأس يا عمى لا تقلق فلن يحصل سراج الأحمدي على تلك الصفقة وستكون قطعا وبلا شك من نصيبنا فأنا قد أخذت احتياطاتي جيدا فذلك الوغد لا ينفك يحاول جاهدا التنافس معنا لكنى أعرف جيدا كيف يفكر لذا أسبقه دوما بخطوات و..
قاطعه عمه وهو يهز رأسه قائلا
لم أكن أقصد العمل يا أوس
فتنهد أوس بفراغ صبر وربط على كتف عمه وقال بحسم
حسنا سأذهب لا تقلق
وركب السيارة وانطلق أما عمه نظر في أثرهم وهو يفكر. فتابعت حور كل هذه الحوارات المؤلمة بالنسبة لها ثم نظرت لحقيبة السفر المعدة التي بجانبها بأسى يا لسخرية القدر فهي منذ عشرة أعوام قد جاءت مع والدتها بحقيبتها ودخلت هذا القصر الشؤم وها هي اليوم تخرج منه فإن كان دخوله كان صعبا سابقا فالخروج منه أسهل بكثير .. فوالدتها المسكينة ظنت أنها ستكون بأفضل حال داخل جدران هذا القصر ومستقبلها سيكون الأفضل لذا داست على كرامتها وأتت ذليلة تطلب السماح لتعود مجددا تحت جناح عائلتها ...تذكرت حور حياتهما الدافئة مع والدها الذي كان يعمل ليلا ونهارا كادحا من أجلهم
لقد كان من المفترض أن تتزوج والدتها من ابن عمها لكن شاء القدر أن تقع في حب موظف بسيط كان يعمل بشركة العائلة ووالدتها كانت عكسها تماما كانت عنيدة ومتمردة ومفعمة بالحياة لذا ضحت بكل شيء وتزوجته ..فقد قصت عليها كم كانت سعيدة بقرارها ولم ټندم عليه يوما وسردت عليها تفاصيل عن حياتها وعن جدها جاسر الهلالي الصارم والمتعجرف فقد عامل والدتها بقسۏة وحرمها من الميراث وقد سبب الكثير من المشاكل لوالد حور عندما كان يستقر بعمل ما و كان يحرص على طرده من أي مكان مما سبب ذلك في رحيلهم تماما عن المدينة وتحسنت أحوالهم قليلا ووقتها حملت والدتها بها وعاشوا سعداء تحت كنف والدها حتى أصبحت في الثانية عشر من عمرها وبعدها انقلب كل شيء رأسا علي عقب عندما تعرض والدها أدت لۏفاته فورا فتحولت حياتها هي ووالدتها لچحيم حقيقي فوالدها كان يوفر لهم المأوى والطعام وحياة دافئة دون ديون .. فاضطروا لترك الشقة الكبيرة المؤجرة والسكن بغرفة واحدة واضطرت والدتها للعمل فالمال قد نفد وقد عملت في كل شيء حتى عملت خادمة وكانت حور تشعر بالڠضب وكانت تود ترك دراستها ومساعدة والدتها لكن هي لم تسمح بهذا أبدا ومرت الأيام وبالكاد كانا يتدبرا أمورهم لكنها كانت تعيسة فصحة والدتها تدهورت كثيرا في تلك الفترة التي عملت بها وأيضا كثيرا ما كانوا يؤون للفراش بدون طعام فالحياة كانت صعبة والحصول على المال لم يكن سهلا أبدا حتى أدخلتها والدتها بهذا القصر الشؤم فهنا تكمن تعاستها التي لا تنتهي وهنا تزوجت الرجل الذي تعشقه بكل
كيانها الرجل الذى تزوجها ليحميها من بطش جدها الرجل الذى لم يحبها يوما.. ليت والدتها كانت على قيد الحياة كانت أخبرتها بما عانته من قسۏة الناس بهذا المكان والذل والهوان الذي عاشته بعد أن ماټت .
أمسكت حقيبتها وخرجت من القصر دون أن تنظر ورائها فلم يعد هناك شيء يخصها هنا فحتى زوجها لم يعد يخصها بعد الآن بعد أن تزوج منذ أسبوعان من ابنة عمه نهى ..نهى الهيفاء الجميلة الفاتنة فهل يا ترى بعد أن ذاق تلك الحلاوة الصافية هل سينظر لزوجته الأولى عادية الجمال زوجته التي وضعها دوما علي الهامش .. أغمضت عينيها بقوة وهي تقرر وتصمم علي البدء من جديد بحياة تمسح بها اسم الهلالي من قاموسها تماما
لكن رغما عنها وهي تبتعد ظلت
ذكريات من الماضي تداعب مخيلتها وتؤرقها ..وكلمات والدتها رحمها الله تتردد برأسها
كوني قوية فتلك العائلة قاسېة لا ترحم .. ولا أحد يعتبرك واحدة منهم كونك لا تحملين لقب الهلالي وسينتظرون لحظة وقوعك وسيقومون بالاستهزاء بك لذا لا تظهري ضعفك أبدا أمامهم كوني قوية خصوصا أمام جدك وأكملي تعليمك واستفيدي من كل شيء من تلك العائلة قدر المستطاع
الفصل الأول
تساقطت الأمطار ببطيء كقطرات الدموع فوق ذلك القصر المهيب بأحدي المناطق الريفية وتوقفت علي بابه امرأة تلاعبت السنون بوجهها رغم سنها الذي لم يتجاوز الخامسة والأربعون وجعلتها تبدو كامرأة عجوز وبجوارها وقفت فتاة شابة بالكاد يبلغ عمرها السادسة عشر وقد كان الانفعال المرتسم علي وجهها لا يختلف كثيرا عن كآبة الجو الممطر كالأمطار التي تساقطت من عينيها وهي تنظر لوالدتها قائلة بنحيب
ماذا نفعل هنا يا أمي ..دعينا نذهب أرجوك
بلعت المرأة ريقها بصعوبة ونظرت للفتاة قائلة وهي تحاول الابتسام بصعوبة
هذا قصر جدك يا حور وعليك الاستماع لي جيدا الآن أنت بحاجة له ..كلانا بحاجة له حاليا
صاحت حور بها پغضب قائلة
كلا أنا لست بحاجة له .. قلت لك سأعمل ولن نحتاج له ولا لنقوده
سقطت دموع والدتها أكثر وقالت لها پألم
سوف أركع علي ركبتي وسأتوسل إليه من أجلك ومن أجل مستقبلك
فها الزمن يدور وتنقلب الأدوار دوما فهي منذ وقت طويل لم تعد تذكر عدده هربت من هذا القصر لتتزوج الرجل الذي تحب ضد رغبة جاسر الهلالي والدها القوي المهيب .. والمخيف وقد كان والد حور يعمل بشركات العائلة العريقة التي لم تسمح يوما بتاريخها الطويل بأن تتزوج أحدي بناتها بشخص خارج عائلة الهلالي لكن حور أخرجتها من أفكارها عندما قالت بتمرد وڠضب
لماذا يا أمي لماذا! ألم تخبرين أنكى لم ټندمي يوما على الزواج من أبى
ردت والدتها بحزن عميق وقالت
أبدا لم أندم لحظة واحدة
قالت حور بثورة وقهر
إذن لماذا تعودين لذلك المتعجرف القاسې الذي جردك من كل شيء..
مسحت والدتها دموعها سريعا محاولة إخفائها عن حور وقالت بحسم
فقط علينا العودة إلى القصر يا حور فأنا مضطرة لذلك فقط من أجلك فهنا ستكملين تعليمك وستعيشين حياة كريمة خالية من الفقر والحاجة
قالت حور پغضب
كلا لا أريد حياة كريمة أنا سعيدة معك هكذا وفقط دعيني أعمل فلا داعي لتكملة الدراسة فأنا لا أحبها وتوقفي أنت عن العمل وارتاحي فأنا قد وجدت وظيفة بالفعل يا أمي و...
قالت والدتها پغضب
توقفي أيتها الغبية أعرف.. لقد أخبرني عم حسن أنك طلبت منه العمل بالمصنع مع البنات
قد كانت حور بالفعل بحثت عن عمل وكان جارهم حسن السبيل لذلك فهو يمتلك مصنعا كبيرا فأكملت والدتها پقهر
أتريدين منى تركك للذئاب البشرية والعمل بالمصانع كلا لن يحدث أبدا سوف تكملين تعليمك وتعيشين حياة كريمة
قالت حور برجاء وهي تبكي
أرجوكى يا أمي لا أريد أن أعيش هنا ولا أحب جدي لا أريد الحياة هنا هيا نغادر فأنت هكذا ستعيشين معه ذليلة وسوف تنسين أبى وتعطيهم الفرصة للسخرية منه وقول كلام سيء عنه
قالت والدتها باڼهيار
اللعڼة يا حور هل يعجبك ما نحن به !!..نأكل وجبة واحدة باليوم وننام بمكان رث.. حبيبتي أنا أشعر بكى كيف لا ترتدين الملابس الجميلة كزميلاتك وأنت لا تتذمرين أبدا هذا ېقتلني ابنتي
وسقطت الدموع من عينيها فقالت حور پألم
بل أطيق كل هذا فقط ارتاحي ودعين أعمل
قالت والدتها بحسم
لا...
وبعدها وبدون مقدمات رنت جرس القصر الكبير ..مسحت حور عيناها وهي تشعر بالمعاناة وانكسار والدتها وعندما دخلوا القصر المنيف وقف جدها المتعجرف والرفض يكسو ملامحه قائلا بقسۏة
كيف جرؤت علي أن تخطي بقدميك بهذا المكان مجددا ..
وكاد أن يطردهما وفجأة چثت والدتها على قدميها وقالت له پانكسار
كنت مخطئة يا أبي لقد كنت...مخطئة أرجوك سامحني أرجوك تقبل ابنتي كحفيدتك
رد جاسر الهلالي قائلا بقسۏة
كلا أيتها
الڤاجرة ارجعي من مكان ما أتيت لن أتقبلك أو أتقبل تلك الفتاة أبدا
قالت والدتها وهى مازالت تجثو
أرجوك يا والدي لقد كنت مخطئة .. أتيت اليوم لأعترف بخطأي أرجوك فأنا مريضة وعلى فراش المۏت
بعد أربعة أشهر ...
ها قد وصلت ابنه الڤاجرة سلمي الهلالي هل علينا احتمال تناول الطعام معها كل يوم علي مائدة واحدة ..
قالت هذا الكلام احدي بنات أخوالها بوقاحة فضغطت حور علي أسنانها بقسۏة وبكل برود جلست بجوار هذه الفتاة فهي تقطن بذلك القصر اللعېن منذ أربعة أشهر كاملة وحيدة دون ظهر ودون أمان ولا حنان فوالداتها الحنون لم تتحمل المړض كثيرا ووافتها المنية تاركة إياها لبشر قساة يلوكون ألسنتهم بسيرتها قائلين رأيهم بها بكل وقاحة دون الاعتبار لمشاعرها لكنها تعلمت الدرس من والدتها فإن كان لسانهم عقرب سام فهي ببرودها ستثير غضبهم ولن تجعلهم يسعدون بانتصارهم عليها أبدا وبالرغم من أنها هنا منذ فترة طويلة لكنها لازالت لم تحفظ أسماء بنات وأولاد أخوالها جميعا فهم جميعا يعيشون داخل هذا القصر الشاسع الذى لا تعرف بدايته من نهايته بسبب
حجمه المنيف والكل يتجمع حول مائدة الطعام كل يوم وجدها المصون يعاملها أقرب لخادمة عنده فقط يأمرها ويصيح بها بسبب ودون سبب حتى بعزاء ابنته سلمي لم يهتم بمواساتها لا هو ولا أي أحد لذا تعلمت العزلة والوحدة لتعتاد علي حياتها الجديدة معتمدة علي ذاتها فقط ولحسن الحظ كلف جدها سالم الهلالي خالها بنقل أوراقها للمدرسة الموجودة قريبا من القرية وجدها كان يعطيها بعض النقود وكأنها تتسول كل أسبوع لتتدبر أمورها بالدراسة .. وهي بدأت تتأقلم مع حياتها الجديدة وغرفتها كانت تطل علي إسطبل القصر لذا المنظر كان ممتعا ولم تكره تواجدها في الغرفة طوال الوقت فهذا أهون كثيرا عليها من رؤية أفراد تلك العائلة الكريهة علي مائدة الطعام كل يوم فهي مضطرة لتناول الوجبات حتى إن لم تكن جائعة فهي لن تنام جائعة بعد اليوم فلتحصل قدر المستطاع من مميزات ذلك القصر صحيح هي وحيدة بينهم لكنها لن تكون مٹيرة للشفقة أبدا فهي ستأكل معهم ورأسها مرفوعة ولن تعبئ بأحد فنظر إليها بنات أخوالها بقرف وأحدهم تقول بغيظ
باردة وكريهة أنها حتى بدأت بتناول الطعام قبل أن يحضر جدي
مضغت حور الطعام پغضب وهي وجهها كليا وعندما سمعت خطوات الجد
أنهضي أيتها الغبية احتراما لجدك
فنظرت لها حور دون أن تنطق بكلمة ثم نهضت وهي تستمع لتوبيخ جدها الذي قال
بنت عديمة الربا فلقد رباها موظف فقير حقېر وليس أحد أبناء الهلالي
ثم أشار للجميع بالجلوس علي المائدة فقالت أحدي بنات خالها بوقاحة عندما وجدت حور لا ترد علي شتائمهم البذيئة
أنها لا تحمل لقب الهلالي يا جدي لماذا إذا لا تطردها من القصر فصلتها بالعائلة انتهت مع ۏفاة والدتها
فقال الجد وهو ينظر لحور پغضب
لقد توسلت سلمي لي كي أعتني بها وأنا مضطر لهذا حتى لو لم أكن أريده
وهنا نهضت حور وقالت ببرود أغضب الجميع
لقد شبعت تمتعوا بوجبتكم
ثم غادرت المائدة وهي تكاد تختنق وتشعر بالمۏت وروحها يتم استنزافها كليا بهذا المكان ..
ذهبت لغرفتها وظلت تنتحب بصمت وتشعر بالدونية فالكل هنا ينبذها والحياة لم تكن سهلة بالنسبة لها لتواجه كل يوم كل تلك الوجوه البغيضة لذا اليوم لن تنزل لوجبة العشاء وستظل حبيسة غرفتها طوال اليوم من فترة بعد العصر للساعة التاسعة ليلا حين ينتهون من العشاء ويذهب كلا منهم لشأنه حتى تتمكن أن تنزل الاسطبل وبالفعل ظلت داخل غرفتها كل هذا الوقت على الرغم أنها سمعت جلبة بالقصر وسمعت أصواتهم وكأنهم يحتفلون بشئ ما لكنها لم تعبئ وعندما حل الليل نظرت من النافذة علي الإسطبل وهي تتنهد پألم لذا تسللت علي الفور سوف تأخذ نزهة علي حصانها المفضل وبالفعل ذهبت لكنها لم تجد عم عثمان المسئول عن المكان فهو رجل طيب عاملها دوما برفق كابنته وهي تحب النزول دوما للتحدث معه ومراقبة الخيول وأخذ نزهة علي متن أحدها رغم تحذير عم عثمان لها بان لا واحدة من بنات الهلالي تجرؤ علي ذلك لكنها لم تهتم وقالت له وقتها لتشاكسه
أنت لن توشي بى أيها الرجل العجوز أليس كذلك ..
فضحك عم عثمان وقال لها بحب أبوي
بالتأكيد لن أفعل
فنظرت للفرس الذي تحبه ثم فتحت الباب وأخرجته واعتلته بسرعة فهي بحاجة لنزهة تخرج بها طاقتها السلبية التي تكاد تقضي عليها بهذا المكان وجرت به وسط الظلام بحدائق القصر الفسيحة وشعرت بالهواء المنعش يداعب وجنتها لكنها لم تكن
تنظر أمامها فقد كانت عيناها متورمة من كثرة البكاء لذا أغمضتهما وتركت النسيم العليل يداعب وجنتيها بنعومة كعاشق يداعب محبوبة ظل و فجأة شعرت بالفرس يسرع بطريقة غير عادية ففتحت عينيها بسرعة ونظرت أمامها فوجدت فرس أخر يعتليه شخص ما والفرس عندما يري فرس غيره يسابقه يبدأ في زيادة سرعته دون تفكير تبا فهي لم تكن مستعدة لتلك السرعة الشديدة ولم تعتاد عليها ووجدت نفسها تفقد السيطرة تماما وقد فقدت لجام الفرس في لحظة ..شهقت عاليا وحاولت باستماتة التمسك برقبة الفرس دون فائدة وبعدها أغمضت عيناها فهي ستقع من علي ظهر الفرس لا محالة وربما هذه النهاية بالنسبة لها ..شعرت بالقهر فهي لم تعش حياة طبيعية وعائلتها تنبذها كأنها وباء عاشت وحيدة وأيضا ربما هذا الفرس وجد أنها لا تستحق الحياة فقرر إنهاء حياتها استسلمت بهدوء وبدأت في البكاء بهسترية فلا أحد يريدها في هذه الحياة وستموت وحيدة تبا إنها تشعر إنها تنزلق بسرعة البرق وهنا حدثت المعجزة ففجأة شعرت بيد فولاذية تسحبها بقوة ففتحت عيناها ببطء لا تصدق ما يحدث لقد تم إنقاذها من قبل الشخص الذي كان يعتلي الفرس الأخر لقد أعطاها ربها فرصة أخري للنجاة وجدت نفسها تبكي كما لم تبكي من قبل وتعالي
بكاؤها وفي لحظة واحدة وجدت نفسها تعتلي الفرس الأخر أمام الشخص الذي أنقذها وبعدها أوقف هذا الشخص الفرس بهدوء وحملها وكأنها لا تزن شيئا وانزلها ببطء و هي كانت تبكي وكأن كل القهر والذل الذي عانته و كتمته الفترة السابقة قد تم إطلاق عنانه كالسيل الآن فقط فسمعت صوت رجل أجش يقول بنبرة فاقدة للصبر
توقفي الآن عن البكاء
نبرة صوته كانت مخيفة و كان بها أمر قاطع كشخص اعتاد إطلاق الأوامر كجدها لذا توقفت بالفعل وفتحت عيناها ونظرت إليه فوجدت شاب شاهق الطول مفتول العضلات فعضلات يده تبرز من القميص الذي كان يشمره قليلا وخصلات شعره كانت مبعثرة بعشوائية علي وجهه بسبب ركوب الخيل ووجهه ! لم تري بوسامته من قبل بينما عيناه زرقاء كزرقة المحيط وأنفه مستقيم في إباء وغرور يجعل الناظر إليه يشعر بصغره أمام هذا الكيان المهيب و شفتيه بارزة بجمال وكأن رسام محترف قد رسمها بدقة ماهرة أما ملامحه كانت قاسېة صارمة حادة وكأنه شخص لا يعرف المزاح .. وعلي الرغم من وسامته الشديدة كانت تحيطه هالة مخيفة بدرجة أشعرتها بأنها لا تريد التوقف عن النظر إليه ما هذا الكمال الذي تراه لم تري شخصا واحدا يتجمع به هذه كل الصفات سوي المشاهير وعارضي الأزياء فظلت تنظر إليه كالفأر المذعور وكانت عيناها محتقنة من كثرة البكاء فوجدته يقطع حبل تأملها بأن قال بهدوء
من أنت بالضبط !!..وكيف لفتاة امتطاء الفرس بالدوار..
فهم يطلقون لقب الدوار علي هذا القصر المنيف فقالت ردا عليه بتلعثم وخوف
أنا.. أنا ...
أشار بيده بسخرية و قال بفراغ صبر
أنا في الانتظار ..أنت ماذا هيا تكلمي
فبلعت ريقها وفكرت بتوتر أليس من المفترض أنها هي من عليها أن تسأله عن كنهه فقالت بتوتر
أنا حور ابنة سلمي الهلالي
نظر لها باهتمام وإن شابت نظراته بعض السخرية مما جعلها تشعر بالصغر أمامه وقبل أن تسأله بعجرفة عما يكون هو وجدته يقول
يا الهي يبدو كما سمعت أنك متمردة كوالدتك تماما
نظرت له بدهشة وبالرغم من هذا قالت بحياء
هل تعرفني !!..لكن من أنت..
رفع رأسه بإباء و قال
أنا أوس ابن خالك سامر
أوس حقا هل هذا هو أوس !!.. يا الهي لذلك كان هناك جلبة بالقصر بعد العصر لقد عاد .. إنها تعرفه فليس لديهم حديث غيره بين أحاديثهم الجانبية التي لا تشاركهم بها طبعا أوس سامر الهلالي الذي يكمل تعليمه بالولايات المتحدة الكل يفتخر به وخصوصا جدها يتكلم عنه بفخر شديد وعن كونه شخصية عبقرية وأنه سيكون خليفته إن استطاع إثبات نفسه علي صعيد العمل مع عمه سالم الهلالي فهو من يترأس مجموعة الشركات حاليا تحت توجيهات الجد أما باقي أخوالها فلديهم أعمال مختلفة مستقلة لذا كانت من كلام الجميع عن أوس تريد رؤيته وها قد رأته فهو ..انه كيف تصفه ..لقد ضاعت منها الكلمات فهو قد أنقذها من المۏت للتو وجدته يحدق بها بنظرة مفصلة فعدلت من شعرها المجعد الطويل جدا ليصل أسفل ظهرها و الذي كان يتطاير حول وجهها وقد كانت ترتدي الجينز وقميص رجالي كانت تشمر أكمامه وشعرت بالخزي مما ترتدي فهي تبدو قبيحة وهي تعلم هذا جيدا وجدته يقول بنبرة مخيفة مھددة
والآن اشرحي لي كيف انتهي بك الأمر معتلية الخيل وأيضا بدون حجاب
فقالت بتلعثم وهي قلقة من أن يشي بها
أنا..لقد كنت ..فقط أتنزه قليلا
قاطعها مكملا بنبرة مخيفة باردة
كالصقيع
اللعڼة أنت ماذا..تتنزهين !! كيف لفتاة من عائلة الهلالي أن تفعل هذا وتتشبه بالرجال لقد جننت حتما هل يعلم جدي بهذه المهزلة ..
عندما سمعت كلمة جدي شعرت بالذعر لدرجة أنها كانت ترتعش وهي تتحدث ووجدت نفسها تقول له برجاء
أرجوك لا تخبره فلو فعلت هو لن يدعني وشأني
نظر لها و تعجب من حالها وشعر أنها تنتحب دون صوت لكن أليس جده يدلل بنات الهلالي دوما فما سبب هذا الخۏف الغريب الذي يستشعره من هذه الفتاة ..فاقترب منها قليلا و هي كانت خائڤة لا تريد جدها أن يمسك ذلة لها فهي لن تخفض رأسها له أبدا تريد أن تكون قوية ولا تريد الخضوع له أبدا وأيضا خائڤة من عقابه فربما يمنعها من الدراسة أو يقطع عنها المصروف .. فجأة شعرت بيد دافئة حول وجهها تبعد خصلات شعرها خلف أذنها ففتحت عيناها العسلية الصافية ورمشت برموشها الكثيفة الطويلة جدا لا تصدق ما يحدث فابن خالها أوس الهلالي يضع كلتا يداه حول وجنتاها ويقول بنبرة دافئة
حسنا اهدئي لن أخبره لكن في المقابل عديني ألا تفتعلي المشاكل مجددا
عندما نظرت إليه وجدت أنه يحدق بعيناها بطريقة غريبة وظهر عليه بعض التوتر وبعدها أبعد يداه برفق بعيدا عنها وسألها
أنت بالمرحلة الثانوية أليس كذلك ..
هزت رأسها وهي تتوه بنظرات عينيه قائلة بحماس
نعم هذه أخر سنة لي قبل دخول الجامعة
ابتعد عنها قليلا وتنحنح قائلا ببعض الحدة
إذن لا تخلعي حجابك أبدا ولا تظهري
شعرك مجددا لأي مخلوق اتفقنا
شعرت بالحرج بشدة فهل شعرها الطويل المموج ببعض التجاعيد قبيح لتلك الدرجة كي ترتدي الحجاب بينما بنات أخوالها بلا حجاب فهزت رأسها وردت قائلة بتهذيب
حسنا لن أخلع حجابي مجددا وشكرا لك
وجدته يبتسم قائلا لها
فتاة طيبة ..هيا اصعدي علي الفرس وأنا سأوصلك للقصر
هيا اصعدي غرفتك
أومأت برأسها وغادرت لغرفتها علي الفور وهي حالمة وما أن وصلت غرفتها دخلتها وأغلقتها جيدا وبعدها ذهبت تنظر إلي نفسها في المرآة يا الهي ما هذه الفتاة التي أتت من العصر الحجري دمعت عيناها إنها قبيحة فهي تمتلك جسدا ممتلئ بعض الشيء علي الرغم من رشاقتها البدنية فهي لم تكن رفيعة ولم تكن سمينة ونظرت لشعرها المجعد الطويل جدا ووضعت يداها عليه قائلة بتحسر
لماذا شعري مجعد .. فهو ليس كالحرير كباقي الفتيات في هذه العائلة المچنونة
فتنهدت بأسي علي حالها فهي غير جميلة وحتى لون بشرتها كان خمريا ولم يكن في بياض الجليد كباقي فتيات تلك العائلة وضعت يداها حول وجنتها وتذكرت أوس ذلك الوسيم الشهم الذي أنقذها والذي وعدها ألا يخبر جدها يا الهي أهناك رجلا بتلك الوسامة ! وعيناه زرقاء نقية تجعلك تريد إطالة النظر إليها إلي ما لا نهاية العنة أنها حقا مراهقة ..فما الذي تفكر به هل جنت !!..وهل أعجبت به ..
في اليوم التالي
رأته مجددا علي مائدة الغداء كانت سعيدة برؤيته وهو ما أن رآها ابتسم لها سريعا وبعدها اندمج في الحديث مع باقي أفراد العائلة وهى علمت من أحاديثهم أنه فاجأهم وعاد فقط البارحة من السفر ومما فهمته انه سيبدأ العمل علي الفور مع عمه سالم لمتابعة أعمال العائلة وانه سيسافر ليلا للقاهرة للبدء فشعرت بالحزن الشديد فهي لن تراه في الجوار مجددا فالعمل بالقاهرة يعني انه سيقيم هناك أغلب الوقت وبعدها مرت الأيام سريعا وكانت حور تجتهد بدراستها قدر المستطاع فلقد كانت تريد دخول كلية الهندسة وكانت تري بنات أخوالها اللذين معها بنفس السنة الدراسية يدرسون مع مدرسين خاصين يأتون للقصر طيلة الوقت بأوقات متفاوتة وأحيانا كانت تتسلل وتقف بعيدا بالغرفة التي بها المدرسون مختبئة محاولة سماع أي من الدروس التي كانت تفيدها و كانت تشعر بالحزن وتكره جدها أكثر فأكثر فهي ذهبت له كي تطلب منه أنها بحاجة لدرس خاص في مادة الرياضيات والفيزياء ووقتها اقتربت منه ورأت نظراته التي تنقلب دوما عند رؤيتها ووجدته يقول لها بقسۏة ما أن رآها
ماذا تريدين يا ابنه سلمي ..
بلعت ريقها بصعوبة وهي تكره أن تحتاج لطلب منه وقبل أن تفتح فمها ظهرت ماريهان وهي احدي بنات أخوالها وقالت للجد بدلال
جدي أريد طلب منك الآن
فنظر لها جدها وابتسم قائلا لها
حبيبه جدك تعالي بالداخل يا ابنه الهلالي واطلبي ما تشائين وقدر ما تشائين
فابتسمت ماريهان وقالت له بدلال
مدرس الفيزياء الذي أحضرته لي لا يعجبني وأريد مدرس أخر وأيضا أريد مدرس أخر لمادة التاريخ وأخر
في ..
فضحك جدها متجاهلا حور تماما وهو يقول
سوف أحضر لك دسته من المدرسين تختارين منهم من يعجبك فأنت ابنه الهلالي
قالها ونظر لحور بقسۏة شديدة لذا أقسمت أنها لو ستموت لن تطلب شيئا أبدا من هذا الرجل .
ومرت الأيام وبالفعل أنهت حور دراستها الثانوية وقد نجحت بدرجة مشرفة .. ووجدت بنات أخوالها قد نجحوا لكن بدرجات مخزية بالنسبة للدروس الخصوصية التي استهلكوها ومما أغاظها لم يعبئ جدها حتى ليسألها عن نتيجتها لكنها كانت تعرف أنه يعلم أنها نجحت بتفوق لذا أثناء وجبات الطعام كانت تحدق به مرفوعة الرأس ورأته ينظر لها بتحدي ويهنئ بنات أخوالها وانه سيهديهم هدايا لاجتهادهم بالثانوية ولا بأس بالدرجات فهو سيساعدهم لدخول الجامعات الخاصة التي يريدون دخولها مما قطعها ذلك إربا و كانت حزينة لماذا يكرهها هكذا !! ولماذا إذن قبل بها عندما أتت والدتها ترجوه إذا كان سيعاملها بتلك الطريقة فصعدت غرفتها ومكثت بها وذكري أوس معها كانت تداعب خيالها كل ليلة وكانت ترفه عنها فأوس شخص دافئ وقد اهتم بها فهو الوحيد الذي عاملها جيدا في تلك العائلة ولم تراه منذ أخر مرة فلقد انشغل بالعمل وكانت أثناء وجبات الطعام تستمع لأخباره من خلال جدها وأنه أبلي جيدا بطريقة لا تصدق وجدها يمدحه كثيرا لاستيعاب العمل سريعا ومرت الأيام سريعا وهي قدمت بنفسها أوراق التنسيق ووضعت كلية الهندسة في المقدمة وكانت في انتظار خطاب القبول بسعادة فدرجاتها تؤهلها لهذا وأيضا تعرف أنها عند دخول الجامعة فستبقي بالمدينة الجامعية ولن تضطر لرؤية هذه الوجوه البغيضة لوقت طويل .. وذات ليلة بعد انتهاء العشاء تسللت لتركب فرسها المفضل و ارتدت الحجاب وهي تفكر بأوس بحنين وعندما أنهت جولتها عليه ذهبت لتعيده مكانه بحذر فلقد استمتعت كثيرا فهي لم تقرب الإسطبل منذ أخر مرة رآها أوس لكن لسوء حظها رأتها نهي ابنة خالها سالم التي شهقت قائلة
لها بصياح رغم فرق السن بينهم
أيتها الحمقاء ماذا تفعلين سوف أخبر جدي علي الفور
فنهي تصغرها بأربع سنوات علي الأقل وقبل أن تتفوه حور بكلمة واحدة ركضت نهي للداخل أما حور شعرت بالضياع اللعڼة سوف يعلم جدها بالأمر وهي ليست مستعدة لأي عقاپ قد ينزله عليها فظلت حور واقفة مكانها لا تعلم ماذا تفعل وبعدها وجدت نهي تقترب منها وتخبرها بعجرفة وهي ترميها بنظراتها الكريهة
جدك يريدك بمكتبه هيا اصعدي لتلقي عقابك يا ابنه سلمي
تنفست حور بعصبية ثم نظرت لنهي ببرود شديد و تحركت ذاهبة نحو مكتب جدها وكانت ترتجف من الخۏف.. وفي تلك اللحظة شعرت باليتم ليس هناك أم أو أب تحتمي به فجدها سيعنفها دون رادع شعرت بالدموع تترقرق في مقلتيها لكنها مسحتهما سريعا ورفعت رأسها عاليا وقالت بصوت خفيض لا يسمعه أحدا غيرها
تشجعي يا حور لا تخضعي له و إن عاقبك تقبلي عقابك بهدوء ولا تتوسلي ولا تتذللي له لوقف ذلك العقاپ
وبالفعل دخلت المكتب ووجدته جالس علي مكتبه وقال بنبرة غاضبة
هل ما أخبرتني به نهي صحيح
رفعت رأسها وردت بشجاعة
أجل لقد أخذت نزهة بالخيل
ضحك بسخرية ثم قال بقسۏة وڠضب
إذن أنت غبية كوالداتك ولا تعرفين الذي يصح والذي لا يصح وتريدين تلطيخ سمعة العائلة أمام جميع الخدم .. أنا سأحرص علي عقابك جيدا حتى لا تتمادي مجددا
حدقت به بشجاعة منتظرة عقابه البغيض فقال ببطء وهو ينظر لبرودها الظاهري المستفز بقسۏة
أنت ممنوعة من إكمال دراستك بالجامعة فأنت لا تستحقين العناء هيا اذهبي إلي غرفتك
شعرت حور كأن أحدهم أطلق عليها الړصاص فكل أحلامها التي تحملت من أجلها المكوث في ذلك القصر اللعېن قد تحطمت للتو لكنها لن تسمح له بتذوق لذة انتصاره عليها فوجدت نفسها ترفع رأسها قائلة ببرود مستفز كالصقيع الذي غمر روحها في بئر مظلم
حسنا يا جدي العزيز سوف أتقبل عقابك
وبعدها تحركت لتخرج من الغرفة وسمعته يتمتم پغضب وبعدها سمعت صوت تكسر مزهرية الورد فخرجت من الغرفة ولم تنظر ورائها وعندما ذهبت لغرفتها أطلقت العنان لحزنها الدفين وظلت تبكي حالها ماذا عليها أن تفعل الآن فهل تهرب من ذلك القصر اللعېن!!.. تحركت كالمچنونة تنظر للأموال التي ادخرتها من مصروفها فهي لم تكن تصرف شيئا كثيرا لأنها لا تشعر بالأمان لتلك العائلة وعندما حسبت المال الذي معها جلست علي الفراش بيأس فذلك المال لن يكفي شيء علي الإطلاق وإلي أين يمكن أن تذهب ..فهي لو تهورت وهربت لن تستطع دخول ذلك القصر الذي يوفر لها المأوي مجددا وفقط ستعيش بالشارع ولن تكمل دراستها أيضا وستموت من الجوع فالحصول علي المال ليس سهلا فيكفي ما عانته أمها رحمها الله تلك اللحظة تمنت المۏت لا أحد يدافع عنها ويأخذ بحقها من ذلك الرجل الذي يكرهها وېحطم
أحلامها..
مرت الأيام وقد عرفت إنها قد قبلت بكلية الهندسة عندما وصل خطاب القبول ورأت جدها يمسك به ثم يلقي به بمكتبه بإهمال لذا تحسرت علي أحلامها وكانت تبلل وسادتها كل ليلة .. ومرت الأيام ولم تستطع تقديم أوراقها للجامعة بالقاهرة فجدها قد دمر حياتها وتبقي أسبوع واحد للتقديم وقد كان كل يوم يمر عليها كالچحيم فهي فقدت شهيتها وأيضا أصبحت تفوت بعض الوجبات فهي لم تعد تحتمل رؤية ذلك العجوز وأيضا تلك الواشية نهي ولم يعبئ بها أحد كالمعتاد سواء أكلت أم ذهبت للچحيم لكن في ذلك اليوم هي شعرت بالجوع الشديد فنزلت ليلا لتدخل المطبخ لتأكل شيئا فمعدتها تصدر أصوات مزعجة من الجوع وقبل أن تدخل المطبخ سمعت فاديه زوجة خالها سامر ووالدة أوس تقول لوالدة نهي ابنه خالها سالم يا محاسن هل عرفت بما حدث ..
فقالت محاسن والدة نهي بفضول
اخبريني يا فاديه هل حدث شيئا أثناء تغيبي خارج الدوار وقت الغداء ..
فقالت لها فاديه پغضب
نعم لقد قالت ابنتك نهي شيء غريب عن كونها رأت تلك المتعجرفة حور ابنة سلمي الهلالي تمتطي الفرس ليلا وتتحدث مع الرجال بالإسطبل بلا حياء وأنها تستحق العقاپ الذي أنزله عليها جدها والعجيب أن ولدي أوس قد اهتم بالأمر وسأل جده عن طبيعة العقاپ الذي أنزله عليها فرد قائلا له انه منعها من الالتحاق بكلية الهندسة وكونها تستحق العقاپ
وهنا قاطعتها محاسن قائلة
ad
وهل تلك الفتاة بذلك الذكاء ليتم قبولها بكلية الهندسة..
قالت فاديه پحقد
أجل اتضح أن تلك الفتاة فعلا ذكية ونجحت بالثانوية بمجموع مناسب
فقالت محاسن وهي تهز رأسها بدهشة
علي الرغم إني لا أحبها لكن أنا أشفق عليها فهي لن تكمل دراستها كباقي بنات أخوالها بالعائلة وهم سيدخلون جامعات خاصة لأن مجموعهم كان سيء للغاية
قاطعتها فاديه قائلة بسخرية
كلا لا تشفقي عليها فلا أحد منا يطيقها لكن الذي حدث يغضبني عن حق فولدي أوس الحبيب قد ڠضب علي الفور ما أن سمع ذلك وقال بحسم لجده بطريقة غير قابلة للجدال أن هذا لن يحدث فهو لن يمنع
تلك الفتاة من حقها في التعليم فهي مثلها مثل أي من بنات الهلالي ولقد اجتهدت ويجب أن تكمل دراستها وأيضا قال انه سيحرص علي أخذ أوراقها معه غدا للقاهرة ليقدمها للجامعة
قالت محاسن بفضول ودهشة شديدة
وماذا قال عمك جاسر الهلالي !!..لابد أنه ڠضب كثيرا من أوس
ابتسمت فاديه بفخر وقالت
طبعا لا .. وهل عمك جاسر الهلالي ليكسر كلمة ولدي أوس.. لقد فكر قليلا ثم قال لأوس أن يفعل ما يريد
ad
وقفت حور مذهولة لا تصدق ما تسمعه وظلت تفرك عيناها جيدا لتتأكد إنها لا تحلم وعندما تيقنت ابتسمت وأنارت الفرحة وجهها ووضعت يدها حول وجهها ونست أنها كانت جائعة وجرت كالمچنونة علي غرفتها وبالفعل قفزت علي فراشها كالطفلة وهي تقول
يا رب لك الحمد
ثم استلقت علي الفراش وقالت بتشفي
قاطع هذيانها وفرحتها دقا علي باب غرفتها فاستقامت علي الفور وفتحت الباب اعتقادا أنها الخادمة فهذا موعدها من كل أسبوع لأخذ ملابسها للغسيل ولم تهتم لارتداء حجابها وأيضا شعرها كان متشعث من القفز والفرحة لكنها عندما فتحت الباب وقفت كالصنم عندما وجدت أوس بلحمه ودمه واقفا أمام باب غرفتها وعلي الفور عدلت شعرها حول وجهها وتلعثمت عندما قالت بتوتر وخجل
مرر حبا...أقصد مرحبا
يا الهي ما الذي يحدث لها في حضوره فهو يزلزل كيانها تماما ويجعلها مشتتة كالبلهاء وتكون غير قادرة علي الكلام قاطع أفكارها قائلا بصيغة الأمر وقد كانت نظراته غير مريحة
أعطيني أوراق التقديم الخاصة بكي...
قاطعته قائلة بكل حماس
أجل لقد سمعت ما فعلت من أجلي وأنا شاكرة لك كثيرا و..
قاطعها قائلا بنبرة مخيفة بعض الشيء
ad
بل كوني شاكرة لانتسابك لعائلة الهلالي فأبناء عائلة الهلالي يكملون دراستهم
شعرت أن فرحتها تم وأدها عند سماعها لكلامه القاسې ونبرته المخيفة فهو يخبرها انه فقط ساعدها لانتسابها لتلك العائلة الكريهة فلم تستطع إخفاء نظرات الاحتقار التي ظهرت عند سماعها لكلامه حول انتسابها لعائلة الهلالي فلاحظ هو ذلك فقالت له بسخرية
بالطبع ..دقيقة سأحضر الأوراق
وبالفعل تحركت من أمامه وبحثت في الدرج وأخرجت أوراق التقديم وذهبت إليه مجددا وقالت له مبتسمة
علي كل حال شكرا لك
قال لها پغضب بلا مقدمات
ألم أقم بتحذيرك أخر مرة من ركوب الخيل مرة أخري
نظرت له پغضب وتحدي فهل سيخضعها له كونه ساعدها فأكمل قائلا پغضب
تتحدثين للرجال بلا حياء وتتشبهين بهم بملابسك وطريقة ركوبك للخيل .. هذه فعلة
دنيئة تستحقي عليها عقاپ شديد فأنت بتصرفك تهينين العائلة
قالت له پغضب تلك المرة
وما به الأمر أن أمتطي الخيل !! وما علاقة ذلك بكوني أهنت العائلة الكريمة..
ونبرتها تحولت للسخرية عندما نطقت العائلة الكريمة فنظر لها وقال پغضب
يبدو أنك مجرد فتاة وقحة تحاول لفت الانتباه بأفعالها الحمقاء كما قالت نهي وأنا أكره التعامل مع هذا النوع من الفتيات لذا كوني شاكرة لأنني ساعدتك لدخول الجامعة بالرغم من انك تستحقين ألا تدخليها ..فمن يعرف ما الذي بإمكانك فعله هناك
وسحب الأوراق من يدها بقوة وبعدها رحل . . شعرت حور بالآسي علي حالها عندما تعامل معها أوس بهذا البرود قبل أن يأخذ أوراقها ولم تفهم سبب لتغيره معها ..فهي اعتقدت أنه مختلف عن باقي أفراد تلك العائلة وأنه فارسها المغوار وأنه الشخص الوحيد الذي اهتم لأمرها واهتم لحالها .. لكنها كانت مخطئة فهو حتى لم يساعدها شفقة لحالها بل لأن أفراد عائلة الهلالي يجب أن يكملوا تعليمهم وضعت يدها تربط علي صدرها پغضب فهي تشعر بخيبة أمل كبيرة به ..