اخر الروايات

رواية اهلكني حبك الفصل الثاني 2 بقلم دينا ناصر

رواية اهلكني حبك الفصل الثاني 2 بقلم دينا ناصر 




 رواية اهلكني حبك الفصل الثانى بقلم دينا نصر

إذن هل أفهم من كلامك إن هناك إحساس خاص تشعرين به تجاه ابن خالك سامر أوس الهلالي !!.. 
ضحكت حور وقالت بخجل شديد لسلمي زميلتها 
فقط أنا ممتنة له فبسبب تدخله بحياتي صرت الآن هنا بهذا المكان المقدس 
لقد مرت الأيام سريعا والتحقت حور بالجامعة ومكثت بالمدينة الجامعية ومن هنا أصبحت حياتها أكثر ربيعا فهي ابتعدت عن تلك العائلة الكريهة ولم تعد تراهم إلا كل شهر مرة أو مرتين ولم تكن تري أوس فهو انشغل بأعمال العائلة لكنها رغم كل شيء كانت تفكر به طوال اليوم وكانت تشعر باشتياق لرؤية وجهه والنظر لمحيط عيناه التي تبحر بها بعيدا عن الجميع وما جعل أيامها بالجامعة أكثر متعة وجود فتاة تدعي سلمي علي اسم والدتها وأيضا كانت تقطن بنفس القرية بمكان لا يبتعد عن القصر سوي بعشر دقائق بالسيارة .. وسلمي تذكرت وقتها أنها كانت تراها أثناء دراستها بالمدرسة الثانوية لكن كانت علاقتهم سطحية وقتها وعندما التقوا بالجامعة توطدت علاقتهم كثيرا واهتماماتهم كانت واحدة تقريبا لذا كانوا يذاكرون سويا ويأكلون سويا وأيضا قد أخبرتها سلمي بكل شيء بحياتها حتى أعمق أسرارها حول حبها لابن عمها خورشيد الذي يكبرها بعشر أعوام وقد فتحت لها حور أيضا قلبها وأخبرتها بمأساة حياتها فشعرت بالشفقة علي حالها و أيضا أخبرتها حور عن إعجابها بأوس واتضح أن سلمي تعرف عائلة الهلالي جيدا .. وقد مزحت معها حول

وسامة أوس فهي تعرفه بل القرية بالكامل تعرف العائلة.. فقالت سلمي لها 
فقط عليك الاعتراف بأنك وقعت بحب أوس ..فأنا لولا أن لدي حب حياتي خورشيد لكنت وقعت علي الفور في حبه وأصبح غريمتك 
ضحكت حور أكثر فهي لا يمكنها الإنكار إن مشاعرها تصل لمرحلة الغليان بمجرد رؤية أوس بالرغم أنها لا تراه تقريبا سوي بالكاد مرات تعد علي الأصابع لذ قالت لسلمي 
لا أعرف ولا يمكنني الجزم فربما مشاعري تحركت تجاهه لأنه الشخص الوحيد الذي أبدي اهتماما لي هناك بالدوار فمن يعرف ربما إن التقيت بشخص أخر أستطاع تحريك قلبي وقتها سيمكنني أن أجزم إن كان حب أم افتتان 
هزت سلمي رأسها وقالت لها 
ربما تكونين محقة فهم يقولون إننا الآن لازلنا بمرحلة المراهقة بما تتميز به هذه المرحلة بفوران بالمشاعر لكني لا أعرف بشأنك لكن بالنسبة لي أعتقد أنني تخطيت هذه المرحلة لأن حبي لخورشيد دائم للأبد 
وهكذا علي هذا الحال مرت ثلاث سنوات من الدراسة الجامعية بسرعة البرق فهكذا الأوقات الجميلة تنتهي دوما كحلم جميل نخشى أن نستيقظ منه لكن للأسف نجد أنفسنا استيقظنا سواء شئنا هذا أم أبينا وطبعا كالعادة لم تري أوس سوي مرات قلائل ويكون بها دوما مشغول وقد تجاهلها تماما كباقي أفراد العائلة تذكرت تلك المرة عندما عادت للقصر بأجازة منتصف العام ووجدته كان يتحدث مع أحدهم علي الهاتف في حديقة الدوار وقد بدا لها غاضب ويتجادل مع أحدهم فخفق قلبها پعنف لرؤيته والابتسامة البلهاء ارتسمت علي محياها لكن هو عندما رآها أنهي حواره الهاتفي وقال لها وغضبه لم يختفي 
كيف عدت من بيت الطالبات ..
نظرت له بدهشة من سؤاله وقالت ببساطة 
لقد ركبت الأتوبيس كعادتي دوما 
وجدته يضغط علي أسنانه بحنق قائلا 
امرأة من عائلة الهلالي تسمح لنفسها بركوب الأتوبيس المزدحم المليء بالمتحرشين 
نظرت له پغضب حقيقي فهي منذ العام الأول بالجامعة تعود إما بالأتوبيس أو مع سلمي بسيارة عائلتها إذا لماذا يسألها أوس هذا السؤال الغريب !!.. وكيف عرف إن الأتوبيس كان فعلا مزدحم أكثر من العادة اليوم فقالت له بحنق 
وماذا تريدني أن أفعل لأعود للمنزل إن كان
الأتوبيس يعتبر إهانة لعائلة الهلالي ..
قال لها پغضب 
كان بإمكانك الاتصال بجدي لطلب سيارة تأتي لاصطحابك 
وجد السخرية المريرة ترتسم بملامحها وهي تقول 
وهل تعتقد أنه كان ليفعل لو اتصلت أطلب شيء كهذا ..
قال بثقة شديدة 
بالتأكيد كان ليفعل 
نظرت له حور بغيظ وقالت له وهي تشعر بالرثاء لحالها 
معذرة لكن يبدو إنك لم تدرك بعد أهميتي بالنسبة لجدي   فهو يمكنه أن يرسل أسطول سيارات لو طلبت منه هذا أحدي بنات أخوالي ..لكن أنا ..لن يكلف نفسه عناء الرد علي اتصالي 
دمعت عيناها علي حالها ووجدت بعض الشفقة ترتسم بملامحه لوهلة لكنها اختفت بسرعة وهو يقول لها بحسم 
لا تتخذي هذه الأمور مبرر لك كي ترتكبي الأخطاء 
أخطاء !! هل يمزح معها ..فنظرت له بغيظ عندما أكمل 
حتى إن لم يكن جدي يعاملك بطريقة ملائمة أنا أعرف جيدا إنه لا يقصر في إرساله لمصروفك الشهري وأعتقد بخبرتي أنه يكفي ويزيد لذا لا مزيد من الأتوبيسات بعد اليوم وأعتقد لن يضرك لو ركبت تاكسي 
ثم تركها وابتعد وكانت هذه أخر مرة تتحدث معه منذ وقت طويل شعرت بالآسي علي حالها فهي تأكدت من حبها له فهي تفكر به طيلة الوقت وكانت تتمني وتحلم دوما أن يهتم لمرة بها ويأتي للجامعة ليراها لدرجة أنها ذات مرة تخيلت أنها رأته من بعيد واقفا ينظر لها ..فجفلت بسرعة و أغمضت عيناها وأخذت تفركها جيدا بيدها وهي متأكدة إنها تتخيله موجود بالجامعة لقد جنت تماما و عندما فتحتها بالطبع لم تجده فهى كان تحلم كباقي أحلامها وأفكارها المړيضة قد جسدته لها كيف لها أن تقع بحب شخص لا يطيقها ويتعامل معها ببرود كم ودت لو تتقرب منه قليلا لكنه لم يعطيها فرصة أبدا لهذا وأيضا هي تهابه والمرات التي رأته بها خلال السنوات المنصرمة قد تجاهلها لذا فضلت الابتعاد حفاظا علي كرامتها ..لذا فقط ركزت بدراستها وقد تفوقت هي و سلمي في الدراسة والتحقوا بقسم هندسة الاتصالات وفي الأجازة الصيفية اضطرت حور للرجوع إلي القصر لكن سلمي قالت لها بتصميم 
عيد مولدي أخر هذا الأسبوع وأنت ستأتي برغبتك أو رغما عنك 
ظهر الحزن علي وجه حور وقالت لها بحزن 
أنت تعرفين أنني يجب أن أعود للدوار يوم الجمعة صباحا ولن يمكنني الحضور لعيد مولد أبدا جدي لن يقبل ..بل أنا لا أريد أن أطلب منه 
ظهر الحزن علي وجه سلمي التي قالت له بحزن 
لقد وعدت والدتي أنني سأعرفها بك بهذا اليوم لذا لا تغلقي الأمل بوجهي ..أسمعي لدي فكرة ..
قالتها بحماس شديد وأكملت لحور 
ما رأيك لو غادرت معي من بيت الطالبات يوم الخميس صباحا وتحضرين يوم ميلادي وتبيتين تلك الليلة معي بمنزلي وبالصباح تعودين للدوار ولن يعرف أحدا أبدا بما حدث ذلك اليوم 
كانت

حور حقا تود الاحتفال مع سلمي وفكرة سلمي رائعة حقا وعلي الرغم من أن حور لا تريد العودة للدوار من الأساس لكنها لا تستطيع الخروج لأي مكان غير الدراسة فجدها حقا يود تصيد لها الأخطاء فهي منذ أول يوم بالجامعة لاحظت وجود سيارة زجاجها أسود وبها شخصان يبدوان كالحارس الشخصي كانت دوما تري تلك السيارة في مرآي من نظرها عندما تنتهي من المحاضرات وذات يوم بينما كانت تجلس بحديقة الكلية مع سلمي وكانوا يتسامرون سويا لاحظت سلمي ذلك الأمر معها فافتعلت سلمي موقف بالاتفاق مع حور للتأكد أن كانوا بالفعل مرسلون من قبل جدها لمراقبتها أم لا وبالفعل عندما تحركت حور بعيدا متظاهرة بالخروج من الجامعة وغير متجهة للمدينة الجامعية اتصلت بها سلمي علي الفور قائلة لها 
لا تنظري للخلف لقد كان شكنا في محله إنهم يتبعونك فقد نزل الرجلان من السيارة علي الفور للحاق بك
أغلقت حور الاتصال وكانت حزينة جدا فجدها بالفعل يراقبها لذا هي من اعتقدت أنها أخيرا ابتعدت عن محيط تلك العائلة الكريهة اتضح إنها ما زالت محاطة بها وبعدها تظاهرت دخولها المكتبة واشترت بعض الأغراض وخرجت وعندما لفت وجهتها لتعود للجامعة وجدتهم ورائها وتصنعوا التحدث لبعضهم حتى لا يثيروا الشك داخلها فرحلت من أمامهم غير عابئة بهم ومن وقتها وهي تأكدت لذا قررت أن تعطي جدها تقرير مشرف حول حياتها الجامعية و كانت تحرص علي إنهاء محاضراتها حتى تذهب مباشرة للمدينة الجامعية فهي لن تعطي الفرصة لجدها لعقابها أو التقليل من أمرها مرة أخري فقالت حور بحزن 
الفكرة رائعة وأريد فعليا بتنفيذها لكن أنا مراقبة وإن فعلت كما تقولين سيحدث لي متاعب أنا بغني عنها 
وقفت سلمي تفكر قليلا ثم قالت 
يمكننا خداعهم صدقيني ..بذلك اليوم يمكننا أن نعود للمدينة الجامعية كما اعتدنا بعد الامتحان وسيظنون أن الأمور علي ما يرام ثم
تخرجين أنت وأنت ترتدي نقاب يمكننا أن نستعيره من أحلام زميلتنا المنقبة وتخرجين ببساطة دون أن تثيري الشك بنفوسهم 
قالت حور بتوتر 
ما الذي تقولينه يا سلمي ..أخاف أن يكتشف أحد هذا وسيعاقبني جدي وتلك المرة لن أتحمل أن يمنعني من إكمال الدراسة بعد أن قطعت شوطا طويلا فيها 
فقالت سلمي بثقة 
وكيف لهم أن يعلموا لا تكوني جبانة وتشجعي
فكرت حور بتلك الفكرة المچنونة ولما لا ستعيش مغامرة جميلة فهي لم ترفه عن نفسها يوما وأيضا لا بأس أن عادت الخميس بدلا من الجمعة وإن فشل الحراس في العثور عليها يوم الجمعة سيرون   إن هذا تقصير منهم في المراقبة وهذا ما سيفهمه جدها عندما تعود بموعدها مبكرا يوم الجمعة فلن يعلم أحدا من القصر حول ذلك أبدا ..لذا نظرت لسلمي وابتسمت قائلة 
أنها فكرة مچنونة لكن أنا معك بها 
صاحت سلمي بسعادة من موافقتها أخيرا فها هي حور سليلة عائلة الهلالي تفك أول قيد لها من القيود الملتفة حول رقبتها وفكرت سلمي بقلق عليها تري هل ستتمكن يوما من التخلص من كل قيودهم أم ستظل بهذا القيد حتى النهاية ..
وفي اليوم الموعود خرجوا بنجاح من الجامعة دون أي مشاكل فلم يشك بأمرهم الحارسان وعندما خرجوا من باب الجامعة بعد الامتحان مباشرة قالت حور بحماس شديد لسلمي 
يا الهي أشعر بالحرية تدب في عروقي فمنذ وقت طويل لم أشعر بالانتعاش هكذا لذا دعينا نستمتع باليوم كاملا يا سلمي فاليوم يوم تاريخي بالنسبة لي
فقالت سلمي لها بابتسام 
لا تقلقي سوف نستمتع لقد اجتهدنا كثيرا بالجامعة في السنين السابقة لذا دعينا نحتفل وما أن نصل للمنزل الساعة الواحدة ظهرا سوف نذهب للتسوق وشراء فساتين لحضور الحفل والاستمتاع تماما بوقتنا ووالدتي قد قامت بترتيب الحفل وقد دعت أفراد العائلة وبعض الأصدقاء لذا فقط لن نحضر سوي أنفسنا لنجهز للحفل 
شعرت حور بالخۏف يدب بها بسرعة وقالت بقلق 
ماذا لو وجدت أحدا يعرفني وأخبر جدي.. 
ضحكت سلمي وقالت لتطمئنها 
أيتها الحمقاء أفراد عائلتي علاقتهم ليست قوية بعائلة الهلالي لذا لن تجدي أحدا تعرفينه من معارفنا وحتى أنني لم أدعو بنت خالك مريهان بالرغم من أنها كانت صديقتي بالثانوية وهذا من أجلك لذا لا تقلقي 
تنهدت حور بارتياح وبعدها قبل أن يصلوا لمنزل سلمي ذهبوا لأحد المولات التجارية المعروفة و تبتعد عن القرية بحوالي نصف ساعة فقط وهناك حظوا بكل المتعة فالتسوق حقا أمر ممتع للغاية وقد اشترت سلمي فستان جميل لحضور حفل الميلاد ولم تكن سلمي محجبة لذا اشترت فستان قصير الأكمام ويصل لبعد الركبة يفصل جسدها أما حور قد ارتدت الحجاب ولم تخلعه بالجامعة فهي التزمت به داخل وخارج الدوار لذا ستشتري شيء أكثر احتشاما وقد ادخرت مبلغا من المال لا بأس به فالشيء الايجابي الوحيد أن جدها كان يغدق عليها بالأموال منذ دخولها الجامعة لتشتري الملابس لذا لم تضيع المال وكانت تشتري ما تحتاج فقط ولا تبذر واليوم لأول مرة ستنفق منه وستستمتع و ستشتري

ما تحتاج وبالفعل لفت نظرها فستان أسود من الدانتيل الرقيق و به طبقات أنيقة من الشيفون الوردي وعندما ارتدته شعرت بشيء غريب شعرت لأول مرة شعرت أنها امرأة فاتنة فالفستان يلف جسدها ويظهر تفاصيل قدها وعندما رأتها سلمي صفرت وقالت 
واو ما هذا الذي أراه تبدين جميلة للغاية وكأن الرداء صنع خصيصا من أجل قدك 
ابتسمت حور بخجل وقالت بعدم ثقة 
أحقا يا سلمي هل أبدو جميلة..
ابتسمت سلمي وقالت بتأكيد 
أجل أنت جميلة لكنك تخفين جسدك بتلك الملابس الفضفاضة جدا و لا ترتدين سوي الجيب والقمصان الفضفاضة العملية حبيبتي حور أنت بالجامعة عالم مفتوح فلتجربي ارتداء ملابس أخري 
قاطعتها حور قائلة باستياء 
لا أستطيع أولا أنني لا أحب الملابس الضيقة فهي غير عملية بالجامعة وثانيا الحارسان سيخبران جدي إن فعلت شيء مماثل 
تنهدت سلمي بأسي علي حالها ولم تعرف ما تقول لذا قالت 
أنت منغلقة علي نفسك ولم تسمحي لنفسك بالانفتاح بالجامعة ولم تجربي الاختلاط مع الچنس الأخر ولو بأحاديث عابرة وهذا جعل منك فتاة لا تمتلك الثقة بذاتها ولا بجمالها ثم هيا بنا لنكمل شراء أغراضنا فالحفل بعد ثلاث ساعات من الآن هيا حتى لا نتأخر 
إن سلمي محقة فعيشها بذلك الدوار اللعېن مع هذه العائلة يمتص روحها شيئا فشيئا فهي فقدت جراءتها وانفتاحها وجزء من كيانها بتظاهرها دوما أمامهم غير ما هي عليه فقالت لسلمي بإحباط 
هذه قصة حياتي ..لذا دعك منها وأنا انتهيت تقريبا فقط سأقوم بشراء حجاب للفستان وأيضا الحاسوب الشخصي الذي أحتاجه للمذاكرة عليه 
وبالفعل أكملوا شراء بقية الأغراض وقد اشترت حجاب رائع ملائم جدا مع الفستان .. فهي اليوم ستستمتع قدر المستطاع فهي سترتدي فستان
يلف جسدها لأول مرة لذا تشعر بالحماس وأيضا ستشتري الحاسوب الشخصي الذي سيسلي وقتها كثيرا داخل القصر بغرفتها أثناء الأجازة الصيفية ..وما أن انتهوا من شراء أغراضهم حتى ذهبوا مباشرة لمنزل سلمي وهناك استقبلتهم والدة سلمي بود ووجدوها قد نظمت الأمور جيدا للحفل ووضعت الزينة المبهجة بكل المكان وأخبرتهم أنها ستضع طعام الغداء لهما بغرفة سلمي وبالفعل صعدا الغرفة وارتمت كلاهما علي الفراش من الإجهاد وقالت سلمي 
فلنأكل أولا فأنا أتضور جوعا وبعدها سأترك لك الغرفة لذا خذي حماما سريعا وبعدها تجهزي للحفل وأنا أيضا سأفعل فلم يتبقي سوي نصف ساعة ويبدأ الحفل 
وبالفعل أكلا من أصناف الطعام الشهية وبعدها قبل أن تذهب سلمي لتتجهز قامت حور من مكانها ولفت حول نفسها وقالت بحماس 
يا الهي أنا سعيدة للغاية يا سلمي هذه أول مرة         أشعر بتلك السعادة وأشعر أنني حقا علي قيد الحياة لقد كنت محقة لو لم أفعل هذا وأغامر لكنت فعلا مجرد جبانة فاتها الكثير اليوم 
قامت سلمي وأمسكت يدها ولفت معها بفرحة وقالت
أنا أيضا سعيدة بوجودك معي وأتمنى لكي الاستقلال عن تلك العائلة الكريهة لتشعري حقا بالسعادة المطلقة 
قالت حور بخجل 
طبعا يا سلمي لن أذكرك فأنت لن تخبري أحدا أبدا بما قصته عليكي عن حياتي أليس كذلك 
ردت سلمي بثقة شديدة 
بالطبع يا حور أنتي صديقتي المقربة وأسرارك بأمان معي 
وفكرت سلمي أنها حتى لم تخبر والدتها التي تعد أقرب الأشخاص إليها ولن تخبر أحدا فحياة حور لا ينقصها التعقيد يكفي ما هي به وهي تعلم إن تفوهت بكلمة عن عائلة الهلالي ستنتشر الشائعات وسيؤذي ذلك صديقتها حور لذا هي لن تتكلم أبدا فقالت لها بشقاوة 
هيا ارتدي الفستان لقد تركت لك بعض مستحضرات التجميل لذا ضعي منها ولا أريد التذمر
وخرجت من الغرفة تاركة المجال لحور وبالفعل أخذت حور حمام سريع وخرجت من الحمام وهي تشعر بالانتعاش وكانت متحمسة جدا لارتداء الفستان وابتسمت بحب فهي تشعر بسعادة مطلقة اليوم وبعدها مشطت شعرها الطويل المتموج الذي يصل إلي أسفل ظهرها وعلي الرغم أنه يجهدها في ترتيبه لكنها لن تقصه أبدا فأمها كانت تحبه هكذا ولم تقصه لها يوما وجمعته كله ناحية اليمين وبعدها ارتدت الفستان وشعرت بالانبهار فهذه أول مرة ترتدي شيء بهذا الجمال فالفستان كان يلفها ويظهر جسدها بأناقة علي الرغم من بساطة تصميمه نظرت لمستحضرات التجميل أمامها فهي أيضا ستجرب شيء جديد لأول مرة اليوم وهي تعرف تماما كيف تستخدمها بالرغم من أنها لم تحاول وضعها يوما لذا وضعت الكحل الأسود علي عينيها العسلية الصافية الواسعة ووضعت بعض من أحمر الشفاه لونه وردي كلون الفستان لكن اللون لم يعجبها لذا خففته وبدت طبيعية وابتسمت لنفسها في المرآة فدق الباب في تلك اللحظة فقالت بعفوية 
ادخلي 
اعتقادا إنها سلمي وقامت من مكانها تتحرك في الغرفة بحرية تنظم أشيائها بحقيبتها لكن ما لم تتوقعه وجود صمت غريب منذ أن دخلت سلمي الغرفة فقالت بعد أن استدارت 
هل انتهيت يا سلمي..لم يتبقي لي سوي... 
من ..من أنت!!..
أما الرجل شعر بذعرها ورفع يده فوقه في الهواء قائلا ليطمئنها 
لا تخافي أنا سراج ابن خالة سلمي 
نظرت له بخجل ولم ترد فأكمل 
لقد ظننت أن

سلمي هي من بالغرفة ولم أعرف بوجود أحدا أخر فقالت هي بخجل 
أنا حور صديقة سلمي وسلمي ليست هنا لذا هلا تفضلت وبحثت عنها بعيدا عن هنا 
قال مبتسما من خجلها الشديد وهو يمعن النظر بها 
تشرفنا آنسة حور 
أومأت له برأسها ولم ترد فخرج من الغرفة بينما ركضت هي بسرعة وأغلقت الباب عليها وهي تأخذ أنفاسها بخجل شديد لقد رآها هذا الرجل بدون حجاب .. فذهبت للمرآة وعدلت شعرها في كعكة كبيرة وارتدت الحجاب بطريقة مهندمة وخرجت من الغرفة بحثا عن سلمي أما سلمي كانت بالفعل أنهت اللمسات الأخيرة حتى سمعت صوت سراج ابن خالتها قائلا لها بشقاوة 
أخيرا وجدتك أيتها الشقية عيد ميلاد سعيد 
ابتسمت له سلمي بود فهو بمثابة أخيها تماما فهو يعتبر المسئول عن أسرتها بعد ۏفاة والدها وتجمعها به علاقة طيبة حتى انه يعلم علاقتها بخورشيد الذي سيتقدم لها مباشرة بعد انتهاء الدراسة الجامعية وقالت له 
شكرا لك يا سراج لكن أين هديتي..
ضحك وقال
ألم يكن حضوري هو الهدية بذاتها أتعلمين
أيتها الشقية أنني تركت أعمالي بالقاهرة وأتيت مخصوصا لحضور حفل عيد ميلادك
ابتسمت بسخرية وقالت 
ظريف جدا ها ها هل من المفترض أن أضحك
فأخرج من سترته علبة صغيرة وقڈف بها لها فالتقطتها علي الفور وقالت بحماس 
ما هذا..
افتحيه وستعرفين أيتها الفضولية 
بالفعل فتحته فوجدت سلسال باسمها واسم خورشيد من الذهب لم تصدق نفسها وقالت بسعادة 
واو إنها رائعة بل أفضل هدية قد أحصل عليها علي الإطلاق 
فقال لها بسخرية 
بالطبع رائعة لكن لا ترتدي هذا الآن حتى ينتهي هذا الشقي من إنهاء أعماله بالخارج ويعود حتى تتزوجا 
قالت بخيبة أمل لأنه ليس معها بيوم كهذا 
لقد اشتقت له كثيرا لقد اتصل بى وتمني لي ميلادا سعيدا وهديتي ستصلني مع مني أخته
ابتسم بسخرية قاټلة وقال
تمتعي بأيام الحب الجميلة قبل الزواج لأن الزواج يا عزيزتي ېقتل الحب 
قالت بغيظ 
لن استمع لنصيحة من شخص لا يؤمن بالحب ويفضل العلاقات العابرة والمواعدة فقط لكن أنا متأكدة يوما ما إنك ستقع حتى النخاع في حب أحداهن ويومها سأجد هذا مادة جيدة للسخرية منك 
ابتسم مقهقها وقال 
في أحلامك فأنا كالطير الحر..لكن لحظة لقد كدت تجعلينني أنسي .. فمن تلك الحسناء التي تمكث بغرفتك 
ابتسمت وقالت 
ولماذا تسأل !!..أنت لم تهتم يوما لأحدي صديقاتي هل تعجبك حور ..
صفر وقال بنبرة رجل محنك بمعرفته بالنساء 
إنها جميلة بشكل غير عادي
سعدت سلمي بذلك كثيرا فهي تريده أن يستفيض في كلامه لمعرفة رأي الرجال في حور صديقتها لأن تلك الفتاة ثقتها بنفسها مهزوزة لذا سوف تحرص علي إخبارها بما سيقوله    عنها فقالت لتستفزه 
غريب فهي مجرد فتاة عادية للغاية
قال باعتراض 
أنت لا تفهمين شيئا عن ذوق الرجال فهي ذات جمال خالص
صمت قليلا وسرح قليلا بخياله مكملا 
يا ويلي من لون عينيها العسلي الصافي الخلاب وناهيك عن رموش عينيها الكثيفة التي تأسر بشكل غير عادي ولون بشرتها المخملي اللذيذ شديد الجاذبية .. إنها تثير الأعصاب بقدها المنحوت كالتمثال وخاصا بشعرها الطويل الذي يشبه... 
توقف عن الكلام فجأة وأرجع شعره للوراء بتوتر وقال 
يا الهي ما الذي أقوله لفتاة صغيرة مثلك 
فنظرت له بدهشة فسراج الفتي اللعوب المحنك بالنساء قد أعجبه حور كثيرا بشكل يدعو للقلق فقالت له بسرعة 
ابتعد عنها يا سراج فهي ليست من ذلك النوع وأيضا هي ستتزوج من عائلة الهلالي 
نظر لها باهتمام شديد وقال 
أحقا هل تنتمي لعائلة الهلالي 
أجل إنها كذلك لذا ارمي شباكك بعيد 
ابتسم بتشتت ثم قال 
لقد تأخرنا هيا لقد أتي الضيوف 
وبالفعل تحركوا وسبقها أما هي ذهبت لحور وهي سعيدة واصطحبتها حور للحفل ومر الوقت سريعا وكانت سلمي مع حور طوال الحفل أما حور حقا استمتعت بوقتها وكانت سعيدة بالفستان ولم تكن تعلم أن سراج طوال الحفل لم يبعد عينه عنها حتى أتي بجوارها عندما ابتعدت سلمي عنها وقال لها 
ما رأيك بالحفل لقد قمت بإعداده مع والدة سلمي 
فنظرت لتري من يتكلم معها فوجدته ذلك الرجل الذي أقتحم الغرفة ورآها دون حجاب فقالت بخجل منه 
أجل انه حفل رائع 
وأومأت برأسها له قائلة 
معذرة سأذهب ل.. 
قاطعها اقتراب سلمي التي قالت لها 
انه سراج ابن خالتي يا سلمي الذي أخبرتك عنه أنه بمثابة أخي قالت حور بتوتر
أجل لقد سبق وتعرفنا عذرا يا سلمي سأذهب للمرحاض وتحركت من أمامهم فهي خجلة للغاية فهي لم تعتاد علي التحدث مع رجل غريب بأريحية ومر الوقت سريعا وانتهي الحفل وصعدت غرفة سلمي وارتدت ملابس النوم وأدت فريضة العشاء وكانت سلمي هي الأخرى انتهت من حمامها وجلسا سويا فقالت لها حور
هل أعجبتك الهدية التي قدمتها لك ..
فضحكت سلمي وقالت لها 
يا الهي أريد أن أعرف متي تم شرائها لقد كنت معك طوال التسوق ضحكت حور وقالت 
انه سر المهنة يا عزيزتي لقد كنت أنظر بالجوار حتى وقعت عيناي عليها وبعدها عندما انشغلت بارتداء الفساتين بحجرة تجريب الملابس ذهبت علي الفور واشتريتها 
يا الهي أتمني أن يأتي اليوم الذي سيجمعني بخورشيد وارتدي له ذلك الرداء
كانت

حور اشترت لها قميصا من الحرير ومعه الملابس الداخلية الجميلة بنفس اللون عندما رأته حور أعجبها ذوقه علي الفور وللحظة فكرت بنفسها ترتدي هذا لأوس لذا جاءتها الفكرة أن تشتريه لصديقتها سلمي فهي تعتبر بمرحلة خطوبة مع خورشيد ابن عمها قاطع أفكارها سلمي قائلة بخبث 
لقد أعجب بكي سراج ابن خالتي كثيرا
فردت عليها حور بخجل 
توقفي عن هذا 
أنت جميلة حبيبتي وقد لفت نظره 
وقصت لها بالتفصيل الممل ما قاله عنها سراج فشعرت حور بالحرج من كلام رجل عنها كذلك ولم تعرف كيف ترد علي سلمي من الخجل سوي بكلمة 
توقفي أرجوك 
لكنها لم
تتوقف وظلا يتحدثا طيلة الليل عن الحفل وهدية خورشيد لسلمي حتى غلبهم النوم أخيرا . 
وفي اليوم التالي 
تجهزت حور لتذهب للقصر وتملكها الخۏف الشديد مجددا وهي تتساءل أن يكون قد علم جدها بما فعلته وعندما توقفت أمام باب القصر دخلت ووجدت فاديه زوجة عمها سامر ووالدة أوس التي كانت تكرهها كثيرا بسبب معاملتها الجافة دوما معها فألقت السلام عليها فردت عليها فاديه باقتضاب وهي تنظر لها بسخرية 
أهلا هل أتيت للأجازة الصيفية..
فردت حور ببرود 
أجل
ونظرت حولها بدهشة وهي تري بعض العمال يقومون بتعليق زينه بالبهو الكبير للقصر فقالت لزوجة خالها بفضول 
هل هناك مناسبة خاصة بالدوار ..
فقالت فاديه ردا عليها دون أن تعبأ بالنظر لوجهها 
نعم فغدا حفل خطوبة محمد ابن خالك سعيد علي سلوى ابنة خالتك منيرة 
فهزت حور رأسها فهي أخر من يعلم بأشياء كتلك بين جدران هذا الدوار اللعېن وقالت بلا اهتمام 
مبارك لهما إذن 
وابتعدت صاعدة لغرفتها ولم تستطع الاختلاء بنفسها قليلا لأنها نزلت بعدها للغداء مع الجميع بعد أن غيرت ملابسها ونظمت أغراضها فجلست بين الجميع ملقية التحية ببرود وجلست لتأكل كشخص غريب ووجدت جدها قال لها فجأة 
أظن أنه تبقي لكي سنة واحدة وتنهي دراستك الجامعية أليس كذلك يا حور..
تعجبت أنه يسألها أو يهتم من الأساس فقالت له باقتضاب 
بإذن الله سأتخرج من الجامعة السنة القادمة 
توقعت أن يضيف شيئا لكنها وجدته لم يفعل وأعطاها ظهره ووجدته يتحدث مع سامر والد أوس قائلا له برضا
إن أوس يحقق مكاسب رائعة بالشركة يا سامر لدرجة أنني أفكر بجعله يتولي رئاسة المجموعة بدلا من سالم 
فنهض خالها سالم وهو يشعر پغضب شديد وقال لوالده 
ما الذي تقوله يا أبي ..هل تريد إزاحتي من رئاسة مجلس الإدارة للمجموعة 
فنظر جاسر الهلالي له وقال پغضب مماثل 
ألم تري كمية الخسائر التي وصلت لها المجموعة مؤخرا ..وألم يكن أوس هو السبب الرئيسي بالخروج من هذه الكبوة بمكاسب مبهرة بينما أنت كنت حجرة عثرة    بطريقه بسبب أرائك المتعسفة 
تنفس سالم بغيظ فهو لم يكن يعرف إن والده يتابع تفاصيل العمل خلفه أول بأول ويعرف أن أوس هو السبب الرئيسي لهذا الإنجاز الذي حدث مؤخرا فقال بغيرة واضحة وڠضب مكتوم 
أفعل ما تراه مناسبا فلقد تعبت من حمل أعباء المنزل والعمل طيلة الوقت 
وابتعد دون أن يكمل طعامه فقال سامر لوالده بحزن 
قرارك متسرع يا أبي كيف تجعل ابني أوس علي رأس العائلة فهو لازال صغير علي تحمل كل هذا العبء 
فنظرت حور لجدها بسخرية فهو دوما من يتخذ كل القرارات المصيرية للعائلة دون الرجوع لأي شخص وكل من أخوالها الخمسة سامر سالم سعيد جابر محمود أو خالتها منيرة يطيعون أوامره بلا نقاش خاصة إن علاقتهم بالمجموعة لا تتعدي استلام نصيبهم الشهري من الأرباح بينما كان كل شيء يدار بالشركة بواسطة سالم الذي كان يشتكي دوما من حمله الثقيل بينما كل منهم لا يأبه بشيء سوي استلام الأموال فقال جاسر لابنه سامر بقوة 
أوس صلب وعقله متزن وسيتمكن من حمل عبء العائلة دون جدال 
فقالت فاديه والدة أوس بسعادة 
بالتأكيد يا عمي إن اختيارك هو الصائب 
بينما شعر سامر بالقلق فشقيقة سالم سيحمل الضغينة تجاه أوس وهو لا يريد ذلك ونظر لعائلة سالم التي انسحبت بهدوء خلف سالم وشعر بالضيق لهذا ونظرت حور للجميع وهي تبتسم بداخلها فأوس حقا رائع ويستحق كل خير وعندما أنتهي وقت الغداء أخيرا صعدت غرفتها غير مهتمة بأمور العائلة و أخرجت الحاسوب الجديد وقالت له بحماس 
هيا يا صديقي فلنجربك فأنت ستكون صديقي الوحيد في الفترة القادمة حتى أعود مجددا للجامعة 
وجربته وأوصلت الكابلات الخاصة بشبكة الويب بسعادة فهي طلبت من أحد العمال أن يصل أحد الكابلات لغرفتها وبالفعل جربته وهي سعيدة فهي تعلم تماما كيف تستخدمه وباحتراف وما سهل عليها الأمر أن قسم الكلية له علاقة وطيدة بالحاسوب وشبكات الاتصال سواء الشبكة العنكبوتيه أو شبكات الاتصال العادية لكن لوهلة شرد فكرها قليلا عند تذكرها بما قاله سراج عنها لسلمي وفكرت داخلها هل فعلا أعجب بها أحدهم من النظرة الأولي وهو ليس أي شخص فلقد أخبرتها سلمي انه زئر نساء ولا يعجبه سوي الجميلات فابتسمت ببلاهة ونهضت من مكانها ووقفت أمام المرآة ولفت حول نفسها وتتذكر كلمات الرجل لقد قال عنها أنها جميلة ومٹيرة وأعجبه

لون عيناها وأيضا تحدث عن شعرها فجأة تذكرت قول أوس لها ألا تظهر شعرها لأي مخلوق فهل قال لها هذا لأنه لا يعجبه !! أم هي بأكملها لا تثير اهتمامه لماذا كالحمقاء تفكر به في اليوم ألف مرة لماذا تريده أن يراها جميلة لماذا تخيلت في لحظة ما أن
أوس هو من قال عنها ذلك الكلام وأنها تعجبه وتثيره عند هذه النقطة خبطت رأسها قائلة لنفسها بحنق 
أفيقي أيتها الحمقاء فأوس لن يخبرك أبدا بكلام مماثل 
تنهدت وقررت النزول من غرفتها لصنع كوب من الشاي لنفسها لذا ارتدت حجابها وفتحت باب غرفتها لتذهب للمطبخ وفجأة فوجئت بوجود أوس أمامها متجها نحو غرفتها فتسمرت مكانها ونظرت له مشتتة لا تعرف متي أتي وكيف تصادف وجوده مع وجودها ولماذا كان علي وشك الدق علي باب غرفتها ألاف التساؤلات دارت برأسها لكنها تذكرت الاحتفال المزعوم بخطوبة محمد وسلوى اليوم .. لكن هو لم يظهر علي الغداء فمتى أتي .. قاطع أفكارها قائلا 
كيف حالك يا حور..
نبرته كانت مخيفة بعض الشيء ولم تكن ودودة أبدا مما أدهشها فردت عليه بأدب 
الحمد لله ..كيف حالك أنت يا ابن خالي 
قال لها بهدوء ونظراته تقلبها جيدا 
متي وصلت اليوم ..
اتسعت عيناها و شعرت بالړعب هل عرف أحد بما فعلته !!وأنها باتت ليلة خارجا لكن محاولات ضبط النفس التي مارستها كثيرا بهذا المكان لحماية نفسها أفادتها الآن وهي تقول له بهدوء بينما بداخلها ترتجف ړعبا 
لقد وصلت بعد الظهر هل هناك شيء ما ..لماذا تسأل ..
تمهل قليلا وهو ينظر لها قبل أن يرد بهدوء 
لا شيء فقط أطمئن علي ابنة عمتي فجدي العزيز ألقي بحمل العائلة علي كاهلي لذا كل مشاكل وعبأ عائلة الهلالي جميعا صارت مسئوليتي
وبعدها رفع يده وأعطاها علبة صغيرة فنظرت لا تفهم ما هذا فوجدته هاتف فاتسعت عيناها بذهول وأخذته وهي مندهشة قائلة بسعادة 
هل أحضرت لي هدية ..
تنحنح قائلا بجدية بدت لها مصطنعة 
أعتبريها كذلك لو أردت فأنا أحضرت بعض الهواتف لبنات العائلة وادخرت واحدا لك
كانت الفرحة ظاهرة جلية علي وجهها فها ذا أوس يعطيها هدية وقالت بكل تلقائية 
شكرا كثيرا لك لقد كنت محتارة بين شراء هاتف أم حاسوب بالمال الذي ادخرته لكني فضلت الحاسوب لأني سأحتاجه بالدراسة وكنت بحاجة فعلا لهاتف كهذا 
وجدته ينظر خلفها بالغرفة المفتوحة ورأي الحاسوب فقال بدهشة 
يبدو لي أنك خرجت للتسوق 
انتبهت فجأة لما قالته فلا أحد يعلم أنها تسوقت بالمول فقالت بسرعة بتوتر 
لقد ابتعته من صديقة لي فهي أشترته حديثا وحدث معها ظرف ما فاضطرت لبيعه       بسعر جيد وأنا اشتريته منها 
قال باقتضاب 
حسنا أتمني لكي ليلة سعيدة 
وبعدها تحرك ونزل الدرج أما هي بدلا من أن تنزل لإعداد الشاي دخلت غرفتها مجددا تفتح الهاتف وهي في غاية السعادة فالهاتف حديث جدا لابد انه غال فهي رأت الأسعار بنفسها شعرت بسعادة شديدة فأوس يهتم حقا لأمرها لكنها توقفت فجأة وخبطت رأسها لقد قال انه اشتري هواتف أخري لبنات أخوالها الآخرين لماذا يشتت ذهنها الآن .. اللعڼة يا حور توقفي عن نسج الخيالات حول كونه يحبك يا حمقاء فمن رابع المستحيلات أن يكون كذلك وفي اليوم التالي كان القصر كاملا حافلا بالتحضير للخطوبة أما حور علمت أن الخطوبة ستكون داخل القصر للنساء أما خارجه فالاحتفال سيكون للرجال لذا يمكنها أن ترتدي الفستان الذي ابتاعته وأيضا يمكنها وضع الزينة التي أصرت سلمي علي إعطائها إياها فاليوم ستستمتع بوقتها وسيأتي عائلات أخري للدوار وسيكون هناك مظاهر احتفال رائعة لذا كانت تشعر بالحماس من ذلك الأمر واليوم ستكون متأنقة للغاية وبالفعل عند موعد الحفل كانت حور علي أتم الاستعداد فقد ارتدت الفستان الذي فصل جسدها وجمعت شعرها بكامله علي ناحية واحدة وانسدل طويلا علي كتفها ووضعت بعض الزينة وعندما نظرت في المرآة شعرت بالرضا وذهبت لمكان احتفال النساء وما أن دخلت حتى شعرت بالحرج فهي وجدت تحديق الجميع لها وسمعت همهمات تسأل عن هويتها بفضول وسمعت احدي النساء تقول عنها من هذه الحسناء ممشوقة القوام فسعدت بذلك وكان بنات خالتها وأيضا بنات أخوالها يرتدون فساتين أنيقة وأيضا مكشوفة تظهر أجزاء من أجسامهم فجلست بين الجمع وكانت الابتسامة علي محياها بسبب الأجواء والأغاني الشعبية التي تتغني بها النساء ورأت العروس التي كانت حقا جميلة مما جعلها تشعر بالأسف علي حالها فهي لو كانت تربطها علاقة طبيعية بأفراد عائلتها لم تكن فقط لتجلس هكذا كانت ستفرح وسترقص مع العروس وتتغني معهم لكنها حقا لا تنتسب لهذه العائلة وهي تعرف هذا رن هاتفها في هذه اللحظة وعرفت إنها سلمي فمن غيرها سيتصل بها فهي الوحيدة التي تعرف بوجود هاتف معها فهي اتصلت بها بالأمس وفوجئت سلمي أن أوس أحضر لها هاتفا وظلا يتحدثا طوال الليل فنهضت علي الفور لتبحث عن مكان هادئ لترد علي الهاتف وعندما خرجت من المكان

وجدت جدها يتحدث مع خالها سامر والد أوس وعندما رأوها أومأت برأسها لهم ملقية السلام فابتسم لها خالها وقال لها
بابتسامة مشرقة 
تبدين جميلة جدا اليوم يا حور 
سعدت بذلك فخالها سامر دوما عندما تراه يلقي عليها السلام ويبتسم بوجهها مختلفا عن أشقائه الذين يتجاهلونها فقالت له بأدب 
شكرا لك كثيرا يا خالي 
ووجدت جدها ينظر لها وكالعادة نظرة عدم الاستحسان تجاهها ترتسم علي وجهه فقالت له ببرود 
مرحبا يا جدي 
فرد عليها باقتضاب قائلا 
مرحبا وأيضا أعدي نفسك فموعد خطوبتك سيكون السنة القادمة بعد تخرجك 
نظرت له ولوهلة انتبهت أنها كبنات العائلة سيتم تزويجها بشخص منهم فتساءلت عن الشخص الذي يدخره لها جدها پألم فحتما لن يكون أوس فبلعت ريقها بصعوبة وقالت     عن إذنكما 
وأكملت طريقها فهي تعرف قوانين تلك العائلة البنات يتزوجون بعد إنهائهم دراستهم الجامعية شعرت بالتوتر والړعب يتملك منها فهي لم تفكر يوما في مصيرها بعد التخرج يا تري من سيتزوجها من أبناء أخوالها أو أبناء خالتها فهي حقا لا تحتمل أحدا منهم باستثناء أوس طبعا فشعرت بقشعريرة تمر بكامل ظهرها وبعدها اتصلت علي سلمي التي كانت تريد معرفة أخبارها و أخبار الاحتفال الدائر بالقصر .. وأنهت المكالمة مع سلمي سريعا لأنه لم تكن بالمزاج الملائم وكادت أن تعود لمكان الاحتفال عندما فجأة وجدت أمامها أوس وكان معه رجل أخر يبدو في أواخر العشرينات لم تره مسبقا لكن شكله مألوف بعض الشيء وكانوا يقفون بمنتصف الممر وكي تعود ستضطر للمرور من أمامهم وهي لا ترتدي الحجاب فتوترت ووقفت جانبا تنتظر فربما يبتعدون وعندما نظرت لهذا الشاب الذي يقف بجوار أوس مجددا حاولت تذكر أين رأته من قبل .. أه نعم أنه هو مهند ابن خالها سعيد لكنها لم تراه تقريبا منذ سنوات وقد تغير شكله كثيرا أين كان !!..لا تعرف فشعرت بالحرج خوفا من أن يمر أحد ويراها فيظنها تتصنت عليهم فسمعت أوس يقول لمهند 
مرحبا بك بعودتك للقصر يا مهند 
فرد مهند قائلا بإرهاق 
يا الهي لو تعرف كيف أشعر الآن بعد أن خرجت من السچن فلا أستطيع التصديق أني تسببت بحاډث بالسيارة وكنت ثملا 
رد أوس قائلا له بحسم 
انتبه لمستقبلك منذ الآن وأنسي ما حدث وعليك التفكير في إكمال دراستك الجامعية 
قال مهند بتردد 
لا أدري لا أعتقد أني سأكملها فقط فلم أفكر بالأمر 
يا ألهي هل كان ابن خالها بالسجن ولم يكمل تعليمه هذه أول مرة تسمع بذلك فسمعت أوس يقول له پغضب 
توقف يا مهند عن استهتارك هذا فعليك أكمال تعليمك علي الأقل من الممكن أن توافق احدي   بنات الهلالي علي الزواج بك فلأصدقك القول مهما حاولنا إخفاء أمر سجنك عن الجميع لكن أعمامك يعرفون ولا أعتقد أن واحدا منهم سيزوجك احدي بناته 
قال مهند له بضيق 
لا تشغل نفسك بأمري يا أوس أعرف إنك صرت الكبير بعد جدي وإن أوامرك صارت نافذة علي الكبير قبل الصغير لكن ليس هذا سبب لتبدأ بالتحكم بأمري ثم الليلة دعنا نحتفل بالخطوبة وسنتحدث بالأمر مجددا لاحقا 
وتحرك كلاهم للخارج لذا تنفست حور براحة وقررت المرور هي الأخرى.. لكن ما لم تتوقع حدوثه هو توقف أوس ومهند عند جدها وخالها فاضطرت للمرور سريعا من جانبهم فسيكون من السخيف الآن لو وقفت جانبا مجددا وأيضا لا مشكلة أن يراها أقاربها دون حجاب فبنات الهلالي جميعا يجلسون علي مائدة الطعام دون حجاب أمام أقاربهم باستثنائها هي ..وعندما مرت دون أن تنظر سمعت مهند يقول 
واو من هذه الحسناء التي مرت علينا 
فرد عليه عمه سامر قائلا 
ألم تعرفها أنها حور ابنة عمتك سلمي رحمها الله 
انتبه أوس للأمر ونظر عليها عاقدا حاجبيه پغضب ألم يأمر تلك الحمقاء ألا تظهر بشعرها أمام أحدا سيكون حسابها عسير معه ويكفي أنه مرر لها مسألة اختفائها من بيت الطالبات عندما بحث عنها المراقبون ولم يجدوها وشفع لها ظهورها بموعدها في الدوار أما هي عندما سمعت هذا وأكملت طريقها دون النظر خلفها وذهبت للحفل وتنفست بتوتر بالداخل مفكرة عما يقوله عنها أوس الآن ..وجدت هاتفها يرن مجددا ووجدته رقم غريب هذه المرة فخرجت مجددا لتستطيع الرد وعندما فعلت اندهشت عندما هل عليها صوت أوس قائلا بصيغة الأمر 
تعالي الآن إلي الطابق الثاني من الدوار
وبعدها أغلق الهاتف تعجبت حور إن أوس تحدث معها علي الهاتف إذن هو معه رقمها فذهبت علي الفور وهي خائڤة لماذا يريد التحدث إليها!! ولماذا نبرة صوته مخيفة !!هل فعلت شيء أم هل اكتشف شيء عن مكوثها ليلة عند سلمي صديقتها !! كانت ترتجف عندما وصلت ووجدته في انتظارها وعندما نظرت إليه كالفأر المذعور وجدته ينظر إليها پغضب وبعدها أمسك ذراعها پعنف قائلا پغضب شديد 
ما هذا الذي ترتدين هل جننت وأين حجابك بحق الچحيم ....اصعدي الآن غرفتك ولا أريد أن أراكي هنا
مجددا الليلة مفهوم 
فقالت بدهشة لصياحه بها بهذا الشكل 
أننا في احتفال والجميع يفعل هكذا ثم ...
وجدته

يقاطعها دافعا إياها نحو الدرج لتصعد غرفتها ولم يعطيها فرصة للرد فقط وبخها وابتعد نزلت دموعها علي الفور لماذا يعاملها بتلك الخشونة فأعطته ظهرها وابتعدت هي الأخرى مثله ولم ترد أن يري دموعها لذا صعدت علي الفور لغرفتها وبعدها أغلقتها جيدا وظلت تبكي لماذا يعاملها هكذا!! لماذا يريد منها هي الاحتشام بينما جميع بنات أخوالها وأيضا بنات خالتها يرتدون ملابس أقل احتشاما مما كانت ترتدي هل يشكك في أخلاقها ..هل لا يثق بها ..هل يحتقرها لتلك الدرجة ..شعرت بالچحيم عند تفكيرها بهذا .. خلعت ملابسها پغضب وأوت للفراش وهي تبكي .





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close