رواية قط السرايا كاملة وحصرية بقلم مي عمر
بعد كل السكوت و الصمت اللي عيشته طول المدة اللي فاتت دي، لازم أحكي و أقول اللي حصل معايا يمكن غيري يخلي باله و ما يغلطش غلطتي.
من كام سنة، كنت ماشيه في شارع الجمهورية، وكنت دايمًا بشوف سرايا هناك شكلها جميل أوي، قديمة وكأنها من الزمن الجميل. كانت حاجة فيها بتجذبني ليها، يمكن التصميم أو الأضواء اللي دايمًا كانت مضوية حتى لو الدنيا ليل. المهم، فضولي كان دايمًا يخليني أقف شوية أتأمل في شكل البناية وتصميمها. كنت بحب التفاصيل المعمارية القديمة، البلكونات الحديدية المزخرفة، الشبابيك الكبيرة، والأبواب الخشبية الضخمة اللي كانت بتدي إحساس بالهيبة.
في يوم من الأيام، وأنا واقفة قدام السرايا، فجأة ظهرلي قط على غفلة، خضني بطريقة رهيبة، خصوصًا إني كنت مركزة في السرايا و شكلها ومش واخدة بالي من حاجه تاني. قلبي كان هيقف من الخضة.
القط كان كبير، وعينيه كانت بتلمع، كنا في المغرب تقريبا يعني بداية هج،وم الليل.
حسيت برعب لحظة ما شفته، خصوصًا إن ظهوره كان مفاجئ. زقيته برجلي عشان يبعد عني، خصوصًا إني ما بحبش أي حيوان يقربوا مني بالشكل ده. مشهد القط كان مرعب بشكل لا يوصف، وكأن في حاجة مش طبيعية فيه.
الزقة كانت جامدة أوي، و من غير قصد جه تحت عجلة عربية كانت ماشية بسرعة. فجأة سمعت صوت خبطة، وبصيت لقيت القط مي،ت. وقفت متجمدة، مش عارفة أعمل إيه. حسيت بالذنب، بس قلت في نفسي "دي غلطة القط مش أنا". الحا،دثة دي كانت غريبة وصعبة عليا، ورجعت البيت وأنا حاسة بتوتر شديد.
بس المشكلة ما انتهتش هنا. الليلة دي، وأنا نايمة، صحيت على صوت غريب. في الأول قلت أكيد ده خيالي و هلاوس آخر الليل، بس الصوت كان بيزيد وبيقرب من الشباك. قلبي كان بيدق بسرعة، حاولت أطنش وأنام تاني بس الصوت ما وقفش. كان صوت نونوة قطط بس كان في حاجة غريبة فيه، حاجة تخلي جلدك يقشعر. تاني يوم، وأنا خارجة من البيت، لقيت أثار أقدام قط على العربية بتاعتي، بصراحة ما اهتمتش اوي بس كنت مستغربة ازاي الآثار دي جت و انا مغطية العربية كويس!!!
وكأن القط كان واقف هناك طول الليل.
بدأت أحكي لصحابي عن اللي حصل، وكلهم قالوا إن ده مجرد حظ سيء وإن القطط بتحب تلعب بالليل. حاولت أقتنع بكلامهم، بس كان في حاجة جوايا بتقولي إن الموضوع مش بالبساطة دي. كل مرة أعدي من قدام السرايا، أحس بنظرات القطط حواليا، كأنهم بيراقبوني. كنت بخاف أقف هناك زي الأول، وحاولت أتجنب المكان تمامًا.
في يوم، وأنا راجعة من الشغل، قررت أمشي من شارع تاني عشان أتجنب السرايا خالص. بس الغريب إن نفس الصوت اللي سمعته بالليل كان بيوصلني حتى وأنا ماشية في الشارع التاني. حسيت إن في حاجة غلط، حاجة أكبر من مجرد حا،دثة عابرة. كنت بحاول أمشي بسرعة وأوصل البيت، بس الإحساس بالخوف كان بيلاحقني في كل خطوة.
بعد فترة، بدأت أحس إن القطط اللي بشوفها في الشارع مش قطط عادية. كان في حاجة غريبة في نظراتهم، وكأنهم بيعرفوا حاجة أنا مش عارفاها. الخوف بدأ يسيطر عليا، وقررت إني لازم ألاقي حل للمشكلة دي. كان عندي إحساس إن السرايا دي مخبية سر كبير، وإن اللي حصل مع القط كان بداية لحاجة أكبر.
و في يوم، دخلت الحمام آخد دُش عشان انزل أمشي شويه و اغير جو، و جايه البس هدومي لقيت مرسوم عليها راس قط بس بالد،م......