رواية قط السرايا الفصل الثاني 2 بقلم مي عمر
بعد ما شفت راس القط المرسومة بالد،م على هدومي، حسيت إن الرعب بدأ يتحول لحقيقة ملموسة. قلبي كان بيدق بسرعة ورجلي مش شا يلاني من كتر الخوف. مسكت الهدوم وفضلت أبص فيها وانا مش مصدقة اللي بشوفه. قررت أرمي الهدوم في الزبالة وامسح أي أثر للدم. بس للأسف، كل مرة كنت بحاول أنسى، كنت ألاقي حاجة تانية تفكرني بالحاد،ثة.
بقيت أشوف حاجات غريبة في البيت، كأن في حد بيحرك حاجات أو أسمع صوت خطوات. في مرة كنت قاعدة في الصالة، وفجأة النور طفى لوحده. قلبي كان هيقف من الرعب. حاولت أفتح النور تاني، ولما اشتغل، لقيت آثار أقدام قط في المطبخ. الاثار دي كانت جديدة، وكأن القط لسه معدي. ده كان غريب، لإن كل الشبابيك والأبواب مقفولة كويس جدا.
الخوف بدأ يسيطر عليا بشكل أكبر، وقررت أروح لشخص معروف في المنطقة بيقولوا إنه بيفهم في الحاجات دي. حكيتله اللي حصل، وإن من وقت ما القط ده مات وأنا مش عارفة أعيش طبيعي. بصلي بنظرة غريبة وقاللي "القط ده كان جن، وموته جلب لعنة عليكِ."
اتخضيت من كلامه، وقلتله "طيب أعمل إيه دلوقتي؟"
قاللي "لازم تروحي للسرايا، وتعتذري للروح اللي كانت في القط ده." الفكرة كانت مخيفة، بس ما كانش قدامي خيار تاني. لازم أروح للسرايا، وأحاول أكلم الروح دي وأطلب السماح. قاللي كمان إن اللعنة مش هتتفك إلا لما الروح دي تسامحني، وإني لازم أكون صادقة في اعتذاري.
رجعت البيت وأنا قلبي مليان خوف وقلق، كل ليلة كنت بحلم بكوابيس عن القط، وأشوفه في كل مكان أروحله. كنت أشوفه في المرايات، في زوايا البيت، وحتى في الحلم. في الحلم كنت أشوف القط واقف فوقي وبيبصلي بنظرة غضب وكراهية، وكنت أصحى من النوم وقلبي بيدق بسرعة شديدة.
بدأت أحس إن في حاجة مسيطرة عليا، وإن حياتي بقت كلها ضلمه وخوف. مفيش مكان أروحله إلا وأحس بنظرات القطط حواليا.
كان لازم أواجه الحقيقة، وأروح للسرايا عشان أحل المشكلة دي. بس كنت محتاجة أتحلى بالشجاعة، لإن المواجهة دي كانت أكيد هتكون مرعبة بشكل ماكنتش أتخيله.
في يوم، قررت أروح للسرايا بالليل، لما يكون الشارع فاضي والدنيا هادية و مش عارفه جبت منين الجرأة دي، جهزت نفسي وروحت هناك، وقلبي مليان خوف وحماس. كنت عارفة إن المواجهة دي هي الحل الوحيد عشان أتخلص من الكابوس اللي بعيشه كل يوم. بوابة السرايا كانت مقفولة فإضطريت أجازف و انط من على السور، وكنت حاسة كأن في حاجة بترحب بيا، بس بطريقة مخيفة.
الإضاءة الخافتة الهادية والشجر العالي اللي حوالين السرايا زودوا من إحساسي بالرعب. كل خطوة كنت بخطيها كانت بتزيد من خوفي، بس كنت مصممة إني أواجه الروح دي وأطلب السماح. وصلت للجنينة اللي قدام السرايا، وبدأت أتكلم بصوت عالي "أنا آسفة... ماكانش قصدي أأذيك."
فجأة، ظهرت قدامي صورة القط اللي مات، بس المرة دي كان شكله مرعب، عينين بتلمع في الضلمه و لونها أحمر د،م. حسيت برجلي بتترعش، بس كملت "أنا فعلاً آسفة، أرجوك سامحني." القط بصلي بنظرة مليانة غضب، وبعدين اختفى. بس قبل ما يختفي، سمعت صوت همس بيقول "اللعبة لسه مخلصتش".