اخر الروايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل التاسع 9 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل التاسع 9 بقلم فاطيما يوسف




لكلِّ شدّة مُدّة، ولكل ضيقٍ مُتسع،
هكذا هي الحياة؛ يتعاقبُ فيها نهارٌ مُضيءٌ وليلٌ مُظلم ،تارةً يُخالجك الألم، وتارة يُصالحك الأمل، واللَّه دوماً في هذه وفي تلك معك
فالحمدلله في السراء وإن قصُرت، والحمدلله في الضراء وإن طالت .

+


هنودة حبيبة قلبى كيفك ياقمر اتوحش...تك 
وكادت أن تكمل مشاغبتها إلا انها رأت أخر شخص لم تتوقع ان تراه فبهت وجهها ومات الكلام على لسانها ، 

+


ورددت وهي تتراجع بخطواتها للخلف قليلا وعيناها مرتكزة على هند :

+


_ أنى متأسفة جداً ياأستاذة مكنتش أعرِف ان عندك ضيوف ، 

+


واسترسلت وهي تدير وجهها للخلف تقصد الخروج:

+


_ أني همشي وهرجع لحضرتك كمان شوي تكوني فضيتي .

+


منعتها هند مرددة بصوت عال:

+


_ لااا تعالي ده أدم مش غريب تعالي ادخلي يابنتي .

+


أما هو وقت رؤيتها تسمرت عيناه عليها كانت ترتدي نقابها بلون البنفسج الذي جعلها أعذوبة في الرقة والجمال ، عيناه تفحصتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها كي يهدأ قلبه ، ولكنه لم يهدأ بل اشتعل داخله نيـ.رانا فور رؤيتها ، فمجرد دلوفها للمكان حبـ.ست أنفاسه ، 

+


لاحظت مكة عيناه المثبتة عليها وكانت محرجة بشدة ، ثم سألتها بعينيها عن ماذا تقصد ، فأجابتها هند وهي تشير إلى أخيها بمحبة :

+


_ ده ياستي يبقي أخويا ، ادخلي بقي مش حد غريب .

+


دلفت بوجه متعجب من تلك المفاجأة وجلست أمامه مع مراعاة المسافة ، لم ترفع عيناها ووجهت جسدها ناحية هند وتصنمت مكانها ، 

+


أما هو ظل يردد داخله أمامها وقد نسي الزمان والمكان وكأنها وحدها الموجودة أمامه ، 

+


فحقا ساحرة أنتي تلك الصغيرة ، لم أراكي وأنتي أمامي ولكني أشعر بأني أعرفك لا بل أحفظك ، 

+


أأنتي من الحور العين أم أنكي من جنس حواء !
أريد أن أبحر في هواكي ، أريد أن أكتشفك ، أتعمق داخلك ، أحفظ أسرار الجمال التي تنبعث من عيناكي فقط ، 

1


وجدت هند أن أخيها في عالم أخر ومكة اعترتها حالة من الحرج والخجل وشعرت بمدى حماقتها أنها أطاعت أخيها وأعلمته مجيئها فتحمحمت بابتسامة:
_ تحبي تشربي ايه يا مكة أجيب لك الشاي بالنعناع اللي بتحبيه ولا أجيب لك عصير.

+


فركت مكة يداها بتوتر من تحت خمارها ،
ولكن عيناه المرتكزة معها جعلته يشعر بخجلها وتوترها ولكنه أمسك هاتفه واصطنع أنه منشغل به كي يخرجها من حالة الخجل ، أما هي اجابتها برفض مصاحب بالشكر:

+
              
_ لاا شكراً يا أستاذة مش حابة أشرب حاجة ، 

+


وتابعت حديثها وهي تسألها بخفوت :

+


_ أروح للأستاذة مروة أكمل اللي بديته وياها عن حلقة الحديد والصلب اللي حضرتك طلبتيها مننا وبعدين أعاود لك ؟

+


ألقت مكة سؤالها ونظرت جانباً ،أما أدم نظر لأخته مترجيا أن ترفض فهو لايريد ابتعادها عن مرمى عيناه الأن ، يريدها أمامه كي يشعر بها ويشتم أنفاسها بالمكان ويعبأ منها ما يكفيه حتى ترحل وتأخذ قلبه معها ، 

+


رأت نظراته المترجية لها فأغلقت فمها وهي تدعي الغضب أمامه من أفعاله الصبيانية التي لاتليق بمكانته وأجابت مكة :

+


_ لاا ياموكة أنا عايزة رأيك في حاجة تانية لحلقة النهاردة الخاصة بيا ، أنا بقيت بثق في رأيك جداً ، مختلف عن باقي الأراء اللي حواليا ، كلهم منظورهم للحاجة زي بعضهم أما إنتي تفكيرك للشئ وانك بتتعمقي فيه بيبهرني .

+


شكرتها مكة بامتنان على رأيها :

+


_ جزاكي الله خيرا يا أستاذة ، والله كلام حضرتك وسام شرف ليا في أول طريقي .

+


تمددت ملامحها بسعادة ورددت :

+


_ جزانا وإياكي ياجميلة ، أنا متنبئة لك إنك هتبقي حاجة مختلفة وهتكسري الدنيا بإذن الله بأفكارك ومبادئك وخاصة إنك مختلفة فعلاً شكلا وموضوعاً ، 

+


وكادت أن تكمل إشادتها إلا أنها جائها اتصال على هاتفها فوجدته زوجها فاستئذنت منها بلطف :

+


_بعد اذنك هرد على قرة عيني زوجي يعني وهرجع لك ما تقلقيش مش هتاخر عليكي.

+


اما هو فور ان قامت اخته تنفس الصعداء واحس بأن القدر يخدمه وبقيا وحدهم هي أمامه بنفسها وفورا انطلق لسانه:

+


_ ازيك ، أخبارك ايه .

+


كانت جالسة مكانها وتشعر بأن أعصاب جسدها مفكوكة من شدة توترها ، لم يحدث لها موقف كهكذا ولم تحاصر من رجل كهكذا، 

+


وردت على سلامه باختصار:

+


_ في نعمة وفضل من الله.

+


قالت تلك الكلمات المعدودة وصمتت ، أما هو ردها أحزنه وطريقتها المختصرة أشعرته بمدي تعبه وحربه التي سيجهد فيها بشدة كي ينالها ، وردد وهو قاصداً النظر إلى عيناها كي يتشبع منهما وبالأخص أنها لم ترفعها ولم تنظر إليه ولو بالخطأ:

+


_ يارب دايما ، تعرفي انك كنتي في بالي النهاردة وأنا بصلي الفجر ، مش عارف بعد ماأديت الصلاة لقيتك جيتي على بالي .

+


فحقا يالك من رجل ماهر تعرف تجذب أي أنثى في الحديث ، تنتقى الأسلوب الذي يليق مع كل امرأة ، فرفعت أنظارها وهي تردد باندهاش:

+


_ايه ده هو إنت بتصلي والفجر كمان ؟!

+


لم يندهش من سؤالها فهو قد توقعه بقدر ما لفت انتباهه نظرتها المندهشة والمغلفة بالإعجاب وها هو استطاع جذب انتباهها وأجابها:

+





العاشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close