رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل العاشر 10 بقلم فاطيما يوسف
حبيباتي عايزة اقول لكم إن البارت ده بالذات كتبته بإحساس ومشاعر وتعمق كبيييير أوووي ، وأنا براجع البارت وبصححه استغربتني كنت بكتبه إزاي بالدقة دي فياريت متبخلوش على فاطيما اللي بتسعدكم وملتزمة معاكم في النزول بالتفاعل ، هسيبكم مع البارت قراءة ممتعة ياحبابيي 🥰 😍
+
درست في الدنيا على يد الظروف أربع مواد
الحب , الأصحاب ,الأقارب , والزمن عندما يدور
الحب :
يعطي للغريب بلاد ليست بلاده ،والعاشق الذي يطغى قلبه على عقله يصبح رماد ،
الصاحب :
الذي بينك وبينه ملح وزاد ،أخلِص له لَكِنْ كُنْ حذِر حتى لاتُباع يوماً بالمزاد ،
القريب :
أعطه حقوقه واحفظ خط الابتعاد فكن بعيداً تصبح في عينه نجماً أصيلاً كالجواد ،
أما الزمن عندما يدور :
إن كان ضدك وعَلَت عليك أرخصُ العباد لا تحزن وترتدي السواد ،
عِش يومك ، واجعل الأمس مات ،
"إرتقي بنفسك فأخلاقنا أصعب الجهاد .
1
وفجأة وبعد أن أنهى كلماته المتيمة بها أبعدها عن أحضانه بحدة وهو ينظر لها نظرة غريبة جعلتها ارتعبت من طريقته وشعرت بالمهانة من حركته ورددت باندهاش :
+
_ مالك ياعمران ! ايه اللي عميلته ده ؟
+
فرك عيناه بحدة ثم نظر إليها بعينين قاتمتين ومن يراهم يبدو عليهما أنها تخرج نيــ.ران منهم :
+
_ مالي في ايه اني تمام اهه ، إنتي إللي مالك بتتكلمي معاي بطريقة صعبة إكده ليه ؟
+
فتحت فاهها بدهشة من طريقته المتغيرة من رمشة عين وانتباهتها:
+
_ إنت مش عارف عميلت ايه !
+
وأكملت عتابها :
+
_ إنت زقتني من حضنك بطريقة مهينة ومن غير سبب لااا وكمان بتسألني وكانك متعرِفش حاجة ، ممكن أعرف إيه سر التغير المفاجئ ده وعيونك بتطق شرار إكده ليه ؟
+
فرك جبهته بتعب بان على معالم وجهه ثم حمل هاتفه واستأذن منها معللا:
_ معَلش أني تعبان شوي هستأذنك هروح وهبقي أكَلَمِك .
+
وقفت مصدومة من رد فعله التي تغيرت في لحظة واحدة وعلامات وجهه وطريقته ونبرته التي تبدلت كليا واقتربت منه ورددت بقلق :
+
_ تعبان كيف يعني ! إنت كنت واقف ميه ميه دلوك ايه اللي حوصل فجأة إكده !
+
ثم أدارت جسدها وأعطته ظهرها وهتفت ودمع العين يلتمع داخل عيناها:
+
_ هو اني طلعت فيا حاجة مش عاجباك أو عميلت حاجة زعلتك مني عاد ، قولي إحنا لية في البداية ياعمران .
+
كان واقفاً متصنما يسمع عتابها وقلبه يتقطع داخله ، أحس بأن قدماه تسمرت مكانها ولم يقدر على الحراك وان لسانه ابتـ.لع ولم يعد قادراً على النطق ، لحظات من العجز يشعر بها وهو واقف مكانه ومتعحب من حاله ، قوَّي حاله واقترب خطوة واحدة ولامس أكتافها من الخلف وهو يردد باختصار:
+
_ لااا لااا مش إكده ،
+
واسترسل كلماته وهو يحمل هاتفه من على المنضدة منتويا المغادرة :
+
_ عن اذنك همشي دلوك وهبقى اكلَمك.
+
انصعق داخلها من تحوله من النقيض الي النقيض وخروجه بتلك بالطريقة المهينة لها ، شعرت بأنها في عالم أخر لم يستطيع حدسها أن يصدقه ، لقد تركها عمران في أول نصف ساعة من كتب كتابهم ، تركها باكية متعجبة مندهشة ، تركها تضرب بعقلها آلاف الأسباب كي تعذره بها ولم تجد له عذراً واحداً غير أنها لم تعجبه ولم يسترح لعناقها ، بل والأدهى طريقته المهينة التى تعامل بها معها فقد أزاحها وكأنها رثاًّ
+
ارتمت مكانها على الأريكة ودفنت وجهها بين يداها وداخلها يتحسر ألما ويحدثها غرابة :
+
_ كيف لك أن تفعل بي هكذا عمراني ؟
هل شعرت بالاختناق حين اقتربتني أم شعوراً بالنفور مني بين يداي ؟!
هل عطري وأنفاسي أشعرتك بالغثيان كي تبتعد عني وترميني كالخرقة البالية التي تشمئز منها الأعين أم ماذا عمراني ؟!
+
كنت بين يداك في لحظة أشعر من فرط سعادتي التي وصلت عنان السماء وعلى حين غرة القيتني إلي سابع الأرض دون رأفة بحالي العاشق لك ،
+
ألم تعجبك سكون عمران أم ماذا وجدت في قربها ؟
+
آلاف من التساؤلات والتخيلات كل ذلك والدموع تنهمر بين يداها تسقط كالأمطار من فرحتها التي دفنت وقتها ،
+
دلفت إليها مكة فوالدتها قد دلفت إلي غرفتها كي تنام من شدة إرهاقها عقب مغادرة عمران وأختها الكبرى غادرت هي وأبنائها إلى منزلها ، اندهشت مكة من شهقاتها المتعالية وهرولت إليها وارتمت تحت قدماها ونزعت يدها من على وجهها وهتفت بذهول :
+
_ مالك ياحبيبتي بتبكي ليه ياقلب أختك ، هو عمران لحق يتخانَق وياكي ويخليكي مموتة حالك إكده ؟
+
لم تجيبها سكون وهي تتفحم بكاءً ومكة تنظر إليها بهلع من منظرها ، جذبتها إلى أحضانها وهي تربت على ظهرها بحنو وتحاول تهدئتها :
+
_ بس ياحبيبتي بس ياغالية ، اهدي بس واحكي لي حوصل إيه يمكن إنتي مكبِرة الموضوع عاد ، احكي لي ياداكتورة وهدي أعصابك شوي .
+
حاولت سكون أن تهدأ من شهقاتها المرتفعة وتحدثت من بينها بكلمات منقطعة:
+
_ كان واقف قصادي عنيه هتلمع بالحب وكلامه بينقط عشق ومحبة ليا ،قال لي كلام خلاني تهت ودبت فيه اكتر ماني دايبة وعاشقة ، رسم لي نجوم في السما وأحلام مليانة هنا وبيت مستنيني أنوره ،رفعني فوق فوق السحاب وفجأة نزلني لسابع أرض ، حسيت كأني حاجة متسواش في نظره .
+
الحادي عشر من هنا