اخر الروايات

رواية عش العراب الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الفصل التاسع 9 بقلم سعاد محمد سلامة



                                    
التاسع
ـــــــــــــ
قبل قليل 
بأحد الموالد الشعبيه، كانت همس تجلس جوار كارم بين الجموع،تستمتع لحكاية ذالك الراوى الذى يسرد إحدى حكايات الخيال،على صوت ربابته وشجن عازف الناى إندمجت مع الحكايه،رغم أنها تعرف أنها خياليه،تبسمت حين قَص الراوى نهاية الحكايه أن أبطال الخيال فى النهايه إتحدوا وأصبحوا قصص للعشاق تتناقل بين الالسنه.
بعد أن إنتهى الراوى،نهض كارم واقفاً،يمد يدهُ ل همس،
نظرت همس ليده للحظه فكرت مد يدها له لكن تملك منها شعور الرهبه،نهضت واقفه جواره.

+


شعر كارم بغصه فى قلبه من عدم مد يد همس له،همس مازالت تلك الفوبيا متملكه منها يتمنى أن تنتهى تلك الرهبه التى لديها، وتعود همس كسابق عهدها حين كانت ودوده مع من حولها،جذب يدهُ،وسار جوار همس بوسط الزحام،كانت همس تتجنب الماره جوارها،الى أن خرجوا خارج ذالك المكان وساروا بزحام المولد نفسه،توقفوا أمام أحد الباعه الجائلين بالمولد..
تبسم كارم يقول:خلينا نشترى حمص.

+


تبسمت همس وامائت برأسها بموافقه.

+


رغم أن كارم لم يرى من وجه همس سوا عينيها لكن شعر بسعاده من بسمة عينيها،وقال للبائع:عاوزين همس يكون متحمص كويس ومش مغشوش.

+


تبسم البائع له ومد يده له بحِفان من الحمص قائلاً:خد يا بيه دوج العروسه وخليها تحكم بنفسيها،أنا عندى عرايس كده زيها ومبحبش الغش عشان ربنا يباركلى فيهم.

+


تبسم كارم وأخذ من البائع الحِفان من ثم مد يدهُ بتلقائيه لهمس به،ترددت همس كثيراً أن تمد يدها،لكن نظرت للتاجر ورأت وجهه البشوش،مدت يدها وأخذت الحمص من يد كارم...تبسم كارم لها،نظر للبائع:
أوزنى خمسه كيلو لوحدهم وإتنين لوحدهم،بس من نفس الكوم اللى أديتنى منه.

+


تبسم له البائع وقام بوزن ما طلبه منه،وأعطاه له.

+


سأله كارم عن الحساب،أعطى له البائع الثمن،أخرج كارم حافظة ماله وأعطى للبائع ثمن ماقال،لكن بزياده عن المبلغ المطلوب،وحمل اكياس الحمص وسار
لكن،قال له البائع:  لسه  الباجى بتاعك يا بيه؟ 

+


تبسمت همس وقالت له: الباجى عشان بناتك، ربنا يباركلك  فيهم. 

+


تبسم البائع وقال: ربنا يباركلك فى جوزك يا ست ويرزجكم من وسع. 

+


تبسم كارم  وقال: يارب. 

+


بينما همس شعرت بنغزة وجع فى قلبها وسارت صامته، تأكل من حبات الحمص التى أعطاها لها كارم  من البدايه، كانت همس تتجنب الزحام  الى أن خرحوا من المولد... وساروا بالطريق يتسايرون بمرح،تحدثت همس قائله:
من زمان مخرجتش ولا روحت موالد،كنا بنروح مع بابا اوقات وأحنا صغيرين،بس لما كبرنا ماما بقت ترفض بسبب زحام الموالد،بس عجبنى قصة الراوى،رغم أنى عارفه خياليه ومش معقول تحصل فى الواقع. 

+


تبسم كارم  يقول: وليه مستحيل  تحصل فى الواقع. 

+


تبسمت همس  تقول: لآن مستحيل حورية البحر تعشق صيادها... وهو أسرها فى البدايه بين شبكته،وكان ممكن يتسبب فى موتها.

+


                
تبسم كارم يقول:فعلاً الصياد فى البدايه أسر الحوريه بين شبكة صيده،بس لما سمع صوت غُناها الحزين،وقع فى عشقها،وحررها من الشبكه وجابلها الميه قبل جلدها ما يتشقق وتموت،وهى كمان لما شافت إهتمامه بها نسيت أنه أسرها فى شبكته تعرفى القصه دى بتفكرنى بمين.

+


ردت همس بسؤال:بمين؟

+


قماح وسلسبيل

+


تعجبت همس قائله:مين! قماح وسلسبيل؟

+


رد كارم:أيوا قماح وسلسبيل،متأكد قماح عنده مشاعر قويه ناحية سلسبيل بس بيخفى ده خلف بروده بس نظراته ل سلسبيل واضحه جداً ومن زمان كمان بس معرفش ليه متجوزهاش هى من الأول،يمكن عشان سلسبيل نفسها مش واخده بالها من النظرات دى.

1


تبسمت همس تقول:تعرف لما عمى قالى إن سلسبيل هتتحوز من قماح فى البدايه مصدقتش،مستحيل سلسبيل طول الوقت بتتجنب قماح،وبتقول عليه عنجهى وهوائى،بس شوف نصيبها تتجوز منه،فعلاً سلسبيل زى الحوريه اللى كانت فى حكاية الراوى بتمنى تحب قماح زى الحوريه ما عشقت صيادها كده.

+


تبسم كارم يقول:الوقت بيغير كل شئ وصلنا للجراچ اللى كنت راكن فيه العربيه قبل ما ندخل المولد،خلينى أوصلك مع انى مش عاوز أفارقك بس الوقت بدأ يتآخر .

+


تبسمت همس له وصعدت الى السياره 

+


بعد قليل توقف كارم بالسياره أسفل تلك البنايه التى تعيش فيها همس. 

+


نزلت همس من السياره لكن قبلها قالت لكارم: 
شكراً  ليك يا كارم كانت فُسحه حلوه. 

+


نزل كارم من السياره خلفها  وحمل أحد الأكياس وقال لها: نصيبك من الحمص اللى إشتريناه، خلينى اوصلك لحد باب الشقه. 

+


مالو.... 
قاطعها كارم يقول: مش هطمن عليكي  غير لما تدخلي  الشقه قدامى. 

+


تبسمت همس  له وصعد الإثنان بالمصعد الكهربائى، لوهله شعرت همس بالخوف  من بقائها بمكان ضيق مع كارم، لكن مثلت الهدوء الى ان وصل المصعد أمام الشقه الخاصه بها، مد كارم يده لها بالكيس قائلاً: تصبحى  على خير يا هاميس. 

+


تبسمت  همس، وفتحت باب الشقه ودخلت وهى ترد عليه، وإنت من أهله  يا كارم متنساش تدى لهدى حمص واتوصى  دى بتحبه قوى. 

+


تبسم  كارم يقول: عارف هدى وسلسبيل الإتنين بيحبوه، وأنا جايبه لهم أصلاً، بكفر عن سيئاتى اللى كنت بعملها فى سلسبيل وأحنا صغيرين لما كنت بكسر لها تماثيلها. 

+


تبسمت همس  تقول: فعلاً  سلسبيل  كانت بتزعل منك بس عمرها ما كرهتك عكس البارد حماد إبن عمتى عطيات، كنا بنكرهه إحنا التلاته كان غاوى غلاسه وبرود. 

+


تبسم كارم يقول: بس أنا مكنتش ببقى قاصد أكسرهم لها أنا كنت بحب أفضل معاكى أطول  وقت، وأنتم التلاته كنتم بتتجمعوا طول الوقت فى الأتلييه بتاع سلسبيل، فكان اللى بيحصل  غصب، او تقدرى تقولى لفت نظر. 

+



العاشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close