اخر الروايات

رواية عش العراب الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الفصل العاشر 10 بقلم سعاد محمد سلامة


                                 
العاشر
ـــــــ
كادت سلسبيل أن تقع أرضاً   غائبه عن الوعى، لكن سُرعان ما تلقفها قماح بين يديه بخضه،إنخضت هدايه هى الآخرى ونهضت سريعاً تتوجه لقماح بلهفه قائله: بسرعه يا قماح وديها مجعدى، حُطها عالسرير.

+


نظر قماح لها وقال:لأ خلينى أخدها لأى مستشفى.

+


ردت هدايه: وديها مجعدى حطها عالسرير يا قماح...متخافِش دى مُغمى عليها.

+


نظر قماح لوجه سلسبيل وشفاها التى همست بشئ قبل أن تغيب عن الوعى،من ثم ذهب سريعاً الى غرفة نوم هدايه وضعها على الفراش،ووقف يُخرج هاتفه.

+


نظرت  هدايه التى دخلت للغرفه خلفهُ قائله:هتكلم مين فى التليفون؟

+


رد قماح:هشوف أى مستشفى قريبه من هنا تبعت لينا دكتور يكشف على سلسبيل.

+


تنهدت هدايه قائله:مالوش لازمه هاتلى الكولونيا اللى عالتسريحه.
نظر قماح لوجه سلسبيل مازال يُريد أن يطلب أحد الأطباء.

+


تنهدت هدايه قائله:بلاش تفكر كتير وهاتلى الكولونيا،يلا بلاها وجفتك دى.

+


آتى قماح بزجاجة الكولونيا وأعطاها لهدايه، التى بدأت تضع منها على يديها وتقربها من أنف سلسبيل. 

+


بينما سلسبيل فى غفلتها تلك ترى من البدايه 
همس تقف تُمسك بيدها هاتفها وتمد يدها لسلسبيل به، ذالك ما جعل عقلها يغيب لتفقد الوعى بعدها ترى همس نائمه على شيزلونج طبى، وهنالك من معها بالمكان، همس تبكى بخطين أسودين على وجهها يشبهان الكحل السائل... وهنالك أحد يمد يدهُ لها يريد تجفيف دموعها، لكن همس خافت منه ونهضت من على الشيزلونج ترتجف.

+


فتحت سلسبيل عينيها وأغمضتها عدة مرات ببطئ تهمس بأسم همس... لم تتعجب هدايه التى سمعت همس سلسبيل بأسم همس أيقنت بداخلها أن سلسبيل تشعر ب همس، ربما لا تعلم أنها مازالت على قيد الحياه لكن هنالك تواصل فكرى بينهما، سلسبيل ورثت تلك الملكه عن والداتها كانت ترى أحلام ورؤى تتحقق فى المستقبل، سلسبيل هكذا، لكن بدرجه أقل من والداتها فى الماضى، سلسبيل  تكره تلك الأحلام وتخشى منها لذالك  ترفضها بعقلها، ربما تعتقد أن هذا أفضل لها، فرؤية بعض أحداث المستقبل الغير مرغوب فى حدوثها تؤلم كثيراً، حين تعيش الآلم مرتين، مره بالأحلام ومره بالواقع، لكن بالنهايه كل شئ قدر. 

2


فاقت سلسبيل  لحد ما تشعر بدوخه تعجبت حين وجدت نفسها على فراش جدتها وضعت يدها تُمسد راسها وقالت:أنا أيه اللى حصلى. 

+


تتنهدت هدايه براحه قائله: خير يا بتى فجأه أغمى عليكي. 

+


تذكرت سلسبيل  آخر شئ حين إستدارت ورأت همس تقف على عتبة باب الغرفه بيدها هاتفها تمد يدها تعطيه لها،لكن أخرج سلسبيل من التفكير صوت قماح الذى قال:
سلسبيل لو حاسه بأى آلم خلينى أخدك للدكتور.

+
                
نظرت له سلسبيل بصوت يشوبهُ الغضب وقالت:لأ انا كويسه متشكره يمكن شوية صداع وهيروحوا، كتر خيرك، خيرك سابق. 

+


تعجب قماح من رد سلسبيل  بهذه الطريقه عليه لكن إبتلعها حين دخلت نهله برجفه ولهفه قائله: 
خير سلسبيل  مالها واحده من الشغالات جالتلى إن قماح  كان شايل  سلسبيل  ودخل بها لهنا. 

+


سَخِرت سلسبيل  من طريقة حديث نهله بتلك اللهفه، منذ متى هذه اللهفه، لو كانت حقاً  تخاف عليها ما كانت وافقت على زواجها من قماح، حتى أنها أحياناً  تُشعرها أن قماح تفضل عليها حين تزوج من إحدى بناتها. 

+


إقتربت نهله من الفراش وكادت تمد يدها على كتف سلسبيل، لكن سلسبيل  تجنبت للخلف وقالت: أنا بخير،  يمكن مُجهده بسبب قلة نوم،يمكن محتاجه أنام، هنام شويه وهصحى كويسه.

+


تحدث قماح:تمام إطلعى شقتنا نامى وإرتاحى ومرات عمى هتسندك.

+


تمددت سلسبيل على فراش جدتها وقالت:لأ أنا عاوزه أنا هنا فى أوضة جدتى هحس براحه أكتر من أى مكان تانى.

+


قالت سلسبيل هذا وأغمضت عينيها.

+


تحدثت هدايه: 
خلاص خلونا نطلع من المجعد ونسيب سلسبيل  على راحتها تنام اهنه، وهتصحى بأذن الله كويسه. 

+


إمتثل قماح  لقول هدايه على مضض، حتى نهله هى الآخرى شعرت بآلم بقلبها من طريقة معامله سلسبيل  لها سلسبيل  تعتقد أن نهله بداخلها ليست حزينه على رحيل همس، وأنها ضحت بها حين غصبتها على الزواج من قماح، لكن هذا ليس صحيح، نهله بداخلها نار تكوى قلبها على بنتيها سواء التى إختارت الرحيل دون أن تُبرئ نفسها، والآخرى التى تلومها على ضعفها وتبتعد عنها،لا تعرف مدى آلم قلبها تشعر أن شرينان فى قلبها ينزفان،وإن كانت واقفه على قدميها الى الآن دون ان تنهار فهو من أجل بنتيها،تتمنى أن لا يُصيب إحداهن أى مكروه،يكفيها آلم دفنته بقلبها تمثل القوه أمام الآخرين،لكن القلب قد فاض من الآلم.

+


خرجت نهله أولاً  من الغرفه ثم قماح ومعه هدايه التى مدت يدها على ذر الإضاءه وكادت تُطفئه، لكن قالت سلسبيل: سيبى نور منور يا جدتى. 

+


سمع قماح  ذالك شعر بغصه هو يُجبر سلسبيل  على النوم فى الظلام كما تعود 
بينما
إمتثلت هدايه لذالك وتركت نور خافت بالغرفه وخرجت وأغلقت باب الغرفه خلفها. 

+


تدمعت عين سلسبيل  تشعر بآلم فى قلبها حين  تذكرت باقى الرؤيه التى راتها وهى غائبه عن الوعى، همس كانت تبكى، لما؟!
 هل الموتى يبكون  مثل الأحياء، ربما تبكى لأنها ظُلمت وأنهت حياتها بيدها، لكن تذكرت همس كانت تمد يدها لسلسبيل بالهاتف، ما تفسير هذا، أتكون تريد أن تُخبرها بشئ، بالتأكيد لأ  هنالك تفسير آخر لذالك.. أو ربما تنذرها أنها هى من ستلحق بها الى القبر قريباً. 
....................  .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

+



الحادي عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close