رواية عشق خالي من الدسم الفصل التاسع 9 بقلم فاطمة سلطان
الفصل التاسع 9
بقلم فاطمة سلطان
_______________
اذكروا الله
______________
إن أردتَ المسِير في وادي الأزهار، ِانزعِ الأشواك من قلبِك
"جلال الدين الرومي"
______________
في بيت عائلة رنا
كانت رقية علي وشك وضع المفتاح في الباب، لتسبقها ابنتها رنا وفتحت لها الباب، وحينما رأتها أردفت قائلة بقلق واستغراب
- فاطمة فين
- هناك
- هناك فين ؟
- حماكي عايزها تبات معاهم النهاردة
- ازاي يا ماما تعملي كده تبات بعيد عني
أردفت رقية قائلة بارهاق وهي تتوجه ناحية الأريكة
- زي الناس اعمل ايه الراجل كان مُصر سبت الشنطة اللي فيه غيار ليها وفيها اللبن بتاعها
- ماما مش مصدقة انك عملتي كده
- متقعديش توشي في ودني هو كان مصر بشكل غريب معرفتش اعترض ومريم كمان اصرت وقالوا انهم هيجبوها الصبح، هو اسلام مشي
- اه
- عملتم ايه يعني
- ولا حاجة قولتله اني مش عايزة ارجع معاه وأصريت علي موقفك
- يا نهارك اسود انتِ بتتكلمي بجد ؟
- اه ليه بتسودي اليوم
- دماغك دي جزمة
- يا ماما اقفي معايا
أردفت رقية قائلة بغضب شديد
- انا مش هقف معاكي علي حساب بيتك اللي بتخربيه بغبائك، انا مدافعش عنك في الغلط لو كان عمل حاجة كنت مسخرته لكن الراجل معملش حاجة
- يعني لما يتجاهلني وميهتمش بيا تقوليلي معملش حاجة
قالتها رنا بغيظ من تجاهل الجميع لمشاعرها، فأردفت رقية قائلة بغضب وتفسير حتي تجعلها تستيقظ
- ابوكي الله يرحمه كان بيسافر ونشوفه كل سنة كام يوم وساعات بالسنتين منشفهوش ومع ذلك عمري ما قوتله انتَ مش بتهتم بيا لان دي ظروف شغله وكان عايز يعيشك انتِ واختك في مستوي كويس، وسافر بعد جوازنا بخمس شهور وسكت علشان دي ظروف جوزي وواجب عليا اتحملها
تنهدت رقية لتستكمل حديثها لعل ابنتها المعتوهه تفهم
- جوزك كل مشكلته انه عايز يبقي له كيان ايه المشكلة لما يشتغل كتير المفروض تدعميه ده ابو بنتك وحامل في التاني منه بطلي هبل يا بنتي ودلع والله ما هترتاحي الا لما يتعوج عليكي
- احنا مكملناش 3 سنين جواز علشن احس نفسي بقالي عشرين سنة من أهماله
- افرضي جوزك كانت ظروفه وحشة ومعهوش فلوس ومجبر انه يشتغل أربعة وعشرين ساعة تعملي ايه ولو مشتغلش مش هتلاقي تاكلي ساعتها هتقولي ايه
شغلي فردة الجزمة اللي في دماغك دي شوية مفيش راجل مهما كان طيب ومحترم هيقبل بأنك تنشفي رأسك قصاده، وانتِ اللي تقدري تخليه ينتبه لوجودك، لان ده مش سبب تخربي حياتك علشانه
________________
في بيت عائلة العربي
الساعة الثالثة بعد منتصف الليل
كان مروان قد ذهب ليجلس مع أصدقائه فضلا عن الجلوس بين النساء طوال اليوم، وكعادته عاد متأخرًا وحينما عاد واقترب من غرفته وجد رباب تخرج منها وتغلق الباب خلفها
- كنتي بتعملي ايه
- هعمل ايه ابوك وامك ناموا وسابوا البت وكنت قاعدة مع تسنيم لغايت ما روحنا في النوم، فوقت لقتني نايمة جنبهم، انا عيلة صغيرة مش حمل عيل صغير ده انا كنت هعيط معاها
- روحي نامي يلا المهم انها نامت صح
- اه نامت تصبح علي خير
- وانتِ من اهله
دخل الغرفة وكان هذا ما ينقصه مبيت الصغيرة معهم
أغلق الباب بهدوء شديد خلفه
وجدها نائمة في الفراش وتحتضن الصغيرة التي تضع يدها علي وجنتيه تنسيم بكفها الصغير لا يدري من أكثر براءة من الآخري بنومهما، أخذ حمامه ثم ارتدي ملابسه
وصعد إلى الفراش وتمدد بجانبهم لتكن الصغيرة بينهم
فهو سينام ثلاث ساعات فقط؛ لا يحتمل الموقف أن ينم علي الارض وحينما يستيقظ يشعر بألم في ظهره، كان يشعر بأرق لا يدري ما الذي حدث له فمنذ ساعة تقريبا ترك اصدقائه لشعوره بالنعاس وللعمل الذي ينتظره صباحًا
لا يدري ما الذي حدث حتي يذهب النوم من عينه
أخذ يعبث في هاتفه، ولم ينتبه إلى الصغيرة التي استيقظت وتنظر له وهو لا ينتبه لها، لتصرخ صراخات متتالية حتي تجذب انتباهه وتشعره لها..
نظر لها وحاول أن يداعبها حتي تهدأ، اللعنة هل ما ينقص حياته صراخها
- خلاص اهدي
تململت تسنيم في نومتها بانزعاج لتفتح عينيها بصعوبة بسبب تلك الضجة الناتجة عن صوت الصغيرة، فأردفت قائلة وهي تعتدل وتجلس بدلًا من نومتها
- انتَ بتعمل ايه هنا
أردف مروان قائلا بانزعاج من صوتها
- لا مش وقت فقدان ذاكرة أبوس أيدك دلوقتي سكتيها
شعرت تسنيم بالاستغراب وكأنها نست ما حدث من ساعتين تقريبا، حملتها وحاولت أن تداعبها وأن تتحدث معها بنبرة هادئة وتبتسم في وجهها، أخذت (الببرونة) المتواجدة علي الكوميدنو وحاولت أن تطعمها فرفضت فهي تناولت طعامها قبل نومها الذي لم يمر عليه ساعتين حتي
فحصت حفاضتها وجدتها نظيفة، فأردف مروان بانزعاج شديد فهو بالفعل لا يحتمل بالفعل صوتها
- يارب ارحمني دماغي هتنفجر دي راديو مش بتسكت ليه ما انتِ سكتيها الصبح
أردفت تسنيم قائلة بنبرة ساخرة فهي لم تخبره أنها مربية علي الأغلب هي فقط كانت تعاون والدتها في تربية أشقائها وكانوا معتادين علي تواجدها ولكن تلك الفتاة ليست معتادة عليها
- هو خلاص مش ساحرة يعني انا يعني اكيد اشتاقت لمامتها
- هي فاهمة حاجة أصلا
- الطفل بيحس أكتر مني ومنك بريحة ووجود امه متقعدش تخليني اشرحلك روح صحي حد يوديها لمامتها مدام مش راضية تسكت
أردف مروان بعد تنهيدة طويلة
- حاولي معاها يعني اكيد مش هروح انا لسه جاي واحمد نايم
هنروح نخبط عليهم بانهي وش الساعة أربعة الفجر
- أكيد هما متوقعين يعني مش هيتخضوا، وبعدين انتَ بتشيلني الهم ليه هو انا مالي أصلا
أردف قائلا بنبرة تقع ما بين السخرية والمرح
- انا هاين عليا اروح اصحي ابويا وانسي صلة القرابة اللي ما بينا
ثم أردف قائلا بغرور أجاد صنعه
- هاتيها انتِ مش عارفة تتعاملي هاتيها انا عمها واكيد هتشم فيا أي ريحة من الروايح اللي بتقولي عليها يمكن تحس بصلة قرابة ما بينا
- انتَ بتتريق علي كلامي شيلها اتفضل
أعطته فاطمة، ليحملها قائلا بمرح شديد كعادته، وأردف قائلا وهو يداعب وجنتيها ويمسح دموعها ومازالت تبكي
- يلا يلا يلا يلا نهاره فل يلا يلا يلا عمه وراه شغل الصبح
- انتَ بتعمل ايه
- بغني
- وانتَ بتغني ليه
- اي طفل بيعيط حد بيغنيله يا تسنيم انا بحاول أقلب أراجوز علشان اخلص من الزن، واهي سكتت اهي
كانت الصغيرة قد صمتت وتنظر له باستغراب ثم عادت في البكاء مرة أخري، فأردفت تسنيم قائلة بسخرية شديد
- لا واضح انها مسكتتش هي بس مستغربة وبعدين اللي بيغني بيغني اغاني اطفال
- جوز حمام ونام وكلام ملناش دعوة بيه الدنيا اتغيرت
ليمسك يد الصغيرة ويجعلها تصفق معه وهو يغني بصوته وبتلقائية غريبة
- إنت معلمة في الشياكة والأناقة نظرة منك أقوى طاقة
واخذة جايزة في اللباقة بنت ناس متعلمة .. إنت معلمة برنسيسة وبنت باشا دي بقلاوة لاء بوغاشة
عملت على قلبي الكماشة بقها قد السمسمة إنت معلمة
كل دقة رايحة جاية بتناديكي يا نور عينيّ
إنت بطلة الجمهورية في الجمال متقسمة
إنت معلمة
ليضحك مروان بطريقة هسترية فقط جعلته مهرج بالفعل وتضحك الصغيرة علي ضحكاته وحاولت تسنيم السيطرة علي ضحكاتها وأردفت قائلة
- يخربيت بشاعة صوتك
- ما كنتي غنيتي انتِ يا نانسي عجرم وورتينا حلاوة صوتك وبعدين البت ضحكت اهي يا ساتر علي اعداء النجاح
ليستغل أستمرار الصغيرة في الضحك ويعود مرة اخري يغني إليها ويجعلها تصفق معه
- يلا حبية عمو، شقلطوني في بحر بير دغري سكة انتِ الاميرة في الجمال حلوة وخطيرة مش بشوف زيك يا بطة
لتضحك الصغيرة وتحتضنه وتهدأ قليلا، فأردفت تسنيم قائلة بحنق شديد
- انتَ ايه اللي نيمك جنبي بقا
- انا مش نايم جنبك
- اومال
- انا نايم جنب فاطمة بنت اخويا وتعتبر محرم ما بينا
- لا يا شيخ
- طب تصدقي هتصدقي ان شاء الله، انتِ بتبقي احلي وانتِ نايمة والله كنتي قمر وبدر منور
- انا ...
قالتها بخجل شديد، فهو يجيد التلاعب بالكلمات ولديه فن في قلب الأحاديث، بل أنه ماهر في ذلك، فقاطعها قائلا بمرح
- لا مش في الجمال انا مش بعاكسك علشان متفهميش صح بس لما بتبطلي دبش وبتهدي بتكوني احلي
- طيب
- طيب !!!!
الله يمسيك بالخير يا محمود لو كنت قولتله شكلك حلو كان قال رد أنعم من كده
شعرت الصغيرة أنهما اندمجا في الحديث وقد نسوها وتجاهلوها، فبدأت في البكاء مرة أخري فأردفت تسنيم قائلة بسخرية
- يلا اهي بتعيط يا استاذ
- هو حل واحد هنلجأله في المواقف اللي زي دي
- ايه
- هغني تاني
- لا مش قادرة بلاش ودني ليها حق
قالتها وهي تضع يدها علي أذنيها، فأردف قائلا بمرح وهو يداعب وجنتي فاطمة
- هغني وانتِ هتسقفي مش علشاني لا
علشان الست اللي هقوم اتبري من عيلتي لو مبطلتش عياط وصريخ
- انتِ معلمة ..
- هو انتَ مش حافظ غيرها
- لا هو انا دايما مواكب التريند اسكتي وسقفي بقا
أخذ يغني لها وهي تصفق لتصفق الصغيرة معهما فلقد قلبتهما مهرجين ينقصهما سرك !!
___________________
بعد العصر/ في المصنع
في المكتب الخاص بمحسن أو أحمد فهو يخص من يدير المكان، كان مروان نائم علي الاريكة وبالفعل قد ذهب في النوم من شدة أرهاقه فظل مستيقظًا حتي خروجه من المنزل هو ورباب ووصلوا الصغيرة لبيت والدتها
ثم عاد الي البيت مرة أخري لإيصال رباب، وإنطلق الي العمل فلم يكن أحمد فارغًا اليوم فسوف يذهب الي الطبيب مع هنادي ووالدتها فهو لا يترك فرصة لشريف او غيره للاهتمام بهما
رن هاتف مروان ليفتح عينه ببطئ شديد أجاب حينما وجد المتصل صديقه محمود
- الو
أردف محمود قائلا بسخرية شديدة حينما شعر بصوته الناعس
- انتَ نايم ياعم وعمال تقولي تعبان وبصحي من سته الصبح وكنت شوية وهشحت عليك وانتَ نايم للعصر
- نايم ايه بس انا منمتش من امبارح طول الليل البت بتعيط وتصرخ دي دلقت اللبن علي هدومي انا مش حمل صويت عيال صغيرة
قالها مروان بأرهاق شديد فمازال يشعر بألم يحتل رأسه بسبب صراخها، فأردف محمود قائلا بمرح شديد
- الله اكبر يا مروان، يانهار أبيض ما يجبها الا رجالها يا ابني، وحش ياض أسد ما شاء الله اسيبك اقل من شهرين يا جدع الاقيك خلفت ايه ياض السرعة في الاداء دي انتَ مش بضيع وقت خالص
- اسكت يا حيوان علشان مش قادر ارد عليك
انا والله حاسس اني محتاج اسبوع اتعالج من الممرمطة اللي انا فيها دي، انا بتكلم علي بنت اسلام كانت بايته عندنا
- وانا اللي افتكرت ان صاحبي أسد طلع قطة
- يا ...
قاطعه محمود قائلا قبل أن يلقي عليه الإهانات
- خلاص يا عم، وبعدين بنت اسلام تبات معاك انتَ ليه
- حكاية طويلة يعني ابويا بقا حب يحط التاتش بتاعه
- ابوك ده دماغ أكتر منك علي العموم
انا قولت اطمن عليك بقيت مشغول علطول عني ياحج
__________________
في بيت عائلة العربي
كانت مريم قد تركت تسنيم ولم تسأل علي عدم هبوطها الي الآن، فهي علي علم بما حدث الليلة الماضية، هبطت تسنيم أخيرًا، ودخلت المطبخ حينما أخبرها محسن أن الجميع هناك
فأردفت رباب قائلة حينما وجدتها تدخل المطبخ، كانت ؤباب تجلس علي الأرض ويدها تمتلئ بالعجين وتضعها في الوعاء المتواجد أمامها وتعبث به
- مساءك لذيذ ياست هانم، ازي الصحة
أردفت تسنيم باستغراب فقط علمت في تلك الفترة أن رباب مثلها ليس لديها أي خبرة عن الطهي
- رباب انتِ بتعملي ايه
- انا بعجن
قالتها رباب بسخرية من حالها، فردت عليها تسنيم قائلة
- ايوة واضح إنك بتعجني انا مش عامية، أقصد بتعملي ايه يعني بالعجين ده هيطلع أيه
جاءت مريم من خلفهما وهي تحمل بعض الطلبات التي طلبتها من السوبر ماركت، فأردفت قائلة بنبرة هادئة
- قولتلها تقعد تعملها حاجة مفيدة بدل النوم ومن الصبح عماله تلعب في العجين هلبسه في وشها في الاخر
- هو انتوا بتعجنوا ايه مش فاهمة
أردفت مريم قائلة بنبرة هادئة وهي تجلس علي المقعد الخاص بالطاولة الصغيرة التي تتوسط المطبخ وكانت تجلس عليها زينب تقطع بعض الأشياء لتساعدها مريم
- البسكويت والكحك والفطير اللي كل يوم بيبقي علي الفطار احنا اللي بنعمله انا وزينب بس قولت رباب مرة واحدة في حياتها تتدخل المطبخ وتبطل خيبة ساعديها بقا بما انك جيتي
- انا اساعدها ؟!!!!!!
قالتها تسنيم باستغراب وهي تشير إلي نفسها، فأردفت مريم قائلة
- اه انتِ
- انا مبعرفش
فأردفت رباب قائلة بسخرية شديدة
- قال يعني الشربيني قاعد في الأرض بيعجن
أردفت مريم قائلة بنبرة هادئة ومرحة وهي تنظر الي زينب التي لا تتوقف ضحكاتها
- يلا كل يوم تنزلوا وتساعدوا في الاكل المفروض انتم تعملوا كل حاجة والاول هنقعد نعلمكم بدل ما انتم خيبة كده
تنهدت رباب وأردفت قائلة بسخرية علي حالها
- طب انا اتعلم علشان جوزي ميرجعنيش يوم الصباحية لكن هي اتجوزت خلاص ولقت نصيبها وجوزها بيعمل أكل حلو ليه تتعلم
- تتعلم علشان جوزها مش قاعدلها طول اليوم
انتهت مريم من كلماتها وتوجهت تسنيم الي الحوض لتفتح الصنبور وتغسل يدها اولا وهي تحدث نفسها فكان لا يجب عليها الهبوط الآن، خرجت مريم حينما سمعت نداء محسن ولم تترك فرصة لتسنيم أو رباب للهروب حيتما عرضت كل منهما الذهاب له، كانت تسنيم تعبث بالعجين مثل رباب ويحاولوا نقش الكعك بتلك الأدوات التي كلا منهما لا تجيد استخدامها، فأردفت رباب بمرح وهي توجه حديثها الي زينب
- ما تقوليلي يا طنط زينب يا عسل انتِ يا قمر انقش الكحك ازاي علشان نسيت اللي قولتيه وبيطلع مش مظبوط
قالتها زينب بسخرية فهي تعتاد عليهم وتعمل لديهم منذ سنوات وحتي أن محسن يعتبرها فرد من الأسرة هو ومريم حتي أن اثناء تواجدها تتناول طعامها معهم علي الطاولة وكل شيء فهي ليست مجرد عاملة
- مهوا انا كل شوية بعملك واحدة علشان تعملي زيها ده انا قولتلك أكتر من عشر مرات
تنحنحت تسنيم وأردفت قائلة بنبرة مهذبة ومرحة وهي تشعر بكم الفشل التي أصبحت به فكان يجب ان يكن لديها خبرة في الطعام ولكنها لا تستطيع سوي صنع بعض الاشياء البسيطة
- معلش انتِ مقولتليش انا
وانا داخلة بعد ما علمتي رباب يرضيكي حماتي تقول عليا خيبة
أكدت رباب علي حديثها قائلة بمرح
- شوفتي علشانها مش علشاني، علشان امي متخليش الواد يطلقها، ولو الام قست انتِ متقسيش طول عمري اقول عليكي اطيب حد في البيت ده
- هقولكم تنقشوا ازاي علي كحكة واحدة بس يارب تفهموا لاني مش هكررها
وفت زينب بوعدها وحاولت تسنيم ورباب النجاح في ذلك الإختبار بينما جاءت مريم وأخذت تصنع القهوة لمحسن
ودار الحديث بين تسنيم ورباب كالآتي
- أردفت تسنيم قائلة
- يا دنيا طفيتي شمعي يا ناس كترتوا دمعي
- خلاص يا بنتي بقا متقلبيش عليا المواجع انا شكل الكحك بيفكرني باللي عملته في الامتحان بتاع الدكتور من كام يوم
- تفتكري حياتي بقت أحسن بكتير انا ومروان بالكحك ده وبقيت شاطرة
- مروان مبياكلش الكحك ده علشان بالسمنة وهو مبيحبش اي حاجة فيها سمنة
هو انتِ مش مراته وله جاية غلط وله ايه
- ياستي انا قولت ممكن يكون الكحك استثناء يعني مكلناش كحك سوا يا ظريفة
أخذت تسنيم تنظر علي الكمية التي قد صنعوها فأردفت قائلة
- رباب باين عملناها وله ايه ونجحنا
- مرات أخويا الجامدة طحن
أردفت مريم قائلة وهي تقف عند الأواني المتواجدة علي الموقد
- هو انتم بترغوا وله بتعملوا، شوفي يا زينب وصلوا لفين
اقتربت منهما زينب فأردفت قائلة
- لا عملوا اهو ناقصلهم الصينية الصغيرة
أردفت تسنيم قائلة باقتراح
- متهايقلي لو جبتيه جاهز يا طنط، أحسن
أردفت مريم قائلة باقتناع تام بالعادات التي أخذتها عن والدتها
- انا امي الله يرحمها كانت متعودة تعمل كل حاجة في البيت حتي العيش كانت بتعمله، وانا متعودة علي كده من يوم ما اتجوزت مهما حصل في الدنيا مش بقطع عن العادة دي ..
ثم أردفت قائلة بنبرة هادئة
- انا عيزاكم تعملوا حاجة تنفعكم مش طول النهار الموكوسة دي بتقول البنت ملهاش غير بيت وجوزها
- ساعة الامتحانات انتِ ختي الموضوع بجد وله ايه
قالتها رباب بندم ومرح فأردفت مريم قائلة
- بطلي مرقعة ياله علشان انتم اللي هتسواا الكحك، ولو حرقتوه أو عملتم أي حاجة أحمد ومحسن هيمسكوكم تريقة من هنا لبعد سنة
انا وزينب بنخلص الموضوع كله في ساعة ده احنا من الضهر قاعدين
أردفت تسنيم قائلة بتصحيح
- انا جاية بعد ما صليت العصر
- قصدها عليا انا ارتحتي يا تسنيم اتبطيتي انا اللي قاعدة من الضهر
قالتها رباب بمرح وسخرية من حالها فأستكملت حديثها
- والله انا متخيلة ردود احمد وبابا طب أحط رأسي في العجين وله أعمل
أردفت تسنيم قائلة وهي تواسيها
- لا مفيش حاجة مستاهلة تبوظي شعرك، هننجح احنا قادرين علي التحدي والمواجهة
_________________
لم تنتهي الليلة الا بمفاجأت لتسنيم، فعلمت أن هنادي ووالدتها سيأتوا يوم الجمعة ومن المحتمل مجئ عائلتها، ولكنها حمدت ربها فمن الممكن أن تتمكن الخروج مع مروان دون أن تجلس بين كلمات خلود المستفزة وشريف التي تظن انه مجنون ويحتاج مصحة ما
رُبما عانت كثيرًا في حياتها ولكن كان لديها أيمان قوي بأن هناك عوض لها تحمد ربها أنها لم تمر بأزمة نفسية أو لم تضييع وسط أفكارها
فكان دائما يرسل الله لها أشخاص مثل سعد .. مروان .. سلوي .. حتي والد صديقة لها كان يتلو لها أيات من القرآن حتي تصبر وتكن علي يقين أن هناك جبر !
لم تنتهي مفاجأت الليلة علي شريف فقط
ولكن انتهت بمجئ كارمن وهي ابنه شقيق محسن تبلغ من العمر الخامسة والعشرون وكانت تعيش في الخارج لسنوات وجاءت دون معرفة أي أحد
شعرت تسنيم باقترابها من مروان والحديث بينهم بطريقة مرحة اغضبتها رُبما لم تكن تفعل ذلك مع مروان وحده فكانت هكذا مع الجميع .. ولكن شعرت بالغضب
__
في غرفة مروان وتسنيم
كانت تجلس علي الفراش بينما هو يجلس علي المقعد ويتابع إعادة إحدي مبارات كرة القدم علي الشاشة
فأردفت تسنيم قائلة بفضول
- مكنتش اعرف ان ليكم بنت عم عايشة برا
- عادي انتِ ملحقتيش تعرفي العيلة كلها يعني
قالها بعد إكتراث، فأردفت تسنيم قائلة
- بس غريبة يعني انها جت لوحدها يعني مامتها وباباها فين
- عمي ميت من زمان واضح أنك مكنتيش مركزة في الكلام تحت، ومامتها شغلها هناك مش بتنزل كتير يعني وعمي أصلا قبل موته كان شغال هناك
أغلق التلفاز واقترب من الفراش ثم أردف قائلا باستغراب
- انتِ مهتمة ليه يعني
- عادي بسأل ما الفراغ يخلي الواحد ياخد باله من اي حاجة، هي كانت عايشة هنا ؟
- يعني عمي ومراته كانوا بيسافروا كتير حسب شغلهم فكانت سنين طويلة عايشة هنا مع جدو قبل موته وبعد موته سافرت يعني ممكن من ٨ سنين لو ٩ سنين كده..
قالتها وهي تحاول رسم القصة في عقلها
- الله
رفع مروان حاجبيه وأردف قائلا
- مش فاهم
تنحنحت من حماقتها وما تتفوه به فعلي ما يبدو لسانها السليط بدأ بالظهور وأصبحت غير قادرة علي السيطرة عليه، فأردفت قائلة وهي ترسم الابتسامة علي شفتيها
- أقصد حلو يعني تعتبر علاقتها بيكم كويسة يعني ما شاء الله
لم يصدق مروان أنها بالفعل تغار عليه من فتاة لم يمر ساعتين علي تواجدها في المنزل!!
رُبما هو يمزح كثيرًا معها يتصنع اللامبالاة حينما تعطيه انطباع بأنها لا تريده، لا يستطيع القول أنه أحبها أو حتي أعجب بها واعتاد عليها فمازال باكرًا علي قول ذلك
كل ما في الأمر هناك انجذاب بينهما وكأن هناك رابطه لا يستطيع عقله ترجمتها يدعي أن يخبره قلبه بالحقيقة، ولكنه يأبي أي شيء يشعر به تجاها فهو لن يرغب في امرأة لا تريده مهما امتلكت من جمال ومهما استحوذت علي عقله
لذلك لا يحاول التقرب منها كثيرًا فهو لا يستطع تفسير مشاعره فيقسم أنه كان من قبل يستطيع تفسيرها بسهولة ولكن معها تذهب مشاعره الي ناحية لا يفهمها وطريق غريب عليه
تغار عليه نعم !!
ولكن في نفس الوقت تتحداه أنها مهما جلست معه لن يتغير شيء بينهما ولن تكن لهما فرصة
فيالها من أمراة غريبة الأطوار !!
فأردف قائلا بسخرية
- ده شيء نال اعجابك فعلا وله قصدك حاجة تانية
- لا مش قصدي ربنا يخليكم لبعض
- يارب رغم انها مش من قلبك
قالها بمكر شديد فأردفت قائلة متجاهلة حديثه
- هو انا هنام فين النهاردة
- علي السرير طبعا
قالها بلا مبالاة فأردفت متسائلة إياه
- وانتَ
- علي نفس السرير طبعا
- اهلا
قالتها بسخرية، فأردف مروان قائلا باستغراب
- ما انا كنت نايم جنبك امبارح مصحتيش لقتيني واكل دراعك ناقص منك حاجة
تذكرت إجابته عليها فأردفت قائلة وهي تقلده
- كان في بينا محرم
أردف مروان قائلا بنبرة هادئة وبمرح
- متقلقيش من الناحية دي انا سالت ناس كتير فاهمة في الدين والحرام والحلال وقالتلي لو نمتي جنبي مفيهاش حرمانية
- ياه يا شيخ قد ايه ريحت قلبي
- اومال انتِ فاكرة ايه هو انا تلميذ
- انتَ بتهرج مش هنام جنبك
- حطي مخدة ما بينا أحسن حل وكل واحد ينام علي الجنب اللي يريحه !!
- خلاص انا هنام علي الارض ونام انتَ براحتك علي السرير
قالتها وهي علي وشك النهوض من الفراش فأردف مروان قائلا وهو يمسك معصمها
- تسنيم والله انا مش قادر اناهد فعلا معاكي انا مش هيخلصني انك تنامي علي الكرسي او اسيبك تنامي علي الارض وانا بصحي ضهري متكسر لو نمت علينها فريحيني لو سمحت وإلا !!
- وإلا ايه
- في الحالات اللي زي دي بيقولوا هطلقك لو معملتيش كذا في حالتنا هتجوزك !!
قالها بجدية زائفة ليخجلها أكثر فحاولت قول أي شيء
- بص ...
قاطعها قائلا
- نامي وإلا والله هغنيلك بصوتي اخليكي تخشي في غيبوبة فيها
بعد وقت من التفكير وضعت وسادة بينهما وكل منهما يدير ظهره للآخر وأخذت غطاء خفيف لتتغطي به، فأردف مروان قائلا
- تسنيم انتِ مبسوطة معانا
- اه .. لا
- اعتمد انهي إجابة
- معرفش
قالها وهو يسيطر علي تلك الاشياء والإشارات التي يعطيها قلبه له الآن فهو يدفعه لغعل أشياء مجنونة
- يبقي الاولي لانك أسهل حاجة تقولي لا عندك من غير ما تحتاري
- انتَ مبسوط
- اه مبسوط جدا
أردفت تسنيم قائلة باستغراب فهل يسعده تواجدها لتلك الدرجة
- ليه يعني
قالها بخبث شديد وهو يحاول تخمين كلماتها الحادة والمتهورة التي سوف تلقيها عليه فليعترف أنها امرأة هادئة ويشعر بعلاقنيتها بعض الأوقات ولكنها سيئة عند الغيرة
- علشان كارمن جت وخلود جاية يوم الجمعة
- اشبع بيهم
قالتها وهي تحاول أن تظهر له أنها لا تهتم لامره وهي لا تتوقع أنه سيجيب عليها بتلك الأجابة
- عيب عليكي مش لما اشبع بيكي انتِ الاول
هل تصفه بالوقاحة وتصف كم الاستفزاز الذي يتواجد في لسانه، فهو رجل ليس بهين وبالفعل يجيد التلاعب بالكلمات
فلم تكذب رباب بوصفها أن اسلام وأحمد كلامهما حاد لا يعرفوا خبايا المراة التي تتواجد أمامهم ولسانهما حاد عكس مروان تماما فهو لين الحديث وماكر يجيد الحديث وفهم النساء حتي انه يفهم شقيقته ..
- انتَ خبيث بشكل ميتوصفش
تذكر مروان أخبارها له في السيارة عند عودتهما من القاهرة بعشقها لمادة الرياضيات، والحسابات عموما حتي انها تستطيع حساب بعض العمليات الحسابية دون الحاجة إلي اله حاسبة، وأخبرها أنه سيختبرها يومًا ما
- تسنيم 11 في 11 بكام
أجابت عليه باستغراب شديد
" ١٢١ "
- 15 في 18
" ٢٧٠ "
- 50 في 320
فهو قد شغل جميع حواسها وجعلها تركز بشدة، فأردفت قائلة بعد أن استغرقت وقت في التفكير
- 16 الف
- هسالك أصعب سؤال لو فعلا جاوبتيه هرفعلك القبعة وتبقي شاطرة فعلا في الحسابات
- أسال مش عارفة انتَ قالبه معاك امتحانات ليه
أزاح الوسادة التي تتواجد بجانبهما بهدوء شديد وهي لا تشعر بشيء، وكانت تسنيم تنتظر أن يتفوه بتلك العملية الحسابية التي تظن أنها ستعجز أمامها
- 1 في 1 بكام
ظنت أنها سمعت شيء خاطئ فهل هذا هو أصعب سؤال لديه !!
- نعم قول تاني
- 1 في 1 مش سامعة وله ايه
قالتها بسخرية شديدة
- بواحد يعني دي الصعبة
لتجد من احتضنها من الخلف والتصق بها مشددًا قبضته علي خصرها
- بواحد فعلا
قالها وهو يهمس لها حتي أنها شعرت أن قلبها علي وشك مغادرة جسدها أثر فعلته فهل يمزح معها أم يريد أصابتها بالجنون، لم تخف منه رغم كل شيء هو ليس بشخص تخاف امرأة من التواجد معه، ولكنها تظن أنها ستفقد وعيها من فرط خجلها ومن فرط المشاعر الذي يجعلها تشعر به ..
- انتَ بتعمل ايه
- اكيد عرفتي انا عملت ايه
حاول أن يستكمل حديثه قبل أن تلقي عليه كلماتها، وليقطع شكه في رفضها التام له ولاي فرصة بينهما فليس هناك امرأة تسكن بين أحضان رجل لا تريده، فستنفر بالتأكيد من فعلته أن كانت لا تريده حتي ولو كان الاحتمال خمسة بالمائة
- عايز احضنك وتنامي في حضني من غير ما تنطقي ولا تعترضي او تقولي اي كلمة دبش فاهمة وله لا
- يعني المفروض ...
قاطعها بعدما شعر بسكون جسدها في أحضانه رغم إعتراضها بالكلمات إلا أنها لم تتحرك أو تبتعد وكانت تلك الإشارة الثانية!
- عقلك حلو في الحسابات بلاش تستخدميه دلوقتي نامي واهدي اوعدك انك هتنامي النهاردة نوم عميق في حضني
- مروان
- خير .. خبيث ؟؟
قديمة
لديه نبرة عجيبة وهادئة تجعل الحجر يلين وليست أمراة، فأردفت قائلة باستغراب
- ليك نبرة عجيبة معرفش عيب وله ميزة بتخليك تقنع اللي قدامك
- ميزة
- مروان
- ايه
لم تجد كلمات وشيء تريد قوله غير ذلك، فهي تريد الشعور بدفئ أحضانه فما الذي سيحدث ليس أكثر مما أصابها بالماضي
- تصبح علي خير
- وانتِ من أهل الخير
تأكد أنها بالفعل قد خضعت لفعلته، رغبة رافقته يريد احتضانها، والشعور بها بقربه، لا يدري هل هي لحظة احتياج أم شعور يولد في قلبه ولكنه ليس مثلها علي الأقل يحاول وضع الكثير من الاحتمالات والظنون
فسيبقي شعاره أن تعيش اليوم سعيدًا ولا تفكر في الغد فالدنيا لا تحتمل وضع العُقد بها ..