رواية عشق خالي من الدسم الفصل العاشر 10 بقلم فاطمة سلطان
الفصل العاشر 10
بقلم فاطمة سلطان
_______________________
اذكروا الله
_______________________
أن يكون الشخص إنساناً بين البشر ويبقى إنساناً أبداً، مهما كانت المصائب،ولا يكتئب ولا يسقط،ذلك هو مغزى الحياة.
#دوستويفسكي
______________________
في بيت عائلة العربي .. الساعة الثانية عشر ظهرًا
كانت تسنيم مازالت نائمة، بعد ليلة غريبة عليها نامت بها في أحضانه حتي هي حاولت أن تلغي عقلها وألا تفكر في تفسير لفعلته واستسلمت له
وهي لاول مرة في حياتها غير مبالية بأي ظن أو أي انطباع تتركه له يجب أن يتوقف عقلها وتعطي الدور لغيره حتي يقرر أفعالها
دخلت رباب الغرفة بعد طرقات كثيرة علي الباب ولم تجب عليها فهي بالفعل شعرت بالقلق، ففتحت الباب بهدوء وجدتها نائمة علي طرف الفراش بهدوء شديد وكأنها لم تتحرك من مكانها منذ أن كانت بأحضانه
كانت رباب تشعر بالحيرة هل تتركها أم تجعلها تستيقظ؟؟
حسمت أمرها .. فضربتها علي كتفيها برفق عدة مرات، وأردفت رباب قائلة بنبرة مُرتفعة قليلا
- تسنيم .. تسنيم فوقي يا بنتي كل ده نوم
تململت تسنيم في نومتها وفتحت عينيها ببطئ شديد كانت الرؤية غير واضحة وبدأت تتضح شيئا فشيء فأردفت تسنيم قائلة باستغراب
- رباب في ايه؟
أردفت رباب بهدوء وهي تجلس بجانبها واعتدلت تسنيم في نومتها وجلست
- مفيش قاعدة لوحدي تحت مع طنط زينب وزهقانة خلصت الكورس من بدري .. من الساعة ١٠ وانا هنا وقولت هتنزلي وانتِ مش باينلك صوت فقولت اطلع اشوفك تكوني تعبانة وله حاجة عادتك بتفوقي بدري يعني
- مش عارفة بس انا نومي تقيل شوية أحيانا ويمكن الأول كنت بفوق لاني مكنتش متعودة علي المكان
قالتها بعد تنهيدة طويلة هل هي نامت بهذا العمق حتي أنها لم تشعر بذهابه وأدركت أنها بالفعل لم تتحرك من وضعيتها منذ ليلة أمس، ثم أستكملت تسنيم حديثها وهي تتذكر ما تفوهت به رباب
- وبعدين الباقي فين علشان تقعدي لوحدك
أردفت رباب قائلة وهي تشرح لها الوضع
- مروان طبعا من سبعة الصبح في الشغل وماما راحت هي وكارمن يشتروا حاجات وأحمد راح عند هنادي وبابا معاه أصحابه قاعدين معاه في الصالون
هزت تسنيم رأسها بفهم، ثم أردفت قائلة بنبرة تلقائية
- رباب هو انا لو طلب أسالك علي حاجة هتجاوبيني من غير ما تسألي ليه؟؟
- بس كده أسالي ياستي وبعدين انتِ جيتي عند أهبل واحدة في البيت اللي بتعترف من قبل القلم
قالتها رباب بمرح فأردفت تسنيم قائلة علي مضض
- كانت علاقة مروان وملك عاملة أزاي
- ازاي من ناحية أيه
رفعت رباب حاجبيها فهي لم تفهم مقصدها، فأردفت تسنيم قائلة بتوضيح
- عايزة أعرف عموما علاقتهم عاملة ازاي ببعض أي حاجة تقدري تقوليها ومتسالنيش عن السبب
- ياستي مش هسالك بس مروان صحيح بيعامل اللي يعرفه وميعرفهوش كويس ودايما بيهزر وبيضحك وتحسي أنك قريبه منه بس مهما كانت صلة قرابتك بيه مش بيحكي عن حياته الخاصة نادرًا أوي
ثم تنهدت وحاولت أن تخبرها أي شيء حتي وان لم تفهم مقصد سؤالها فلا يهمها كثيرًا فرُبما هي تشبه مروان في تلك النقطة لا تحب التفكير كثيرًا وتتحرك حسب مشاعرها وهي شعرت أن تسنيم تريد الاطمئنان عن شيء ما حتي وأن لم تفهمه فهي تريد أن تجعلها تشعر بالراحة
- يعني مش هعرف اكلمك عنهم احنا مكناش بنشوفهم كتير كانوا يجي مرتين في الشهر يوم خميس ويمشوا السبت الصبح كده يعني وملك علاقتنا بيها مكنتش قوية
هي كانت هادية مبتحبش الكلام كتير بتلقائية وكده يعني وكان الكلام علي قد السؤال
- بس كده يعني مفيش حاجة تاني
قالتها بملل فعلي ما يبدو لن تفيدها كثيرًا، فأردفت رباب قائلة
- لو تقصدي كان بيحبها وله لا أكيد كان بيحبها وعلشان كده اتجوزها بس مروان لو قاعد مع حد خمس دقايق هتحسي أنه يعرفه من سنين من ضحكه وهزاره، محدش هيفيدك في التفاصيل دي لاننا مش عايشين معاهم ولا كان لينا دخل بحياتهم
تنهدت تسنيم بيأس فحاولت رباب أن تطمئنها لرُبما هناك شك أو خطب في علاقتهما لا تفهمه فأردفت رباب قائلة
- شاغلة بالك بحياته مع ملك ليه يعني الله يرحمها، هو معاكي انتِ دلوقتي وده المهم يعني أن علاقتكم تكون كويسة حتي لو كان متجوزك علشان الخلفة وبابا فأكيد مدام مستمر معاكي لغايت دلوقتي يبقي بيحبك
قالتها رباب بأريحية لم تستغربها تسنيم فهي تفسر الموضوع من جهة أخري تمامًا وتري الموضوع بزاوية مختلفة فالواقع الجميع يفكر ولديه ظنون مختلفة عن علاقتهم
- خلاص متشغليش بالك يا رباب كأني مقولتش حاجة ليكي، انا كنت بدردش معاكي
- تمام يلا ننزل بقا علشان تقعدي معايا ونعمل الغداء مع طنط زينب علشان لو ماما اتأخرت يلا هنحتاج رقم الإسعاف
قالتها رباب بسخرية شديدة من حالهما، فأردفت تسنيم قائلة بعد أن ابتسمت علي مزاحها
- ماشي هقوم اتوضي وأصلي الضهر وأنزل
ابتسمت لها رباب موافقة ثم تركتها بعد أن اخبرتها أنها تنتظرها في الأسفل، أما تسنيم نهضت من مكانها ووقفت أمام المرأة لا تدري هل هي سعيدة أم غير مبالية ما يزعجها عدم قدرتها علي تفسير أي شيء يخص مروان وكأنها تفقد عقلها بالفعل أمامه وتصبح غير قادرة علي فهم نفسها حتي
وفي مروان بعهده علي ما يبدو نامت بعمق شديد لا تدري ما الذي فعله بها، كانت تشعر بالاستغراب ما الذي يطمئنها من ناحيته لتلك الدرجة
بالرغم أنهما لا يتفقا في الحديث لم تخف منه كونه رجل ككل الرجال، كانت في أحضانه وبين يديه ولم تخشي شيء أو أي لمسه منه
كان اقترابه منها ادهشها وقشعر جسدها أثر ذلك ولكن ترك الأثر الأكبر في نفسيتها .. احتواء .. أمان ومشاعر كثيرة كانت تحتاجها اختصرها في حضنه عوضًا عن الكثير من الكلمات التي من الممكن ان يتفوه بها
من الممكن أن تستمع إلى نصيحته اليوم وألا تفكر كثيرًا
توجهت الي المرحاض ..
___________________
مر اليوم دون شيء ملحوظ قد يذكر سوي غيرة تسنيم التي تتزايد من كارمن ومرت الليلة بنوم تسنيم مع رباب في غرفتها بسبب إصرار رباب أن تعلمها تسنيم حياكة الصوف بعد أن علمت مهارتها بها حتي غلبهما النعاس سويًا ..
كان اليوم التالي هو يوم الجمعة ومريم تستعد لاستقبال عائلة خلود وعائلة هنادي علي الغداء لعلها تخرج من تلك الصدمة التي تتواجد بها وتغير الأماكن وتعيش في أجواء جديدة كما نصحهم الطبيب الخاص بحالتها
<<بعد صلاة الجمعة>>
كانت تسنيم قد ذهبت الي الغرفة وجدت مروان بالأسفل يجلس مع والده، فكانت تخرج الثياب من الخزانة حتي تستعد لمجئ الضيوف كما أخبرتها مريم ورباب، أثقل ضيوف علي قلبها وتخشي مجئ شريف يجب أن تتصرف فهي تظن أنه معتوه بالفعل لن يتركها وشأنها
وكانت قد فقدت الأمل من خروجها مع مروان فعلي ما يبدو أنه قد نسي الأمر حتما، فلم يكرر عرضه مرة أخري، فعلي الأغلب سيجلس مع ضيوفهم
قطع تساؤلاتها دخول مروان إلى الغرفة وجدها تقف أمام الثياب بحيرة شديدة فأردف قائلا
- محتاره كده ليه
- أبدا عادي
أردف مروان قائلا بنبرة هادئة
- قدامك ربع ساعة وتخلصي علشان هنمشي
- مش قولنا مش هنمشي علشان اللي جايين
قالتها باستغراب رغم أن قلبها رقص فرحًا أثر سمعه لتلك الكلمات، فأردف مروان قائلا بنبرة مرحة قليلا
- لو اتأخرتي أكتر من كده هيكونوا جم وهنتحرج نمشي فالبسي بسرعة علشان نمشي قبل ما يجوا
ثم أستكمل حديثه قائلا بخبث شديد هل هي نامت بغرفة رباب هربًا منه بعد تلك الليلة
- نمتي عند رباب ليه صح استغربت ومرضتش اصحيكم
عقدت تسنيم ساعديها وهي تنوي التفسير له بالسبب الذي جاء لها نجدة بسبب شعورها بالاحراج منه
- أبدا كانت مُصره تتعلم ازاي تعمل كوفية صوف علشان الشتاء هيقرب وعايزة تتعلمها علشان تعمل لصاحبتها سكارف وجوانتي وحاجات كده هدية ليها كونها أنها هتعملها بأيدها وصاحبتها بتحب الحاجات دي وعيد ميلادها قرب
رفع مروان حاجبيه، وأردف قائلا باستغراب شديد
- وانتِ ايه علاقتك يعني
- عيزاني أعلمها علشان تعملها بنفسها انا بعرف أعمل الحاجات دي بس فلما عرفت قالتلي أعلمها وأساعدها
- ليا هدية أنا كمان
- ليه عيد ميلادك قرب
- لا هاديني من غير مناسبة ياستي هنتظر منك هدية انا مش بنسي
ما انتهي من كلماته غمز لها ثم أستكمل حديثه قائلا وهو ينظر الي هاتفه ليري الساعة
- قدامك عشر دقائق تكوني خلصتي انا مستنيكي تحت
ثم تركها وهبط لترتدي ذلك الفستان الهادئ بلونه الأسود وأخذت حجاب باللون الوردي والأسود معًا، ثم دخلت المرحاض لتأخذ حمامها في وقت قصير ثم خرجت وأرتدت ملابسها ثم هبطت إلي الاسفل وركبا السيارة سويًا بعد أن ودعت الجميع وانطلقوا في طريقهم
<<في السيارة>>
أردف مروان قائلا بنبرة هادئة
- تحبي نروح فين الاول، رباب قالتلك علي أماكن وله نمشي حسب دماغي أنا
تنحنحت تسنيم ثم أردفت قائلة بنبرة متوترة
- أي مكان نقعد فيه الأول لاني عايزة اتكلم معاك لوحدنا وبعيد عن البيت لو أمكن أو تقف في أي حته بالعربية نتكلم
- ايه المهم للدرجاتي يعني، خلاص هنقعد في أي كافيه يقابلنا
______________
في بيت عائلة العربي
تحديدًا غرفة مريم ومحسن
كان محسن قد ترك الجميع بعد أن أتوا متحججًا أنه ذاهب لأمر ما ولكن في الحقيقة ما جعله يذهب هو معرفته بأن اسلام لم يستطع إقناع زوجته بالعودة الي المنزل، جلس علي طرف الفراش تاركًا عكازه وأمسك هاتفه ليبحث عن رقم اسلام وبدأ في الاتصال به، أجاب اسلام عليه بعد ثواني تقريبًا
- الو يا بابا
- انتَ فين يا ابني
- في البيت يا بابا لسه جاي من الشغل كان عندنا شغل النهاردة كمان فمش هقدر اجي
أردف محسن قائلا بنبرة خشنة وحانقة أجاد أن يعطيه الانطباع الكامل عن الغضب الذي يتملك منه
- انا مش عايز اشوفك أصلا لسه مرجعتش مراتك صح
- مرضيتش ترجع لما قابلتها وبكلمها في التليفون دايما بتكون قفلاه ولما بحاول أروح البيت مفيش فايدة
- ما تسترجل ياض شوية بقا متبقاش طري كده
قالها محسن بغضب شديد كان يقصده ويريد أن يقسي عليه في الحديث، فأردف اسلام قائلا بانزعاج شديد
- جرا أيه يا بابا انا راجل، بس اعملها أيه مش ....
قاطعه محسن قائلا بغضب
- انتَ لسه هتقولي أعملها ايه
- يا بابا بقعد اتكلم بالساعات وهي دماغها جزمة اجبها من شعرها يعني علشان يعجبك
أردف محسن قائلا بنبرة صارمة
- اه هاتها من شعرها يا حدق مش تروح زي خيبتها تتكلم كلمتين بايخين وترجعلي ولا بتحل ولا بتربط هي منتظرة أنك ترجعها غصب عنها
انشف كده مراتك سايبة بيتك من غير سبب وانتَ قاعدلي ماسكلي اللاب توب وبتشتغل يا بارد
تنهد وأخذ أنفاسه ثم أستكمل حديثه بغضب شديد
- استرجل كده متخليش ست تمشي كلامها عليك، مش سايبها لغايت ما تزهق وترجع، والتانية سايباك لغايت ما تندم، خليها ترجع وابقي حسن من نفسك انتَ بكلمه واحدة تقدر أنك تخليها ترضي بشغلك وباحلامك بس البعيد أهبل
اقعدلي علي اللاب اشتغل وسيب بنتك ولا عارف تمشي كلمتك علي مراتك سلام
- سلام أيه يا بابا استني ..
قاطعه محسن مردفًا بنبرة صارمة
- ولا استني ولا مستناش مسمعش صوتك تاني الا لما تكلمني تقولي يا بابا مراتي في البيت اهي خد سلم عليها غير كده مسمعش صوتك
ما إن انتهي من كلماته أغلق الهاتف بحنق رُبما قسي عليه ولكنه يستحق ذلك وأكثر فلن يترك حياة ابنه تفسد وتنتهي من أجل هوسه بالهندسة والعمل والآخري التي تفتقد الاهتمام
فما يعرفه ان كان هناك مشكلة يجب أن يحلها الطرفين دون تدخل أحد او معرفة ما يحدث بينهما فما يؤمن به أن البُعد يولد الجفاء بين الأزواج ..
__________________
في القاهرة .. بيت كريمة وعمر
كانت كريمة تجلس علي الأريكة وتشاهد التلفاز بملل من تلك الأفلام الكرتونية الخاصة بالأطفال فهي تشاهدها مُجبرة من أجل أولادها الذي يجلسوا معها، جاء عمر وأردف قائلا بنبرة حانية وهو يضع كوبين من الشاي علي الطاولة
- عاملة ايه يا كمرمر
نظرت له بلا مبالاة وسخرية ثم أردفت قائلة
- كمرمر بقالك سنين مش رايق كده
أردف عمر قائلا بنبرة هادئة
- معلش يا قلبي كنت الفترة اللي فاتت مضايق شوية، لكن خلاص بقا بقيت أحسن، قوليلي أيه أخبار تسنيم مش عيب تبطلي تزوريها كده روحي حتي صالحيها الراجل يقول علينا رامين بنتنا
تنهدت كريمة ثم أردفت قائلة بنبرة منزعجة وهي تعقد ساعديها
- كلمتها هي عند أهل جوزها مسافرة
- يعني الحمدلله اتصالحتم
أردفت كريمة قائلة بحنق شديد
- يعني يعتبر اتصلحت أو مكالمة عادية و ...
صمتت ثم أردفت قائلة بنبرة مرتفعة وغاضية وقد ضيقت ملامحها
- وبعدين بقولك ايه يا راجل انتَ، أياك تفكر تقولي أطلب منها فلوس وانا صالحتها مش علشان الفلوس استحالة أصغر نفسي تاني انتَ فاهم ولا أصغر بنتي قدام جوزها
أردف عمر قائلا بغضب شديد
- بقا كده يا كريمة قصدك أن أنا كل همي فلوس وانا اللي كنت بقولك صالحي بنتك يا شيخة اقولك ايه بس ده تسنيم دي بنتي ولا ارضي أنك تصغريها قدام حد
نهض وأخذ هاتفه وتوجه ناحية الباب فأردفت كريمة قائلة علي مضض
- انتَ رايح فين
تحدث عمر بغضب شديد ونبرة مُرتفعة
- غاير في داهية ملكيش دعوة اهو ده اخرة المعروف واللي يعمل خير في حد ويربي يتيمة
__________________
في احدي المقاهي (كافية)
كان مروان يجلس أمامها يحتسي أخر رشفة من قهوته ووضع الفنجان أمامه وهما يجلسا علي تلك الطاولة التي اختارها بعيدة عن الانظار قليلا في هدوء، فأردف مروان قائلا بنبرة مرحة وساخرة من صمتها
- طيب يا تسنيم نقوم نمشي احنا بقا بصراحة الكلام معاكي كان حلو لدرجة اني مكنتش اتمني أنه يخلص
تنحنحت تسنيم قائلة باستغراب
- مش فاهمة هو انا قولت حاجة أصلا
أردف مروان قائلا وهو يعقد ساعديه ويراقب توترها
- بتريق يا تسنيم، انا خلصت القهوة وشربت شاي وشكلي هطلب حاجة تالتة وانتِ لسه بتشربي العصير ومقولتيش كلمة واحدة حتي من اللي عايزة تكلميني فيه
- مروان انا مش عارفة أبدا منين واقول ايه
قالتها دفعة واحدة مما جعل مروان يُدرك أن هناك شيء جاد علي الأغلب، فأردف قائلا وهو يشعر بحيرتها
- هو الموضوع صعب للدرجاتي؟ ابدئي من أي حته تلاقيها جت معاكي وانا سامعك
- هتسمعني للاخر يعني ؟
قالتها بنبرة قلقة، فأردف مروان قائلا بابتسامة هادئة
- أحسن واحد يسمعك كمان
- أنا معرفش هكمل معاك وله لا
ولا أعرف أحنا لينا فرصة مع بعض وله لا حاجات كتيرة أوي مجهولة في علاقتنا
صمتت لتدور التساؤلات في عقله هل هي تريد الانفصال بشكل جادي منه، لذلك تبدأ بتلك الكلمات أم ماذا ؟؟
تنحنحت تسنيم ثم أستكملت حديثها قائلة
- مفيش حاجة متفقين وكل حاجة بينا مختلفة حتي طريقة التفكير بس الأكيد أني بحترمك فوق ما تتصور أو خيالك يوديك انتَ لو مكنتش ظهرت في حياتي رغم الضرر اللي وقع أو ممكن يقع بسبب جوازنا
انتَ كنت السبب في اني ابعد عن حياة الله أعلم كانت نهايتي فيها ضياع أو انتحار او اي حاجة تدمر حياتي
تحدث مروان قائلا باستغراب فلاول مرة تتفوه بتلك الكلمات
- تسنيم انا ..
قاطعته تسنيم وأردفت قائلة بنبرة مهذبة ومرتبة قليلا
- كان لازم اقول الكلام ده حتي لو اختلفنا في حاجات كتير عمري ما انكر ده بابا مات وأنا صغيرة اوي بس علمني حاجات كتيرة منها اني عمري ما انكر وقوف حد جنبي وجميله وان مهما الدنيا اسودت لازم يكون في بياض يعادل السواد ده
تنهدت وأخذت انفاسها فتلك الكلمات صعبة عليها ولكن هو أول شيء اتي في عقلها
- يمكن ساعتها مكنتش فاهمة معني كلامه اوي بس لما كبرت كنت بعيد الجمل في كل مرة بفتكر ان حياتي وقفت والاقي سكة جديدة بتتفتح قدامي
انا معرفكش لغايت دلوقتي ومفيش بينا شيء قوي بس انا من يوم ما بقيت علي اسمك ربنا وحده اللي يعلم اني اتقيت ربنا فيك حتي لو كان ارتباطنا زيف علشان مصلحة كل واحد فينا انا احترمت ده
صمتت فأردف مروان قائلا بنبرة مرحة رغم أن حديثها وعيناها تخفي أشياء أثارت تساؤلاته
- والله انا خايف بعد كل ده تقولي طلقني ويكون ده تمهيد بسيط علشان تدوخيني وتسرحي بيا
تسنيم انا عايز اعترفلك بحاجة انا كمان
- ايه
- انا جو الجد ده مش بتاعي ياستي والمقدمات الكتير دي تقيلة علي قلبي والله رغم أنك اول مرة تقولي حاجة عدلة في حقي بس مش مبسوط ناقصنا موسيقي من مسلسل هندي
أردفت تسنيم قائلة بقلق وابتسامة في أنن واحد علي حديثه المرح
- انا مش عارفة أبدا منين قولتلك من الاول ولقيت نفسي بقولك كده
- حاولي تدخلي في الموضوع علطول قوليلي بصراحة هتخلعيني؟؟!!
قالها بمرح شديد لتضحك علي كلماته فهي تعلم أنها تتفوه بقصة الانفصال والطلاق كثيرًا
تنحنحت تسنيم وهي تحاول الدخول في أساس الموضوع
- انا فكرت كتير هل المفروض اقولك حاجة زي دي وله لا، بس لقيت اني لازم اقولك كون اني بحترمك قبل كل شيء فمينفعش اخبي حاجة عليك
- مخبية عني أيه ؟
قالها وهو يدرك جدية الموضوع هذة المرة، فأردفت تسنيم قائلة
- انتَ وعدتني أنك هتسمعني وهتفهمني وأننا صحاب قبل كل شيء متنساش ده
- انا مبخلفش بوعد وعدته وياريت تتكلمي علي طول
تنهدت واخذت نفس طويل، ثم أردفت قائلة بنبرة حاولت جعلها هادئة وواثقة
- سألتني انا سبت الشغل مع صاحبتي وايه الخلاف اللي وصلنا لكده
- اه
- انا مقولتش لحد عن ظروف وأسباب جوازي لحد غير وفاء عارفه انه كان غلط اقول شيء خاص عن حياتي لحد بس هي كانت أقرب حد ليا ومقولتش ليها في الاول كمان انا قولتلها لما بدأت تقرب من حياتي ونقعد وقت طويل نشتغل وحتي أنها ساعات كانت بتبات معايا عند طنط سلوي لو ورانا شغل كتير
صممت لدقيقة تبتلع ريقها ثم أخذت تواصل حديثها
- فهمت مع الوقت ان انا مش مجرد متجوزة واحد مسافر طول الوقت لا انا كان ممكن اقعد اليوم كله معاها ومفيش اتصال من جوزي اللي انا بحكي عنه مع الوقت عرفت ظروفي
تنحنح مروان قائلا بنبرة غامضة ومُبهمة قليلا
- مش عارف اعاتبك علي ده وله لا، لان فعلا لو حد قرب منك هيكون شيء مفهوم أنك مش مرتبطه بحد وهيكون صعب تألفي قصص، بس برضو مش فاهم انتِ بتعتذري عن الموضوع ده وهو ده اللي عايزة تقوليه
انهي حديثه بتساؤل مما جعلها تريد البكاء بالفعل ولكنها تمالكت فهي تدرك أن القسم الأصعب في الحديث لم يأتي بعد، حاولت قول أي شي يخفف من توترها
- اكيد مش ده بس اللي عايزة اقوله بس اديني فرصة لان فعلا الكلام صعب عليا
- معاكي الفرص كلها يا تسنيم اهدي انتِ بس وبطلي توتر علي الفاضي مفيش قاضي قاعد قدامك
ابتسمت له ابتسامة هادئة ومتوترة ليبادلها ابتسامة تبث بها الطمأنينة رغم كل شيء، فتحت زجاجة المياة المتواجدة أمامها لتشرب منها، فلقد جف حلقها
- شريف قريب هنادي
رفع حاجبيه قائلا وهنا ركز مروان بكامل حواسه في حديثها
- ماله ؟؟؟؟
- انا كنت بلبس الدبلة في الاول بس بعدين قلعتها كانت صوابعي بتورم في فترة من الفترات لما شافني اكتر من مرة قرر انه يفاتحني في موضوع الجواز وأنه يتعرف عليا لو حصل قبول يتقدملي رسمي بس ساعتها قولتله انا متجوزة بقالي سنتين
كانت يسيطر علي لسانه وغيرته وغضبه بصعوبة بالغة، كان صامت تمامًا رغم أن هناك براكين اشعلتها بداخله فقد احتقن وجه، كانت تشعر بما فعلته ولكنها مجبرة علي التكملة
- الموضوع كان خلص هنا يعتبر واعتذرلي لانه مكنش يعرف الموضوع ده وقال أننا ننهيه وكأنه مقالش حاجة
- وبعدين ؟؟؟؟
قالها بغموض شديد وهو يحاول أن يكن هادئا لأبعد حد، استكملت تسنيم حديثها
- استشرت طنط سلوي وقالتلي أني مروحش شركتهم تاني ولما يكون في أوردر وفاء توديه، لو تعبت نجيب المندوب لغايت البيت وخلاص واني مشفهوش تاني وفعلا عملت كده .. وتقدر تسألها لو مش مصدقني
- كملي انا لو قاعد بسمعك لغايت دلوقتي واحنا واصلين للنقطة دي فاعرفي اني مش محتاج اسأل حد
قالها بنبرة مبهمة لم تستطع تسنيم تفسيرها، استكملت حديثها قائلة
- الموضوع اتقفل يمكن سنة وانا متعاملتش معاه
- تسنيم لخصي
- من الاخر يعني ؟؟؟
- اتمني علشان صبري له حدود وهدوئي مظنش أنه هيستمر كتير
- وفاء قالت لشريف انا علاقتي بجوزي عاملة ازاي ووافقت ليه واني هطلق، شريف لما عرف كده حاول يكلمني تاني وانا كدبت وفاء قدامه وفضيت شغلي معاها وده السبب اللي كنت عايز تعرفه ومن ساعتها شريف حاول يتصل بيا وكنت دايما مجرد ما افتح الاقيه هو اعمله بلوك كان بيتصل من ارقام تانية
انتهت من حديثها بصعوبة شديدة محاولة قول كل شيء أتي في عقلها حتي تلخص له الحديث كانت قد شعرت أنها انزلت حمل ثقيل من علي قلبها غير مبالية من النتائج فلا شك أن كلما انتظرت سيكون قول ذلك أصعب فكانت تشعر بالحيرة هل تخبره ام لا رُبما ذلك ليس طمعًا في الاستمرارية معه
فلو كان شريف شخص غير قريب من احد أفراد عائلة مروان لم تكن فكرت أخباره بتلك السرعة