اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة سلطان


الفصل الثامن 8

بقلم فاطمة سلطان



 



____________________



اذكروا الله 



___________________



كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوماً وكانت سماء الربيع تؤلف نجما ... ونجما وكنت أؤلف فقرة حب..



#محمود_درويش

__________________



في الساعة الرابعة مساءًا/ في غرفة مروان وتسنيم 



كانت قد انتهت تسنيم من الحديث مع المريم الذي لم يزيدها سوي تخبط وقلق هي ليست امرأة تقبل أن تكن فترة في حياته لسد خانة 



لم يكن حديث مريم قد شعرها بالاطمئنان أو حتي قد اقتنعت بل أنه ترك نفس الأثر التي تركه حديث سلوي بها، الجميع فجأة أصبح يقرر مصلحتها ويري شيئا لا تراه 




نعم تقبل أن مروان شاب وسيمًا أو حتي به صفات كثيرة من الممكن أنها قد نالت أعجابها أو جعلتها تشعر بالغرابة ولكن لا تقبل الظروف التي جمعتهم وتري أن تلك الظروف هي نقطة سوداء 



فتلك الظروف تجعلها ترفض حتي مجرد التفكير به ودائما  اذا شعرت بشيء تحاول وقف أي شعور تجاهه فهي حتي لا تعطيه أي فرصة وتتعمد فعل اي شيء قد يجعله يكره وجودها، لا تحاول التقرب منه حتي بالحديث فقط تكتفي بالرد علي كلماته ولا تحاول فتح أي حديث تخاف كثيرًا أن يغدر بها الزمن أو تأمن لأحدهم 




فمن الممكن أنه لديه وجه اخر لا تعلمه، فهي بالأصل لا تعلم شيء عنه ولا حتي تسمح لنفسها معرفة شيء، تحاول الابتعاد بأي طريقة لا تريد أن تكن فتاة يشفق عليها فيتخذها زوجة ولا تريد أيضًا أن تكن رحم لارضاء والده فقط وتحقيق أمنيته! 



ولا تريد أن تكن زوجته فعليًا لمجرد أنه أعجب بها ولسد خانة فارغة، أشياء كثيرة تخطر علي عقلها أكثر من أي اشياء قد توقعتها مريم او فكرت بها سلوي فلا أحد يعرف كم الأفكار المتخبطة المتواجدة في عقلها وكيف استعادت نفسيتها وتوازنها. 




أخذت حمام بارد لعلها تهدأ فلقد اشتعل جسدها من كثرة أفكارها علي الأغلب، جلست أمام المرأة وهي تراقب خصلات شعرها المبللة وتتأمل تقاسيم وملامح وجهها الجميلة والذي قد يحسدها البعض عليها فهي بالفعل تعلم أنها جميلة وملفتة، لا تدري أي فتاة تغضب من كونها جميلة 



ثم استغفرت ربها فيجب أن تحمد ربها علي تلك النعمة حتي لا يبتليها بشيء ما فهي لم تكن تقصد الاعتراض.



أمسكت احدي المناشف، وهي ترتدي الروب الخاص بالمرحاض (البرنس) الذي اعطته لها مريم وقد أعطتها بعض المستلزمات التي قد تحتاجها في الغرفة 



كانت تحاول أن تجفف شعرها ثم وقع بصرها علي ساقها اليمني، لتتذكر تلك الحادثة رًبما لم تترك أثر كبير علي جسدها ولكنها تركت أثر أكبر وأعمق في نفسيتها



  مازالت تتذكر جيدًا ما حدث يومها بالتفصيل، فقد بكت والدتها كثيرًا واعتذرت منها ولم يفي بالغرض.



كانت الصدمة حينما وجدت هاتفها يعلن عن اتصال من والدتها .. 



مهلا هذا الامر لم يحدث منذ شهور طويلة، كانت مترددة أن تجيب عليها أم لا ولكن في النهاية اجابت 



- الو 



- الو يا تسنيم عاملة ايه 



أردفت تسنيم قائلة باستغراب شديد 



- كويسة في حاجة 



- مفيش انا حبيت اطمن عليكي مهما حصل انتِ بنتي يا تسنيم مهما اختلفنا متنسيش اني امك، مرضتش اجي بعد ما قولتيلي متجيش تاني فقولت أكلمك افضل



قالتها والدتها بنبرة هادئة، فأجابت تسنيم عليها بهدوء شديد وهي تحاول أن تخمن هدف المكالمة فلا تظن أنها ستمر مرور الكرام 



- كويس انك مجتيش انا مش في البيت لا كنتي هتيجي علي الفاضي 



أردفت كريمة باستغراب شديد



- اومال انتَ فين 



- انا في المنصورة عند أهل مروان 



- ايه يعني الدنيا بقت تمام ما بينكم و...



توقفت كريمة عن الحديث حتي لا تبقي في نظرها مخبر، ثم أردفت قائلة بنبرة هادئة



- خلاص انا مش متصلة علشان استجوبك انا بس متصلة علشان اطمن عليكي 



انتِ محتاجة حاجة ؟ 



قالتها تسنيم باستغراب شديد فلوهلة ظنت أن هناك امرأة أخري تحدثها غير والدتها



- لا 



- ماشي مع السلامة 



أغلقت كريمة المكالمة دون قول كلمة واحدة أخري، فاستغربت تسنيم من اتصالها ايعقل أن والدتها أتصلت فقط حتي تسألها عن حالها !! 



دون طلب شيء مازالت لا تصدق أو تستوعب 



وجدت أحدهما يحاول فتح الباب ويتحرك مقبضه، ولكنها كانت تغلقه من الداخل فأردفت قائلة بتساؤل 



- مين ؟؟ 



قالها مروان بسخرية من سؤالها 



- الجيران،  قافلة الباب ليه من جوا افتحي



علمته فورًا من نبرة صوته المميزة والساخرة، فأردفت قائلة بتلعثم وهي تخرج أول شيء قد قابلته في خزانتها، فهي لم تخرج شيء لتلبسه ولم تكن تتوقع مجيئه باكرًا هكذا



- استني دقيقة



- يا صبر أيوب 



قالها مروان بصوت منخفض وهو يقف وينتظر منها فتح الباب، كانت تسنيم في الداخل ترتدي ملابسها ملابسها بسرعة شديدة، وفتحت له الباب أخيرًا وأردفت قائلة بتساؤل أول ما رأته



- انتَ ايه اللي جايبك بدري كده 



دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه لتجلس هي علي أحد المقاعد المتواجدة في الغرفة ويجلس هو علي المقعد المجاور لها واضعًا ميدالية مفاتيحه علي الطاولة؛ أردف قائلا بارهاق فهو بالفعل يري أن ذلك العمل صعب ومرهق وخصوصا أنه بعد موت ملك وتركه تلك الشركة لم يكن يتعرض لعمل شاق لتلك الدرجة 



- مش بدري اوي يعني احمد جه المصنع فسبته وجيت



ثم أستكمل حديثه قائلا باستغراب 



- انتِ قافلة الباب بالمفتاح ليه صحيح



- عادي كنت باخذ شاور وبلبس  



- وهو مين هيفتح الباب من غير ما يستأذن يعني



قالتها تسنيم باستغراب من سؤاله



- انتَ مثلا 



خبط جبهته، فيا لسهولة الأجابة لا يدري هل هي بالفعل أخذت الموضوع تحدي أم أنها لا تريده بالفعل حتي أن يتقرب منها ولو بالحديث، أردف قائلا بسخرية



- في منتصف الجبهة، بس يعني ابقي البسي في الحمام مدام خايفة علي نفسك علشان لو كان حد لمحني وانا بخبط شكلي كان مش لطيف 



- خلاص ماشي 



قالها مروان باستغراب فعلي ما يبدو بها شيء غريب 



- اول مرة تقولي حاجة من غير ما تطلعي عيني 



أردفت تسنيم قائلة بحيرة شديدة وقلق من كل شيء 



- لا هو علشان بس مش قادرة اجادلك 



- تسنيم انتِ كويسه 



- اه  ليه 



أردف قائلا وهو ينظر في عيناها التي لابد أن هناك شيء يشغلها 



- متاكدة أن مفيش حاجة مزعلاكي 



- ليه بتقول كده 



قالها مروان بتلقائية شديدة



- في الفترة القصيرة دي فهمت  انك لما بتسكتي او بتبقي هادية تبقي في حاجة شاغلة دماغك وباين عليكي في حاجة 



- دي حقيقة 



قالها بنبرة هادئة وهو يحاول أن يجعلها تتحدث وتعبر عما يتواجد بداخلها



- تقدري تحكيلي علي فكرة انا عموما لو زوج رخم فانا صاحب كويس 



- مش عارفة



- جربي مش هتخسري 



قالها بإصرار شديد، فوجدت أنه لا مانع للمجازفة فما الضرر الذي سيقع عليها بقول ذلك له، فأردفت قائلة دفعة واحدة 



- بص من غير تفاصيل انا كنت متخانقة مع ماما بقالي شهور  ومش بنشوف ولا بنكلم بعض خالص 



- بسبب ايه 



كانت بالرغم من كل شيء لا تحاول تشويه سُمعه عائلتها أمامه مهما حدث فهذا يقلل منها أيضًا اذا علم أنها قاطعتها بسبب الأموال التي طلبتها والدتها منه ستكن هي في وضع حرج، فأردفت قائلة



- مش مهم تعرف السبب يعني 



المهم ان ساعتها شبه قاطعنا بعض ودلوقتي اتصلت بتقولي عاملة ايه وبس من غير ما تعوز حاجة او تقول حاجة مهمة  



وجدها صمتت فكان ينتظر تكمله فهل هذا هو ما يزعجها فقط، فأردف قائلا وهو يرفع حاجبيه



- يعني دي حاجة تزعلك يمكن اتراجعت لو هي اللي غلطانة او في كل الاحوال مفيش ام وبنتها هيفضلوا متخانقين العمر كله 



ثم استكمل حديثه قائلا باستغراب من هيئتها



- المفروض تفرحي دي حاجة المفروض تخليكي تكوني مبسوطة مش بومة 



قالتها تسنيم بيأس 



- انا مستغربه ولا فرحانة ولا زعلانة يعني فاهمني شكلك مش فاهمني ولا هتفهمني !  



أمسك يدها، تلك الحركة التي سيقتلها به، لا تريده أن يلمسها فقط أو الشعور بلمسه منه التي تمنحها شعور وقشعريرة غريبة نعم فلتعترف له تاثير غريب وعليها  ولكنها تحاول تفسيره بأنها مثل أي أنثي تتأثر بأي كلمة ولمسة، بينما هو كان لا يقل عنها في التشتت بل أنه يفوقها .. هناك شيء يريدها أن تبقي معه ولكنه لا يظن أنه أحبها حتي هو مازال يشعر بالاستغراب حيال ما فعله فهو قال لها كثير من العبارات لتبقي تلك الفترة معه 



لربما هناك شيء سيربطهما سويًا لعل الجميع يري شيئا لا يراه فلتعطيه فرصة شهور قليلة يعيشوا بسلام ومع الوقت سيظهر أن كان هناك داعي للاستمرار أم سينتهي كل شيء 



تذكر كلماتها



" ريح نفسك لو قعدت بدل اليوم سنة انا مش هيكون ليا فرصة معاك"



أجاب عليها وقتها 



" مدام متأكدة تعالي الفترة دي اقعدي معايا واوعدك ان مفيش حاجة هتحصل انتِ مش عايزاها ولو فعلا لقينا أن مفيش سبب نكمل مع بعض هسيبك وبرضو تبقي كسبتني معرفتنا " 



أمسك يدها الاثنان ثم نظر في عيناها  قائلا وهو يحاول بث الطمأنينة بها 



- تسنيم بطلي تفكري شوية مش قولتلك عيشي يومك بيومه فكري انها اتصلت تسالك عاملة ايه وخدت خطوة ليه بتحاولي تفسري موضوع بسيط وتطلعي منه عُقد



كلنا بنغلط يا تسنيم مفيش حد ملاك ولو اتراجعت عن غلطها في حقك المفروض تفرحي 



لم تكن تسنيم تريد أن تتحدث معه في موضوع عائلتها كثيرًا حتي لا تجعله ينظر لها بشقفة وحتي لا تفضحها عيناها وتهبط دموعها اذا استمر الحديث فأردفت قائلة وهي تسحب يدها من يده ببطئ 



- احنا قلبناها نكد ليه، نغير الموضوع أحسن



تنحنح ثم أردف قائلا بعدما تركت يده الذي شعر بأن هناك شيء قد افتقده



- عندك حق نغير الموضوع، يوم الجمعة هاخدك احليكي تلفي شوية وتشوفي انتِ كنتي محتاجة ايه وتشتريه 



أردفت قائلة باستغراب شديد 



- بس انا كنت هروح مع رباب وقولتلها ..



قاطعها قائلا بمرح وغرور أجاد صنعه



- متهايقلي هتنبسطي معايا اكتر من رباب وهفيدك أكتر 



قالتها باحراج وهي تعقد ساعديها وحاولت أن تتحدث بنبرة ساخرة 



- ده ايه الثقة دي هنبسط معاك ليه يعني



- لان انا اللي عارف كل حاجة، رباب مش بتاعه لف ولا مشي وبعدين رباب متعرفش الا جامعتها وبيت صاحبتها بالكتير اوي بيت خالتي معاهم وبيت اسلام 



ثم أردف قائلا بخبثٍ شديد



- وله اقولك خلاص بلاش



رفعت حاجبيها فما الذي تغير في تلك الثواني، أردفت تسنيم قائلة باستغراب



- رجعت في كلامك يعني



- افتكرت خلود وعيلتها معزومين هنا ومينفعش نمشي 



قالها بمكر شديد، لتتغير معالم وجهها الساكنة، الي ملامح غاضبة 



- انتَ بتستفزني صح !



-  هو انا قولت اي يعني 



قالها ببراءة شديدة فأجابت عليه باندفاع شديد



- علي فكرة انا بكره خلود لان اول مرة شافتني فيها أهانتني، يعني مش بكرهها بسببك ولا بغير عليك ولا أي حاجة في دماغك اللي رايحة بعيد دي 



أردف قائلا بمكر وخبث شديد



- انا مقولتش انك بتغيري عليا انتِ اللي قولتي دلوقتي 



- انا بقول ايه اللي في دماغك



قالها مروان وهو يشير لها بسبابته 



- لا انتِ قولتي اللي في دماغك انتِ 



شعرت بالغضب والخجل من كونه يتهمها بالغيرة فهي لا تري أنها تغار عليه وتجد ألف سبب لكرهها لخلود غير ذلك فأردفت قائلة بنبرة حانقة



- انا مبحبش اللعب في الكلام وبعدين عايز تروح تتجوزها اتجوزها وطلقني ده أسهل شيء ممكن تقدمه ليا 



- تعرفي 



- اعرف ايه



أردف قائلا بنبرة ساخرة ولكنه بالفعل بدأ يشعر بالغيظ من أفعالها 



- انا لو حسبت لك بتقولي كام طلقني في اليوم او كام سبني او استحمل لانك اللي عملت كده في نفسك هتدخلي موسوعة جينيسيس  



- واضح اني بقيت تسليتك علشان تت ...



قاطعها مروان قائلا بنبرة مرحة 



- محدش بيتسلي مع واحدة كاتب كتابه عليه بيتسلي ببنات تانية



- روح اتسلي براحتك



أردف مروان قائلا بمرح



-  للاسف اخلاقي متسمحليش، عملتي ايه من غيري طول اليوم 



كانت تشعر بالحيرة هل تخبره بالحديث الذي دار بينها وبين والدته أم لا ولكنها تتذكر جملتها التي أكدت بها عليها ألا تخبر أي أحد بتلك المحادثة فليبقي كل شيء منتهي وكأنها لم تقل شيء، فأردفت قائلة بلا مبالاة 



- ابدا كانت  رباب معاها صاحبتها فكنت قاعدة لوحدي وكنت قاعدة مع طنط شوية حاسه بملل غير طبيعي  



- هشوفلك حل



- مش فاهمة



- هبقي اقولك بعدين 



كادت ان تتحدث معه وتلح عليه حتي تفهم ما قاله ولكنها أنتبهت لذلك الصوت الذي علي ما يبدو كان بعيدًا ويقترب منهما



- ايه الصوت ده 



قالها مروان باستغراب شديد فهو لا يسمع شيء



- صوت ايه 



أردفت تسنيم قائلة



- في طفل بيعيط



قالها مروان بلا مبالاة فعلي ما يبدو يتهيأ لها ذلك



- طفل ايه يا تسنيم ده أصغر واحدة في البيت شحطه في الجامعة



- والله في صوت طفل بيعيط انتَ مش سامع 



كاد أن يُجيب عليها ليدق الباب، فنهض مروان علي مضض 



وفتح الباب وجدها رباب تحمل ابنه اسلام ورنا (فاطمة) حملها مروان فورًا فعلم هويتها علي الفور فهي ابنه شقيقه،  ففهم أن الصوت التي تسمعه تسنيم هو صوت تلك الطفلة المتذمرة 



قالها مروان وهو يحاول، ان يدللها ويحركها في أحضانه 



- الآنسة جاية بنكدها ليه



نهضت تسنيم من مكانها واقتربت منهم قائلة باستغراب  فهي لم تراها من قبل



- مين دي ؟ 



أردفت رباب قائلة بهدوء 



- دي فاطمة بنت اسلام 



أردف مروان قائلا باستغراب شديد 



- ايه اللي جابها هنا هما رنا واسلام جم 



حاولت رباب التفسير له، فأردفت قائلة بهدوء 



- لا طنط رقية هي اللي تحت  لما عرفت ان بابا نفسه يشوف فاطمة ولانه مش هيقدر يطلع السلم عندهم علشان عالي ومفيش اسانسير جت وعلشان اخوك تقريبا رايح يتكلم مع رنا



ويكونوا لوحدهم هي لسه جاية 



كانت الصغيرة تمد ذراعها ناحية تسنيم وهي تصرخ صراخ شديد، فأردف مروان قائلا باستغراب



- خدي يا تسيم واضح أن في حد عايزك 



حملتها تسنيم وأخذتها في احضانها وقبلت رأسها بهدوء ومسحت علي شعرها وهي تحاول أن تهدئ من بكائها، وأخذت الصغيرة تعبث بسلسلتها الصغيرة المتواجدة في عنقها، لتنشغل قليلا وتتوقف عن البكاء شيئا فشيئا، فأردفت رباب التي كانت تراقبها هي ومروان 



- هي سلسلة تسنيم سرها باتع وله ايه البت سكتت، الحمدلله ادهواني اسكتها عيطت اكتر في ايدي انا بخاف أصلا اشيلهم 



ثم وجهت رباب حديثها لتسنيم التي تتداعب وجه الصغيرة 



- انتِ متعود تشيلي عيال يا تسنيم دي البت مبحلقه في عينك وهادية خالص



تنحنحت تسنيم وهي تتذكر أخواتها الصغار لرُبما حينما تتحدث مع والدتها تسميهم أولاد عمر ولكنها لا تنكر أنهما كانوا في صغارهم أكثر الأشياء التي رعايتهما كانت تهون عليها،  أردفت قائلة بتوضيح 



- يعني متعودة عليهم لان اخواتي صغيرين فكنت بشيلهم ويعتبر حاضره طفولتهم 



قالها مروان باستغراب شديد وهو يخفي الكثير من التلمحيات بين طياتها، فهو يشعر بالاستغراب بالفعل من اندماج الصغيرة معها 



- لا هي تقريبا بقت متيمة بيكي في ثواني !



أردفت تسنيم قائلة بخجل، وهي تنظر لهما لتميل الصغيرة وتضع رأسها علي كتف تسنيم وتهزها تسنيم ببطئ وتربط عليها



- لا علشان انا هادية مش خايفة منها، علي فكرة هما بيحسوا بكل حاجة حواليهم لو حد متعصب او قلقان وممكن حد زعق او بيعيط قدامهم تحديدا لو طفل وده ساعات بيكون من ضمن أسباب عياطهم حتي لو واكلين وكويسين ومفيش مشكلة



أردفت رباب قائلة وهي تتذكر ما حدث 



- اه فعلا لما روحت علشان اخلي طنط زينب تشيلها  عقبال ما ماما وطنط رقيه يتكلموا لقيت في واحدة بتساعدها تحت وجايبة بنتها الصغير فكانت بتعيط ومن ساعتها فعلا وهي بتعيط؛ كويس انها هديت في ايدك كنت هنزلها ليهم تحت



ثم استكملت رباب حديثها قائلة باستغراب شديد فهل جاءت في وقتها الخاطئ ؟! 



- انتِ لابسة التيشيرت بالمقلوب يا تسنيم؟؟



______________



في شقة عائلة رنا



كانت تجلس علي الأريكة وحينما سمعت جرس الباب نهضت من مكانها وعلمت أنه بالتاكيد اسلام فهي كانت تعلم بإتيانه مُسبقًا، فتحت الباب له، أردفت قائلة بنبرة هادئة 



- اهلا اتفضل 



دخل اسلام متوجهًا نحو غرفة المعيشة، وأردف قائلا متسائلا علي حالها 



- عاملة ايه



- كويسة الحمدلله  



جلس علي المقعد وأردف قائلا وهو يشعر بهدوء تام في البيت



- طنط مش هنا وله ايه



أردفت رنا قائلة بلا مبالاة



- لا خدت فاطمة ومشيت نزلت تروح عند صاحبتها، بعد كده فاجئتني انها راحت عندكم علشان باباك عايز يشوف فاطمة 



تنهد اسلام ثم أردف قائلا



- ماشي انا جاي اتكلم معاكي وكويس اننا لوحدنا 



ممكن افهم ايه اللي مزعلك لدرجة انك تسيبي البيت، انا الايام اللي فاتت كنت عمال اراجع نفسي واحاول افتكر عملت ايه مش عارف..



قالتها بانزعاج شديد وهي تعقد ساعديها



- اسلام انتَ اصلا مبتعملش حاجة ولا حلوة ولا وحشة وجودك بقي زي غيابك طول النهار في الشغل وبليل سهران برضو علي اللاب وبتشتغل 



قالها بسخرية شديدة فهل هي تحزن بسبب ذلك السبب



- وده شيء مزعلك !!!!



قالتها رنا بتأكيد شديد 



- اه يضايقني لو هحس انك بتروح مني علشان الشغل 



أردف اسلام قائلا  بغضب 



- محسساني اني بخونك يعني انتِ زعلانة علشان ببني مستقبلي يعني



أردفت رنا قائلة بانزعاج شديد فمازال لا يشعر بأهمية للموضوع 



- لو كنت هتبقي مشغول عني مكناش اتجوزنا يا اسلام وكنت خليك انتَ عايش لشغلك لغايت لما تبقي تحقق اللي انتَ عايزه 



الحياة مش كلها شغل بالنسبالي ولا انا اتجوزتك علشانم

ابقي عايشة مع نفسي ماشي عندك شغل وده شيء طبيعي بس مش لدرجة أننا مبقناش نتكلم انا حتي لو بتكلم معاك بتكون مش مركز معايا .



أردف اسلام قائلا بنبرة حاول أن يكن بها هادئا بقدر الإمكان



- رنا المفروض تكوني عايزالي الخير انا بسعي ان ابني كيان لنفسي ولنفترض ان الموضوع ده مضايقك يعني

مش لدرجة انك تسيبي البيت اتكلمي معايا قوليلي انا مخنوقة ومش عاجبني الوضع.



قالتها رنا بغضب وهي لا تري نفسها مخطئة



- مش لازم كل حاجة اقولهالك انتَ لو محستش من نفسك يبقي ملوش لازمة اني اقولها



- رنا متقلبيش الموضوع دراما ولا تحسسيني انا عاملك مصيبة 

__________________



في بيت عائلة العربي، كان محسن والجميع يجلس بالأسفل مع ضيفتهم رقية والده رنا، محسن كان يحمل حفيدته فاطمة فهي أغلي ما له وحفيدته الأولي والوحيدة حتي الآن 



أول من أعطته لقب جد وبالفعل كان يشتاق لها ويريد رؤيتها ولكنه مريض بالقلب وأشياء كثيرة تمنعه من الصعود الي أدوار عالية، ولاحظ بالفعل من كلمات رباب  هدوء فاطمة مع تسنيم وأشياء كثيرة شغلت عقله من كلمات ابنته



أردفت محسن موجها حديثه الي رقية



- منورة والله، بشكرك أنك جيتي بنفسك علشان اشوف فاطمة 



تنهدت رقية ثم أردفت قائلة



- بنورك يا حج أحنا أهل واهو نسيبهم لوحدهم وياريت يتفاهموا بقا 



- يارب



قالها محسن بنبرة هادئة وهو يقبل رأس حفيدته، فأردفت مريم قائلة بانزعاج 



- مبقاش حد يستحمل حاجة كلهم متهورين ولا عارفين يمشوا بيوتهم وابني مشكلته انه مبيعرفش يسايس حد كلامه واقف هو بيحبها  والله 



كانت تسنيم تلتزم الصمت وكذلك مروان أما رباب كانت تحاول مداعبة فاطمة وهي مع محسن فهي لا تدري لما لديها فوبيا من حمل الاطفال، أردفت رقية قائلة وهي تؤكد علي حديث مريم 



- والله يا مريم الاتنين دماغهم مرياحهم سواء بنتي او ابنك عاملين مشكلة من غير مشكلة، بس هنقول ايه ربنا يهديهم وخلاص



أردف محسن باقتراح غريب أثار دهشة الجميع 



- ما تسيبي فاطمة عندنا النهاردة وحشاني جدا بقالي كتير مش بشوفها 



ابتسم مروان بسخرية ومكر فلابد أنه فهم ما يُخطط له والده وهمس قائلا لتسمعه تسنيم



- فحسيت أن دي أشارة 



أردفت تسنيم قائلة بخفوت بعدم تركيز فعقلها بمكان آخر فهي تفكر في والدتها وفي شريف وفي أشياء كثيرة 



- مش فاهمة



أردف مروان قائلا بهمس



- بيبعت لينا إشارات مشفرة 



أردفت رقية قائلة باستغراب ورفض تام وهي ترد علي اقتراح محسن



-  اسيبها ازاي رنا مش هترضي وكمان علشان لو رجعت مع اسلام



- رجعت يبقي خير وبركة رباب وأحمد يودوها بكرا لبيت اسلام انا ملحقتش أشبع منها



قالها محسن وهو يصر علي ما قاله، فاستمرت رقية في رفضها 



- لا طبعا مينفعش يعني هتعوز امها وهتعيط ومحدش هيعرف يسكتها ده انا نفسي ساعات مبريحش معايا 



-  بيتكم مش بعيد ده عشر دقايق لو ازمت اوي هنجبها عندكم وبعدين مريم موجودة ورباب وتسنيم



قالها محسن بنبرة هادئة فأردفت رباب بمرح 



- اخلع رباب انا بشيلها وانا ايدي علي قلبي وببقي خايفة تقع مني 



أردفت رقية قائلة باستغراب 



- مش عارفة انتِ جبانة كده ليه يا رباب 



ردت عليها رباب قائلة بنبرة هادئة 



- معرفش انا بخاف اشيل اي عيل صغير اشرح فيران اه 



اشيل عيل صغير لا



أردفت مريم قائلة بسخرية شديدة 



-برا هتشيلي غصب عنك 



_______________________



في أمريكا 



كانت سلوي تجلس وتحتسي قهوتها وهي تفكر في الكثير من الأشياء وهل ما قالته لتسنيم كان الصحيح أم لا ؟؟ ولكنها تشعر بارتياح يجب ألا تكن أنانية معها فجمعهما القدر دون موعد أو توقع 



ولكنها كانت خير أنيس وجليس وابنه لها، فيجب أن تفكر بها تذكرت حوار قد مر عليه سنوات



<<فلاش باك>>



في بيت سلوي التي أصرت ملك المجيء في الوقت الذي تتواجد فيه تسنيم في الجامعة رُبما في البداية كانت تأتي أي وقت بمفردها ولكن منذ فترة قريبة تتعمد الا تراها



أردفت ملك قائلة بغيرة شديدة لا تدري فأي مصيبة قد أوقعت نفسها بها



- انا خلاص مش مستحملة انا كل يوم بحلم بيهم يا خالتو مش مستحملة 



تنهدت سلوي وأردفت قائلة بحقيقة لا يمكن إنكارها



- في ايه يا ملك انتِ اللي عملتي كده في الاول ووافقتي هو معملش حاجة من وراكي



وكأن خالتها تضع الملح علي جرحها، فأردفت قائلة بنبرة غاضبة من كل شيء 



- خلاص يا خالتو انا جاية اتكلم معاكي مش علشان تعاتبيني ارجوكي انا فيا اللي مكفيني وزيادة من ندم لازم يطلقها 



-  انتِ قولتيله يطلقها؟ 



- لا مقولتش لسه بس هقوله



أردفت سلوي قائلة بغضب شديد رغم أنها كانت من أكثر المعارضين لتلك الزيجة ولكنها لن تقبل بذلك



- بنات الناس وظروفعم مش لعبة في ايدك انتِ وجوزك لو قولتيله ووافقك وعملها انا اللي هقاطعك 



أردفت ملك قائلة بصدمة شديدة فلا تصدق ما تتفوه به خالتها 



- هتقاطعيني انا علشانها؟!!



- ايوة انتم استغليتوا ظروف البنت ولما حضرتك حسيتي بغيرة والندم ناوية تمشيها وجوزك قال هيطلقها بعد الجامعة حتي مفاتش سنة علي الاتفاق ده  



- انا اللي بنت اختك مش تسنيم 



قالتها ملك بغضب فإذا لم تأخذ منها زوجها فهي علي ما يبدو استحوذت علي اهتمام خالتها، فأردفت سلوي قائلة 



- البنت دي  عانت كتير في حياتها لو جوزك طلقها أهلها مش هيسبوها تعيش لوحدها لانها صغيرة وانا استحالة اخليها ترجع تقعد مع الراجل ده في بيت واحد، انتِ كمان ظروفك كانت صعبة فمتجيش علي حد ظروفه العن منك



-  ده ميخصنيش، انا هخلي مروان يطلقها ويديها فلوس 



- مهما عمل طول ما هي في بيت الراجل ده مينفعش 



- هخليه يبعت ليهم فلوس كل شهر وهما اكيد اهلها لما هيصدقوا  وأكيد لو مشكلة الفلوس اتحلت مش هيعملوا ليها حاجة 



أردفت سلوي قائلة بيأس



- الموضوع مش موضوع معاملة وحشة بس او فلوس 



أردفت ملك قائلة بغضب فسلوي ستصيبها بالجنون 



- اومال الموضوع موضوع ايه كفايا تدافعي عنها انا اللي ربتيني 



أردفت سلوي قائلة بنبرة هادئة 



- انا ربيتك وعلشان ربيتك رفضت اللي عملتيه في الأول انتِ وجوزك، وعلشان ربيتك عمرك ما كنتي أنانية يا ملك مش علشان حماكي تعب ومبقاش مركز معاكي ولا حد فاضي يكلمك في حاجة فتروحي تخلصي من البت 



مسحت ملك دموعها ثم أردفت قائلة بندم شديد



- انا غبية مش أنانية لاني بموت كل يوم بسبب الأحلام اللي بشوفها 



أردفت سلوي قائلة بنبرة هادئة 



- افهمي مهما حبيت تسنيم مش هحبها قدك بس مش هقبل بظلمها، جوز امها هحاول يتحرش بيها اكتر من مرة لما كبرت وساعتها وافقت علي جوزك لما خافت علي نفسها لو تفتكري ان اول مرة الراجل االي اسمه سعد عرض عليها رفضت ولما حست أن الراجل ده هيدمرها قبلت



لا تدري ملك لما شعرت بالتقزز لرُبما كان والدها وجوده كغيابه ولكنها وجدت خالتها ولم تجبر علي العيش ذليلة ولكنها لم تكن تظن أن هناك بشر بذلك السوء



- مروان مقالش حاجة زي كده ليا 



- مروان نفسه ميعرفش حاجة زي كده، انا متأكدة أن جوزك لو ضغطتي عليه هيحصل مشاكل بينكم بس يوافقك في الاخر، أعرفي انها لو رجعت لاهلها ذنبها هيكون في رقبتك  



<<باك>>



جاء ابنها ليقاطع حبل ذكرياتها، فأخبرنا بأنه سيأخذها اليوم للذهاب والتعرف علي زوجته بعد انتهاء عمله



حينما ذهب الي العمل وودعها، شعرت بأنها قد عاشت أحداث وأشياء تظن أنها فيلم سينمائي وأبطاله ثلاثة أشخاص لا تدري من المخطئ فيهما ومن علي حق أن كان علي قيد الحياة أو فارقها 



فهي تريد الخير للجميع





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close