اخر الروايات

رواية مذاق العشق المر الفصل السابع 7 بقلم سارة المصري

رواية مذاق العشق المر الفصل السابع 7 بقلم سارة المصري


الفصل السابع 

التقط يوسف هاتفه فى تأفف وهو ينظر الى اسم جينا ، فتح المكالمة ورد عليها فى اقتضاب وملل وحين شعر بباب المكتب يفتح لتظهر من خلفه ايلينا تحمل عددا من الملفات رسم على ثغره ابتسامة واسعة غير عابىء بوجودها وهو يغير من طريقة حديثه مع جينا تماما ” انا عارف ..انتى كمان وحشتينى اوووى ..انا عندى بس شوية شغل وهكلمك تانى ..باى باى حبيبتى ” استمعت  الى كلماته بغضب حاولت  جاهدة اخفائه ، غيرتها أقوى من أي قوة لانكار وجودها وهو يردد على مسامع جينا عبارات هيامه وغزله ، ضغطت على الملف الذى بيدها حتى كاد يتكور بين  اصابعها واظافرها بالفعل قد تخللت احدى وريقاته ، حقا هى لاتعرف من اين تبدأ طريقها معه و..“ بتبصيلى كدة ليه ؟؟“ قاطعها يوسف وهو يدور بكرسيه الجلدى فى برود ، ردت  وهى تتنفس فى عمق ” ببصلك ازاى؟؟“ 
ابتسم  وهو ينظر الى الملف الذى كاد ان يتكور فى يدها ” اسألى نفسك ” ونهض فى بطء ليواجهها قائلا ” عشان بس تبقى عارفة ..جينا مش الوحيدة ده فى غيرها كتير ..وانا بقا مش ناوى اتغير عشاان حد ” 
اشاحت بوجهها للحظات قبل ان تنظر اليه من جديد قائلة ” اللى بيتغير بيتغير عشان خاطر نفسه وعشان هوا عارف أنه ماشى فى سكة غلط ..اللى بيتغير بيتغير للصح مش عشان خوف على منظره وشكله مش اكتر ” 
مط شفتيه قائلا ” عاجبانى فلسفتك دى ” وجلس على طرف مكتبه وصمت لحظات قبل ان يضيف فى جديه ” انتى هتتعبى كتير لو فكرتى تتجوزينى وده لأنى عمرى ما هحبك ابدا ” 
هزت كتفيها فى لامبالاة تفتك به قائلة ” الحب مش كل حاجة ” 
تضايق  من برودها فحاول اغاظتها قائلا ” وانا بالنسبالى مقدرش اعيش مع واحدة متربطنيش بيها اى مشاعر فتوقعى بقا فى اى لحظة انى ممكن اتجوز عليكى ”
لن يربح معركته تجاهها ابدا هى تدرك غرضه من استفزازها ، وضعت الملف على المكتب وكتفت ذراعيها قائلة فى هدوء ” مثنى وثلاث ورباع ..ده شرع ربنا حد يقدر يعترض عليه ” 
نهض يوسف من جلسته فى صدمة وقال ” بقولك هتجوز عليكى ايه مش فارق معاكى خالص ” 
تراجعت لتحتفظ بمسافة بينهما قائلة ” هيكون فارق معايا لو بحبك مثلا ..بس انا مش بحبك خالص ” 
رد فى حنق  ” اومال عاوزة تتجوزينى ليه ” 
قالت فى هدوء غير مكترثة به ، تلذذت كثيرا بحرصه على اجابة لسؤاله وحيرته في الوصول الى شيء لن تجعله يبلغه مطلقا” قولتلك محتفظة باسبابى لنفسى ” 
هنا فقد أعصابه تماما وقبض على معصمها قائلا ” بطلى استفزاز ” نظرت اليه  فى شر وبعينين كلهما تهديد لا يتناسب مع برائتهما المعتادة وقالت وهى تحاول ان تفلت يدها من قبضته دون فائدة ” لو فكرت تلمسنى بأى شكل هتشوف منى اللى عمرك ما شوفته ” ، استمتع بنظراتها تلك ، اثارته بهذا التغيير ، بكل متناقضاتها لا يستطيع ان ينكر انها تثير فضوله جنونه حيرته حقده تثير كل متناقضاته بمتناقضاتها ، كم تمنى  لو تمادى اكثر و..، قطع استرسال افكاره الوقحة وهو يقبض على معصمها اكثر قائلا ” انا بقا عايز اشوف اللى عمرى ما شوفته ”
استمرت في محاولة تخليص معصمها منه فابتسم لنجاحه اخيرا في مضايقتها ولو قليلا ، لحظات وترك يدها وهو يتراجع قائلا ” طبعا انا اتمنى اعمل اى حاجة تضايقك بس مش يوسف البدرى اللى يلمس ست غصب عنها ” 
نظرت له فى تهكم وهي تدلك معصمها من قبضته  قائلة ” بتلمسهم بمزاجهم بس حاجة فعلا تشرف ” 
عاد ليجلس على رأس مكتبه وهو يزفر فى ضجر قائلا ” انجزى شوفى انتى كنتى جاية ليه خلصينى ” 
حملت الملفات من جديد وبدأت فى عرضها عليه واحدا تلو الاخر ، كان  منشغلا عنها بصراعه الخاص الذي يشتعل مع اي اقتراب منها .. هو يريد ان ينكر انها بالفعل مميزة وذكية وجميلة واضافة كبيرة لاى مكان تعمل به ...يريد أن يخضعها لتصنيفه الخاص لأي أنثى..  يريد ان تظل هكذا بعيدة عن قلبه الذى احاطه باسوار شائكة تمزق اى صورة مثالية لامرأة قبل ان تقترب من ابوابه ، يشعر بالخطر وحصونه تنهار امام رقتها واحدا تلو الاخر ومقاومته تتضاءل وهو يراقب كل شىء فيها باهتمام ، ولكن لا ....هى لاشىء ، هى مجرد امر فرض عليه ليرضى امه وسينهيه فى الوقت المناسب ، لن تقتحم انثى حياة يوسف البدرى ابدا . 
أما هي  فحالتها لم تختلف عنه فصراعها الخاص كان يحتدم بداخلها بدوره  بعد ان واجهها والدها  بمشاعرها تجاهه ، كانت تحاول ان تقنع نفسها انه يحتاج للمساعدة فحسب ولكن التساؤلات التى جابت خاطرها لم تجد لها اجابة ، لماذا هو ؟؟، لماذا جازفت من جديد من اجله ؟؟، لماذا تتحمل فظاظته وتتنازل عن كثير من كرامتها وهو يرفضها مرة بعد مرة ؟؟، لماذا يجمع كل المتناقضات فى آن واحد ترى حنانه واحترامه لأمه وترى فظاظته مع اخرين ، ترى احترامه معها ومع غيرها من الموظفات وترى وقاحته مع جينا ، ترى أى ظروف مر بها وتحدث عنها والده ؟؟، لن تهدأ حتى تعلم قصته كاملة وسيعرف ابن البدري من منهما سيربح المعركة .
********************************
مر شهر لم تختلف فيه الأمور كثيرا بينهما كل منهما كان يستلذ بتحديه للاخر ولو فى امور بسيطة ، لم يتوقف عن محاولاته المستمرة لابعادها عن طريقه دون جدوى ، ألهته محاولاته الدءوبة عن مواجهة تلك المشاعر التى تتسرب الى خلاياه وتتصدع لها اسوار قلبه المحصنة ، كان يردد دوما بينه وبين نفسه انه يكرهها  ويكره وجودها الذى فرضته الاقدار عليها .
اما ايلينا فحتى هذا الوقت لاتعرف من اين تبدأ طريقها معه فهو لم يعطها اى فرصة تماما ، اصبح يغرقها فى العمل اكثر واكثر حتى تمل منه ومن تحكماته وفى المقابل كانت تنجز كل ما يطلبه منها فى دقة تثير دهشته واعجابه رغما عنه ، وفى يوم الخطبة لم يهتم  ويعطها راحة وبدورها لم تطلب هذا الامر مطلقا ، استغرقت فى عملها حين رن هاتفها برقم صوفيا قائلة بصوتها الطفولى ” مفاجأة انا فى المطار ” 
نهضت ايلينا فى دهشة قائلة ” فين ؟؟...ليه مقولتيش يا صوفيا من الاول ” 
ضحكت صوفيا وقالت ” كنت عايزة اعملهالك مفاجأة يلا تعالى خدينى ” 
وضعت ايلينا يدها على رأسها وهى تنظر الى باب مكتب يوسف ثم الى الملفات امامها وتقول ” طيب صوفيا دقيقة وهرجعلك ” 
حاولت التحدث الى ابيها فوجدت هاتفه مغلقا ، ضربت الارض بقدمها فى غيظ وهي تلقي بهاتفها على المكتب  ،انتفضت فى ذعر  حين رفعت بصرها من جديد لتجده أمامها ، نظر لها في تهكم قائلا  ” مالك ؟؟شوفتى عفريت ؟؟“ 
عادت لهدوئها بسرعة وقالت ” لا بس..“ قاطعها يوسف  وهو يتجه الى مكتبه قائلا ” ورايا ” 
وضعت يدها فى خصرها ونظرت الى مزهرية صغيرة على مكتبها وتمنت بالفعل لو جربت متانتها على رأسه  فهذا المغرور البارد يثير غيظها الى اقصى درجة . 
جلس  على رأس مكتبه وانتظرها حتى جاءت لتقف امامه ، تأملها للحظات ..دقق في ارتباكها وحيرتها ومنع نفسه بصعوبه من سؤالها عما بها ، لايريد ان يعترف انه يهتم بأمرها مطلقا ، قال فى هدوء وبلهجة آمرة ” انا عاوزك تعمليلى مقارنة بين ارباح السنة دى وارباح السنة اللى فاتت وعاوز تقرير عن كل مناقصة دخلناها وكمان تقرير بالخامات الجديدة اللى قررنا ندخلها فى شغلنا وكمان ..“ 
قاطعته في ذهول ” ثوانى بس ده كله هيتعمل امتى ” 
رد وهو يسترخى فى كرسيه ببرود ” النهاردة ” صمتت وهى تتأمله فى حيرة ، أهذا الرجل مختل أم يدعي الاختلال ؟، فواصل فى ظفر امتزج بشماتة ” ومش هتمشى غير لما يكون الورق ده كله قدامى يا ....يا عروسة  ”
اغمضت عيناها في قوة ،هكذا اذن !!، يتحداها كالعادة فليكن ، تنهدت قائلة ” تمام يافندم بس لو ينفع بس ممكن استئذن نص ساعة بس عشان ..“ قاطعها باشارة من كفه ” قولت مش هتتحركى قبل ما تخلصى كل اللى طلبته منك ” 
زفرت فى ضيق وشعرت انها بالفعل فى مأزق حقيقى ، وماذا تفعل مع صوفيا التي تنتظر وحيدة في المطار ..لن تترك الفتاة هكذا مهما حدث ...ستتنازل عن جولتها معه هذه المرة فقط وساحة المعركة لازالت أمامها طويلة  ، كادت ان تنطق لولا ان فتح الباب وظهر زين من خلفه فتنهدت فى راحة وهى تسرع اليه قبل ان يدلف للداخل  ، ابتسم لها قائلا ” حظى حلو النهاردة كدة انى اشوفك ..بس فيه عروسة بتيجى شغلها يوم خطوبتها ؟؟“ 
ابتسمت قائلة ” نعمل ايه بقا ؟؟“ 
واضافت فى خفوت وهى تميل للامام قليلا ” حكم القوى ” 
ضحك زين وهو ينظر الى يوسف الذى التفت اليه بضيق لا يجد له مبرر ، اقتربت ايلينا منه وهمست فى رجا ء” زين ممكن اطلب منك خدمة ” 
اشار زين الى عينيه قائلا ” من عيونى اؤمرينى ” 
ابتسمت فى امتنان قائلة ” متشكرة جدا.. بعد ماتخلص مع يوسف ابقى عدى عليا ” 
وخرجت ليتقدم هو جالسا امام اخيه وهو يقول ” ده انت مفترى منزل البت يوم خطوبتها ” 
تنحنح يوسف وهو يحاول ان يخفى علامات الامتعاض على وجهه ، نظر الى الباب لحظات حيث خرجت ايلينا  وقال ” عاجباك ايلينا يا زين ؟؟“ 
نظر زين الى الباب دون ان يدرى ما رمى اليه اخوه وقال ” بصراحة نادر لما تلاقى حد زيها دلوقتى ” 
نهض يوسف من على رأس مكتبه ليجلس مقابلا لاخيه قائلا فى تردد ” زين انت معجب بايلينا ؟؟“ 
قطب زين حاجبيه وقال فى حدة ” انت بتقول ايه يا يوسف الحاجات دى مفيهاش هزار ” 
قال يوسف وهو يميل اليه ليتمعن به أكثر هو لم ينسى مطلقا حماس أخيه لها من البداية ، لا ينكر أنها تشبهه كثيرا في طباعه  ” انا مش بهزر ..لو ايلينا عاجباك خدها يازين ” 
تمعن زين بأخيه للحظات قبل ان يقول فى جديه ” بص بقا ...ايلينا بنت يتمناها اى حد ..لكن انا مش هبص لواحدة هتبقى مرات اخويا ومش بس كدة ...دى حبيبته كمان ” 
اعتدل يوسف وقال فى صدمة أربكت نبرته ولعثمتها ”حببية مين يا زين ..هوا انا بطيقها اصلا ؟؟“ 
ابتسم زين لارتباك اخيه وقال ” انت لسة فى مرحلة المقاومة يا يوسف بس بعد فترة هتستسلم ...وهتبطل تعاند حبك ليها اللى بيكبر جواك ..المفروض تحمد ربنا ان مشاعرك ورطتك مع الشخص الصح ..مش تفضل تعاند ” 
تنهد يوسف وهو يشيح بنظره بعيدا قائلا ” انت بتقول اى كلام يازين انا مش بعترف ان فيه حاجة اسمها حب اصلا ” 
ضرب زين بكفيه على فخديه وهو ينهض فى بطء قائلا ” بكرة تشوف يا يوسف ” واستدار ليذهب وقبل ان يفتح الباب التفت لأخيه قائلا ” ابقى ارحم الغلبانة اللى برة دى شوية ..ملهاش اى ذنب فى الصراع اللى جواك ده ” 
تنهد يوسف وهو ينظر الى اخيه الذى غادر وتركه يردد فى نفسه ” ملهاش ذنب ..شكلها هتبقى الذنب نفسه ”
دق زين على مكتب ايلينا فى رفق فرفعت رأسها اليه قائلة ” جيت فى وقتك ” نظر الى الملفات المتراكمة حولها قائلا” ايه ده كله ؟؟“ 
اشارت  برأسها الى غرفة اخيه في حنق وقالت ” اسأله ” 
ابتسم زين  للحرب الباردة بينهما فقالت ايلينا ” خلينا فى المهم ...انا بنت خالتى رجعت من باريس وحاليا فى المطار واخوك منعنى استئذن ” 
قطب حاجبيه في ازعاج  وهو يهم ان يعود الى اخيه ” ايه الكلام الفارغ ده ” اوقفته ايلينا وهى تقول ” ارجوك يا زين مش عاوزة حد يتدخل هوا فاكر انى مش هستحمل ...وانا هوريه انى هقدر ..بس صوفيا واقفة فى المطار بقالها نص ساعة ودى اول مرة ليها فى مصر ” 
رفع زين حاجبيه قائلا ” صوفيا !!” 
هزت ايلينا رأسها قائلة ” انا بعد اذنك طبعا ادتلها رقمك وشافت الصورة اللى انت حاططها على الواتس اب وهتعرفك ..عارفة انى هتعبك بس انا بحاول اكلم بابا وهو مش بيرد ” 
ابتسم زين قائلا في رفق ” تتعبينى ايه بس يا ايلينا ..انتى من النهاردة تعتبرينى اخوكى ولما تحتاجى اى حاجة هتلاقينى جنبك ...ولو اللى جوة ده مزعلك انا مستعد ا..“ 
قاطعته ايلينا وهى تضحك قائلة ” اللى جوة ده سيبهولى ” ونظرت الى ساعتها لتضيف ” يلا بقا البنت وقفت كتير فى المطار ” 
***********************************
جلست صوفيا على احدى حقائبها وهى تنظر الى ساعتها للمرة الألف وتزفر فى ملل ، رفعت الهاتف فى تلقائية وهى تنظر الى صورة زين من جديد قائلة ” اتأخرت ليه ؟؟؟...زهقت من الوقفة بقا“ 
وبعد دقائق كان زين فى قاعة الانتظار لايدرى عما يبحث ، تخيل ان يجد نسخة اخرى من ايلينا فى ردائها وطريقتها وبتلقائية بحث عن اى فتاة محجبة فى المكان فلم يجد ، سمع صوت أنثوى ناعم من خلفه يقول ” مساء الخير ” 
التفت الى الصوت ليتفاجىء بفتاة لاتشبه ايلينا على الاطلاق فملامحها كانت اوربية صميمة ، بيضاء البشرة صافية لا تخفيها بأى من مساحيق الزينة ، شعرها اشقر ترفعه للاعلى على هيئة كعكة صغيرة فوق رأسها ليعطيها مظهرا طفوليا ، اما عينيها فقد اربكته حين نظر اليها فلاتوجد كلمة تصف انه بالفعل غرق فى جمال لونها الاخضر العشبي الساحر وبريقها الذى كاد يفقده توازنه ومع ذلك فقد اشاح بوجهه في ضيق من ملابسها المثيرة فقد ارتدت سروالا ضيقا من الجينز يكاد ينفجر صادحا بما يخفيه  وفوقه قميص قصير يحدد انحناءات جسدها بشكل ملفت للنظر وبالكاد يصل الى خصرها ، انتشله صوتها من افكاره وهي تقول ” انت زين مش كدة ؟؟؟“ 
هز رأسه قائلا ” صح“ 
تأملته لحظات قبل ان تقول فى بساطة وهي تصفق بكفيها ” انتى احلى كتير من الصورة ” 
رفع زين حاجبيه وخفضهما فى دهشة من جرأتها ، بالفعل تختلف عن ايلينا تماما ، انتبه الى نظرات الرجال التى كانت تحدق بها فى اعجاب وانبهار واضح فزفر فى غضب وهو يتجه الى حقائبها قائلا ” يلا بينا ” 
والى جواره ركبت  السيارة تتابع العالم من حولها فى بهجة وليد يستكشف الدنيا من حوله ، هتفت فى سعادة ” مصر حلوة اوى ..كنت فاكراها مجرد صحرا ” 
رد فى اقتضاب ” ده اللى بيصورهولكو هناك ؟؟“ 
نظرت له فى حيرة لقد اخبرتها ايلينا عن فظاظة يوسف ولم تتوقع مطلقا  ان زين نسخة اخرى منه ، اما هو فقد كان يحاول اخفاء حيرته وصدمته ، لم يتخيلها بهذا التحرر ، هل هى ليست على نفس الدين ؟؟، اصابه الفضول فى مقتل فأراد التحايل على السؤال قائلا ” انتى فرنساوية فرنساوية ولا والدك برضه من اصول مصرية زى ايلينا ” 
ابتسمت صوفيا لاهتمامه وقالت ” انا والدى مصرى برضه كان صاحب عمو سمير انا اسمى صوفيا احمد مصطفى ” 
تنهد في عمق وهو يضغط على مقود السيارة ” أحمد ... يعنى انتى مسلمة ؟؟“ 
هزت  كتفيها دون ان تدرى ما يرمى اليه قائلة ” تقريبا ” 
نظر لها بسرعة قبل أن يركز في الطريق أمامه من جديد قائلا في تهكم ” تقريبا ”  بينما صمتت هي فى غيظ فقد تضايقت من عدم اكتراثه بها وهى من تعودت ان تلفت نظر كل الأعين من حولها ، تأملت ملامحه من جديد وابتسمت وهى تردد فى نفسها فارس شرقى وسيم ولكن غليظ القلب وأعمى البصر ، عادت تنظر الى النافذة من جديد ملتزمة الصمت حتى أوصلها الى بيت سمير .
*******************************
قطع رنين الهاتف تركيز ايلينا الشديد وهى تحاول ان تنجز عملها فى اسرع وقت وبدقة شديدة ، فتحت المكالمة قائلة ” ايوة يا زين وصلت صوفيا ؟؟“ 
رد زين ” ايوة يا ايلينا روحتها عند عم سمير ” 
ابتسمت بامتنان ” شكرا يا زين ” 
رد في بساطة ” لا شكر على واجب ..بس بنت خالتك دى مش شبهك خالص ” 
تساءلت وهى تتابع الحاسوب امامها ” اه فعلا هيا ورثت ملامح مامتها اكتر وما ورثتش من باباها حاجة ” 
ـ"انا مقصدتش كدة" 
ضيقت  عينيها وقالت فى تفكير ” اومال قصدك ايه ؟؟“ 
رد زين بسرعة ” ولا حاجة متشغليش بالك ” ولكنها  فهمت ما يرمى اليه  فأنهى هو المكالمة قبل أن يطرح الأمر لمناقشة يعرف أنه لن يقبل فيها أي مبرر قائلا ” يلا بقا خلصينا انتى وسى يوسف بدل ما الناس تيجى باليل متلاقكوش ” 
ابتسمت وهى تغلق المكالمة وتمسح وجهها فى ارهاق قائلة ” منك لله يا يوسف ...منك لله” واضافت فى اصرار وهي تنظر الى باب مكتبه” بس على مين والله لتشوف ” 
وفى تمام الثانية ظهرا أنهت ماطلبه منها يوسف الذى لم يصدق انها فعتلها فى هذا الوقت القياسى ، حاول البحث عن أي خطأ فلم يجد ...أسقط فى يده اخيرا وتركها تذهب لتستعد للحفل الذى كان مقررا له فى السابعة مساءا.

1




الثامن من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close