رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل السابع 7 بقلم ياسمين
افصل السابع من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
+
في فيلا ماجد عزمي......
+
كانت ميرفت تجلس في حديقة الفيلا
تترشف قهوتها الصباحية بكل إستمتاع فبعد ايام قليلة سوف تتخلص من زوجها ماجد الذي عاشت معه أسوأ سنوات حياتها لم تشعر خلالهم و لو ليوم واحد بأنها أنثى لها مكانة و أهمية في أعين زوجها
لتجد نفسها تلقائيا تتذكر كامل الذي جذب
إنتباهها و سيطر على عقلها و تفكيرها منذ اول
وهلة....
كان وسيما جدا رغم تقدمه في السن و شخصيته قوية و قد لاحظت ذلك في أكثر من مرة كما أن هالة الثراء و النفوذ واضحة عليه تماما ... عبست فجأة بعد أن ظهرت أمامها صورة امين الذي أخبرتها إلهام انه معجب بها لا تدري لم شعرت بالضيق لمجرد التفكير في ذلك الأمر ليس لأن امين هو والد صالح زوج إبنتها بل لأنها شعرت بالانجذاب اكثر لكامل
و لاتريد إفساد الأمر بوجود امين في حياتها....
لذلك قررت انها سوف تحاول الحصول عليه
مهما كلفها الأمر و ستكمل الباقي من حياتها مع رجل تختاره هي....
+
وقفت مكانها و هي تبتسم بإصرار لتصعد نحو جناحها الذي غيرت ديكوره بعد مغادرة ماجد
لتستحم و ترتدي أجمل ثيابها ثم تتجه
نحو شركة عزالدين حيث يعمل كامل.....
+
سمحت لها السكرتيرة بالدخول بعد إنتظار دام لدقائق قليلة ليرحب بها كامل بحرارة و الذي سعد كثيرا لوجودها.....
+
-أهلا و سهلا يا ميرفت هانم... المكتب نور بوجودك
لا مكتب إيه دي الشركة كلها نورت إتفضلي أقعدي ".
+
هتف كامل مرحبا و عيناه تكادان تخرجان من محجريهما متاملا بدقة جمالها الفاتن في ذلك الفستان الأزرق القصير رغم كبر سنها إلا كانت تظهر و كأنها في الثلاثين من عمرها بفضل عمليات التجميل و الشد و النفخ التي تقوم بها شهريا
حتى تحافظ على جمالها لتظهر دائما و كأنها
إحدى نجمات التلفزيون....
+
إبتسمت لتزيد من جنونه و إعجابه بها و هي تقول :
-ميرسي يا كامل بيه و آسفة لحضرتك عشان جيت من غير معاد ".
+
رفع كامل سماعة الهاتف ليطلب لها عصيرا و هو يردف :
-داه إنت صاحبة الشركة يعني تيجي وقت ماإنت عايزة... أيوا يا صفاء لو سمحتي هاتي عصير فرش
لميرفت هانم و فنجان القهوة بتاعي".
+
وضع سماعة الهاتف ثم شبك يديه على المكتب
أمامه و هو يبتسم قائلا :
-قوليلي بقى يا ميرفت هانم إيه سر الزيارة السعيدة اصل بصراحة عندي فضول كبير أعرف".
+
تصنعت ميرفت الارتباك و الخجل و هي تتمسك
بحقيبتها الجلدية الفاخرة قبل أن تجيبه :
-بصراحة عندك حق أنا فعلا قبل ما آجي هنا
ترددت جدا بس بعدين قلت إني مش هخسر حاجة
لو سألت خصوصا إن انا مليش حد اثق فيه غيركم
خصوصا بعد ما بقينا عيلة واحدة....
+
كامل بتأييد : اه فعلا إحنا بقينا عيلة واحدة
بس بردو لسه مش فاهم حاجة من كلامك ".
+
ميرفت بخبث :
-بص يا كامل بيه انا من الاخر عندي شوية فلوس مخبياهم في البنك من سنين بس بصراحة في المدة الأخيرة كنت بفكر إني أشغلهم بس انا مش بفهم في البزنس و الحاجات دي عشان كده قلت هستشير
كامل بيه هو عنده خبرة و معرفة كبيرة في المجال داه و اكيد مش هيبخل عليا بالنصيحة....
+
كامل بتفكير :
- يعني إنت عاوزة تبقي سيدة أعمال...
+
ميرفت بضحك :
-لا طبعا مش للدرجة دي يعني...أنا بس عاوزاك
تنصحني خمسة مليون جنيه أقدر اعمل بيهم إيه؟؟
+
كامل بتفكير : طيب ممكن أفهم حضرتك ليه إخترتيني انا بالذات ".
+
ميرفت و هي تبتسم بدلال :
-عشان مش عاوزة حد من عيلة صالح جوز بنتي
يعرف بالفلوس دي و انا بصراحة واثقة فيك اوي
مش عارفة ليه بس حاسة إنك هتكون قد الثقة دي
و من جهة ثانية انا معنديش حد اعرفه بيفهم
في البزنس عشان كده إخترتك إنت بالذات".
+
تراجع كامل ليسند ظهره براحة على ظهر الكرسي
و هو يبتسم بفخر قبل أن يجيبها :
- إن شاء الله هكون قد الثقة دي و إطمني مفيش حد هيعرف بحكاية الفلوس دي... خمسة مليون
جنيه مبلغ حلو و انا ممكن أساعدك عشان
تشتري بيهم أسهم في شركة من شركاتنا".
+
تحمست ميرفت و ظهر الطمع في عينيها
فهذه هي الفرصة المناسبة للتقرب من كامل
لكنها تمالكت نفسها و هي تقول :
-أنا طبعا مش عاوزة أسببلك مشاكل في شغلك
يعني لو امين بيه او صالح عرفوا إني جيت لحضرتك هيستغربوا جدا و مهما شرحت مش هيفهموا
خايفة تحصل مشاكل بين يارا بنتي و جوزها بسببي
خصوصا إني هتطلق قريب ".
+
رغم أنه لم يفهم شيئا من كلامها إلا أنه
لم يستطع إخفاء سعادته بخبر طلاقها
الذي كان مفاجأة بالنسبة له ليسألها باستنكار :
- طلاق؟؟ يعني إنت و ماجد بيه هتطلقوا....
+
تلعثم قليلا بعد أن إنتبه للهفته الواضحة
و فرحته التي لم يستطع كتمانها ليهتف مصححا :
-اقصد ليه؟؟
+
كانت ستجيبه إلا أن دخول صفاء التي أحضرت
صينية المشروبات حال دون ذلك... وضعت
كوب العصير أمامها ثم فنجان القهوة أمام
كامل و إستأذنت بعد أن أشار لها بالخروج....
+
ميرفت بتوضيح :
-أنا و ماجد اصلا جوازنا كان غلطة من الاول
جواز صالونات زي ما بيقولوا عشان مصالح
العيلتين...و انا وقتها كنت صغيرة و مش هكذب
عليك أنا مكنتش رافضة عشان ماجد كان عريس
مناسب غني و من عيلة معروفة و مستقبله مضمون
و هيقدر يعيشني في المستوى اللي متعودة عليه
إتجوزنا و جبت يارا و بعدها ريان بس رغم
مرور السنين دي كلها إلا إننا كنا عايشين زي
الأغراب عمرنا ما قعدنا تكلمنا زي إثنين
متجوزين و تناقشنا في موضوع يخصنا أو يخص
الأولاد...كل واحد كانت ليه حياته الخاصة
بعيد عن الثاني و كل سنة بتمر كانت الفجوة للي
بينا بتكبر و إحنا بنبعد عن بعض أكثر لحد ما
بقت حياتنا مع بعض باردة و أيامنا شبه بعض
لحد ما إكتشفت إنه بيخوني و متجوز عليا عرفي
و مش واحدة لا دول كثير...و آخرهم رقاصة ".
+
إرتشفت من كوب العصير بعد شعورها بغصة
مريرة تسد حلقها لكنها رغم ذلك تحاملت على نفسها
لتكمل دون أن تنظر لكامل الذي كان يرمقها
بنظرات مصدومة و كأنها كانت تروى تفاصيل
حياته هو بالضبط لكن بسيناريو مختلف....
+