اخر الروايات

رواية عش العراب الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الفصل السابع 7 بقلم سعاد محمد سلامة


                                    
السابع
ـــــــــــــ 
غادر النبوى وأخذ معه تلك الطفله وترك همس مع كارم بالكافيه. 
نظر كارم لها عقلة يقول: 
ألا تعلمين حبيبتي  كم مره فكرت فى الإنتحار كى ألحق بيكِ ونتقابل بين شظايا النيران نحترق سوياً... لكن كآن القدر رسم لى البقاء كى تعودى إلي. 

+


تبسم كارم يقول: إقلعى النقاب اللى على وشك يا همس أظن مبقاش له لازمه بعد كده تخفى وشك عنى، انا كان عندى إحساس إنك هاميس بنت عمى ما يوم ما لمحتك فى المقابر يوم جواز سلسبيل وقماح.... ولقائتنا بعد كده مكنتش صدف أكيد كانت من ترتيب مين الله أعلم. 

+


رفعت همس النقاب عن وجهها وقالت: لقائنا مره تانيه كان من ترتيب القدر يا كارم فاكر كنت بتقولى أيه دايماً... 
هاميس هى العروسه اللى كان الفراعنه بيرموها فى النيل كل سنه علشان الخير يفيض بعد كده.. بس هاميس مماتتش فضلت عايشه فى القلوب، إنها رمز للعطاء والتضحيه. 

+


تبسم كارم  يقول: وأنتى ضحيتى ليه بحياتك قدامنا يا هاميس ليه رضيتى تبقى ميته خا.... لم يُكمل كارم كلمة خاطيه، وإسترد حديثه يقول: 
إحكى لى الحكايه من الأول يا هاميس. 

+


وهتصدقنى يا كارم.. هكذا ردت همس. 

+


نظر لها كارم قائلاً:

+


لو مكنش عندي ثقه إنك بريئه يا همس مكنتش إتعذبت الفتره اللي فاتت وكنت نسيتك بسهوله جدا، شيلى النقاب عن رغم إن وشك عمره ما فارق خيالى بس وحشيتنى بسمة وشك يا همس. 

+


رفعت  همس النقاب عن وجهها وقالت بشعور الهزيمه: 
بسمتى إختفت يا كارم. 

+


بالفعل نظر كارم لملامح همس شعر بغصه قويه فى قلبهُ، صورة وجهها كما هى لكن إختفت عينيها اللتان كانتا تضويان  ببريق الطفوله  حتى بريق الطفوله إنطفئ،أمامهُ وجه صبيه عابس،تحسر قلبهُ وقال:
إحكى لى من أول الحكايه يا همس.

+


نظرت له همس قائله:عاوز أنهى حكايه فيهم،حكاية إنى إزاى عايشه وبتنفس لغايه دلوقتى رغم إنى حاسه إن قلبى ميت وحياتى إنتهت،ولا الحكايه التانيه،حكايه همس اللى أتوصمت بكلمة...خا...

+


قبل أن تكمل همس الكلمه تحدث كارم:إبدأى بأى حكايه فيهم يا همس.

+


غص قلب همس وقالت:هبدأ بحكاية إزاى إنى لسه عايشه. 

+


فلاشــــــــ**ــــــباك
بأحدى غرف المنزل
كانت همس موضوعه على طاوله 
دخلت هدايه الى الغرفه  من أجل أن تقوم بتغسيل جسدها ومن ثم تكفينها،دخلت بقلب مُنفطر إحدى الزهرات التى تربت على يديها عقلها لا يُصدق ما حدث قبل قليل،ولا حتى أن همس إرتكبت تلك الخطيئه بإرادتها هى من ربت حفيديتها وربتهن على العفه،سواء عفت النفس أو عِفة البدن،الوجع يتضاعف بقلبها ليس وجع..بل فجع.. فجيعه كبيره تقتسم بقلبها ،إقتربت بدموع تسيل من عينيها كزخات مطر كحال الطقس الممطر،كآن السماء هى الآخرى تبكى لوجيعة قلب هدايه،أصبح جسد همس مُسجى أمامها مباشره 
كلما رفعت يدها لا تستطيع أن تصل الى جسد همس بسرعه تعود لجوارها،لكن وقع بصرها على جسد همس لاحظت مازالت الدماء تندفع منها بغزاره كما أنها سمعت صوت آنين خافت للغايه،أعتقدت أنها تتخيل ذالك...
لا تعرف سبب لما مدت يدها بسرعه وضعتها فوق جرح همس الذى ينزف،شعرت بنبض يكاد يضيع،نظرت لوجه همس رآت شفاها إنفرجت تآن بلا صوت،مسحت دموع عينيها وإستقوت قائله:همس إنت لسه عايشه لسه فيكى الروح.

+


                
آنت همس وكآنه الآنين الآخير،بالفعل بعدها صمتت همس...وضعت هدايه يدها على قلب همس مازال هنالك نبض ضعيف،فتحت ملابسها سريعًا رأت مكان الرصاصه،وإندفاع الدماء منها،آتت بأقطان وقامت بوضعها فوق الجرح حاولت كتم غزارة الدماء،كى ترى مكان الجرح،لكن فوجئت الرصاصه قريبه من القلب كثيراً،عليها التصرف سريعاً،أتخرج وتقول لهم أن همس مازالت حيه وتعطيهم أمل واهى سُرعان ما يزول،فكر عقلها وقلبها معاً بسرعه أخرجت ذالك الهاتف الخلوى القديم الطراز وقامت بالضغط على زر الإتصال لأحد الأرقام الموجوده على الهاتف وقفت تنتظر الرد الذى بنظرها تأخر فهذا الرنين الثانى لكن بنظرها لحظه قد تفرق بعودة همس للحياه أو مغادرتها نهائياً...
سمعت رد عليها فقالت بلهفه:إنت فين يا نبوى مبتردش عليا من أول رنه ليه؟

+


رد النبوى مُتعجباً: أنا رديت علطول،أنا داخل عالوحده الصحيه أجيب دكتور يكشف على همس علشان أطلع تصريح الدفن وشهادة الوفاه.

+


ردت هدايه بتسرع:مالوش لازمه إرچع للدار بسرعه تعالالى من الباب الورانى للأوضه اللى دخلنا فيها همس،بسرعه بجولك.

+


قالت هدايه هذا وأغلقت الهاتف،وإقتربت من جسد همس مره أخرى،وضعت يدها على عُنقها هنالك مازال النبض،كان القطن الموضوع على جرحها قد غرق من دمائها،أزاحت ذالك القطن ووضعت غيره تضغط عليه بقوه لولا خوفها لقامت بفتح جسد همس وأخرجت تلك الرصاصه من جسدها،عَل خروجها يُنهى هذا النزيف،لكن مهما كان لديها قلب جامد وبعض المهارات لكن لم تصل لتلك الخبره التى تحتاجها همس الآن تحتاج ليد طبيب متخصص،وقبل الطبيب تحتاج الى معحزه ليست بيد أحد سوا الله..
بالفعل بعد دقائق معدوده دخل النبوى من باب الغرفه المُطل على الحديقه تحدث بنهجان:
فى أيه يا أمى،خلتينى ليه أرجع قبل ما أوصل للوحده وأجيب الدكتور.

1


ردت هدايه بهدوء قليل إكتسبته من خبرتها السابقه:
همس لسه فيها الروح.

+


ذُهل النبوى قائلاً:بتقولى أيه،إزاى!

+


ردت هدايه:مش وجت إزاى دلوق،
دلوق لازم نحاول ننجدها يمكن ربنا ياخد بيدها... ووجتها تظهر الحجيجه. 

+


إقترب النبوى من الطاوله الموضوعه عليها همس ووضع يده على عنقها،إنذهل حين شعر بنبض تحت يدهُ،تبسم بتلقائيه لا يعرف كيف وقال:فيها الروح صحيح،هطلع أجول لناصر ومرته.

+


مسكت هدايه يد النبوى وقالت:النبض ضعيف يا نبوى،بلاش تديهم أمل كداب،خُدها للمستشفى،ونشوف الدكاتره هتجول أيه،يلا بسرعه يا ولدى الوجت مش فى صالحها،النزيف مش عم يتوجف.

+


نظر النبوى لهدايه وقال:وهطلعها إزاى من الأوضه جدام اللى موچدين بالدار.

+


فكرت هدايه قائله:إستنى يا ولدى 
قالت هذا وآتت بملاءه ولفت بها جسد همس وقالت له:
إطلع هات العربيه جدام باب الاوضه بسرعه،بالفعل لم ينتظر النبوى،وخرج وآتى بالسياره أمام باب الغرفه الخلفى،حمل همس سريعاً وخرج بها من الغرفه ووضعها بالسياره،أشارت له هدايه أن ينطلق سريعاً.

+





الثامن من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close