اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السابع 7 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السابع 7 بقلم فاطمة سلطان




الفصل السابع 7

بقلم فاطمة سلطان







_________________



اذكروا الله



_________________



إن القيام بخطوة جديدة أو التلفظ بكلمة جديدة هو أكثر ما يخشاه الناس



"فيودور دوستويفسكي"

_______________



دخل شريف وصافح الجميع والقي التحية عليهم وحينما اتي دور تسنيم أردف قائلا باستغراب شديد فهو لم يكن يظن انها هنا اطلاقا، فماذا تفعل عند عمته



- الدنيا صغيرة



- انتم تعرفوا بعض



( قالها أحمد باستغراب )



شريف جمال، شاب في التاسعة والعشرون من عمره، خريج من كلية الآداب ..



كان ينظر لها بطريقة اغضبتها، بينما هو كان عقله بمكان آخر حاول أن يفهم علاقتها بعمته وابنتها أو حتي يتوقع سبب رؤيته لها هنا




كانت تسنيم غاضبة من تلك الظروف التي تكن دائمًا عكسها، فما عمل شريف هنا ؟؟، انتبهت لسؤال أحمد  وحاولت أن تُبادر هي بالتفسير أولا، فأردفت قائلة بنبرة هادئة وواثقة 



- أستاذ جمال وأستاذ شريف صحاب شركة الشحن اللي كنت بتعامل معاهم علشان الشغل بتاعي 




كان جمال قد انتهي من عناق شقيقته وابنتها هنادي وانتبه لوجود تسنيم فهو رأها أكثر من مرة ويعلم المشاعر التي يكنها ابنه عنها، فأردف جمال قائلا حتي لا يكن لابنه فرصة للحديث بأي شيء



- اهلا يا تسنيم يا بنتي.. عاملة ايه، وبتعملي ايه هنا انتِ تعرفي هنادي



نظر أحمد لجمال ليجيب هو قبل أن تجيب تسنيم بعدما أدرك سبب معرفتهم 



- تسنيم مرات مروان اخويا 



أردف شريف قائلا وهو يرفع حاجبيه باستغراب رُبما يعلم بزواجها وسببه ولكنه لم يكن يتوقع أنها زوجة مروان 



- بس هو مش مراته ماتت بقالها فترة حتي احنا جينا مع ابو هنادي الله يرحمه 



أردف  أحمد  قائلا بلا مبالاة، بينما خلود كانت تراقب الوضع



- كانت ملك الله يرحمها مراته الاولي 



بعد وقت من الحديث أردفت رباب قائلة حتي تجعل شقيقها يتحرك فإذا تركت له الحرية سيبيت معهم الليلة فهي تعلمه عن ظهر قلب ...



-  مش شايف اننا نمشي يا احمد احنا اتأخرنا ولسه هنوصل خلود وإن شاء الله نيجي تاني نشوف هنادي وتكون أحسن بإذن الله 

________________



في بيت عائلة العربي/ الساعة العاشرة مساءًا 



كان مروان يجلس بجانب والده الذي يتابع الأخبار كعادته ويُراقب ابنه الذي علي ما يبدو ينتظر مجيئها بفارغ الصبر 



فكان مروان بالفعل ينتظر وصولهما، وحينما شعر بتأخرهم اتصل بهم فأخبروه انهما علي الطريق، بعدما أغلق الهاتف أردف محسن قائلا بخبث شديد 



- ايه خلاص مش طايق تقعد من غير تسنيم  لو كنت اعرف كنت جبتها من زمان بدل ما كنا نشوفك كل 15 يوم تقعد معانا يومين زي الضيف وتمشي 



ابتسم مروان في هدوء فهو يعلم أن والده لن يصمت ولن يترك شيء يفوته، فأردف قائلا بنبرة مرحة



- مش طايق اقعد فعلا البيت وحش من غيرها 



جاءت مريم من المطبخ بعدما كانت تحضر طعام العشاء وأردفت قائلة بابتسامة هادئة



- اه وهي كمان كانت عماله تقول كده برضو وانتَ في الشغل حتي قالت لخلود انها رايحة معاهم علشان بتزهق من القعدة لوحدها وانتَ مش موجود 



ابتسم مروان فيالها من أمراة تتصنع أمامه اللامبالاة وترفض عرضه وفوق ذلك تغير عليه وتفعل كل ذلك وفي النهاية تقول أنها لا تهتم لامره لم يعلق فاستكملت مريم حديثها قائلة بهدوء



- هو أهل تسنيم فين يا مروان ؟ 



- فين يعني اكيد في بيتهم



قالها بسخرية فخبطته مريم علي كتفه قائلة بحنق علي طريقته المرحة التي لن تتغير حتي وهو مشتت ورُبما زادت في تواجد تسنيم فلقد فقد بهجته بعد موت ملك



-  يا علي الذكاء كنت فاكره انهم  في بيت الجيران، بكلمك بجد يعني مبشوفش تسنيم بتتصل بمامتها مثلا او حاجة او بتتكلم عنهم



كل اللي عرفته ان باباها ميت 



تنحنح مروان قائلا بتأكيد للمعلومة التي تقولها والدته



- فعلا باباها ميت من  وهي صغيرة ومامتها متجوزة وعندها اخ واخت من مامتها 



أردفت مريم قائلة باستنتاج 



- هي العلاقة ما بينهم وحشة يعني



حاول مروان ان يتفوه بأول شيء قد جال في خاطره حتي لا يدخل في تفاصيل أو اشياء أخري



- لا مش وحشة بس مامتها مكنتش عايزاها تيجي  يعني المنصورة لانها بتوحشها ومش هتعرف تشوفها زي الأول  في بينهم زي عتاب كده بس الموضوع هيتحل يومين وهتلاقيهم اتصالحوا 



- اه يعني انتَ لما روحت مراتك كانت عند أهلها ؟



- لا في شقتنا 



هزت مريم رأسها بتفهم ثم توجهت الي المطبخ مرة أخري، وأردف مروان قائلا موجهًا حديثه الي والده 



- هو صحيح يا بابا انتَ عرفت مكان شقتي انا وتسنيم منين 



- هتفرق معاك يعني 



- معلش ريحني يعني اكيد مش بتضرب الودع 



قالها بمرح فأردف محسن قائلا بعدم إكتراث 



- من المحامي مش بعت شقتك من كام شهر علشان المطعم ولما سألك هتعيش فين قولتله في الشقة اللي انتَ ماجرها لتسنيم معاها



كان تخمينه في محله فليس هناك طريقة أخري، فأردف مروان قائلا باستغراب شديد



- وليه يعني مقولتليش هات مراتك وتعالي 



قالها محسن بسخرية وبنبرة منخفضة 



- مزاجي كده كنت عايز اشوفك بتحور عليا وله لا لاني اقطع دراعي انك كنت متجوزها بجد السنين دي كلها



لينظر له ويفحص ملامحه الجامدة بنظراته رُبما أغلب الأوقات لا يمكنك الوصول الي ما يدور بخلده 



- يمكن اللي مصدقه انك بقالكم شهور بس من ساعة ما بعت الشقة التانية لانك كنت عايش فيها اصلا 



كان مروان علي وشك مقاطعته وقول أي شيء ليستكمل محسن حديثه وهو يوجه له سبابته



- لا تبررلي ولا تقنعني ولا عايز اعرف حقيقتك معاها ايه المهم اللي جاي انا عايز افرح بعيالك انتَ سامعني انا مش هفضل عايش العمر كله ....



- احنا جينا يا بشر 



قالتها رباب بمرح شديد وصوت عالٍ لتأتي والدتها من المطبخ قائلة 



- جيتي يا مقصوفة الرقبة 



أردفت رباب قائلة بسخرية



- طب يا ماما شكرا كفايا



أردفت مريم قائلة حينما لاحظت غياب ابنها وتواجد تسنيم التي جلست علي أحدي المقاعد بهدوء فهي مازالت تشعر بالقلق حيال شريف رُبما هي لم تفعل شيء يستحق القلق، ولكنه شخص يجب أن تقلق منه تتذكر رسالته في أحدي المرات 



" تسنيم انا مش هفضل اجري وراكي كتير انا عمري ما عوزت حاجة واتقالي لا عليها " 



حظرته بعدها فكان كل مرة يراسلها من رقم مختلف كان له او لغيره 



تلعن من كان السبب ..



قالتها مريم باستغراب وهي تري اختفاء ابنها 



-  فين أحمد بيركن العربية وله ايه ؟ 



- لا احمد رجع تاني عند هنادي 



قالتها رباب، فأردف محسن قائلا باستغراب شديد



- ايه اللي رجعه متاخر كده عند الناس 



أردفت رباب وهي تجاس بجانب مروان علي الأريكة  وهي تشرح لهم غيرة أحمد 



- اصل ابن خالها وخالها هناك وانتم عارفين ابنكم وغيرته اكيد هيتحجج بأي حجة علشان يعرف هيباتوا هناك وله لا



لولا اننا معاه اصلا مكنش مشي دماغه مريحاه اصلا مزودها والبنت اصلا حالتها وحشة ربنا يسترها شكله هيكون بايخ وقولتله زعق فيا ومعجبوش كلامي 



أردف محسن قائلا وهو يوجه حديثه لتسنيم 



- خلاص سيبك منه عملتي ايه يا تسنيم 



- عملت ايه في ايه 



قالتها تسنيم بعدم انتباه أو تركيز، فأردف محسن قائلا بنبرة هادئة



- هتعملي ايه في ايه يا بنتي قصدي يعني اتعرفتي عليهم وكده وله ايه اللي حصل 



تنحنحت تسنيم قائلة بنبرة هادئة



- اه اتعرفت عليهم ناس كويسه بس الظروف بقا ربنا يعدي الفترة دي علي خير علي هنادي وتفوق من صدمتها 



- يارب 



قالها الجميع فأردفت رباب قائلة بابتسامة واسعة 



- تخيلوا بجد اني اغلبية Accessory اللي عندي  بتاعت تسنيم وهي اللي عملاهم مكنتش اعرف أنها  مرات اخويا 



طلعت موهوبة جدا طلعت صاحبتي اللي بتجبهم ليا من عندها وبتطلب الاوردرات منها لسه عارفة حالا ومكنتش هعرف لولا وجود شريف



جحظت عيناه هنا وانتبه للحديث بكامل حواسه، فأردف مروان قائلا بعدم فهم لذكر اسم رجل في نفس الحوار الذي يتحدثوا فيه عنها



- افندم؟!!



لم تكن تعلم تسنيم هل تلعنها علي قولها الآن او تشكرها علي مدحها لها، فأردفت تسنيم قائلة وهي تحاول توضيح الموضوع 



- أستاذ جمال خال هنادي صاحب شركة الشحن اللي كنت بتعامل معاهم انا وصاحبتي في توصيل الحاجات بتاعتنا 



نهض محسن ذاهبًا لاخذ علاجه بينما رباب ذهبت الي المطبخ لتري هل والدتها بحاجة لشيء ما، فأردف مروان بصراحه شديدة 



- انتِ تعرفي شريف يعني



تنحنحت تسنيم قائلة بهدوء



- هو معرفة سطحية خاصة بالشغل، لان صاحبتي هي اللي كانت مسؤولة عن توصيل الحاجات وكانت لما تتعب بتواصل معاهم انا 



بس لما اختلفنا انا وهي اصلا من فترة قريبة وقفت الشغل أصلا 



- اه شريف عرفك يعني



- اه عرفني 



- شيء لذيذ 



جز علي أسنانه وهو يقولها لتأتي والدته وأردفت قائلة لتنقذ الموقف 



- يلا العشاء ياولاد 

________________



في الغرفة بعد منتصف الليل 



كانت الغرفة كبيرة عن القديمة التي كانوا بها ويتواجد في تلك الغرفة حمام خاص بها، وشرفة واسعة 



فاخبرتها رباب أنها أكبر غرف منزلهم حتي من غرفة والدها ووالدتها، كانت ترتب القليل من أغراضها في الخزانة فلم تريد وضع حقائبها كلها فهي تعلم أنها ستعود ولا تقبل بأي حقيقة غيرها 



كانت يدها مشغولة بطوي الملابس، بينما عقلها يدور به الكثير من التساؤلات، كان مروان يجلس ويمسك أحدي كتبه ويتصنع أنه مشغول في قراءته، فهو يراقبها قليلا فأردف قائلا بتساؤل



- مقولتيش يعني انك  تعرفي شريف



قالتها بحنق شديد وسخرية



- مش فاهمة اقولك ايه يعني، حكيت ليك علي شغلي وقولتلك كل حاجة، لكن هيفرق معاك اسمه مثلا علشان كنت اقولك عليه 



وانا هعرف منين انه كان  يعرفك او في معرفة بعيدة اوي كده بينكم علشان اقولك 



حاول أن يغير مجري الحديث فأردف قائلا



- بس اتاخرتوا اوي يعني ده انا قولت بالكتير هتبقوا تمانية هنا



- زي ما سمعت اختك



اخوك تقريبا مكنش عايز يمشي ومشي بالعافية بسببنا 



قالتها بلا مبالاة فأردف مروان قائلا 



- احمد بيغير



ردت تسنيم عليه بعدم إكتراث 



- اه مهوا كان واضح عليه بس حتي لو باتوا امها موجودة وخالها موجود ده مش وضع غيره فيه البنت مدمرة أصلا



تجاهل كلماتها وتفسيرها لغيرة أحمد، ولكن هناك شيء يشغل عقله لما تشاجرت مع صديقتها؟ ولما قالت له كل ذلك ولم تقول له 



-  بس ايه الخلاف اللي بينك وبين صاحبتك علشان تتخانقوا وتفضوا الشغل 



حاولت أن تتحدث بنبرة هادئة 



- ولا حاجة مهمة يعني موضوع طويل  وبعدها حاولت اني اشتغل لوحدي  بس تعب طنط سلوي علي الامتحانات بتاعتي اتلهيت شوية وكانت يدوبك النتيجة طلعت وقولت هبدأ اشوف شغلي 



باباك جه 



- حاسك مش طبيعي



تحدثت تسنيم قائلة نصف الحقيقة



- ابدا منظر هنادي فكرني بابا يمكن ساعتها كنت عيلة صغيرة مش مدركة اوي بس الأكيد اني اضايقت النهاردة



- ربنا يرحمه 



- يارب



أغلق كتابه، فأردفتتسنيم قائلة بنبرة غير مفهومة



- كان نفسي يكون عايش يمكن مكنتش هبقي قدامك دلوقتي حتي 



- يعني انا النقطة السوداء اللي في حياتك 



قالها بنبرة ما بين السخرية والمرح فأردفت قائلة بتفسير



- لا مش لدرجة سوداء انتَ ولا باين ليك ابيض ولا أسود 



أردف مروان قائلا بارهاق شديد 



- مش عارف انتِ بتشكريني وله ايه بس ما علينا انا تعبان وعايز انام انتِ لسه باقي ليك كتير ..



- اه نام انتَ انا لسه هطبق دولابي ومش جاي ليا نوم  دلوقتي ..

___________________



في السابعة صباحًا في غرفة تسنيم ومروان



آفاق من نومه بعدما نام علي فراشه بهدوء متناسيًا بعض الأشياء، دخل الحمام وارتدي ملابسه وجهز نفسه للذهاب الي العمل فهو منذ ان افتتح ذلك المطعم لم يكن يستيقظ مبكرًا لتلك الدرجة لذلك يشعر بارهاق  ..



وجدها نائمة علي المقعد المتواجد علي الغرفة، خبط متفها برفق ثم أردف قائلا بنبرة هادئة 



- تسنيم قومي 



- في ايه اللي حصل 



قالتها بذعر وقلق شديد، لم يأتي مروان في عقله إلا شيء واحد أيام تواجده في الجيش فهو ذهب الي للجيش في بداية زواجه ..



فأردف قائلا بمرح واستغراب في أنن واحد



- ايه هو انا قائد الكتيبة بقومك،  قومي نامي علي السرير انا معرفش كانت دماغي فين ومنمتش علي الارض 



- انا اصلا لسه نايمة بعد الفجر وبعدين لازم حل مش هينفع حد فينا ينام علي الارض 



- نامي جنبي 



قالها بتلقائية فلم يكن لديه قدرة لأن يمزح معها أو يتخابث، فأردفت قائلة بحنق



- خير انتَ اتجننت باين 



قالها بسخرية 



- ايه قلة الادب اللي انا فيها صح 



ثم استكمل حديثه قائلا فهو وعدها باشياء كثيرة 



- مش هاكلك 



أردفت تسنيم قائلة بتلقائية شديد



- والله انتَ متضمنش بعد اللي عملته فيا هناك ربطتني وانا نايمة وكتمت نفسي فلازم أخاف منك طبعا 



- كنتَ متعصب منك وقلقان عليكي وكان الموضوع هزار وبعدن انا مش سفاح يعني اعتبريها هزار ميبقاش قلبك أسود 



- الموضوع مش هيتنسي 



كان مرواه يلعن نفسه فكان حملها ولكن تشعر بشيء فنومها ثقيل



- تصدقي انا كنت شيلتك هبدتك علي السرير ولا كنتي هتحسي ولا هتتنيلي ولا كنت سمعت منك مرشح علي الصبح



- مش عاجبك مشيني مش انتَ قولت هتستحمل اي حاجة مني واتحدتني  



قالها بسخرية شديد 



- وانتِ عجبك التحدي صح 



- والله انا ولا عاجبني حاجة ياله روح علي شغلك بقا 



قالها مروان بغرور أجاد صنعه 



- ماشي وبعدين مش لازم تموتي عليا وانا مش هنا 



قالتها بغضب حاولت كتمه بقدر الإمكان ولكن لم تستطع



- انا هموت عليك يا بني ادم انتَ 



- خلاص مالك بخلود بقا عماله تغيظي فيها ليه 



- ابدا لازم تتحط عند حدها دي ناقص انها ...



صمتت ولم تستكمل حديثها ليحاول ام يستنتج باقيته ولكنه يشعر بالاستغراب فلما تفعل خلود ذلك فلم يكن بينهما شيء، فأردف قائلا بنبرة هادئة 



- خلاص يابنتي قومي نامي وبطلي رغي لو عوزتي اي حاجة اتصلي بيا  وابقي شوفي كنت عايزة تشتري ايه وانزلي مع ماما تعرفك الاماكن او رباب، او استني يوم إجازتي 



- ماشي هشوف 



___________________



بعد أذان الظهر كانت تسنيم قد أفاقت من نومها، علي رنين هاتفها فاجأبت عليها فمنذ ايام تتصل بها ولا تجيب



- خير يا  وفاء بتتصلي ليه قولتلك مش عايزة أعرفك تاني



أردفت وفاء قائلة بندم شديد



- هتفضلي مقطعاني كتير يعني يا تسنيم 



- انا عرفت طوب الارض يا وفاء عرفت معارف كتير بعدد شعري رأسي بقا ليا معارف انتِ الوحيدة اللي أمانتك علي سري وفضحتيني في الاخر 



- انا مفضحتكيش والله ما نيتي كانت حاجة وحشة انا كنت عارفة فعلا سبب جوازك بس برضو كنت عايزة اشوفك مبسوطة ولما عرفت انه بيحبك قولتله كده علشان  يتمسك بيكي اكتر 



أردفت تسنيم قائلة بغضب شديد 



- وفاء ارجوكي انتِ مش هتعرفي مصلحتي اكتر مني انا مصلحتي حتي لما اعوز افكر في جواز او اني اشوف حياتي اكون قفلت حياتي الأولى 



ومكنش ينفع ان حد يعرف السر ده طول ما انا علي ذمة مروان ومش من حقك تقولي حاجة عني بس تعرفي ارجع واقول اني السبب اني حكيت ليكي



قالتها وفاء بصدق وندم شديد فهي لم تكن تريد خسارتها 



- والله العظيم مكنتش اعرف انه هيجري وراكي كده انا كان غرضي انه يستناكي ...



- طب اقولك حاجة دلوقتي شريف طلع ليه علاقة بمروان وفي بينهم معرفة اخو مروان متجوز واحدة من عيلة شريف 



- يا نهار أسود 



- شوفتي انتِ عملتي فيا ايه



أردفت وفاء قائلة بانزعاج علي ما سمعته منها ؤ



-  وانا هعرف كل ده منين والله ما كان قصدي 



- لان مكنش ينفع واحدة قالتلك علي سر تروحي تقوليه بأي نيه، ربنا يسترها علشان شريف ده شكله مجنون ومروان علي قد كده لو عرف مش هيسكت 



- بس انتِ معملتيش حاجة انتِ حتي كدبتيني وفضيتي الشراكة واللي اعرفه انك لغايت اخر لحظة بتاكدي بجوازك وانا نفسي مستعدة اقول اني انا اللي قولت



- ايوة بس انا مش مرتاحة يارب يحل عني من نفسه لانه مش طبيعي 

________________



بعد مرور ساعة تقريبًا قالت مريم لتسنيم أنها تريد أن تتحدث معها علي الانفراد فأخذتها إلي غرفتها هي ومحسن، فأردفت تسنيم قائلة بعدما دخلت وجلست علي الأريكة المتواجدة في الغرفة



- ايوة يا طنط حضرتك عايزة تتكلمي في ايه ..



قالتها مريم بهدوء وهي تجلس بجانبها حتي أنها لم تخبر محسن بأنها ستفعل ذلك 



- عايزة اتكلم معاكي لوحدنا علي انفراد 



- في حاجة ؟



قالتها تسنيم بقلق فأخبرتها بنبرة هادئة وعقلانية 



- مفيش بس عايزة اتكلم عنك انتِ ومروان 



قالتها تسنيم بقلق وتوتر يظهر عليها فقط عند جمع اسمهما في كلمة واحدة



- عن ايه مش فاهمة 



أخبرتها مريم قائلة بتلقائية شديدة لتنهي الشكوك المتواجدة في قلبها أما أن تخرجها من عقلها أو تتيقن منها، بعيدًا عن محسن أو أي أحد



- يعني مرتاحة معاه وله لا، بصي انا هكلمك بصراحة اكتر من مروان وابوه لاننا نفهم بعض اكتر



انا شبه عندي شكوك في علاقتكم وحاسه انكم مش متجوزين اصلا كان كتب كتاب وخلاص وكل ده كان تمثلية.



صمتت تسنيم وكأن ما قالته مريم كان كفيا أن يلجم لسانها لا تستطيع وصف ما شعرت به فوقتها هل الخجل او القلق لا تستطيع وصف شعورها كان صمتها كفيل لأن يجيب علي مريم، التي استكملت حديثها قائلة بيقين



- يبقي شكي في محله، بصي انا حتي مش عايزة اسالك انتِ وافقتي علي حاجة زي دي، بس في النهاية انتِ هنا 



- مدام حضرتك عارفة كل حاجة ليه ضاغظين عليه انه يكمل معايا 



أردفت مريم قائلة بلا مبالاة فعلي ما يبدو أن تسنيم لديها بعض الشكوك تجاه مروان 



- احنا مش ضاغطين علي حد، أنا  بفهم ولادي وبعرف بيفكروا ازاي بس مروان محدش بيمشي كلمته عليه يعني ولا أحنا عمرنا غصبنا ولادنا علي حاجة مهما كان صحيح ساعة ملك اتعصينا واتضايقنا أنه خبي علينا بس مش دي المشكلة بلاش نتكلم في القديم



بس انا عارفة ابني لو كان عايز يطلقك كان طلقك ومرجعكيش اصلا 



ثم استكملت مريم حديثها قائلة بهدوء شديد 



- الكلام اللي بنتكلمه دلوقتي محدش يعرفه ولا مروان نفسه ولا ابوه انا بكلمك مني لنفسي 



- ايوة بس مش فاهمة ...



قاطعها مريم قائلة بنبرة متسائلة



- مامتك عارفة وأهلك عارفين الموضوع ده وله لا، يعني عارفين حقيقة جوازك ؟



قالتها تسنيم قائلة وهي تعقد ساعديها 



- لا عارفين اني متجوزة عادي 



- بصي ملناش دعوة وافقتي ليه وله عملتي كدة ليه والاكيد انك انسانة محترمة وبنت ناس علشان كده مروان قبل انك تتحطي علي اسمه 



قالتها تسنيم بقلق ان تنزل في نظرها أو تظن أنها فعلت ذلك من اجل الأموال أو أي شيء قد يأتي علي خاطر أحدهما 



- بصي يا طنط ممكن يجي في بالك اي اسباب عني وأي فكرة بس انا مكنش غرضي أي حاجة من الجوازة دي..



قاطعتها مريم قائلة بعملية شديدة ونبرة هادئة 



- قولتلك مش هيفرق معايا والله وافقتي ليه المهم أنك  مرات مروان وابني مش هيختار أي واحدة الا لو واثق فيها، انا اللي يفرق معايا اللي جاي بس



- يعني ايه 



- عايزة تكملي مع مروان وله لا 



- لا 



قالتها مريم باستغراب من تلقائيتها فهي حتي لم تفكر لثانية واحدة 



- اومال رجعتي ليه 



قالتها مختصرة الحديث الذي دار بينهم الذي به العديد من الشروط والعهود فهو اقنعها بصعوبة شديدة وتفوه بأشياء غريبة حتي أنه آثار روح التحدي المتواجدة بداخلها وحتي أنها تخفي بعض الاشياء التي لن تقولها



- هو عايزني اقعد معاه هنا الفترة دي وكل واحد يراجع نفسه ويفكر مع نفسه يمكن  يكون لينا فرصة نكمل مع بعض منفعناش هيطلقني بعد الفترة دي ...



رفعت مريم حاجبيها قائلة باستغراب شديد 



- مروان قالك كده 



- اه 



-  ليه  كنتي رافضة انك ترجعي يعني مدام هو حاطط بينكم فرصة 



قالتها بتلقائية شديدة فهي شخصية متمردة بالفعل لا تدري من أين أتتها الجراءة لتقول ذلك أمام والدته ولكنها علي الأقل لن تتصنع أمام أحدهم ولن تخسر شيء من قول ما بداخلها



- علشان انا مش سد خانة لملك، ولا هقبل اني اكمل معاه علشان أكون وسيلة لتتحقيق امنيكم في الحفيد مش اكتر ..



- مروان لو كان تفكيره كده مكنش اتجوز ملك من الأساس  



قالتها تسنيم بنبرة علي اقتناع تام بما تتفوه به فهي فكرت به كثيرا



- يمكن كان صغير وقتها وتفكيره دلوقتي أنه يحقق استقراره وندم علي اللي عمله



بدأت مريم تفهم ما يجول في عقل تسنيم حيال مروان فأردفت قائلة وهي تقص لها جزء في كلمات بسيطة قد تحاول ان توصل لها رساله معينة 



- زمان لما اتجوزت محسن كان عندي ١٩ سنة ساعتها جه عريس بابا عارف عيلته شايفهم كويسين وانا سني كان مناسب للجواز وقتها قال اه، اتجوزنا مكنتش اعرفه ولا كان عندنا خروج مع خطيبنا ولا الكلام ده كله كان بيجي والبيت كله قاعد وكنت بتحرج اصلا اتكلم معاه 



تنهدت واستكملت حديثها قائلة بنبرة هادئة وتسنيم تنصت الي حديثها جيدًا 



- اتجوزنا وخلفنا مروان اول جوازنا علطول، كنت بحاول افهمه وكنت بحاول احببه فيا واحببه في البيت حاولت اعمل كل حاجة علشان اخليه يتعلق بيا وانا اتعلق بيه ويكون بينا حلقة وصل اكتر من زوج وزجة لا صداقه وبقي يحكيلي حاجات في شغله وياخد رأيي حاولت اربطه بيا بأي شيء سعيت كتير علشان اقربه مني اكتر وبالفعل مع الوقت حبينا بعض وبقينا نفهم بعض حتي من غير من نتكلم لاني سعيت اني ابني البيت ده ويكون في مودة ورحمة وعيالنا يشوفوا الحب ما بينا 



- مكنش بيحب حد قبلك مروان بيحب مراته جدا 



أردفت مريم قائلة وهي تذكرها أنها هي المتواجدة الآن



- كان بيحبها  خلي بالك من كان !!



هي ماتت ده أمر ربنا مفيهوش منه مفر وده عمرها وابني من حقه يكمل حياته، حاولي تكسبيه ويكون عيلتك ويكون كل حاجة ليكي ايه المشكلة انك تحاولي 



أردفت تسنيم قائلة بانزعاج شديد فهي تظن أنه ليس هناك أي داعي للمحاولة أو فعل أي شيء يقربه منها هي ليست امرأة تقبل أن تسد مكان أحدهم 



- انا محبش افرض نفسي علي حد ده اولا ثانيا مش عايزة ارغمه عليا ولا يتقبل فكرة وجودي واسد خانة مراته مش اكتر برجع واقولها تاني 



- اللي جابك هنا ودخلك بيتنا مرة تانية مش هقولك بيحبك بس علي الاقل هو حاسس بحاجة ومتلغبط



- حضرتك مش فهماني



قالتها تسنيم بيأس شديد فهي بالتأكييد فكرت في حديث سلوي وحديث مروان وحتي حديث مريم الآن ولكن هناك أشياء كثيرة تدور في خُلدها، فأردفت مريم قائلة 



- انا فهماكي انتِ جميلة جدا، ما شاء الله  عليكي فعلف ملفته لنظر اي حد وأكيد أنتِ مدركه ده 



وفعلا معاكي حق في اللي بتفكري فيه مفيش راجل مهما كان محترم ومهما كان عقله وتفكيره مش بيغريه الجمال علي الأقل او يلفت نظره ولو قولت غير كده ابقي بكدب عليكي 



 ثم تنهدت واستكملت حديثها قائلة 



- فانتِ خايفة جوازكم يتحول لحقيقة علشان مثلا عجبتيه وهتسدي خانة مراته وخلاص وممكن تحققي ليه هدفه هو وأبوه وانه مش لافت نظره شخصيتك مثلا صح وله لا



قالتها مريم بصراحة شديدة مهما جعلت تسنيم نفسها تشعر بالصدمة من قراءة بعض الأفكار المتواجدة في عقلها وشعرت بالخجل الشديد من جراءتها ولكنها أكبر منها وتفهم عنها وهي امرأة أيضا تستطيع فهم شعور أي امرأة اخري لانها مرت بعمرها، لم تجيب تسنيم فاستنجت مريم أنها قد فهمتها حقًا فأردفت قائلة مستكمله حديثها 



- عرفتي بقا اني فهماكي كويس



بس انا فاهمة ابني اكتر منك ومروان عمره ما كان بيبص لوحده علشان شكلها، مش هقولك ان مفيش راجل مبيفكرش بالطريقة اللي في دماغك واكيد ان جمالك يبهر اي راجل واكيد لفت نظر مروان بس هو مش هيخليكي مراته علشان كده بس وانتِ اللي في ايدك  القرار ...





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close