رواية لعنة الخطيئة الفصل السادس 6 بقلم فاطمة احمد
الفصل السادس : حريق آخر
_________________
( شهق بضعف وهو يرمش بعينيه قبل أن يفتحهما ويحرك حدقتاه بعشوائية حتى وقعتا على ضوء النهار المنبعث من الخارج، تسارعت خفقاته وحاوى التحرك لكنه لم يستطع سوى إصدار تأوه مكتوم إسترعى إنتباه فاروق الذي نام على المقعد بجواره وحكمت التي كانت واقفة أمام النافذة بوجوم.
فأقبل عليه الإثنان بلهفة حتى يطمئنا عليه ومسحت السيدة حكمت على وجهه بحنان جلي ظهر على نبرتها وهي تهتف بلوعة :
- حمد لله على سلامتك يا آدم بيه.
حدجهما بتركيز منعدم بدأ يتدفق رويدا رويظا مع تسلل آخر لقطات عاشها قبل فقدانه الوعي لذاكرته، فنضب اللون من عينيه واحتشدت أنفاسه لهجوم الذكرى المنبثقة من بين حناياه حينما عُرض نفس المشهد أمامه كأنه يعيشه مجددا، مشهد نيجار وهي تلقي نظرات سامة عليها ثم تطعنه !
شهق آدم مندفعا للمس مكان الطعنة يتأكد من أن ماعاشه حقيقي ورغم أنه ضغط على جرحه الحديث لكنه لم يأبه به لأن المحترقين بالنار لا يشعرون بوخزة الشوكة، وناره هو كانت المرأة التي عشقها وجازف بكل شيء لأجلها فغدرت له !!
أسدل جفناه وإحساس الخيانة ينهشه من الداخل ليكلمه فاروق بترقب :
- آدم بيه انت كويس حاسس بأي وجع ؟
- نيجار.
همس بإسمها وإنكمشت تقاسيم حكمت بينما فهمه الآخر على نحو مختلف فغمغم بهدوء :
- انت بتسأل نيجار فين ؟ احنا مشوفناهاش غالبا صفوان هو اللي داهم البيت وخدها معاه غصب بس متقلقش...
قاطعه بنبرة ميتة :
- نيجار اللي عملت فيا كده ...)
**عودة إلى الحاضر.
تراجعت نيجار خطوة للخلف وحاولت التحدث فخرجت كلماتها على هيئة حروف متقطعة :
- أنا ... أنا بحذرك وبقولك أنك هتندم لو بتفكر تؤذيني ... اللي حصل يومها مكنتش عايزاه بس ... متقربش مني.
تماهى صوتها مع آخر كلمة عندما وقف آدم أمامها وجذبها من ذراعها لتلتصق به، شحب وجهها وشهقت مجفلة فوضع أصبعه على شفتيها يمنع صدور حرف منها هامسا :
- هشش إهدي.
تسربت دموعها كخيوط شفافة فتنهد آدم بغير رضا وشرع يمسحها بحنان مفرط معقبا :
- ليه الدموع ديه بس ياحبيبتي إنتي عارفة إني مبحبش أشوفك بتعيطي.
عقدت نيجار حاجباها بتوجس كأنها تطالع مخبولا فارًّا من مستشفى المجانين وإحترزت متوقعة أي ضربة منه لكنه على عكس ماتوقعته جذبها إليها أكثر حتى لم تعد تفصل بين شفتيهما سوى سنتيمترات قليلة وللحظة خُيِّل لها أنه سيقبلها عنوة لكي يكسرها فطفقت تتململ بين ذراعيه بهستيرية توهجت بها ليحكم آدم قيده عليها مبتسما بهوس :
- قولتلك اهدي ومتخفيش ياحبيبتي انا مش هعملك حاجة انتي عارفة غلاوتك عندي ... تعرفي انك وحشتيني اوي.
تقلص حاجباها ببلاهة كأنها تطالع مخبولا ولكن الصدمة إكتسحتها بجدارة حين سمعته يتابع مستدركا :
- حتى من كتر شوقي ليكي حطيتلك هدية غالية عليا في اوضتك عشان لما تشوفيها تفتكريني انتي كمان.
أي هدية يتحدث عنها، فكرت نيجار بإستغراب وسرعان ما إنتفضت بهلع متمتمة :
- القلادة اللي ضاعت مني يوم كتب الكتاب وفجأة لقيتها في أوضتي ... معقول انت ... ازاي ...
لمعت عيناه بهوس خطير فهزت الأخرى رأسها بذعر غير مصدقة أنه قام بإقتحام غرفتها بينما كانت تستحم إذا هي لم تكن تتخيل عندما شعرت بشخص يتحرك في الشرفة !
- انت ناوي على ايه وايه اللي بتحاول تعمله ... ليه ضربت صفوان وكنت هتسيبه يموت بعدين جيت وعالجته ... وليه بتتصرف بالطريقة ديه.
صمتت تراقب تعبيراته ثم إستطردت بعنفوان :
- لو عايز تنتقم مني اقتلني دلوقتي انا واقفة قدامك اهو وبتقدر تعمل فيا اللي عايزه.
بقي آدم ينظر لها بعمقٍ سحبها نحوه بدون إرادة منها لترى مقدار النقمة والكره المشع من حدقتيه البنيتين وفي اللحظة التي ظنت فيها أنه سينفذ كلامها ويقتلها وجدته يفلت قيدها مدمدما بخشونة :
- خدي ابن عمك وارجعو لبيتكم وأوعى حد يسمع باللي حصل امبارح وإلا هيبقى آخر يوم في حياتك انتي وهو.
_________________
بعد مرور يومين.
توقفت السيارة أمام باب السرايا فترجل منها ودخل رفقة فاروق ليجد صوتا أنثويا يعلو مناديا بإسمه ثم تظهر شقيقته ليلى التي هرعت نحوه محتضنة إياه بعنفوان :
- ابيه آدم أنا مش مصدقة أنك واقف قدامي.
إبتسم آدم وهو يبادلها العناق ويداعب شعرها بحنو هاتفا :
- أنا هنا ياحبيبتي وحشتيني اوي.
رفعت وجهها إليه دون أن تفلت يداها من حوله :
- وانت وحشتني اوي يا ابيه انت كنت فين سبتنا وروحت ليه ديه الناس كانت بتقول أنك ... أنك مت في بيت الهضبة اللي اتحرق وتيتا مخبية الحقيقة عننا.
رافقت دموع ليلى كلماتها الأخيرة وعادت تشدد عليه فتنهد بوجل متذكرا ذلك اليوم الذي كاد يموت فيه حقا، طبع قبلة عليها مطمئنا إياها حتى هدأت وتنحت جانبا تفسح الطريق لجدتها التي سارت إتجاههما بشموخ مرددة :
- نورت يابن الغالي.
هز آدم رأسه بإحترام ثم أحناه حتى يقبل كف يدها، وبعد السلام والإطمئنان عليه صعدت ليلى حتى تنهي مراجعة دروسها أما حكمت فإسترجعت ملامح الجدية ونظرت إليه تسأله :
- انتو خلصتو اللي عليكم ؟
أماء برأسه مجيبا عليها :
- ايوة انا بعت السبايك للعمدة واتفقنا يسلمهم للتجار بتوعه بعد الاجتماع بتاع المسا حضرتك عارفة اني تواصلت معاه من كام يوم وقدرت اقنعه اني قاعد في المدينة بسبب مهمة شغل وهو وثق فيا وقالي ابعتله الدهب اول ما ارجع للبلد.
تدخل فاروق في الحوار متنهدا :
- كويس اننا قدرنا نسترجعهم قبل ميعاد التسليم مش عايز افكر ف ايه اللي كان هيحصل لو مسحبناش الكلام من نيجار و...
- متجيبش سيرتها !
قاطعه آدم بحدة مستعرة أجفلته فتدارك نفسه وصمت بينما تحدثت حكمت :
- انت هتلتقي بإبن الشرقاوي في الاجتماع النهارده وهتضطر تتعامل معاه علشان كده لازم تتحكم في أعصابك وتستحمل وجوده قدامك ... انا فاهمة قد ايه عايز تنتقم منهم وعارفة انك كنت ناوي تقتلهم بس الموت هيبقى أسهل عقاب ليهم يا آدم وهما لازم يتعذبو وكل واحد منهم بيبقى متمني الموت وميطولوش.
غامت عيناه بشرود طمسه وهو ينهض مغمغما بقتامة :
- متقلقيش انا هتحكم في غضبي واتعامل مع صفوان بشكل طبيعي اصلا انا كده كده مكنتش هطلع الموضوع لبرا لأني مش عايز حد يعرف قد ايه كنت غبي وخليت واحدة ست تلعب بيا وتوقعني في فخها ...ودلوقتي عن إذنك هطلع أجهز نفسي.
ألقى جملته وصعد إلى غرفته تاركا حكمت تحدق في الفراغ بحقد أهوج إسترعى ترقب فاروق الذي جلس ينتظر أمرها فقالت :
- انا هدفع عيلة الشرقاوي تمن كل قطرة دم نزلت من حفيدي أما نيجار ديه ليها حساب لوحده.
****
بعد سماع كلام الطرف الآخر على الهاتف أغلق الخط ورماه على السرير صارخا بعصبية :
- كل حاجة اتدمرت ابن سلطان رجع السبايك للعمدة والصفقة هتتم ومراد بطل يتعامل معايا وآدم ممكن يكشف للعمدة اللي حصل معاه ولو معملش كده ف احنا لازم نستنى ونشوف هيعمل ايه عشان ينتقم مننا !
ضغط على رأسه بهستيرية وإلتفت خلفه ملقيا إتهامه الغاضب :
- كل ده حصل بسببك انتي يا نيجار لو محكيتيش لآدم عن الطريق اللي هتعدي من عليه شاحنات السبايك مكنش هيعرف يجيبهم.
أغمضت عيناها بضيق من نفس الكلام الذي يردده عليها منذ إستيقاظه ثم فتحتهما مرددة بحدة :
- انت بتتهمني وكأني عملت كده عشان نفسي مش عشان آدم ميقتلكش ! متنساش انك كنت واقع وبتطلع في الروح ولو اني مقولتلوش عن مكانهم كنت انت نايم في قبرك دلوقتي يبقى ليه قاعد تتعصب عليا.
وبعدين انت ناسي انك ورطتني في الخطة ديه وخليتني أدخل لحياة آدم عشان سبايك الدهب وبسببك وقعت نفسي في مشكلة معاه يعني بدل ما تفكر ازاي تحميني منه قاعد تفكر في نفسك بس !
زفر صفوان بخنق وحاول تمالك أعصابه فهتف بروية :
- انا عارف انك خاطرتي بحياتك بسببي بس مع ذلك معتقدش ان ابن سلطان هيقدر يعمل حاجة وممكن هو لسه بيحبك علشان كده مقتلكيش.
مالت شفتا نيجار في تهكم منه وخطت نحوه مطرقة بأصبعها على صدره وهي تردد :
- انت لو شوفت وشه لما كان هيحدفني من على البلكونة ولو شوفته وقت لما ضربك بالنار وساومني بيك مكنتش هتقول كده.
- متخفيش انا هحميكي وهنقدر نسترجع اللي خسرناه بعد ما نعمل خطة تانية ونوقعه.
أكد لها صفوان حتى يطمئنها لكن ملامح وجهها لم تلِن بل إزدادت حدة وهي تغمغم بتحذير :
- مليش دعوة بالكلام ده انا خلاص طلعت برا اللعبة ديه ومبقاش يهمني مين يكسب ومين يخسر اللي يهمني دلوقتي هو اني اسافر في أسرع وقت قبل ما آدم و حكمت هانم يوصلولي ويؤذوني.
حكَّ ذقنه بطرف اصبعه ممتعظا من هذه الفكرة التي أقلقته حقا فنيجار الآن معرضة للخطر وربما ستدفع حياتها ثمنا للعبة التي أدخلها بها عنوة عندما طلب منها أن توقع آدم في شباكها وتسحره إلى درجة أن يثق بها ويأخذها بنفسه لمكان السبائك.
ثم نظر لها وحاوط كتفيها مغمغما بصلابة :
- أنا وعدتك اني هحميكي ومخليش حد يؤذيكي يا نيجار ثقي فيا.
إهتزت حدقتا عينيها بإنكسار متذكرة بأنه أخبرها بنفس الشيء شابقا لكنه جعلها تطعن آدم بسكين مسموم حتى تكون مشتركة معه في جريمة القتل فدرأت ضعفها المؤقت سريعا ثم أزاحت يداه وتراجعت للخلف معقبة عليه :
- اتمنى تكون قد وعدك المرة ديه.
إستدارت مغادرة الغرفة تاركة إياه بمفرده وسط أفكاره فأخذ نفسا عميقا وزفره على مهل مفكرا في حل لهذه المعضلة، وفجأة إلتقط هاتفه وأتصل بمراد الذي رد عليه بخشونة :
- خير مش انا قولتلك مش عايز اسمع صوتك تاني.
كتم تأففه منه وقال محاولا إستمالته :
- مراد انت عارف ان آدم خطفني وضربني وهدد بنت عمي بيا عشان كده هي اضطرت تقول اللي بتعرفه وتنقذني يعني انا مليش دعوة ومكنتش ناوي اتكلم خالص.
- وانا مليش دعوة بردو متنساش ان الضرر طالني زي ما طالك وخسرت كتير كمان وكل ده عشان وثقت فيك.
- بس احنا بيننا اتفاق عشان ندمر عيلة الصاوي ازاي تقدر تلغيه دلوقتي.
- احمد ربك لأني اكتفيت بإني الغيه ومجيتش قتلتك ومتنساش ان اتفاقنا كان ع اساس ادور ع مكان الدهب وابعتلك رجالي يساعدوك تداهم البيت وبعدين نتقاسم حقه بس انت حبيت تتذاكى وعملت خطة عشان تقتل آدم وياريت نجحت فيها لا فشلت بجدارة وورطتني معاك علشان كده انا مش عايز اعرفك تاني مفهوم !
فتح صفوان فمه حتى يدافع عن نفسه إلا أنه سمع صافرة الهاتف تعلن عن إنهاء المكالمة فأطلق مسبة ساخطة يلعن فيها آدم ومراد والجميع !
__________________
داخل القاعة الكبيرة الخاصة بالإستقبال في منزل العمدة، وعلى طاولة إمتد إتساعها لما يكفي عشرين مقعدا ترأسها العمدة ذو الخامسة والستون عاما الذي جلس بهيبة واضحة للعيان يسند عصاه على كرسيه بينما يجلس بجواره آدم وعلى الطرف الآخر صفوان أما بقية الكراسي فتوزعت على التجار المشتركين في الصفقة.
ساد الصمت حينما تنحنح الأخير طالبا إنتباه الجميع ثم قال بصوت جهوري :
- نورتو بيتي المتواضع يا جماعة الخير، ده آدم سلطان الصاوي صاحب البساتين اللي بنصدرلكم منها الخضر والفواكي ويعتبر إيدي اليمين وفي مقام إبني وده صفوان الشرقاوي إبن المرحوم محمود ومن اكبر عائلات البلد وصاحب بساتين الجهة الشمالية ... و دول تجارنا الكرماء اللي بنتعامل معاهم بقالنا سنين وعمرهم ما خيبو ظننا بيهم.
إرتفعت الهمهمات من جميع الأطراف مرحبين ببعضهم وشاكرين العمدة الذي أردف :
- الحمد لله ربنا كرمنا والصفقة تمت وسبايك الدهب موجودة في الشاحنات بتوعكم والنقل هيتم وسط حراسة كبيرة آدم وصفوان مسؤولين عليها أنا حطيت ثقتي فيهم وعارف انهم قدها.
رفع كل منهما عيناه مطالعا الآخر بقتامة لكن حدة وغضب آدم تغلبا على نظرات صفوان التي غلبها التوتر من أن يقوم بفضح فعلته بعد إنتهاء الإجتماع، ورغم هذا لم يظهرا ماهية دواخلهما بل أكملا تناول الطعام في هذه الوليمة التي قام بها العمدة على شرف إتمام الصفقة وتابعا التحدث معه ومع بقية التجار مدعيين تفاهمهما البارد.
وبعد ساعات قليلة كان منزل العمدة الفخم قد فرغ من التجار فعاد وجلس على مقعده هاتفا بهدوء :
- ودلوقتي يا ابن الصاوي قولي انت كنت فين وايه حكاية بيت الهضبة اللي اتحرق ومين المسؤول ع اللي حصل.
تشنج صفوان وأحس بضربات قلبه تزداد عنفا فإزدرد لعابه وإعتدل في جلسته ينتظر الإتهام الذي سينزل على رأسه ويجهز الردود التي ستكذبه.
غير أن الصدمة كانت من نصيبه عندما رد آدم بصلابة :
- محدش مسؤول عن الحريق حضرتك الحادثة مش بفعل فاعل بس حصل تسرب للغاز جوا البيت والحراس مخدوش بالهم وده خلى النار تولع فيه بس الحمد لله اني كنت نقلت السبايك لمكان تاني قبلها بيوم عشان كده فضلو في أمان.
إشرأب عنق العمدة ناحيته بنظرة حسابية غير موقنة من حديثه فلقد توقع أن يقوم بإتهام صفوان أو أي أحد آخر لكنه فاجأه بقول نفس الكلام الذي قالته السيدة حكمت حينما سألها عما حدث.
حمحم وهتف مستطردا :
- بس الناس قالت انك كنت هناك وفي اللي قال انك مُت انا مش فاهم الإشاعة ديه انتشرت ازاي وانت في المدينة.
أدرك آدم بأنه لم يصدقه بالكامل فحدجه قائلا بثقة :
- الناس ملهاش شغل غير انها تطلع كلام فارغ حضرتك عارف ان منافسيك كتار ممكن واحد منهم حب ينشر الإشاعة ديه عشان يأثروا على عيلتي وسمعتك أنت تقع في الأرض.
- يعني انت متأكد ان ده كل اللي حصل مفيش حاجة تانية ؟
نفى برأسه مجيبا ببرود :
- ايوة متأكد ... وبالمناسبة أنا عايز اشكر صفوان لولاه مكنتش الصفقة هتتم هو اللي جاب معدات آمنة وعندها جودة كبيرة عشان ننقل السبايك عليها وهو اكتر واح أشرف على أمن الطريق اللي هتعدي منه.
إنتصب واقفا ودنى من صفوان ثم مد له يده حتى يصافحه :
- أنا بتمنى نفتح صفحة جديدة مع بعض.
لو كان بمقدوره الآن لوقع على الأرض صارخا بجنون من الهراء الذي يسمعه، أو ينقض عليه ويسأله عن ما إذا كان يريد حرق أعصابه وإصابته بالخبل.
هل آدم يخفي حقيقة طعنه وحرق المنزل وسرقة الذهب ؟ ولكن لماذا إنه يستطيع بكل بساطة تأكيد إتهامه فيجعل العمدة ينزع منه صلاحياته ويطرده ولن يلومه أحد إن قام إبن الصاوي بقتله إنتقاما لدمه المهدور إذا لماذا يقوم بهذه التمثيلية.
إبتسم آدم على هيئته وكم راق له الضياع الذي يراه في عينيه فتنهد وهتف بأسف مصطنع :
- الواضح انه مش عايز يصالحني براحتك انا مش هجبرك.
- صفوان !
ناداه العمدة بخشونة محذرة وأشار له برأسه فوقف أمامه رامقا إياه بعشوائية قبل أن يمد يده له ويصافحه بصمت ... صمت لم يدم طويلا حيث وصله إتصال من أحد العمال لديه فإستأذن وأجاب عليه ليسمع الآخر يردد عليه بأنفاس متقطعة :
- الحقنا يا صفوان بيه النار ولعت في البساتين والزرايع اتحرقت مفضلش منها حاجة !!
_________________
ستوووب إنتهى البارت
رايكم بالفصل وتتوقعو ازاي هيبقى انتقام آدم وحكمت من عيلة الشرقاوي ؟
هل نيجار هتقدر تهرب من آدم ؟