اخر الروايات

رواية لعنة الخطيئة الفصل السابع 7 بقلم فاطمة احمد

رواية لعنة الخطيئة الفصل السابع 7 بقلم فاطمة احمد 



الفصل السابع : قرار الصلح.
_________________
- الحقنا يا صفوان بيه النار ولعت في البساتين والزرايع اتحرقت مفضلش منها حاجة !
وكأنه سمع صافرة موته ! جحظت عيناه وشحب وجهه في بضع ثوانٍ كانت كفيلة لجعله يلفت الإنتباه وقبل أن يسأله العمدة عما حدث تحرك صفوان إلى الخلف صارخا :
- انت بتقول ايه بساتين مين ديه اللي اتحرقت ؟
إستمع للآخر الذي أجابه بخوف بأنه لا يعلم السبب حيث أن العمال كانوا في منازلهم حين سمعوا هرج الأهالي ليكتشفوا بأنه حدث إندلاع مهول للنيران في البساتين.
سقط الهاتف من يد صفوان وترنح في مكانه فإلتقطته ذراع آدم الذي غمغم متسائلا :
- في ايه يا صفوان ايه اللي حصل ؟
كرر العمدة نفس السؤال عليه فتمتم بتقطع :
- النار مسكت في البساتين بتاعتي ... بيتي اتخرب.
أجفل آدم وأظهر تعبيرات مصدومة فطفق يردد منذهلا :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ازاي ده حصل ومين اللي قالك.
لم يجب عليه فتنهد مربتا عليه :
- انا عارف انك مصدوم دلوقتي بس هنعرف نحلها يلا تعالى نروح نشوف الوضع هناك.
- عايز تشوف نتايج اللي انت عملته وتشمت فيا ؟
همس صفوان بجمود ثم رفع عيناه المحمرتان وطالعه مكملا :
- انت اللي عملت كل ده صح.
قطب الآخر حاجباه بإستنكار :
- ايه اللي بتقوله ده.
هنا فقد آخر زمام صبره فإنتفض واقفا وقبض عليه من ياقته صائحا بجنون :
- انت اللي حرقت البساتين عشان تؤذيني وجاي دلوقتي تعمل نفسك مش فاهم فاكر اني مش هكشفك !
طحن ضروسه بغضب سافر وأبعده بغلاظة هاتفا :
- انت اكيد اتجننت انا هعمل كده ليه أصلا ازاي تفكر فيا كده.
كاد يهاجمه مجددا ولكن العمدة الذي كان صامتا منذ سمع بالحادثةأطرق عصاه على الأرض هادرا بصوت جهوري :
- بس أنت وهو كفاية لعب عيال اظاهر انكو مش مقدرين حجم المصيبة اللي حصلت ! ويا صفوان بدل ما تهاجمه من غير سبب ولا دليل روح شوف الخساير وفكر ازاي الحادثة ديه حصلت والغفر بتوعك كانو فين ولو في مسؤول عن اللي حصل انا هحاسبه بنفسي.
تجمدت عينا صفوان بنظرات صقيعية هوجاء ألقاها على آدم وواتته رغبة وحشية في قتله، كان قادرا على ملاحظة إبتسامته الجانبية التي طمسها خلف قناعه الهادئ البريء ومقتنعا تقريبا بأنه المسؤول عن الحريق لكنه لا يستطيع فعل شيء الآن لذلك آثر أن يتركه ويغادر حتى يتقفى مدى الأضرار التي لحقت به.
نادى العمدة لحارسه وأمره بأن يرسل مجموعة من الرجال للبساتين المحترقة ثم نظر لآدم الذي وقف بعبوس وقال :
- صفوان اعصابه تعبانة دلوقتي واللي عمله ناتج عن صدمته.
هز رأسه موافقا وأجابه برصانة :
- انا عارف حضرتك ومتفهم موقفه بس لازم نعرف ازاي الحريق حصل لأنه لو بفعل فاعل فده بيعني انهم بيهددونا كلنا بإعتبار اننا شركاء في عدة صفقات واللي بيضر واحد مننا بيضرنا كلنا.
رمقه العمدة بغموض مفكرا في مدى إحتمالية أن تكون لآدم يد فيما حصل بيدَ أن الوقت الحالي غير مناسب للتحقيق لهذا تنحى عن الشك مبدئيا وطلب منه الذهاب إلى مكان البساتين المتضررة وتقفي حجم الخسائر فوافقه الأخير سريعا مغادرا بصلابة.
وبمجرد خروج آدم من المنزل وركوبه لسيارته إختفى عبوسه وضيقه، ومالت شفتاه في إبتسامة خبيثة ظهرت بوضوح على معالمه وهو يهمهم بنبرة متوعدة :
- ديه البداية بس.
___________________
إنتشر خبر الحريق في القرية وهلع الأهالي والعمال الذين فقدوا مصدر رزقهم أما الحراس فتشتتوا بخوف من دفع ثمن الإهمال والجميع بدأ يتساءل عن كيف حصل هذا الحادث وإذا ماكان هناك مسؤول عنه أم أنه حادث عرضي ناتج عن إهمال الحراسة.
أما صفوان فكاد ينهار وهو يرى شقاء السنين يُهدر ببساطة لا يصدق بأن بساتينه التي كرس حياته من أجلها أُحرقت وأصبحت رمادا، إتكأ على سيارته بذهول تخلله الضعف يحاول إستيعاب مايراه حتى وصلت نيجار وركضت ناحيته مرددة بهلع :
- صفوان اللي حصل ده بجد ازاي ومين عمل كده ؟
رفع وجهه إليها وغمغم بغل شديد :
- اللي عمل فيا كده معروف.
إتسعت عيناها بإدراك ووضعت يدها على فمها تمنع شهقتها من الخروج ليتابع :
- إبن سلطان خرب بيتي حرقلي شقايا وتعبي عشان ينتقم مني ... بس أنا هقتله.
نطق جملته الأخيرة وهو يستل مسدسه ويلتف حتى يذهب لكن نيجار إنتفضت توقفه مهدئة إياه :
- استنى مينفعش تتحرك من غير ماتفكر اهدا شويا.
- اهدا ازاي انتي كمان مش شايفة حصل ايه ؟
أومأت بإيجاب مؤكدة له بأنها تتفهم موقفه لكنها هتفت بروية :
- محدش هيصدقك لما تروح تهاجم آدم من غير دليل هتبقى انت الخسران الوحيد وتتحاسب عشان كده لازم لازم نلاقي دليل ضده الاول وساعتها لو حبيت تقتله محدش هيلومك لأنك بكده هتبقى انتقمت لنفسك وللعمال اللي عندك.
توقف يستمع لحديثها بأنفاس متسارعة ووجه متعود وللأسف كانت إبنة عمه محقة لهذا حاول تهدئة نفسه والتفكير بما يجب عليه فعله.
غير أنه أدرك بأن فرصة الهدوء ليست متاحة له حينما لمح آدم ومساعده فاروق يدخلان لمنطقته ثم يقتربان منه ، وقف الأخير أمامه وتنهد ببرود :
- العوض بسلامتك ياصفوان الحمد لله ان مش كل البساتين اتحرقت لسه في أماكن متضررتش ... فاروق روح مع الرجالة بتوعنا وساعدوهم مش هيلحقو يطفو الحرايق كويس لوحدهم انت عارف الحرايق كترت اليومين دول ربنا يستر.
إبتسم فاروق بإستمتاع متمتما :
- أمرك يا بيه من عينيا.
غادر المكان وظل الثلاثة مع بعضهم فغمغم صفوان من بين أسنانه :
- أنا عارف ان نفسك تشوفني مقهور بس مش هنولك الشرف ده لأن مش إبن الشرقاوي اللي بيتذل قدام حد خاصة انت ... وهثبت أنك انت اللي سببت الحريق وانتقم منك يا ابن سلطان.
ظل على بروده ولم يطرأ عليه تعبير يدل على تأثره ثم إبتسم وهو يهمهم :
- ده آخرك يا بتهدد يا بتعمل حاجات غبية تقل منك، بس لو حصلت معجزة وقدرت تنفذ كلامك مرة واحدة يبقى ياريت تنتقم مني بنفسك مش تتخبى ورا الحريم وتستناهم يعملو اللي انت معملتوش.
إرتبكت نيجار التي ضربها تلميحه في الصميم فزفرت وأشاحت وجهها عنه بضيق متصاعد، أما آدم الذي لم يلقي عليها نظرة واحدة منذ مجيئه تابع حديثه العابث :
- عموما لو احتجت لأي مساعدة ف أنا موجود انت عارف آدم عيلة الصاوي مبتسيبش حد محتاج.
أنهى جملته وربت على كتفه بمؤازرة مصطنعة مغادرا بينما ظلت نيجار تلاحق أثره بعينيها وهي تفكر في ماهية خطوته القادمة، بعدما فهمت بأن إنتقامه منهما سيكون كالطعام الذي يؤكل باردا حيث أنه سيستمر بضرب عائلتها من نواحي غير متوقعة لكنها لن تكون نيجار الشرقاوي إن لم تتصدى له.
*** مر أسبوع على حادثة الحريق وأبدى آدم تعاونا كبيرا أمام العمدة مظهرا للناس بأنه سيتجاهل كل المشاكل بينه وبين صفوان ويساعده في تخطي المحنة التي يمر بها.
كما أنه لم يستطع أحد إثبات أن آدم هو المسؤول عن الحرائق حيث لم يتواجد دليل في الوسط فأرجح البعض إلى أن الحريق حدث نتيجة الأسباب الطبيعية المؤدية لإندلاع النيران ولم يستطيعوا السيطرة عليه بسبب إهمال المسؤولين عن البساتين والبعض الآخر فكر بأنه مفتعل من طرف مجهول بعيد عن القرية.
____________________
- قولتيلي مرضيتش تاكل ولا تاخد العلاج ؟
نطق بخشونة وهو يتحدث على الهاتف مستمعا للطرف الآخر ثم زفر بخنق مرددا :
- بس ليه كده ديه كانت كويسة النهارده الصبح ايه اللي حصلها فجأة اوعى يكون حد عملها حاجة ضايقتها !
أجابته الأخرى على الفور :
- لا يا مراد بيه انا باخد بالي منها ومحدش غيري بيدخل اوضتها بس الهانم بقالها فترة مش ع بعضها وبتتعصب بسرعة ... وحضرتك عارف حالتها مش هتقدر تقولنا ايه اللي مضايقها كده.
أسدل مراد جفناه بألم مبتلعا الغصة التي احتكمت حلقه على حين غرة حين تذكر حالتها المرضية لكنه حاول إستعادة رشده فلفظ الهواء على مهل وقال بنبرة شبه هادئة :
- ماشي انا هحاول اجي بدري النهارده واقعد معاها بس انتي خدي بالك منها و اوعى تنقصي عليها حاجة.
- أمرك يا بيه.
أغلق الخط ورمى الهاتف على سطح مكتبه بإهمال مدمدما بكلمات حاقدة متوعدة حتى تفاجأ بطرق الباب ودخول مساعده قائلا بجدية :
- يافندم في واحد طالب يقابل حضرتك رغم انه مش محدد موعد معاك بس مصمم يشوفك.
قضب حاجباه بنزق متوقعا أن يكون صفوان وتساءل :
- مين ده ؟
وقبل أن يجيبه الآخر تفاجأ مراد بظهور آخر شخص توقعه من العدم بهيئته المهيبة وهو يقف عند الباب بملامح صلبة راشقا إياه نظرات قاتمة تدل على أنه لا ينوي به خيرا ليغمغم بجمود :
- أنا ... آدم سلطان الصاوي.
إعتدل في جلسته رامقا إياه بذهول وللحظات إعتقد أنه يتخيل وجوده لكن عندما وجده يشير لمساعده "فاروق" بالبقاء خارجا ودخل هو بثقة تنحنح وجرب تمالك نفسه وإدعاء الثبات، جلس آدم بأريحية على الأريكة المقابلة ووضع قدما فوق الأخرى هاتفا :
- خير باين عليك متفاجأ أوعى اكون جيت في وقت مش مناسب او يمكن معرفتنيش.
طالعه مراد لهنيهة قبل أن يبتسم ويجيبه وهو يسند يداه على سطح المكتب ويجمعهما :
- لا أكيد عرفتك حضرتك غني عن التعريف بس أنا استغربت شويا لأني متوقعتش واحد زيك يجي لمكتب سمسار متواضع زيي.
تقلصت شفتاه في إبتسامة مماثلة وقال :
- حضرتي غني عن التعريف بس حضرتك مش معروف أبدا حتى اني عملت مجهود كبير عشان أقدر اوصلك.
أماء برأسه بينما يريح جسده على ظهر الكرسي الجالس عليه :
- أيوة أنا فتحت مكتبي في المنطقة ديه من فترة قصيرة ويدوب بدأت اتعرف بين العملاء اللي هنا، اؤمر حضرتك عايز انهي خدمة مني ؟
- عايز خدمة الحقيقة.
- مفهمتش.
إختفى البرود من تقاسيم وجهه وإنكمشت ملامحه بوحشية هاسًّا :
- ايه العلاقة مابينك وبين صفوان الشرقاوي عشان تتعاون معاه، وليه.
توضح لمراد من البداية بأن آدم قد زاره بعدما بحث عنه وحصل على أكثر قدر من المعلومات عنه نتيجة ذكر إسمه في خطة قتله الفاشلة فلعن صفوان وإبنة عمه بداخله بشزر ومع ذلك بقي محافظا على هدوئه وهو يقول :
- آدم بيه أنا لسه مش فاهم عليك، يعني أنا مجرد سمسار وظيفته يلاقي زباين عشان صفقات البيع والشراء يبقى ايه اللي ممكن يكون بيني وبين صفوان الشرقاوي غير الشغل.
- وشغلك بيتضمن ايه انك تتعاون معاه وتتهجمو عليا في بيت الهضبة وتحاولو تقتلوني بعدين تسرقو سبايك الدهب ؟ ده برضو جزء من السمسرة بتاعتك يلا رد عليا ولا انت مش راجل كفاية عشان تعترف باللي عملته.
إبتلع لسانه عاجزا هذه المرة على إيجابه بعدما واجهه آدم بأفعاله، فظل ينظر له بصمت ساد في الغرفة حتى همهم الآخر وإنتصب واقفا ثم إقترب وإنحنى عليه مستندا بيديه على السطح ، ملامحه الوحشية أكدت لمراد بأنه ينوي القضاء عليه الآن فتابع التحديق فيه بينما إنخفضت يده حتى تلتقط سلاحه المخبأ في الدرج.
إلا أن آدم كان أسرع حينما سحب مسدسه من خلف حزامه وضرب بأسفله وجه مراد فإنفجرت الدماء من أنفه لكن لم تتح له فرصة التأوه لأن آدم دفعه على الحائط وأطبق بيده على مجرى تنفسه ثم صوَّب فوهة السلاح على رأسه باصقا كلماته عليه بنبرة وحشية :
- لما اجي واسألك عن حاجة بترد عليا فورا وشغل ال**** ده متعملوش عليا.
أطلق مراد أنينا خفيضا وهو يحاول سحب يده من على عنقه لكنها كانت متصلبة حوله بعنف فكاد يلكم خاصرته المجروحة حتى يستطيع الإفلات منه بَيد أن آدم إبتعد بنفسه وتراجع للخلف مهددا بشراسة :
- أنا هسيبك المرة ديه لأني مش متعود أقتل حد قبل ما اخلص شغلي معاه وانت شغلي معاك لسه مخلصش بس وكيلك الله لو إسمك ده اتذكر مرة تانية ورجعت طلعت قدامي مش هستنى و هاجي أسلخ لحمك عن عظمك.
إسودت تقاسيم مراد وإهتزت حدقتاه بوضوح وهو يرشقه بحقد فلقد كان قادرا على التصدي له أو أمر رجاله بقتله بمجرد أن يغادر المكتب ولكن ليس الآن، ليس قبل أن ينتزع منه قوته ونفوذه ووقتها آدم بنفسه سيتوسل ليحصل على الموت !
لهذا إكتفى برشقه بإستهانة متمتما :
- أكيد ده مش آخر لقاء بيننا انا هبقى مستنيك تجي.
إرتعشت قبضة يده المتعطشة للنيل منه في الحال فضغط عليها وخرج صافقا الباب خلفه ليقابله فاروق بحرز فأشار له الآخر باللحاق به وبمجرد ركوبهما السيارة سأله مستفسرا :
- آدم بيه مش احنا كنا متفقين نستناك تخلص كلام معاه ونقتلهم واحد واحد ده حتى الرجالة كانو مستنيين منك إشارة عشان نبدأ انا مش فاهم حضرتك اتراجعت ليه.
ضيق حاجباه وزفر وهو يجيبه :
- لأني كنت فاكره متعاون مع صفوان عشان يكسب فلوس من وراه بس اللي شوفته غير.
رمقه فاروق بحيرة وعدم فهم ثم عاد ليركز على القيادة بينما يردد آدم بشرود :
- الراجل ده غريب اوي انا مشوفتش نظرة خوف واحدة فعينيه مع اني هددته وضربته وكنت هقتله بس فضل واقف بقوة قصادي ومتأثرش قالي هنرجع نلتقي.
رفع حاجباه وعلق عليه :
- مريض ده ولا ايه طيب محكالكش عن علاقته بصفوان.
تأفف نافيا بخنق :
- لا هو عمل نفسه مش فاهم وقعد يحاول يلعب بأعصابي ودلوقتي انا هتجنن من التفكير ليه واحد زي ده بيتفق مع عدوي يقتلني واحنا مبنعرفش بعض اصلا.
- ممكن يكون واحد من منافسينك زي صفوان وغيره فعايز يبعدك عن الساحة النوع ده مبيهموش ان كان بيعرفك وتعامل معاك شخصيا قبل كده ولا لأ.
بدى على آدم عدم الإقتناع متذكرا تعبيرات مراد ولوهلة شعر بأن تصرفاته تشبه شخصا ما ولكنه لم يستطع تذكر من هو فتنهد وإلتفت لرفيقه آمرا إياه بجدية :
- لو كان زيه زي التانيين كنا ع الاقل لقينا معلومات كفاية عنه بس احنا حتى عنوانه قدرنا نوصل ليه بالعافية علشان كده انا عايزكم تدورو اكتر هو مين ومنين وكان بيشتغل فين قبل مايجي للمنطقة ديه وبيتعامل مع مين.
هز رأسه بطاعة وركز على الطريق حتى هتف بإستدراك :
- اه صحيح نسيت اسألك صفوان عامل ايه في موضوع الحريق ده حتى انتو هتجتمعو عند العمدة بكره ممكن يرجع يتهمك.
إبتسم آدم بتهكم عند تذكره ورد عليه مستهزئا :
- مش هيقدر يعمل حاجة هو لسه بيتخبط عشان يثبت اني المسؤول عن اللي حصل بس مش هيقدر يوصل لحاجة هو مش عارف اني منفذتش العملية ديه بنفسي ولا رجالتي عملوها اللي ولع النار جماعة من قرية تانية وتابعين لستي مش ليا أنا.
ضحك فاروق بخفة معقبا :
- طالما حكمت هانم جوا الموضوع يبقى نقدر نقول على بيت الشرقاوي يارحمان يارحيم.
ردد كلماته بإجرام مسترجعا صورة ذلك الوغد وإبنة عمه ليتضخم قلبه بالغل ناحيتهما :
- ستي بتحاول تبرد ناري عشان مروحش أولع فيهم واحد واحد هي صحيح وافقتني في الاول لما روحت خطفت صفوان وجبت بنت عمه عشان اقتلهم هما الاتنين بس بعدما هديت اقترحت عليا ننتقم منهم بالبطيء وأنا اقتنعت ... مش هخليهم يموتو بالسهولة ديه.
___________________
عقد الإجتماع في مجلس العمدة وحضر فيه كبار البلدة لمناقشة شؤونها من ناحية السوق والتجارة والأحوال المعيشية للأهالي خاصة العمال المتضررين من الحريق وإرتؤوا النهاية تخصيص صندوق ولم التبرعات فيه ثم توزيعها عليهم ريثما يجدون عملا آخر.
وفجأة نطق آدم :
- عارف أن العمال اللي كانو بيشتغلو في بساتين صفوان متضررين شغلهم والتبرعات مننا هتساعدهم بس ده حلو مؤقت ويا عالم اذا هيقدرو يلاقو مصدر رزق تاني ولا لأ.
تكلم أحد الشيوخ بجدية :
- مفيش ف ايدينا حل تاني ده احنا لازم نحمد ربنا لأن متحرقتش كل البساتين وإلا حتى صفوان مكنش هيقدر يقف على رجليه.
إمتقع وجه الأخير بغيظ من الحالة التي وصل إليها بينما إستطرد آدم :
- الحمد لله بس مع ذلك لازم نلاقي حل تاني وأنا قعدت اليومين دول بفكر في المشكلة ديه ولقيتها ... من بعد اذن حضراتكم أنا مستعد اشغل كل العمال المتضررين عندي.
إندهش الجميع وبدأوا بالنظر لوجوه بعضهم بتفاجؤ ليكمل هو :
- انا الحمد لله رزقي متوسع وأساسا كنت مخطط أجيب عمال جدد لأن اللي عندي مش ملحقين مع اني يدوب محتاج لعشرة ع الاكتر بس مفيش مانع أضمهم كلهم بما أننا مضطرين.
- بس انت كده هتخسر لما تدفع زيادة لناس ملهاش لازمة عندك.
- معلش يا شيخ عثمان نكسب فيهم ثواب وإن شاء الله مخسرش انا اقترحت الفكرة ديه ع العمدة النهارده الصبح وهو قالي لازم صفوان يوافق الأول عشان مبقاش عملت عيب في حقه.
توجهت الأنظار إلى صفوان الذي كان مايزال متسمرا وكأن على رأسه الطير يحدق في آدم بصدمة مدركا بأنه يريد سرقة موظفيه بعدما أحرق رزقه ليبقى هو المتضرر الوحيد.
إحمرت عيناه بشدة وتصلبت عضلات وجهه فكاد يصرخ لاعنا إياه ثم ينهض ويتهجم عليه لكنه كان عاجزا وسط هؤلاء الحضور خاصة العمدة الذي وبخه أشد توبيخ لأنه لم يستطع معرفة هوية الجاني.
فإزدرد ريقه مبللا حلقه الشوكي وسحب الكلمات سحبا حتى يلفظها بإختناق :
- أنا ... مش عارف بس ...
ضغط على يده الموضوعة على ساقه مطالعا آدم الذي كان يرمقه ببرود مدعيا إنتظار الإجابة منه، وللحظات تمنى لو ينهض ويقلب هذه الطاولات على الجميع إلا أنه لم يجد سوى أن يقول بثبات مزيف :
- اللي تشوفوه.
تنهد الآخر وأراح جسده للخلف بينما هتف العمدة بإقرار :
- بما أن الطرفين متفقين يبقى على بركة الله هنبدأ من بكره بالإجراءات وأول ما يقف صفوان ع رجليه من تاني هنتعاون عشان نرجعله كل حاجة زي لما كانت في الأول مش كده.
تصاعد الهتاف الموافق لكلامه وظنوا بأن الإجتماع سينتهي الآن ويسمح لهم بالمغادرة لكنه أوقفهم بإشارة من يده هادرا :
- في حاجة تانية لازم تكونو حاضرين فيها ... زي ما انتو شايفين ابن سلطان وابن الشرقاوي وقفو جمب بعض في المحنة ديه وكل واحد منهم بين معدنه عشان كده فكرت أن جه وقت المشاكل مابينهم تنتهي ويبدأ عهد جديد مابين العيلتين لمصلحتهم ومصلحة البلد.
طالعا بعضهما بإستغراب وعدم فهم وقال آدم :
- حضرتك قلت اننا واقفين جمب بعض أساسا.
- ده بسبب المشكلة ديه ومحدش ضامن مترجعوش زي الأول عشان كده لازم ميثاق أبدي ينهي الخلاف ... آدم أنت عندك أخت صح ؟
إعتدل في جلسته بتحفز وقد بدأت أفكاره تأخذه لمنحى بعيد تمنى أن يكون خاطئا لكنه رد بحذر :
- أيوة ... اخت صغيرة ولسه بتدرس.
أومأ بتفهم ثم وجه حديثه لصفوان :
- وانت عندك أخت أصغر منك بكام سنة بس بظن انها في سن مناسب للجواز.
تنفس بحدة مجيبا :
- اه سلمى ... بس أنا مش فاهم حضرتك بتسأل عن حريم العيلة ليه.
ظل العمدة على ملامحه الثابتة ووجه ناظريه نحو الحضور مرددا بصوت عالٍ :
- الميثاق المناسب لصلح العيلتين هو الجواز، وبما أن بنت المرحوم سلطان لسه صغيرة ف أنا وبصفتي المسؤول عن أمن البلد وسلامته قررت اربطهم ببعض علشان كده ... آدم ولد سلطان هيتجوز المستورة سلمى أخت صفوان !!
___________________
ستوووب انتهى البارت
رايكم بالأحداث ؟
هل صفوان هيقدر يثبت تورط عيلة الصاوي في الحريق اللي حصل
ياترى ايه علاقة مراد بآدم وايه هو السر اللي مخبيه ؟
ايه رايكم بآخر مشهد وهل العمدة هيجوز آدم وسلمى فعلا ؟



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close