اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السادس 6 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السادس 6 بقلم فاطمة سلطان


الفصل السادس 6

بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله 



_____________________



رُوِي عن أنس بن مالك أنّه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ العَجزِ والكسلِ والجبنِ والبخلِ والهرَمِ وأعوذُ بِكَ من عذابِ القبرِ وأعوذُ بِكَ من فِتنةِ المحيا والمماتِ)

_____________________



#نزار قباني 



لن تهربي مني ..فإني رجلٌ مقدرٌ عليكِ



لن تخلُصي مني..



فإنَّ الله قد أرسلني إليك



________________________



في بيت عم سعد بعد أن خلد مروان الي النوم بالفعل فهو يريد أن يريح جسده لساعتين علي الأقل ويجعلها تفكر قليلا ..



كانت تسنيم تجلس علي تلك الأريكة التي كان يجلس عليها ذلك الرجل، رُبما بعد موته (قبل عامين)




أدركت أن والدها كان محقًا في المحافظة علي مال ذلك الرجل وألا يترك العمل معه ومحق في صداقته، اكتشفت أنها لم تكن تعلمه جيدًا غير بعد موته 



كتب لها رجل غريب نصف شقته، فلم تعرف ذلك الأمر الا بعد موته بشهور من المحامي واتصال شقيقته التي تقيم في الخارج، ربما هو وطد فيها ذريته التي لم يرزق  بها ورغم أنه يأمن لمروان ولكنه خشي في يوم يتركها وتصبح بلا مأوي ولا تجبر علي الجلوس مع ذلك الرجل في منزل واحد .




أخيرا أعلن هاتها عن اتصال من رقم غريب وعلي ما يبدو أنه من خارج مصر



أجابت تسنيم قائلة بنبرة هادئة 



- الو  



تحدثت سلوي قائلة بنبرة قلقة جدا 



- عاملة ايه يا تسنيم انا من ساعة ما شوفت رسايلك بتصل بيكي تليفونك مش بيجمع



نعم أدركت أن ذلك بسبب الشبكة، فأردفت قائلة بعتاب شديد



- مفيش شبكة 



انتِ ليه عملتي كده يعني ليه تسافري حتي ومتقوليش ليا مع أني بكلمك كل يوم انا قلقت عليكي جدا 



أردفت سلوي قائلة بنبرة عقلانية 



- انا سافرت علشان فرح ابني صحيح لسه بدري عليه بس كنت عايزة اشوفه لانه واحشني واقضي أكبر وقت معاه



ثم تنهدت سلوي واستكملت حديثها الذي يصعب عليها قوله ولكنها تحاول




- ولاني محبتش اكون عقبة في طريقك وبرضو انا متخلتش عندك متاح الشقة موحود عند صاحبتي اللي انتِ عارفاها لو هتسيبي مروان وهتقعدي هناك 



أردفت تسنيم قائلة بعدم فهم فهي أصبحت لا تفهم أي شيء في الأونة الأخيرة 



- يعني ايه محبتيش تكوني عقبة  في حياتي مش فاهمة من امته كنتِ عقبه



أخذت نفس طويل ثم أردفت قائلة وهي تتذكر السنوات الماضية



- اول ما شوفتك انا كنت مش حباكي وكنت رافضة اتكلم معاكي قولت بنت اختي مغفلة استحالة تكون بني ادمة طبيعية 



بس عاشرتك وحبيتك وفعلا اعتبرتك بنتي بس انا عايزاكي تفكري في نفسك ولو فعلا انا حبيتك فلازم تسمعي الكلام ده



- كلام ايه 



أردفت سلوي قائلة من بين دموعها فملك كانت ابنه لها ليست مجرد ابنه شقيقتها المتوفاه



- ملك الله يرحمها ماتت داخله علي سنتين وده قضاء ربنا ومروان بيكي من غيرك هيتجوز عاجلا أم عاجلا يمكن انتِ تحبي تكملي معاه وتتحرجي مني



- انتِ مين قالك الكلام ده اصلا يعني انا ...



قاطعتها سلوي قائلة بنبرة هادئة 



- انا  بقولك فكري في نفسك دي نصيحتي ليكي، انتِ اتظلمتي كتير فمش عيب تدوري علي مصلحتك وسعادتك



يمكن كل اللي عملوه في البداية انا مكنتش موافقة عليه سواء مروان او ملك لانهم ظلموكي معاهم، مروان في النهاية مش وحش جدع وكويس وقد كلمته فمش عيب تفكري تكملي معاه انا مشيت علشان ميبقاش محرجين مني وحتي انا قولت كده لمروان يوم ما جه علشان ياخد هدومك بعد ما سافرتي مع محسن 



هبطت دموعها بغزارة فلا تعلم سبب بكائها رقة قلب سلوي ام ماذا هناك اشياء كثيرة تحدث ومشاعر غريبة لا تفهمها، فأردفت قائلة متسائلة عن حالها ببلاهة



- انتِ عاملة ايه 



ابتسمت سلوي قليلا ثم أردفت بنبرة اكثر بهجة 



-كويسة طول ما اللي حواليا كويسين انا كده كده راجعة بعد الفرح اتمني اشوفك واخدة قرار يناسبك ويريحك وتكوني مقتنعة بيه  



أردفت تسنيم قائلة والدموع تهبط تلقائيا من عينيها 



- انا عايزة اقولك حاجة 



- قولي يا تسنيم 



أردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة



- انا عمري ما عرفت معني اني أحب حد حتي بابا نفسه مات وانا صغيرة مش فاهمة حاجة لسه  



انا محبتش قدك انتِ وعم سعد بعد موت بابا يمكن لانكم اكتر اتنين فكرتوا فيا ومن غير حتي ما يكون ليكم مصلحة في كده 



قالتها سلوي بحكمة رُبما ذلك ما أدركته مؤخرًا



- أحيانا بيكون الغريب احن علينا من القريب زي ما كنتي ايام سهرانة جنبي في تعبي وابني مبيسالش فيا، ساعات بيكون عوض ربنا من أشخاص عمرك ما تتخيلي يجي منها اللي مجاش من اقرب الناس ليكي 



- خلي بالك علي نفسك وخدي ادويتك وانا مستنياكي لاني مش هستحمل تغيبي كتير 



-  وانتِ كمان خلي بالك علي نفسك وشوفي مصلحتك مع السلامة 



- مع السلامة 



أغلقت معها ومسحت دموعها بهدوء وأخذت نفس طويل لا تدري لما كل شيء يجعلها تشعر بالحيرة والتشوش وكأنها فقدت صوابها، حدثت أشياء لم تكن تجول في ذهنها أو تتوقعها يومًا منذ ذهابها مع محسن وتتوالي الأحداث في إطار لم تتخيله حتي 



خرج مروان من تلك الغرفة رُبما لم يذهب في النوم بشكل يقال أنه قد نام ولكنه أخذ استراحة قليلة يريح بها جسده من الصعب أن يظل مستيقظًا ويسافر مرة اخري في نفس اليوم



قالها بنبرة هادئة وهو يجلس علي نفس الأريكة التي تجلس عليها



-  لميتي حاجتك 



رأي دموعها التي لم تتوقف منذ ان تحدثت مع سلوي رُبما ما جعلها تبكي تفكير سلوي في مصلحتها تحديدًا أنها ليست أي امرأة بل هي تحدثها عن رجل كان يتزوج ابنه شقيقتها لأعوام، أردف قائلا بقلق لم يستطع إخفاءه 



- انتِ بتعيطي ؟؟ 



في حاجة حصلت 



مسحت دموعها مرة أخري وأجابت بنبرة حاولت جعلها جامدة وقوية قدر الإمكان



- مفيش كنت بكلم طنط سلوي 



أردف قائلا باستغراب وهو يرفع حاجبيه فلم تكن تلك الأجابة



- وبتعيطي ليه برضو ؟؟ 



- انتَ كنت عارف انها مسافرة علشاني او بسببي ؟؟



أردف قائلا بلا مبالاة وهو يحك مؤخرة رأسة ليتذكر الحديث الذي دار بينهم بعد إتيانه من الإسكندرية وقولها بأن هناك موضوع تريد التحدث به معه



-  اه كنت عارف 



 أردفت تسنيم قائلة بانزعاج 



- ومقولتليش ليه 



- كنت فاكر انك عارفة يعني او قالتلك نفس اللي قالته ليا 



- انا اصلا مكنتش اعرف انها مسافرة غير امبارح لما روحت و لقيت الشقة مقفولة بقفل 



تنهدت تسنيم ثم استكملت حديثها وهي تنظر أمامها ولا تريد توجيه بصرها له



- انتَ عارف رغم اني هتشل منك ومتعصبة منك فوق ما تتخيل، انا عايزة اشكرك 



أردف قائلا بنبرة ما بين السخرية والفضول



- الحمدلله في حاجة اتشكر عليها بس علي ايه هتشكريني



أردفت تسنيم قائلة بلا مبالاة 



- انك السبب في اني اعرف واحدة زيها مش اكتر 



هز رأسه متفهمًا ثم أردف قائلا فهو يشعر بالجوع 



- يلا نتغدي ونرجع البيت  



- انا مش راجعة معاك قولت



أردف قائلا بغيظ وهو يحاول أن يسيطر علي أعصابه ويجد طريقة لاقناعها



- استغفر الله العظيم 



- افهم انا مش بعيش معاك لوحدك انا بعيش مع عيلتك كلهم كل ما هقعد معاهم اكتر كل ما هتعلق بيهم او علي الاقل الخروج هيكون اصعب قدر الموقف هو مش عند لو عند هقولك خليك قاعد بقا هنا يوم اتنين شهر براحتك ورأيي مش هيتغير 



أردف قائلا بنبرة حاول جعلها حكيمة قدر الإمكان وهو يشرح لها أنه مشوش أيضا ليست هي فقط 



- تسنيم،  بصي انا في دماغي الف حاجة وحاجة وحياتي مش مظبوطة حتي انا مش عارف حاجة وتايه، مش هيجري حاجة  لو استحملتيني شهرين مع انتِ بقالك اربع  سنين 



قالتها تسنيم بنبرة منزعجة وهي تحاول أن تفهمه صعوبة الوضع 



- اربع سنين كنت متجوازك بس انتَ في حته وانا في حته ومكنتش مجبره اعيش في حته غريبة ولا مجبرة اتعامل معاك ولا حتي اني اقول كلام في وش ناس كدب وخايفة يستجوبوني او اعيش حياة مليش فيها وهي مش بتاعتي  



أردف قائلا بنبرة مرحة وهو يمسك يدها وهو متوقع أجابة أو فعل غريب منها 



- لو قولتلك علشان خاطري 



أردفت قائلة بغضب وخجل في أنن واحد وتحاول سحب يدها التي أمسكها بقوة وكانه يتعمد التأثير عليها 



- متمسكش ايدي، واعتقد انك ملكش خاطر عندي لسه 



- لسانك مش عارف دبش وله عقرب، ده مفيش حد يقول لحد كده في وشه لو قاتل ليه قتيل 



أردفت قائلة بسخرية وهي تسحب يدها منه 



- انا عادي بقولها وبعدين انتَ فاكر لو مسكت أيدي خلاص يعني هوافق ده انتَ اللي غريب 



أردف قائلا بخبث شديد ومرح 



- مكنتش أعرف أن الموضوع هيتطلب اكتر من مسكه أيد علشان توافقي



رمقته بنظرة قاتلة، فأردف قائلا 



- ما علينا، ارجعي معايا 



- ليه 



- عشان ماما 



لا يدري ما الذي أصابها من نوبة هسترية من الضحك ليضحك علي ضحكاتها بعد ان كانت تبكي منذ دقائق 



- خلاص ضحكتي نمشي بقا 



- مش ماشية  قولت 



قالتها بأصرار فلا شيء سيجبرها علي الذهاب 



_____________________



في الساعة التاسعة مساءًا / في المنصورة 



كانت العائلة تجلس علي الطاولة ليتناولوا طعام الغداء الذي اصبح عشاء بسبب تأخر  محسن في الخارج عند الطبيب حتي يتأكد من سلامته وعدم تواجد أي جلطات وكانت معه رباب ومريم بينما أحمد ذهب إلي العمل اليوم لغياب والده ومروان في أنن واحد 



أردف احمد قائلا بتساؤل 



- محدش كلم مروان من ساعة ما مشي انا حاولت أكلمه الضهر كده تليفونه مش بيجمع 



أردفت رباب قائلة وهي تخبره بما حدث



- انا كلمته الصبح قالي انه في القاهرة مع تسنيم كان وصل لما كلمته 



أردف محسن قائلا بنبرة صارمة رغم أنه هو الاكثر قلقًا 



- محدش يكلمه كفايا اوي بقا انا مخلف عيال صغيرة هو حر هو مراته بقا اتصالاتنا ملهاش لازمة يشوف هو مهبب ايه خلاها تمشي كده من محاظة لمحافظة رباب



أردفت رباب قائلة بنبرة قلقة وحنونة 



- طب حد شاف اسلام  كان كل معانا بدل ما يفضل قاعد هناك لوحده في البيت 



أردفت مريم قائلة وهي تجيب عليها



- قولتله قالي أنه وراه شغل 



أردف احمد ساخرًا



- شغل برضو 



رباب أردفت قائلة بتفسير لما تراه



- والله شكل مراته غضبت بسبب الشغل كأنه هيخترع الذرة في حاجة اسمها اهتمام و ...



قاطعهم محسن قائلا بنبرة غامضة 



- كل واحد يتحمل نتيجة تصرفاته وياريت كفايا كلام عن مشاكلهم هما مش عيال صغيرة، وكلوا بقا



- مساء الخير 



قالها مروان وهو يدخل ويجر حقائبها خلفه وهي كانت تغلق الباب 



أردفت رباب قائلة بفرحة عارمة وبهجة بل أنها نهضت وذهبت واحتضنته أيضًا 



- اهلا اهلا



  جم اهو



نهض احمد وصافحهم بعد رباب ومريم أردفت قائلة بعتاب وهي توجه حديثها إلي تسنيم



- بقا ينفع كدا يا بنتي تسيبي البيت من غير كلام ولا حتي تقوليلنا ايه اللي حصل 



أردف محسن قائلا بنبرة غاضبة



- خلاص بقا يا مريم بلاش نقعد نستجوبهم ده ابنك رايح الطريق صد رد المهم انها رجعت



أردفت تسنيم  قائلة باحراج وهي تنظر لمروان فهو السبب في كل شيء لا تدري كيف اقنعها حتي تأتي وبتلك الاشياء التي قالها وكأنه ألقي عليها تعويذة لتغير رأيها فلتتحمله تلك لفترة فقط 



- انا اسفة ليكوا حصل سوء تفاهم ما بينا 



تحدث محسن قائلا بنبرة هادئة 



- خلاص مش مهم المهم انكم جيتوا بالسلامة يلا جيتوا علي الاكل اقعدوا كلوا معانا 



أردف مروان قائلا بابتسامة هادئة وهو ينظر لها بابتسامة خبيثة وهو يتصنع دور الزوج المتسامح علي اكمل وجه



- احنا كلنا برا حبيت اصالحها 



- خلاص تمام اطلعوا اوضتكم وارتاحوا وبعدين ابقوا لما تاخدوا راحتكوا لموا كل حاجة ليكم في الاوضة



أردف مروان قائلا بنبرة مرحة فهو لم يفهم مغذي حديث والده



- ايه يا بابا هو انا جايبها علشان تمشينا سوا 



كان محسن يرتب ويجهز لكل شيء، فأردف قائلا



- لان بما انكم قاعدين معانا لفترة هننقلكم اوضة اسلام واحمد لانها اكبر واحمد لم حاجته الصبح علشان ينقل مكانكم مش معقول انتم الاتنين تفضلوا في الاوضة دي وهبعتلك اوض نوم تختاروا وهتيجي من المعرض الصبح



______________



في الغرفة 



كانت تسنيم تجلس علي المقعد وتراقبه ويضع كتبه واشيائه ومتعلقاته في الحقيبة الصغيرة 



وجد الألبوم لينظر فيه نظره سريعة فهذا الألبوم يلخص أهم وأسعد لحظات حياته التي مر بها، أردفت تسنيم قائلة بجراءة فهما تعاهدوا علي الصراحة والصداقة خلال تلك المدة 



- كنت بتحبها 



أردف قائلا باستغراب من سؤالها 



- اكيد يعني اومال هتجوزها ليه 



أردفت قائلة متسائلة أياه ببلاهة



- انتَ متأكد انك راجل



أدركت ما تفوهت به فهو نظر لها نظرة كاد يقتلها بها لتحاول تصحيح كلامها قبل أن يرد عليها، فأردفت قائلة 



- مش قصدي خاني التعبير يعني اقصد أن طنط سلوي كانت بتقول انك عارف بمرضها الله يرحمها قبل ما تتجوزها ومع ذلك اتجوزتها حاسه انها غريبة شوية 



أردف قائلا بنبرة حكيمة نادرًا ما تخرج منه 



- المرض مش مرض عضوي المرض مرض نفس، وانا عمري ما كنت مريض نفسيًا ولا شوفت حد ناقص علشان عنده مرض يمنعه من حاجة وبعدين انا طلبتها للجواز وتشاركني حياتي مطلبتهاش تخلف ليا 



لو مكاني كنتي هتعملي ايه



تحدثت قائلة بتلقائية شديدة فالمفهوم سائد هو ما يكن في فكرها أيضًا رغم أن المرأة التي تتواجد في حياتها لم تضحي من أجلها ولكنها تري بالرغم من ذلك أن هذا المفهوم خاص بالنساء 



- معروفة ان الست بضحي لكن الراجل ميهموش الا نفسه ومصلحته 



- ده مفهومك الغلط، في الصح والغلط في الاتنين



أردفت قائلة بسخرية ولا تدري لما تشعر بغرابته



- انتَ حد غريب جدا بتقرا روايات بتعرف تطبخ جوازك حتي من ملك وانك اتجوزت بسرعة محبتش انك تصيع حبتين كل ده شيء غريب يعني بصراحة 



أردف قائلا وهو يتذكر وعده لها 



-حلو اصيع دي واضح ان انا اللي جبته لنفسي



- اه ده انا هقرفك وافتكر اني قولتلك بلاش   



تنهد ثم أردف قائلا وهو يجلس علي طرف الفراش ليكن في قابلتها 



- اولا مفيش حاجة اسمها  ست بضحي والراجل لا  التضحية صفة إنسانية وملهاش علاقة بجوازي من ملك انا حبيت واحدة واتجوزتها زي ما أنا ادتها اكيد خت منها حاجات كتير 



- حتي برغم انك كنت عارف وقبلت انا مش قصدي حاجة بس أول  مرة كنت اشوف حد كده او راجل يتصرف كده 



أردف قائلا بتفهم فحتي أهله لم يصدقوا فعلته 



- حتي لو كنت عارف انا عايز اكون خطيبها بكرا عايز اتجوزها واعيش معاها بعده انا مبفكرش لبعيد مش بفكر مثلا ايه اللي هيحصل بعد سنة من دلوقتي انا بفكر ايه يومي ممكن بكرا مظنش اني بفكر لابعد من كده



تحدثت تسنيم  قائلة باستغراب شديد فهو يشعرها أنها غريبة 



- غريب انا عمري ما كنت سايبة كل حاجة كده انا بفكر كتير اوي ويمكن بفكر لسنين قدام مبعرفش مسرحش وافكر لبعدين 



-  بتعرفي تغيري قدرك يعني لما بتفكري



قالتها باستغراب وهي ترفع أحدي حاجبيها 



- بمعني اي انا قصدي ملوش علاقة اكيد القدر ده حاجة ربنا كتبها بس برضو مينفعش مفكرش 



أردف قائلا وهو يحاول يشرح لها نظريته أكثر



- هقيسلك علي نفسي قبل ما اتجوز ملك فكرت كتير مش هقولك مفكرتش بس قولت لنفسي انا حبيت واحدة وعايز اتجوزها واعيش معاها 



انا ايه  ضمني مثلا اني هعيش حتي شهرين قدام او شهر حتي بس الفترة دي انا عايزاها معاها فكرت قولت ما يمكن انا اصلا اطلع مبخلفش



- انا فهمتك انتَ مبتحسبهاش المهم تعيش مبسوط النهاردة وخلاص مش مهم بكرا، طب  انتَ حبيت بعدها  او قبلها وانتَ مراهق 



أردف قائلا باستغراب شديد وهو يضيق عينه بخبث



- ليه السؤال العجيب ده يعني شايفك مهتمة 



أردفت قائلة باحراج وهي تتذكر خلود



- لامش مهتمة بس واضح ان في واحدة بتحبك جامد 



- مش فاهم قصدك 



أردفت قائلة بجراءة فهي لن تنسي طريقتها أبدا



- قصدي علي خلود مثلا 



- لا طبعا 



-  متاكد أن مفيش بينكم حاجة 



أردف مروان قائلا بسخرية 



- انتِ هبلة ما لو فيه هقولك مثلا 



أردفت قائلة بسخرية وهي غير مدركة تماما ما تتركه بعقله 



- بس انا شايفاها مضايقة جدا من جوازك تاني او الفكرة أنها مضايقة انك عموما دلوقتي مرتبط بحد 



- للدرجاتي شاغل دماغك لدرجة انك بتحللي أفعال خلود



قالها بخبث شديد فأردفت قائلة باحراج وتحدثت بنبرة مغتاظة وعبست ملامحها



- لا طبعا وانتَ هتشغلني ليه اصلا انا بقولك عادي 



جيت هنا فاتحملني بقا انتَ اللي حكمت علي نفسك وبعدين انا قدامهم مراتك واكيد مش هقبل انها تفكر تدخل تاني  



- ياه علي التكشيرة



- انا مش مكشرة بعدين هو انا من امته بضحك معاك يعني انتَ نسيت اللي عملته فيا الصبح هردهالك !



__________________



في صباح اليوم التاني/ في بيت عائلة العربي  



كانت خلود تجلس مع مريم ولكنها ذهبت الي المطبخ لصنع الغداء فتجلس خلود بمفردها وهي تراقب التحركات التي تحدث في المنزل



فهبطت تسنيم من غرفتها بعدما شعرت بالضجر 



فوجدت بعض العمال يضعوا الغرفة الجديدة التي سألها مروان عن رأيها بها ليلة امس، رأت خلود أمامها كادت أن تلعن اليوم، فأردفت خلود قائلة وهي تنهض لمصافحتها 



- تسنيم عاملة ايه 



صافحتها تسنيم علي مضض، وأردفت قائلة بنبرة هادئة



-  كويسة 



أردفت خلود قائلة بابتسامة 



- كويس اني لقيتك كنت عايزة اعتذرلك عن اللي حصل بينا اول مقابلة يمكن لاننا منعرفش بعض ومحدش واخد علي طبع التاني



- حصل خير بس ميمنعش ان حتي لو عرفت حد هسمحله يدخل في حياتي 



- أكيد حقك وانا منش قصدي اصلا اضايقك و ..



قاطعها تسنيم قائلة بنبرة هادئة وحاولت أن تبادلها الابتسامة 



- خلاص حصل خير يا خلود



- سمعت انهم بيجيبوا اوضة نوم جديدة وبيحضرلكم اوضة أكبر  



أردفت تسنيم قائلة بعدم اكتراث 



- اه فعلا علشان قعدتنا هطول شوية 



- بجد



قالتها خلود بنبرة مستفزة استفزت تسنيم فهل هي تفرح لجلوسه مرة أخري، فقالتاه تسنيم باستغراب 



- خير؟



- لا مش قصدي تنوري طبعا ده اكيد عمو وطنط فرحانين جدا 



انتِ لسه مش فهماني انا بعتبر نفسي  واحدة من العيلة وبهتم من كبيرها لاصغر حد فيها يهمني 



- مهوا باين فعلا



قالتها تسنيم بسخرية فاستكملت خلود حديثها بنبرة ماكرة وخبيثة 



- انا متربية هنا كل اللحظات اللي ممكن تتخيلها انا حضرتها من أبسط الحاجات اللي ممكن تتخيلها في الحزن والفرح مثلا يوم نتيجة ثانوية عامة مروان كل لحظة في حياتهم .



غضبت من تلميحها فعلي ما يبدو كل اللحظات التي تعرفها عن مروان فقط



- اه تعرفي عن مروان كتير يعني 



قالتها بابتسامة خبيثة لا تفارقها 



- اه اوي اكتر ما تتصوري انا كنت شبه عايشة هنا وبجد هو غالي عليا هو والعيلة كلها وده اللي خلاني اكلمك بتلقائية ومكنتش متخيله انك هتزعلي 



حاولت تسنيم أن تأخذ القليل من الخبث منها 



- تصوري اني اتكلمت مع مروان عنك امبارح



قالتها خلود بفرحة لم تستطع اخفاءها 



- مروان اتكلم عني انا، في ايه ؟ 



- حكيتله اللي حصل بينا اول مرة  وبصراحة عاتبني  جامد اوي 



- بجد 



أكدت تسنيم علي ما قالته بخبثٍ شديد



- طبعا زعل مني اوي قالي ازاي اكلمك كده وانك غالية عنده زي رباب بالظبط واخته التانية حتي كان عايزني اصالحك



تخشبت ملامح خلود واختفت تلك الابتسامة التي تحاول رسمها بصعوبة وكأنها الجمتها بالفعل لم تجد رد تقوله، فجاءت رباب التي هبطت من الأعلي هي وأحمد الذي القي التحية بسرعة ثم خرج وأردفت رباب قائلة باقتراح



- تعالي معانا يا تسنيم



قالتها تسنيم بعدم فهم 



- اجي معاكي فين 



- انا رايحة عند هنادي مع أحمد وخلود جاية معانا تعالي انتِ كمان انتِ  عارفة من ساعة موت باباها وهي نفسيتها وحشة ومش بتتكلم فالدكتور نصح احمد ومامتها انها تشوف ناس وميخلوهاش لوحدها وتحديدًا لو ناس جديدة



أردفت تسنيم قائلة بقلق أو لا تعلم رُبما لا تريد الاختلاط بأناس اكثر من العائلة



- مش عارفة بصراحة  



أردفت خلود قائلة بخبث



- تعالي يا تسنيم يعني علشان تتعرفي علي العيلة اكتر مدام مروان في الشغل واكيد بيرجع علي القهوة بدل ما تقعدي لوحدك تعالي 



كانت تسنيم تريد قتلها فهي تتعمد استفزازها ولا تعلم لما تغضب بهذا الشكل، فأردفت قائلة بتفكير فهي لا تحبذ أن تري احد في تلك الظروف وتتذكر ما مرت به 



- ايوة يعني بس ..



قاطعتها خلود بمكر وابتسامة حينما تراها تظن أنها مرحة 



- شكلك مش اجتماعية يا تسنيم مع ان مروان اجتماعي جدا 



مروان .. مروان !!



مهلا ما بها تلك المعتوهة فلتعترف بحبها له أمامها فهذا ما لم تفعله بعد وما ينقص في وقاحتها هكذا حدثت تسنيم نفسها وأردفت قائلة  وهي تحاول أن تستخدم مكر حواء 



- هتصل بمروان استأذنه الاول لازم اشوف هو موافق اروح وله لا 



قالتها بخبث شديد فعقدت خلود ساعديها وتحولت نظراتها إلي نظرات غاضبة مرة اخري وكانت رباب تشعر بما يحدث من حريق بين الاثنان وكانت تتابع في صمت 

__



كان مروان في تلك الاثناء في المصنع  يجلس في مكتبه ويشعر بالضجر فلا يوجد شيء يفعله الان وهو يحب الحركة لا يحب الجلوس هادئا ولكن والده يشترط عليه الجلوس حتي نهاية ساعات العمل لرُبما يحدث مشكلة او شيء يحتاجه 



رن هاتفه فوجده يعلن عن اتصال من تسنيم، اجاب عليها باستغراب شديد فمنذ متي تتصل به



- الو يا تسنيم في حاجة



قالتها تسنيم بنبرة تستطع ان تشعر بمدي اشراقتها وبهجتها بها 



- الو يا مروان عامل ايه 



رفع حاجبيه قائلا باستغراب فهل هي تتصل به للسؤال عن حاله فظن أن هناك مصيبة قد حدثت



- تمام  في حاجة وله ايه



قالتها تسنيم بهدوء وكانت تجلس خلود بجانبها وهي تشعر بالغيظ الشديد حتي ان مريم ورباب قد شعروا بالحريق الذي ينتاب الاثنان 



- هو انا لو اتصلت سالتك عامل ايه اكون عايزة حاجة والله عيب بطمن عليك 



قالها مروان بتفكير



- هو في حد جنبك 



- اه فعلا والله البيت وحش من غيرك اوي 



كنت عايزة اقولك حاجة 



تأكد بالفعل أن هناك أحد يتواجد بجانبها وحاول ان يخمن 



- قولي طبعا مدام البيت وحش من غيري يا سلام



- رباب قالتلي اروح معاهم عند هنادي فقولت اخد رايك الاول



قالها بمرح شديد وهو يعلم علاقة الصداقة التي تتواجد ين هنادي وخلود



- طبعا اومال !! خليني اخمن خلود رايحة مع احمد ورباب وحاليا هي جنبك  



ضحكت تسنيم فأردفت قائلة 



- فعلا 



أردف مروان قائلا بخبث 



- ما شاء الله بوزع نكت في التليفون شكلك مبالغ فيه مفيش واحدة بتكلم جوزها بتضحك



قالها بخبث وكانت تسنيم  تراقب خلود وفي تلك الاثناء كانت مريم ذهبت الي المطبخ ورباب أخبرت أحمد ان ينتظر قليلا، فأردفت تسنيم قائلة



- اومال ايه 



- بتحمر بتخضر حاجة في الرينج ده 



- اه فعلا جابوا الاوضة خلاص لما ارجع ابقي ارتب الحاجة قولي بقا اروح وله مروحش مش هنفضل نرغي في التليفون



- روحي مع ان ده مش هدف المكالمة خالص 



- خلاص ماشي مع السلامة روح مش هتاخر هاجي قبل متيجي هتلاقيني مستنياك متقلقش



لا يدري أي نوبة ضحك قد انتابته بالأمس تقول أنها لا تهتم لامره وجاءت من اجل هدف ما واليوم تفعل كل ذلك لشعورها بالغيرة 



- لا اوعي ملاقكيش هزعل جامد ده انا ممكن اكسر اي حاجة



- خلاص ماشي سلام



_______________________



في بيت هنادي كان أحمد يجلس وبجانبه رباب  وخلود وتسنيم كان الجميع حزين لهيئتها الشاحبة  رغم انها منذ أيام كانت تظن أنها أسعد مخلوقه حاولت خلود والجميع حاول الحديث معها حتي تسنيم 



رن جرس الباب  



فأردف أحمد حينما وجد والده هنادي تذهب لفتح الباب



" خليكي انتِ يا طنط " 



بعد دقيقتين تقريبا دخل جمال وحينما رأته والده هنادي ذهبت حتي تحتضنه وبكت في حضن شقيقها الوحيد



دخل شريف وصافح الجميع والقي التحية عليهم وحينما اتي دور تسنيم أردف قائلا باستغراب شديد فهو لم يكن يظن انها هنا اطلاقا، فماذا تفعل عند عمته 



- الدنيا صغيرة



- انتم تعرفوا بعض



( قالها أحمد باستغراب )





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close