رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني الفصل السادس 6 بقلم ياسمين
الفصل السادس من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
+
سقطت على ركبتيها أرضا بعد أن عجزت
ساقاها عن الصمود من هول ما رأته بينما ظلت
عيناها تراقبان ما يجري داخل الغرفة من خلف الباب
كممت فمها بيدها مانعة شهقاتها من الخروج
بعد أن رأت سيف يعيد سلاحه وراءه ظهره
و هو يخطو باتجاهها... زحفت عدة أمتار
بجسدها مبتعدة عن الغرفة قبل أن تستطيع
موازنة جسدها من جديد لتقف على قدميها
و تبدأ في الركض بعيدا في إتجاه باب الحديقة
+
وقف سيف على بعد أمتار منها و هو يلعن
و يشتم بصوت عال تارة يلوم نفسه على
عدم حرصه في تأمين المكان حتى يمنع
تسللها و تارة ينتقد عنادها فهو أوصاها
منذ قليل بعدم مغادرة الغرفة حتى أنه
صدق تمثيلها عندما أخبرته أنها ستخلد للنوم.....
+
اخرج هاتفه ليتصفحه مستدلا على
وجهتها من خلال جهاز التعقب الذي
وضعه في تلك السلسلة التي ألبسها إياها
بالأمس بعد وصولها مباشرة للجزيرة.....
كذب و لم تكن اول مرة يكذب فيها عندما
أخبرها أن السلسلة هدية من والدتها...هو كان
شبه متأكد أنها ستحاول الهرب إذا طال
بقائهما في هذا المكان لكنه لم يعلم أن
ذلك سيحصل بهذه السرعة.....
+
سار نحو الجهة الغربية للحديقة وراءها مباشرة
لكنه توقف فجأة ليهاتف أحد الحرس و الذي
أوصاه أن يحرص على خلو الحديقة من
الاسود.....
+
تمتم بسخرية و هو يعود أدراجه نحو جناحه
حتى يستحم ليزيل دماء ذلك القذر التي
لطخت ملابسه...
- اهي فرصة عشان تلعب شوية رياضة ".
+
_________________________________
+
في مصر و تحديدا في إحدى المستشفيات
الخاصة....
+
كانت أروى تسير جيئة و إيابا و هي تعض
اصابعها من حين لآخر دون أن تكف عن لوم
زوجها المسكين عندما منعها عن ضرب صالح
ليغادر الغرفة بعد أن إطمئن على يارا حتى
يرتاح قليلا من ثرثرة أروى.....
اغمضت يارا عينيها بتعب بعد أن بدأ مفعول
المهدئ يسري في جسدها...منذ ساعة عندما
وصلوا للمستشفى فحصتها الطبيبة و طمئنتهم
عن سلامة الجنين ثم دهنت لها مرهما للتخفيف
من تورم وجهها بسبب صفعات صالح لها....
ثم أعطتها بعض المهدئات حتى تخفف من
آلامها الجسدية...
+
إنتفضت فجأة و فتحت عينيها على صياح
أروى التي كانت تقف أمامها ناظرة لها باتهام :
-إنت ليه رفضتي تخلي الدكتورة تتصل بالشرطة
كان زمانه محبوس زي الكلب جوا القسم...اللي
عمله داه جريمة و محاولة قتل و خصوصا إنك حامل و كمان إنها مش اول مرة يمد إيده عليكي...
+
أجابتها يارا بصوت مبحوح ضعيف دلالة على
إلتهاب حنجرتها من كثرة الصراخ :
-تفتكري لو رفعت عليه قضية هوصل حاجة
داه صالح عزالدين يا أروى....
+
أروى باستهزاء : يكونش أبو تريكة و انا مش
واخذة بالي.. اه هتوصلي و هتاخذي حقك بالقانون
على الاقل يمضي على إلتزام إنه ميمدش إيده
عليكي ثاني...
+
يارا بتعب : في حاجات كثيرة إنت متعرفيهاش
أنا مش عاوزة أعانده عشان هو وعدني إنه
هيطلقني بعد أولد مش عاوزة أعمل حاجة تضايقه
تخليه يتراجع في وعده ليا ".
+
سعلت و هي تختم كلامها لتسارع أروى و تمسك
بكوب الماء لتساعدها في شربه مجيبة :
- و هو بعد اللي عمله فيكي النهاردة لسه مأمناله
و لوعوده... بلا خيبة أنا و الله مصدومة فيه
صدمة عمري مكنتش فاكراه حيوان للدرجة
دي...داه أنا بظلم الحيوان لما أشبه بحلوف
زيه...بقلك إيه هو كم مرة ضربك قبل كده؟؟
+
يارا بابتسامة مستهزءة :مش فاكرة كثير....
+
أعادت أروى كوب الماء لمكانه ثم ضربت
صدرها معبرة عن صدمتها قبل أن تهتف :
- نعم كثير....داه إنت لسه عروسة و بحنتك....
+
ضيقت عيناها ثم حركت رأسها للأسفل
محدقة في يارا بنظرات غريبة قبل أن
تتلفظ بتردد :
-بت إنت تكونيش من الجماعة إياهم....
الساديين و المشاخوزيين و إلا المازوخيبن
مش عارفة إسمهم إيه بالضبط بس الناس
اللي بيحبوا العنف و الحاجات الغريبة دي....
+
يارا بضحكة مرهقة :
-ضحكتيني و انا حالتي كده...
+
أروى بإلحاح :أمال إيه اللي مقعدك عنده لحد
دلوقتي أطلبي الطلاق و انا مستعدة اشهد
ضده... اهلك ناس أغنياء و هيقدروا يقفوا
في وشه و يحموكي منه.... أنا و الله مش قصدي
اخرب بيتك و أبوز جوازك بس اللي حصل معاكي
صعب جدا...الست لما يضربها جوزها او حتى يهينها
بتفقد الثقة في نفسها و فيه و في اللي حواليها
كلهم بتفقد الأمان و بتبقى عايشة جثة من غير
روح و بتلاقي نفسها كبرت فجأة عشرين
سنة...صدقيني مهما عدا الزمن مستحيل
هتنسي....إنت قلتي إنه ضربك اكثر من مرة
و إنت لسه عروسة شهر أمال بعدين هيعمل فيكي
إيه...
+
إبتسمت لها يارا بوجع و قد بدأت دموعها
تنهمر على وجنتيها لكن رغم ذلك أجابتها
تفرغ قهر قلبها :
-حاولت أهرب منه كذا مرة بس مقدرتش....
أمنيتي الوحيدة في الحياة هي إني أخلص
منه بقيت عايشة في رعب حقيقي... كل ما اشوفه
قدامي بحس إني هموت في أي لحظة... أنا
بدعي ربنا كل ليلة يخلصني منه او ياخدني عنده
عشان أرتاح من الكابوس اللي انا عايشاه حاسة إني
مخنوقة مش قادرة أتنفس بس مجبرة مليش حل
ثاني....يا أبقى مع صالح يا أموت نفسي...
+
إنهمرت دموع أروى بشفقة متذكرة أول أيام زواجها
لكنها لم تكن تعلم أن ما مرت به لا يساوي نقطة
من بحر معاناة يارا...
مسحت دموعها و هي تقول محاولة التخفيف عنها:
-أنا لو منك احطله دواء إسهال في كباية مية
يخش الحمام تكوني حطاله صمغ في القاعدة
يلصق هناك تروحي قافلة عليه الباب طافية النور
و ترمي المفتاح من شباك الأوضة و تنزلي جري
على اي مطار سنغافورة، تايوان الصين أي حاجة
بلد مش هنختار إحنا بقى و إبقي قابليني
لو فهم اللغة هناك و لو متاهش في الشوارع
هيتوه في أشكال الناس اللي زي بعضها هناك...
و لو صدفت و لقاكي أجريله ثلاثة أربعة بلطجية
يمضوه على قسيمة الطلاق و معاه خمسة
مليون دولار و و يصوره فيديو يقول فيه انا
إسمي الحقيقي سوسن بس اوعي تنسي نصيبي
في الدولارات....ها إيه رأيك بقى خطة عابرة للقرات... إتبسطي بقى و إتشخلعي و إدعيلي.....