اخر الروايات

رواية عش العراب الفصل الخامس 5 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الفصل الخامس 5 بقلم سعاد محمد سلامة


الخامس
ــــــــــــــــ
بكافيه بمدينة بنى سويف.
كان كارم يجلس مع أحد أصدقائه نهض وخرج الى أمام الكافيه كى يرد على إتصال هاتفه،لينهى الإتصال بعد قليل،وقف ينظر أمامه لثوانى قبل ان يعود لداخل الكافيه لكن سمع من تقول :اوقفى يا همس.

إخترق إسم همس فؤاده وقف متصنماً لدقيقه
وقع بصره على طفله صغيره بعمر الخامسه تقريباً تجرى تتجه إلى مكان وقوفه كى تمر من باب الخروج من الكافيه،لكن كادت تتعثر قبل أن تصل إلي الباب،سريعاً أمسك يدها قبل أن تقع ...تبسمت له الطفله وتحدثت بنهجان وإشارات لم يستطيع تفسيرها،لكن تلك التى كانت تنادى على الطفله وصلت الى مكان وقوف كارم مع الطفله،وتبسمت قائله:همس بتشكرك إنك مسكت إيدها قبل ما توقع عالأرض.

للحظات حين سمع إسم همس تسمر محله وضغط بقوه على يد الطفله التى كانت بين يدهُ...تآلمت الطفله وحاولت سلت يدها من يدهُ لكن هو كان يُطبق عليها بقوه كآنه يريد ألأ تترك يدهُ...إنتبه لحاله حين قالت الفتاه وهى تمد يدها كى تأخذ يد الطفله من يدهُ قائله بشكر:بشكرك إنت رحمتنى،لو كانت همس وقعت أو جرالها حاجه كانت أمها ممكن تقتلنى،دى بنت أختى الوحيده وجابتها بعد تعب سنين،دى حتى سمتها على إسمى.

نظر كارم لمن تحدثه وتبسم قائلاً:إنتى إسمك همس؟

تبسمت الفتاه وقالت:لأ مش إسمى يعنى،أنا إسمى هاميس،بس علشان غرابة الإسم بيقولولى همس،كمان إختصار.

تبسم كارم بغصه قويه فى قلبه...لا يعرف ماذا فعلت بسمته بتلك الفتاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى المقر
إرتسم الغبن على وجه قماح حين رأى تلك هند تدخل الى المكتب وأغلقت خلفها الباب تتوجه الى مكان جلوسه خلف المكتب ترسم بسمه على محياها وقالت:
أيوا هند يا قماح، مالك مستغرب كده ليه هى أول مره أجيلك مكتبك هنا.

رد قماح الذى يشعر بآلام برقبته تزداد، وهو جالس خلف مكتبه ولم ينهض لها: وفى رأيك مش لازم أستغرب إحنا علاقتنا بقالها أكتر من سنه منتهيه وجودك هنا غريب، لآن أكيد مش صدفه.

تبسمت هند بغنج وقالت: من أول مره شوفتك فيها يا قماح لفت نظرى بحنكته وفطنتك فى توقع أفعال اللى قدامك، وده يمكن السبب اللى خلانى وقتها أوافق على جوازى منك بالسرعه اللى حصلت وقتها بعد كم لقاء بينا ميتعدوش الإيد الواحده، وكنت مفكره إنى أكتر واحده فهماك وقتها بس بسرعه إكتشفت إن الوصول لقلبك لُغز صعب حله.

رغم شعور قماح بآلم رقابته وضع يدهُ على عُنقه وضحك ساخرًا يقول بإستهزاء: جايه ليه يا هند، أظن حكايتنا خلاص إنتهت، وأكيد عرفتى إن إتجوزت، بصراحه توقعت الزياره دى، بس كنت متوقعها قبل ما أتجوز مش بعد ما أتجوزت، وكل السكك إتقطعت.

ردت هند بمفاجأه: إتجوزت سلسبيل ليه يا قماح، إشمعنا دلوقتي بعد ما أخويا طلب إيدها فجآه كده حليت فى عينيك، كانت قدامك من البدايه، قبل ما تتجوز خالص...الحجه هدايه هى اللى طلبت منك تتجوزها ومش غريبه قبل ما تكمل همس سنه .

رد قماح بدبلوماسيه مُغلفه ببروده المعتاد:الموضوع ميخصكيش يا هند،وزيارتك مكنلهاش لازمه.

تبسمت هند وهى تنظر لقماح بتمعن وقالت:أيه وجع رقابتك رجعلك تانى،ولا يمكن العروسه مش راضيه عنك وبتنيميك عالكنبه،أصل كان واضح فى المده اللى عشتها معاك فى دار العراب،سلسبيل كانت حتى مش بتقولك صباح الخير وبتتجنب وجودك فى أى مكان،بس مع ذالك عينيك كانت بتبقى عليها،لسه عند قولى اللى بسببه طلقتنى يا قماح...سلسبيل ساكنه قلبك وبيغيظك عدم إهتمامها بيك،بس معرفش السبب اللى خلاها توافق تتجوزك،أكيد سحر الحجه هدايه.

وقف قماح متضايقاً يقول:مش فاضى لمهاتراتك،وكلامك الفارغ،وأيًا كان سبب جوازى من سلسبيل،شئ ميخصكيش،وإنتى عارفه سبب طلقنا كويس مخالفة أمرى لما روحتى من ورايا وزورتى أهلك ،غير حبوب منع الحمل اللى كنتى بتاخديها من ورايا...مكنتيش عاوزه تخلفى مكنتش هغصبك لكن تعملى كده من ورايا يبقى متلزمنيش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتلك الشقه
التى تمارس فيها زهرت فاحشة الخيانه، إرتمت بظهرها على الفراش تشعر بنشوه مُرهقه، كذالك ذالك الفاسق الذى كانت معه، نظر لها يقول: كنتى وحشانى قوى يا زهرت بقالنا فتره متقبلناش.

تلوت زهرت كالأفعى وإقتربت منه ونامت على صدرهُ ووضعت يدها تتلمس ملامح وجهه قائله بنبرة إغراء مصحوبه بتهكم: بجد وحشتك يا نائل..
بأمارة أيه.. سلسبيل اللى كنت جاى مع والداك علشان تخطبها بقلب جامد، مش برضو باباك ده اللى سبق ورفض إنك تتجوزينى، ولا عشان سلسبيل بنت عيلة العراب، النسب اللى يشرف، مش زى نسب بابا الموظف البسيط.... اللى عايش على معونات عيلة العراب اللى كانوا بيزكوا بيها على ماما من وقت للتانى... أهو عيلة العراب رفضوا طلبكم، ومش بس كده، سد عليكم طريق رجعة قماح لهند كمان.

وضع نائل يديه حول خصر زهرت ينظر لها بإشتهاء وأجاب بكذب:أنا مكنتش أعرف إن بابا هيطلب ايد سلسبيل فوجئت وقتها كان قايلى اننا رايحين نتكلم على بضاعه،قولت يمكن عاوز يفتح سكه لرجوع قماح لهند ،بس بصراحه إستغربت وقتها،إن قماح كان خاطب سلسبيل قبلها،وموت همس هو اللى آجل الجواز.

ضحكت زهرت قائله بسخريه:قماح..كان خاطب سلسبيل قبلها...سلسبيل نفسها كانت رافضه الجوازه،الجوازه ولو مش همس موتت نفسها يمكن عمرها ما كانت تمت.

تعجب نائل وقال:
قصدك أيه بهمس موتت نفسها،مش ماتت بالغلط بسبب لعبها فى السلاح زى ما سمعنا.

ضحكت زهرت ساخره: لأ أصل الست همس دهست شرف العيله وربنا فضحها قدامنا،كانت حامل وأجهضت وقبل ما تتعترف مين اللى فرطتت فى شرفها معاه، تك بوم، قتلت نفسها، وهدايه العقربه كتمت عاللى حصل، طبعاً إنكتمنا ورسمنا الكدبه قدام الناس.

تعجب نائل قائلاً: ليه مقولتليش باللى حصل قبل كده... طب وأيه اللى يجبر قماح يتجوز سلسبيل أكيد ده مش سبب مُقنع، بالذات زى ما قولتى همس قتلت نفسها، وإندفن السر معاها وهدايه كتمت على حقيقة اللى حصل قدام الناس.

ردت زهرت بحسره مخفيه بقلبها: أيه كنت عاوزنى أقولك غلطة همس علشان تستغلوا الحكايه وتخلى عيلة العراب يقبلوا بيك، وبعدين سبب الجوازه نفسها هو قماح العراب... عندى شك كبير أنه بيحب سلسبيل، وقسوته وجفاؤه معاها اللى كان ومازال بيظهره ده قناع... وأهو أول ما إتقدم لها عريس نط هو وأتجوزها.

تحدت نائل بإعتراض: غلطانه وكنا هنعرف نستغل غلطة همس إزاى وإنتى بتقولى إنها إندفن السر معاها،و مش معقول قماح يكون بيحب سلسبيل، طب ليه متجوزهاش من الأول أو حتى تانى جوازه، طب هقول اول جوازه له سلسبيل كانت صغيره وفى الثانويه، فى الجوازه التانيه كانت تقريباً فى آخر سنه لدراستها، غلطانه قماح أتجوزها بس عشان خاطر هدايه ترضى عنه.

نظرت زهرت لنائل وقالت بحقد: إحنا مش جايين النهارده عشان نتكلم عن جوازة قماح بسلسبيل، جيبت اللى قولتلك عليه فى الموبايل.

إبتسم نائل وأبتعد عن زهرت قليلاً، وفتح درج بطاوله جوار الفراش وأخرى علبه دواء بلاستيكيه صغيره منه، وقال لها:
أكيد جبتها بس قوليلى الحبوب دى مفعولها عالى قوى مين اللى غالى عليكى كده وعاوزاه يدمنها.

خطفت زهرت العلبه الصغيره من يد نائل ونظرت لها بظفرقائله: تمسكنت قائله:ده لبابا إنت عارف إنه مريض أهى تبقى مُسكن،له، وبعدين ده مالكش فيه، وكمان فين طلبى التانى اللى طلبته منك.

فتح نائل نفس الدرج وأخرج علبه مُخمليه ومد يدهُ بها قائلاً: لو صبر القاتل، هديتك أهى، يا زهرتى أتمنى تعجبك، نفس الطقم الدهب اللى بعتيلى صورته عالموبايل أهو ده مش دليل على إنى بحبك.

أخذت زهرت العلبه من يدهُ وقالت ببسمه لعوب: متعرفش أنا عملت أيه علشان أجيلك النهارده.. وأنا لو مش بحبك كنت طلبت منك نتقابل النهارده وأجيلك متخفيه كده.

نظر لها نائل عيناه تجوب على مفاتنها الظاهره أمامه تجعله ينسى أنه يغوض فى وحل الخطيئه او ربما هو الآخر يرحب بتلك الخطيئه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بشقة النبوى، وقف أصغر أبناؤه يقول بزهق وشكوى:
بابا أنا عاوز أتكلم معاك فى موضوع مهم.

نظرت له قدريه قائله: خير أيه هو موضوعك المهم ده؟

نظر محمد للنبوى وقال: بابا أنا عاوز أشتغل مع عمى ناصر أو مع قماح فى المقر وعاوزك تكلمه وتقوله على كده.

ردت قدريه قبل النبوى: عاوز تشتغل تحت إيد قماح ليه وشغلك مع أخوك رباح... مالهُ.

رد محمد بتهكم: قصدك خدمتى ل رباح مش شغلى معاه، يابابا رباح بيعاملنى بسوء وأنا كنت ساكت وبقول يمكن مع الوقت يتعدل، بس ده بيزيد فى السوء معايا بيفضل حماد إبن عمتى، بيدى له الشغلانه السهله وواخده إيده اليمين وأنا ناقص يشغلنى شيال مع الشيالين فى الشون اللى تحت إيده وسبق وإتشكيت منه لماما كذا مره يتعدل معايا يومين وبعدها طبعاً عشان يرضى مراته بيفضل حماد عليا، وأنا خلاص فاض بيا منه يا بابا، ده بيستقصد يقِل من قيمتى قدام العمال والشيالين.

تهكمت قدريه قائله:وقماح مش هيقِل من قيمتك لما تشتغل معاه فى النهايه هو مش أخوك بلاش تتعشم في نعومته.

نظر النبوى لها وقال بإستهجان:قدريه اوعى لكلامك..قماح أخوه زى كارم ورباح.

إرتبكت قدريه وقالت بتبرير خادع:مش قصدى أنه مش أخوه،أنا قصدى إن ممكن يعامله بسوء،قماح عنده عنجهيه شويه وممكن يتكبر على محمد،خلاص خليه يشتغل مع ناصر،ناصر كِبر ومحمد يشيل عنه شويه...إنما قماح بلاش حتى علشان الخلاف بينه وبين رباح بلاش محمد يدخل فيه ورباح يفكره مُنحاز ناحية قماح يحط ضغينه بين الأخوات... قماح عندى زى ولادى بالظبط.

نظر النبوى لقدريه بإستهزاء وقال:بلاش النغمه دى يا قدريه،وسيبى الأخوات وإبعدى عن دماغهم اللى بتمليها من ناحية قماح،أنا فاهمك كويس،وإنت يا محمد أنا هكلمك عمك ناصر تشتغل تحت إيده فى البدايه تتعلم طريقة شغل توريد الشونات كويس تصبح على خير.

تبسم محمد يقول:ياريتنى كنت كلمتك إنت من البدايه يابابا،مكنش رباح إستهزء بيا،يلا هروح أنام بقى هلكان من الصبح للمسا.

ذهب محمد وترك النبوى مع قدريه،لكن سرعان ما ترك النبوى قدريه واقفه وتوجه ناحية غرفة النوم،لكن قبل أن يدخل من الباب قال بتهكم:أيه مش هتيجى تنامى ولا هتروحى لابنك تسممى أفكاره هو كمان من ناحية قماح وعمه ناصر،عشان يطلع نسخه تانيه من رباح ويكره أخواته وعمه ويقول نفسى وبس،وتجى واحده زى زهرت تسحب عقله وتخليه حتى ميسمعش كلامك،بلاش تزرعى الغباوه بين الأخوات يا قدريه لآن أول من هيدفع تمنها هو إنتى وإنتى عارفه إزاى.

إرتجفت قدريه وتلبكت ولم تستطيع الرد،هى تفهم فحوى هذا التهديد،شعرت بكُره ساحق ل النبوى الذى لم يحبها يومًا،كان زواجه منها من أجل زواج بدل إقترحته وقتها هدايه،من أجل تزوج إبنة زوجها التى كانت وقتها بلغت من العمر الثلاثون دون زواج،وأصبحت بعداد العوانس،إصطادت هدايه عائله بسيطه بها شاب وفتاه،مقابل أن تأخذ الفتاه يتزوج أخيها من إبنة زوجها،وعائلة العراب لم تكن بثراء كبير لكن كان له إسم بالبلده بسبب تجارة الغِلال بأنواعها...النبوى لم يهواها يومً مجرد ان ظهرت إمرأه أخرى،كانت على غير دينه وتزوجها قبل أن تدخل الى الإسلام بإرادتها حتى حين أنجبت،كان لطفلها الأفضليه ومحبوب عنها هى وولدها،حتى أنهم كانوا ينعتوه بوجه الخير،وهل هى وولدها وقتها كانوا نذير شؤم،كان هنالك إزدواجيه خلفت حقد بقلبها او هكذا برر لها شيطانها
. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقة سلسبيل.
بدلت ملابسها بأخرى وتوجهت الى تلك الشُرفه الذى يقف بها قماح يتحدث بالهاتف، وكادت أن تدخل الى الشُرفه
لكن فى نفس الوقت
أغلق قماح هاتفه وزفر نفسه وإستدار حتى يدخل الى الشقه، لكن تفاجئ بسلسبيل فى وجه
إنخضت سلسبيل وتسمرت مكانها.

تبسم قماح عليها وقال: أيه شوفتى عفريت ولا معرفتيش تصنتى كويس و...

إزدرت سلسبيل ريقها وقالت: على فكره أنا مكنتش بتصنت ولا حاجه أنا كنت چايه أقولك إنى هنزل لشقة بابا.

رد قماح بعدم تصديق أنها لم تكُن تتسمع على حديثهُ بالهاتف وقال بسؤال:
وهتنزلى شقة عمى تعملى أيه دلوقتي الساعه قربت على عشره ونص المسا.

ردت سلسبيل:هدى بيتقول إن فى فيلم لاول مره هيتعرض على التلفزيون وطلبت منى نسمعه سوا، وأنا وافقت لأنى شوفت إعلان الفيلم قبل كده و كان عاچبانى.

تهكم ساخراً يقول: والفيلم ده عربى ولا أچنبى؟

ردت سلسبيل: آچنبى وبيتعرض على قناه مُشفره، لأنه لسه تقريباً بيتعرض فى السينمات هنا فى مصر.

وضع قماح يدهُ أسفل ذقنه يحكها بتفكير قائلاً: فيلم آچنبى وهيتعرض على قناه مُشفره كمان... يعنى ممكن يكون فيه مشاهد خارچه والقناه طبعاً مُشفره فمفيش مونتاج ولا رقيب للمشاهد دى.

ردت سلسبيل بضيق: أنا وهدى مش محتاجين مونتاج ولا رقيب، إحنا نعرف الصح من الغلط وأكيد مش هنتفرج على مشاهد خارچه.

رد قماح بسخريه وهو يمد يدهُ يضعها على جسد سلسبيل وقال بإيحاء:
وليه أهو تشوفوا وتتعلموا من المشاهد دى يمكن تنفعكم، زى ما نفعت غيركم قبل إكده.

ردت سلسبيل دون فهم: مشاهد أيه اللى تفيدنا، وهتفيدنا مشاهد خارچه فى أيه، كمان هدى لسه صغيره على النوعيه دى من الأفلام، والفيلم أكشن مش رومانسى.

تهكم قماح يقول بضحكة سخريه:
وهى الأفلام الأكشن مفيهاش رومانسيه، مش دى الأفلام اللى كانت بتحب بتسمعها همس قبل ما.....

قاطعته سلسبيل بعد أن فهمت لما يلمح له وقالت: بلاش طريقتك دى فى التلميح يا قماح وكفايه.... كفايه أنا تعبت من تلميحاتك دى ليا دايماً... أنا مغصبتش عليك تتجوزينى... أنا اللى إتغصـــــــ....

قاطعها قماح قائلاً بفرض رأى: مش موافق تنزلى تسمعى الفيلم مع هدى... أظن إنك مراتى ولازم تسمعى كلامى.

نظرت له بعين دامعه وقالت بخضوع: تمام.

قالت سلسبيل هذا ونفضت يدهُ التى كانت تسير على منحنيات جسدها وتركت المكان لقماح وذهبت الى غرفة النوم.

بينما خفق قلب قماح حين رأى الدموع بعين سلسبيل هو يعلم أنها تركته وذهبت كى لا تبكى أمامه

بالفعل هى دخلت الى غرفة النوم منها الى الحمام المصاحب للغرفه... جلست على حرف حوض الإستحمام تتساقط دموعها تكتم شهقاتها... قماح لا يترك مناسبه إلا ويذكرها بخطيئة أختها التى لديها يقين أنها بريئه منها رغم أن كل الدلائل تؤكد إرتكابها لتلك الخطيئه التى لا تغتفر وتجعل أخرى تحمِل وتتحمَل عواقب وصمتها
تتحمل الزواج من مريض بداء الغرور والعظمه.

بعد قليل سمعت طرق على باب الحمام يصحبه صوت قماح قائلاً:
هتنامى الليله فى الحمام ولا أيه.

جففت سلسبيل دموعها وخرجت من الحمام قائله: لأ كنت بجهزلك الحمام.

وقع بصر قماح على سلسبيل التى تقف أمامه وأثار المياه على ملابسها التى شبه مُلتصقه بجسدها تُظهر معالمه الانثويه... تبسم بمكر وتلاعب وقال:
بس أنا مكنتش عاوز آخد دوش دلوقتي، بس... بس مفيش مانع طالما حضرتيلى الحمام... ولا أقولك مالوش لازمه الحمام دلوقتي.

قال قماح هذا وهجم على شفاه سلسبيل بالقبلات القويه وأخذها الى الفراش تملك جسدها بعنف قليل،
نهض عنها بعد وقت وإستراح بجسدهُ على الفراش، بينما سلسبيل تشعر بآلم فى جسدها كالعاده بعد كل لقاء حميمى بينهم، أعطت له ظهرها، كالعاده تمقت تلك العلاقه.
شعر قماح بضيق من ذالك،
لكن وضع يدهُ على كتف سلسبيل، التى
إرتجف بداخلها حين شعرت بيده على كتفها وظنت أنه سيعيد ما فعله منذ قليل، لكن خاب ظنها حين قال لها:
لو عاوزه تنزلى تشوفى الفيلم مع هدى معنديش مانع.

ردت سلسبيل بنبره ساخره: مالوش لازمه الفيلم زمانه قرب يخلص، هدى هتبقى تحكى لى قصته وبكره يجى على قنوات مش مشفره وقتها يحذفوا المشاهد الخارجه،ودلوقتى أنا تعبانه وعاوزه أنام، تصبح على خير.

قالت سلسبيل هذا وجذبت غطاء الفراش عليها، وهى مازالت تعطى لقماح ظهرها، تُغمض عينيها تستجدى النوم، حتى يفصل عقلها عن واقع ذالك المُتحكم التى تعيش فيه.

بينما قماح، لم يرد على سلسبيل وشعر بآلم فى عُنقه يزداد، وربما شعوره بهذا الآلم هو ما عصبه على سلسبيل وجعله يمنعها من النزول وأيضاً تلميحه لفعلة همس، بالتأكيد هو مُخطئ بكل الأحوال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقة رباح
كذبة زهرت جعلت رباح يكاد يُحلق فى الفضاء وعاود القول للمره الكام لا يعرف:يعنى الدكتوره أكدتلك إنك حامل فى شهر ونص.

بإبتسامه خادعه قالت زهرت:أنا كنت زيك كده قدام الدكتوره،حتى صاحبتى قالتلى يا بنتى إنتى مبقالكيش سنه متجوزه وملهوفه عالخلفه كده ليه،قولت لها،أنا بحب رباح ونفسى يكون عندى منه دسته عيال وكلهم يبقوا شبهه فى كل حاجه،حنيته وغلاوته عندى.

إقترب رباح منها وضمها لجسدهُ بقوه قائلاً:أنتى غاليه عندى قوى يا زهرت،أنا أتمسكت بيكى فاكره.

ضمت زهرت يديها حول عُنق رباح وقالت برياء:فاكره يا حبيبى،وعمري ما هنسى قد أيه أنت بتحبنى.

قالت زهرت هذا وتبسمت بدهاء تُجيده:بس بلاش لما نخلف بنت بقى تبقي دلعها وتاخد غلاوتى عندك.

ضم رباح زهرت قائلاً:مفيش واحده تقدر تاخد غلاوتك يا زهرتى،أنا هنزل أقول للعيله كلها.

ضحكت زهرت قائله:خلينا للصبح نقول لهم،بكره اليوم اللى العيله كلها بتتجمع فيه عالغدا والعشا،نقولهم ونفرح معاهم بفرحتنا،بس...؟

نظر رباح لها وقال بتعجب:بس أيه؟سكتى ليه؟

ردت زهرت بتوريه:بس أنا خايفه قماح لما يعرف إنى حامل يغير منك،ناسى هو إتجوز مرتين قبل كده ومفيش واحده فيهم حبلت قبل كده،والله أعلم سلسبيل كمان هتحبل ولا لأ،ممكن الغيره فى قلبه تشتغل.

نظر رباح لزهرت يفكر فى قولها وقال:فعلاً ممكن قماح يغير منى بالسبب ده،بس دى نعمه من ربنا بعتها لينا،وربنا قال،"أما بنعمة ربك فحدث "
أهز عالأقل يعرف إن اللى بيخلص النيه مع بنات الناس ربنا بيرزقه بالخير،مش كل ما يزهق من واحده يطلقها،والله أعلم يمكن عدم خلفتهم كانت رحمه لهم من ربنا،إن ميبقاش فى بينهم رابط،وسلسبيل كمان الله أعلم يمكن يطلقها كمان قبل السنه ما تلف،كانت غلطة جدتى ،بس انا مالى ماليش فيه،ملناش دعوه غير بنفسنا،يا زهرتى،بكره العيله كلها تعرف إنك حامل،حتى كمان عشان يراعوكى وأنا غايب.

مصمصت زهرت شفاها وقالت بلؤم:يراعونى،جايز دى الحجه هدايه مفيش عندها عالحجر غير سلسبيل وقماح،شايف بقالها أكتر من عشر أيام رجلها مخطتش بره عتبة شقتها حتة لما نزلت قعدت جنبها ست الستات،يلا بكره الست سلسبيل تركب مكانها كمان.

ضحك رباح وقال:سلسبيل مش هتنهض تاخد حتى مكان فى بيت العراب وبكره أفكرك،عارفه مين اللى كانت عند قماح النهارده فى المقر؟

ردت زهرت بإستفسار:مين؟

رد قماح بتشفى:هند طليقته،وقعدت معاه فى المكتب أكتر من ساعه.

تعجبت زهرت قائله:قصدك أيه،يعنى قماح ممكن يرجع هند تانى...ومين اللى قالك على كده.

رد رباح:أنا عرفت بالصدفه كنت بتصل عليه عشان فى تاجر عاوز كمية رز كبيره ومردش عليا،إتصلت على السكرتيره مدام فاتن،وهى اللى قالتلى بدون قصد أن هند معاه فى المكتب بقالها أكتر من ساعه،فقولت لها لما تمشى تبقى تخليه يكلمني،تفتكرى هند كانت عنده ليه،بكره أفكرك هيرجعها من تانى،ووقتها سلسبيل مش هيكون لها أى وجود... وتبقى تشوف جدتى بقى حبيبها قماح وهو بيطلق حفيدتها...أو حتى ميطلهاش والتاريخ يعيد نفسه مع سلسبيل وتبقى هى زى ماما لما بابا زمان إتجوز عليها الأغريقيه،وتعيش بحسرتها العمر كله زى ماما ما عاشت بحسره كنت بسمع بُكاها ليالى،تبقى تتحمل جدتى بُكى سلسبيل بسبب إبن الأغريقيه اللى بكت أمى لما دخل عليها بيها زمان...ورحبت بها هدايه.

تبسمت زهرت بزهوه فى قلبها وقالت:دى مش هتبقى ضربه فى مقتل بس لسلسبيل لأ كمان هدايه وحفيدها الغالى اللى رجع من تانى لعشه،علشان يحوى دبابير وأول ما تقرص هتقرص حفيدتها الغاليه....وبعدين إحنا خدنا الكلام على الست سلسبيل ونسيت أديك علبة دوا الصداع اللى جبتها لك،تصور لفيت عليها أكتر من صيدليه قالولى الدوا ده مستورد وشاحح فى الصيدليات،ختى جبتها بضعف تمنها...بس علشان أنا واثقه من مفعولها ومجرباه قبل كده،أستنى انا شيلاها فى الدرج بتاع التسريحه.

إبتعدت زهرت وذهبت الى التسريحه وأخذت تلك العلبه الصغيره وأعطته إياها قائله بتحذير كاذب:حتى أنا كنت حاسه بشوية صداع بس مرضتش آخد منها ليكون لها تآثير عالحمل،بس الدكتور اللى وصفها ليا قبل كده كان قالى حاولى متتعوديش عليها كتير،عند اللزوم بس.

أخذ رباح منها العلبه وفتحها وأخذ منها حبه وإرتشف بعض قطرات الماء يبلعها بها.

تبسمت زهرت بظفر،رباح يسير بالطريق التى ترسمه له قريباً سيصبح كالعبد أسفل قدميها.
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى صباحً،
إستيقظت سلسبيل، كأنها نسيت أو ربما تناست بمحض إرادتها ما حدث ليلة أمس ومنع قماح لها بالذهاب وقضاء بعض الوقت مع أختها
نهضت من جواره على الفراش، وذهبت الى الحمام إغتسلت وتوضأت وصلت فرضها، ثم عادت لغرفة النوم مره أخرى وأشعلت ضوء الغرفه ثم جلست تمد يدها بتردد توقظ قماح ، لأول مره كان دائماً هو من يصحوا قبلها ويوقظها، بالفعل وضعت يدها على كتف قماح قائله: قماح إصحى الساعه قربت على تمانيه، إصحى علشان نلحق نفطر مع بابا وعمى.

بالفعل إستيقظ قماح من النوم يشعر بآلم فى عُنقه مازال مستمر بل وإزداد، هو بسبب زيارة هند له بالأمس فى المكتب نسي ذالك الدواء الذى طلبه من السكرتيره، ولم يخف الآلم...وأيضاً حديثه الجاف مع سلسبيل ليلاً.
وضع قماح يدهُ حول عُنقه الذى تشنج بقوه يكاد لا يستطيع أن يحرك رقبته من شدة الآلم.

لاحظت سلسبيل ذالك، للحظه شفقت عليه وقالت: هى رقابتك رجعت توجعك من تانى.

أماء قماح لها بموافقه وقال: ده آلم بسيط، شويه وهيروح.

إقتربت سلسبيل وجلست على الفراش تمد يدها بتردد وقالت:
أنا شوفت جدتى كذا مره وهى بدلكلك رقابتك تفُك تشنج عروق رقابتك وممكن أعمل زيها لو تحب.

صمت قماح للحظات... كادت أن تنهض سلسبيل من على الفراش وقالت له: براحتك هقوو...
قاطعها قماح قائلاً: تمام مش هنخسر حاجه إتفضلى دلكى رقابتى أشوف يمكن الوجع يروح على إيدك.

بالفعل إقتربت سلسبيل أكثر وجلست أمام قماح وبدأت بتدليك رقابته بطريقه مُعينه قلدتها كما رأت جدتها تفعلها،ثم قامت بلف رأسه بقوه فجأه لم يشعر بآلم،بل بالفعل شبه زال الآلم وفك تشنج عُنقه الذى كان يشعر به.

إنتهت سلسيبل من تدليك عُنقه،رسم قماح بسمه طفيفه وقال:لأ واضح فعلاً إنك ورثتى بعض المهارات من جدتى،الآلم شبه راح.

تبسمت سلسبيل قائله بفرحه:بجد وجع رقابتك خف.

رد قماح بموافقه:أيوا خف كتير،صحيح مش زى جدتى بس ممكن مع الوقت تبقى أفضل،المره الجايه لما رقابتى توجعنى هقولك تدليكها إنتى وأستغنى عن الأدويه بقى.

تبسمت سلسبيل وقالت بتسرع:بعيد الشر،قول يارب ما يرجع الوجع من تانى...قصدى يعنى ربنا يشفيك أنا حضرت لك الحمام،من شويه وطلعت لك غيار كمان أهو،هنزل أنا بقى أحضر الفطور،وكمان النهارده هيبقى اليوم طويل وشُغله كتير،علشان العزومه اللى جدتها بتعملها،تجمع أفراد العيله كلهم،وكمان عمتى عطيات وجوزها وإبنها حماد الغ...
صمتت سلسبيل قبل أن تُكمل كلمتها.

تحدث قماح بإستفسار: إبنها أيه؟

تهكمت سلسبيل بداخلها وقالت: الغتت الغلس، لكن قالت لقماح: إبن عمتى الغالى زى ما بتقول عليه، هنزل أنا بقى وأنت خدلك دش والغيار أهو.
بالفعل غادرت سلسبيل الشقه وتركت قماح الذى حرك رقابته براحه،يد سلسبيل أزالت ذالك الآلم الذى كان يشعر به منذ أمس، ذالك الألم الذى يشعر به من فتره لأخرى، بسبب تلك الوقعه القديمه التى تركت أثرها على عُنقه، حين كان باليونان ووقع على رقابته وقتها شعر بآلم ولم ينتبه أحداً لآلمه ويداويه بوقتها ربما ما كان عاود له من فتره لأخرى ذالك الآلم الذى يجعل رقابته مُكتفه بآلم قاسى.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الغداء
كانت سلسبيل بالمطبخ مع الخادمات وأيضا والداتها وكذالك قدريه ومعهن هدى التى لا تعمل بل تنظر أحياناً ل سلسبيل وتبتسم لها من أفعال قدريه وتنظيرها على الخادمات وتوبيخها لهن أحياناً، يعلمن أنها تفعل ذالك لتثبت أن لها كلمه بالمنزل، حتى على نهله والداتهن التى تتقبل تآميرها بلا مبالاه، أو بمعنى أصح، بإستسلام منها، كُن هدى وسلسبيل يتضايقن من إستسلام والداتهن وينفرن ذالك لكن إستسلام والداتهن يجعلهن يصمتن غصباً

بعد قليل، تجمعت العائله بأكملها على طاولة الغداء، يتناولون الطعام، فى صمت الى أن تحدث حماد قائلاً: الأكل المره دى طعمه حلو قوى، أكيد ده نفس سلسبيل سمعت إنها كانت بتطبخ مع عمتى ومرات خالى.

لم ترد سلسبيل وردت عنها هدى قائله: الطبيخ كله ماما هى اللى تعتبر عملاه، أنا وسلسبيل كل اللى عملناه هو السلطه ومرات عمى كانت بتتأمر عالشغالات اللى كانوا بيناولوا ماما المكونات اللى بتحتاجها.

خجل حماد وقال: مرات خالى نهله نفسها حلو فى الطبيخ.

أخذت الكلمه منه عطيات قائله بنفاق: إسألوا حماد وجوزى دايماً اقولهم، نهله مرات ناصر أخويا الميه من إيدها ليها طعم تانى.

نظرت لها قدريه بنزك وتهكم بداخلها تعلم رياء عطيات وتفهم ألعيبها هى مازالت طامعه رغم زواج رباح من إبنتها لكن تريد أن تأخذ أكثر عن طريق حماد حين يتزوج هو الآخر من هدى، كانت سابقاً ترسم على همس، لكن همس ماتت ونقلت العطا على هدى، لكن تلك الصغيره ماكيره ولن تجعل عطيات تصل لمأربها.

تحدثت هدايه بصرامه: المثل بيجول لا حديث على طعام، ياريت ناكل فى هدوء وبلاه كلام، وبعد الوكل نبجى نتحدت براحتنا فى أى شئ، دلوق كلوا وأنتم ساكتين.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل إنفض الغداء
وجلس الرجال بغرفه ومعهم كانت هدايه كذالك عطيات فهى ضيفه هذا اليوم، كذالك قدريه، واليوم زاد بجلوس زهرت معهم، نظرت لها هدايه قائله: ليه مقومتيش مع نهله وسلسبيل وهدى تساعدى الشاغلات فى فض السفره وتعملى الشاى.

تصنعت زهرت قائله: أنا تعبانه شويه يا جدتى حتى قرفانه أدخل المطبخ، مش طايقه أشم ريحة الآكل.

سخرت منها هدايه قائله: ليه مالها ريحة الوكل، كانه فاسد إياك، ولا جلع ماسخ وخلاص.

رد رباح: مش جلع يا جدتى، أصل زهرت حامل، والوحم جاى لها بقرف من الآكل.

نظرت عطيات ل زهرت بصدمه لكن سُرعان ما إبتسمت لها قائله: ألف مبروك ربنا يجومك بالسلامه بحچرك مليان، وتكبرى نسل عيلة العراب...

بينما قالت قدريه بتمثيل: يارب يا عمتى، ربنا يكبر نسل عيلة العراب وعجبال ولاد قماح جريب يارب، ربنا يطعمه المره دى الخلف الصالح اللى يعوض صبرهُ.

نظرت هدايه لقدريه وقالت لها بشده: يعوض صبرهُ على أيه، أوعى لكلامك شويه يا قدريه، قماح مش معيوب عشان تجولى إكده، وربنا بكره يرزجه هو سلسبيل الذريه الصالحه اللى تقِر عيونهم، باركى إنتى لولدك ومارته ومالكيش صالح بقماح عاد، وبعدين فين كارم مشوفتوش من كذا يوم.

ردت قدريه بخزو: كارم معرفش بقاله كام يوم إكده بيخرج من صباحية ربنا مش بيرجع غير المسا عالنوم ولما سألته جالى أنه بيفكر يشترى كافيتريا فى مكان عالنيل،والله غُلبت فيه ينزل يشتغل مع قماح ورباح أخواته زى محمد بس هو بيجول هو مش رايد،هو دماغه إكده طول عمره،هتوهى عنيه.

ردت هدايه:مالها دماغه،مش شغال بالحلال،يبجى ربنا يرزوجه من وسع فى اللى هو رايد يشتغل بيه،وكله خير.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل نادت سلسبيل على والدها كى تحدثه فى أمر خاص،
لفت ذالك إنتباه قماح وأراد معرفة لما تريده لكن ربما يعرف لاحقاً

بينما ذهب ناصر مع سلسبيل الى أحد الغرف، دخلت عليهم نهله تريد معرفة سبب طلب سلسبيل الحديث مع ناصر

تحدث ناصر قائلاً: ها قولى لى الموضوع اللى خليتنى أقوم بسببه.

تنحنحت سلسبيل قائله: الموضوع يخص شغلى، سبق يا بابا قولتلك إنى عاوزه أشتغل وحضرتك كنت موافق وقولتلى إنك كلمت أستاذ مجدى فى الحسابات أنى أدرب تحت إيده.
فى البدايه إعترضت نهله قائله: الكلام ده كان قبل ما تتجوزى، كنا ممكن نقول هتتسلى، دلوقتي بقيتى متجوزه وبكره تخلفى وتنشغلى مع ولادك و

قاطعها ناصر قائلاً: خدي رأى قماح يا سلسبيل ولو وافق أنا معنديش مانع وهرجع أكلم الأستاذ مجدى وهو يدربك زى قبل كده لما كان بيدربك على تقفيل الميزانيات وانتى فى الجامعه.

ردت سلسبيل:حاضر يابابا هقول لقماح، وعندى شك إنه يوافق أصلاً بس بتمنى حضرتك تقنعه.

رد ناصر بحنو: حاضر، لو رفض وقتها هحاول معاه وأقنعه علشان خاطرك.

تنهدت سلسبيل براحه وقالت: شكراً يا بابا، ربنا يخليك ليا أنا وأخواتى...
سهمت سلسبيل وقالت بحزن: قصدى يخليك ليا أنا وهدى.

غص قلب ناصر وصمت، بينما كادت دمعه من عين نهله ان تفر لولا أن حبستها بعينيها ملوحتها تحرق قلبها.

خرجت سلسبيل من الغرفه وتركت ناصر ونهله التى قالت بعتاب:
مكنش لازم توافق سلسبيل إنها تشتغل، لازمته أيه تشتغل وتتعب نفسها، هى مش محتاجه للشغل،إنت شايف زهرت أهى كانت بتشتغل قبل ما تتجوز وعلى زى ما أتجوزت شوفتها طلبت تشتغل تانى، وكمان معتقدش قماح هيوافق إنها تشتغل، يبقى ليه تجيب خلاف مالوش لزوم.

رد ناصر: وفيها أيه أما سلسبيل تشتغل، اهو تتسلى بدل من تنقيح قدريه، وكمان زهرت مش أفضل منها، بلاش طريقتك دى، سيبى سلسبيل على راحتها.

تحدثت نهله قائله: وبعد ما نسيبها على راحتها وأفرض قماح رفض وقتها، أو سلسبيل أصرت على طلبها، ممكن يحصل أيه
وكمان قبل كده قولتلك دول بنات ولازم معاهم الشده شويه، لكن إنت قولت عندى ثقه فيهم، وأهو أنت شوفت آخر الثقه دى همس عملت أيه، وقتلت نفسها وعيشتنا مكتومين خايفين نجيب سيرتها.

تنهد ناصر بآلم وقال: كل شئ نصيب يا نهله وبلاش قسوتك دى مع سلسبيل وهدى.

ردت نهله: دى مش قسوه دى خوف يا ناصر، انا بقيت بخاف واحده منهم تطلع من البيت بقى عندى وسواس أن اللى حصل مع همس هيتكرر معاهم هما كمان، أنا أرتاحت لما سلسبيل إتجوزت من قماح، رغم إنى حاسه أنها مش سعيده.


السادس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close