رواية عشق خالي من الدسم الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة سلطان
الفصل الخامس 5
بقلم فاطمة سلطان
اذكروا الله
_______________________
كل الأشياء تصبح أوضح حين تفسر، غير أن هذا العشق يكون أوضح حين لا تكون له أي تفسيرات
- جلال الدين الرومي
______________________
في بيت عائلة رنا زوجة اسلام، كانت تجلس مريم وابنها اسلام مع السيدة رُقية والده رنا، فمنذ ساعتين تقريبا يحاولوا الوصول الي حل او سبب لفعلتها تلك ولكن بلا جدوي
أردفت رقية قائلة بغضب من افعال ابنتها فلتخبرها علي الأقل لما تريد الانفصال
- انتِ عندية كده ليه يا بنتي اعملي حساب لمريم وليا احنا مش عيال صغيرة معاكوا فهمونا في أيه حد يتكلم
أردفت ربنا قائلة بإصرار شديد لا تقبل المناقشة أو الاعتراض
- يا جماعة انا عند قراري عايزة اطلق ومن غير اسباب انا مش مرتاحة معاه
تحدث اسلام بنبرة غاضبة جدا فهي لا تبالي بالوضع أبدا وفي نفس الوقت هو لا يعلم ما الذي حدث
- انتِ كنتي قايلة انك جاية عند مامتك عادي راحة تزوريها وهتباتي يومين وفي الاخر تبعتيلي رسالة انك مش راجعة ده اسميه ان شاء الله
أردفت قائلة بغضب شديد فمهما تحدثت ستبدو أسبابها غير منطقية لهم
- انا حرة مش عايزة اعيش معاك ياخي
حاولت مريم ان تتحدث قبل أن يسوء الوضع ويجيب عليها ولدها أو ينفذ صبره
- يا ولاد اهدوا علي الاقل فهمونا في ايه هو في حد بيغضب يا رنا يا بنتي من غير سبب او مشكلة
أردفت رنا بغضب شديد وتمنع دموعها من الهبوط
- اه انا غضبت من غير مشكلة لو سمحت انا مش هتراجع في كلامي انا عايزاه يطلقني بالذوق
نهض اسلام قائلا بغضب شديد
- انتِ مجنونة وله ايه ما اللي احنا فيه ده جنان ملوش مسمي تاني
كادت رنا أن تجيب عليه ولكنها سمعت صوت ابنتها تبكي فعلي ما يبدو أنها قد استيقظت من نومها، فامسكت مريم يده وشدتها ليجلس مرة أخري بجانبها ويتخلي عن غضبه، أردفت مريم قائلة بنبرة هادئة وحكيمة
- يعني ينفع ده يا رقية
أردفت رقية قائلة باستغراب من ابنتها فهي لم تكن تعلم أنها علي خلاف مع زوجها فهي كانت تظن أنها ستأتي لزيارتها فقط
- والله يا مريم اكيد في حاجة يعني ايه اللي هيخليها تعمل كده لوحدها من ساعة ما جت مش عايزة تتكلم
ثم وجهت حديثها الي اسلام
- قولنا عملت ايه يا بني
أردف اسلام قائلا بانزعاج
- والله ما عملتلها حاجة يا جماعة ما لو عملت كنت اتكلمت وله هي نفسها قالت سبب دي اتجننت باين
مريم أردفت قائلة وهي تجد أن هذا هو الحل الأمثل
- خلاص انسب حل نسيبها تهدي يومين وتعالي اتكلم معاها تاني واضح انها مش متقبلة حاجة النهاردة يابني
هزت رقية رأسها موافقة ثم أردفت قائلة
- ده انسب حل برضو وانا هحاول اتكلم معاها لوحدنا، لما تهدي وانت تهدي تعرفوا علي الأقل تتكلموا الواحد مش عارف يفرح بحملها وله يعمل ايه
_____________________
في بيت عائلة العربي تحديدًا غرفة محسن ومريم
في الثانية بعد منتصف الليل ولأول مرة يظل محسن مستيقظًا حتي الآن فطوال عمره ينام مبكرا ويستيقظ فجرًا ولكن أحداث اليوم كان ثقيلة علي الجميع
محسن أردف قائلا بغضب سديد حينما قصت له زوجته ما حدث عند أهل رنا
- ايه الدلع وقلة الادب ده وابنك مشي ازاي من غير ما يرجعها معاه
أردفت مريم قائلة وهي تحاس بجانبه علي الفراش
- جرا ايه يا محسن يعني هيفضلوا قاعدين يتكلموا ويتخانقوا قدامنا لامته ده احنا لغايت الساعة 12 عندهم هي تتخانق وعايزة تطلق وابنك كل اللي عليه مفيش حاجة
قولتله يمشي ويسيبها يومين وله حاجة
أردف محسن قائلا بغضب شديد فاولاده سيقضوا عليه حتما
- ايه العيال دي محدش عايز يتحمل مسؤولية ودلع وقلة ادب ازاي يعني واحدة تطلب الطلاق من غير سبب انا اعرف الناس بتطلب الطلاق لما بيضربها بيبشتمها بيخونها حصلت مصيبة في مشكلة أساسية
مش عايزة اطلق من غير سبب أساسا اللي أعرفه واحدة معاها عيله وحامل متسبش بيت جوزها
- الشباب والبنات دلوقتي غيرنا يا محسن محدش فيهم بيتحمل حاجة هي يومين اكيد هتهدي وهنفهم حتي رقية متعرفش في ايه ربنا يهدي
ثم استكملت حديثها قائلة بتساؤل فهي حينما أتت صعدت الي الغرفة ولم تجد أحد بالأسفل ظنت أنهم خلدوا إلي النوم أو لم تكن في حالة لتتأكد من سلامة الجميع او علي الاقل أن تعرف ما حدث أثناء غيابها
- اتعشيتوا ؟
- اتعيشنا ايه بعد الاخبار الزفت دي تسنيم سابت البيت هي كمان
شهقت قائلة بعدم تصديق
- يعني ايه سابت البيت دي كمان ومحدش قالي ليه
أردف محسن قائلا بسخرية شديدة
- يعني انتِ كنتي علي البحر ما انتِ كنتِ مع الموكوس التاني
ثم اردف قائلا بخبث
- بس احسن انها مشيت
ضيقت ملامحها وأردفت قائلة باستغراب شديد
- احسن ايه انتَ فرحان ليه انها سابته اشمعنا يعني
أردف قائلا وهو يحك ذقنه بتفكير
- علشان ابنك يتحرك بدل ما هو متجاهلها مشي من ساعتها وهيسافر القاهرة خليه يتحرك كده ويفوق من بروده اللي بقا فيه ده
أردفت قائلة بنبرة منزعجة
- متقولش علي ابني بارد، وبعدين هو الواد حمل سفر كل شوية في عز الليل كده كان استني للصبح حتي
أردف محسن قائلا بغضب شديد
- يعني هو ابنك لوحدك مهوا ابني انا كمان وبعدين انا عايز مصلحته، يستني ايه انتِ كمان علي الاقل التانية عارفين هي فين لكن يسيبها وينام وهو ميعرفش مراته فين
أردفت مريم قائلة بقلق علي ابنها
- علي فكرة لو باللي شاكك فيه انتَ انه عمل كده علشان يطلقوا، وأنها كانت لعبة زي ما بتقول يبقي ابنك مش هيكمل فيها واكيد هي مش هتقبل تكون ولا محصلة متجوزة ولا محصلة مطلقة ده لو اللي شاكيين فيه صح فمصيرهم يطلقوا
- هو انا اللي جابرهم يفضلوا ؟؟
قالتها بسخرية شديدة
- اومال مين انا
- ابنك عنده كام سنة
- تمانية وعشرين
- وهي عندها كام سنة
أردفت قائلة بحنق شديد
- لسه متخرجة يعني في حدود 22 وبعدين انا هطلع ليهم بطاقة وعلي أساس أنك مش عارف
تحدث محسن بنبرة عقلانية نادرًا ما تخرج منه
- يعني افهمي يا مريم انا مش رابطهم من ايديهم ومكتفهم علشان يفضلوا
وابنك عنيد اللي خلاني اقبل بجوازه بعد تخرجه علطول بواحده معرفهاش وفي حته تانية غيرنا ويسكن هناك علشانها تفتكري انه دلوقتي في سنة ده لو مش عايز تسنيم او عايز يطلقها كان مستناش يوم حتي علشاني
ضيقت مريم ملامحها بارهاق واستغراب فهي أصبحت لا تفهمه في الأونة الأخيرة
- يعني ايه مش فهماك
أردف محسن قائلا بلا مبالاة فهما ناضجان بما يكفي
- اللي عايز يطلق يروح يطلق انا
مش ماسكه من ايده ولا من ايدها ولو مش طايقين بعض مكنوش هيستنوا رأي حد
صحيح انا مبحبش الطلاق بس في نفس الوقت ابنك عارف يقدر يطلقها من غير يرجعلي واكيد هو عارف اني مش هتبري منه وله هعلق ليه حبل المشنقة
يعني في حاجة ما بينهم زي شرارة ادينا قاعدين واراهنك علشان اثبتلك ان مش انا اللي جابرهم ان ابنك هيرجع بيها
ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا بتفكير
- ابنك يوم ما اتجوزها بلغني بعد ما عمل اللي هو عايزة سواء كان حقيقة وله كدب وفي كل الاحوال لو عايز يطلقها مش هيرجعلي محدش بيغصب اتنين يتحملوا بعض
- افرض هي مشيت لما عرفت انهم هيكملوا هنا لو شكك صح ما يمكن هي عايزة تطلق ويمكن كل دي اوهام في دماغك
- كله هيبان احنا قاعدين ومستنين نشوف مين اللي هيطلع صح ..
قالها بارهاق شديد وهو ياخذ وضعية نومه فاليوم كان مرهق للغاية بالنسبة له ..
____________________
في التاسعة صباحًا
في شقة سعد، أخر مكان قد أتت له تسنيم بالأمس بعد مشقة كبيرة مرت بها وهي تسأل عن كيفية رجوعها فلم تذهب يومًا لمكان خارج القاهرة، فلم تكن تريد الذهاب الي شقته ابدا، أما سلوي اتصلت بها كثيرًا ولكن دون جدوي فكان هاتفها مغلق والشقة مغلقة من الخارج بقفل
فهي لم تذهب الي احد كزيارة عادية أخذت ترسل لها العديد من الرسائل علي احدي المواقع الإلكترونية وتنتظر إجابة فهي تقلق عليها بالفعل ولكنها ارتاحت قليلا حينما علمت من صديقتها أنها سافرت لحضور حفل زفاف ابنها ليلة امس
ولكن لما لم تقل لها ؟
فكل يوم تحدثها تقريبا عدا الأمس
كانت تنام في الفراش بهدوء فلاول مرة تنام هنا، فتحت هاتفها علي أحدي المحطات المتواجدة علي الراديو وخاصة بالقرآن الكريم حتي تستطع النوم وبالفعل قد نامت بعد ساعات من البكاء علي الكثير من الأشياء بعدما أن ارتدت ملابسها الفضافة والمريحة لهذا الطقس المكونة من (تيشيرت)بحملات وبنطال
استيقظت وتحركت في نومها حينما سمعت صوت يناديها بخفوت وهمسات بجانب اذنيها ابتسمت قليلا وهي نائمة فخالط الواقع باحلامها
ولكن حينما شعرت بشيء يوضع علي فمها، فتحت عينيها بسرعة شديدة وجدته قريبا منها لدرجة غير طبيعية وينظر في عيناها بتحدي أغلقت عيناها وفتحتها مرة أخري فلا تظن أبدا أنه سيأتي بتلك السرعة وفوق ذلك علم مكان تواجدها بالتاكيد أنه كابوس ليس أكثر، ولكنها لا تعلم أنه منذ ساعات يجلس هنا
حاولت ان تتحرك ولكنها وجدت نفسها مقيدة الايادي والارجل، حاولت أن تهز رأسها لتجعله يبعد هذا اللاصق عنها، فأردف قائلا ببرود شديد لم يكن عليه منذ ساعات حينما علم بذهابها
- مش هشيلة علشان متصوتيش وتتعبيني
كانت تحاول ان تصرخ ولكن لا تستطع فعل ذلك فهو جعل الخوف يدب في أوصالها
أردف قائلا بنبرة صلبة وحازمة أجاد تصنعها
- لو شيلته وصوتي هخليكي انا تصويتي فعلا
فأردف قائلا بتحذير متسائلا أياها
- هتصوتي
هزت رأسها نافية فهي فقد تريد ان تتكلم، بمجرد أنه أبعد ذلك اللاصق عن فمها أردفت قائلة بغضب شديد
وبقلقِ أيضا مما فعله بها اثناء نومها لا تدري أي نوم كانت به ليفعل بها كل ذلك ولا تشعر الا وهو يعقد آخر عقدة في قدمها ووضع ذلك اللاصق فقد سيطرت عليها كل الأفكار السيئة
- انتَ منهم احيييه، حد يلحقني يا ناس
أردف مروان قائلا بنبرة هادئة ولكنها خبيثة وهو يمسك السكينة الحادة وقميصه مفتوح وينظر لها بشر ليجعلها تأخذ الصورة التي يريدها لتعلم ما هو معني الذهاب وعدم الرد علي مكالماته وأغلاق هاتفها ليتلقي التوبيخ جيدًا من الجميع بسببها
- صوتي يا تسنيم صوتي
أردفت قائلة بتوتر شديد من نظراته وقربه ومن حالتها لا تستطيع فك نفسها
- ابوس ايدك فوكني
أردف مروان قائلا بمكر ووعيد
- افكك ليه خايفة من ايه يا تسنيم ياللي لسانك مترين
أردفت تسنيم قائلة بسخرية وتوتر في أنن واحد
- انتَ رابطني وماسك سكينة ومش عايزني اخاف اقوم ارقص صح
أردفت قائلة وهي تصرخ وبشدة وتلك الحوادث التي تسمع عنها قد سيطرت عليها
- اوعي تكون هتغتصبني، يالهوووي
أردف مروان قائلا وهو يحاول كتم ضحكاته ويحافظ علي ملامحه الغامضة ووضع يده علي فمها حتي لا يأتي الناس علي صوتها الذي كان مرتفع للغاية لا يدري من أين تأتي بتلك للحنجرة
- فكرة بس عادي يعني مش هحتاج اني اكتفك علشان اغتصبك، ده حقي الشرعي
عضت يده ليبعدها عن فمها وأردفت قائلة وهي تتصنع القوة
- والله احبسك ابهدلك
أردف مروان قائلا بخبث وهو يقترب منها أكثر
- ليه ده انا جوزك انهي محكمة هتحسبني علشان خت حقي منك
أردفت قائلة وهي تحاول أن تستعطفه وتسيطر علي قلقها وصوتها المرتفع
- سيبك من محاكم الدنيا، محاكم الأخرة هتروح منها فين، ابوس ايدك فوكني
- مش مشيتي وسبتي البيت، ومبترديش استحملي أي عقاب تأخديه
أردفت قائلة بقلق تعلم انه فعل معها الكثير ولم يفعله لها أقاربها ولكنها رغم ذلك لا تعرفه جيدًا
- فوكني طيب وهتناقش معاك
أردف قائلا وهو يظهر لها السكينة ولم يقربها منها كثيرا
- اعمل فيكي ايه انا دلوقتي
أردفت قائلة بصراخ
- ابعد السكينة
- قولي اسفة
- آسفة، فوكني
- هفكر
أردفت قائلة بصراخ وهي تراه يقرب السكينة منها
- يا ناس حد يلحقني
لتغلق عينيها وتتفوه بالشهادة، ليقوم هو بحل رباط يدها قاطعًا أياه بالسكينة، فهو لا يريد اخافتها أكثر من ذلك فيكفي ارتجافها، أردف قائلا
- فوكي رجلك انتِ بقا
ليأخذ التفاحة المتواجدة علي الطاولة وينهض من جانبها ويبدأ بتقطيعها
- علشان ورايا تفاحة هاكلها السكينة مكنتش عشانك مبتاجرش في الاعضاء، وفوكي رجلك وقومي حصليني نتكلم برا ولو عملتي اي حركة هبلة صدقيني
قاطعته قائلة بغضب وبثوران لن يتغير بها فشخصيتها المتمردة لن تتغير
- هتعمل ايه يعني متقدرش تعمل معايا حاجة
ليقترب منها مرة أخري، فأردفت قائلة وهي تفك رباط قدمها
- اسفة والله هسكت ما هنطق بكلمة تاني
- انا هعمل فيكي حاجة صدقيني
هقص لسانك لانه محتاج قصه مش اي حاجة تانيه
قالتها بغضب شديد بسبب ما فعله بها، حتي انها تناست هيئتها الانثوية التي كان يدقق بتفاصيلها طوال نومها
- استني عليا انا هوريك بس افك رجلي علشان ترعبني كده
سند علي باب الغرفة وأردف مروان قائلا بسخرية وغضب
- يلا انا مستنيكي تقومي توريني
أخيرًا استطاعت فك تلك العقدة ونهضت من علي الفراش، وأردفت قائلة بغضب شديد واندفاع
- تصدق انا غلطانة اني من سنين أمنت نفسي ليك ازاي ...
قاطعها قائلا بغضب ونظرة متوعدة
- اخرسي وافصلي، بصي انا مورتكيش وشي التاني لغايت دلوقتي يمكن لان دي أول غلطة ليكي
قاطعته بتحدي وغضب من لهجته
- انت بتهددني
أردف قائلا مؤكدًا علي حديثه وطريقته
- اه بهددك يا تسنيم ياريت تقولي سبب مقنع انك تسيبي البيت بالطريقة دي واتمني انه يقنعني
أردفت قائلة وهي تسخر منه من داخلها فهو أهانها ومازال يسأل عن السبب
- انا مليش اسباب انا قولتلك اني مش هقبل بالوضع ده واننا لازم نطلق
أردف قائلا بغضب شديد وهو يغلق ازرار قميصه
- بقولك قولي سبب مقنع يا تسنيم
- هو ده مش سبب مقنع
أردف مروان قائلا بنبرة مرتفعة فهي بالفعل لا تعرفه فهو طوال الوقت هادئ الطباع ولكن ينطبق عليه المثل اتقي شر الحليم اذا غضب
- اه مش مقنع لانك نمتي بالليل واتفقنا اني هشوف حل لكن ارجع ملاقكيش في البيت وشوية تليفونك مقفول وشوية بيرن ومبترديش انتِ كنتي فاكرة ايه يعني هسيبك تعملي اللي انتِ عايزاه
أردفت قائلة بتحدي ورُبما هي تشعر بالاستغراب فلم تكن تعلم أنه سيأتي وسيهتم بالأمر لتلك الدرجة
- اه طبعا اعمل اللي انا عايزاه
أردف مروان قائلا بغضب شديد فمازالت تلعب علي أعصابه في الوقت الخاطئ
- انتِ علي اسمي فتحترمي ده
مدام عايزة تسيبي البيت ومش قابله الوضع ليه مقولتيش ليا امبارح انك ماشية زي اي واحدة عاقلة تقولها في وشي وله اتخرستي
إجابت عليه قائلة بنبرة غاضبة ومجروحه
- امبارح مقولتش لاني مكنتش اعرف انك شايفني طمعانة في فلوسك علشان كده ساكت
تنهدت ثم استكملت حديثها بصمود وقوة لا تعلم من أين أتت بها
- انا قبلت اني اتجوزك علشان متهانش واوافق بضرر اقل من ضرر، قبلت بيك وقبلت ان تتحسب عليا جوازة بأي سبب وأي وضع وانا في السن ده، انتَ في كل الأحوال مخسرتش، انا اللي هطلع خسرانه سنين اتحسبت عليا جوازة علشان ظروفي
بس لو هطلع خسرانة مش هنتظر اني اطلع خسرانة كرامتي
كانت قد ادهشه كلامها وحديثها وبالفعل استطاعت لمس قلبه بكلماتها القوية التي تحزن أي شخص رُبما هي بالفعل الخاسرة، أردف مروان قائلا باستغراب شديد
-ايه الكلام الفارغ ده انا قولتلك امته انك طماعة في احلامك وله ايه
- انا سمعتك وانتَ بتتكلم في التليفون امبارح كنت ناسي المفتاح ونزلت اديهولك وحتي خليت زينب هي اللي تدهولك
نظر لها بصدمة فور انتهاء كلماتها الحزينة فهي بالفعل حمقاء اذا ظنت أن الحديث يخصها فلقد تعدت حتي الحماقة بمراحل عديدة، أردف قائلا بسخرية
- انتِ متخلفة اقسم بالله ما طبيعية
- انتً كمان ..
قاطعها قائلا وهو يقترب منها لتبتعد خطوة وليقترب أكثر وهو يمسك خصلاتها ويبعدها عن كتفها وينظر في عيناها مباشرا
- هو انتِ شايفة شعرك وله عينك دول اسلحة هخاف منها وله ايه
ابتعدت عنه بخجل وقد أدركت هيئتها أمامه، فأردفت قائلة بعدم فهم فهي ارتعشت بالفعل أثر ملامسة أصابعة علي بشرتها ودبت قشعريرة في جسدها لم تشعر بها من قبل
- افندم يعني
أردف قائلا بسخرية شديدة
- يعني لو عايز اقولك انتِ طماعة هقولها في وشك هخاف منك مثلا تفتكري هخاف منك ؟؟
أردفت قائلة بسخرية فهي لا تصدقه
-اومال كنت بتتكلم علي مين لو مش عليا
أردف مروان قائلا وهو يحك ذقنه
- علي واحدة تانية في الشغل علشان حكاية طويلة
انا لو عارف انك طماعة انا مكنتش هخليكي يوم تشيلي اسمي ولا حتي تقعدي في بيتنا مع اهلي ومش هخاف منك واعرفي اني لو حابب اقولك هقولها في وشك
أردفت تسنيم قائلة بعدم اكتراث
- انتَ اصلا عرفت انا هنا ازاي ودخلت ازاي
تحدث قائلا بسخرية من حماقتها فهي تظنه مغفل
- لاني عارف ان نص الشقة مكتوبة باسمك ومعايا نسخة من المفتاح
انا اكتشفت أنك مغفلة متعرفيش اي حاجة انا عارف من قبل ما عم سعد يموت انك كاتب نصها باسمك علشان لو غدرت بيكي يكون ليكي مكان والنص التاني لاخته اللي عايشة برا
ثم تنهد واستكمل حديثه بارهاق فهو لم ينم منذ ليلة أمس
- ولأن روحت الشقة ملقتكيش واكيد مش هتروحي لاهلك وطنط سلوي مسافرة وروحت البيت ملقتش حد انتِ متعرفيش عملتي ايه اصلا وله خلتيني الف وادور حوالين نفسي ازاي
لم تكن تعلم أو حتي تتوقع أنه سيأتي بتلك السرعة وسيفعل كل ذلك فظنت أنه سيطلقها ويرسل لها ورقتها أبسط شيء
- انتَ عمال تغلط فيا علي فكرة
قاطعها بغيظ شديد فمازالت لا تدرك ما الذي فعلته به فالله وحده هو من يعلم كيف مر عليه الطريق
- ده اقل حاجة اقولهالك بعد ما سبتي البيت انا مبكرهش قد اللي عملتيه
أردفت قائلة بسخرية وهي تعقد ساعديها
- انتَ ايه اللي جابك اكيد باباك اللي خلاك تيجي
قالها بسخرية شديدة
- لا مش أبويا بس واضح ان المفروض
اني كنت اسيبك تعملي اللي انتِ عايزاه وهكبرلك قروني حاضر المرة الجاية
ثم استكمل حديثه قائلا حينما تذكر ما فعلته قبل ذهابها
- وبعدين فلوس ايه اللي انتِ سايباهم علي السرير وسايبة سلسلة باباكي ليه
أردفت قائلة بتفسير فلا احد يعلم ما مرت به خلال السنوات الماضية وكيف وصلت الي تلك المرحلة التي أصبحت عليها من الصمود والقوة
- انا بابا مبروحش من خيالي فمش هحتاج سلسلة علشان افتكره دي حاجة فهمتها متأخر، وفلوسك المصروف اللي كنت بتحوله كل شهر علي حساب طنط سلوي انا مصرفتش منهم حاجة واللي صرفته في الاول رجعته من ساعة ما اشتغلت
ثم تنهدت واستكملت حديثها بينما هو يستمع الي حديثها بتركيز شديد
- وطنط حطته تاني في البنك مرضيتش تقولك علشان لو احتاجتهم الاقيهم بس هما موجودين، السلسلة دي تمن ايجار اول شهرين قعدتهم في شقتك والفلوس دي مصاريف الجامعة انا مختش منك جنيه حتي شبكتك مع طنط سلوي في بيتها انا ملبستهاش اصلا
صمت لدقيقتين ليستوعب ما تفوهت به فلم يكن يظن أن هناك أحد يفكر بذلك التعقيد فهو فكر كثيرًا لما تركتهم ولم يستطيع الوصول الي سبب، ثم أردف قائلا
- خالصين يعني كده
- حاجة زي كده انا مش طمعانة فيك ولا عمري طمعت في حد او حاجة مش من حقي و ...
قاطعها مروان قائلا بنبرة مغتاظة
- اخرسي شوية، انا صدعت انتِ حافظة كل الكلام ده ازاي
- ده مش مجرد كلام يمكن من سنين محصلش اللي حصلي امبارح
انا عيطت عياط متتصورهوش مش ضعف مني بس انا مبحبش ان حد يشوفني بالطريقة دي
- مسالتنيش ليه حتي واجهيني ياستي
أردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وحاولت أن تتخلي عن تمردها
- محبتش اواجهك اسمع كلام ميعجبنيش انا يعتبر معرفكش علي قد كده ولا اعرف انتَ بتفكر ازاي
- ممكن ارد وله هتفضلي تتكلمي من غير ما تسمعي رد
- اتفضل
جلس علي طرف الفراش وأردف قائلا وهو ينظر لها
- اولا يوم ما اتجوزتك كانت عندي اسبابي اللي انتِ تعرفيها وكان انتِ عندك أسباب مختلفناش في دي
بس لما ببعتلك مصاريف مكنتش شفقة مني طول من أول ما كتبنا الكتاب انتِ شايلة اسمي وانا مجبر اني أصرف عليكي مش شيء بعمله فيكي جميل ده حقك عليا
ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا بنبرة غريبة عليه
- وعموما انا عمري ما اعتذرت عن تصرف بس بعتذرلك علي اللي عملته ليكي واني ضايقتك بالشكل ده حتي لو مكنتش أقصد، وعندي استعداد اكلم محمود دلوقتي واسمعك انا كنت بتكلم عن مين
- مفيش داعي انك تحكيلي خلاص انا مصدقاك بس ...
أردف قائلا مقاطعا أياها بنبرة حازمة لا تتحمل النقاش فهو حزن كثيرا ولا يدري لما كلماتها قد ازعجته
- مفيش بس ياله علشان هنرجع
قالتها بانزعاج وإصرار علي موقفها
- انا مش هرجع معاك
- مسالتيكش عن رايك علشان هترجعي معايا اصلا
قالتها بغضب وتمرد شديد
- هو إجبار
أردف قائلا وهو يشرح أسباب قد تكن منطقية قليلا
- لا اتمني ترجعي معايا عن طيب خاطر
رنا سابت البيت لاخويا اسلام وانا مش ناقص اشغل ابويا كمان بمشاكلي ووجودك هنا هتخليه يسافرلك مخصوص يعرف منك السبب وهو مش حمل كده
أردفت تسنيم قائلة بتحدي
- لو مش عايزة ارجع هتعمل ايه
نهض وامسك خصله من شعرها وقربها من أنفه ثم أردف قائلا تحت استغرابها وتجاهل كلماتها
- انتِ بتحطي ايه علي شعرك ريحته مش حلوة
- انا شعري ريحته مش حلوة ؟؟؟
- انا من بدري كنت قاعد جنبك علي السرير وريحته مش حلوة انتِ بتحطي جاز وله كلور
قالها بسخرية من وقاحته وجراءته
- بنزين
- 80 وله 92
- لطيف اوي
ابتسم ابتسامة مستفزة ثم أردف قائلا
- عارف
- لو مش عايزة هرجع هتعمل ايه
- للاسف مش عارف هعمل ايه لان انا مش حاطط الاحتمال ده في دماغي انا جاي وعارف انك راجعه معايا
- هو حق مكتسب يعني
فهي بالفعل أثارت أسوء صفة عنده بعد الغيرة، أردف قائلا
- لا انتِ بصراحة خلتيني اكون عنيد معاكي مع اني كنت بتكلم باحسن اسلوب عندي وبكلمك بمنتهي الهدوء
ثم استكمل حديثه قائلا بارهاق شديد
- اتمني تخلصي علشان انا جعان وناكل قبل ما نسافر ونتغدي لكن لو للاسف عطلتينا وخلتيني اتكلم كتير وتجهديني يبقي هتاكلي لما تروحي البيت هناك
ليخرج تلك السلسلة من جيب بنطاله وأردف قائلا وهو يفتح كف يده لتري سلسلتها
- ارفعي شعرك علشان تلبسي سلسلة باباكي وياريت متقلعهاش تاني انا حافظت عليها يمكن ميتحافظش عليها في المرة الجاية لو هي فعلا غالية عليكي
قالتها بنبرة هادئة وجامدة قليلا رغم أنها بالفعل حزنت حينما تركتها
- هي مش اغلي من كرامتي مهما كانت غالية علشان كده المره دي قلعتها بسهولة
أردف قائلا بلا مبالاة وهو يقف خلفها
- وانا مجتش علي كرامتك كان سوء تفاهم ارفعي شعرك
التفت له ثم أردفت قائلة باحراج
- هاتها وانا هلبسها لوحدي
- يا البسهالك انا يا اما انسيها اختاري
- يارب ارحمني بجد انا وقعت نفسي في ايه
- فيا للاسف ومدام مش عايزة ترفعي شعرك اتصرف انا
قالها بسخرية وهو يجعلها تلتفت مرة أخري ليبعد خصلاتها نصفها علي كل كتفي من كتفيها ليري تلك الوحمة التي هي هدفه من البداية فلم تكذب شقيقته بالفعل بات كل شيء غريب، رفعت هي شعرها لينتهي من لمسها الذي يضعها في موقف لا تحسد عليه، بالفعل البسها تلك السلسلة واغلقها بالقفل المتواجد بها
أردفت قائلة وهي تبتعد عنه
- طيب لو بجد مش عايزة ارجع
توجه الي الفراش وتسطح فوقه قائلا بارهاق شديد
- هيبقي للاسف بضيعي وقت لاني قاعد لحد ما تاخدي القرار ختيه النهاردة وله بكرا وبعد اسبوع هفضل قاعد معاكي وعلي قلبك ومعنديش مشكلة في ده
هنام شوية علشان منمتش من امبارح