رواية رايات العشق الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل الخامس "
***
فى صباح اليوم التالي
كان الجميع يلتف حول مائده الطعام .
تحدث زيدان بجديه بعدما علم بسفر ماجد فى رحله سياحيه لاسوان مع الفوج الروسي وهو يصوب انظاره اتجاه ابنه
- ايه رايك يا ماجد تاخد معاك رؤى وايسل منها يتفسحو ويغيرو جو وانت تخلي بالك منهم وكمان تشوف شغلك
+
صفقت رؤى بحماس وهى تصرخ بفرحه
- الله عليك وعلى افكارك يا زيزو يا حبيب هارتي
نهض ماجد من مجلسه وهو يتحدث بصرامه
- انا مش فاضي لشغل العيال ده ، فسح وتغير جو ماليش أنا في الجو ده ، عندهم معتز يخرجهم بعد اذنكم
غادر الفيلا قبل ان يستمع لتوبيخ والده ..
+
تنهدت رؤى باحباط وتحدث معتز بهدوء وهى يربت على كتف شقيقته
- أنا هخرجكم فى أي وقت تحبوه ونعرف ايسل على بلدها
ابتسمت ايسل بود : لا عليك معتز ، لدي عمل بالمشفى لم ينتهى بعد
زيدان بابتسامه : وقت لم تخلصي شغلك يا حبيبتي ، معتز موجود
نهضت تقبل وجنته : اعلم عمي ، نظرت الى معتز
- اتسمح لي باصطحابي بسيارتك الى المشفى
نهض من مجلسه بابتسامه : ده انت توامر يا جميل ، يلا بينا
رؤى بضيق : طب وأنا أعمل ايه زهقانه وماعنديش جامعه
رفع معتز احدى حاجبيه : هعملك ايه هتيجى تقعدي بين العربيات يعنى
زمت شفتيها بحزن : ماليش دعوه أتصرف
- خلاص تعالى معايا فى طريقنا اوصلك النادي ، روحي اعملي أي حاجه
ابتسمت اخيرا لشقيقها : تمام راشقه معاكم
سارو سويا الى حيث سياره معتز وجلسوا جميعا ثم استعد معتز بقياده السياره ، أوصل رؤى أولا النادي ، ثم أوصل ايسل للمشفى وودعها بابتسامته المعتاده وانطلق فى طريقه الى معرضه الخاص ..
""""""""""
داخل منزل حاتم خطاب
كانت تصرخ باعلى طبقات صوتها بداخل غرفه طفليها ..
تقف بالمنتصف بين فراش كل منهما
- علي اصحي يا حبيبي الساعه بقت عشره كفايه نوم
تحدث بكسل : اممم ، حاضر يا ماما
ومازال مغمض العينان
توجهت للفراش الآخر
- عمر قوم يا حبيبي ، يلا يا بابا كفايه كسل بقى
دثر وجهه بالغطاء : لسه بدري يا ماما كمان شويا
صرخت بنفاذ صبر
- انت يا ولد انت وهو ، كفايه نوم بقى وقومو ذاكرو ، أنتو ثانويه عامه ارحموني بقى من موال كل يوم
جلس كل منهما بالفراش بعدما استمعو لصراخ والدتهم
تافف عمر وتحدث بضجر
: مذاكره مذاكره د24 ساعه احنا بشر على فكره محتاجين نرتاح شويا عشان نقدر نكمل مش لازم نمسك الكتب دح دح من اول السنه ، الرحمه حلوه يا بشر
نظرت له فريده بسأم : تقدر تقولي يا عمر باشا كنت سهران ليه لوش الفجر
ابتلع ريقه بتوتر ، ونظر الى تؤامه ليساعده على خلق الاكاذيب ، ابتعد علي عن انظاره ووجه نظره ناحيه باب الغرفه حيث قدوم اسر
تحدث عمر بكذب : كنت كنت بذاكر طبعا
اسر بقلق يقترب من والدته : فى ايه يا ماما انتي كويسه يا حبيبتي
- اخواتك هيجنوني يا اسر ، مابقتش قادر عليهم
تهرب عمر من نظرات والدته ونهض من اعلى الفراش
- خلاص صحيت اهو وهدخل اخد شاور
غادر الغرفه وهو يبتسم لشقيقه الاكبر : صباح الخير يا كابير
هز راسه يمينا ويسارا باسي : صباح النور يا عاقل
نهض علي هو الاخر واقترب من والدته قبل جينها : بلاش تتعصبي يا ست الكل عشان صحتك ، أنا آسف بس حضرتك عارفه نومي تقيل ، حقك عليا
ربتت على كتفه بحب وهى تبتسم له برضا : عارفه يا قلبي بس اخوك بيخرجني عن شعوري بسبب برود اعصابه
ضحك علي بقوه وشاركه اسر الضحك ، الى ان استوقفه سؤال والدته
- عمر كان سهران ليه ياعلي وعارفه كويس اوى ماكنش بيذاكر
صمت عن الضحك وتهرب من النظر الى والدته ، لكي لا تعلم بكذبه
وتحدث باقتضاب : ماعرفش أنا نمت قبله
تنهدت فريده ثم غادرت الغرفه : طيب يلا عشان تفطرو
نظر اسر لشقيقه الأصغر : علي فى ايه ، مخبي ايه انت وعمر ، قولي
عاد عمر فى ذلك الوقت والقى بالمنشفه على كتف علي
- أنا خلصت دورك انت بقى يا علولي
أمسك على بالمنشفه وغادر الغرفه بصمت وظل اسر ينظر لعمر وداخله شعور بالقلق من اجله ، اقترب منه بهدوء وتحدث بلين
- في حاجه مخبيها عليا يا عمر ، قولي ماحدش هيفهمك غيري يا حبيبي أنا اخوك الكبير ، طمني عليك
+
عمر بنفي : مافيش حاجه يا اسر ، انت مكبر الموضوع اوي
نظر اسر لساعه يده : للأسف هتاخر على المستشفى ولازم امشي ، على العموم يا حبيبي أنا موجود وقت لم تحتاج تتكلم اول واحد هيسمعك أنا
تركه ليبدل ثيابه ، ثم قبل يد والدته
- أنا متأخر يا ست الكل لازم أتحرك ، وبلاش تجهدي نفسك مع العيال دي ، صحتك عندنا بالدنيا
- قولها يا حبيبي عشان انا غلبت فيها
نظر اسر لوالده : صباح الخير يا بابا
حاتم بابتسامه : صباح الفل يا دكتور ، ألف مبروك عرفت من ماما ان حلمك اتحقق واتخصصت جراحه عامه زى ماكنت بتحلم
قبل والده بسعاده : الله يبارك فيك يا حبيبي ، استنيت حضرتك امبارح عشان ابلغك بالخبر ده بنفسي ، بس كنت مرهق ونمت
ربت على كتفه بحنو : ربنا يوفقك يا حبيبي ، كان عندي عمليه قلب مفتوح فى معهد القلب والحاله كانت حرجه عشان كده اتاخرت
+
- مقدر تعبك يا حبيبي ، سلام أنا بقي عشان ماخدش جزا
"""""""""""
عوده لغرفه الشباب
عمر بتوتر : علي اوع تكون عكيت الدنيا
علي بضيق : لا يا اخويا اطمن مافتحتش بؤقي ، بس اسر مُصر يعرف فى ايه وماما كمان حاسه اننا مخبين حاجه
عمر بلامبالا : سيبك منهم ، بس اوع اسر يوقعك بالكلام خلى بالك
علي بحده : خلي بالك انت ، ولازم تعرف انك غلط ومش راضي عن اللى بتعمله ده انت فاهم
اشار بيده بتجاهل لحديث توأمه : بقول ايه مالكش فيه ، كل واحد حر يعمل اللى هو عاوزه وانت معقد اصلا
هز راسه باسى وقبل ان يغادر الغرفه نظر له بحزن : اتقي الله مش هقولك اكتر من كده
ثم تركه بالغرفه وتوجه الى غرفه الطعام ليشارك والديه وجبه الإفطار وبعد لحظات لحق به عمر أيضا ليجلس كل منهما ويرمق الآخر بنظرات لم يفهمها سواهم ...
"""""""""""""
داخل مشفى نبص الحياه
بعدما ارتدت ثياب المشفى واعلاها المعطف الطبي وضعت السماعه الطبيه اعلى كتفيها ثم توجهت الى العنايه المركزه لتتابع حاله المريض التى تم له زراعه القلب بالأمس ، فقد رحل الطبيب الفرنسي هو ومساعده بعد اجراء العمليه وتركوها لتتابع حالته وتظل على اتصال به الى ان يتعافى المريض وتتاكد من سلامته ثم تلحق بهم ..
اقتربت من فراشه لتفحصه وظلت تتابع مؤاشرات جسده الحيويه وتفقدت نبضات قلبه
نظرت له برجاء : عليك أن تسترد وعيك ، لابد ان تستيقظ ، فاصبحت تملك قلبا قويا ينبض داخل صدرك
كون شجاع وانهض ، لن اسمح لقلبك بالاستسلام ، لن اسمح لك بالرحيل انت أيضا ..
+
عندما دلف لداخل العنايه تفاجئ بوجودها وتسمر مكانه يستمع لحديثها .
انسابت دمعه عالقه باهدابها ، اطلقت تنهيده قويه قبل ان تبتعد وعندما ادارت وجهها لترحل كادت ان تنصدم به
ابتلع اسر ريقه بتوتر : صباح الخير يا دكتوره انتي هنا من بدري
ابتسمت برقه وهى تجيبه : ايسل فقط لا داعي للالقاب اسر
بادلها الابتسامه وهو يصلط انظاره على الجسد الممدد امامه
- لسه مافقش ، مافيش أي استجابه
هزت رأسها باسي
- لم ينهض بعد
عاد يطالع وجهها ويبتسم رغما عنه وهو يهمس داخله
- اول مره اخد بالي من رقه قلبك ، مافيش جراح قلبه رقيق اوى كده غيرك
فاق من حديثه الداخلي على صوتها الرقيق
-ماذا بك اسر
هز راسه بالنفي : مافيش ، عندي عمليه مع دكتور نزار بعد اذنك
سارت جانبه وهم يغادرون غرفه العنايه ، ابتعد اسر عنها وتوجه الى غرفه التعقيم لكي يستعد لاجراء العمليه ، وسارت ايسل فى الجهه المعاكسه لتلتقى بعاصي يسير من جانبها دون ان يتطلع إليها .
وقفت مكانها والتفتت لتنظر لظهره وهى تتسال داخلها ، لماذا يتعامل معها هكذا ؟؟
ثم أكملت سيرها تتفقد المشفى واذا بوجود شخصا يرتدي كمامه ويتحدث بانفعال مع فتاه الاستقبال ، سارت اليه لتعلم ما الأمر ؟
وقفت امامه وتحدثت بهدوء : اهدئ لماذا تنفعل ؟
زفرا انفاسه بهدوء : جاي أعمل تحاليل والانسه بتقولي لازم أدفع مبلغ أد كده ، كل اللى طلبته مش عامل حسابي فى المبلغ ، تخليني بس أعمل التحاليل وأنا معاها هروح فين ههرب يعني ماانا موجود ، وبعدين ده مجرد تحليل
فتاه الاستقبال تنظر لايسل : يا دكتوره طالب يعمل تحاليل شامله وكمان ده السيستم عندنا بيدفع الفين جنيه تحت الحساب ولم يتعالج ويخرج فى فواتير وحسابات بتتقدم ممكن يدفع اكتر وممكن ياخد المبلغ المتبقي ، على حسب بقى
تفهمت ايسل الأمر ونظرت له بود
ووضعت يدها اعلى كتفه : لا عليك ، سوف اتولى امرك
نظر لها بعدم فهم : يعنى ايه يا بنتي
ابتسمت له عندما نعاها بابنته وتذكرت وجه والدها الحبيب ، فقد اشتاقت له
ثم حدثته بكلمات ثقيله علي نطقها : يعني تعالى معايا
الفتاه : والبيانات يا دكتوره
اقتربت منها ايسل وهمست باذنها : سوف اتولى حالته واسدد فتورته لا عليكي
ووضعت يديها داخل جيب المعطف الطبي وسارت بخطوات ثابته وهو يسير جانبها
اصطحبته إلى مطعم المشفى لتتحدث معه أولا
نظر الرجل حوله بقلق : يابنتي عاوز أعمل التحاليل
التقطت كف يده وهى تجلس امامه وتطلب منه الجلوس
انتفض بذعر عندما لمست كفه وابتعد عنها
نظرت له بغرابه : اجلس أولا وتناول مشروب دافئ يساعدك على الاسترخاء ، ثم أفعل لك ما شئت
جلس على مضض وحدثها بقلق : يا دكتوره أنا فى عرضك ريحي قلبي الاول ، انا مش جاي المستشفى هنا اضايف
علمت بانه قلق من أمر ما ، حدثته برقه : اخبرني لما القلق ، هل تشعر بتعب ؟
هز راسه بالنفي ولكن حدثها بحزن : أنا جاي من المطار على هنا ، كنت فى ماليزيا فى شغل واول لم إنتشر الفيروس ، قولت لازم انزل بلدي اولى بيه وفى الطياره طلبو نلبس الكمامات دي وان كل اللى على الطيارة اللى راجع من ماليزيا يعمل تحليل ويتاكد من سلامته وأنا مش خايف على نفسي ، أنا خوفت أكون حامل الفيرس ده وادخل على مراتي وعيالي بيه وأكون بدل مااجيب معايا الهدايا ، أكون جبتلهم المرض بايدي ، أنا عايز اطمن بس وخايف انقله لحد
شعرت بالحزن من اجله وتفهمت موقفه ونهضت من مجلسها لتعاود بمسك كفه بين راحه يدها وتبتسم له
- ما تقلقش الفيروس اللى بتحكي عنه مش بينتقل باللمس واطمن فانا اعقم يدي باستمرار فلا داعي لقلقك وانت مثل والدي وسوف أكون برفقتك واطمئنك ستكون بخير
ارادت ان تطمئنه فهي تعلم مدا خوفه
تبدلت حاله الخوف والقلق التى كان يشعر بها وادخلت الراحه والطائنينه على قلبه وسار بجانبها الى ان وقفت امام معمل التحاليل الطبيه الخاص بالمشفى .
القت التحيه على طبيب المعمل وطلبت منه ابره فارغه سوف تسحب هى عينه الدم بنفسها
ونظرت لهذا الوقور بحنان : اجلس لاسحب بعض من دمائك لفحصه
جلس امامها وشمر عن ساعده ، بحثت بدقه عن وريده وغرزت الابره بهدوء لكى لا تالمه وسحبت كميه الدم المطلوبه
ووضعت لاصقه طبيه اعلى الوريد لكى يكتم الدماء
وطلبت منه أملاء بيناته الشخصيه
- ما اسمك؟ ، وكم عمرك ؟
- اسامه الاباصيري ،عمري 50 سنه
- هل تعاني من امراض مذمنه ، مثل ضغط دم ، سكري ، او اخرى
- عندي الضغط عالي وباخد ليه اقراص
هزت رأسها بتفهم واجرت له فحص لقياس ضغط الدم
ثم نهضت بعدما اطمئنت باستقرار ضغطه ونظرت الى طبيب المعمل
أريد تحاليل شامله خلال ساعه من الان أريد اعلم بالنتيجه
هز راسه بالايجاب وغادرت هى المعمل برفقه العم اسامه ..
"""""""""
ضيق مابين حاجبيه وهو يشاهدها تغادر المعمل وتصطحب الشخص ، اراد ان يعلم ماذا تفعل بتلك المشفى ولما تتجاوز حدود عملها ، فهى لم تأتي الا لتتابع حاله واحده فقط ، لماذا تتدخل بشأن المشفى ؟
زفرا انفاسه بضيق وسار خلفها ، يريد انهاء تلك المهزله التي يراها امامه ..
وصرخ مناديا باسمها
- دكتوره ايسل
وقفت مكانها عندما أستمعت بنطق اسمها ودارت وجهها لتلتقى بعيناه الغاضبه
- تعالى ورايا مكتبي
- انتظرني بالمطعم وسوف الحق بك
هز اسامه راسه بالايجاب ودلف لداخل المطعم اما هى فسارت خلف عاصي الى حيث مكتبه
دلف بغضب ووقف امام الباب الى ان دلفت لداخل ، ثم أغلق الباب بقوه
سرت قشعريره باوصالها بسبب غلقه الباب بهذا الشكل ولكن نظرت له بثبات لتعلم ما سر هذا الغضب الساكن بعيناه ولم يتعامل معها بهذه الحده .
وقف امامها وهو يطالعها بريبه ولم يستطيع التحكم بانفعالات وجه فقد تبدلت ملامحه تماما
- انتي دورك هنا يختصر على متابعتك لحاله مريضك وبس ، مالكيش انك تدخلي فى اى مريض فى المستشفى ، عندك خطوط حمره يا دكتوره يا ريت ماتتعديهاش ولا تتعدي حدود اختصاصك ، مفهوم .
لوت ثغرها ورفعت فيروزيتها لتلتقى بعسليته الغاضبه وهى تنظر له بتحدي
- أنا طبيبه ومن واجبي اشفي اوجاع المرضى ولم يقتصر عملي على شخص بعينه ، فانا جراحه مثلك تماما ولن ادير وجهي لمريض يطلب مساعدتي ، لن اتخاذل ولن اتهاون عن واجبي
غادرت غرفه مكتبه دون ان تنتظر منه تعنيفا اخر ، ولكن بحثت عن مكتب مدير المشفى وارادت ان تتحدث معه ..
"""""""
بعدما غادرت مكتبه كالاعصار ، ظل محدق بالفراغ وهو يهز راسه يمينا ويسارا ثم عاد ادراجه الى حيث المقعد وهوى بجسده يجلس أعلاه ويضع كفيه اعلى جبينه وداخل صدره حمم بركانيه تهدد بالاندلاع ..
اما هى فوقت امام مكتب مدير المشفى وطرقت الباب برقه وعندما اذن لها بالدخول ، دلفت بهدوء لداخل .
رفع راؤوف انظاره وابتسم بود عند رؤيتها : اتفضلي يا دكتوره ، حاله رامي عامله ايه دلوقتي
جلست امامه وهى تتحدث بهدوء : مازال جسده لم يستجاب حتى الان
تنهد راؤوف بحزن : بس لسه ٨٤ ساعه ماانتهتش وان شاء الله يستجيب للقلب ويفوق بدون اي مضاعفات
تحدثت مثله بامل : ان شاء الله
ابتلعت ريقها وعادت تنظر اليه : اريد التحدث معك بأمر اخر
راؤوف باهتمام : اتفضلي طبعا تحت امرك
- هل وجودي بهذا المشفى يختصر على متابعه حاله مريضي فقط ، وليس من حقي اقدم المساعدة لمريض اخر ، هل أكون تجاوزت حدودي والخطوط الحمراء
ابتسم راؤوف عندما استشعر حماسها وعلم بانها تريد مساعده الجميع ، لذلك سمح لها بالعمل كطبيبه بالمشفى مثل باقي الأطباء وعليها ممارسه المهنه دون تحفظ عليها ودون أي قيود ، مادامت فى صالح للمريض أولا .
ابتسمت له بود وشكرته بامتنان على دعمه لها ، ثم استاذنت لتغادر مكتبه وهى تشعر بالانتصار فقد فعلت الصواب وليس من حق احد ان يقلل من شأنها او يستقل بها كطبيبه جراحه ..
""""""""""""""
لم يغمض لها جفن وظلت تتذكر احداث الليله الماضيه وينتفض جسدها بفزع ، فهي دائما تمثل القوه وداخلها هش ضعيف لن يتحمل الاذي ولا تتحمل حتى قرصه نمله ، تحاول فرض قوتها لكي يشعر بها الاخرين بانها قويه ولن يهزء بها احد ، تفعل حركات طائشه سوف تنقلب افعالها بالسوء على حياتها فهى لا تعاقب سوا نفسها فقط ، ما حدث معها البارحه جعلها تعيد ترتيب حياتها ، واتخذت قرار صائب من اجل صدقاتها فسوف تقطع هذه الصله بعدما حدث معها لن تقبل بهولاء الاصدقاء بعد أن داخل حياتها ، سوف تتحرر منهم أولا وتسترد ما بقى من روحها .
شعرت بالطمائنيه تسري داخلها عندما تذكرت ما فعله هذا الشاب من اجلها وابتسمت بارتياح ولكن تذكرت ما فعلته معه بسرقتها لسيارته من داخل معرضه وشعرت بالخجل من نفسها .
- ياربي دلوقتي يقول عليا ايه حراميه ، أنا لازم اعتذرله وكمان اشكره أنا حتى امبارح ماشكرتوش على اللى عمله معايا ، أنا لازم اروحله دلوقتي المعرض واعتذر واوضحله ان مش حراميه واللى حصل كان غصب عني ، مجرد تحدي مع الواطي غدير ، وربنا ماشي يا غدير الكلب ..
+
"""""""""""
كان يجلس بمكتبه داخل المعرض وينظر بهيام يترقب وصولها بين تاره واخرى ، ظل شارد بوجهها الملاكي وحاله الفزع التى كانت تواجهها ولم تستطيع التحدث معه بعد ما حدث ، شعر بالحزن عليها وكز على اسنانه بغيظ يريد الفتك بذلك الحقير مره أخرى ، يريد انهاء حياته لما كان سيفعله مع تلك السارقه لقلبه ومشاعره ، فظل هائم لا يتذكر الى سحر عيناها الاخذ عندما نظرت له منذ الوهله الاولى وهى حقا سارقه ، سارقه لهذا الساكن بين ضلوعه ، الساكن داخل صدره ، ينبض بعنف كلما تذكرها وتذكر ما حدث معها وفجاه وجدها محدقه به ببحور عيناها الزرقاء ، اغمض عيناه بقوه ثم عاد ليفتحها ثانيا ، ظن انها يتخيلها امامه ولكن وجدها حقا تقف امامه وتبتسم له برقه
- أنا ، أنا اسفه على اللى حصل ، بس والله انا مش حراميه
علت الابتسامه ثغره باتساع وهمس برقه : عارف
ابتلعت ريقها بتوتر : ومتشكره اوى على اللى عملته معايا امبارح ، أنا كنت مضطربه ومش قادره اتكلم عشان اشكرك ، بجد مش عارفه أقول لحضرتك ايه
نهض من اعلى مقعده وسار اتجاهها وقف امامها ومازل تزين الابتسامة وجهه وهو يحدثها بهدوء
- أنا ماعملتش غير اللى لازم يتعمل ،والحمد لله انك بخير ، بس ليه بنوته زيك تعرف اصلا الاشكال دي وايه سبب يخليكي تاخدي العربيه وليه عايز يكسرك
نكثت بوجهها ارضا ولم تستطيع التفوه بكلمه
شعر بحزنها واراد ان يطمئنها : محتاج افهم عشان أقبل اعتذارك عن موقف العربيه ، ليه بنوته زيك تعمل كده
انسابت دموعها التى حاولت اخفائها ولكن لم تفلح هذه المره بتصنع القوه فهى من الداخل ضعيفه هشه تنكسر من اقل فعل ، مثل القاروره تنكسر بسهوله ويصعب التصاقها كما كانت ...
+
"رفقا بالقوارير "
السادس من هنا