رواية رايات العشق الفصل السادس 6 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل السادس "
***
+
عندما وصل الفوج الروسي الى اسوان تبدلت معالم الدهشه والانبهارعلى وجوه الجميع ، من روعه اسوان وجمال الطبيعه الخلابه ومياه النيل العذبه ..
وبدءت حياه تحكى عن جو اسوان وسحر مياه النيل واصحطبتهم فى رحله نيليه ليستمتعو بجمال الطبيعة
+
كان ينظر إليها خلسه ووجدها جاده بالفعل بعملها ولم تكترث لما حولها .
كانت تبتسم بود وهى تخبرهم بتاريخ البلد ولما سميت بهذا الاسم ؟
كانت أسوان تعرف باسم «سونو» في عصور المصريين القدماء ومعناها السوق حيث كانت مركزا تجاريا للقوافل القادمة من وإلى النوبة.
+
ثم أطلق عليها في العصر البطلمي اسم «سين» وسماها النوبيون «يبا سوان».
+
وعرفت أيضا باسم بلاد الذهب لأنها كانت بمثابة كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين. وكانت حدود أسوان تمتد قديما قبل الهجرة من أسنا شرقا إلى حدود السودان جنوبا وكان سكانها من النوبين ولكن بعد الفتح الإسلامي لبلاد النوبة سكن فيها بعض قبائل العرب.
+
واشارت بيدها لاهم معالم اسوان وهو السد العالي
وتقص عليهم حكايه شعب وكيف تم بناء السد ، وانتهت الرحله النيليه وودعتهم بالفندق واخبرتهم فى المساء سوف تصطحبهم لزياره بعض المتاحف والمعابد ..
+
كانت تهم بالدلوف لغرفتها فهى تشعر بالتعب والارهاق ، ولكن استوقفها صوته القوي
- انسه حياه
التفتت تنظر اليه بجديه : افندم
وضع يده داخل جيب بنطاله : مطلوب من سيادتك تقدمي جدول بخطه التحرك هنا فى اسوان
اتسعت عيناها بذهول : نعم
تحدث ماجد بلامبالا : ايه كلامي صعب ، تعملى ورقه يا انسه بالوقت والمكان اللى الفوج هيزوره وأكون على علم بكل تفاصيل الرحله ، انا مش عايز أي تقصير مفهوم
تنهدت بضيق : مفهوم ، لم أجهز الورقه هسلمها لحضرتك ، بعد اذنك بقى محتاج ادخل اوضتي
لم تعد تتحمل ثمالاته وعجرفته معها بالحديث ، دلفت غرفتها على الفور وهى تركل باب الغرفه خلفها بعنف وتتحدث بانفعال
- ده انسان مش طبيعي ، مش ممكن يكون طبيعي ، ده بدل مايشكرني على المجهود بتاع اليوم عايز جدول تحركات حضرته ، هو فاكر نفسه فى رحله مع الروضه ده فوج سياحي ، مش ممكن يكون البنى ادم ده ناجح فى السياحه وكمان بيدير اكبر شركه سياحيه فى البلد .
القت بحذائها باركان الغرفه وارتمت بالفراش تنظر لسقف الغرفه وهى تزفر انفاسها بهدوء لتحاول استجماع قوتها وصمودها بهذا العمل مع ذلك الكائن المتعجرف الذي لا يدقن فن التعامل مع الجنس الناعم..
+
اما عن ماجد فسار بخطوات ثابته الى حيث مطعم الفندق ، يريد احتساء القهوة ، فهو يشعر بالصداع يفتك برأسه وتتراود الافكار عليه منما جعله يغمض عيناه بقوه ليجبر نفسه على عدم التفكير مطلقا ..
""""""""
+
عوده الى القاهره داخل معرض معتز
لم يستطيع أن يرا دموعها ، شعر بالحزن والاسي على تلك المسكينه .
تقلصت المسافات بينهم ورفع كفه ليمح دموعها المتساقطه وهو يبتسم لها ، ليرغمها على الابتسامة هى الأخرى
- بلاش دموع تاني ارجوكي ، تعالي نروح مكان هادي ونتكلم
هزت رأسها بالايجاب وسارت بجانبه دون اى رفض ، فهي مثل الغريق وتريد ان تتعلق به فهو طوق النجاه بالنسبه إليها ، وهى الان باشد الاحتياج إليه ..
فتح لها باب سيارته لتجلس بصمت ، ثم توجه هو لمقعد القياده واستقل مكانه وانطلق الى حيث وجهته ..
""""""""
داخل المشفى
بعد ان تحدثت مع مدير المشفى وشعرت بالارتياح بكونها لها حق تقديم المساعده لاي مريض ، عادت ادراجها الى معمل التحاليل لتتفقد حاله للمريض التى تحدث معه واهتمت بامره ..
طرقت الباب ودلفت تتحدث بلكنتها التي تدركها
- اتسمح لي بالدخول
ابتسم الطبيب المشرف على عينه الدم ؛
- اتفضلي طبعا يا دكتوره
بادلته الابتسامة وهى تجلس بالمقعد المقابل له وتتسأل بقلق
- هل انتهيت من فحص الدم ؟
عاد ينظر الى عينه الدم تحت الميكروسكوب ثم نظر إليها بجديه
- انتظريني نص ساعه بس ، لسه بشتغل فيه
هزت رأسها بتفهم وفضلت الانتظار فى صمت
الى ان قطع ذلك الصمت قدوم وسيله وهى تدلف لداخل كالاعصار وتقترب منها لتسحب يدها
- انتي قاعده هنا وأنا عماله ادور عليكي من ساعه لم جيت ، ماسبتش مكان ماسالتش عليكي فيه ، تعالي معايا تعالي
ابتسمت على عفويته تلك الفتاه المرحه وسارت معها دون نقاش
وسارت بها الى غرفه المساعدين وجدت باسل يدرس حاله مريض بجديه
- تعالي بقى عشان اعلمك اول دروس اللغه
رفع عينه عن الاوراق ونظر لخطيبته وجدها تقبض على معصم تلك الشقراء ، عاد ينظر لوسيله بمشاكسه
- يخربيتك انتي ناويه على ايه ، دي عود فرنسي رقيق مش حمل الكسر ههه
نظرت له بغيظ : بلاش انت اه بلاش
ارسل إليها غمزه : بس اسيبك انتي أنا ماليش غير فى البلدي يا قلبي
رمقته مره أخرى لتجعله يصمت عن تلك الثرثره
رفع يده باستسلام : خد راحتك يا وحش ، أنا مش موجود من الأساس
وعاد ينظر لتلك الاوراق ثانيا فهو يعلم بغضب معشوقته ولا يريد اغضابها ، يعشق مشاكستها ومجادلتها الدائم معه بالحديث ،ولكن لا يتحمل ان تغضب منه فهى عشقه الاول والاخير ، عشق أستمر لسته اعوام وتتوج الان بالخطبه ..
+
جلست وسيله وبجانبها ايسل وبدأت تحدثها بعده أمور عامه بالحياه والاخيره تنتبه إليها وتنصت لبعض الكلمات ، وتجحظ عيناها تاره باندهاش وتاره اخري بعدم فهم وتبسط لها وسيله الحوار وتحول الحديث الى تعارف على افراد عائلتي كل منهما .
+
فى ذلك الوقت أنتهى اسر من اجراء عمليته بمساعده دكتور نزار وعاد الى الغرفه ليتفاجئ بوجودها امامه وصوت ضحكتها الرقيقه يصدع داخل الغرفه على تلك الثنائي المجنون ..
تسمر اسر لبعض الدقائق وهو شارد بتلك الضحكه ، فاق من شروده على صوت صديقه
- تعالي يا عم انجدني
ابتلع ريقه وتوجه اليهم بجديه
- فى ايه صوتكم عالي ، لو دكتور عاصي ولا دكتور نزار دخل هيبقى شكلكم وحش
باسل بضيق : فكرتني عندى حاله مع دكتور عاصي كل لم نحدد يدخل العمليه تحصل حاجه تقلب الدنيا خالص
اسر باهتمام : حاله مين وعمليه ايه
باسل : كان المفروض استئصال كليه ، لكن للأسف الحاله دلوقتي دخلتي فى الفشل ولازم غسيل لحد بقى ما يحصل على كليه متطابقه
ايسل : مافيش مانح من الدرجه الاولى ، اب ، ام ، أخ
زفر باسل بضيق : هى الحاله لراجل عنده 55 ومالوش ولاد ومراته الانسجه غير متطابقه ، بس عنده بنت اخوه هو اللى مربيها بعد وفاه اهلها ، بس هو رافض ياخد منها
ابتسمت ايسل : انه عشق الاب ، لا يتحمل ان يصيب احد ابنائه بمكروه
ضربته وسيله بقوه على كتفها : فين يا هانم اللى علمتهولك يا خساره تعبك يا سيلا
على ضحكات الجميع عليهم ، وتحدثت ايسل بثقل
- لا تقلقي هبهرك
جحظت اعينهم بدهشه وتفوه : هبهرك
هزت رأسها بالايجاب : لقطها من ابن عمي
سيلا بضحكه عاليه: كمان لقطها ، لا أنا كده اطمنت عليكي ، انتي اصلا من بولاق هههه
شهقت بصدمه ووقفت عن مقعدها وهى تنصرف ركضا
- نسيت حاله مهمه
تحدث اسر بقلق : حاله ايه ، رامي
- لا حاله أخرى ، غادرت الغرفه وهى تسرع فى خطواتها الى معمل التحاليل .
طرقت الباب بهدوء ثم دلفت .
كان الطبيب فى انتظارها وعندما دلفت اقترب منها ليعطيها التقرير
التقطته بامتنان لتنظر اليه باهتمام وتتفحصه بدقه
+
- مش ممكن
تحدث الطبيب باسف : لازم يعمل مقطعيه عشان نتاكد مكانه وهل إنتشر فى جسمه وفى اى مرحله
تنهدت بحزن وغادرت الغرفه ومازالت تحمل الفحص الذي يخص العم اسامه وتوجهت الى حيث المطعم لتتحدث معه .
عندما دلفت لداخل المطعم وجدته جالس منكث الرأس والحزن مغيم على صفيحه وجهه ، تقدمت اليه لتجلس امامه
نظر إليها بلهفه : خير يا بنتي طمنيني
جاهدت فى رسمه ابتسامتها ووضعت كفها برقه اعلى كفه تربت عليه باطمئنان
- اطمن مافيش فيروس كورونا
ابتسمت بارتياح وهو يرفع وجهها ينظر للسماء
- اللهم لك ألف حمد وشكر لك يا رب
ثم نظر إليها وقرا عيناها الحزينه ، فيعلم بانها تخفي شئ
ابتسم بحنان وهو ينظر لها برضا : أي حاجه تانيه فى التحاليل مش مهم خالص ، المهم عندي مش اجيب الموت لولادي ومراتي يا بنتي ، قوليلى بقى التحاليل فيها ايه وماتخفيش أنا راضي الحمد لله باللى ربنا قاسمه وكاتبه
اخفت دمعتها الخائنه وتحدثت برقه
- محتاج تعمل اشعه مقطعيه عشان نحدد التعب موجود فين بالظبط
- تقصدي عندي المرض الوحش
ابتلعت ريقها بصعوبه وهى تحاول التخفيف عنه
- التحاليل بتقول فى مشكله فى جهازك المناعي وعشان نحدد الضرر لازم مقطعيه ، اطمن أنا معاك
نهضت ومدت يدها لينهض معها ويمسك بكفها الممدود له
- كل مجايب ربنا فضل ونعمه
سارت جانبه بهدوء الى ان دلفت لغرفه الاشعه وطلبت من احدى الممرضات مرافقته ووقفت هى بجانب الطبيب المختص تشرح له الحاله ..
تمدد اسامه اعلى الفراش الطبي ودلف لداخل غرفه صغيره الحجم على شكل اسطوانه وهى تتابعه عبر الشاشه وتظهر امامها اعضاء جسده الداخليه بدايه من راسه الى قدميه ، توقف الجهاز عند منطقه الصدر يصدر اشارات مذبذبه بوجود خلل بهذه المنطقه ، وتم الفحص الشامل ..
دققت النظر لتلك البقعه السوداء التى توجد اعلى القفص الصدري لتعلم ما التشخيص ، ولكن قبل ان تتحدث معه عليها استشاره الأطباء ..
غادرت غرفه الاشعه وهى حاسمه الأمر على اخبار دكتور راؤوف ولكن عندما دلفت مكتبه فلم تجده ، زفرت بضيق وسارت تبحث عن طبيب اخر لتتحدث معه ، ولم يكن امامها خيارا اخر غير ان تذهب لذلك الشخص الذي يعاملها بحده وكانه يكره وجودها داخل المشفى .
ولكن عليها ان تتحمله من اجل مريضها
السابع من هنا