رواية بنت ابليس الفصل الرابع 4 بقلم حياة محمد
بنت إبليس
حياة محمد
الجزء ٤
أيها السيدات و الساده لا تهينوا النعمه لأنها زائله يحكي إن رجل كان عنده من الخير كتير ومن الرزق الواسع .
كان خارج ولاحط إن جزمته متربه فأخذ كسرة خبز ومسح بها حذاءه ورماها فعاقبه الله بزوال النعمه منه.ويقال إنه من شدة جوعه دور في كل مكان عن لقمه يأكلها فلم يجد إلا نفس كسرة الخبز إللى مسح بها حذاءه فأكلها.
هقولكم لأن فيه برضو حكايه.حكاية ابراهيم الداجى وهو من عائلة من أكبر عائلات الصعيد عاش حياته كلها في عز وخير ونعمه الكل بيمدح عائلته ويصفهم بأهل الخير والكرم والجود مافي حد إلتجأ لهم إلا وساعدوه مافى فقير أو محتاج إلا وأعطوه وأكرموه .عاش وكبر ابراهيم وهو محسوب من الأعيان وكبارات البلد كان بيمتلك أكتر من ١٠٠فدان وعنده من الخير الكتير والكتير لكنه عاش حياته كلها ميحسبش حساب بكره تقولوا كريم أقول سفيه أصل الكرم له ناسه ومواقفه أما ابراهيم لأ كان بيصرف من غير حساب.مثلا لما ربنا رزقه بإبنه الوحيد متوقفتش الدبايح مده سبع ايام يدبح ويفرق ويأكل كل أهل البلد.
ويوم العيد كان يقف بعد الصلاة ويرمى الفلوس على الأرض ويتلم حواليه الأطفال يلموا الفلوس من على الأرض.وياسلام لو اتنصب مولد في البلد كان بيعزم كل الموجودين من مداحين ومغنين وغوازى وحتى بتوع المراجيح والألعاب ياكلوا ويناموا ويتمتعوا في دواره.طول مدة المولد ومن ده كتير وكتير.
والناس عرفت عنه بذخه وإيده الفرطه فإستغلوه كالعادة حتى شوفوا
_ مساء الخير يا حاج ابراهيم
- مساء النور خير
_ إحنا جايبن لك في شكوه يرضيك يا حاج أقوله المهر شويه وميكفيش يقولى يا ترضى بيه يا كل واحد يروح في حاله وانت شايف كل حاجه غاليه والدنيا نار أعمل إيه
ابراهيم: لا ميرضنيش.
الراجل التانى: وأنا أعمل إيه الدنيا غاليه والفلوس على قد القد.أعمل إيه بس يا حاج
ابراهيم: سيبها على الله ثم عليا وشوار البت كله هديه منى لكم.
الراجل بتأثر: كتر خيرك يا حاج ربنا يخليك لينا ويزيدك من فضله.
الراجل التانى: طيب وإبنى مالوش من الحب جانب.
فيضحك ابراهيم بصوت عالي وبعدها قال: ياسلام عنيا للعريس وهديته خمس قراريط له يشتغل ويصرف على مراته منهم.
فهب الراجل يبوس إيده ويقول (( ربنا يكرمك يا حاج ربنا يخليك لينا ربنا يزيدك من نعيمه))
وخرج الإتنين وهما مبسوطين وفي الشارع قال الأول لنسيبه:(( مش قلت لك أدينا جوزنا العيال وجهزناهم ومدفعناش ولا مليم وخدنا كمان خمس قراريط ببلاش))
الراجل التانى: أنا لو كنت عارف كنت جيت له من زمان.
واحد تانى: يا حاج ابراهيم بارك لي يا حاج مراتى ولدت وجابت ولد
ابراهيم: ألف مبروك ربنا يخليه لك.
الراجل: وسميت إبنى ابراهيم على اسمك وعايز حلاوه الإسم.
ابراهيم: وماله خد حلاوه الإسم وحط إيده في جيبه وخرج مائة جنيه كاملين في وقت كان الراجل بيتأجر طول اليوم بخمسه جنيه.
ومن ده كتير.
كبر ابراهيم وإتمنى العزوه والأولاد لكن ربنا مكتبش له إلا إبنه الوحيد اللى كبر وهو مش عاجبه حال أبوه وخاصه ان أمه بدأت تزن في ودانه
(( شفت أبوك وعمأيله هيخربنا.))
(( والله العظيم أبوك هيفقرنا))
(( بطريقته دى مش هنلاقى ناكل وهنمد إيدنا للناس))
(( عارف مين أول من يتشمت فينا شلة الألاضيش إللى ملمومين حولين أبوك))
وطبعا كلام الأم كان الدافع لإبنها إنه يسرق من أملاك أبوه بالتوكيل إللى معاه شويه بشويه ويمكن أبوه كان عارف بس ده إبنه الحيله ياخد إللى يكفيه أصل كل حاجه في النهاية له.ماهو الحيله ومن حقه يتمتع بخير أبوه.
عدت سنين وكبر ابراهيم وكسى الشيب شعره.وهو زى ماهو أما إبنه كان مش عاجبه الحال وخاصه بعد موت أمه وجواز أبوه من واحدة تانيه وهو ده اللى جرأه في إنه يزيد في سرقته لحد ما في يوم رجع ابراهيم من مولد السيد البدوي وقبل ما يخش الدوار لقى العمده داخل ومعاه محضر من المحكمة.جاى عشان يسلم الدوار لمالكه الجديد.
إتجنن ابراهيم و زعق وهاج لكن ما باليد حيله وكانت الكارثة إن إبنه باع كل حاجه الدوار والأرضى والمعالف حتى البهائم واضطر ابراهيم إنه يخرج من البيت بشنطة هدومه والبلد كلها كانت بتتفرج عليه والناس مابين شامت أو غضبان أو حزين وأسف على حال ابراهيم إللى بهدله إبنه في أخر أيامه.
أما ابراهيم إتخلى عنه الجميع بعد ما خسر كل فلوسه وكل أملاكه.
لف ابراهيم على بيوتهم واحد واحد والكل بيتهرب منه خايفين ليطلب منهم يردوا له أرضه ولا فلوسه..
وبالفعل لقى ابراهيم نفسه وحيد وفي الشارع بلا بيت ولامأوى بس رحمة ربنا كانت في الست الأصيلة إللى إتجوزها.كانت طببه وبنت حلال أخدته معاها لبيت أبوها .
وفي يوم وليله كان إبراهيم تربية العز عايش في بيت قديم مبنى بالطين وسقفه من الغاب والحطب ولأنه كان مفلس ومش معاه ولا جنيه واحد أضطر يبيع دهب مراته ولما خلص اضطر يبيع هدومه . عشان ياكل هو ومراته.
دولابه بقى فاضى بعد ما كان مليان بعباياته الكاشمير وقفاطين الصوف وجلاليبه الغاليه باع كل حاجه وكل همه يلاقى إبنه إللى اختفى من يوم ما سرقه.
أما مراته لما حست إن الفلوس إللى معاهم هتخلص ومفيش حاجه تتباع فباعت الحلق الدهب والخاتم أخر حاجه معاها وإشترت ماكينة دش للفول وطاسه ومقصوصه وشعله وعملت قدام بيت أبوها نصبه صغيرة تعمل فيها الطعميه والفول ومهتمتش بكلام الناس ولا غمزهم ولمزهم عليها وعلى جوزها.
وكل يوم تحط الفلوس اللى ربنا بيرزقها بيهم في إيد جوزها (( أصل صعب على راجل عاش في العز والراحه إنه يبقى مفلس وجيبه فاضي)) وهو يوعدها إنه هيرجع لها فلوسها أول ما يلاقى إبنه.
مرت شهور وشهور والوضع زى ما هو حتى إن الحاج ابراهيم كان بيساعد مراته في شغل الفول والطعميه فمتستغربش لما تلاقيه قاعد على كرسي خشب وماسك المقصوصه وبيطلع الطعميه أو بيعبى الفول للزباين لحد ما فيوم جه واحد عليه وهو بيأكد له إنه شاف إبنه في مصر (( القاهره)) وإن إبنه بقى تاجر كبير وعنده فلوس ومحلات وعقارات.فأخد ابراهيم العنوان وجرى بسرعه يركب القطار عشان يروح القاهره ويقابل إبنه.وياريته ماراح ولا سافر.أصل إللى حصل ماكان على البال
-مين إللى بيخبط؟
ابراهيم: افتح يابنى الباب.
فتح الباب وشاف الضيف إللى مش عامل حسابه.فقال بشدة: جاى ليه وعايز إيه.
ابراهيم بشوق معرفش يخبيه: إزيك يابنى عامل إيه ؟
إبنه:______
ابراهيم: بقى تعمل فيا كده تاخد فلوسى وتهرب طيب بتهرب ليه ده كل الفلوس لك من بعدى
إبنه: هو إنت كنت هتخلى لى حاجه ده أنا كنت هشحت بسببك.وبسبب شلة الألاضيش إللى كانوا حواليك.قولى حد فيهم بص لك ولا حتى سأل عنك بعد ما أخدت الفلوس؟
ابراهيم: عندك حق يا بنى خلاص اتعلمت الدرس خلاص رجع لى فلوسى وأنا أوعدك إنى هاحافظ عليها
إبنه: أرجع إيه ؟ إنت بتحلم ولا حد قالك إنى داقق عصافير (( المقصود بها ساذج أو أهبل أو مجنون)).ملكش عندى حاجه
ابراهيم: خلاص خلاص أنا مش عايزهم كلهم بس على الأقل اشترى لى بيت وادينى فلوس أعيش بيها.
إبنه: عشان أول مايرجع القرش في إيدك ترجع تلم الشله حواليك
ابراهيم: لا يا بنى والله ما هلمهم بس رجع لى جزء من فلوسى أوحتى ابعت لى شهريه أصرف على بيتى ومراتى.
إبنه: على أساس أنا قاعد لك على بنك شوف
لو عايز أنا ممكن أشوف لك بيت اوضه وصاله وحمام هنا واخليك تشتغل معايا هنا أى حاجة بس بشرط
ابراهيم: إيه هو
إبنه: تطلق مراتك.
ابراهيم: ليه يا بنى حرام عليك دى معملتش حاجه وبنت حلال ليه.
إبنه: أنا مش مسؤول أصرف عليها
ابراهيم:وأجازيها عن أصلها الطيب إنى أرميها وأطلقها بعد ما عاشت معايا فى الحلوه ومشتاكتش في المره.
إبنه: ده إللى عندى ياتطلقها وتيجى هنا تشتغل عندى يا ملكش فلوس عندى.
ابراهيم: جيبت قسوه القلب دى كلها منين؟ ده إنت مش بنى أدم ده إنت شيطان ده إنت إبليس منك لله ربنا ينتقملى منك حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا رب تشوفها من أعز أولادك يارب يوجعوك زى ما وجعتنى
منك لله زى مااهنتى على كبر.
وخرج ابراهيم من البيت ومش فى الشارع وهو بيردد نفس الكلام: منك لله يا شيطان .
منك لله يا إبليس حسبى الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل يارب تشوفها من أعز أولادك يا رب يوجعوك زى ما وجعتنى بقى تسرقنى وعايزنى أشتغل عندك بفلوسى منك لله يا إبليس.
أظن كده الكل عرف مين هو ابراهيم ومين هو إبنه.والكل عرف مين أول واحد أطلق عليه اسم إبليس.
وبرضه الكل عرف سبب قسوة قلب إبليس على الناس لأنه بدأ بأبوه.
وأظن برضه الكل يتوقع إيه هتكون نهاية إبليس وعلى إيد مين أصل الدنيا دواره
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
إعذرونى على التأخير لأنى بقالى أكتر من خمس ايام بهرب من البارت ده ومش عايزه أكتبه.
كنت دايما بسأل يا ترى الكاتب جاب فكرة رواياته منين؟ هل كلها خيال ولا فيه شخصيات حقيقيه.
ولروايتى دى فيها شخصيتين حقيقيتين.استمديت منهم روايتى
الأولى هى ابليس وده شخص حقيقى وللأسف الشديد كان بيشتغل إلى جانب الربا مدرس لغه عربيه ودين.للمرحله الإبتدائية
والشخصية التانيه والحقيقة هى قصه ابراهيم نفسها كلها حقيقة حكاها لى والدي أطال الله عمره بس إبنه مسرقوش بس خسر كل فلوسه وعاش مع زوجته في بيع الطعميه.ولأن في عصره مكانتش الطعميه معروفه في الأرياف كان الراجل بيملا (( المشنه)) طعميه وزوجته تشيلها وتلف على البيوت تبيعها للناس لحد ما مات وهو من أفقر الناس.