رواية ترويض ملوك العشق الفصل الحادي والاربعون 41 بقلم لادو غنيم
#ترويض_ملوك_العشق
#الجزء_الثانى_مواجهة_القدر_ح_2
#الكاتبة_لادو_غنيم
”
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺»
”
🍁
وصلت رؤيه، و هـلال إلى المطعم، و جلستى على الطاولة الفارغة أمامهما بجانب بعضهما،، و فـى ذلك الوقت لمحة هـلال التوتر علي الأخري التى تفرك يداها فسألتها مستفهما”
مـالك يا رؤيه شكلك متوتر كدا ليه”!!
تنهيده عميقة خرجة من جوفها محملة بـالندم الممزوج بـالخوف”
بصراحة ندمانة أنى وافقتك على العبة دي، أولاً لأن كدا حرام مينفعش أننا نقابل شابين عشان نضايق أجوزتنا، دين الأسلام مُحرم كدا، أحنا كدة بنخونهم، و مش بنحافظ على شرفهم لأننا بكُل سهؤلة بنعرض نفسنا للمعصية، دا غير بقى أنهُم هـيفقدهُ ثقتهم فينا، و الأهم أن الموضوع دا تم من سنتين، و جبران أكدلى و أقسملى أنهم معملوش حاجة معا البنات؟
بادلتها النقاش بتفهم ”
طبعاً من الجانب الدينى معاكى حق، بس أحنا فـى الأساس جاين عشان شغل مش جاين عشان نتسلى، و ربنا شاهد علـى كدا”
ربنا رب قلوب هـو عارف أننا جينا، و فـى نيتنه أننا نغيظ أجوزتنا و نضايقهم دا اللـى كان فـى نيتنه يا هلال و، دا اللى هنتحاسب علية”؟!
أستوقفتها بكلامها المُواكد دينياً، فـرفعت يدها،
و فركت شعرها بهدؤاً”
قلقتينى، و الله بعد ما كُنت مُتحمسة”؟
لأن فعلاً الموضوع مُقلق، و حرام، بصى خلينا نقوم نرجع القصر، قبل ما يحكى عامري لعمران و جبران ”
أقنعتها فـأومأة برأسها و كادت تنهض لكنهما وجدا أيهاب و شهاب يجلساً أمامهما يتبسماً لهما”و بدأ أيهاب الحديث بقول”
بنعتذر، عن التأخير يا هلال هانم الطريق كان زحمة جداً ”
تلبكت قليلاً، و نظرات إلى رؤيه التى تعرق، و جهها خوفاً من ذلك المأذق”
و، لا يهمك يا أيهاب أحنا فـى كل الأحوال كنا ماشين”
شهاب مستفهماً”
ليه خير حصل حاجة”
لاء محصلش، بس قررت أنى أئجل موضوع غرفة البيبي كام شهر الحد ما أعرف نوعة أيه”؟!
أيهاب باقتراح”
تمام مفيش مشكلة ممكن تدينا خلفية عن تخيلك لغرفة البيبي أن كان، ولد و، الا بنت، و أحنا هـ نجهز تصميمات تناسب الأتنين”؟!
قالت بجدية ”
تمام بس حالياً مفيش فـى دماغى فكرة مُعينة، عشان كدا بقول نأجل الميتنج كام يوم، و هتصل بيكم نحدد معاد تانى”
هدؤ رؤيه أثار فضول شهاب فقالها متبسماً”
الحد دلوقتي متعرفناش على اليدى الجميلة الهادية أوي دي”!!
نبض قلبها بقلقاً، و ظلت تميل ببصرها للأسفل، و تركت الأجابة لـهلال التى أجابتة برسمية”
مظنش أن تعارفكم هيفيدك فـى حاجة عن أذنكم لازم نمشي”؟
أصرا شهاب بألحاح”
و مظنش بردو أن أسمها هيضايق حضرتك فـى حاجة لـو عرفناه”!!
رؤيه أسمها رؤيه، نقدر نقوم، و إلا لسه فـى تحقيق تانى”
ردت علية بزمجرة، فتدخلا أيهاب برسمية ليفض هذا الأشتباك الصوتئ”
شهاب ميقصدش يضايق حضرتك، عـلى العموم حصل خير تقدري تتفضـلى، و وقت ما تحبـى أننا نتقابل تانـى أبقى عرفينى”
لاء خلي تعريفك عليا أنا ”
تحدث عمران بزمجرة صوتية فقد دخلا قبل جـبران، فور أن رئته هـلال، و لمسة الغضب بعيناه، أمسكت بيده برفقاً محاولة التمهيد له”
عمران كـويس أنك جأت أنا كنت لسه هـمشي حالاً بـس بما أنك جأت فقعد، و خلينا نتشارك فـى أختيار تصميم غرفة البيبي”
فرك لحيتة بمكراً يخفى خلفة حنقة”
قعد أنتِ شايفة كدا “؟
تدخلا أيهاب قائلاً”
بس حضرتك مبلغتنيش أن عمران بيه هيبقى متواجد معانا فـى الميتنج”
نظرا لها بعين تجحظة شراً”
لاء ما هى هلال هانم بقت تنسي بس ملحوقة
أدينى جأت”
بتلك الحظة القى شهاب حديثة بصوتاً يصل فقط لـرؤية”
ممـكن أخُـد رقـم الأنسـة رؤيـه”؟
أنـسة لاء للأسـف دي مـدام،
أرتجفى جسدها بخوفاً حينما سمعت صوتة الجش يأتى من جوارها، فـنظرات و رأته يسحب مقعداً من طاولة مجاورة و الصقه بمقعدها، و جلسي بجوارها، ينظر بأفترساً لها، فـبلعت لعابها لـتتحدث، لكن شهاب سبقها قائلاً ”
أهلاً جبران بيه،منور”
مظنش”؟
قوص حاجبيه مستفهماً”
متظنش ايه”
مظنش أنى منور لأنى شايف الدنيا سواد، بس ما علينا خلينا نرجع لموضوعنا، أنتَ كُنت عاوز رقمها ليه”
تبسم بأنجذاب قائلاً ”
عادى حابب أتعرف عليها، بس هـى مقالتش
أنها مدام ”
صق علي أسنانة بحنقاً أخفاه خلف صوته الجاد”
شكلها كدة لسه متأكدتش أنها متجوزة راجل، و إلا أنت رأيك ايه يا عمران”
سحبا الأخر مقعداً، و جلس بجوار هـلال يبادلة الحديث بذات البحة”
عندك حق شكلهم لسه متأكدوش بس ملحوقة”
سندا جبران بمعصميه على الطاولة يقطب حاجبية يسأل شهاب ”
قولى بقـى كُنت عاوز رقمها ليه يعنى هتكلمها عن ايه”
مفيش كُنت هـتعرف عليها يعنى عشان لو احتاجة لشغل أو حاجة ”
قطم على شفاه السفلية، و ستدار براسه لليمين حيث تجلس، يبصر بها حنقاً مردداً”
مظنش أن الهانم محتاجة شغل، أظن أن جوزها قايم بـالواجب، و ذيادة معاها دا حتـى لليلة أمبارح تشهد بكدا”
ذادة رجفة قلبها، و ذادت تعرقاً من هول حديثة الذي أدركت مغزاه جيداً، اما هـو فـنظرا من جديد للأخر بجفأ”
مُتشكرين لخدمتكُم لـما نعطل هنبقـى نبعتلكُم”!!
أكمل أخية الحديث بذات الطريقة”
شكلكُم لأيق تبقوا خدمات الساعة بـجنية مظنش أنكُم تستهلوا أكتر من كدا، “!!
أيهاب مستفهماً”
حضرتكُم بتتكلموا عن أيه بـالظبط كلامكُم كُلة الغاز”؟
صق جبران علي أسنانة بضيقاً”
كُويس أنكُم مش فاهمين، عشان لـو فهمتة المطعم دا مش هيبقى فيه كُرسي سليم”
نظرا بأستفهام لبعضهما، و قبل أن يتحدثاً، سمعا صوت جبران يسألهما ”
العربية البيضا اللى راكنه بره دي بتاعتكُم”
هتف شهاب بجدية ”
أيوة عرفت منين”!!
تحدثاً بأستهزاء”
شبهكُم، أول ما لمحتها قـولت العربية اللي شبة لون البيض دى بتاعتكُم”
تحمحما بحرجاً،بسبب ذلك المصطلح الشائع، اما عمران فأخفى بسمته بمعصمه الأيسر،
فقال أيهاب”
طب نقوم أحنا بقـى عشان نلحق باقى المواعيد
اللى ورانا”
نهضا، و القـى التحية، و كاده يذهباً بسلام حتـى تجرأ شهاب من جديد، و نظرا يوجه الحديث لـرؤيه”
قبل ما أمشي حابب أشكر الأنسة رؤيه علـى أحتشامها، و جمال حجابها فـى الحقيقه شجاعتنى جداً أنى أرتبط بـ بنت زيها، من سوء حظئ أنك متجوزة، و إلا كان هيبقالى تصرف تانى متأكد أنه كان هـينتهى بـالجواز”
غازلها بأحترام كبل حركة زوجها من القيام، و العراك معه، لذلك قرر أفراغ غضبه بشيئاً أخر ليثير أستفزازهما، و يفرغ به مكنون غضبه”
نهضا و ذهب من أمامهم، و ظلت العيون تلاحقة حتـى وجدؤه يركب سيارته التى كانت أمام سيارتهم، و بدأ بتشغيل مُحركها، ثم نظرا بغضباً بارز إلى هؤلاء الناظرين له،
و بكامل سرعة مُحركته عادا بها للوراء يصدم مقدمة سيارتهم، ظلا يكررا تلك الحركة عدة مرات متتالية حتى تحطمت مقدمتها، و سقطط قطعها أرضاً، أمام أعينهم التى تجحظت بذهولاً من فعلتة الغير مُبرره بـالنسبة لهما، و عندما أكتفى من تحطيم ذلك القدر من سيارتهما، أوقف مُحركاة خاصته، و خرج منها، و دخلا من جديد لهما،حتى واقفة أمامهما
يـهتف بجدية ”
لـو أحتاجتة مكانيكى لعربيتكم قولولى أنا عارف مكانيكى كويس هـيروقكم”
نظرا بضيقاً له، يصيح شهاب ”
ايه اللى عملتة فـالعربية دا مش تأخد بالك”
ضيق عيناه بزمجرة”
أنا كُنت واخد بالى كُويس، و قاصد اللى عملتة، ياله بقى ورينى هتعمل ايه”!!
تحدث أيهاب ببعض الثبات”
تصرف ساعتك غريب، و غير مقبول مُمُـكن تفهمنا سبب اللي عملته فـى العربية”
هتف بجفأ”
مزاجى قالى أقوم اكسرها، يرضيك يبقى مزاجى فـى حاجة، و معملهاش يا عمران ”
نهضا لجواره يسانده قائلاً ”
لاء طبعاً أعمل اللى نفسك فية يا باشا، و اللى مش عجبة يخبط رأسه فـى أكبرها طربيزة فـى المحل”!!
ليه مالو سمعنا صوته تانى نخبط هالوا أحنا”؟
ردفا جبران بزمجرة فـكاد يرد عليه شهاب لكن أيهاب عارضه قائلاً ”
على العموم شكراً أوى علـى المقابلة الطيفة دى، و فـى كل الأحوال العربية مكنيتش عجبانه، و كنا هـنغيرها”
طب بما أنكُم كدا كدا هتغيروها فـخلونى أديها المسات الأخيرة”
ذهب من أمامهم مجداً و كررا ذات الحركة لكن تلك المرة كان يصدم سيارتهم من الخلف حتى صقطط قطع غيارها علـى الأرض، فقد أصبحت محطمه تماماً تشبة علبة الصفيح المطوية مثل الأوراق، ثم نزلا و عاد إليهما من جديد قائلاً بابتسامة زائفة”
كدا بقى تخدوها من هنا علـى أي خرابة تحدفوها، و تروحوا تشترلكُم، واحدة غيرها”
نفرا بملامح غاضبة ثم تحدث أيهاب”
واضح كدا أن فـى حاجة قوية مضايقة جبران بيه،
و الا مكنش اتصرف بـالطريقة دي؟
صاح شهاب من جديد ”
وأحنا مال أهلنا باللى مضايقة يكسر العربية لى”!!
واضح كدا أن شهاب مش عجبة اللى حصل”؟
ااه مش عجبنى !
طب هات اللى عندك بـقى لـو راجل أعمل حاجة”!
حاول بقدر الأمكان أستفزازه، حتى تجرأ شهاب، و لكمة بقوة فـى فمة فـستدار برأسه لليسار أثار تلك الكمة القوية التى جعلته يشعر،بسائل الدماء على شفاه التي أنجرحت،فـضيق عيناه بشراسة،ونظرا له يمسكه من عنقة و أنزل رأسه بكامل قوته علـى الطاولة فـصرخة الفتاتاً، و نهضا يتراجعواً للخلف، اما ايهاب فكاد يتدخل ليدافع عن شهاب، لكن صوت عمران عارضة قائلاً بزمجرة ”
مكانك مش هـو راجل سيبوا بقى يتحمل نتيجة غلطوه”
أصبح مكبل التصرفات يرا شهاب فـى جولة نارية تجمعه معا الوريث الأشراس لعائلة المغازى، تفادئ جبران معظم لكمات الأخر الذي يشبة الثور بحلبة القتال، لكن جبران كان يفوقة قدرة على القتال بسبب تدريبته التى يخضع لها يومياً، سدد له عدة لكمات بمعدتة، ثم بوجهه، و أنهى ذلك العراك بضربة رأس أفقدتة الوعى، خرجا جبران من العراك مصاب بفمه، و بضربة رأسة جرحة حاجبة الأيسر، تقدمة منه رؤيه بخوفاً علية تتفحصة ببكائاً”
يا نـهار أبيض جبران أنتَ متعور تعالة نروح المستشفى”
أمسكها من منتصف ذراعها بحدة”
أنتِ تخرسي خالص حسابك معايا فـى البيت، ياله أمشى قدامى”!
أرتجفت بندماً على ما حدث له بسبب فعلتها الطائشة، ذهبت و لحقة بها هلال، اما عمران فـاخرج بعض النقود، وأعطاها لمالك المطعم تعويضاً عن الخسائر، اما ايهاب فـجلس بجانب شهاب يحاول أن يوقظه، حتى سمعا صوت جبران الجش يقصدهما بتحذيراً”
بلغ صحبك أن مش مراتى أنا اللى تتعاكس، قسماً بالله لـوله أننا فـى مكان عام كُنت سففة أهله التراب، و قولة لـو فكر مُجرد التفكير أنه يلعب معانا هتنزل علية كلمة النهاية قبل حتى ما يبدأ”
قال ما لديه من تحذيرات مفخخة بغضباً كفيل بدمارهما، ثم ذهبا وركبا السيارة و تولى عمران القيادة، و بجواره يجلس جبران الذي ينظر بضيقاً لهيئتها المعكوسة له بـالمرأة، فقد كانت تبكى فـى صمتاً تام، لكن هـلال شاعرة بالندم حيالها، و قررت تبرئتها من أي شئ، و قالت بجدية ”
رؤيه ملهاش ذنب فـى حاجة يا جبران، هـى جأت معايا و مكنيتش تعرف أن المقابلة معا أيهاب، و شهاب، الغلط عندى أنا لأنى عارفة قد ايه أنتم بتكرهُهُم،”
عاتبها عمران بضيقاً ”
و مدام الهانم عارفة كدا كُويس اتنيلت وراحت ليه،
و الا هـو أي حرقة دم، و السلام”
تلبكت بقول”
أنا أسفة عشان ضايقتك بس أنتَ كمان ضايقتنى لما عرفت بحوار اللي حصل، و أنتَ معا فريدة فـى لندن”
صق على أسنانة بزمجرة”
دا كان من سنتين، و قولتلك محصلش حاجة بينى أنا و أي واحدة فيهم، اظن لزم الثقة تبقى أكتر من كدة يا هانم ”
مش عارفة بقى أنا كُنت غيرانة عليك أوى، و كُنت عاوزة اضايقك بس متوقعتش أن كُل دا هـيحصل”؟
زم عيناه بشراسة عبر المرأة لها”
هـلال خلاص صوتك مش طايق أنى أسمعة أنا مش طرطور عشان مراتى تروح تقابل شباب عشان تخلينى أغار، قسماً بالله لـولة الطفل اللى فـى بطنك لاكُنت طينة عيشة أهلك، و كسرت أم عضمك، ”
نجاها صغيرها من ذلك الغاضب، فحمدت الله بداخلها، و أدركت أن نصيب العراك سيكون لـرؤيه فحاولت أصلاح الأمر، و هتفت”
جبران، صدقنى رؤيه ملهاش ذنب فـى حاجة، الذنب ذنبى أنا اللى ورطها فـى المشكله دى”
أنكرة ما تقولة هـلال، و قالت الحقيقة، وهى تنظر
له بالمرأة”
لاء هـلال مغصبتنيش علـى حاجة، هـى عرفتنى أننا رايحين نقابلهم، و فهمتنى أنكم مش بتحبوهم، بصراحة أول حاجة أتحمست، و وافقت أنى أروح معاها عشان أخليك تغار عليا، بس والله العظيم لما
وصلنا حسيت بـالندم، و فهمتها أن اللي هنعمله حرام، و مينفعش، و كُنا خلاص هنقوم نمشى، بس لقناهم جوم، و بعديها مفيش ثوانى، و أنتَ وصلت”
صدقها يا جبران، فعلاً رؤيه نصحتنى أن الدين بيحرم الموضوع دا، و أننا لزم نحافظ على شرفكُم حتى من النظرات، و كانت زعلانة عشان فكرة أنها تضايقك، و أصرت أننا نمشى بس والله العظيم زي ما قالتلك بـالظبط قبل ما نتحرك لقناهم وصلوا، و مفيش تلت دقايق، و لقناكُم أنتو كمان جأتوا”
كانت تنتظر أن يردا عليها، لكنه ظلا صامتاً يتجاهل نظراتها النادمة ببكائاً ”
“🍁
وصلوا جميعاً للقصر وصعدت هـلال برفقة عمران لحجرتهم، اما رؤيه فحينما وصلت لحجرتها، و فتح جبران الباب و دخلا، وجدته يعترض دخولها بصرامة”
مفيش دخول ليكى الأوضة النهارده، نامى فـى
أوضة نور”
أعتصر قلبها علي ذلك الفراق، و هتفت بندماً”
أنا أسفة، و الله العظيم أنا غلطانة، و استاهل أنك تضايق منى، بس خلينى أدخُل أغيرلك على الجروح اللى فـى وشك و بعد كده هخرج”؟
قطم على شفاة السفلية بحنقاً محاولاً تمالك أعصابة من الغضب عليها ”
أخفى من وشى الله يهديكى قبل ما فقد أعصابى”
بس أنا مصممة أنى أدخل معاك الأوضة”
ترجته بعيناها الباكية، فتنهد بحنقاً”
أنتِ لـو دخلتى الأوضة دلوقتي هكسر عضمك عشان كدا بقولك أمشي من وشه العفريت بتتنطط قدام عينى”
بس يا جبران أنا”؟
أخفى عنى النهارده أنا مش عاوز أئذيكى
بالله عليكى أمشي”
أغلق الباب بوجهها، و ذهب للحمام، و نزع كامل ثيابه، وجلس داخل البانيوا يمدد جسده بين المياة الباردة ليخفف من حدة تلك النيران التى تحرقه كلما تذكر ذلك الموقف التى وضعته به، و غزل الشاب لها”
“🍁
اما بالحجرة الأخري لم يختلف الأمر كثيراً فقد ظلا عمران بمفردة يمنع حديثها معه، و يشعر بذات الغضب الذي يملئ كيانه،”
اما بمكاناً أخر داخل أحد السجون كانت تجلس نسرين بحجرة المأمور تزور جاسم الذي تم سجنة منذ عامين”
زي ما بقولك كدا أونكل سالم مات، هـو و نرمين، و كمان أبنه حازم، ”
تجحظت عيناه بدموعاً شرسة”
مات أكيد رياض، و أبنه هما اللى قتلوة”
أنكرت ما يقوله ”
لاء مش باباك اللى قتلة، دي بنت أسمها شمس اللى قتلته، بعد ما هو قتل حازم و نرمين، “؟
أنتِ عاوزة تفهمينى أن المغازية ملهمش يد فـى قتله”!!
لاء مظنش، و اللى يثبت كلامى الڤيديو دا اللي فية الجريمة كاملة، أنا بمعارفى قدرت أخُد نسخة من تسجيلات كاميرات الڤيلا يوم الحادثة”؟
أخذ الهاتف منها، و بدأ يشاهده بعين تذاد كراهية، حتى أنتهى من المشاهده، و سألها”
مين رؤيه اللى حازم ذكر أسمها كتير، و ايه علاقتها بجبران، ”
أنا لما كنت بذور أونكل سالم سمعته بيتكلم معا نرمين وبيحكلها عنها هـى تبقى مرات جبران الجديدة، بس قبل ما تتجوزة كانت مخطوبة لحازم، بس الخطوبة أتفسخت من غير ماحد. يعرف السبب، و علي فكرة أنا حضرة حفلة الخطوبة بتاعت حازم و نجمة، و شوفتها و لاحظت أن جبران بيخاف عليها أوي و بيغير عليها أوي أوي، لدرجة أنه كان هيموت خالد أبن السيد بسيونى معالى المحافظ عشان قالها أنها حلوة، بس الغريب بقى أن محدش يعرف فـى أهله أنها كانت خطيبة حازم حتى هـو متهيقلى مش، عارف عشان فـى الحفلة ساله عن خطيبته تبقى مين و سابها ليه، و حازم رفض أنه يتكلم عنها شكلة كان هـو كمان بيحبها أوى”
تدلت الكراهية أكثر من عيناه قائلاً ”
يعنى جبران أتجوز رؤيه اللى حازم سبها بسبب موضوع غامض محدش يعرف عنه حاجة، و فوق كل دا البنت حلوة، و جبران بيغار عليها بجنون، يعنى بأختصار هـى نقطة ضعفه اللى قادرة تكسرهُ”
لمعت عيناها بذات المكر ”
بـالظبط كدا رؤيه مدخلك الوحيد لدمار أخوك
جبران”؟
مش بس لجبران لاء دانا هدمر القصر على دماغهم، أنا مش هنسا رميتهم ليا و أن اللى ربانى كان سالم الشداد ،!!
بس أنتَ قولتلى أن مامتك هـى اللى قالت لعموا رياض أنك مؤت عشان توجع قلبه عليك، و ميقدرش ياخدك منها لما قررت تتجوز سالم”
أجابها بكراهية”
أيوة لأنه حب عليها كريمان، بس لما أتجوزت سالم و بدأت أكبر و بقيت فـى الجامعة راحت و أعترفتلة بـالحقيقة و عملنا تحليل اللى يثبت أنى أبنه، و لما قرر أنى أعيش معاهم حسيت أنى غريب بينهم و أنهم مش طيقانى، حتى لما رياض أتقاعد من الشغل خلى جبران هـو رئيس مجلس أدارة مجموعة شركات المغازى، و أنا خلنى نائب بتاعه، فضلوة عليا معا أن أنا الكبير، عشان كدا كُنت كُل يوم كُرهى ليهم بيذيد أكتر، و أكتر خصوصاً لجبران، الحد لما زهقت و مبقتش طايقهم، روحت لسالم أبويا اللي بيحبنى بجد، و نصحنى أنى أزيح جبران من طريقى بأي حيلة مهما كانت خطورتها، و فعلاً عملت كدا، و حطيتلة شنطة، مليانة مخد_رات فـى عربيتة و بلغت عنه، بس الحد دلوقتي مش قادر أفهم أزى الشنطة أتشالت من عربيته و أتحطت فـى عربيتى أنا، و البلاغ اللى عملته طلعت أنا المقصود بئه، و اتحكم عليا بخمس سنين سجن، و محدش وقف جنبى غير سالم هـو اللى عملى النقض و الحكم أتخفف و بقى تلاته، و من يوميها محدش فكر مجرد التفكير أنه ياجى يزورنى، غير طبعاً سالم الله يرحمة كان فعلاً أبويا، عشان كدا مش هسيب حقة و هدفع جبران و أبوة التمن غالى أوي”
رتبت علي معصمه تطمئنة ببسمة”
خلاص هانت كلها تسع شهور، و تخرج يا جاسم”!
ضيق عيناه بتوعد”
يعادو بس، و هخرجلك يا جبران و أول حاجة هاخدها منك هتبقى حبيبة قلبك رؤيه مبقاش جاسم أن مخليتها هـى اللى تكسرك”
توعده الكاره كان أشد دليلاً على أن القادم سيكون الهلاك لتلك العائلة”
“🍁
و مرا النهار و آتى المساء حيث دقة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل،داخل حجرة نور حيث تنام رؤيه فـوق ذلك السرير الصغير، كانت عيناها مستيقظتاً لا تستطيع النوم تشعر بـالقلق عليه، فلم تراه منذ الصباح، فخلال اليوم لم تخرج من حجرة نور،ظلت تفكر به حتى سمعت صوت مقبض الباب يتحرك، فـأغمضة عيناه تعمدة أن تبدو نائمة فقد ظنت أن السيدة كريمان هـى من دخلت، لذلك و ضعت بعض خصلات شعرها عـلى عيناها لتضلل التحديق إليها،
ثم سمعت صوت قدمياً يتحركاً نحوها حتى جلس أحدهم بجوارها يلمس بروقى ذراعها، فكادت تفتح عيناها لكن صوته الذي سبقها جعلها تظل مغمضة العينان، فقد كان هذا صوت جبران، الذي أتى اليها، و بدأ يتحدث معها بعتاباً”
ليه عملتى كدا، دأنا كُنت لسه بقولك أمبارح أن لسه جرحى متعفاش، تقوم عاوزة تجرحينى تانى، أنا سبحان من صبرنى و خلانى ممدش أيدي عليكى، أنا كان جوايا ناري بتكوينى قسماً بالله لـو كُنتِ دخلتى معايا الأوضة الصبح مش متخيل كُنت ممكن أعمل فيكى ايه”
أنتِ ليه مش قادرة تفهمى أنى بحبك، و بخاف عليكى، و بكره أن حد يبصلك أو يلمح بكلمة تجرح شرفك و جسمك، أنا بخاف عليكى من عيون الناس مش عاوزك تشيلى ذنوب نظرت أعجابهم و غزلهم ليكى، كُنتِ عاوزة تعرفى أن كُنت بغيار عليكى و الا لاء أيوة بغيار عليكى موت، و أظن أن دا حقى بما أنكم حبيبتى و مراتى، و أم أولادى. أن شاءالله، أنتِ عمرك ما هتقدري تتخيلى مدا حبى ليكى، جبران اللى الكل بيعملة ألف حساب، بقى يعملك أنتِ يا مفعوصة حساب، أنا اللى الناس بتخاف منى و بتخاف تتعرضلى، بقيت بخاف و قلق لحد يأذينى فيكى، عشان خاطري بلاش تصعبى الموضوع عليا، أنا بحاول أتعافى من الجرح القديم بلاش تذودي الجروح عليا يا حبيبتي ”
كان قلبها يرتجف من الحزن عليه، فكم لمسة مدا جروحه التى تسببت له بها، كانت عيناها تودياً الصياح ببكائاً لكنها كبلتهما بكل ما تملك من عزيمة لكى لا يدرك أنها سمعته، ثم شعرت به ينهض و يسير ثم سمعت صوت أغلق الباب بـالمفتاح، و تقدم إليها و مدد جسده بجوارها على الفراش،يغفوا على جانبة الأيمن ينظر لها بعشقاً جارف، يزيح خصلاتها من فوق عيناها فـلم تستطيع أن تقاوم شوق عيناها التي تود أن تبصر به، و فتحتهما وجدته أمامها و يوجد لاصقة طبيه بجانب حاجبة، و جرح صغيراً بجوار شفاه،
أمتزجت عيناها بدموعاً معذبة بـنيران الندم،
و هتفت”
حقك عليا سامحنى، والله مـاهعمل كدا تانى يا حبيبي أنا أسفة، و الله”
أحتوي و جنتها بيده قائلاً ”
متجبيش سيرة اللي حصل عشان عاوز أنساة،
طب قولى الجروح بتوجعك مش كدا”
نفى بحركة رأسية، فتابعة السؤال بحزناً”
لاء بتوجعك أنتَ بتقول كدا عشان متزعلنيش، حقك عليا ألف مرة أنا غبية عشان عملت فيك كدا”!
بعشقك يا رؤيه”
وسط دموع حزنها أضائة بسمة عشقاً بقلبها جعلتها تبوح ”
و أنا بموت فيك يا عيون رؤيه”
نبضت قلوبهما و سط الليل الامع بنجوم العاشقين، و قتربا منها يحتويها بيداه، تارك شفاههما تنجرف بـقبلة حملت جميع الأوجاع، كانت تشبة العراك و سط حلبة الحب التى يود كل مقاتلاً بها أن يثبت أنه الأحق بـالفوز، شغفهما نحو بعضهما كان كـالأعصار يشن دومات جسدية فوق فراشاً صغيراً يشبة مركباً وسط بحر الأشواق، بصما كلن منهما على جسد الأخر بختم العشق يوزعواً قبلاتنا محترقة مثل الورد وسط الشمس الحارقة، عزفة الأوتار و أبحرت الأطراف بين خصلات شعورهم الليلية، و تحولت ملابسهم من ستراً لجسدهما إلى دوسات للأقدام بجوار التخت، كم كانت المشاعر متدفقة بنبضات تثير عقولهم و تشن حصوناً مغمغة بـالشوق بينهما، تحولأ العتاب لليلة دافئة تشهد على عراكاً من نوعاً خاص يدعى عراك العشاق🍁
»»»»