رواية العابر الفصل الثالث 3 بقلم محمود الامين
تخيل معايا كده، تكون لسه عايش والناس بتقول عليك إنك مت في حادثة سير وكمان مت محروق.. كان نفسي في اللحظة دي أصرخ وأقولهم أنا لسه عايش أنا لسه عايش مش أنا اللي مت
في اللحظة دي أنا شوفت عمى محفوظ جاي المشرحة وكان مش عارف يقف على رجليه.. وهو بيقول يا حبيبي يا صلاح يا ابن الغالى.. مشيت ليه؟... مهما كان ما بينا خلافات كنا أكيد هنتراضي
الراجل اللي واقف علي باب المشرحة فتحله الباب عشان يشوف الجثة ويتعرف عليها.. كنت واقف بتابع بعيني التمثيل اللي محدش يقدر يكشفه أبداً
دخل عمى محفوظ واتفتحله التلاجة.. كان واقف بيتنفض حرفيا ومكنش عارف ينطق ولا يتكلم
أول ما الراجل كشف الجثة حسيت عمى محفوظ فقد النطق جسمه كان بيترعش بهيستريا
الظابط إتكلم
_ حاول تهدي كده وقولى.. هو إبن أخوك ولا مش هو؟
=مش عارف المنظر صعب، صعب أوي يا فندم حضرتك أكيد متفهم ده وشايف التشوه اللي في الجثة
_ أنا مقدر ده طبعاً... بس يعني مكنش في علامة مميزة في ابن أخوك تبين إذا كان دى جثته ولا لأ؟
= لأ يا باشا، بس أنا حاسس إنه هو صلاح حاسس إنه هو
_ حاول تهدي نفسك يا أستاذ محفوظ أنا مقدر حالتك.. البقاء لله
....
بمنتهي السهولة قال إنه حاسس أنها جثتي، طبعاً أنا عارف هو قال كده ليه؟... مستعجل ليه كده يا عمي متخفش إنت خلاص موتني بالحياة عشان تاخد الفلوس خدها يا عمي مبقتش تفرق
كل حاجة خلصت بسرعة تصريح الدفن والتغسيل والتكفين، وأتحرك أهلى أو اللي المفروض أهلى وناس معارفي وصحابي في جنازتي
محدش منكم هيعيش الصعوبة اللي أنا عيشتها دي أبداً
تخيلوا أنا واقف في دفنتي، شايف الناس بتدفني وأنا لسه عايش لأ وإى بيعيطوا عليا.. دموع التماسيح مالية عينيكم
وخلصوا الدفنة ومشيوا بسرعة البرق، محدش فيهم هان عليه يستني شوية حتي يقف قدام قبري يبكي شوية ولا حتي يتكلم معايا
الوحيدة اللي وقفت تتكلم معايا هي صفاء سكرتيرة والدي الله يرحمه، صفاء الوحيدة اللي كانت بتبكي بحرقة على موتي وقلتلي
_ أنا قولتلك وياريتك كنت سمعت كلامي.. قولتلك حياتك في خطر مصدقتنيش يا صلاح، كلهم أتفقوا على موتك كنت عاوزة اقولك إن فرامل العربية مقطوعة
هما قطعوا الفرامل يا صلاح، عشان الميراث.. أنا سمعتهم وهما بيخططوا لموتك
...
كنت بسمعها وأنا مصدوم... أنا كنت عارف إنهم بيتمنوا موتي بس مش لدرجة إنهم يكونوا ورا الحادثة
هو الجحود وصل بيهم للدرجة دي.. مشيت صفاء من قدام القبر.. وأنا لسه واقف ومحتار هعمل إى بالظبط.. رجعت المستشفى دخلت على نفسي الأوضة وبصيت على جسمي اللي على السرير ومتوصل بالأجهزة صعبت عليا نفسي في اللحظة دي
مكنتش متصور أبداً.. أنا أهلى وناسي هما السبب في معاناتي ومأساتي اللي عايشها دلوقتي
في الوقت ده دخل عليا الأوضة ممرضة ودكتور، والممرضة قالت للدكتور
_تفتكر يا دكتور الحالة دي هتعيش؟
=هو حالته مستقرة.. هو بس نزف كتير ده غير إنه دخل في غيبوبة والله اعلم هيفوق منها أمتى؟.. بس الغريبة إنه مكنش معاه إى أوراق شخصية نعرف منها هو مين؟
_ هو كان واقع علي الطريق مش كده يا دكتور؟
= مكانه قريب من مكان الحادثة اللي حصلت للمرحوم صلاح الصياد، ويمكن يكون شاف الحادثة أو كان معاه مثلا ويقدر يفيدنا لما يفوق
....
عاوز أتكلم واقوله أنا، أنا صلاح الصياد اللي قدامك علي السرير ده هو صلاح الصياد
لكنى عاجز وده أصعب أحساس ممكن الواحد يحس بيه احساس العجز
مشيت وأنا جوايا غضب ملهوش حدود.. فضلت ماشي مش عارف أنا رايح فين؟
لحد ما لقيت نفسي قدام مخازن عمى محفوظ الخاصة بالملابس، مش عارف أنا جيت هنا ليه وإزاي؟
لقيت نفسي بتحرك ناحية المخزن ولقيت قدامه عربية تامر.. دخلت المخزن وواضح إن النور كان قاطع ولقيت تامر بيتكلم في التليفون وبيقول شكل العطل في لوحة الكهربا انا هحاول أصلحها.. لقيت نفسي بقرب منه معرفش أنا لو حاولت ألمسه هيحصله حاجة ولا هكون زي الهوا ومش هأثر في حاجه.. تامر فتح اللوحة وبدأ يلمس أسلاك مع بعضها وفي عز ما هو مشغول قربت منه وحطيت إيده علي كتفه لقيته إتلفت وراه وقال مين؟.. مين هنا؟
مكنتش مصدق إنى عندي القدرة دى رغم إنى شبح عابر رجع تامر من تاني يحاول يلمس أسلاك مع بعضها وفي اللحظة دي زقيته بكل قوة على اللوحة.. الكهربا مسكت في جسمه بسرعه وفضلت تنفض في جسمه مرة وأتنين وتلاتة لحد ما وقع علي الأرض ومات
لقيت نفسي ببتسم تلقائي رجعت لورا وخرجت من باب المخزن وروحت علي بيت عمي محفوظ كان نفسي أشوف منظره لما يعرف إن إبنه مات بالطريقة دي
أكيد مش هيقدر يقاوم الصدمة، وفعلا روحت ولقيت العيلة كلها متجمعة فرحانين وعمي محفوظ بيقولهم خلاص المحامي كلمنى عشان نستلم الميراث من بكرة وزي ما أتفقنا هيتقسم علينا بالتساوي
الأبتسامة والفرحة على وشوش الكل وكأن اللي أدفن ده كلب ملهوش قيمة عندهم... وفى عز فرحتهم جيه تليفون لعمي محفوظ ورد عليه
ملامح الفرح اللي على وشه إتحولت فجأة لصدمة التليفون وقع من إيده وصرخ بأعلى صوت وقال إبني إبني لأ تااامر لأ
خالى مسك التليفون ورد وقال تامر مات شد حيلك يا محفوظ شد حيلك
...
يمكن اللحظة دي بالنسبالي كانت لحظة إنتصار.. عشان شوفت في عينيهم الكسرة والحسرة وبالذات على عمي محفوظ اللي فقد إبنه في غمضة عين
رجعت علي المستشفى لقيت في حاجه غريبة بتحصل، في أمين شرطة واقف على الباب ولما دخلت الأوضة لقيت صفاء ومعاها ظابط وبتقوله هو ده صلاح الصياد
قالها ولما ده صلاح الصياد أومال مين اللي أدفن ده؟
قالتله معرفش والله ما أعرف
أنا كنت عايز ده يحصل بس مش دلوقتي.. كنت عايز أخد حقي منهم كلهم قبل ما حد يعرف إني لسه عايش
لكن الحسبة مختلفتش كتير، كده كده أنا بره دايرة الشك في اللي جاى أنا مجرد شبح هايم بياخد حق صاحبه
خرجت من الأوضة زي ما دخلت.. وروحت عشان أنفذ الجريمة التانيه
خرجت من المستشفى وروحت على ڤيلا خالتي سوزان اللي أنا واثق ومتأكد إنها لما تعرف إني عايش هتتصدم صدمة عمرها ومش هيا لوحدها هي وخالى سليم وعيالهم اللي خلاص مستنيين بكرة معاد المحامي، إى هتقولولي إنت نسيت إن تامر لسه ميت وهما في إى ولا في إى؟... أقدر أقولكم إني عيلتي بعيدة كل البعد عن الأحساس والشعور بالغير وكل واحد منهم هيقول يلا نفسي... وزي ما توقعت لما وصلت لقيت خالتي سوزان قاعدة في جنينة الڤيلا وبتشرب وسكرانة على الأخر قررت إني هخليها تدبح نفسها وهي سهلت مهمتي دي جداً عشان السكينة كانت علي طبق فاكهة في نص الترابيزة وعشان هي سكرانة محستش بأي حاجه بتحصل السكينة في إيدها وانا مسكت إيدها وقربتها واحدة واحدة من رقبتها ودبحتها... يتبع الجزء الرابع والأخير