رواية سجينة ابتزازه الفصل الثالث 3 بقلم هدير نور
=كنت حابب اعرفكوا انى نويت اخطب...
النهاردة طلبت ايد أروى من الحاج متولى ... وهى وافقت
6
ذبلت ابتسامة ضي شاعرة بالبرودة تتسلل الى جسدها بينما هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها هزت رأسها وهى لا تستوعب ما قاله الأن... اقال حقاً انه طلب يد أروى اما انها تخيلت ذلك...
لتسمعه يكمل و هو ينظر اليه باعين تلتمع بقسوة و كراهية لأول مرة بحياتها تراهم بها
=و ان شاء الله الخطوبة هتكون يوم الخميس
5
تعالت الزغاريط من حولها بينما امسكت هى بظهر المقعد الذى امامها و قد بدأت تميد الارض تحت قدميها
شاعره بعالمها باكمله ينهار من حولها..
تباطئت انفاسها التي بدأت تنسحب من داخل صدرها شاعره كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها و قد بدأت البرودة تسرى فى انحاء جسدها و دقات قلبها تتباطئ حتى ظنت انها ستسقط ارضاً مغشياً عليها .
6
لكنها حاولت التماسك حتى لا تنهار امام الجميع مدركة لجميع النظرات المنصبة و التى كان بعضها مليئ بالشماتة و الاخرى مليئة بالشفقة و التعاطف
اشتدت قبصتها حول ظهر المقعد محاولة التشبث به قوة حتى لا ينهار جسدها الذى كان يرتجف بقوة لكنها شعرت بألم حاد يعصف بقلبها عند رؤيتها له يبتسم لأروى كما لو كانت عاشقاً لها منذ سنوات..
تصاعد بداخلها الرغبة بالبكاء شاعرة بعينيها تحرقانها كما لو ان بها نيران مشتعلة لكنها حبست دموعها تلك فلن تهين نفسها وتخسر كرامتها امامه و امام جميع الحاضرين فهى لا تستحق ذلك همت ان تستدير و تغادر المكان لكن امسكت بها يد شروق الواقفة بجانبها هامسة بصوت مختنق
=اقسم بالله يا ضي مكنتش اعرف اللى ناوى يعمله ده...
5
هزت ضي رأسها دون ان تنطق بحرف واحد حتى لا ينهار تماسكها وتنفجر دموعها..
ربتت شروق بحنان علي ظهرها شاعرة بألم صديقتها ترغب بقتـ.ل شقيقها على ما فعله بها لا تدرى لما فعل ذلك بها فقد كان يعشقها حد الجنون...
8
التفت ضي بهدوء مغادرة الغرفة لتلحق بها شروق تمسك بذراعها تسند صديقتها التى كان كامل جسدها يهتز بعنف من هول ما تعرضت له من صدمة لكن ضي نفضت يدها بعيداً عنها بينما تتراجع الي الخلف بتعثر هامسة بصوت مرتعش ضعيف
=انا كويسة يا شروق متقلقيش..بس انا عايزة ابقى لوحدى
8
هزت شروق رأسها قائلة بصوت يملئه الالم على صديقتها و عينيها ممتلئة بالدموع ملاحظة بقلق وجهها الشاحب الذي لا ينذر بالخير شاعرة بالخوف والقلق عليها امسكت بيدها تقبض عليها بقوة بين يديها
=لا مش هينفع اسيبك لوحدك يا ضي.... انا هاجى معاكي
1
ابتعدت عنها ضي متراجعة الي الخلف رغم ترنحها و شعورها بالاغماء
هامسة بصوت ممزق عاجز و قد بدأت
بدأت تشعر انها على حافة الانهيار
=علشان خاطرى... لو جيتى معايا كله هيفهم اللي انا فيه... انا مش عايزة حد يشمت فيا.... و غلاوتى عندك ترجعى....
6
استسلمت شروق عند سماعها الألم و العجز بصوت صديقتها ضمتها اليها تحتضنها بقوة قائلة بصوت ممزق
=اول ما يمشوا هجيلك و هبات معاكى النهاردة
2
اومأت ضى برأسها و هى شبه غائبة عن الوعى خرجت من المنزل تهبط الدرج بخطوات بطيئة تسحب بضعف قدميها التى كانت اشبه بالهلام بينما اخيراً تدفقت من عينيها دموعها التى لم تستطع حبسها اكثر من ذلك..
كان قلبها ممزق بداخلها يؤلمها كما لو قام احد بطعنها به بخنجر حاد وضعت يها فوق موضع قلبها تدلكه ببطئ وهو تشعر بانها على وشك الاصابة بنوبة قلبية..
كانت قد وصلت اخيراً الى باب المدخل الخارجى للمنزل عند سماعها صوت أيوب الساخر يأتي من خلفها
=ايه ده معقولة هتمشى كدة ... من قبل ما تباركيلى و تقوليلى حتى مبروك...
15
تصلب جسدها بقوة فور سماعها كلماته تلك مسحت بيدين مرتجفة دموعها من فوق خدييها رافضة ان يراها تبكى من اجله.. استدارت اليه لتجده واقفاً بنهاية الدرج و على وجهه يرتسم نظرة يملئها السخرية و التشفى نظرت اليه باعين محتقنة هامسة بصوت مختنق بالسؤال الذى كان يدور بعقلها منذ اعلانه خطبته
=ليه..... ليه أيوب...؟
1
اجابها بهدوء و هو يرفع حاجبه بتهكم بينما يهبط الدرج و يتقدم نحوها
=ليه ايه بالظبط...؟؟ ليه خطبت أروى بدل منك مش كدة ؟
ليكمل بسخرية لاذعة وهو يقترب منها بخطوات بطيئة متمهلة بينما شعرت هى كما لو ان احدهم قبض على عنقها يعتصره بقسوة و هي تري الاحتقار الواضح في عينيه
=هو انتى كنت مصدقة انى بجد كنت ناوى اخطبك.. انتى نسيتى نفسك ولا ايه... انتى كنت مجرد بنت حلوة اتسليت بها شوية... وكنت بدفع ليكى تمن تسليتي دى كويس اوى يعنى مكنش ببلاش..
اخرجت صوت صغير متألم وهى تستمع الى كلماته تلك لكنه لم يبالى بمعانتها و اردف دون رحمة او شفقة وهو يمرر نظراته عليها المليئة بالاحتقار والازدراء
= لو كنت صدقتي انى حبيتك بجد تبقى هبلة
بعدين قوليلى واحدة زيك ازاى اخليها مراتى... انا يوم ما اتجوز..اتجوز بنت زى أروى اتشرف بيها و بأهلها قدام الناس لكن اتجوزك و الناس تفضل تعاير ولادى بأمك اللى هربت من جوزها مع عشيقها ولا أبوكى الخمورجي اللى الكاس مبيفرقش ايده..
21
انسحب الدم من جسدها و قد انفجر الغضب فى عروقها فور سماعها كلماته القاسية تلك فلما تشعر بنفسها الا و هى ترفع يده تصفعه على خدهصفعة مدوية صدح صوتها بارجاء المكان قبض على يدها يعتصرها بين يده مزمجراً من بين أسنانه بقسوة
=معلش هعدهالك المرة دى... الصدمة كانت صعبة برضو عليكى
+
انتزعت يدها من قبضته بقسوة قائلة بتهكم يعاكس الألم الذى تشعر به رافضة ان تجعله يدرك ما اصابها من ألم و دمار بسببه
=صدمة..؟!!! صدمة ايه اللى بتتكلم عنها....
نظرت داخل عينيه بتحدى و هى تكمل قائلة بسخرية لاذعة
=ان كنت فاكر انى كنت واقعة فى حبك بجد ولا دايبة فى هواك.... تبقى بتحلم
لتكمل وهى تغصب شفتيها المرتجفة على الابتسام قائلة ببرود لاذع
= اها كنت بحب...بس كنت بحب فلوسك مش اكتر ...لكن انت.. انت مكنتش اكتر من عريس غنى.. معاه فلوس و هيخرجنى من الفقر اللى مد.فونة فيه... بس انت روحت و خطبت واحدة غيرى....
هزت كتفيها ببرود و هى تردف بلامبالاة
= بس عادى ولا يهمنى فى الف غيرك يتمنوا التراب اللى تحت رجلى و اغنى منك كمان...