رواية قط السرايا الفصل الثالث 3 بقلم مي عمر
رجعت البيت بعد المواجهة في السرايا، وكنت فاكرة إن الأمور هتتحسن. بس كل ما الليلة تزداد، كنت أحس إن اللعنة لسه موجودة، وإن الموضوع مش مجرد اعتذار. صوت الهمس اللي سمعته في الجنينة "اللعبة لسه مخلصتش" كان بيرن في وداني بشكل مستمر. حسيت إن في حاجة أكبر من مجرد روح غضبانة، حاجة متربصالي و مش عايزه تسيبني.
الكوابيس ماوقفتش، بالعكس، بقت أسوأ. كل ليلة كنت أحلم بنفس المشهد: القط واقف فوقي، بصلي بنظرة مليانة حقد، وصوته بيرن في وداني بيقول "أنتِ اللي جبتي اللعنة لنفسك". كنت أصحى مفزوعة وعرقي سايل، كل حته فيا عرقانه عرق شديد، مش قادرة أميز بين الحقيقة والكابوس. حياتي بقت كابوس مستمر، وكل يوم كان بيزيد من شعوري بالقلق والخوف.
قررت أروح لشخص أكبر في السن في منطقتنا، واحد مشهور بحكمته ومعرفته بالحاجات الغريبة اللي زي كده. حكيتله القصة من الأول للآخر، وقعد يسمعني بنظرة متفهمة. بعد ما خلصت، بصلي وقاللي "اللي حصل ده مش مجرد لعنة. في حاجة أكبر متعلقة بالسرايا دي، وأنتِ جزء من القصة دي دلوقتي."
سألته عن معنى كلامه، فرد وقال "السرايا دي من زمان معروف عنها إنها مسكونة بروح شريرة. في قصص كتير عن الناس اللي حاولوا يدخلوا السرايا ومارجعوش، وعن القطط اللي دايمًا حوالين المكان. القط اللي موتيه كان حامل للروح الشريرة دي، ولما مات، الروح اتعلقت بيكِ."
سألته بإرتباك "طيب أعمل إيه دلوقتي؟ إزاي أقدر أتخلص من اللعنة دي؟" قاللي "لازم تلاقي طريقة تريح الروح دي. في حكايات بتقول إن في كتاب قديم في مكتبة السرايا، فيه تعاويذ وقد يكون فيه الحل. بس المشكلة إن المكتبة دي موجودة في قلب السرايا، والروح مش هتسيبك توصليلها بسهولة."
رجعت البيت وأنا مليانة رعب وقلق. كنت عارفة إن الحل الوحيد هو إني أواجه الروح مرة تانية، وأدخل السرايا عشان ألاقي الكتاب. بس المرة دي كنت عارفة إن الأمر هيكون أخطر، وإن الروح مش هتسمحلي أدخل بسهولة. كل لحظة كنت بسمع فيها صوت القطط، كنت بحس إن الوقت بيجري، وإن الروح بتراقب كل خطوة بخطيها.
قررت أجهز نفسي للمهمة دي. جمعت شوية حاجات ممكن تساعدني، زي شموع، وبخور. وصلت للسرايا قبل الفجر بشوية، والدنيا كانت هادية بشكل مرعب. قلبي كان بيدق بسرعة، بس كنت عارفة إن مفيش مفر، ولازم أكمل.
دخلت من البوابة الكبيرة، وكل حاجة كانت مضلمة ومليانة غبار. ريحة العتاقة كانت مالية المكان، وكأن الزمن وقف هنا. بدأت أمشي بحذر، متجهة ناحية المكتبة اللي قالي عليها عليها. في كل خطوة كنت أحس إن في حاجة بتراقبني، وكنت بسمع أصوات غريبة حوالين المكان.
وصلت للمكتبة، وكانت مليانة كتب قديمة على الرفوف. بدأت أدور على الكتاب اللي قالي عليه، وكل لحظة كان شعور الخوف بيزيد. فجأة، لقيت كتاب قديم، مغبر وعليه رموز غريبة. قلبي كان بيقوللي إن هو ده الكتاب اللي بدور عليه.
مسكت الكتاب، وبدأت أفتح فيه. صفحات الكتاب كانت مكتوبة بلغة غريبة، بس في تعويذة واحدة كانت مفهومة. بدأت أقراها بصوت عالي، وكنت حاسة إن الجو حواليا بيبرد أكتر. فجأة، ظهرت صورة القط قدامي، بس المرة دي كان في شكل روح بشرية، بنظرة مليانة حزن وغضب.
قاللي "أنتِ اللي جبتي اللعنة لنفسك، دلوقتي لازم تتخلصي منها." كملت قراءة التعويذة، والنور في المكتبة بدأ يزيد، والصورة قدامي بدأت تبهت. حسيت بقوة كبيرة بتدفعني، وكملت قراية لحد ما الروح اختفت تمامًا، والجو حواليا رجع لطبيعته.
لكن، قبل ما أخرج من السرايا، حسيت بحاجة غريبة، كأن لسه في حاجه لسه ما خلصتش. رجعت البيت، وأول ما وصلت لقيت الباب مقفول بطريقة غريبة، وكأن في حد مستنيني جوا. فتحت الباب ودخلت، وقلبي بيدق بسرعة جدا من كتر الرعب. سمعت صوت من جوه البيت بيضحك ضحكة خبيثة و بيقول " برضو اللعبة لسه مخلصتش...".