اخر الروايات

رواية قط السرايا الفصل الرابع 4 الاخير بقلم مي عمر

رواية قط السرايا الفصل الرابع 4 الاخير بقلم مي عمر



بعد ما سمعت صوت الهمس في البيت بيقول "اللعبة لسه مخلصتش..."، حسيت إن كل جزء في جسمي بيرتعش. كان واضح إن الروح الشريرة مش هتسيبني بسهوله، وإن اللي حصل في السرايا ماكانش نهاية الكابوس، بل بداية جديدة لرعب أكبر.
قررت أتبع الصوت. كان جاي من جوه البيت، من أوضه كان بيستخدمها جدي كمكتبة خاصة بيه. دخلت الأوضه، ولقيتها مضلمة ومليانة أتربة. كان في رفوف كتب قديمة، وبعض الصور العائلية اللي متغطية بطبقة سميكة من التراب.
في نص الأوضه، كان في مراية كبيرة، واللي غريب فيها إنها كانت نضيفة تمامًا، كأنها لسه متلمعة.
قربت منها بحذر، وحسيت إن في حاجة بتشدني ليها. أول ما بصيت فيها، شفت صورة القط تاني، بس المرة دي كان معاه صورة جدي. القط كان بيبصلي بنظرة غضب، وجدي كان بيبص بنظرة حزينة. فجأة، جدي بدأ يتكلم من جوه المرآة وقاللي "اللعنة دي مش بس عليكِ، دي متعلقة بالعيلة كلها. القط ده كان حارس السرايا، روح معذبة من زمن بعيد، وموتك ليه حرر شر أكبر."
صوت القط قطع كلام جدي وقال "أنتِ السبب في عذابي، لازم تتحملي العواقب." حسيت بدموعي بتنزل، مش عارفة أعمل إيه. جدي قاللي "في حل، بس هيكون صعب. لازم ترجعي للسرايا تاني، وتدوري في القبو اللي تحت. هناك هتلاقي أصل اللعنة، وتقدري تحرري الروح للأبد."
كان عندي إحساس قوي بالرهبة، بس مفيش خيار تاني. لازم أواجه الرعب ده وأخلص نفسي والعيلة من اللعنة. جمعت شجاعتي وقررت أرجع للسرايا في الليلة دي. جهزت حاجتي بسرعة، وخرجت من البيت، متجهة ناحية السرايا مرة تانية.
الشارع كان فاضي، والدنيا كانت هادية بشكل مريب. وصلت لهناك ودخلت بسرعة. كانت الريحة نفسها، بس المرة دي كنت عارفة إن في حاجة أكبر مستنياني. روحت ناحية القبو، وكان الجو بيبرد أكتر كل ما بقربله.
وصلت لباب القبو، وفتحته بحذر. السلالم كانت مضلمة وباردة، كأنها بتقودني لعالم آخر. أول ما وصلت، لقيته مليان رموز غريبة ورسومات قديمة على الحيطان. كان في صندوق خشبي قديم في النص، وكنت عارفة إن هو ده أصل اللعنة.
فتحت الصندوق، ولقيت فيه كتاب قديم جدًا، مكتوب عليه تعاويذ باللغة الغريبة اللي شفتها قبل كده. بدأت أقرا التعويذة بصوت عالي، وحسيت بالأرض بترتعش والجو حواليا بيتغير. فجأة، ظهرت الروح الشريرة، بس المرة دي كانت في شكلها الكامل. كانت مرعبة بشكل لا يوصف، وعيونها كانت مليانة حقد و غضب.
قالت "مش هتقدر تتحرري مني بسهولة." كملت قراءة التعويذة بكل قوتي، وحسيت بالنور بيملى القبو، والروح بتصرخ بصوت عالي. كانت لحظة مرعبة، بس كنت مصممة إني أكمل للنهاية. فجأة، الروح اختفت، والجو حواليا رجع لطبيعته. كان في هدوء غريب، وكأن كل حاجة انتهت.
رجعت للبيت، وحسيت براحة لأول مرة من شهور. الكوابيس وقفت، وصوت القطط اختفى. بس عرفت إن الدرس اللي اتعلمته غالي أوي، وإن الفضول ساعات بيوصلنا لحاجات ماكناش نتوقعها، و إن مش كل القطط قطط ولا كل الحيوانات حيوانات، و ما ينفعش أبدا تحت أي سبب من الأسباب نأذي أي حيوان، وحطيت في بالي إني عمري ما هحاول أكتشف أسرار تانية للسرايا رغم أنها لسه مليانه كتير.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close