اخر الروايات

رواية جوازة نت الفصل الثالث 3 بقلم مني لطفي

رواية جوازة نت الفصل الثالث 3 بقلم مني لطفي 




                    
استيقظت منة صباح اليوم التالي وكانت قد ضبطت منبهها على وقت صلاة الفجر، بعد ان اغتسلت وصلّت فريضتها، قرأت قليلا في كتاب الله الى أن أشرقت الشمس وانتظرت قليلا ثم صلّت ركعتي الضحى كعادتها يوميا، ارتدت ملابسها وهي في حالة وجوم وعدم فهم فبالأمس لم يُرضي فضولها أيًّا من أهلها، فقد أخبرتهم بنبأ سفرتها القصيرة الخاصة بالعمل مع مديرها وتفاجأت بقبولهم للنبأ من دون أدنى اعتراض، مما جعلها تصمت و تقرر مُفاتحة احمد شقيقها في الامر فيما بعد كي تفهم كيف وافقوا على هذا الأمر؟...، ولكن أحمد خرج في المساء وهي كانت من التعب فلم تستطع انتظاره ونامت، والآن هي لا بد لها من أن تفهم كيف؟، ولما؟....

+



                    
نظرت الى نفسها في المرآة بعين راضية لملابسها المكونة من قميصا ابيض فضفاض يصل الى فوق الركبة بقليل وأسفل منه بنطال قماشي أسود اللون، وانتعلت حذاءا رياضيا أبيض ولفت وشاحا أبيض يداخله تعاريج سوداء اللون بطريقة محتشمة وانيقة في ذات الوقت واكتفت بارتداء ساعتها الجلدية السوداء اللون، كما ارتدت حقيبتها اليدوية السوداء الجينز بشكل عكسي كالمعتاد، ولم تضع سوى واق للشمس نظرا لحساسية بشرتها تجاه اشعة الشمس الحارة.....

+



                    
انضمت الى أمها في المطبخ وكانت تقوم باعداد الفطور مع ام محمود والتي تأتي مع نسمات الفجر وتعود الى بيتها بعد العِشاء..

+



                    
تقدمت من امها وقبلت رأسها ملقية تحيه الصباح عليها وكانت الاخيرة واقفة امام الطاهي تصنع قرص البيض المقلي الذي يحبه افراد عائلتها ، ابتسمت الأم وقالت:

+



                    
- صباح النور يا منونتي، التفتت منة الى ام محمود ملقية تحية الصباح والتي ردتها بصوتها الحنون..

+



                    
سألت منة أمها:

+



                    
- هو احمد لسه نايم يا ماما؟

+



                    
الأم :

+



                    
- لا بيتهيالي يا حبيبتي صاحي من ساعة ما رجع من صلاة الفجر مع باباكي ما نمش...

+



                    
قالت منة بابتسامة:

+



                    
- طيب هروح احضر السفرة علشان ما اتأخرش انت عارفة مشواري طويل انهرده..

+



                    
حاولت منة التلميح لأمها علّ وعسى يصدر منها أى اشارة تجعلها تعرف الاجابة عن سؤالها ولكن امها لم يصدر منها أي شيء وتابعت تحضير الفطور بشكل طبيعي...

+



                    
تجمعت العائلة حول مائدة الطعام، يتناولون إفطارهم وسط مشاغبات منة واحمد المرحة وان كانت منة تكاد تتحرق غيظا للانفراد بأخيها فاحساسها يخبرها انه يتعمد الهروب من سؤالها الظاهر في عينيها وكلما بادرت بالحديث في موضوع سفرها يقوم بتغيير الكلام فورا!!...

+



                    
انطلقت رنة المحمول الشخصي لأحمد فطالع الرقم ثم نقل نظره الى شقيقته قائلا بابتسامة:

+
- اجهزي يا منون، دا سيف اتفقت معاه انه يديني رنة لما ييجي تحت...

+



ابتعلت منة باقي الطعام في فمها بصعوبة ثم شربت جرعة ماء كبيرة كادت تسعل على أثرها، انها اول مرة ترافق رجلا غريبا عنها لأي مكان!، دائما تنقلاتها كانت مع صديقاتها او شقيقها وأبيها، حتى عندما كانت تصدف الظروف وتضطر للعودة من كليّتها مع صديقة لها وشقيق الأخيرة لم تكن بمفردها، كانت برفقة صديقتها، كتمت تأفف بداخلها وقامت محاولة عدم الظهور بمظهر المغلوب على أمره....

+



قبّلت رأس والديها قبل ان تستدير منصرفة يتبعها احمد بنظرات شقية تلمع في عينيه وقد ابتسم لذويهما ابتسامة مشاغبة جعلت كلا من الاب والام يبتسمان بالمقابل ملوّحيْن له بالتحية..

1



خرجت منة من باب العمارة السكنية التي تقطن فيها مع اهلها، شاهدت سيف وهو يقف امام سيارته الرياضية مستندا بجذعه على مقدمتها ناظرا الى اللا مكان أمامه، وكان يرتدي ملابسا غير رسمية لم يسبق لها وان رأته يرتدي مثلها من قبل، فهو دائما ما يرتدي حُلل كاملة واحيانا يستغني عن ربطة العنق، اما اليوم فهو يرتدي زيا عاديا، جالت بنظراتها فيما يرتديه ابتداءا من سرواله الجينز الاسود اللون مرورا ببلوزته القطنية البيضاء اللون والتي تحمل ماركة ثياب معروفة على جانب منها، وكان رافعا لنظارته الشمسية اعلى رأسه، بينما لحيته الخفيفة قد أكسبته منظرا رجوليا ساحقا، اندهشت منة من ألوان ثيابه فهي ذات الالوان التي ترتجيها ودعت الله ألا ينتبه الى هذه المصادفة، وسرعان ما نفضت هذه الافكار جانبا وحمدت الله لارتدائها نظارتها الشمسية،لاخفاء نظراتها المشدوهة عنه، شدّت منة قامتها وخرجت من ظلال بوابة العمارة متجهة حيث كان سيف في انتظارها..

8



اعتدل سيف واقفا ما ان ابصرها خارجة راسما ابتسامة مرحبة على فمه الحازم وقال:

+



- صباح الخير يا منة...

+



اجابت منة بهدوء:

+



- صباح الخير يا باش مهندس...

+



اخفى سيف امتعاضه من طريقتها الرسمية في الرد عليه، وتابع ببشاشة:

+



- اتأخرت عليكي؟

+



قطبت منة ونفت بهزة من رأسها، فتح سيف الباب المجاور للسائق داعيا اياها للدخول وهو يقول:

+



- طيب اتفضلي...

+



تقدمت منة بخطوات بطيئة وما ان همت بالدخول الى سيارته وقد كانت قاب قوسين او أدنى من ان ترفض الركوب بجواره مفضلة الركوب في الخلف ولكنها خجلت فهو ليس سائقها الخاص لتفعل ذلك!!...

+



دعت الله في سرها أن يخرجها من هذا المأزق وتأففت بداخلها للمرة الألف لاعنة نفسها انها لم ترفض هذا المشوار من الأساس....، وكأن الله استجاب لدعائها فما ان همّت بالدخول حتى فاجأها من تقدم سريعا للجلوس في المقعد الامامي مما جعلها تفغر فاها دهشة، ثم ما لبثت ان افترت أساريرها عن ابتسامة واسعه وكادت ان تميل على هذا الراكب تشبعه قبلات، فلم يكن سوى......أحمد!!...

+





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close