رواية جوازة نت الفصل الرابع 4 بقلم مني لطفي
الحلقة الرابعة:
نظر سيف اليها مندهشا من هدوءها الملحوظ، قطب قليلا ثم تحدث بتساؤل محاولا اخفاء قلقه من الإجابة وقد رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه المظللتين بلحيته الخفيفة:
- ايه يا منة، يا ترى سكوتك دا استغراب، ولا مش مصدقة، ولا..؟، وغمزها بمكر متابعا:
- السكوت علامة الرضا؟!.
طالعته منة ببرود:
- بصراحه، كل اللي انت قلته دا...
ما ان همت اساريره بالانفراج فمعنى ذلك انها موافقة أَوَ لم يقل السكوت علامة الرضا؟!، ولكن قبل ان تفترش ابتسامة واسعه وجهه الرجولي الجذاب سمعها تقول ببرود ثلجي:
- ما عدا...، وشهرت سبابتها أمامه متابعة بثقة:
- السكوت علامة الرضا!، عموما انا مش هأخر الرد عليك، نوووو......!!
عبس سيف وقال باستهجان:
- إيه؟!، إيه نووو دي إن شاء الله؟!.
منة وهى تحرك كتفيها بتلقائيّة:
- يعني لأ!، انت مش قلت انك مش هتقبل كلمة لأ؟!، تابعت ببراءة مزيفة:
- وأنا ما يرضنيش انى أقول حاجه انت رافضها، مهما كان انت مديري ولازم أسمع كلامك، علشان كدا ردي....نووووو!!
سيف باستنكار تام وعبوس:
- وأنا كمان نوووو!!..
قالت منة بحبور:
- ممتاز!، يبقى فين المشكلة؟، طالما أنا ونووو وإنت نوووو، يبقى خلاص متفقين؟، ما فيش حد هنا ييس...!!.
تحدث سيف وقد كان على أوشك أن يقتلع شعر رأسه غيظا:
- منة، متستفزنيش!، وانا هرفض ليه وانا اللي متقدم لك!!.
نظرت اليه منة ببرود وقالت منفعلة بغضب مكتوم:
- مين اللي مستفز فينا يا باش مهندس؟، هو مشروع شغل عاوزنا نعمله سوا؟!، انت مش شايف طريقتك؟!، انت بتديني أوردر وعاوزني أنفذه!!،.. لم تنتظر سماع اجابته وهبت واقفة من مكانها، ونظرت اليه متابعة:
- للأسف يا باش مهندس طلبك مش عندنا، عن إذنك!.
سارت بضعة خطوات باتجاه الباب قبل ان يوقفها صوته آمرا:
- إستني..، تسمرت قديمها في الأرض رافضة الحركة، بينما شعرت به يقترب منها حتى وقف خلفها تماما ثم زفر عميقا قبل ان يقول في محاولة منه لامتصاص غضبها:
- يمكن يكون خانني التعبير، بس اللي كان قصدي تعرفيه كويس إني مصمم على الارتباط بيكي، وانه حتى لو رفضت فأنا مش هزهق، وهحاول بأي طريقة انى أقنعك بإرتباطنا!.
عقدت منة جبينها والتفتت اليه ناظرة الى فحم عينيه وهى تسأل في حيرة:
+
- وليه إصرارك أوي كدا على الارتباط بيا؟، أعتقد انت ممكن تلاقي ألف واحده توافق عليك، انت بمواصفات العريس أعتقد انك مناسب...
+
ابتسم سيف قائلا:
+
- وأنا مش عاوز من الألف دول غير واحده بس!، نظرت اليه في دهشة حائرة بينما يكمل عبارته:
+
- إنت يا منة!... لا تعلم منة لما هذه الاختلاجة التي أصابت قلبها؟!، فنُطقه لأسمها الآن جعلها تشعر وكأنه يغازلها!، حاولت منة ازاحة عينيها بعيدا عن أسر عينيه وقالت وهى تتهرب بنظراتها:
+
- وإيش معنى أنا؟!.
+
أجاب سيف وهو يشير اليها بالجلوس على الأريكة العريضة:
+
- طيب ممكن نقعد الأول علشان نعرف نتكلم؟!.
+
جلست منة على طرف الاريكة حيث أشار سيف، ولم تنتبه أنه هو الآخر قد جلس على ذات الاريكة في الطرف المقابل لها!..
+
قال سيف بهدوء وجدية:
+
- شوفي يا منة، انا طول عمري وانا الجواز دا آخر حاجه بفكر فيها!، بالعكس أنا علشان الكبير والولد الوحيد وسط أربع بنات، وعيلتي من المنيا من الصعيد، فكانوا بيلحّوا عليا في الجواز بشكل مش طبيعي، ووالدي كل مرة بسافر لهم فيها لازم يفاتحنى في موضوع الجواز، بيني وبينك أنا كنت شايله من دماغي خالص!...، عقدت منة جبينها منة وسألته:
+
- وشايله ليه من دماغك؟.. على كلامك انت من الصعيد، والولد الوحيد، يعني أولادك هما اللي هيشيلوا اسم العيلة، وبعدين اللي اعرفه ان الصعايدة بياخدوا من بنات عمهم؟!.
+
نظر اليها سيف مجيبا بينما نظرات عينيه تدغدغ أوصالها:
+
- كل الكلام اللي انت بتقوليه دا مظبوط، لكن أنا كنت شايف أن لسه وقت قودامي على ما أفكر أرتبط، لكن كل حساباتي أتغيرت، وبالتحديد من أسبوعين وخمسة ايام بالظبط!..
+
تساءلت منة بحيرة:
+
- وايه اللي حصل من اسبوعين وخمسة ايام وخلاك تغير رأيك؟!...
+
سيف بهمس جعل دقات قلبها تتسارع قفزا بالرغم منها:
+
- اللي حصل إني شوفتك!!..، اضطربت منة وقالت وهى تشيح بوجهها الذي غدا في حمرة الشمندر السكري وقالت بارتباك ظاهر:
+
- إيـ..إيه؟، أنا مش فاهمه إنتـ....، قاطعها سيف بلهفة لم يستطع مداراتها:
+
- ايوة يا منة، ارجوك اسمعيني، انا من أول لحظة شوفتك فيها وأنا حاسس ان كلِّي متلخبط!، إسألي اخوكي كدا..، قوليله انا متقدم لك من امتى؟، هيقولك من عشرة ايام بالظبط!..
+
لاحت على وجه منة الفتيّ علامات الدهشة وعدم التصديق فهتف سيف بلهفة لتصدقّه:
+
- انا مش مضطر اني أزوء كلامي، بصي يا منة، انا معرفش اللف والدوران، من ساعة ما شوفتك عجبتيني، ولاقيت اعجابي بيك بيزيد كل يوم،وانا بحب الوضوح، ولأنك أخت صاحبي لازم كنت أبقى صريح معاه، انا مش هبُصِّلك من وراه، انا عارف انى فاجئتك لكن أعمل ايه؟، انا كمان عاوز أرسي على بر، طول ما الموضوع متعلق وانا مش عارف آخد بالي من شغلي، زي انهرده مثلا!...
+