رواية لعبة الشيطان الفصل الثالث 3
خرج أدهم بصعوبة بالغة من السيارة وهو معه مسد*س في يده اليمني ويصوبه نحو كل مكان ، محاولا معرفة مصادر الرصاصات ، لكن يضع يده عند متوسط جسده ويجد نفسه ينزف دما ، غير الدم الذي يسيل من رأسه وذراعه الأيسر نتيجة اصاباته ، ثم حاول أن يتحرك لكنه كان يفقد وعيه ورأي شخص يتوجه نحوه ومعه عدة رجال مقنعين يقول له : والله ووقعت يا أدهم ، بس تصدق أنه ذوقك حلو في النس*وان فعلا ... انت خليتها تدخل دماغي فعلا ، بس هل انت اتاكدت من حالتها ؟
مازن بسخرية : انت غبي فعلا ! ، حاول علي الأقل تستوعب الوضع اللي انت فيه ... هل في حد مننا جه علي نفسه وعتق بق*رة وهي بتتوسل علشان تعفيها من المو*ت ؟ ، انت لازم تم*وت !
وقد غفا أدهم عن وعيه غير قادر علي رؤية ما يجري حوله ، وفي ذلك الوقت أتت الشرطة وأخذت تطلق النار هنا وهناك وقد سقط بعض من الرجال ، وأتت معهم سيارة الإسعاف أخذه جسد أدهم في الخلف إلي المستشفي ، بينما كان هو يكافح بين ذكريات الماضي والحياة والموت ، ثم أخذ يتمتم ويقول : انت خذت حياتي مني ! .. انت السبب في البهدلة دي !
ولاحظ الأطباء هذا الأمر وأخذوا يصعقوا جسده صعقات كهربية علي درجات متفاوتة ، ثم استفاق قائلا بصوت عال : لازم اقت*لك !
الدكتور : اهدا ، اهدا .... مفيش حد هنا تقتله ! ، انت دلوقتي معانا في أمان !
أدهم وهو يحاول أخذ أنفاسه : أنا فين ؟
الدكتور : انت موجود في عربية الإسعاف ، اللي حاولوا يقتلوك يا باشا هربوا ، ودلوقتي انت متصاب ولازم نلحقك بسرعة
أدهم بتنهيدة حزينة : مكانش لازم إنك تيجي ، لا انت ولا الإسعاف ، أنا مينفعش أعيش !
الدكتور : ليه يا باشا ؟ ، ده بدال ما تحمد ربنا أنه خلاك تعيش رغم البهدلة دي ؟ ، كان ممكن الراجل ده يقت*لك ! ، ساعتها كنت هتقول الكلام ده ؟
أدهم : انت معيشتش اللي أنا عيشته ، ولا حتى عرفت اللي عرفته ولا لقيت أجواء صعبة حواليك !
وفي متجر الأحذية كان قد آتي مروان الوقور وهو ملئ بملامح الغيرة حيث يري ندي ابنة عمه ملكه هو فقط ولا أحد آخر ، وقال لها : مين الراجل ده اللي ركبتي معاه ؟
ندي بثبات : متقلقش ، مش حد بحبه ، لكن هو محترم ... هو كمان مكانش بيبص عليا نهائي ، كعب جزمتي اتكسر وهو كان وراه اجتماع مهم قام كلف نفسه ووصلني .. ملوش لازمة الشك ده
مروان بضيق : وهو مين أصلا علشان يوصلك يا دكتورة ؟ ، كان ممكن تتصلي بيا وساعتها هجيلك !
ندي : تليفوني مفيهوش رصيد وكنت هشحنه ، وانت كنت في شغلك ... مكنتش عايزة الهيك عن شغلك !
ابتسم مروان برضا وقال : ماشي ، هعديهالك المرة دي ... بس متتردديش المرة الجاية في إنك تتصلي بيا ، وده إيصال بشحن باقة مكالمات شهرية ب100 جنيه ليكي لوحدك علشان تكلميني دايما
ثم رن هاتفه ونظر إليه وقال : ادخلي انتي العربية ، دي مكالمة شغل ... هبقي أقول لك لما أخلص !
ثم دخلت السيارة بضيق ، وأخذت تفكر قليلا في أدهم وكيف هو حاله الآن إلي أن سمعت مروان يقول : انت بتقول ايه يعم ؟ ، إزاي ده حصل ؟
المتصل : ****
مروان : طيب طيب ، أنا هجيلك دلوقتي حالا ... وبلغ عمي أنه مروان هيروح مشوار مهم !
أغلق الهاتف وركب السيارة وقادها بسرعة وقالت ندي : هو في ايه يا مروان ؟ انت ليه مسرع بالطريقة دي ؟
مروان : منافسنا في الشغل اتض*رب بالنار من شوية ودلوقتي بين الحياة والموت في المستشفى ... ولازم أروح اتطمن عليه ! ، في حد كان عايز يقت*له !
ندي : مين ده ؟
مروان : حد مهم جدا في شغلنا ، ومش لازم تعرفي كل حاجة ... ولما أقول حاجة تعمليها ، مفهوم ؟
صمتت ندي بضيق وغضب مما يجري فهي تكره أن يقمعها أحدهم حتي إذا كان من عائلتها
وفي مكان آخر
مجهول 1 : هو أدهم مات ؟
مجهول 2 : لا لسه ، بس هيموت ... وبحسب ما أنا شايفه ، هيجي ويحاول يدور علي اللي عمل فيه كده
مجهول 1 : تفتكر ممكن يعرف مراته اتقت*لت إزاي ؟
مجهول 2 : إذا كان البوليس والمباحث معرفوش يجيبوله القات*ل ، يبقي هو هيعرف ؟
مجهول 1 : واحد مش هامه حاجة في الدنيا وخسر كل حاجة في حياته ... برأيك هيهمه لو عاش ولا ما*ت ؟ ، ده ابن واحد الناس اللي حواليه حر*قوله بيته وخلوه مشرد وبهدل عيلته معاه بسبب أنانيته ، كان لازم ده كله يحصل لادهم من الأول !
مجهول 2 : انت تعرف حقيقة أدهم المنشار ؟
مجهول 1 : عارف اللي جراله زمان ، وخليته يكبر ويتعلم وهو في قلبه الكر*ه ومو* ت القلب لحد ما عرف أصله وعيلته اللي جت عليه ومفكرتش فيه ! ، هو مكانش غلبان من الأول ، بس كله جه عليه من وهو صغير ! ، لحد ما بقي أدهم المنشار اللي مش بيهمه حياة حد ... وممكن يعمل أي حاجة علشان خاطر يوصل لمراده ، اتلم علي ناس ورته الطريق الاج*رامي لحد ما احترف فيه ، ودلوقتي لازم نظرته تتغير للدنيا ... علي الأقل يعرف حقيقة الراجل اللي اتبناه !