اخر الروايات

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطيما يوسف

رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطيما يوسف




لم يجد منها رد غير البكاء ثم ردد بنظرات جامدة بأمر لايقبل النقاش :

+


_ قدامك ربع ساعة بالظبط تلبسي وتجيبي شنطتك وتنزل لي تحت ،

+


وأكمل بنبرة تحذيرية :

+


_ هما ربع ساعة بالظبط وتنزلي اكتر من اكده هتشوفي وش عمرك في حياتك ماشفتيه وادعي ربك ماتشوفيهوش .

+


تحدثت بصوت مختنق قبل ان يغادر الغرفة:

+


_ خلاص هتطلقني ياعمران ؟

+


ما إن سمع تلك الكلمة بتلك النبرة اغمض عيناه ثم استدار إليها ورجع بخطواته ووقف أمامها ثم احتضن وجنتيها بين يداه بقوة آلامتها وهو يردد بصوت أجش خشن وبنبرة صارمة :

+


_ مش قبل مارجع حق ابني اللي ضيعتيه وتجبي لي غيره ياسكون .

+


شعرت بالألم من احتضانه القوي لوجنتها ثم حركت وجهها بين يديه وهي تغمض عينيها مرددة بألم هامس :

+


_ آااه بتوجعني ياعمران حرام عليك .

+


خفف يداه ومازال محتضنا وجنتيها قائلاً:

+


_ مانتِ كمان وجعتيني ياسكوون ولسة مكملة.

+


مازالت تغمض عينيها وهي خائفة من ان تفتحها وتسكنها داخل عيناه وتلقي بهمومها داخل صدره وتستريح هي وتتعبه هو ،
ثم أكمل بنفس الجمود وهو على نفس وضعه بنبرة حائرة :

+


_ ماهو مش قادر اتخيل كيف العيون داي خدعتني فيها بالطريقة دي !

+


كيف الاحاسيس اللي اني حسيتها في قربك تطلع وهم !

+


طب لما انتِ مبتحبيش عمران ومش عايزة تخلفي منه وعايزة تطلقي ليه الدموع داي كلاتها ؟

+


طب ليه مش قادرة تفتحي عيونك وتواجهي عيون عمران ياسكون ؟

+


وأكمل وهو يبدل نبرته من صارمة الى نبرة أهدى :

+


_ اللي يعشق عمره مايعرِف يغدر ولا يعرف ينسى بالسهولة داي .

+


مازالت على بكائها وصمتها ، داخله يؤكد له ان بها شيئاً ما لا يعرفه فهذه سكون التي تتنفس عشق العمران ولا يمكن أن تفعل به هكذا ، 

+


مازال قلبه يعطي لها الألف عذرا بدلاً عن السبعين ، 

+


ثم أكد عليها:

+


_ البسي حاجة تقيلة علشان الجو برد برة والطريق طويل .

+


ثم تركها وغادر الغرفة وهبط إلى الأسفل وهو حزين على حالهما وعلى ماوصلا إليه وبالرغم من اعترافها لإجهاضها لجنينه إلا انه مازال متمسكاً بها وبوجودها في حياته فبخروجها وابتعادها عنه لن يستطيع ان يحيا العمران ، 

+               
جلس على الأريكة وهو ينفث دخان سيجارته واحدة تلو الأخرى دون اكتراث لما يعبئه في صدره من ملوثات وكأنها الاكسير التي يخفف غضبه ،

+


كان يجلس يفكر بها هي وحدها التي تقتحم صحوه وغفوته ، هي وحدها من يريد من نساء العالم لاغيرها ، 

+


أما هي ارتدت ملابسها ولا تعرف أين هي ذاهبة الآن معه ؟

+


وأيضاً لم تعرف مامصيرها مع عمران معشوقها الأبدي ، 

+


أنهت ارتداء ملابسها الثقيلة ووضعت الحجاب وثبتته على رأسها وحملت حقيبة يدها وهبطت إليه وجدته مستند على الأريكة ويبدو أنه غفى من شدة ارهاقه ، 

+


وقفت أمامه ثم جلست أرضاً أمام وجهه مباشرة واقتربت منه وصارت تشتم رائحته المحببة إلى قلبها تعبئها داخل صدرها ، 

+


أنفاسه التى لوثها بذاك الدخان أشهى العطور لديها الآن ، 

+


وبالمثل شعر بأنفاسها هي الأخرى التى تلفح وجهه فظل مغمض العينين كي يعبئ رائحتها هي الأخرى في صدره فقد استوحشها كثيرا ،

+


لو كان الأمر بيده لجذبها الآن إلى أحضانه وتشبس بها ورمى وحشة الأيام الماضية لها داخل جسدها الهزيل ، 

+


ولكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه ، ليت كل الأيام الثقال تنتهي الآن ويأخذها بين ذراعيه يسقيها من شهد عشقه لها أشهى ماتتلذذ، 

+


لم يستطع إغلاق عينيه أكثر من ذلك في قربها فلو ظل هكذا سيضعف ويضـ.ـرب بالمعقول واللامعقول عرض الحائط ، 

+


ثم فتح عيناه فجأة وجدها مغمضة العينين تتنفس أنفاسه دون إرادة منها ، 

+


شعرت بحركته فقامت على الفور ولكنه سحبها بسرعة حتى وقعت وارتطمت بصدره الصلب وسألها بنبرة رجولية خشنة وهو متأثرا بقربها :

+


_  طب ليه كل دي يابت الناس !
اللي يشوف أفعالك يستعجب ، بتعملي فينا اكده ليه ؟

+


لم تقدر على النطق وهي بقربه بتلك الدرجة ثم ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة وبنبرة هامسة سألته :

+


_ إحنا رايحين فين دلوك ؟

+


أجابها وهو يثبت عيناه داخل عيناها :

+


_ نازلين مصر رايحين للشيخ صابر المداح .

+


اندهشت وهي في مكانها فوق صدره ويداه تحتضن خصرها من الخلف ثم رددت بنبرة استفامية متعجبة :

+


_ الشيخ صابر المداح مين وبيعمل ايه دي ؟

+


اعتدل بجلسته حتى صارت تجلس على قدميه ووجهها بالقرب من وجهه قائلاً بغموض :

+


_ لما نروح هناك هتعرِفي كل حاجة .

+


ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة من قربه المهلك وكأنه يقصد فعل تلك الحركات عن قصد كي يضعفها بقربه ثم هتفت بقلق :





الحادي والثلاثون من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close