رواية العابر الفصل الثاني 2 بقلم محمود الامين
مراتي جنة كانت على الأرض والدم مغرق الدنيا، أخدتها بسرعة من علي الأرض ونزلت أجري بيها على العربية حطيتها في الكنبة اللي ورا وركبت العربية وطيران على المستشفى.. وصلت وكان نبضها ضعيف جداً كنت خايف تروح منى هي كمان.. أنا مش فاضل ليا غيرها ومش هقدر أعيش تاني لو راحت
تفكيري هيتشل ما بين إن مراتي جوه بين الحياة والموت وما بين العمل اللى قلتلى عليه الشغالة
ووسط تفكيري وسرحاني ده... خرج الدكتور وقال
_ أستاذ صلاح حالة المدام صعبة جداً... وللأسف فقدنا الجنين ولازم زوجة حضرتك تدخل العناية فوراً
= أعمل اللازم يا دكتور.. بس أرجوكم حاولوا تنقذوها
_ إن شاء الله خير أطمن
...
خرجت جنة على سرير متحرك وودوها العناية.. بصيت عليها من الشباك وأنا بكلمها من جوايا وبقولها متمشيش متسبنيش إنتى كمان
ومشيت وخرجت من المستشفى ركبت عربيتي وأتحركت على بيت عمي محفوظ.. وصلت هناك وخبطت على الباب فتحلى إبنه تامر وقالى
_ صلاح إى يا عم فينك كده؟
= تامر مش وقته... أبوك فين؟
_ موجود جوه.. هو في حاجة؟
= عاوزه في موضوع مهم
_ طيب مش هنتكلم من على الباب أتفضل يا صلاح
...
دخلت وتامر قالى عمك قاعد في مكتبه إدخله إنت مش غريب
وفعلا خبطت على الباب ودخلت... أول ما عمي شافني إتكلم وقال
_إزيك يا صلاح عامل إى يا حبيبي؟
= الاقي ورد عمتي فين؟
_ ها... ورد، مين ورد دي؟
= عمي مفيش داعي لللف والدوران... فين عمتي ورد أوصلها إزاي؟
_إنت عرفتها إزاي وأمتى؟
= بابا حكالى على كل حاجه قبل ما يموت... أرجوك جاوبني الاقيها فين؟
_ لسه زي ما هيا عايشة مع البدو في الصحرا... هتروح على الصحراوي الكيلو 50 وهتنزل من عربيتك وتعدي الجبل اللي على يمينك هتلاقي خيم البدو هناك
بس إنت عاوزها ليه؟
...
سبتوا وخرجت من غير ما أجاوب على سؤاله... نزلت من بيته ركبت العربيه وأتحركت على المكان لما وصلت وعديت الجبل لقيت الخيم هناك.. نزلت وبدأت أسال عليها لحد ما واحد دلني على بيتها وقالى هي ليها بيت بس دايما بتقعد في الخيمة دي
سبتوا وروحت علي الخيمة ودخلت... أول ما شافتني إتكلمت وقالت
_ أهلا بالغالى إبن الغالى
= إنتي عاوزة مني إى يا ست إنتى؟... مالك بيا وبمراتي؟
_ هو فى إى يا صلاح حصل إى يا حبيبي أحكيلى؟
= إنتي هتستهبلى بقا.. عاوزة تفهميني إنك مش إنتى اللى عاملة العمل لمراتي؟!
_أنا هعمل عمل لمراتك يا صلاح طيب ليه؟
= معرفش أسألى نفسك وبعدين بلاش لف ودوران بابا قبل ما يموت حكالى كل حاجه وقالى هو ليه أتبري منك عشان بتعملي سحر وأعمال
_ ربنا يسامحه، أنا اه يبني بفهم في الكلام ده بس صدقني أنا مليش دعوه بموضوع مراتك ده
= طيب لو بتفهمي فعلاً... أتفضلى أنا لقيت ده في الڤيلا أثبتيلى حسن نيتك وفكيه
...
مسكت عمتى ورد العمل في إيديها وبرقت وبدأت تفك العقد وهي بتردد كلام غريب أنا مش فاهم منه حاجه
وبعدين فضت محتويات الكيس في مية وقلتلى أطمن كل حاجه وليها حل
خرجت وسبتها من غير ولا كلمة زيادة.. ورجعت أخدت عربيتي ومشيت ورجعت على المستشفى.. يوم وأتنين وتلاتة بيمروا وأنا بدعي أنها تقوم بالسلامه
لحد ما في يوم.. الدكتور جيه وقالى مبروك المدام فاقت وبقت كويسة
كنت طاير من الفرحة، أخيراً خرجوها من العناية ودخلوها أوضة خاصة، حمدت ربنا على إنها لسه عايشة
ودخلت الاوضة عشان أطمن عليها
قعدت قدامها وقولتلها
_ حمدالله على السلامة يا حببيتي
= الله يسلمك
_ متخفيش يا جنة.. إنتى هتبقي كويسه المرحلة الأصعب عدت وربنا يعوضنا عن الطفل إن شاء الله
=صلاح أنا عاوزة أطلب منك طلب ممكن؟
_أكيد يا حببيتي
= طلقني... أنا مش هقدر أعيش معاك تاني
_ إى.. إنتى بتقولي إى يا جنة؟... طيب ليه كده ممكن أفهم؟
= بدون ذكر أسباب.. حياتنا مع بعض مش هتكون كويسة أنا مريت بتجربة صعبة في العيشة معاك حتي لو أنت ملكش ذنب فأنا اعصابى تعبانة ومش هقدر أكمل يا صلاح أرجوك أفهمنى
_ طيب انا مش هقدر أعيش من غيرك يا جنة.. إزاي هرجع لحياتي من غيرك؟!
= هتتعود.. صدقني يا صلاح هتتعود
...
خرجت من أوضتها... مصدوم حاسس جسمي متلج وقلبي وجعني مش مصدق إن حب عمري تبعني بالشكل ده، أنا كنت مستعد أضحى بنفسي عشانها
غصب عني الدموع نزلت من عينيا ومشيت وخرجت من المستشفى وركبت عربيتي كنت حاسس إنى بنهار من جوايا وأحساس الوحدة محوطنى من كل ناحية
وفات شهر وخرجت جنة من المستشفى... ونفذت اللي طلبته منى، إيوة أنا طلقت جنة
طلقتها وأنا مقتنع قناعة تامة إنى مش هتجوز تاني وهركز في شغلى وبس
لكن في يوم اتفاجئت بزيادة من عمي محفوظ وإبنه تامر عندي في الشركة رحبت بيهم وقعدتهم في المكتب وبدأ عمي الكلام
_ شوف يا ابن اخويا.. الكلام اللي هقولهولك ده كلام يمكن أول مرة تسمعه، أنا وابوك عملنا الشركة دي مع بعض من البداية لكن بصراحه ابوك كان اذكي منى وقدر إنه يحقق أرباح للشركة محدش كان يتوقعها، لكن في النهاية أنا بنيتها مع ابوك
= مش فاهم حضرتك تقصد إى؟
_ اقصد إنى ليا في الشركة دي حق يا صلاح، وآن الأوان بقا الحق يرجع لصحابه
= حق.. حق إى ده اللي إنت بتتكلم عنه، الشركة دي بتاعت أبويا هو الوحيد اللي ليه حق فيها، وأنا وريثه الشرعى الوحيد وأنا الوحيد اللي أملك الحق ده
_ أهدي يا صلاح أنا جايلك وبكلمك بالحسنة وبقولك أحسنلك نتفاهم
= افهم كلامك ده تهديد؟
_ افهمه زي ما تفهمه يا ابن اخويا انا قولت اللي عندي
= عمى خد ابنك واطلع بره
_بتقول ايه يا ولد إنت بتطردني من ملكى؟!
= ملكك أه.. قسما بالله العظيم لو ما خرجت دلوقتي إنت وأبنك لاجيب الأمن يرموك بره
...
تامر شد ابوه، وهو بيبصلي بصة كلها شر وبصراحة أنا مأخدتش على كلامه
لكن في يوم كنت نازل من شركتي زي كل يوم كنت مرهق جداً وتعبان، لكنى لقيت صفاء مستنياني عند عربيتي وصفاء دي تبقي سكرتيرة والدي الله يرحمه
قربت منها وكان باين عليها التوتر والقلق، وقبل ما أنطق بحاجة قلتلى
صلاح عاوزة أتكلم معاك شويه، رديت عليها وأنا مش طايق نفسي ولا طايقها وقولتلها مش فاضي يا صفاء تعبان ومعايا شغل بكرة
وفتحت باب العربية وركبت، لقيتها بتقولي لازم تسمعني في خطر على حياتك... رديت عليها بسخرية بطلى فرجة على المسلسلات يا صفاء وروحي نامي
وأتحركت بالعربية لكن وأنا ماشي حسيت بحاجة غلط العربية عمالة تسرع بشكل مبالغ فيه وبحاول أدوس فرامل مفيش، والعربية سرعتها بقيت جنونية... وفجأة ظهرت فى وشي عربية نقل كبيرة وخبطت العربية
فتحت عينيا عشان الاقي نفسي في مستشفى بس الصدمة إنى واقف على رجليا وقدامي واحد على السرير والواحد ده يبقي أنا.. وفي لحظة افتكرت الحادثة انا لما أتحركت بالعربية لاحظت إن مفيش فرامل والعربية أتقلبت بيا... لكن في واحد خرجني من العربية وحطني علي جنب الطريق في العتمة.. بس انا قولتله وأنا باخد نفسي بالعافيه
هات الشنطة اللى فى العربية أرجوك.. دي فيها ورق مهم جداً
مكنتش اعرف إن الشخص الوحيد اللي أنقذني هكون أنا السبب في موته عشان بمجرد ما قرب عشان يجيب الورق العربية أنفجرت ومات.. مات وكان جسمي أتشوه بالكامل
الناس أتلمت على الطريق ومحدش اخد باله منى عشان كانت الدنيا ضلمة وأتنقلت جثته على المشرحة
اما انا محدش حس بيا غير الصبح لما الدنيا نورت وللأسف كنت دخلت في غيبوبة
فضلت ماشي في دور الروح الهايمة اللي انا مش عارف إزاي ده حصل وبسال نفسي أنا أزاي قادر امشي وسط الناس ومحدش شايفني
لحد ما سمعت واحد شكله صحفي واقف عند المشرحة وكان بيتكلم في التليفون بيقول
اكتب عندك مصرع رجل الاعمال صلاح عزيز الصياد إثر حادث سير مما أسفر عن وفاته محروقا داخل سيارته
.... يتبع