رواية لعنتي جنون عشقك الفصل الثاني 2 بقلم تميمه نبيل
الفصل الثانى
تيبست ساقاها و هى تراه يقترب منها بخفة الفهد الذى يستعد للانقضاض على فريسته , بالكاد صدرت عنها صرخة مخنوقة
(ابتعد .........لا تقترب منى)
لكن ظل يقترب ببطء لا يبعد عيناه عن عينيها ...... فصرخت بحماقةٍ وتهور كلماتٍ كانت محفورة في ذاكرتها بحروفٍ نطقها لسانٍ بغيض منذ سنوات
(أعلم جيدا أنك دائما ما كانت أفكارك قذرة تجاهي , لطالما شعرت بيديك على جسدي .....لطالما رأيت نظراتك الوقحة الي )
تسمر مكانه فجأة ......واشتعلت عيناه وحشية زادتها رعبا و كأنه لم يتخيل يوما أن يسمع ما نطقت به للتو ...... هي حلا ........دونا عن الجميع ........
لم يستطع بعد لحظةٍ سوى الهمس بصوتٍ خطرٍ كالفحيح
( لقد أخطأتِ ...... لقد أخطأت للغاية يا حلا .... ولم يكن عليكِ اثارة غضبي الليلة تحديدا , فقد كنت أنوي أن أكون رقيقا معك صدقيني )
اتسعت عيناها و فغرت شفتيها بأنفاسٍ تخرج متهدجة من هولِ ما سمعت ......لقد أيقظت الوحش .......
حاولت الهرب فى لحظة فزع الا أنه انقض عليها و انتشلها من خصرها بين ذراعيه ملصقا ظهرها بصدره , أخذت تتلوى و تطوح بساقيها و ذراعيها بدون أن يؤثر ذلك على شيئا من قوته
صرخت .... صرخت عاليا برعب وقد بدأ جسدها في الإنتفاض بشدة , وفى لحظة استطاعت الفكاك من بين ذراعيه ليعود و يجذبها اليه مرة أخرى . مد يده و انتزع طرحتها و رماها أرضا و بدون أن ينطق بحرف واحد و بينما هى تتلوى بين ذراعه الفلاذية أخذ يجذب دبابيس شعرها لتتساقط خصلات شعرها وحدة تلو الأخرى حتى انتهى ثم تركها لتهرب جريا الى باب الغرفة الذى اكتشفت أنه قد أغلقه بالمفتاح , استدارت بسرعة ملصقة ظهرها بالباب تحدق به برعب و بعيون دامعة متسعة و صدر يخفق فى عنف بينما خصلات شعرها الحريري متناثرة بهمجية حول وجهها وصولا الى خصرها . لم يرى فى حياته منظرا أجمل مما يراه الآن و كأنه اقتحم مملكة أحلامه و سبى ملكتها و ها هى أمامه و ملك يديه لن يثنيه عنها شيئا يكفيه ما ضاع منه سابقا ، لقد كان مغفلا ! مغفلا وهو يظن ان براءة روحها لن تدنس . اقترب منها ببطء شديد متأملا كنزه الغالى , صاحبة السحر المجنون حتى وصل اليها ولامس صدره صدرها الخافق وقف للحظة واحدة فقط ثم اعتقل خصرها بين ذراعيه مكبلا حركتها
.......... ببطء شديد حتى لامس فمه دفء عنقها هبط وجهه اليها
شعرت بالهلع و لم تستطع منع صرختها لكن هيهات فمن سيسمعها في هذا القصر المنيف و حتى إن سمعوها فمن المجنون الذى سيجرؤ على التدخل بين الوحش و زوجته
حاولت الصراخ مرة أخرى الا إنه كتم صراخها بشفتيه , كانت قبلة صادمة لها أودعها مشاعر غريبة عليها..لم تشعربمثلها من قبل , و فى غمرة ذعرها عضت شفته السفلى بأسنانها الصغيرة
تأوه و مسح الدم من شفته بظاهر يده ثم نظر اليها و ابتسم هامسا
(لازلت تحتاجين الى التأديب يا حلا الصغيرة ...... يبدو انني لم أحسن تربيتك )
شعرت بنفسها تسقط الا أنه تلقاها بين ذراعيه و حملها في حركةٍ واحدة ...نظرت اليه بعينين متسعتين مرتعبتين تستجديه بهيستيرية
(أرجوك يا ادهم ارحمني .... أنا أعتذر ... أعتذر ..... لن أغضبك مجددا )
تترجاه بعينيها أن يتركها اكراما لعمرها الذى قضته أمام انظاره ..........الا إنه لم يقابل نظراتها المستعطفة سوى بنظراتٍ قاسية لمحت بين زواياها ظلال الألم ...........هل هي تتوهم .... لماذا سيشعر ادهم مهران بالألم ... ولماذا سيشفق على ابنة ايثار الراشد و يمنحها الرحمة ............
حين أنزلها الى الفراش .. اتسعت عيناها اكثر و ازدادت هلعا .... ما المصير الذى ستواجهه الآن .....إن كان ماشهدته سابقا يعد عذابا فما الذي ستراه من وحش آل مهران الآن ؟............
ظلت تهذي و قد بدأ الدوار المعتاد يلفها و الأنفاس تتسابق لتخرج من صدرها دون أن تعود
( أرجوك ......أرجوك لا تؤذني )
راقبته بأنفاس مجهدة يفتح أزرار قميصه بنفاذ صبر أدى الى تمزق معظمها , خلع قميصه و رماه أرضا أغمضت عينيها بشدة و ازداد هذيانها ....فشعرت بيديه تمتدانِ اليها ....فشهقت عاليا وانهمرت الدموع من عينيها المحكمتين بشدةٍ ورعب
سمعت فجأة صوته يهمس في أذنها
( شششش......لا تخافي , لن أؤذيكِ أبدا ..... فقط ثقي بي )
بدأت مقاومتها تتلاشى من شدة الدوار و الإجهاد
لامست شفتيه أذنها و هو يهمس
((سأجعلك تنسينه ...بل سأجعلك تنسين كل رجل وقعت عليه عيناكِ الجميلتان, ستنسين زواجك البائس السابق و ستتذكرين اسما واحدا فقط ......ادهم ... مهران )
ازداد انهمار دموعها الصامتة من بين جفنيها المطبقين بشدة و أومأت برأسها في طاعةٍ تامة خوفا من بطشه ............وفعلت ما أجادته لسنين طويلة .... الاستسلام ...فقد ينقذها هذه المرة من الجحيم .....الاستسلام وانتظار الشروق .......
لكن ابواب الجحيم هذه المرة لم تفتح ! كانت تقاوم شيء آخر لاتستطيع فهمه .....مشاعر غريبة انتابتها من ذلك الوحش المصر على جذبها الى عالمه ..... بسحرٍ لم تعرفه من قبل .....وكان هذا السحر هو أخر ما شعرت به قبل أن تتنهد مستسلمة لدوامةٍ لفت عقلها و سحبتها بعيدا قبل أن تعرف الى أين سيؤول مصيرها ........
ظل يحدق طويلا بصغيرته الراقدة أمامه بلا روح ولا تزال الصدمة مرتسمة على ملامحه .. مد أصابعه المرتجفة و أبعد خصلة من شعرها مبتلة بدموعها , شعر بالإختناق فابتعد بعنف مغادرا الغرفة التى شهدت اغتيال روح صغيرته..........أخذ يدور و يدور فى شرفة القصر محاولا استنشاق نسيم الليل المظلم ليهدىء صدمته.........كيف لم يلحظ نظرة الخوف الساكنة بأعماق عينيها , ارتعاشة جسدها وكأنها لاتدرك ما يحصل فعلا !
لكن كيف ؟ كيف وقد كانت زوجة غيره
كانت زوجة ابن عمه !!
طلال مهران
الشاري الأول , اسمه انبعث من ماضٍ حاولت دفن ذكرياته الأليمة
منذ أن أفاقت من غيبوبتها الحتمية ... علمت بأنها أصبحت وحيدة ..... وحين تحركت بضعف شعرت بأن هناك ما قد تغير بها ولن يعود كسابق عهده أبدا ......لقد أصبحت زوجة أدهم مهران بالفعل ..... هل كان الأمر مرعبا الى تلك الدرجة ؟..... لا تتذكر .... لكن الألم لديها متمثلا في ماضيها الحقير .....أما ماحدث بينها و بين أدهم .........
سمعت صوت فتح باب الغرفة و صوت خطوات واثقة بطيئة تقترب منها , تسمرت وهي لا تزال متكورة أسفل الغطاء..... ثم شعرت بقبضةٍ من حديد تقبض على ذراعها و تجذبها بقسوةٍ لتستلقى على ظهرها
لتواجه عينيه اللتين تستعران بنيران الغضب
(كيف ؟............) كلمة واحدة انطلقت بسؤالٍ غاضب بين طياتها
لم تستطع الإجابة
(كيف؟ ............) أعاد السؤال بقوةٍ أكبر وصوتٍ أعلى بينما اشتدت يده على ذراعها
أدارت وجهها الى الناحية الاخرى , الا أن يده قبضت على ذقنها و أدارت وجهها اليه
(بقيت متزوجة من طلال لمدة ثلاث سنوات )
ثلاث سنوات !!!..... يا الهى شعرت أنها عمر طويل طويل
سنوات من عذاب لا مفر منه ....... طبعا لا يحق جوارى نساء الراشد بالفرار من قدرهن
وفى الوقت الذى استسلمت لقدرها كان القدر رحيما بها
افاقت على صرخته الوحشية
(لماذااااااا لم تخبرينى ؟.....)
(أيتها الغبية الحمقااااااء ......... هل هذا هو انتقامك الحقير منى؟)
نظرت اليه بعدم تصديق هز قلبه
انتقام؟!!!!! هل هى من انتقمت منه منذ قليل؟!!!!!!
لم أفهم ..... لم أفهم ..همست لنفسها
عاد صوته المتوحش يزأر
(هل شعرتِ أن هذا هو أفضل عقاب لي ..... )
(أن توصميني طول العمر بختم الدناءة )(هل أنتِ راضية الااااااااان)
(تحملتِ الألم و الرعب فى سبيل معاقبتى)
(هل وصل حقدك عليا الى حد أذية نفسك)(اجيييييبيييينى)
كل صرخة من صرخاته كانت ترافقها هزة قوية من يده الممسكة بذقنها
أخذت تهمس الى نفسها (يااارب اجعل هذه الليلة تنتهى ياااارب لطالما انقذنى شعاع الفجر)
الا إنها لم تجرؤ على التفوه بحرف
اشتدت قبضته على ذقنها و اقترب وجهه منها وهدر فى أذنها بهمس الوحوش
(لقد ذهب تحملك هباءا فاذا كنتِ قد هنتِ على نفسك فلماذا تهونى علي.............)
(لقد دفعت الكثير وقد جاء الوقت لأسترد ثمن ما دفعت )
دفع ذقنها بقسوة و قام مغادرا الغرفة تتبعه حمم غضبه الأسود
ماذا فعلت بنفسي ؟؟؟؟......يا الهي ما ذا فعلت؟؟؟..........همست برعب لنفسها
لم يكن يعلم أن في قلبه لا يزال هناك مكان للمشاعر , كان يعتقد أنه دفن كل ما يتعلق بها منذ باعت نفسها الى طلال
هدر الغضب القديم بداخله . لم يستطع تصديق أنها استسلمت لزيجات نساءالراشد المدبرة المشروطة
و لما لا...... اليست منهن , ورثت جيناتهن و جمالهن , عندما علم بزواجهما كان مستعدا لقتلهما معا ثم قتل نفسه
الجشعة الصغيرة .. لم تكن أكبر من مراهقة , إن لم تكن طفلة
اللعنه عليكِ ايثار الراشد مستعد لقتلك الف مرة بما تستحقين
رمى نفسه على الكرسي مسندا رأسه الى الخلف مغمضا عينيه ... كيف فعل ما فعل .... إنها حلا .... حلاه الصغيرة .... حمامته البيضاء التى تربت تحت أنظاره .....كيف سمح لنفسه بأن يجعلها تحيا لحظاتِ الرعب تلك .... لكن رعبها كان أفظع منذ البداية
شيئا ما قد أصاب حلا في ما مضى .... شيء أسود فظيع ..... لم يكن خوفها وهذيانها طبيعيا ......
صحيح أنه رأى عينيها تنظرانِ اليه بغرابةٍ قبل أن تستسلم لإغمائها .... وكأنها تسأله عما تشعر به .......عما لم تعرفه من قبله ....
الا إنه لن يستطيع أن يغفر لنفسه أبدا .... مهما كان .... كان يجب ألا يرعبها الى هذه الدرجة .....لكن ماذا يفعل وهو من آل مهران ......حين يصلون الى نقطة الجنون ......تكون هي النهاية .....
(آه يا حلا لقد أبعدتنى عنكِ بانتقامك الغبى مسافات و مسافات .........حمقااااااء.......حمقاء و قد حررتِ الوحش الكامن في أعماقي)
يا الهى كم اريدك يا حلا