اخر الروايات

رواية لعنتي جنون عشقك الفصل الثالث 3 بقلم تميمه نبيل

رواية لعنتي جنون عشقك الفصل الثالث 3 بقلم تميمه نبيل 




الفصل الثالث
اشرقت الشمس و القت باشعتها الذهبية على خصلاتها المتشابكة الهمجية المتناثرة على وسادته , اخذ يتاملها طويلا , لا يشبع من النظر الى جمال وجهها ابدا, مد اصبعه ليمر به ببطء على وجنتها الناعمة نزولا الى فكها فعنقها الابيض الطويل ,
استمر اصبعه فى النزول وهو مغمض العينين , وسيطرته على نفسه تهدد بالانهيار.
فتح عينيه حين شعر بها تتململ من سباتها .
فتحت عينيها ببطء شاعرة بخدر غريب فى كل انحاء جسدها , اخذت تتمطى حتى اصطدمت عيناها بعينين قاسيتين تنظران اليها نظرة غريبة نشرت الذعر فى اوصالها .
شهقت بصوت عالى و انتفضت جالسة فسقط الغطاء الى خصرها ,فرفعته فى هلع الى عنقها و رفعت ركبتيها الى صدرها و انكمشت ملتصقة بظهر بظهر الفراش مرتعشة و متسعة العينين.
امتدت لحظات الصمت بينهما و هما يحدقان ببعضهما , اغلقت عينيها منتظرة ما سيوقعه بها ,
انتظرت ... انتظرت
فتحت عينيها لتجده لا يزال ينظر اليها الا ان يداه انقبضتا فى قبضتين اظهرتا بياض مفاصل اصابعه من شدة ضعطه عليها .
(جهزى نفسك للنزول وتناوا الفطور معى)
ثم قام من على حافة الفراش وغادر الغرفة مغلقا الباب خلفه ,ظلت تنظر الى الباب طويلا وهى لاتعلم انه مستند عليه من الناحيه الاخرى مغلقا عينيه
(كم اكرهك يا حلا ..........يا حبيبتى يا احلا النساء)
راها قادمة الى الشرفة بخطوات متعثرة , يا الهى كم بدت مراهقة بريئة بثوبها الابيض و شعرها المربوط .
هذه الجميلة هى ملكه , احساس كاسح بالمتلاك اجتاحه ,جلست ببطء و تردد على الكرسي الوحيد والموجود بجواره , لم ينطق اي منهما بكلمة , ظلت هى مطرقة براسها و ظل هو ينظر اليها لا يشبع منها .
عادت به ذاكرته الى يوم راها اول مرة
نظرات عسلية بريئة , شفاة كرزية وجنتان كالتفاح و ابتسامة ملاك و ضفيرتان بلون الذهب , لم يرى طفلة اجمل منها يوما .
كائن خرافى ذهبى يقفز و يدور مقهقها فى بهو قصرهم . لم يدرى كم بقى يراقبها ينهل من الوهج الذهبى الذى تثيره حولها .
نزل درجات السلم ببطء حتى وقف خلفها و هى لا تزال تقفز , انطلقت منها صرخة طفولية حين التفتت لترى هذا العملاق الاسمر خلفها ينظر اليها من علو بنظرات صارمة .
شعر بالتسلية و هو يرى ما اثاره من رعب لديها .
سالها بصوت قوى (من انت ؟)
بقيت صامته فاغرة الفم و قد عجزت عن النطق
ارتفع صوته قليلا ؛(سالتك سؤالا ....)
صدرت منها همسة طفوليه لا تسمع
انطلق صوته مرة اخرى
(لم اسمع )
(حلا) كلمة واحدة وصلته بالرغم من خفوتها
(و من تكونين يا انسة حلا ؟..)
اطرقت راسها مرة اخرى و لم ترد
(حلاااا)ارتفع صوته بنداء اشد و اعلى نبرة و اكثر صرامة
وصله صوتها الخافت
(حلا الراشد)
وكانت بداية دخول لعنة نساء الراشد الى حياة رجال مهران
ايثار الراشد
اسم جلب لعنة اصابت حياتهم ,ولم يستطيعوا الفكاك منها الى اليوم
ايثار .. ذات سحر اسود يسبى كل من يراه ليجعله اسير محرابها ,يوم دخلت ايثار قصرهم و راها عرف ادهم انها لن تخرج منه ابدا ,
عينيها قاسيتين بلون الفيروز تسبيانك و تركعك تحتهما, شعر اسود طويل كليلة لا تنتهى , قوام كلحن فاجر يابى ان يحرر من ينظر اليه
(ادهم ...ايثار زوجتى)
جملة لن ينساها ابدا شلت اطرافه وقتها جملة صدرت من امبرطور عائلة مهران .
ادرك ادهم ان صاحبة السحر الاسود قد فعلت المستحيل و اسقطت الامبراطور من عليائه ,
دخلت ايثار الراشد القصر تصاحبها ثروتها الصغيرة
سابين طفلة فى السادسة من يراها يجزم انها سترث سحر ايثار الاسود الذى ستسبي به كل من يراها
نفس الخصلات السوداء المجنونة , نفس النظرة الفيروزية الفجة
سما , دمية صغيرة عيناها بلون السماء الصافية تحمل براءة بعيدة عن نظرة اختها , وخصلات شقراء ملفوفة كشعر دمية
و اخيرا حمامته الذهبية التى تحمل كل معانى الجمال فى نظرتها التى تمتزج فيها البراءة بالشقاوة بوهج ذهبى خاص بها تشعه على كل من يراها
اين ذهب هذا الوهج الذهبى حمامتى , اين اختفى شعاعك الذى كان ينفذ كالسهم الى قلبى و انا اسقط بكل استسلام لسحر احدى بنات الراشد .
افاق من ذكرياته على صوت تحطم شىء على ارضية الشرفة الرخامية , نظر اليها و قد اوقعت فنجانها من بين اصابعها المرتجفة .
جثت على ركبتيها عند قدميه تجمع القطع المكسورة .وهو ينظر اليها من علو , لحظات و نزل جالسا القرفصاء بجانبها و استمر فى النظر اليها و هو يكاد يلتصق بها , ارتجفت بشدة من قربه ولم تستطع رفع عينيها اليه , و من شدة ارتجافها جرحت اصبعها باحدى القطع المكسورة , تساقطت القطرات الحمراءعلى فستانها الابيض , امسك اصبعها بيده و رفعه الى فمه وعيناه لاتحيد عنها , ظلت تنظر الى الارض بينما قلبها يكاد يقفز مذعورا بداخلها من حركة فمه .
عادت المشاعر الشرسة اليه لتنشب مخالبها باعماقه و تفقده ما تبقى من سيطرته
امسكت قبضته القوية فكها بعنف و امتدت يده الاخرى لتجذب رباط شعرها محررة الخصلات الطويلة من قيدها ,جذب راسها اليه ليلتهم شفتيها فى قبله كان ينتظرها من ساعات
لم تعرف كم استمرت قبلته ,لحظات ,دقائق لن تعرف ابدا احست بالدوار يلفها و يفقدها ما تبقى لديها من قدرة على تمييز اى شىء
جذبتها ذراعيه من خصرها كقضبان من فلاذ لترتكز على ركبتيها بدون ان يحرر شفتيها من اسر شفتيه .
امواج تبلعها و تلقيها بدوامة تدوووور و تدوووور .
(سيدى لق..........اه... انا اسفه ......اسفه جدا )
رفع راسه ببطء وهو يشتم و يلعن بداخله , لينظر الى الخادمة المذعورة امامه
(اذهبى الان زينب )قالها بهدوء لا يناسب البركان العاصف بداخله
انطلقت الخادمة المسكينة مهرولة و كان شياطين الارض تلاحقها
نظر ادهم الى وجه حلا المرتفع اليه وهى مغمضة العينين ولا تزال بين ذراعيه
(حلا ..)
لم ترد بل يعتقد انها لم تسمعه اصلا , ربت على وجنتها باصبعه (حلا...)
ايضا لا رد
ضرب باصابعه اقوى قليلا على خدها (حلا افيقي........)
ارتفع جفناها ببطء لتنظر اليه عينان غلب عليهما خضار البحر فى اخر لحظات الغروب ,اول مرة يرى صغيرته وقد عصفت المشاعر بعينيها التى لطالما نظرت اليه فى خوف
يا الهى لقد كبرت صغيرته و اصبحت امراءة خلابة , لم يعرف متى كبرت ولا كيف اضاعها لتعود فى النهاية الى مكانها الطبيعى المقدر بين ذراعيه
(وعدا منى و لنفسى ... لن اضيعكى ثانية ابد الدهر.. يا حلا الراشد)
كانت تجلس على كرسي مكتبها بداخل احد فروع امبراطورية مهران
واضعة ساق فوق الاخرى باناقة , وكعب حذائها الرفيع الشديد الطول يطرق بانتظام سريع على ارضية الغرفة .
(هناك شى خاطىء ..... استشعره بداخلى )
مرت عدة ايام و لم يهاتفها كعادته , منذ ان ابلغها انه سيتغيب عن العمل لعدة ايام فى مكالمة مقتضبة رسمية لا تشبه مكالماته العاطفية الطويلة التى كان يمطرها بها بعد العمل وكان بقائهما معا ساعات العمل لا يكفيه
(اين انت مازن مهران .. يستحسن ان يكون لديك عذرا قويا )
(لست انا مازن مهران )
ظلت تحدق امامها بصمت هائج
كانت سارحة فى افكارها و لم تشعر بدخول احدا الى الغرفة الا بعد ان رات جدارا بشريا يعيق مجال الرؤيا امامها تماما
تاملت نظراتها الجدار البشرى الضخم العضلات ببطء شديد صعودا الى اكتافه ثم الى وجهه .
وجه وسيم وسامة رجولية سمحة لكن ايضا قوية الشكيمة , شعرا اسود قصير انتشرت به الشعيرا الفضية و ازداد انتشارها على جانبي وجهه لتعطيه جاذبية غير موجودة عند الكثير من الشباب الشديدى الوسامة , اما عيناه فهى قصة اخرى فهى للوهلة الاولى عينان بنية طيبة رقيقة انتشرت بعض الخطوط الدقيقة على جانبيها .الا انك حين تطيل النظر اليهما تجد باسا و صلابة تثير الرعشة فى الجسد .
استمرت فى النظر الى وجهه و هى مستندة الى ظهر كرسيها ممسكة بقلم تلعب به باستهانة بين اصابعها المصبوغة بلون احمر قان .
لم تنزل حتى ساقها من على الاخرى احتراما .
وقحة , كان يعلم انه سيجد فى هذا الكرسي اكثر النساء وقاحة , الا انه حين راها على الحقيقة اشتدت نيران الغضب بداخله من شدة وقاحتها .
حتى شكلها شديد الوقاحة . شعر اسود مجنون يحاول الصمود فى قيد ربطته خلف عنقها البيضاء الطويلة .,شفتان مكتنزتان اكتنازا يكاد يكون غريبا و مصبوغتان بلون احمر قان يتناقض مع النظارة العملية ذات الاطار الاسود التى تغطى عينيها بدون ان تخفى لونهما الغريب , لون فيروزى داكن يختلط فيه الاخضر الداكن بشظايا زرقاء لاهبة
عينان جميلتان تشبهان الاحجار الكريمة الا انها اشد قسوة منها
همس لنفسه
(ها قد جئت اليكى .. و ساذيقك اياما اشد ظلمة من ليل شعرك الطويل ... يا سابين الراشد)




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close