رواية بلال وفريدة العشق بطريقة الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم زينب سمير
••الفصــــــل الثــانــي••
وقفت
السيارة أمام بوابة منزلها ..قصر حسان ابو عوف.. بمعني ادق لتجد كالعادة
الآلاف من الحراس متخصصون لحماية كل شخص هنا ..الا هي فقد اقسمت أن لا
يحرسها أحد والا لن يحدث خير ، وبالفعل ومنذ صغرها لا يستطيع أحد أن يحميها
أو يتهجم عليها حتي ، فشراستها مخيفة ، ظلت تنظر لهم بسخرية وهي تسير
بالسيارة للداخل ناحية الجراج أولئك فقط يظلوا بالايام والشهور هكذا ، وهي
تعلم أن لن يحدث اختيال لوالدها أو اي شى من هذا القبيل ، فهو لا يعمل بشئ
خاطئ وربما يكون هذا السبب الذي سيودي الي وفاته ، وصلت الجراج لتصف
السيارة بمكانها وتخرج منها ، ثم نظرت لأحد الأشخاص الموجودين هاتفه:-
_عمو عبده ابقي خلي حد ينضفها معلش
اؤما بنعم مبتسما قائلا:-
_حاضر ياست البنات
ابتسمت لكلماته مجيبه:-
_بحب اوووي الكلمة دي منك
وارسلت له قبله في الهواء ذلك الرجل الذي تعتبره كأب ثاني حتي والدها يستشيره احيانا في بعض الأمور من كثره تقاربهم ، وطيبته
ثم ذهبت نحو الباب وهي تتجهز لتتلقي وابل من النصائح والشتائم معا
وما
أن دخلت للقصر واتجهت نحو غرفة المعيشة ولمحتها والدتها السيدة فيروز ،
أحد سيدات المجتمع الراقي ، ورغم هذا تعتبر ست بيت درجة اولي ، وحقا فريدة
مستغربة من أن والدتها استطاعت أن تبقي الاثنان معا ، فهي لا تترك حفلة ولا
تترك أي شئ أو اي جديد في حياه ابناءها يفوتها...
هتفت فيروز وهي تراقب دخولها:-
_فري حبيبة مامي اخيرا جيتي
فريدة بتوجس:-
_مامي انا مش مطمنالك
فيروز ضاحكة:-
_لية يعني في أية..وبعدين ما دام خايفة يبقي عاملة مصيبة أو كارثة كمان
فريدة بلامبالاة وهي تشير بيدها بلا:-
_لا والله معملتش حاجة خاالص
جاء صوت والدها الغاضب من الخلف ، وهو يدخل أيضا للغرفة ، ويبدو أنه اتي في تلك اللحظة:-
_والله اومال مين دي اللي كسفتني قدام كل الناس اللي هناك دي
فيروز بتعجب:-
_عملت ايه بإحسان
حسان بغيظ:-
_الهانم هي وماشيه بتقولهم هتوحشوني والله
فريدة:-
_الله يابابي دي مشاعر فياضه مني وحبيت اعبر عنها ليهم
حسان وهو يحرك يده علي وجهه محاولا التحكم في عصبيته من ردودها:-
_وراحة تعبري عن حبك في وجود الشيطان يافريدة... الشيطان مرة واحدة
خرجت شهقة مرتفعة من فيروز ، وهي تضع يدها علي فمها ، بينما قالت فريدة بتعجب أشد:-
_شيطان
...شيطان كل ما اكلم حد انهاردة مورهوش سيرة غيره ..ايوا مين يعني الشيطان
دا..وبعدين في حد يلقب نفسه بالاسم المخيف ، والمقرف دا
حسان موضحا:-
_يابنتي افهمي بلال بية مش اي حد
فريدة باستهزاء:-
_فهمني ازاي مش اي حد
حسان:-
_يعني لو البلد كل اقتصادها عبارة عن عشرين مليار
هو
هيكون ملكه النص أو التلت ، هو مالك معظم المشاريع اللي بتعملها الدولة ،
انتي مش فاهمة أنه بنظره أو بإشارة يقدر ينسف اي حد أو حتي يدمر اقتصاد بلد
، اسم بلال بيترعب منه الاجانب قبلنا ، سكوته دا اكبر عذاب للشخص اللي
قدامه ، انتي فعلا مش فاهمة يعني أية شيطان يافريدة ، لان اللقب دا قليل
اووي عليه ...لما يغضب من حد
فريدة بدهشة:-
_وكلمتي دي هتاثر قوي عليه
حسان:-
_طبعا تأثر كفاية انك اتكلمتي وهو بيتكلم ، وكمان حاجة ازاي اصلا مخلتيش السكرتيرة هي اللي تيجي تبلغني بوجودك
فريدة بضحكة غباء:-
_اصلي مشفتهاش
حسان:-
_خلاص دا مش موضوعنا مادام عدي علي خير الحمد لله..المهم مقررتيش تنزلي تشتغلي
فريدة بتأفف:-
_لا يادادي مش ليا مزاج
هتفت فيروز متعجبة من حديث ابنتها:-
_فريدة
انا قربت اتجنن منك انتي ولا دلوعة بطريقة اوفر زي الوسط بتاعنا.. ولا
بتشتغلي وعايزة تبني كيان زي معظم ما الناس بتفكر.. ولا ليكي مخططات ماشيه
عليها.. وبتقولي عندك طموح هتحققيها ..حقيقي انا مش فهماكي ياديدا
فريدة بلمعة غموض خفيفة:-
_انا بحب اني اكون كدا يامامي ، محدش يفهمني خالص
حسان هاتفا فجأة:-
_اية رأيك تشتغلي مع الشيطان او بمعني اصح عنده
فريدة:-
_هي هتكون تجربة شيقة لكن sorry dad انا مش عايزة اشتغل Now
فيروز:-
_طيب اطلعي خدي شور بسرعة.. وانت كمان ياحسان ..قبل ما يوصل فارس علشان ناكل
فريدة:-
_اوك.. تشاو مؤقت
وتركتهم وذهبت
هتف حسان بقلق:-
_انا مبقتش فاهم فريدة خالص يافيروز الاول كانت شفافة لكن دلوقتي لا ...حالة غموض سيطرت عليها جامد
فيروز بهدوء:-
_مفيش
داعي للخوف دا ياحسان.. انا عارفة كويس حبك لفريدة وتعلقك بيها وخوفك
عليها .. لكن متخفش بنتك قوية ومفيش جديد ظهر عليها.. فريدة زي ما هي
حسان:-
_انتي شايفه كدا
_مفيش غير كدا اصلا
لكنها همست بداخلها ( في سر انتي شيلاه جواكي يافريدة ، ومخبياه عننا ، وانا لازم أعرفه كفايه اختفائك طول الليل ، وانشغالك عننا )
بالطابق العلوي ،،،،
بنفس
ذات الوقت كانت تقف هي في شرفتها تنظر لحديقه القصر بشرود ولمحة تحدي
غريبة واصرار يظهر في عيونها ، وهدوء يسيطر علي المكان حولها ، كأنها لا
تسمع لاي شئ خلفها أو امامها ، والبرود يغلف ملامح وجهها ...برود سقيعي
كأنها تعترف أن حياتها بلا فائدة أن ضاعت وسط تلك الكوارث التي تفعلها
...أو تجهز لها دون معرفة أحد من اهلها
تنهدت بعمق وهي تقول:-
_قرب
يحصل اللي انا عايزاه ووقتها هيعرفوا اني بعمل ويشتغل في حاجة اقوي من اني
اشتغل مع الشيطان دا... علي الأقل دي مفيدة ليا انا ..مفيدة بدرجة مخلياني
دايما حاسه اني في امان
قالت اخر
كلماتها وهي تنظر للحديقة النظرة الأخيرة.. قبل أن تتجه نحو غرفة ملابسها
..لتخرج ثياب لها ثم تتجه للباب المجاور لتأخذ حمام بارد لعله يهدي من
أفكارها الثائرة دوما...
••••••••••••••••••••••••••••
وصلت السيارة أمام قصره الذي يقبع في مكان نائي بعيد عن البشر قليلا.. يشبه قصر الرئيس ولكنه افخم ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك
تصميمه
الذي صممه اشهر مهندسي الديكور والالوان المتناسقة وكل شى به يخطف الانظار
فكل جزء به تم الاهتمام به ..وكأنه الجزء الوحيد الذي سيمكث به هو
وبسبب
ذلك الاهتمام والتفاني في العمل خرج قصر شاهق مرعب من شكله كصاحبه فشكله
الخارجي يدعوك للدخول به بكل سرور ، ولكن هناك تجد عكس ذلك تماما ، بالداخل
تجد هدوء مخيف وبرود يسيطر عليه ، تشعر وكأن لا حياه فيه
هناك لا تستطيع حتي أن تهمس بأي كلمه سوي بأمره فأحذر هو يكره الثرثرة والحديث دون فائدة
دخل
للقصر سريعا بعد أن فتحت أبواب القصر الداخلية إلكترونيا ، وصعد درجات
السلم الكثيرة وهو يتحدث بهاتفه بكلمات مقتضبة يلقي بها أوامر علي أحد
الأشخاص ، ثم أشار بيده للخلف ليتقدم حارس هاتفا بخنوع:-
_تأمر بحاجة يابيه
هتف وهو يصعد:-
_خليهم يجهزوا طيارة خاصة هنسافر اسبانيا كمان ساعة
صمت ثواني ثم اكمل:-
_ونرجع بالكتير بكره...جهزلي الموضوع بسرعة علشان مفيش وقت
الحارس:-
_خلال ساعة كل حاجة هتكون جاهزة يابية
اشار برأسه بـ اوك عده مرات بلامبالاة وصعد للأعلي...
في جناحه ،،،،،،
كان
عبارة عن غرفة نوم ذو مساحة كبيرة ، يتميز اثاثها باللون الرمادي الغامق
ممزوج بالازرق ، وكان عباره عن فراش دائري الشكل ، ويوجد أمام الفراش مقعد
مسطح ، بينما علي أحد الجوانب يوجد مقعدين متقابلين أحدهم بالازرق والآخر
بالرمادي وطاولة تفصل بينهم ، وعلي جانب آخر يوجد مقعد اسود به بعض النقوش
الذهبية من الذهب الحقيقي
يشرف منه علي الفراش ، والمكان عموما ، وكان هذا مكانه المفضل...
بينما
بجوار المقعدين يوجد حامل للكتب دائري الشكل عبارة عن ارفف وجدت عليه كل
انواع الكتب ، وكان يوجد باب لغرفة الملابس ، واخر خاص للحمام بينما يوجد
غرفة اخري بالجناح يوجد بها مكتب و أريكة للراحة وجهاز لصنع القهوة وثلاجة
صغيرة.. تشبه الثلاجة التي توجد بالغرفة المجاورة.. والتي ما كنت الا غرفة
مطبخ صغير فقط.. يوجد به بعض الأطعمة الجاهزة والمقرمشات وعصائر ..ويتوسط
كل تلك الغرف صالة وجد بها انترية صغير كان باللونين الرمادي والأزرق
أيضا.. فكان كأنه منزل منعزل عن القصر
كان هو قد خرج
بعد أن أخذ حمام سريع وتوجه لغرفة الملابس ليرتدي بعد دقائق قليلة.. بنطال
اسود اللون وقميص بنفس اللون وساعة.. ويضع من عطره الفخم.. ويرتدي حذاء
باللون الاسود به لون زيتي غامق.. يشبه الجاكت الذي امسكه بطرف إصبعه
واسنده علي كتفه من الخلف ..ثم أمسك هاتفه وهبط للأسفل لينهي بعض الأعمال
سريعا والأوراق.. قبل أن يذهب باتجاة المطار والذي منه سيغادر أرض مصر
متجها لأسبانيا...
••••••••••••••••••••••••
•°• فـي منـزل حسان ابـو عوف •°•
تجمعت
أفراد الأسرة حول طاولة الطعام ، حيث جلس الاب علي المقعد الذي يرأس
الطاولة ، وبجواره من جهه اليمين زوجته ، مجاورا لها فريدة ، وعلي يساره
جلس فارس الذي يبلغ من العمر السادس عشر عاما...
هتف حسان وهو ينظر لفارس:-
_اخبار الدراسة معاك أية يافارس
اجابه بهدوء وهو يترك الطعام الذي بيده:-
_كويسة يابابا بس الحقيقة أنا عايز حضرتك في موضوع بخصوص المدرسة
حسان بأنتباة:-
_خير في حد بيضايقك فيها
فارس بنفي:-
_لا مش كدا
فيروز:-
_اومال في ايه ياحبيبي
فارس:-
_انا عايز اسيبها
هتف حسان بتعجب:-
_تسيبها ؟! اوك يعني تقصد في مدرسة غيرها عايز تروحها
فارس:-
_اهاا
فيروز:-
_مدرسة أية دي ياحبيبي.. وخاصة ولا لغات.. ولا اي الحال ومستواها التعليمي حلو ..يعني هتستفاد ولا
فارس بصوت قاطع:-
_انا عايز اروح مدرسة حكومي
حسان:-
_اية !! انت عارف انت بتقول أية انت مش هتعرف تتأقلم علي الوضع
فارس:-
_بابا معلش احترم رغبتي.. وانقل لي الورق هناك
تطلع حسان لفيروز بحيرة قاطعتها هي قائلة:-
_بص
ياحبيبي احنا مش معترضين نهائي علي المدرسة.. انا وبباك اتخرجنا من
المدارس دي.. واي حد من الوسط دا هتلاقي أهله كدا ..لكن احنا نقصد علشان
انت متعود علي اصدقائك ..ونظام معين .. وهدوء وكدا دا مش هتلاقيه هناك
اعتقد
فارس:-
_ماما انا عارف دا كله ..ومصر اني اروح هناك
هتف حسان بهدوء:-
_طيب تكمل السنه دي في مدرستك وبعدين نحولك
فارس برفض شديد:-
_لا
طبعا..احنا لسة في بداية السنة يابابا ، حرام اكمل دا كله في المدرسة ، دا
غير أن المنهج لسة في أوله ، ومحدش امتحن اي امتحانات نهائي
حسان:-
_خلاص هشوف الموضوع دا وهرد عليك بكره..بس انت في مدرسة معينة عايز تروحها ولا اقدملك في اي واحدة
فارس:-
_لا انا معنديش فكرة...قدملي حضرتك في اي مدرسة
قالت فريدة اخيرا متدخله في ذلك الحوار:-
_والله ياواد يافارس انت دماغ..كنت هموت واعمل زيك كدا لكن علشان مسبش أميرة وسالي وريما قعدت
فارس بابتسامة مرحة:-
_معندكيش شخصية
رمقته بقرف ولم ترد
بينما
هو كان سعيد بشدة فأخيراا سيذهب للطبقة المتوسطة والفقيرة ، فهو يريد أن
يتعامل معهم ، يريد أن يري معاناتهم تلك ، فربما يستطيع يوما ما أن
يساعدهم...
يتبع....