اخر الروايات

رواية الجزيرة الغامضة الفصل الثاني 2 بقلم سوزان محمد

رواية الجزيرة الغامضة الفصل الثاني 2 بقلم سوزان محمد 



المقدمة
أنا مني
نشأت في أسرة متوسطة وكان ترتيبي السادسة وسط أخوتي ساقتني الأقدار لأخوض مغامرة غريبة علي جزيرة وسط المحيط مع أكثر شخص يبغضني فوق سطح الأرض كيف سأنجو من الجزيرة وأعاصر أحداث الحادي عشر من سبتمبر هذا ما ستعرفونه عندما تتابعون قصتي
*******
وصلت الطائرة الي مطار واشنطن ونزل الركاب واتجهت البعثة العلمية إلي مقر اقامتها واتجه كل واحد منهم الي غرفته
ودخلت مني إلي غرفتها مع شريكتها في السكن حنين
واستلقت كل واحدة علي سريرها حتي أنهما لم يتناولا الطعام الذي أحضره الفندق إليهم من شدة الاعياء
وظلتا نائمتين حتي صباح اليوم التالي
وفي اليوم التالي
SuzanMohamed
تناولت مني وحنين طعام الافطار
ثم ذهبت كل واحدة منهن للقسم التابع لتخصصها في الجامعة وذهبت مني الي المختبر العلمي
حيث أخذ كل طالب يعمل علي بحثه الخاص في مجال تخصصه
ولقد اختارت مني الظواهر الخارقة في الطبيعة
والجولوجيا المتغيرة وكان أشد ما لفت انتباهها في أبحاث وكالة ناسا ظهور بعض الجزر في المحيط الاطلسي واختفاء أخري دون مبرر
وظلت تعمل علي تلك الأبحاث طيلة الوقت
وكان الاستاذ في قسم الجولوجيا
جون دي واي ماكوين والبالغ من العمر خمسة واربعين عاما هو رئيس الفريق
ومهتم بتلك الظواهر أيضاً
كانت مني دائما تحاول أن تعرف وتسأل عن كل شئ
ولكن جون دائما مايتجاهلها عندما تحاول أن تسأله عن أي شيء أو يجيبها علي عجلة أو اجابة مختصرة
بل أحياناً يتجاهلها ولا يرد عليها من الأساس
فقد عرف عنه أنه عنصري يمقت العرب
وذلك بسبب مايشاع عنهم من الوحشية ووصفهم بأنهم إرهابيون وكان يري أنهم رمز التخلف والجهل في العالم وأن افكارهم عن الدين أفكار رجعية لا تتوافق مع العصر الحديث
بل أنهم سبب الإرهاب فى العالم كله
لذا كان يتعامل مع المسلمين بتعال وكان دائما ينظر باحتقار لتلك الفتاة فهي الوحيدة في معمله التي تلبس الحجاب
في البعثة العلمية وفي هذا القسم الذي يرأسه هي وزميلتها حنين التي كانت تدرس في قسم آخر
بعد مرور ثلاثة أشهر
جاءت حنين لزيارة مني في القسم الذي تدرس فيه
فاصطدمت بدكتور جون و هو خارج من المعمل
فلفت انتباهها ودخلت للمعمل وهي تراقبه
واقتربت من مني وهي تتغزل في وسامته
فدكتور جون رغم أنه في منتصف الاربعينات لم يكن من أولئك الذين يظهر عليهم التقدم في السن
فكان أسود الشعر وسيم الطلة رياضي البنية فهو يداوم علي أداء التمرينات الرياضية فكان كل من يراه يعتقد أنه في أوائل الثلاثينات
واخذت حنين تمتدح وسامة جون وأناقته ولكن مني أوقفتها قائلة
أنه قد يكون جميل الشكل والطلة ولكنه سئ الطبع مغرور
وعنصري وسليط اللسان أيضاً
وطلبت من حنين عدم الحكم عليه من مظهره فقط ولتصبر قليلا حتي تتعامل معه
SuzanMohamed بعدها بقليل
دخل جون للمعمل ونظر ليجد فتاتان محجبتان بدلا من واحدة
فنظر الي حنين نظرة توحي بالغيظ وقال لها:
أنت ماذا تفعلين هنا في مختبري؟
فاجابت بالانجليزية أنها اتت للقاء صديقتها مني
فنظر جو الي مني واخبرها أن معمله ليس مكانا للمقابلات الشخصية
وأن عليها أن تاخذ صديقتها وتخرج للتحدث معها خارج معمله
فامسكت مني يد حنين واتجهت خارج باب المعمل
ثم ودعت صديقتها
فقالت حنين إن صديقنا له نظرات حادة ولسان حاد أيضاً
مني
ألم اقل لك انه طويل اللسان مغرور
فنظرت إليها حنين وقالت وهي تهمس بصوت منخفض ولكنه لا يزال جذابا بالنسبة لي
مني
هيا غادري فقد يخرج من المعمل ويقتلنا نحن الاثنتان
ثم انصرفت حنين وهي ضاحكة وهي تقول لنفسها: ولكني مازالت أراه ظريفا
عادت مني إلى المعمل
فنظر لها جون قائلا:
أنت لماذا عدت؟ كان المكان أكثر نظافة وأنت بالخارج
فأجابته
بل أراه مليئ بالقذراة لذا فلن أبقي فيه
ثم غادرت المعمل وذهبت لمعمل مجاور وأخذت تكمل بحثها علي الحاسوب هناك
بينما جون يقول بصوت هامس
يا لك من وقحة كان ردك أكثر وقاحة من سؤالي
وكلما أردت إحراجك تردين لي الصاع صاعين ولا أدري كيف سأتحملك حتي نهاية العام؟
ولكن سأحاول التخلص منك قريباً جداً
دخلت مني الي معمل آخر
وأثناء بحثها في آخر ما ورد من خرائط ناسا توقفت فجأة فلقد وجدت نقاط تدل على اليابسة في مكان لم تكن موجودة فيه من قبل علي كل الخرائط السابقة
فأخذت تقارن الخرائط القديمة والحديثة بدقة حتي تأكدت من فرضيتها بوجود جزيرة في هذا الموقع بالقرب من مثلث برمودا
فذهبت مسرعة الي جون في المعمل المجاور وقد أخذت معها فلاشه عليها البيانات الجديدة
ودخلت المعمل وهي تقول:
لقد اكتشفت شيئاً مبهرا
فنظر اليها قائلا:
وهو يتحدث بسخرية أنت
لا أظن إنك اكتشفت شيئاً ذا اهمية
ولكن لنري ماذا اكتشفت يا إرهابية؟
بلعت مني ريقها وحاولت السيطرة علي أعصابها لأن جون يتحكم في مصير أبحاثها في الوقت الحالي
فوضعت الفلاشه في الحاسوب
ثم جعلته يري الصور التي جمعتها
وبالفعل ظهرت جزيرة غامضة لم تكن موجوده علي كل الخرائط القديمة التي رأها من قبل
فنظر جون للخرائط ولكن باهتمام هذه المرة
ثم نظر إليها قائلا وهو يبتسم لأول مرة منذ أن رأته
أعتقد أن الارهابية افادتني بشئ هذه المرة
فنظرت مني إليه
بنظرة المتحدي الواثق من نفسه وقالت:
وستجدني مفيدة دائما ولكن عندما لا تنظر للشكل الخارجي فقط وتحاول أن تنظر لجوهر الإنسان الواقف أمامك وليس لمظهره دكتور جون ثم تركته وانصرفت
بينما قام جون علي الفور بالاتصال بمرفأ السفن وطلب تجهيز احدي السفن المخصصة للبحث العلمي
وكذلك أبلغ طلابه من الفريق العلمي الذي يعمل علي نفس الموضوع واخبرهم أنهم سيغادرون معه لاستكشاف الجزيرة غداً
SuzanMohamed
وفي اليوم التالي
جاءت مني لمعمل الجامعة بعد أن اتصل بها أحد طلاب الفريق البحثي وأخبرها أن الفريق العلمي سيتوجه للبحث عن الجزيرة بعد قليل
فصدمت لأن جو لم يخبرها بالرغم أنها صاحبة البحث وكان عليها أن تكون قائدة الفريق
ولكنها عندما وصلت لمعمل العلوم لتنضم للفريق وتذهب معهم للكشف العلمي
لم تجد أحداً من فريقها الذي تعمل معه ولما سألت أخبروها أن الفريق قد غادر في رحلة علمية
كاد يجن جنونها كيف يتركونها وهي صاحبة البحث؟
ولكنها قالت لنفسها
لن استسلم يا جون بهذه السهولة فأنا و ابحاثي يجب أن نكون في قارب واحد
ثم طلبت سيارة خاصة لتلحق بالفريق العلمي قبل أن يغادر الميناء
واتفقت مع السائق أنه لو أوصلها في عشر دقائق سوف تعطيه مبلغا كبيراً
وبالفعل وصلت الي الميناء وسألت عن السفينة البحثية وقد أدركت الفريق العلمي بعد أن ركبوا السفينة العلمية وكانوا علي وشك الاقلاع وإزالة الممشي
فطلبت من العمال التوقف وترك الممشي حتي تركب السفينة بعد أن اظهرت لهم كارنيه البعثة
وبالفعل توقفوا حتي ركبت ثم أزيل الممشي
وأخذت السفينة الصغيرة تشق البحر بسرعة في طريقها لمثلث برمودا أو مايطلقون عليه مثلث الشيطان
ذهبت مني إلي احدي الغرف المخصصة للباحثين وبقيت فيها حتي لا يراها جون
ولما تأكدت أن السفينة ابتعدت بما يكفي عن الشاطئ
قررت الخروج لتفاجئ جون الذي لم يكن يعرف أنها
قد لحقت بهم اصلا
فوجدته متكئ على سور الباخرة ينظر إلي البحر ويمسك في يده كوبا من القهوة الساخنة
فوقفت الي جواره ممسكة بكوب من القهوة هي الأخري
ثم قالت لجون في هدوء:
البحر جميل ولكنه يحتاج لبعض الارهابين لاكتشافه
فارتبك جون حين رأها وسقط الكوب الذي في يده في البحر
فنظر لها بغيظ شديد
ثم قال لها:
من أخبرك بالأمر؟ وكيف وصلت إلي هنا؟
فقالت له ألا تعلم أن الارهابين لديهم قدرات خاصة
ثم نظرت إليه في زهو نظرة المنتصر
وغادرت إلي غرفتها
****
وفي اليوم التالي
خرجت ومعها الخرائط وتوجهت نحو الفريق الذي اجتمع من دونها كالعادة فوجدتهم يحسبون الاحداثيات ولم يتوصلوا لمكان الجزيرة بعد
فوضعت أمامهم ورقة قد كتب عليها إحداثيات الجزيرة ثم قالت لهم:
لو أن أحدكم كلف نفسه واستدعاني كنتم وفرتم علي أنفسكم عناء البحث والحساب
هذه احداثيات الجزيرة وسوف نصل إليها في الساعه الرابعة فجر الغد
ثم تركتهم وانصرفت
بينما ينظر إليها الجميع بانبهار
وفي المساء حدث اضطراب في السفينة فخرج الجميع من غرفهم ليجدوا البحر هائجا والماء يتسرب إلي سطح السفينة والسماء مسودة تنهمر منها المياه ليزداد الوضع سوء
فلبس كلا من علي ظهر السفينة سترات النجاة ووضعوا حقائب صغيرة علي ظهورهم بها المستلزمات الضرورية والأساسية
من أجل إنقاذهم لو ألقتهم المياه علي أحدي الجزر
وفجأة مالت السفينة وبدأت المياه تندفع داخلها
ووجدت مني نفسها في المياه وجون علي مقربة منها
وفجأة اصطدمت رأس جون بجزء خشبي من السفينة ففقد الوعي وأخذت الدماء تسيل علي وجهه
وقد ثقبت سترة النجاة التي يلبسها فاتجهت مني نحوه وامسكت به قبل أن تبتلعه المياه الهادرة
ثم وجدت لوحا خشبيا يطفوا من السفينة المحطمة فتعلقت به وهي ممسكة بجون ولكنها لم تستطع الإمساك به هو وحقيبته الخاصة
فنزعتها وألقتها في المياه لتستطيع الامساك بجون والتمسك باللوح الخشبي في نفس الوقت وهي تقول لنفسها
لو نجونا ستكون حقيبتي كافية لنا نحن الاثنان
أخذت الأمواج تتقاذفهم
وهي لا تدري إلي أين سينتهي بهم الأمر
فهي لم تعد تسمع صوت صياح زملائها في السفينه ولم تعد تري شيئاً إلا الظلام الدامس و هدير الأمواج المرتفع
وجون الذي تمسك به فاقدا للوعي بين الحياة والموت
وتلك الأمواج وهي تتلاعب بهما وسط المحيط و مصير مجهول لا يعلمه إلا الله
يتبع
بقلمي SuzanMohamed


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close