رواية من نبض الوجع عشت غرامي الفصل التاسع وعشرون 29 بقلم فاطيما يوسف
البارت لسه خالصين حالا كالعاده يا حلوين عايزه تفاعل عايزه رايكم في البارت طبعا مش عايزه كسل عايزه الجروب يلعلع هههههه ما تبخلوش عليا ما تتصوروش انا بقعد طول النهار اكتب في البارد ده علشان خاطر يوصل لكم كده واسيبكم مع القراءه الممتعه حبيباتي 😍😍😍
+
مر عشرة أيام على تلك الأحداث بأكمل وحال ابطالنا مع نبض الوجع قاسي عليهم ،
+
في منزل مجدي تدهورت حالته الصحية بشدة فهو قد علم مابه والمرض الذي أصابه ورفض العلاج بشدة ومها حاولت معه كثيرا وهو مصمم على رأيه ،
+
تجلس معه في غرفتهم وهي مازالت تتحايل عليه :
+
_ لازم تتابع العلاج يامجدي مينفعش اكده ،
+
إنت أصلا سكت الفترة داي كلها كيف !
+
والأعراض اللي كانت بتجي لك إزاي كنت بتطنشها ! ليه أهملت في نفسك وفي صحتك دي كله يامجدي .
+
كان يشعر بالإرهاق الشديد فقد زاد تعبه تلك الأيام وخاصة ان اعراض الحمى أثرت على ذاك المرض اللعين وجعلته وصل به للمرحلة الرابعة ثم تحدث بصوت متعب بشدة وكأن نواكب الحياة قررت أن ترصده وحده لا احد غيره :
+
_ اني ولا هروح ولا هاجي اني خلاص بودع وايامي معدودة في الدنيا وعايز اموت على فرشتي ولا انتِ ناقصة مرمطة وبهدلة وياي كفاية تعبك معاي دلوك أني والعيال وحياتك كلها بقت علاج وأدوية وتشليني وتحطيني ،
+
وأكمل من بين نهجانه بلوم لحاله عما فعله بها طيلة السنوات الماضية:
+
_ تعبتك وياي يا ام الزين وخليت حياتك كلها مرار ويوم مافوق الاقي الهموم والأمراض رصداني من كل مكان ، شكل ربنا مقدر لك الشقاء في الدنيا علشان رزقك بواحد زيي .
+
أمسكت يداه بحنو فهو مريض وقبلته بحنان وعيناه تلتمع بالدمع فقد تأثرت بحالته ،
+
ففي ضعغه ومرضه نسيت كل شئ ، نسيت مافعله بها ، كم كان قلبها جمييل ثم حسته للمرة التي لم يعرف عددها:
+
_ مليكش صالح بيا يامجدي والله العظيم لو عضم في قفة ماهتخلى عنيك وانت مريض ،
ولازم تتعالج يامجدي إن مكانش علشان خاطرك يوبقى علشان خاطر زين وزيدان ، لازم تفوق وتكمل علاجك الطبيعي وتروح معايا تتابع الجلسات وتعمل زرع النخاع الشوكي الدكتور قال لي ينفع في حالتك يامجدي .
+
أدمعت عيناي مجدي وبكى لأول مرة كالأطفال وهو متشبس بيدها بوهن وكأن مرضه أضعفه بشدة ثم تحدث من بين شهقاته :
+
_ مكنتش عايز أمـ.ـوت دلوك ، كنت بكوش على الفلوس على قد ما اقدر من غير حسبان لرب العباد ، عميلت كل حاجة وحشة ، سلفت المحتاج بالربا ، رشوة وارتشيت ، ناس دخلتها السجن علشان مقدروش يسدو الدين بالربا ، وحاجات كتير خيالك مايتوقعهاش ،
+
وفجأة ربنا ابتلاني بكل الأمراض اللي في الدنيا ودلوك بقيت على مشارف الموت ، وربنا استجاب دعوة مظلوم محتاج فيا ، سبحانه يمهل ولا يهمل ،
+
وأكمل من بين شهقاته التي جعلتها تمسد عليه بحنان فهو مهما حكى عن قذارته التي فعلها مجرد أن رأت دموعه حزنت لأجله :
+
_ حتى ولادي مرحمتهمش وكنت دايما ادعي عليهم ربنا ياخدهم ويريحني منيهم علشان مخلينك منكدة علي لما كنتِ دايما بتطالبيني اكون جارهم .
+
دق قلبها وجعا الآن على أولادها وتذكرت أنه لم يكن أبيهم ولذلك لم يشعر بأبوته لهم فسبحان مسبب الأسباب ، ثم حاولت تهدئته وهي تمسح دمعه وتربت على ظهره:
+
_ خلاص يامجدي اللي فات مـ.ـات وأني مسامحاك من كل قلبي ومش زعلانة منيك خالص ، أما بالنسبة للناس استغفر ربنا كَتييير وتوب يامجدي وصلي وهو غفور رحيم ، بس إنت دلوك لازم تتعالج لازم .
+
أغمض عيناه وهو رافضا العلاج ومنهيا النقاش في ذاك الموضوع:
+
_ له ولا هروح ولا هاجي ومتتكلميش في الموضوع دي تاني ، سيبي ربنا يخلص ذنوب الناس مني وينـ.ـتقم ماهو المنتـ.ـقم الجبار .
+
اخذت معه وقتاً طويلاً تحاول إقناعه ولكن رأسه يابسا كالحديد لايستجيب أبدا ، وجدت أنه نام من أثر الدواء فدثرته بالغطاء ثم خرجت من الغرفة ،
+
أمسكت هاتفها ووجدت أكثر من خمس مكالمات من عامر فلوت شفتيها بامتعاض من كثرة اتصالاته ، فدخلت غرفة جانبية وقامت بالاتصال عليه و أتاها الرد منه ملاماً لها :
+
_ إيه يامها داي كلاته علشان تردي علي ، بقالي ساعة برن عليكِ !
+
حللت أصابعها بين خصلات شعرها ثم استدعت الهدوء و أجابته:
+
_ هو أني فاضية لحوارات التليفون داي ياعامر اني اللي فيا مكفيني ،
+
واسترسلت وهي تذكره :
+
_ وبعدين انت مش لسه مكلم الاولاد من يومين بالظبط في ايه بقى مش كل شوية اتصال اني مش ناقصة حـ.ـرب اعصاب عايزة افوق لولادي ومراعيتهم .
+
ذكرها هو الآخر مرددا بنبرة تصميم:
+
_ ماهم ولادي بردو ولا شكلك عايزة تنسي ومصممة اني مفكرش فيهم ولا اكلمهم ومش عايزاني اجي ناحيتهم .
+
نفخت بضيق من حالة الروع والتشتت النفسي التي تحياها تلك الأيام مابين مرض زوجها ورعاية أبنائها فهي أصبحت تبعد عنهم كثيراً هذه الأيام ولم ترعاهم كيفما كانت والأخير ذاك العامر الذي لم يتركها وشأنها ومستمر بالضغط عليها ثم انفـ.ـجرت باكية هي الأخرى وقواها لم تعد قادرة على تحمل كل تلك الأعباء وتحدثت من بين شهقاتها:
+
الثلاثون من هنا